الخميس 28 نوفمبر 2024

حكاية حياةبقلم عبير سليم

انت في الصفحة 8 من 189 صفحات

موقع أيام نيوز


غيرك ياماما
بعد مرور خمس سنوات
يدق جرس الباب فتذهب شهد لفتحه
شهد بفرحه  حياة وحشتينى ياحبيبتى وتقوم باحتضانها
حياة ازيك ياشهد عامله ايه يا حبيبتى وحشتينى اوى والله
شهد ياسلام شوف ازاى لو وحشتك بصحيح مكنتيش تغيبي عنى كده
حياة معلش ياشهد مانتى عارفه على مابخلص شغل فى المحل بكون مش قادرة اقف على رجلى ومبصدق اجرى اروح عشان انام

شهد عارفه ياحبيبتى والله
انا بهزر معاكى يابطتى انتى بس بتوحشينى وبيبقى نفسي اشوفك على طول
حياة وهى تتلفت يمينا ويسارا
هو محمود مش هنا واللا ايه
شهد محمود محمود
حياة مالك يا بنتى فى ايه اوعى يكون محمود تعبان واللا حاجه
شهد لا تعبان ايه مش تعبان والله ده بس تلاقيه مع صحابه واللا فى الشغل معرفش بقى
حياة مالك ياشهد هو فى حاجه انتى مخبياها علية
شهد حاجه حاجة  ايه بس ياحياة لا مفيش حاجه والله
وبعدين هو انتى حتقضى القعده على محمود واللا ايه
حياة اعمل ايه بس اصله بصراحه وحشنى اوى ومعدتش بشوفه زى زمان
وحتى لما بشوفه مبعرفش اتكلم معاه بحسه دايما مستعجل وزى مايكون زعلان منى فى حاجه
شهد زعلان منك ايه بس ياهبله لا طبعا مفيش حاجه
المهم بس قوليلي عامله ايه مع العقارب اللى عايشه معاهم
يفتح الباب ويغلقه بقوة
ينقلب وجهه عند رؤية حياة
حياة بابتسامه جميله وعشق شديد يظهر على وجهها  محمود ازيك يامحمود عامل ايه
محمود بجمود شديد  الحمد لله
ويتركها دون ان يعطيها اى اهتمام ويدخل مباشرة على غرفته
شهد وهى تحاول ان تتخطى هذا الموقف الصعب
حياة اقعدى ياحبيبتي
حياة والدموع ټغرق وجهها  هو فى ايه ياشهد هو محمود ماله متغير من ناحيتى كده ليه هو انا زعلته فى حاجه
شهد حياة انتى بتعيطى ياحبيبتى
مالك بس استهدى بالله محصلش حاجه
حياة محصلش حاجه ازاى انتى مشوفتيش كلمنى ازاى ده معبرنيش ماهنش عليه حتى يمد ايده يسلم علية
ده هو كل املى فى الدنيا ياشهد ده انا عايشه بس على امل انه حيكون معايا ويعوضنى عن كل اللى فات
مش كفايه انى لحد دلوقتى معرفش حاجه عن  امى ولا اعرف حشوفها تانى واللا لاء
شهد ربنا كبير ياحياة وان شاء ربنا يجمعكم ببعض تانى
حياة شهد هو محمود قالك حاجه عنى والنبي ياشهد قوليلي
انا بحبه اوى ياشهد
مقدرش اتخيل حياتى من غيره
والنبي متخبيش عنى حاجه لو فى حاجه مزعلاه منى قوليلي وانا اصالحه
شهد لا حول ولا قوه الا بالله ياربي
والله مافى حاجه يابنتى
بصي انا حريحك وحتكلم معاه ماشي المهم مشوفش دموعك دى تانى
انتى غاليه عندى اوى ياحياة انتى مش بس صاحبتى انتى اختى وحبيبتى
حياة وهى تمسح دموعها  طب انا حمشي بقى عشان ميفتحوليش محضر فى البيت
شهد وهى تقبلها  طيب ياحبيبتي ربنا معاكي
تنظر حياة لغرفة محمود التى اغلقها عليه ويخرج من صدرها تنهيده
تدل على شدة عشقها له
ثم تخرج من المنزل وهى تدعو الله ان يفرج عليها مابها من هموم
تنزل حياة على الدرج وهى تستند على السلم خشية السقوط من عليه
يااه معقوله محمود تكون مشاعره اتغيرت من ناحيتى
لا لا مش معقوله ده قاللى انه حيفضل جمبي لحد ناارجع تانى لدراستى وارجع اكمل تعليمى تانى
يارب فوضت امرى ليك يارب
تتجه شهد  لغرفة اخيها محمود
تفتح عليه الباب
شهد محمود
محمود  انا عاوز اعرف ايه اللى بيجيب البت دى هنا انا مش قلت مېت مرة مش عاوز اشوفها هنا تانى
شهد محمود عيب عليك الكلام اللي بتقوله ده
انت اللى بتقول كده
هى بقت كده يامحمود
مش دى حياة اللى روحك كانت فيها واللى كنت بتقول انك حتكون سندها فى الدنيا
ايه اللى غيرك من ناحيتها يامحمود
عملتلك ايه حياة عشان تقول كده عملتلك ايه عشان تبعد عنها وكمان عاوزنى ابعد عنها ابعد عن صاحبتى الوحيده
محمود  بقولك ايه مش انتى اللى حتعلمينى اتعامل ازاى
انتى مش شايفه بقت عامله ازاى
البت دى مبقتش تلزمنى
خليها فى اللى هى فيه
شهد حرام عليك يااخى انت اللى بتقول كده امال لو مكنتش
عارف ان اللى هى فيه ده مكنش بمزاجها وانه اتفرض عليها واللا كانت حتبقى فى الشارع لكن هى حياة وحتفضل طول عمرها حياة اجدع بنت فى المنطقه ومحدش يقدر يمس
سمعتها بكلمه وخد بالك يامحمود لو اتخليت عنها حتكون انت اللى خسرتها
محمود طب ياست هانم بس ياريت تفهميها بالذوق كده انها متكلمنيش تانى واللا حيكون لية تصرف تانى
شهد انا مصدومه فيك اوى يامحمود انت متستحقش يتقال عليك راجل
فيصفعها على وجهها
انتى بتغلطى فى اخوكى ياشهد وكل ده عشان مين عشان واحده شغاله فى كوافير سمعته زى الزفت ومعروف ان كل البنات اللى بيشتغلوا فيه شمال
ده بدل ماتكلميها هى وتعرفيها لزاى يبقى عندها شخصيه وترفض اللى هى فيه
شهد حرام عليك يااخى امال لو مكنتش حضرت الموقف من اوله
وشفتها لما جت مڼهارة ان اللى منها لله حطتلها منوم فى الاكل عشان تروح عليها نومه ومتروحش الامتحان
محصلش ده قدامك وبعد كده لما حياة هربت وجت عندنا هنا مش انت بنفسك اللى اقنعتها ترجع وقلتلها مش حينفع ترتبط بيها وانت تلميذ ووعدتها انك حتقف جمبها وتساعدها ترجع لدراستها تانى
فين وعودك دى راحت فين بس الظاهر انها خلاص مبقتش من مقام البشمهندس الكبير
بس ربنا اكبر منك ومننا كلنا وان شاء الله حينصرها وحتبقى اقوى من الاول ووقتها انت اللى حتكون مش من مستواها
ياخسارتك يامحمود ياالف خسارة
فى فيللا جميله باحد الاحياء الراقيه بالاسكندريه
يتحدث رجل فى  الخمسين من عمره الى الخادمه
اكلت ياصفيه
صفيه ماحضرتك عارف يادكتور مصطفى ان اكلتها ضعيفه اوى
مصطفى طيب ياصفيه روحى انتى شوفى اللى وراكى
بسمع الى صوت يلقى عليه التحيه
مساء الخير ياحبيبي
مصطفى  مساء النور ياحبيبتى
عامله ايه يايسر طمنينى على مذاكرتك
يسر تمام والله ياابيه الحمد لله  اللا قوللى هى عامله ايه
لسه بردو مفيش اى تحسن فى حالتها
مصطفى  ابدا زى ماهى مفيش اى جديد
يسر طب حتفضل كده لحد امتى دى بقالها خمس سنين عالحال ده لا بتتكلم ولا بتنطق واحنا مش عارفين عنها اى حاجه
مصطفى  مانتى عارفه انى عرضتها على اكبر دكاترة والكل قال صډمه نفسيه والموضوع مش عضوى
يسر طب لحد امتى بس
ابيه هو انت حبيتها
مصطفى  صدقينى لو قلتلك انى مش عارف حقيقة مشاعرى تجاهها بس برغم  انى مسمعتش صوتها ولا اتكلمت كلمه
واحده من يوم مقابلتها وهى بقت بتمثل جزء كبير فى
حياتى صدقينى لو قلتلك ان الوقت اللى بقعده ادامها اتامل
فيها وهى مش شايفانى بيبقى اسعد وقت فى الدنيا
يسر طب بقولك ايه ياابيه ايه رايك لو اخدناها معانا سفرية شرم الشيخ الاسبوع الجاى واهو تغير جو شويه
مصطغى  ناخدها معانا مفيش مشكله
ثم يدخل عليها الغرفه ويتحدث اليها  ياترى ربنا حيدينى العمر لحد مااسمع صوتك حاسس انى لسه مقابلك امبارح
عائد من المطار حزينا قلبه مفطور على شريكة عمره مرت
عدة سنوات على ۏفاتها ولكنه لم يستطع نسيانها بعد
لم ينس ابدا انه هو من ازهق روحها
كلا لم ېقتلها وانما هى كانت مريضة سړطان فى المخ
وهو الدكتور مصطفى السعدى من اشهر دكاترة جراحات المخ والأعصاب
ولقد حاول اقناعها بان يجعل طبيبا اخر يقوم بهذه العمليه لها خاصة وان حجم الورم كان كبيرا
ولكنها اصرت انها لن تخضع لاجراء الجراحه الا اذا قام هو بهذه العمليه لها.
ولقد وافق بسبب اصرارها الشديد ولكنه ټوفيت اثناء العمليه
لم يستطع تحمل الصدمه
امتلك الحزن منه وكان دائما يحمل نفسه مسئولية ۏفاتها وقد قرر ان يعتزل
 

انت في الصفحة 8 من 189 صفحات