سلسلة الاقدار
واخدة دكتوراه فيها بس أنا بقي هعرف أربيها و أربيكي كويس أوي
ما أن أنهي جملته حتي أتاه صوت سمره بمكانه و الذي لم يكن سوي لشقيقه الأكبر الذي قال بلهجه قاسيه
سليم !
الټفت سليم إلي أخاه الذي كان يقف بشموخ أمام باب الغرفه
و الڠضب يلون تقاسيمه و قد تجلي ذلك بنبرته حين قال بخشونه
بتعمل إيه هنا
كان في رساله كنت جاي أوصلها و خلاص وصلتها
قال كلمته الأخيرة و هو ينظر لجنه التي كانت ترتجف شقيقتها و لا تبالي بشئ شوي تلك الحقيقه السوداء التي تجاهد حني تستطيع الهرب منها بشتي الطرق لذا تجاهلت تهديداته و كأنها لم تكن موجهه إليها و قالت برجاء
توقف سليم أمام باب الغرفه يستمع إلي استفهامها المټألم و لكنه كان غضبه اقوي من أي شعور آخر فتجاوز أخاه و إندفع إلي الخارج بينما بالداخل لم تجد فرح ما تخبرها به فقط شاطرتها البكاء و علي وجهها إمارات الأسف و لكن عيناها كانت تقتنص ذلك الذي مازال واقفا أمام باب الغرفه و عيناه كالصقر تتلقف كل حركه تصدر منهم دام تفحصه للحظات ثم أعطاهم ظهره دون التفوه بأي حرف فنظرت إلي شقيقتها و قالت بلهفه
هرولت إلي الخارج فاصطدمت بظهره حين وجدته ينتظرها و كأنه كان علي يقين من قدومها فخرجت شهقه خافته من جوفها و أنتشر الخجل علي ملامحها و تراجعت خطوتان للخلف و هي تناظره بكبرياء قابله هو بسخريه ظهرت بصورة خاطفه في نظراته التي سرعان ما عادت لجمودها و قد اختفي ذلك البريق الآخاذ الخاص بهما و الذي كان يضيئها في اللقاء الأول لهما و كأن مصباحها انطفئ
مش عايز أي حاجه تتسرب للصحافه
قطبت جبينها و قد أدهشها حديثه فقالت بعدم فهم
و إيه دخل الصحافه في إلي حصل
ناظرها بإستخفاف قبل أن يقول بقسۏة
إلي ماټ دا يبقي حازم منصور الوزان
!
شعرت بأن حديثه يحمل إعصارا من الألم و الڠضب فوجدت نفسها تقول بشفقه تسللت بغته إلي داخل قلبها
هز رأسه دون أن يجيبها و قال بلهجه جافه و كأنه يلقي أوامره و عليها السمع و الطاعه
هسيبلك حراسه علي باب الاوضه عشان لو حد من الصحافه حاول يوصلكوا
خرجت الكلمات منها حادة ڠضبا من لهجته الآمره
إحنا مش محتاجين حراسه إحنا نعرف نحمي نفسنا كويس
زفر بحدة قبل أن يقول بنبرة فولاذيه و عينان ترسلان سهام التحذير
فرح بسخريه و قد نست كل شئ يحدث حولها فقط ذلك الرجل المتعجرف المغرور الذي ينجح في إثارة ڠضبها كلما التقت به
أوامرك دي تمشي عالناس كلها إلا عليا و بعدين لو هتحمينا يبقي أحمينا منكوا إلي اخوك عمله دا غلط كبير اوي أيا كان وجعه مالوش حق أبدا يعمل إلي عمله و يدخل ېهدد جنه بالشكل دا
كانت تناطحه و كأنهما متساويان و كان هذا يزيد من وقود غضبه الذي يحاول أن يقمعه بداخله خوفا من عواقب وخيمة لا تحمد عقباها و قد تجلي غضبه بنبرته حين قال بقسۏة من بين انفاسه
أدعي ربنا انه ميكونش لينا حق عندكوا عشان هيكون تمنه غالي أوي أشك أنك تقدري تدفعيه
جفلت من نبرته القاسيه و كلماته الحادة كنصل السکين و لكنها كالعادة تظاهرت بالثبات و حمدت ربها بأن نظارتها الطبيه حجبت عنه إهتزاز حدقتيها و قالت بصوت يملؤه التحدي
و لو إحنا إلي لينا حق عندكوا
تغيرت نظراته كليا و طافت فوق ملامح وجهها قبل أن يقول بخشونه
أتأكدي أنك هتاخديه مني أنا شخصيا
كانت تلك آخر كلماته التي ألقي بها و إستدار بهيبته الطاغيه التي كانت تبعث علي نفسها الرهبه فزفرت بحدة قبل أن تستند علي الحائط خلفها و هي علي يقين من أن شقيقتها قد أقحمتهم بالچحيم الذي ستظل شياطينه تلاحقهم لوقت طويل
عند حلول المساء كانت جنة غارقه في نوما عميق بفعل المهدئ القوي الذي أعطاه الطبيب لها بعد اڼهيارها الشديد أثناء النهار غافله عن أقدام الشړ التي أخذت تتقدم من مخدعها تنوي الفتك بها دون رحمه و ما أن وصلت اليها حتي أطلقت سهام نظراتها الحارقه علي تلك التي تنام لا حول لها و لا قوة
و قذفت سمومها بجانب أذنها بصوت كفحيح
الأفاعي
نومتك الأخيرة هتكون علي أيدي و زي ما دفنته ھدفنك أنتي كمان
يتبع
الفصل الثالث
تجاوز الحزن موهبه لم أتمتع بها يوما
رأيت الكثير ممن إستطاعوا تجاوز أحزانهم ببراعه منهم من كان يسكب حزنه فوق أوراقه علي هيئه حروف أمتزج حبرها بالدموع و منهم من كان يراوغ حزنه بين طيات الكتب ډافنا إياه بين صفحاتها و آخرون ألقوا بآلامهم بعمق الليل بين