حكاوي جهاد عامر
نظرة هادية..
تقدر تقولي في ايه بقى
ابتسم..
في ايه
شايفاك لابس جلابية حسن وماشي في البلد كإنك منها وناسي اللي انت جاي عشانه!
سألني بنفس الابتسامة وبنفس الهدوء.. وبنفس النظرة!
وايه اللي أنا جاي عشانه
واد انت متعصبنيش.. هادي جاي النهارده عشان يكلم بابا.
ابتسامته اتشالت تدريجيا ونظرته اتغيرت..
هادي دا اللي انتي قولتي عليه إنه في حياتك
اه.
غمض عينه وخد نفس..
وجاي يقول لأبوكي ايه هو مش اترفض مرة!
عيني وسعت..
ما انت يبني المفروض تكون أقنعت بابا من ساعتها!
هو جاي امتى
النهارده.
لسه اليوم طويل لما ييجوا يبقى ربنا يحلها.
قال كدا وسابني ومشي.. وقفت مستغربة كان غريب.. نظراته ورد فعله وأنا.. حتى أنا غريبة كنت جاية أراقب رد فعله مش أستعجله!!!
بصيت عليهم من البلكونة وهما داخلين البيت..
اه يا ماما.
ومقولتيش ليه
بصيتلها..
عشان عارفة انك كنتي هترفضي.
انتي مش هتجبيها لبر يا حواا وهتقلبي على نفسك حياتك عشان عندك دا.
سابتني ومشيت فرجعت بصيت من البلكونة للسما واتنهدت نزلت بعيني للجنينة لقيته واقف بيبصلي طول في البصة فضميت حواجبي وهزيت راسي باستفهام فضل على نفس الوضع
شاورت بإيدي باستفهام فسابني ومشي هو كمان!
هو انتوا جايبني تهزأوني هنا ولا ايه!
مع احترامي ليك يا هادي يا ابني انت والست الوالدة مجيتكوا على راسنا.. بس الموضوع دا منتهي وكلامي فيه مش هيتغير.
كنت واقفة فوق وسامعاه كنت عارفة رد فعله شوفتها وسمعتها قبل كدا بل على العكس المرة اللي فاتت كانت أقوى من كدا بس المرادي ولإني عارفة هو هادي ليه كنت عايزة أنزل أرد وأقول أنا موافقة.
وصلت لنص السلم لقيته داخل وبيبصلي قلبي دق.. من صغري وأنا عارفة إني له كبرت وأنا بتخيل شكله وبتخيل اليوم اللي هييجي فيه ياخد الأمانة اللي سابها أبوه له مع بابا أنا!
واحد أول ما شوفته قلبي دق لأول مرة كإنه حلف سنين عمره ما يدق غير ليه من قبل ما يعرفه حتى!
كابرت.. وقاوحت عاندت وقولت مش عايزاه ورايدة غيره وأنا لسان حالي يحلف ويقولي كدابة.. ما راد قلبك في يوم إلاه.
بابا كان لسه هيرد وبناء عليه فتحت بوقي عشان أرد في صوت سبقنا احنا الاتنين..
حواا مش موافقة.
بصيتله پصدمة أو كلنا بصيناله پصدمة..
والدة هادي ردت..
وليه بقى
رد وهو بيبصلي..
عشان حواا مخطوبة.
هادي وقف وبصلي أنا عيني وسعت من الخضة وكله اتفاجئ.. إلا بابا!!
نعم! انت مين أصلا.. انت كداب.
أنا مش كداب أنا خطيبها.. ولو مش مصدقني ولا مصدق أهلها اسألها.
بصلي باستفهام فمردتش رجع بصله وسأله..
من امتى
بابا رد..
من زمان يبني وكفاياك أسئلة ممنهاش فايدة.. اتفضل اشرب واجبك عشان تطلع ترتاح وانت والهانم من السفر.
قامت والدته ومسكت إيد ابنها..
لا كتر خيرك.. احنا هنمشي دلوقتي..
مسمعتش اللي اتقال بعد كدا لأني طلعت أوضتي وقفت في البلكونة وبصيت للسما مش عارفة أحدد إحساسي في اللحظة دي!
متعصبة يمكن.
محرجة من هادي ووالدته وزعلانة على موقفهم يجوز.
زهقانة من تحكم بابا فيا وفي حياتي من غير يرجعلي احتمال.
فرحانة من موقف آدم
سكت.. مش عشان مش لاقية إجابة عشان مش عايزة أصدقها.
وقفت كام ثانية كمان وقبل ما أدخل لقيت ورقة اتحدفت في البلكونة فتحتها ورفعت حواجبي بدهشة..
انزلي قابليني في الجنينة اللي ورا البيت بسرعة.
مكنش مكتوب حاجة غير الجملة دي يعني مش معروف مين اللي هقابله بس أنا عرفت..
اليومين اللي فاتوا خلوني عرفت شخصية تانية لآدم غير أول يوم شوفته عرفت طريقة كلامه شكله وهو بيفكر عينه وهيا بتهرب مني لما بقفشه بيبصلي نظراته بين مامته وماما هو عارف ايه اللي بيدور في دماغهم وكان ساكت.. أنا