كانت الايام تمر وهو يزيد انشغاله بها
زى انك تحدد مصيرها مثلا.
يستمع لها بامعان... يعلم أن كل حرف تقوله خلفه الف هدف ومعنى.
لا يود ان يحتد عليها بالحديث... وباى عين سيحتد وهى تتحدث عن حقيقة.. بالفعل هذه هى الصورة الصحيحة.
كانت تنظر له تتفرس ملامحه تحاول سبر اغوراه.
شعرت بقرب الوصول لتلك النقطة فقالت بمهادنهايه رأيك تفتح معاها صفحة جديدة يعنى تحتويها اكتر تخرجوا تبقى حنين عليها اكتر وقريب منها انت مش بتقول انها بنوتك.
عامرجدو!! انا مش كبير اوى كده.
دلال ايوه ده على اعتبار يعنى انك بتعتبرها بنتك.
زم شفتيه بغيظ منها ومن ابنة اختها تلك.
لكن اخذ نفس عميق يتنهد وهو يفكر لما لا
يومين اجازة معها...معها فقط.
على باب شقه نجلاء وقف المعلم رجب يهندم ملابسه وبضربات قلب عاليه.. درجة حرارته تعلو وتهبط فى الدقيقة هبوطا وصعودا.. يحمر وجهه من الحراره وبعدها بثانية يشحب من البروده.
كأنه مراهق يقابل حبيبته لأول مره.. لما لا تفتح ذلك الباب وترحمه.
ثوانى وفتحت نجلاء الباب بتلك العباءة الذهبيه تضع وشاح ثقيل على شعرها.
حمحمت بتوتر قائله مساء الخير يا معلم.. فى حاجة
نظر لها بوله ونفسه يعلو ويهبط بعشقمساء النور يا ست البنات.. انا.. احمم.
ا خذالأمر منه ثانيه حتى وجد الحجهااانا قولت اجى أشقر عليكى الا تكونى محتاجه حاجه.. ناقصك حاجة.
نجلاء كتر خيرك يا معلم كلك واجب.
نظرت له بتركيز.. يبدوا انه يراقب أفعالها.. لم تحظى او تجرب أن يهتم احد اويراقب تفاصيلها هكذا.
طال الصمت وشعر بالحرج فحك راسه وقال طب بالاذن انا بقا... ولو عوزتى اى حاجة.. اى حاجة انا عينى على الشباك نزلى بس السبت وفيه ورقه بالطلبات وكل حاجه تكون عندك.
تحرك ليغادر بحرج ولكن عاد بتردد يقول اااه.. كان فى حاجة جيبهالك معايا.
سريعا سريعا اخرج مغلف من الشيكولاتة وأعطاه لها بيدها وهرب سريعا يشعر بالحرج والتوتر.
اما هى تقف فمها وعينيها متسعين بنفس المقدار.
أغلقت الباب بسعادة كبيرة... جلست على أقرب كرسى تنظر بفرحة كبيره لذلك اللوح من الشيكولا.
همت لفتح الكيس ولكن حدثت نفسها لا ده مايتاكلش كده.. ده عايز يتاكل بمزاج
وقفت سريعا وذهبت للمرحاض... استمتعت بحمام منعش من المياه البارده.
ثم خرجت تجفف شعرها وذهبت لارتداء إحدى المنامات الوردية.. صنعت لنفسها قهوة من البن المحوج.. جلست امام التلفاز تفتح الشيكولا بهدوء تضع اول قطعه بمفها تتذوقها باستمتاع.
ثوانى واستمعت لرنين هاتفها.
نجلاء الو.. مين معايا.
تنتحنح الطرف الآخر وقال بتوتر ده انا المعلم رجب ياست البنات.
لازالت تتعجب من هذا اللقب الذى دائما يلصقها به..
لم يتلقى منها رد فقالانا جبت نمرتك من استاذ خالد على اساس يعنى اننا..
صمت بتوتر وحرج فقالت اايوه ااه فاهمة.
ابتسم وهو يتنفس سريعا وقال طب نزلى السبت بس هحطلك حاجة.
ولم يترك لها فرصة للرفض أو الاعتراض إنما اغلق الهاتف سريعا
ذهبت بفضول للشرفه وجدته يقف أسفل البنايه ينتظرها.
قامت بانزال ذالك الوعاء المصنوع من الخوص له.
وضع به كيس كبير من الكرتون وظل واقف ينظر لها بفرحة وسعادة.
سحبت السبت حتى وصل لها ثم اتسعت عينيها لا تصدق مرددهكنتاكي!!
عاودت النظر له وكان مازال واقفا يبتسم.
يبتسم لأن فعلته اعجبتها خصوصا وهو يرى تلك السعادة حتى لو كانت تقطن الطابق الثاني.
حملت الكيس بفرحة كبيرة لاتصدق.. وجدت القهوه التى صنعتها محلها والشكولا كذلك.
حدثتهم بسعادة كأنهم اشخاص أمامها كويس خليكوا ابقى احلى بيكو... بعد الكنتاكى.. ياااااه.
أخذت الطعام سريعا وشرعت فى تناوله بفرحة وشراهه كأنها لم تأكل لأيام.
_____________________________
صباح يوم جديد
خرج عامر من ذلك الفندق الذي مكث به ليلة امس.
وقد استمع لنصيحة كارم كما قال لهاخرج بقا من ام البدلة دى ورحرح كده وخليك فريش.
وقف امام شقه خالتها بذلك التيشرت الابيض مع بنطال من الجينز القصير حتى ركبتيه... وحذاء رياضى ابيض.
كان قمه فى الشياكه ويتمتع بنفس الفخامة التى لا يتخلى عنها تحت اى سبب.
دق الباب ففتح له نفس المازن.
مازن اهلا وسهلا اتفضل.
ابتسم له ابتسامة سمجه وقاللا ماعلش.. ناديلى بس مليكه.
جاءت دلال من خلف مازن تردد اهلا وسهلا اتفضل.
عامر اهلا بيكى. امال فين مليكه.
جاءت سريعا بذلك الفستان الجميل تقول انا اهو.
ابتسم لها وهو يمشط هيئتها بإعجاب وقال طب يالا بينا.
همت للخروج معه لكن توقفت قائله طب وندى.
اسرع مازن يقول لا ماتشيليش هم.. انا هفسح الغلبانه الى هتسبيها لوحدها دى وامرى لله.
دلال مش قولتلك مضحى.
مليكه انا همشى قبل ما ادمع.
نظرت تجاه عامر وهى لأول مرة ستخرج معه.. معه فقط.. بدون العائله.. بدون الجميع.....
الفصل التاسع
تجلس لجواره وهو يقود شاردة.
تفكر بكل شئ... مازال طعم ذلك المرار في فمها حين سافرت وهو حتى لم يهتم بتوديعها.
فعل أشياء كثيرة احزنتها ولكن ذلك اليوم وهى تراه لم يبالى حتى أن ظلت معهم او سافرت الامرين سيان.
الهذه الدرجة لا يشعر او يبالى بها.
اشاحت عينيها عن الطريق ونظرت له.
تمعنت به... هى الوحيدة التي تعرفه والفضل لعشقها الغبى له... بفضل ذلك العشق الذى وللاسف شبت عليه فهى تعلم كل تفاصيل وجهه.
حتى حركه يديه وذراعيه.. تسطيع بنطره واحده ان تفرق بين تنهيده حزن... تنهيدة راحه... تنهيدة فرحه.. تنهيدة تعب.
وهو الآن سعيد... يتنهد براحه... ملامح وجهه مرتاحه... يغمض عينيه كل ثانيه او اثنين يسحب أكبر كمية من الهواء داخله ويزفر بهدوء.
ينظر لها كأنها كنزه الثمين...كان فى رحلة بحث طويله عنه وأخيرا وصل له.
عادت تنظر أمامها مجددا فمنذ متى كانت نظرتها صحيحة كما تعتقد او تظن.
أليست هى من اعتقدته يعشقها وذهبت كالبلهاء تعترف له كى يتجرأ و يزيل اى عواقب تقف امامه وبالنهاية حطم قلبها ولم يكن تحتطيم عادى... هو حتى لم يشعر أنه حطمها... حتى لم يلحظ انها ظلت مريضه وطريحة الفراش لأيام.
تعامل مع الأمر ومع غيابها بمنتهى الاعتياد... وكأنه لا يوجد فرد ناقص بعائلته.
كل تلك الشحنات العكسية كانت تتدفق على قلبها وعقلها.
ولكن شحنه الخذلان منه كانت اقوى... لن تسير خلف قلبها الاحمق مجددا.
قلبها الذى يصر بأن يمت على يدى ذلك العامر.
كان هذا هو القرار النهائي الذى اتخذته وهى توبخ نفسها على موافقتها له وأيضا فرحتها واستعداها السريع للذهاب معه.
اما هو فلا شئ يصف حالته الآن... كلمه سعادة وراحة اقل بكثير من أن تصفه.
ما يشعر به أكبر من اى صفه او اى كلام.
ينظر لها بين لحظة والثانية يلاحظ شرودها... يتذكر كل كلمه خرجت منها بمنتهى القوة تخبره كم كانت تحبه وكم خذلها هو.
عامر الخطيب.... ااااه والف ااااه من عامر الخطيب... ذلك الرجل ذو المظهر المهيب والنفوذ بالمال والمعارف... من يراه يقسم انه اكثر الأشخاص اتزان وعقل.... اكترهم حكمه ونجاح.
الف اه واه