الجمعة 27 سبتمبر 2024
تم تسجيل طلبك بنجاح

قلبي وعيناك

انت في الصفحة 68 من 71 صفحات

موقع أيام نيوز

تتذكر ذلك الشاب الذي يبدو تلقائي وعفوي لدرجة كبيرة ......يبدو گ الطفل في مزاحه ومرحه .... حتى ابتسامته كانت صافية وصادقة ..... كانت تنوي أن تنسى ذلك اللقاء .....وعند الخطوة الأخيرة بالنسيان وصل عقد اللقاء بلقاء آسر مد التفكير .....شيء يجذبها إليه ....وشيء يخبرها أنه لم تكن المرة الأولى الذي تراه فيها ..... اضجعت رضوى على جانبها الأيمن اتجاه الحائط .....لتخفي ابتسامتها عن أي تلصص ....وبذات الوقت لتعطيها حرية الظهور !! اي شيء يجذب عقلها للتفكير به ....وقلبها للهفة الرؤيا ..... أي شيء جعلها ما تمنته طويلا كأنها تخطو بأول خطوة به ..... ابتسامته لها وحديثه الماكر كأنه يحاول أن يخبرها شيء ....!! كأنه يحاول أن يذكرها بأول لقاء .... كأنه يطمئنها أنه فكر مثلما فكرت ....وتمنت مثل ما تمناه .....وأحب لقاء تلقيه الصدف مرة أخرى ... ارتجفت للحظة .....عندما تذكرت أن حلم اللقاء أصبح حقيقة ....وأعطتها الصدف ببذخ شيء ما كانت حتى تجرأ أن تتمناه ..... أن يكن بذلك القرب أيضا ....وتقريبا يسكن بنفس المنزل !!..... يا الله ..... نظرت سما للسقف على الفراش الآخر الذي تشاركه مع جميلة .....في ثبات وصمت ..... وعلى رغم ضيقا وعصبيتها وصدق كرهيتها لوجوده هنا .....ولكن الآن الآن شعرت بشعور غامض ......صافي تماما من الڠضب !! شعور لم يكره وجوده حقا ..... وأيضا لم يرحب ترحيب حقيقي به !! كأنها تريد أن تجعله يرها جيدا ....يرى تلك الفتاة الطيبة بداخلها ..... يرى حقيقتها !! شعور يحب أن يراها جميلة !! نفرت من ذلك الشعور وأغمضت عينيها تحاول النوم رغما عن كل الافكار المتزاحمة بعقلها وخاصة بتلك الدقائق الأخيرة ! كتمت جميلة وهي تلوي الملابس الغارقة بالماء بين يديها ......ليس فقط من غيظه ......هي تعترف لنفسها أنها كلما رآته تكن أكثر عصبية ....لم تعامل احدا هكذا...!! ولكن عينيه تؤكد أنه خبير ومحترف وجريء ...... شيء يستفز وللعجب يجذب الإناث أيضا !! كلما تذكرت غيظه وعصبيته وايضا نظراته الماكرة كلما كتمت ضحكاتها ...... ثم تبدل ضحكها لشرود وحيرة .....لما تفكر هكذا ! لما تفعل معه هكذا ! لما تشعر بهذا الشيء الغريب على وطن القلب ! اطرفت عينيها بتقطيبة علت ملامحها فجأة كأنها ټعنف نفسها وتابعت تطهير الملابس من الثرى ..... وبالمندرة ..... كانت هناك غرفة واحدة بسريرين وحمام وصالة واسعة فقط ..... تفرق الشباب الأربعة بالغرفة ..... وقف رعد شاردا أمام نافذة صغيرة من الخشب القديم وقال _ عمي مصطفى الله يرحمه كان ليه حق يتعلق بالريف وبناسه.....هدوء وراحة ..... بتتنفس دفا من كل شيء حواليك .... قال جاسر بسخرية والذي يتمدد على الفراش ويضع يديه خلف رأسه _ التفسير وعلم النفس بتحشره في أي حاجة ......حتى هنا !! اعترض يوسف على حديث جاسر الساخر وقال وهو يقف أمام فراشه _ رعد عنده حق ..... أنا نفسيتي اتحسنت أكتر لما جيت هنا .....ده شيء طبيعي يمكن عشان كل البيوت محاطة بالزرع والخضرة ...... يا أبني ده كفاية تصحى الصبح على ريحة الخبيز التحفة دي ....... رد جاسر عليه بحديث أكثر سخرية _ أهو أنت كمان دخلت رغباتك المطبوخة دي في رأيك !! ...... طب تقدروا تعيشوا هنا على طول ! لوى آسر شفتيه بإستهزاء _ لأ طبعا ....أنا عن نفسي مستني ارجع القاهرة النهاردة قبل بكرة .....حياتنا وشغلنا كله هناك..... استدار رعد لهم وقال بثبات _ اعترف أني مقدرش بس مش عشان مقدرش أعيش هنا .....مقدرش عشان شغلي مش هنا .....عيلتي مش هنا ..... لكن لو عليا كنت هفضل هنا ولكن للأسف ماينفعش ..... في فرق بين أنك تتمنى شيء وبين أن وراك مسؤولية وضروريات لازم تتحملها حتى لو ضد رغبتك .... وأضاف بمرح وهو يرجع ناظرا من خلال النافذة _ وعموما خلينا نقضي الفترة دي بشكل لطيف ....حاسس أن فترة وجودنا هنا مش هتتنسي وهتبقى جميلة ..... شيء يبعث عن الراحة والأمان ..... رد يوسف وهو يشير له بتأكيد _ وأنا كمان حاسس بكده ابتسم رعد وقال مضيفا وهو يتذكر ذلك الوجه الذي يشوبه بعض السمرة من أشعة شمس الريف الدافئة _ بصراحة مكنتش متخيل الريف بالجمال والدفا والحنية دي .....! نظر له يوسف بابتسامة شاردة _ فعلا .....وأنا كمان تابع رعد قائلا _ حاسس أني عندي طاقة وحماس ونفسي مفتوحة لكل شيء ..... مبسوط معرفش ليه !! رمقه جاسر بنظرة ماكرة مبتسمة بينما حدق فيه يوسف وقال بدهشة وتأكيد _ اقسم بالله وأنا كمان !! الټفت له رعد بغيظ وقال _أنت كوبي بيست في مشاعرك يا يوسف !! ...... يا كربون الأحاسيس !! ضحك يوسف بصدق وقال _ ما أنت بتتكلم زي ما بحس ....مش مهم ....أنا أحس وأنت تفسر ...هو مش أنت دكتور نفساني ! نهض آسر من مكانه وقال لهم وهو يتنقل بنظراته عليهم بحدة _ أنا وافقت أفضل عشانكم ......لكن لو الأمر هيفضل كده وهسمع كلام زي ما سمعت من شوية يبقى أسف ...همشي ..... ضيق جاسر عينيه بتعجب وقال _ بقولك إيه .....أنت مش عايز حاجة يبقى تجنبها .....البنت اللي كانت بتزعقلك دي ردت على كلامك المستفز ..... مكلمتكش من نفسها
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
.....ريح هتستريح ....من الأخر يعني كبر دماغك ومالكش دعوة بحد هنا ....! رفع يوسف حاجبيه بدهشة _ أول مرة أحس أنك عاقل يا جاسر !! ....والله صح ....طالما انت يا آسر مش عايز مشاكل يبقى من الوحدة للمندرة ومن المندرة للوحدة ...... صمت آسر وهو يرمقه بعصبية .....لم يكن الحل الأمثل بالنسبة له ويعرف ذلك ...... خصوصا بوجود تلك الفتاة ! بغرفة الصغيرة بالمشفى ...... قبل وجيه رأس الصغيرة الذي تألم حقا لوداعها ....لا سبيل للقائها به مرة أخرى وأمها ستأخذها من هنا وتبتعد .... لا سبيل حتى أن يبقيها هنا ! ولا أحقية في أن يطلب رؤيتها ! همس للصغيرة بحنان ونظرة معذبة ثم أخرج كارت صغير من محفظته ووضعه بيد الصغيرة _ ده كارت فيه رقم تليفوني ......أي وقت حبيتي تكلميني هتلاقيني برد عليك على طول ..... هتوحشيني أوي ..... ضمت الصغيرة الكارت بقبضتها حتى أخفته بأناملها وقالت بحزن _ هتمشي ! لم يعرف وجيه بماذا يجيبها! لم تطن هناك إجابة واضحة ترحم ضعفها وصغر عمرها .....ولا يريد أن يعطيها وعد كاذب أيضا ......فقال مغيرا الحديث _ أوعي تنسي ..... رقم تليفوني معاك أوعي تضيعه ..... هستنى مكالمة منك في أي لحظة ...... مش عايزك ټعيطي لما أمشي ..... التمعت عين الصغيرة بدموع وهزت رأسها بالإيجاب وهي لا تفهم كثيرا الأمر .....ولا حتى تدرك أن الهاتف سيعوضها عن فقدان بطل حكايات قبل النوم الذي أتى من الخيال للحقيقة وتعلقت به بشكل كبير في ظلمتها الدائمة....... كأنه اليد الداعمة التي تجذبها من الظلام لعالم من المرح والنور......لبطل
67  68  69 

انت في الصفحة 68 من 71 صفحات