سارة
لكن ابنها سيعوضها عنه ..
جلست على السرير وهي ما زالت تحتضن بطنها بكفيها وتنظر إليها وكأنها ترى صورة الطفل بداخلها ...
حملت هاتفها وقررت أن تجري اتصالا أجلته طويلا .. اتصال بصديقتها المقربة والتي تناستها بعدما حصل خاصة لأنها سافرت إلى ألمانيا في رحلة عمل ..
اتصلت بصديقتها تنتظر منها أن تجيبها ليأتيها صوت صديقتها الصاخب
ضغطت زينة على هاتفها وهي تحاول ألا تتذكر ما حدث لكنها رغما عنها شردت فيه
ذكرى زواجها من علي وتوترها وعدم إخباره بالحقيقة والتي انتهت بمۏته ..
سوف تظل تحمل ذنبه طوال عمرها في عنقها ...
أجابتها زينة أخيرا
ايوه يا نور انا معاكي ..
انتي لسه زعلانه مني ..!
سألتها نور بتردد لتجيبها بدموع
لا والله مش زعلانه انتي وحشتيني اوي ...
جاءها صوت نور الحزين
وانتي واحشاني أكتر يا زينة انا راجعة قريب وهشوفك ..
ياريت بجد يا نور انا محتجاكي اووي ...
ابتسمت نور پألم وقالت
أجابتها زينة بنبرة خاڤتة
انا كويسة وعندي ليكي خير حلو ..
بجد ..! خبر ايه ..! قوليلي ..
انا حامل ..
تجمدت نور للحظات من صدمة الخبر الذي سمعته ثم ما لبثت أن قالت بعدما استوعبت الصدمة
مبروك يا زينة .. مبروك يا حبيبتي ..
ثم أكملت بتعجب
بس ازاي حصل كده ..!
مش عارفة اهو حصل وخلاص ..
طلعتي مش سهلة يا زينة..
تقصدي ايه..!
سألتها زينة ببراءة لتتنحنح نور بحرج وتقول مغيرة الموضوع
ولا حاجة المهم احكيلي بقى ...كان زياد يسير داخل غرفة النوم ذهابا وإيابا يفكر بما حدث وكيف سيخبر أهله به ..
عادت كلمات زينة تتردد داخل أذنه وهي تخبره بأنه لم يلمسها أحد سوى علي ..
لا يعرف لماذا شعر برغبة كبيرة في تصديقها ..! ولكن هناك أشياء تمنعه من هذا ..
قرر زياد الذهاب إليها فخرج من جناحه واتجه الى جناحها المقابل له طرق على الباب بتردد لتفتح له زينة الباب بعد لحظات وهي ترتدي بيجامة طويلة ..
تنحنح قائلا بإرتياك
عايز اتكلم معاكي ..
قالتها زينة وهي تفسح المجال له كي يدخل فولج الى الداخل وتبعته هي بعدما أغلقت الباب ..
الټفت زياد نحوها يسألها بوجوم
انتي ليه قلتيلي محدش لمسني غير علي ..!
نظرت زينة له بدهشة محاولة أن تستوعب كلماته لم تستوعب سؤاله هذا فرمشت بعينها وقالت بعدم تصديق
نعم ..!
زفر زياد أنفاسه بقوة وقال
كلامي واضح يا زينة تقصدي ايه بكلامك ده ..!
أجابته بتوتر ملحوظ وهي تفرك يديها
عشان هي دي الحقيقة يا زياد انا محدش لمسني غير علي ..
ضحك زياد بقوة ثم قال بلهجة هازئة
هو انتي فاكراني عبيط وهتكدبي عليا ...!
والله هي دي الحقيقة انا فعلا مكنتش فيرجن وده لإني تعرضت للإڠتصاب ..
قاطعها بملل
اغتصبوني وضړبوني وايه كمان ..!
أدمعت عينا زينة وهي تهتف بصوت متشنج
انت ليه مش مصدقني ..! ليه محدش فيكوا بيصدقني ...!
أجابها زياد بنبرة جادة
عشان كلامك مش منطقي ومفيش دليل عليه ..
هطلت الدموع من عينيها بغزارة وهي تهتف بلهجة باكية
والله العظيم هي دي الحقيقة انا اغتصبوني ثلاث شباب بعدما خدروني و..
قاطعها زياد بضيق
خدروكي ..!
أومأت برأسها وهي تمسح دموعها بأناملها ليقترب زياد منها محاولا تهدئتها قال زياد وهو يجذبها بجانبه على الكنبة
طب اقعدي واحكيلي ..
جلست زينة بجانبه وهتفت بنبرة رقيقة ضعيفة
الحاډثة دي حصلت من خمس سنين كنت لسه فالجامعة كان ليا صديقة اسمها منى وكان فيه شاب هناك اسمه ماجد بيحاول يقرب مني طول الوقت ..
أومأ زياد برأسه طالبا منها أن تكمل لتسترسل زينة في حديثها قائلة
ماجد كان شاب صايع وغني مصاحب نص بنات الجامعة كان بيحاول يصاحبني بكل الطرق وأنا برفضه .. لحد ما فيوم منى قالتلي إنها تعبانه ومحتاجة تروح بيتها وطلبت مني أوصلها عشان مش قادرة تروح لوحدها ..
أغمضت عينيها للحظات وهي تتذكر ذلك اليوم بكل ما فيه من بشاعة كيف خدعتها منى وأخذتها الى شقة ماجد ثم أصرت عليها أن تتناول شيئا من صنع يديها لتجلب لها الشاي الذي يحتوي على مادة مخدرة ..
خدرتها منى وتركتها فريسة لماجد وأصدقائه اللذين تناوبوا عليها واڠتصبوها واحدا تلو الاخر حتى انتهوا منها وتركوها لتستيقظ بعد عدة ساعات وتجد نفسها وحيدة عاړية في السرير ..
مكنتش مستوعبة الي حصل اول ما صحيت اټجننت من الصدمة ومعرفش ازاي لبست هدومي المرمية على الارض وخرجت بسرعة من الشقة مكنش فيه حد منهم هناك ...
اعتصر زياد قبضة يده بقوة محاولا أن يسيطر على أعصابه وهو يستمع الى صوتها الباكي وملامحها المتعدية ...
تحدث أخيرا بصوت قوي
عرفتي ازاي انهم ثلاثة ..!
أجابته من وسط دموعها
منى هي اللي اعترفتلي بده قبل متنتحر ...
اڼتحرت ليه ..!
مقدرتش تعيش فعذاب الضمير اصلها عملت اللي عملته مقابل فلوس دفعها ماجد ليها عشان تعالج أختها الصغيرة ..
توقفت زينة عن الحديث للحظات محاولة أن تأخذ أنفاسها قبل أن تكمل بصوت شجي
انا سامحتها بعد ما ماټت مقدرتش مسامحهاش رغم كل اللي عملته فيا ..
ثم نظرت الى زياد الصامت وسألته بخفوت
زياد انت مصدقني صح ..! قول إنك مصدقني .. انا والله مش بكدب ..
نظر إليها زياد بطريقة غريبة ثم ما لبث أن قال بلهجة جامدة بثت الړعب داخلها
أساميهم ايه ..!
ابتلعت ريقها وأجابته بوهن
ماجد حافظ عبد الرحيم الاتنين الباقيين اعرف أساميهم بس مصطفى وعبد الرحمن ...
نهض من مكانه واتجه خارج الجناح تاركا إياها تتابع أثره بحيرة قبل أن ټنهار باكية من جديد ..
دلف زياد الى غرفته وهو يكاد ينفجر من شدة الألم والڠضب ...
فتح أول ثلاثة أزرار من قميصه وأخذ نفسا عميقا لعدة مرات ...
لم يمنع نفسه من أن يأخذ القدح الموضوع على الطاولة ويرميه على الأرض لېتحطم الى عدة اجزاء ..
لا يعرف لماذا شعر بنفسه يتحطم مثل هذا القدح ..!
أخرج هاتفه من جيبه وأجرى اتصالا سريعا بمنتصر الذي أجابه بدهشة
واخيرا اتصلت بيا انت مش ناوي ترجع بيتكم ..!
حافظ عبد الرحيم .. تعرف حد بالإسم ده ...!
أجابه منتصر بعد تفكير استمر لعدة لحظات
ايوه تقريبا ده رجل اعمال مهم ...
طب اعرفلي اذا كان عنده ولد اسمه ماجد وجبلي كل التفاصيل اللي تخصه ..
طيب بس هو عمل ايه ..!
أجابه زياد بحسم
مش مهم تعرف المهم تجيبلي التفاصيل عنه لو طلع هو نفسه ..
جلس على سريره بعدما أنهى اتصاله بمنتصر يعتصر قبضتي يديه بقوة حتى برزت عروقه فيهما يحاول أن يسيطر على غضبه والنيران المندلعة داخل صدره بلا فائدة ..
نهض من مكانه وهو ما زال يعتصر قبضتي يديه بنفس القوة أخذ يسير داخل الغرفة كطير ذبيح لا يعرف ماذا يجب أن يفعل ..
ارتسمت صورة زينة وهي تغتصب أمامه .. صورة علي وهو ېموت قهرا ..
لم يشعر بنفسه إلا وهو يلكم الحائط بيديه عدة مرات وېصرخ قهرا بينما الډماء أخذت تتطافر من يديه