قلب متحجر
عينيها لتشير بسبابتها نحو اطباق الطعام أمامها
دا بجد يعني الأكل ده بتاع الشيف منصور فعلا
اومأ لها بأجفانه مشجعا
ايوه هو فعلا دوقي بقى وقولي رأيك عشان لو عندك انتقاد اروح ابلغه وافرح فيه.
بابتسامة رائعة تشجعت لتتناول بالملعقة الصغيرة احد الاصناف المشهورة عن الرجل وبداخل فمها استطعمت بها لتقول بمرح
جمييل تسلم ايده بجد!
بعد لحظات رفع رأسه إليها يسألها
صبا هو انتي اتعرفتي على مودة دي ازاي وهي جيرانا في الشارع التاني
أجابت بهزة من كتفيها
متعرفتش دي هي اللي عرفتني بيها بعد ما جينا وسكنا في المنطقة كانت شغاله في محل هدايا وأدوات مكياج وانا كنت بشتري منها مرة في مرة الكلام اخد بعضه وزادت معرفتي بيها خصوصا لما بجت تزورني في بيتنا.
غمغم بصوت خفيض قبل ان ينتبه لسؤالها
لكن انت بتسأل ليه
تحمحم بصمت لحظات بتفكير وهو يتلاعب في طعامه قبل يحسم قائلا
مش عايزة ابقى بحشر نفسي بس انا بصراحة مستغرب صدقاتكم فرق الشرق والغرب ما بينكم وانا هنا مقصدتش الشكل ولا التعليم انا اقصد الشخصية نفسها...
سألته بتوجس ليجيبها على الفور وبدون تردد
خفيفة يا صبا مش تقيلة بتعرف توزن الأمور زيك اي حد يكلمها تهزر معاه وتاخد عليه بسرعة فهماني يا صبا
فهماك والله.
قالتها بنبرة اسعدته بداخله وأضافت
يمكن عشان تربيتها وحيدة وشغلها اللي نزلته من وهي صغيرة هي طيبة بس عايزة اللي بوجها وانا بحاول والله دايما اصل بحس اني مسؤلة عنها....
مفيش حد مسؤل عن حد يا صبا انتي صاحبتها وواجبك أنك تنصحيها وبس خدت بالنصيحة يبقى تمام مخدتش يبقى مع نفسها بقى وتشوفي انتي نفسك بعيد عنها ماشي يا صبا.
نصيحة لها بهذه الطريقة لم يكن في مخططه لكن ما فاجئه وأسعده هو انها تقبلت لتوميء له برأسها ولم تعترض على تدخله
على الطاولة المميزة في المطعم الفاخر وبعد انتهى من المفاوضات مع العميل الأجنبي وشريكته كانا يتناولان معهما عشاء عمل ومائدة ارتصت عليها العديد من الأصناف ببذخ واسراف في جانب وحدهم استغل كارم انشغال الرجل مع شريكته لينفرد بالاخر وحديث بالهمس
زفرة ساخطة كتمها الاخر بصعوبة ليجيب الاخر وفمه بلوك الطعام بغير شهية
مخڼوق وقرفان وحضرت المقابلة دي غصبن عني عشان تعرف.
خطڤ كارم نظرة نحو الشريكين فالتقت انظاره بالمرأة التي شيعته بابتسامة وهي ترتشف من كأسها بادلها بواحدة مثلها قبل ان يعود للآخر ليرد
التوى ثغر الاخير فمزاجه العكر لا يحتمل نصائح او حتى حديث عادي فتابع كارم
بلاش الوش الجامد ده انا مش عايز اخنقك ولا ازيد عليك انا عايزك تنبسط يا عم خلي بالك انا جاي وانا تقريبا جس مي هلكان تعب من الشغل لكن مع ذلك اهو مع فرحتي بإنجاز صفقة مهمة كدة بقى عندي طاقة اكمل للصبح خصوصا وانا شايف الترحيب في عيون العملا.
قال الاخيرة بمغزى نحو المرأة التي لا تكف على مغازلته بنظراتها. انتبه عدي ليخاطبه بتحذير هامس
إيه يا كارم إنت مش بتقول تعبان برضوا ولا انا سمعت غلط
يا سيدي مسمعتش غلط بس كمل الجملة انا قولت تعبان وبرضوا عندي طاقة اكمل للصبح.
تبسم عدي ساخرا يعقب
مفيش فايدة فيك قلبك الجامد ده على قد ما بيعجبني في أوقات كتير لكن برضوا بيخوفني.
لا يا باشا متخفش احنا بنوطد العلاقات بين الدولتين وبنعمق جذور التفاهم.
استجاب عدي هذه المرة لمزحته حتى صدر صوت ضحكته ليتنبه عليه الشريك الاخر ليوميء له بابتسامة رافعا كأسه له بتحية رد الرجل برفع كأسه هو الاخر.
فعقب كارم
اديك ضحكت اهو كمل بقى السهرة معانا وانت تفك وتنسى.
عاد إليه عدي يقول بشرود فيما يشغل عقله
انسى إيه هو انا لسة ابتديت عشان انسى دماغي مشغولة في شيء.... مشكلتي اني مش لاقي الطريقة عشان اوصله رغم كل الهيلمان اللي انا فيه.
في اليوم التالي
خرج حسن بجس د منهك يجر أقدامه جرا حتى جلس يشارك شقيقه على مائدة الإفطار
صباح الخير يا سعادة الظابط
رد امين التحية بابتسامة رائقة
صباح الهنا يا بشمهندس ايه يا عم نايم للساعة تسعة
ولسة برضو مافوقتش
برأس ثقيل قال حسن
اعمل ايه بس يا عم امبارح كان يوم مشحون بالحسابات والتعامل مع المقاولين في المشروع الجديد يالا بقى مش عايز ازعجك.
بلهجة غامضة اردف الاخر
اه وانا اقول يا عم ايه سبب التأخير والهدوء الغريب ده عشان كدة
ضافت عيني حسن واهتزت رأسه باستفسار التقطه الاخر ليهمس بخبث مستغلا غياب مجيدة في هذه اللحظة تسقي النباتات في الشرفة
انا قصدي عشان الخناقة.
خناقة ايه
سأله حسن ليقترب الاخر منه برأسه يقول
انا بصراحة كنت متوقعك تعمل خناقة مع ماما بعد ما تعرف انها اتصلت بشهد امبارح وجابتها هنا في البيت .
شهد كانت هنا في البيت امبارح
قالها بعدم تصديق وصوت عالي جعل شقيقه يتابع همسه بتحذير
يا جدع اسمع بقى ومدخلنيش في حوار مع مجيدة..
جز حسن على أسنانه يردد بهمس واعصابه تغلي كما البركان
ماشي يا امين قول قول يا حبيبي وفهمني.
على الفور استجاب الأخيرة بابتسامة متسلية يقول
اصل انا يا سيدي عرفت الموضوع ده امبارح بالصدفة كنت راجع بدري عن ميعاد شغلي قوم بقى اتفاجأ ان بيتنا الطاهر ده فيه أنثي غير الست والدتك. اينعم هي لابسة زي الرجالة بس انثي.
قال الأخيرة بغمزة بطرف عينه ليتلقى جزاءه على الفور بقبضة قوية على ساعده من حسن يأمره بصوت خشن
لم نفسك وبلاش تفاصيل مستفزة .
حاضر حاضر.
رددها بطاعة ليردف
المهم يا سيدي انا طبعا سلمت بكل ادب واحترام والست والدتك عرفتها عليا وعرفتني عليها ساعتها بس عرفت ان هي دي المقاول شهد وعرفت وقدرت بصراحة نظرة والدتك...
دفعه حسن بغيظ جعله يقهقه خلفه بضحك وقد نهض الاخر عن مقعده يهتف مناديا بصوت عالي
يا ماما يا ست الناظرة ممكن تيجي هنا لو سمحتي مش عايز صوتنا يوصل للجيران يا ماما......
ايه يا زفت انت مالك في ايه
هتفت بها مجيدة بدورها وهي تخرج اليه من الشرفة لتكمل بخطواتها حتى وصلت اليهم ليستقبلها بسؤاله
هي شهد كانت امبارح هنا صح يا ماما
القت مجيدة نظرة خاطفة نحو امين الذي ادعي انشغاله في الطعام لتتمتم بتوعد
ماشي يا ابن الفتانة.
قالتها ثم الټفت لحسن تجيبه بعدم اكتراث كعادتها وهي تجلس على مقعد المائدة
اه يا حبيبي كانت هنا امبارح انت ايه دخلك بقى.
ردد إليها باحتقان
انا ايه دخلي يا ماما يعني لما اترفد من شغلي بسبب عمايلك هيبقى دا برضوا كلامك ساعتها
شهقت امامه لتقول باستنكار
اسم الله يا غالي