ظنها دميه بين اصابعه بقلم سهام صادق
كعادتها.
اقتربت ليلى منهم بقطعة الحلوى وقد ارتفعت ضحكات عزيز عاليا بسبب مشاغبة الصغيرة شهد.
_ أنت مصېبة يا شوشو.
قالها عزيز ليضمها والدها إلى صدره بعدما
ارتفع صوت العم سعيد بتهكم.
_ دلع فيها يا أخويا دلع... أنا مش عارف مين متعوس الحظ اللي هيتجوزها.
_ الدكتوره شهد ألف مين يتمناها... بنتي هيقف ليها العرسان طوابير.
انتبه العم سعيد عليها حيث وقفت ورائهم تحمل طبق الحلوى.
_ اهي ليلى بقى اللى هيتجوزها هيكون محظوظ.
ابتسم عزيز العم وهو يؤكد على كلامه ثم نهض ليأخذ منها ما تحمله.
_ لولو دي جوهره ومش أي حد بيفوز ب جوهرة.
_ دوق يا عزيز بيه من طبق الحلو.... أغلب الأصناف المعموله ليلى هي اللي عملاها...
اندهشت زينب من أمر جدها لها بأن تغلق باب حجرتها ورائها بعدما أتت لضيفه بواجب الضيافه.
نظر شاكر نحو نائل الذي اعتدل على فراشه ثم أخذ يسعل.
_ أنت كويس يا نائل.
_ شوية كحة ليه مكبرين الموضوع.
هز شاكر رأسه بيأس فهو أيضا يحاط بتلك الأسئلة لمجرد أن يسعل قليلا.
_ والله ما عارف ليه دايما يحسسونا إننا خلاص بنودع.
اتسعت ابتسامة نائل على حديثه فهو أكثر الناس دراية بحب شاكر للحياة.
_ ما أحنا رجل بره ورجل جوه يا راجل يا عجوز ولا أنت لسا مشبعتش من الدنيا.
_ لا لسا فاضل ليا أمنية من الدنيا لو اتحققت هقول خلاص اخدت كل حاجه.
وبنبرة تحمل الحب واصل كلامه وقد لمعت عيناه بالدموع.
_ نفسي اشوف صالح زي زمان... نفسي اجوزه واشوفه سعيد... أنا ظلمته يا نائل لكن اعمل إيه عيشت طول عمري هدفي مصلحة العيلة وترابطها.
ثم أخفض رأسه بخزي وآسف.
أول ما نجيب قالي إنك عايز تشوفني جيتلك على طول.
قدم شاكر إعتذاره الذي قليلا ما يقدمه.
_ اعتبرني مقولتش حاجه... وشغل حفيدتك عندي يا نائل لو حابب إنها تشتغل في شركتي.
_ أنا موافق يا شاكر على عرضك لو لسا فعلا عايز حفيدتي لحفيدك.
انتفض عزيز من المقعد الذي جلس عليه للتو جوار حارس الأمن الذي قدم له كوب الشاي حتى يثرثروا قليلا بالحديث.
_ إيه اللي حصل يا عزيز بيه.
تساءل عزيز السائق وهو يحاول إلتقاط أنفاسه من شدة فزعه.
_ بسرعه يا عزيز في حريق في المصنع.
قالها عزيز ثم أسرع بالتحرك نحو سيارته.
_ مصنع ليلى.
خرجت الكلمات من فم عزيز بتقطع وقد وقف مكانه وارتعش جسده من الذعر.
القلق الذي كان يحتل قلب عزيز على عمال مصنعه تضاعف.. حتى أنه لم يشعر بنفسه وهو يقود سيارته بسرعة قصوى وجواره جلس عزيز سائقه يمسك هاتفه بأيدي مرتعشة ويحاول الإتصال ب ليلى.
_ مش بترد
تساءل عزيز بنبرة تحمل القلق وهو ينظر ل عزيز سائقه الذي أخذ يهز رأسه له وقد ثقل لسانه عن الكلام.
خرجت زفرات عزيز بقوة وهو يضرب بوق السيارة حتى تفسح له السيارة الأخرى الطريق.
_ أنا مصدقت رجعتلي يا عزيز بيه...
سقطت دموع عزيز العم بعدما خرجت الكلمات من فمه.
وكلما كان عزيز العم يتحدث...كان عزيز يزيد من سرعة سيارته.
أخيرا وصل عزيز المصنع وقد اصطف العمال بالخارج وأتت الشرطة وسيارات الإسعاف وارتفع الدخان بغزارة من المصنع.
يتبع...
بقلم سهام صادق
الفصل السادس عشر
_ بقلم سهام صادق
وقف عزيز العم كالتائه وقد تدفقت الدموع من مقلتيه وفقد القدره على الحركة وثقل لسانه وبصعوبة خرج صوته بتحشرج.
_ ليلى.
دارت عيناه بين الجموع ثم رفع يده ليضعها على موضع قلبه محاولا إلتقاط أنفاسه.
لحظات مرت عليه كالدهر وهو واقف مكانه ينظر هنا وهناك باحثا عنها.
لقد عاد به الزمن للوراء... عاد به لحظة هرولته في رواق المشفى وهو يسأل هنا وهناك عن الحاډث الذي حدث على الطريق وتم نقل شقيقه وزوجته على اثره.
ضاعت جميع الأصوات من حوله واخترقته ذكريات الماضي بقسوته ولم يعد يسمع شئ مما يدور ولم ينتبه حتى على صوت رجال الشرطة بأن يبتعدوا حتى تتمكن رجال الإطفاء والإسعاف من إتمام عملها.
_ لو سمحتوا يا حضرات ارجعوا ورا شوية... خلينا نشوف شغلنا.
قالها أحد رجال الشرطة ثم أطلق زفيرا قويا بعدما يأس من ذلك التجمهر الذي حدث.
تراجع عزيز بخطواته بعدما تحامل على نفسه وقد عادت عيناه تدور هنا وهناك إلى أن خفق قلبه وانسابت دموعه على خديه ولسانه أخذ يردد بالحمد.
هرول نحو ليلى التي وقفت على بعد منه وفي يدها زجاجة ماء وتحاول مساعدة إحدى زميلاتها بارتشاف القليل من قطرات الماء.
_ليلى
صاح بها عزيز ثم اجتذبها إلى حضنه دون أن يمهلها لحظة لتستوعب شئ.
أبعدها عنه