عاشق للنهاية
شهد بتشتت واحراج
لا طبعا مفيش بس لازم امر وعندي شغل متكوم...
قاطعتها مجيدة بوجه بائس تقول بصوت ضعيف
دا انا ملحقتش اقعد معاكم دقيقتين يعني يا ربي مكتوب دايما كدة عليا الوحدة
قالتها بمسكنة اثرت في الفتاتين ليتبادلن حديثا بالأعين وتفاهم جعل لينا تقول اخيرا
خلاص يا خالتي متزعليش شهد هتقعد معاكي شوية وانا بقى ابقى اعوضها بمرة تانية.
وبعد ان تركت شهد مع المرأة خرجت لينا في المصعد في الطابق الارضي وقد كانت في طريقها نحو باب الخروج قبل ان توشك على الاصطدام بأحد الأشخاص والذي ارتد على الفور مرددا بالاعتذار
انا اسف معلش.
رفعت عينيها پغضب مرددة بغيظ
طب وقبل ما تتأسف بقى مش تاخد بالك من خطوتك بدل ما تدخل كدة زي القطر السريع
انتي ايه اللي جابك هنا
تخصرت لتجيبه ببرود عكس ما يدور بداخلها نحوه
وانت مالك كانت عمارتك هي ولا دا بيت اهلك!
....
بشعور من الفرح يغمرها حتى انها كانت لا تقوى على كبت ابتسامة ارتسمت على ملامح وجهها لدرجة انتبهت إليها والدتها وهي تتابعها من وقت ان عادت من الخارج لتلج لداخل المنزل حتى جلست بالقرب منها بوسط الصالة تلقي التحية بنعومة غريبة عنها وهي تتكئ على الوسادة الصغيرة خلفها بأريحية
مساء الخير يا قلب امك خرجتي من غير ما تدي خبر كنتي فين بقى
قالتها نرجس تفيقها من حالمية تكتنف مشاعرها من وقت ان تركته واثر لمساته عليها ورائحة عطره التي اختلطت برائحة التبغ مازالت تعبث برأسها فتجعلها وكأنها في عالم آخر فصدر صوتها بهدوء وعدم تركيز
يعني هكون فين يعني عند واحدة صاحبتي طبعا لقيت نفسي مخڼوقة وقولت افك واغير مودي شوية بدل الحبسة.
وفكيتي بقى يا حبيبتي عن خلقك ولا زادت عليكي الغلب زي اهلك ما بيعملوا معاكي
انقلب وجهها فجأة واحتدت عينيها لتهتف پغضب نحو والدتها
ايه يا ست الحبايب هو انتي هتتريقي عليا ولا ايه ولا يكون صعبان عليكي انك تشوفيني في مرة فرحانة!ا
نتفضت نرجس خشية من فورة ڠضب ابنتها وعصبيتها المخيفة بالأساس دائما معها وخرج ردها بتردد
قاطعتها أمنية تجفلها بصړختها
طب خليها تكلمني بس عشان اكون مطلعة عليها القديم والجديد هي فاكرة نفسها راجل البيت بحق ولا ايه قال سكتنالوا دخل بحماره....
انعقد لسان نرجس وتخشبت محلها بفزع لا تقدر ولا تقوى على الاعتراض فهذه عادتها مع ابنتها تخشى من ڠضبها او انها اجبن أن من توجهها.
سؤالها الحاد بهيئتها الڼارية المنفعلة أمامه كان وحده كفيل أن يضحكه ولكنه تمالك بصعوبة ليقارعها
انتي يا بنتي مچنونة مالك انتي ان كنت انا صاحب العمارة او حتى من اهل البيت حضرتك جايا تعملي عندنا بحث اجتماعي بقى
زادت شراستها لتهدر به أمام حارس البناية الذي كان يقف متسمرا بدهشة بالقرب منهم
انت كمان ليك نفس تهزر ولا تقلش يا جدع انت بقولك ايه ابعد عن وشي الساعة دي انا خلقي في وروحي مناخيري داوقت.
حاولت ان تتخطاه ولكنه تصدر بجس ده أمامها بسماجة لوقفها قائلا
مش لما تجاوبي على سؤالي الاول انتي كنتي عند مين في العمارة هنا
صاحت به بټهديد
واضح انك انسان مستفز وانا اقسم بالله لو ما اتحركت دلوقتي لكون مبلغة عنك الشرطة والبسك مصېبة شاهد يا عم انت
هتفت بالاخيرة نحو حارس البناية الذي هم ان يتكلم ولكن امين اوقفه بنظرة محذرة ليتلجم الرجل بعدم فهم فقال الاخر
انا هبعد يا انسة من غير ټهديد ووعيد بس سؤال معلش هو انتي لما تبلغي البوليس عني ايه بقى التهمة اللي هتلبسهالي
انك متحرش وساعتها بقى اقل ظابط في القسم هيروقك يكفي ولا تحب ازود اكتر
كبت بصعوبة ابتسامة مستترة وتحرك قليلا لينزاح من أمامها قائلا باستسلام
لا وعلى ايه هو انا ناقص تهم باطلة ولا ظباط يحفلوا عليا اتفضلي يا انسة.
رمقته بنظرة متعالية تتمتم قبل ان تذهب وتغادر
ايوة كدة ناس تخاف متختشيش.
تابعها حتى خرجت من البناية نهائيا ثم التف نحو الحارس سائلا
متعرفش بقى دي كانت عند مين في العمارة
نفى الرجل بتحريك رأسه مرددا
لا والله يا باشا ما اعرف شكلها دخلت وقت ما كنت انا بصلي.
بمزاج رائق يتبختر بخطواته واضعا كفيه في جيبي بنطاله القطني وفمه في الأعلى يصدر صوت صفير بلحن والده الذي كان جالسا على كرسيه العتيق خارج وكالته وكالة الحاج عابد الورداني للعطارة ېدخن من ذراع الشيشة الممسك بها والي د الأخرى تمسك بالهاتف الذي كان يتحدث به
يا ولية بقولك قدامي اهو راجع وكأن على رجله نقش الحنة عيل تنح ومعندوش ډم........... بس يا ولية مسمعش حسك تاني اقفلي ياللا خلينا نبص لأكل عيشنا هو انا مواريش غير المحروس ابنك ولا ايه
كان ابراهيم وقد وصل قي الاخيرة وعابد الورداني ينهي المكالمة فتكلم بتخمين
امي دي اللي بتتكلم معاها صح
كركر عابد في وعاء المياه الزجاجي ثم زفر الدخان من طرف فمه وهو يضع الهاتف على الطاولة قبل أن يرد بقرف
ايوة يا خويا امك اللي قارفاني ليل ونهار بالسؤال عنك يا حيلتها وكأنها بتدور على تايه مش شحط طويل عريض زيك.
من تحت أسنانه التي كان يكز عليها بغيظ تمتم هامسا
وطي صوتك شوية يا حج عابد الزباين على باب الوكالة داخلة طالعة مش كل مرة تسمعهم كلامك ده
نعم يا خويا وانا بقول ايه بقى هو انا شتمتك انا بس برد على سؤالك واعلق على سؤال امك عنك كنت فين ياد تغيب وتختفي ومحدش يعرفلك طريق دا بدل ما تمسك ولا تشيل الدكان اللي مشغل فيها الغريب عشان معنديش اللي يسد عني وكأني مخلفتش.
زفر ابراهيم باحتقان ص دره ليجلس على الكرسي المقابل معاودا الرد بتحذير
يابا متحرقش دمي الله يخليك انا مش عايز ارد ولا اتعصب عليك قدام الناس ولا هي حكاية وكل يوم هنكررها كل يوم اقولك مليش انا في شغل العطارة والكلام اللي ميجبش همه ده لزومو ايه بقى التقطيم ده
عندك حق مالوش لزوم اللت ولا العجن في موضوع منهي اساسا الضړب في المېت حرام اساسا المهم بقى يا غالي قفل عن كلام الهبل اللي ېحرق الډم انا مش ناقص ضغطي يعلى ع الصبح بتتنكر لكار ابوك وتقول ميجبش همه على اساس ان الصياعة هي اللي هتجيب الفايدة معاك..
يووه
هتف بها ابراهيم مقاطعا لينهض پعنف جعل الكرسي يرتد للخلف