زخات العشق والهوي
عن مجادلته ما إن توقف عاكف بسيارته أمامهم وترجل منها اعتذر لهم على وقفته تلك ثم عرض عليهم توصيلهم شكرته صدفة ووافق والدها بعد إصرار من ذاك الذي لن يتركهم يمرون هكذا .
ساعده في الجلوس ثم فتح لها باب السيارة الخلفي ابتسمت له إبتسامة شديدة التكلف بدأ يتبدال مع والدها أطراف الحديث حول إن كان
عابد قيد الحياة أم لا وبين هذا وذاك فقدت صدفة تحملها لعدمة مشاركتها في الحديث وفجاة وبدون سابق إنذار مالت بنصفها العلوي للأمام لينتفض كلاهما ما إن قالت تلك الأخيرة باعتراض واضح
نقروالدها بعكازه على مقدمة رأسها وقال بعفوية
قطعتي خلف الراجل بتتدخلي في الكلام ليه هو كان طلب رأيك
ما أنت عارفني مقدرش اكتم في نفسي كتير هطق اموت لو كتمت ومقلتش رأي
طب وأنت إيه اللي مخليك متأكدة إنه عايش رغم إن كل الظروف اتجمعت على إنه ماټ وإن كل اللي متعلقين بي مجرد أمل
شاحت بوجهها تجاه النافذة وقالت بصوت كاد أن يكون مسموعا
الغريق بيتعلق بقشة
انهت فقرتها رغم هتاف الجمهور بطلب المزيد لكن وقتها ثمين ولا تتضيعه لمن لايستحق نهض وسار لغرفتها طرقها وولج وقال
خرجت من خلف الحاجز الخشبي المزخرف و قالت بإبتسامة واسعة
سلامة قلبك يا حبيبي قل أنت ازاي جيت هنا مش خاېف حد يشوفك
ابتسم لها وقال بحنو وحب
وحشتيني يا سهر مش قادر على بعادك مش آن الأوان بقى نتجوز وتكوني ليا لوحدي ومحدش يشاركك فيا .
وبعدين يا بودي مش قلنا نأجل كلام في الموضوع دا !
مش قادر بصراحة
مالت برأسها على كتفها ما إن حاول أن يطبع قبلته الخفيفة في عنقها هرولت تجاه المرآة الطويلة لتر جسدها بأكمله وتلقي بنظرة سريعة على مظهرها وهي تقول بإبتسامة عريضة كشفت عن نواجزها
التصوير
الفصل الثاني
لمسة دافئة
جلس على المقعد المجاور لمقعد أخيه رفض أن يجلس محله لم يعد يقبل الفكرة من الأساس قلبه يؤلمه كلما فكر بالأمر وأن مۏت عابد حقيقة يجب أن يقبلها يتمرد عقله ويثور عليه .
انسحبت والدته من الجلسة العائلية الصامتة لتريح جسدها مضطربة عن الطعام والشراب حتى تشبع عيناها من ابنها اقتربت سيلا منه ووضعت يدها بين راحتيه رفع بصره نحوها وقبل أن يتحدث أجابته بنبرة حانية
تعال نطلع شقتنا عشان ترتاح شوية
وقف مالك معها وبقت ابنتهما مع فيروز
رافضة الصعود برفقتهم كل هذا لايشعر به كل ما يشعر به هو التيه والحزن الذي خيم على قلبه كان يسير بخطوات بسيطة كرجل عجوز لا يستطبع الحرك وصل أخيرا إلى شقته ولجها بعد أن قامت بسحب مفتاحها من جيب قميصه كانت نظيفة كأنها لم تتركها يوما قادته إلى غرفة النوم واجلسته على حافة الفراش سارت تجاه خزانة الملابس بسرعة لتأتي بمنامة من اللون الأسود القاتم عادت ووقفت أمامه وبدأت في فك أزرار القميص رفعت وجهه بأناملها وقالت برجاء
عشان خاطري امسك نفسك احنا كلنا محتاجين لك
وكأن تلك الكلمة الزر الذي ضغطت عليه ليبدء في وصلة بكاء مرير لا تعرف متى ستنتهي ضمت رأسه لصدرها بينما هو خارت كل قواه
في البكاء تعالت صرخاته واذاد نحيبه عجزت عن تهدئته فبكت مثله .
بعد مرور عشر دقائق
استند بجسده على ظهر الفراش بينما هي أتت بكوبا من الحليب الدافئ وبعض الشطائر وضعتها بينهم وبدأت في اطعامه لكنه رفض رفضا باتا وضعتهم جنبا وقالت بنبرة حانية
أنت كدا مش هتقدر تكمل مشوارك
ردمالك بمرارة في حلقه وقال
أنا عاوز اكمل مشواري مع اخويا مش من غيره
ربتت سيلا على كفه وقالت بثقة
هتكمل بإذن الله أنت بس لازم تكون قوي عشان احنا من غيرك ولا حاجة
نوبة بكاء انتابته من جديد سحبته لحضنها ليلقي بضعفه وحزنه في حضنها صرخات دوت غرفته وقلبه ېتمزق على فراق اخيه هتف بمرارة من بين دموعه
يا عابد ارجع يا عابد أنا تايه من غيرك اااه يارب أنا مش قادر على الحمل دا
لم تتحمل هذا الكم من الحزن والبكاء طبعت قبلتها العاشرة على التوالي بجانب أذنه وتوسلته ليهدأ قليلا كي لا يفقد عقله وبين صرخاته وبكائه فقد وعيه لم تعد تعرف ما الذي يجب عليها فعله حاولت إفاقته وبعد مرور عدة دقائق استعاد وعيه مددت بجواره وتابعته في صمت تام اليوم الأول الذي كانت تنتظره بفارغ الصبر أتى لكنه حزين مؤلم و ثقيل لا ينتهي أبدا ليت الصباح يأتي بأخبار جديدة مبهجة .
اقترب منها وتوسد صدرها ضمته بقوة وبعثت في قلبه الأمان وربتت بكلماتها على قلبه وقالت ما يمكنها قوله في مثل هذه المواقف بينما هو اكتفى بالصمت وهو مغمض العينين حتى غلبه النعاس كأنه طفل لم يتجاوز الخمس أعوام .
في منزل ريان الأنصاري
كانت وتين جالسة على فراشها الوثير ضامة ساقيها على بعضهما البعض تفكر بهدوء في سر إختفاء عابد هل من الممكن أن يذهب ولا يخبر أحد هل بعد آخر مكالمة منه إليها تكن هي السبب ليتها لم تغلق بوجهه الهاتف ليتها ظلت تسمعه إلى النهاية ولكن كيف وقلبها أمرها بالتعجرف لحظة أين التعجرف في تصرفها هذا !! هي كانت تثأر منه لكرامتها . نهضت من الفراش وأخذت تجوب الحجرة ذهابا إيابا علها تجد وسيلة تنجح من المحاولة الأولى .
إلى أين ذهب إلى أين !!
هوت على المقعد وهي تتدفن وجهها بين كفيها خارت كل قواها في البكاء فشلت في منع دموعها كفكفت دموعها وقالت للطارق
ادخل
ولجت والدتها وجلست معها تحدثت كثيرا تريد تخفيف الأمر عليها تعلم مدي حبها له كانت تتحدث عنه وعن أحلامها معه .
قابلت وتين حديث والدتها بالصمت التام غادرت جميلة الغرفة بعد أن القت نظرة سريعة على ابنتها كانت تناجي ربها من خلالها أن يخفف عنها الحزن ويربط على قلبها .
عادت لفراشها مرة أخرى ومددت على جنبها ثم مدت يدها للكومود والتقطت هاتفها ضغطت على زر الاتصال وبعد الإنتهاء من رسالته الصوتية وسماع الصافرة قالت
النهاردا كدا بقالك أسبوعين مبتتكلمش