الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية شيرين

انت في الصفحة 18 من 157 صفحات

موقع أيام نيوز

كلامي تحدث بنفاذ صبر
وأنت مش هاتغصبني على حاجة رمقته پغضب ليعقد قبضته وضړب الطاولة لتهتز أدوات الطعام
أنتي بتجادليني! تاني!
وأنت بتتحكم في اللي بعمله ليه يعني! تعجبت بعفوية على طريقة إملاءه للأوامر التي لا تنتهي
اسمعي كويس.. أنا بتحكم في كل اللي حواليا وأنتي شغالة عندي وهتعملي أيا كان اللي أنا عايزه من غير نقاش ومش هاقولك الكلام ده تاني نظر لها بقسۏة وعيناه كادت أن تخترق تلك العسليتان .
لم تدري ماذا تفعل هي مع طريقته اللاذعة تلك ولا كيف تفجر عن ڠضبها من إستفزازه المتواصل لها فنهضت مغادرة طاولة الطعام ولكن قبض يدها بشدة رايحة فين! 
آآه.. سيب ايدي تأوهت وهو ممسكا بيدها في قسۏة بلا رحمة ولا مراعاة نهائيا أنها قد تشعر بالآلم
دي مش اجابة سؤالي..
آفف.. ايه القرف ده بقا!
خدي بالك ومتعكيش في الكلام قدامي
وأنت مالك أنت أتكلم ولا أقول ايه.. أنا حرة
دي كمان مش اجابة سؤالي تحدث بين أسنانه المطبقة ليحكم قبضته على يديها أكثر
آآآه... رايحة الحمام.. زفرت بضيق وآلم فهو لا زال ممسكا بيدها
خلصي أكلك وبعدين روحي آمرها مرة أخرى ودفعها پعنف لتجلس في مقعدها
شعرت به يتفحصها في كل حركة تأخذها هي تلك الرماديتان الثاقبتان لا ترأف بها نظرت له بعسليتان متعجبتان لمتابعته اياها بتلك الطريقة لتملح نظرة رضاء وغرور برضوخها له وابتسامة زهو تتلاعب
على
شفتيه ولكن لا.. لن تدعه ينتصر عليها مجددا.
خلصت همست شيرين في عناد
روحي واستنيني في الجنينة
ذهبت شيرين للحمام بعد أن بحثت عنه لدقيقتان وبمجرد النظر في المرآة لم تتمالك نفسها ووجدت نفسها تبكي بشدة كل ده بسببك يا حقېر.. منك لله.. لو مكنتش خونتني بمنتهى القذارة مكنش زماني في الموقف الزفت اللي أنا فيه ده وهو أنا مالي كده بوافقه على كل حاجة وساكتاله ليه بسمع كلامه في كل حاجة ليه كل ما بحاول أصده وأبان جامدة مبعرفش الله يحرقكوا أنتو الأتنين!! تمتمت لنفسها في غيظ شديد وبالكاد سيطرت على دموعها وغسلت وجهها لتزيل آثار تلك الدموع ثم خرجت متوجهة لتنتظره كما آمرها.
جلست أمام منضدة صغيرة بالحديقة ولاحظت أن الساعة قد أصبحت الثالثة والنصف ووجدت أن حبيبة أتصلت بها خمس مرات فقررت أن تكلمها
أنتي بقيتي فين دلوقتي! آتى صوت حبيبة السائل متلهفا
لسه في بيت الزفت ده ومعرفش هامشي امتى أجابتها في حنق 
قوليلي بقا هو صحيح مز اوي كده زي ما بنشوفه في الأفلام! سألت متلهفة بنبرة لعوب
يا ساتر عليكي يا حبيبة أنا مش في مزاج لكلامك ده دلوقتي.. أنا حبيت أطمن عليا عشان متضايقيش.. هكلمك تاني.. سلام! 
أنهت مكالمتها وتنهدت ثم رفعت عسليتاها لتنظر في السماء لدقائق واستمتعت بنسيم الشتاء فاليوم مشمس وهي لم تجلس هكذا منذ زمن شرد فكرها إلي آدم وكيف هو جذاب ومثيروتلك الرماديتان الغريبتان للغاية لا تدري لم هو هكذا!
مش ممكن الراجل ده من فوقه لتحته مفيهوش غلطة ازاي في حد شكله كامل كده ده حتى صوته حلو اوي.. لكن أول ما الژبالة والۏساخة دي بتطلع من بقه واعملي وما تعمليش وال Over الزيادة عن اللزوم ده بنسى شكله وببقا عايزة أقتله!! 
تنهدت مجددا وهي تفكر بكل ما مر عليها منذ أن وقعت عليه عيناها وهي تحاول تبين كيف ستتعامل معه بالأيام القادمة ثم أغلقت عيناها مستمتعة لم ترد أن تفتح عينيها لتشعر بالاسترخاء والهدوء من حولها وتستمتع بهما النسيم الخفيف ورائحة الحديقة والعشب المجذوذ حديثا كل هذا يساعدها على الإستجمام.. مالت برأسها للخلف ومددت قدماها على المنضدة الصغيرة التي أمامها ولم تشعر بالوقت.
لا تدري كيف تسللت رائحة دخانه لأنفها لقد كانت تجلس وحدها للتو! متى آتى إلي هنا لقد تركته منذ دقيقتان يتناول طعامه.. فتحت تلك العسليتان لتتفقده 
أنت جيت امتى! تعجبت ثم أخفضت قدميها بسرعة وما إن نظرت حولها حتى وجدت السماء مظلمة وهناك شرشف يحاوط جسدها والهواء بدأ في أن يشتد فأدركت أنها قد غشيت دون أن تدري بل ولبثت وقتا لا بأس به!
نظر لها آدم ببرود ونفث دخانه ونظرته الباردة المبهمة تلك التي لا تفهم منها شيئا لم تتحرك من عليها فابتلعت في ارتباك من عيناه وكأنهما لن يغادرا خاصتها أبدا ففكرت ربما لو حدثته سيجيبها وسيظهر عليه أية ملامح أو لربما يغضب ويشيح بنظره بعيدا عنها.
مصحتنيش ليه! 
أطال النظر لها وإلي برائتها المتناهيه وآثار النوم لا زالت تؤثر على ملامحها ليدرك أن مظهرها الآن أجمل من مظهرها صباحاز عقد حاجبيه لإدراكه تأثره بها ثم زجر نفسه لتفكيره بها بتلك الطريقة
يالا معاد الإجتماع قرب.. وأنتي هتيجي معايا زجرها ثم تركها متوجها للداخل حتى تتبعه مهرولة في دهشة
معلش هو مش المفروض
ال Personal Assistant مساعد شخصي بتاعك هو اللي يحضر الإجتماع مش أنا!! سألته متعجبة ليلتفت لها وكادت هي أن تكمل خطواتها المسرعة ولكنها وجدت نفسها ستصطدم به فتوقفت هي ليدنو هو منها 
أنا اللي
17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 157 صفحات