السبت 30 نوفمبر 2024

مذاق العشق المر بقلم سلمي المصري

انت في الصفحة 56 من 75 صفحات

موقع أيام نيوز


بس تخص سمعة صاحب الشركة اللي هو ابن عمك يا استاذة ده غير اني مش ناقص غلطة جديدة ليكي وقتها هواجه ابوكي واخواتك ازاي وهما فاكرين انك هنا تحت عيني 
عضت على شفتها في الم 
يصر على التلويح بخطأها في كل وقت 
يصر دوما ان يكرر على مسامعها ذنبها الذي ارتكبته في لحظة طيش 
كأنه يعيرها ويخلع عنها كل تلك السنوات التي غيرت فيها الكثير ليحصرها في تلك الصورة التي تحاول أن تتناساها 

ألم يجتازها واختار حياته 
ماذا يريد منها اذن 
لقد احبت العمل في المكان 
أحبت نجاحها وتميزها يوما عن يوم 
أحبت تدرجها في الوظيفة بناءا على كفاءتها لا على أنها ابنة صاحب المال 
لم يخطر ببالها ان تترك العمل مع حسام لتنتقل الى مجموعة ابيها ولكن يبدو أنه سيجبرها على ذلك 
سكتي ليه 
انتشلها صوته من أفكارها فأشاحت بنظراتها بعيدا عنه وهي تجيبه 
لو فاكر اني هقعد ابرر زي كل مرة تبقى غلطان لو مصدق حاجة عني صدقها انا خلاص تعبت انا مفيش حاجة بيني وبينه ده الله يخصك يا ابن عمي ولولا ان عربيتي عطلت في الطريق وهوا عدى عليا صدفة مكنش هييجي بالي من اصله اني استعين بيه ولو انت شايف اني مستهترة وخاېف تشيل مسئوليتي فعنك انا مرضهالكش تقدر تعتبرني مستقيلة من دلوقتي 
تنهد في عمق وأمسك بذراعها حين همت أن تذهب 
نظرت الى كفه في استياء فرفعه وهو يخبرها 
انا اسف اتعصبت عليكي من غير داعي انا عارف 
وأضاف بصعوبة 
انا مقدرش انكر انك 
اوقفته بكفها 
حسااام انا تعبت سامعني تعبت 
وأضافت في جدية متخلصة من حشرجة الألم في نبرتها 
انا في حاجات كتير لازم اظبطها مع قسم الحسابات قبل ما امشي وياريت تدور على مين ياخد مكاني علشان افهمه الشغل ماشي ازاي قبل ما اسيبه 
وتراجعت خطوة للخلف 
بعد اذنك 
راقبها وهي تختفي من امامه 
ضړب السيارة بكفه في عڼف 
من أي شىء هو غاضب الان 
هل يخشى من الاجابة 
هل يخشى أن يجد التفسير 
لا والف لا 
العقل سيعطيه مفتاح القرار حتى النهاية 
والعقل اختار نور ولن يحيد عن قراره مطلقا 
لا وقت للحب 
لاطاقة للحب 
لا مشاعر بامكانها ان تتحمل عذاباته من جديد 
ومن بعيد انحدرت دمعتان من عينين تابعتا المشهد من أوله 
عينان تفهمتا الموقف بشكله الصحيح ليدرك القلب ان الفرصة قد انتهت بل لم يكن هناك داع لوجودها من الاساس 
حسام عاشق تكابره كرامته في العفو عن ذنب اقترفته ايتن ليرفض حبها المطعم بندم سنوات مرة بعد مرة 
ولكن العشق اقوى من المكابرة ويوما ما سيرضخ الكيان كله له وتكون هي مجرد عقبة 
هل تنتظر ان تكون في هذا الدور 
لا وألف لا 
انتهى الاختبار الذي خضع له الجميع ولم يعد بمقدور الزمن أن يعطي وقت اضافي فالنتيجة قد أعلنت 
لم ينجح أحد 
يا فندم اللى حضرتك بتطلبه ده صعب جدا انا اسفة هتفت بها ايلينا وهى تهم بالخروج تاركة المكان فنهض احمد يستوقفها في هدوء 
ممكن تقعدى وتسمعى للاخر وتبطلى استعجال 
عقدت ساعديها امامها فى ترقب لما سيقوله فواصل 
الجواز ده
هيبقى مجرد ورقة يا ايلينا وتأكدى انى لو رجعت من رحلة العلاج دى عايش اول حاجة هعملها انى هرجع كل حاجة لأصلها 
قطبت حاجبيها فى حيرة فأشار لها بالجلوس 
اقعدى يا ايلا خلينا نعرف نتكلم 
جلست فى بطء محاولة استيعاب هذا الجنون 
نعم فكلمة زواج بعد يوسف رغم كل ما حدث بينهما لا تعنى سوى هذا 
ماحدث ماهو الا رد فعل طبيعى بااللاوعي جلس احمد مقابلا لها وهو يردف في هدوء 
انتى عارفة انك بالنسبالى زى ملك بالظبط لكن اديكى سمعتى اسامة من شوية وتلميحاته الوقحة 
ومال الى الامام ليوضح أكثر 
المړض يا ايلينا كل يوم بيتمكن منى وملك كل يوم بتضغط عليا اكتر عشان اسافر ومكنش ينفع اسافر واسيب كل حاجة فى ايدين اسامة او اى حد لكن واحدة زيك بذكائك وحنكتك اسلمها روحى وانا مطمن 
لوحت بكفيها فى تذبذب 
انا ممكن اعمل كل ده يا احمد بيه مش فاهمة بس الجواز هنا لزمته ايه 
لزمته ان احنا هنمنع اى كلمة سخيفة وملهاش لزمة ممكن تتقال لزمته ان لو جرالى حاجة 
وقبل ان تقاطعه اوقفها بكفه ليواصل 
هيكون ليكى صفة رسمية تخلى ملك تعملك توكيل بالادارة وكمان هيكون ليكى الوصايا على مازن اخوها ويارا لحد ما يكبرو ومازن يقدر يدير كل حاجة 
نهضت في بطء وهى تفرك يدها فى توتر فنهض احمد امامها مواصلا 
انا مش بس بوصيكى ع الشغل يا ايلينا انا بوصيكى على ولادى ملك متعرفش اى حاجة فى شغل المجموعة وممكن كل حاجة تضيع وحقها وحق اخواتها يتنهب وخلى بالك وجود مازن هوا اللى مانع الورث عن عمه اسامه وممكن بسهولة 
وضغط على شفتيه فى الم فواصلت ايلينا الحديث عنه وهى تضيق عينيها فى حذر 
قصدك انه ممكن يأذيه يأذى طفل صغير وكمان ابن اخوه 
شرد بعينيه وهو يجيبها فى أسى 
الطمع يعمل اكتر من كدة يا ايلينا للاسف 
تنحنح ليجلي صوته الجاد وعاد ينظر اليها 
المهم انتى حاليا مش مجبرة على حاجة بس لو وافقتى يبقى عملتى فيا معروف مش هنسهولك ابدا 
مسحت وجهها بكفها وسألته في ترقب 
هيا ملك تعرف بعرضك ده 
هز احمد رأسه بالايجاب 
قولتلها امبارح وتفهمت كل حاجة وخاصة انه الحل الوحيد قدامها عشان اسافر 
برمت ايلينا شفتيها في تفكير 
بس يا فندم دى مسئولية كبيرة و 
قاطعها احمد في حسم 
انا عارف انك قدها 
التفتت اليه هذا الرجل الذى وقف الى جواررها فى ازمتها هو وابنته فكانا عوضا لها عن الاهل 
تذكرت كيف اودع كل ثقته فيها وساندها لتستعيد نفسها من جديد 
ساعدها لتسترد ايلينا القديمة قبل ان يحطمها يوسف البدرى 
رأت الخطړ بالفعل محدق بالجميع وهى بيدها ان تدفع كل ذلك عنهم 
ان تدفع احمد ليسافر لتلقى العلاج وان تحمى ملك واخويها من اسامة وامثاله 
هي تثق فى احمد عزام ثقة عمياء 
تثق انه لن يجبرها على اى وضع 
لاحت صورة يوسف البدرى امامها لتبرق عيناها بوميض غريب فربما كانت تلك هى ضړبتها الاولى 
هو لن يعرف ان كان هذا الزواج صوريا ام حقيقيا فقط سيعرف انها اقترنت برجل غيره اصبح له الحق فى جسدها وروحها ولخياله ان يرسم لهما كل المشاهد الموجعه لقلب عاشق بتملك كقلبه استيقظت على صوت احمد في انتظار اجابتها 
ها يا ايلينا 
ابتسمت ابتسامة واسعة وهي تجيبه 
موافقة يا احمد بيه 
الفصل التاسع والعشرون 
ترجل يوسف من سيارته وأغلقها في هدوء بينما يدلك عنقه فى ارهاق 
تنهد بابتسامة حالمة وهو ينظر الى المنزل الصغير بحديقة القصر والذي اقامت فيه ايلينا قبل زواجهما دون وعى منه اخذه الحنين اليه فسحبته قدماه دون ادنى اعتراض منهما 
هنا اعترف كلاهما بحبه للاخر 
هنا اخذها بين ذراعيه لأول مرة ليتواعدا على الحب والبقاء معا الى النهاية 
ارتمى على الأريكة وهو يتذكر هذا المشهد البعيد الذى بكت فيه بين يديه وهو يعترف لها بحبه ويحضها هى الاخرى على الاعتراف بمشاعرها 
شبك انامله وهو يتذكر كيف ضمھا اليه بكل حنان العالم واخذ اول جرعاته من عبقها الذى ادمنه بعد ذلك ولازال يعانى من اعراض انسحابه 
اين ذهبت 
لماذا تختار دائما العقاپ الاكثر قسۏة على قلبه الفراق 
اخرج هاتفه ليطالع عدة صور جمعتهما سويا ليشعر ان تلك السنوات التى مرت وكأنها لم تمر 
لا يعرف كيف ولكن لديه يقين انه سيفتح عينيه ذات يوم ليجدها نائمة الى جواره متناسيين معا كل ما حدث رن هاتفه برقم غير مدرج على جهات الاتصال لديه ففتح المكالمة ولم يصدق ما سمع 
أهو حقا صوتها ام ان خياله قد وصل به حد الجنون فأصبح يهذى بها فى يقظته مثلما لاتفارق احلامه 
هتف بكل لوعة وشوق وترقب 
ايلينا 
جاءه صوتها الذى حاولت اضفاء التماسك عليه 
ازيك يا يوسف 
نهض من مكانه وهتف فى الم 
مش كويس ابدا انتى فين ايلينا 
لم تبال به وهي تقول في نشوى واضحة 
مش هتباركلي انا اتجوزت 
وكأن العالم كله قد توقف فى تلك اللحظة 
وكأن حواسه بأكملها قد تحولت فقط لحاسة السمع 
هي تكذب او تهذي أو 
قبض على الهاتف بقوة يتمتم في صدمة 
انتى قولتى ايه 
عادت لتكرر جملتها 
اتج 
قاطعها فى حدة 
يكفيه أول حروف الكلمة ليدرك أن سمعه لم يخونه ليس في حاجة لتلوث سمعه بالجملة كاملة 
انتى بتقولى ايه انتى كدابة ازاى تتجوزى حد تانى وانتي مراتي 
ردت فى برود 
فوق من أوهامك دي بقا انا طليقتك مش مراتك انا دلوقتى بقيت على ذمة راجل تانى 
وضع يده على صدره ومال الى الامام وهو يشعر ان انفاسه تؤلمه 
يشعر أن الهواء قد اصبح أنصال حادة تمزق صدره هتف بأكبر قدر من قوة متبقية لديه 
ھقتلك يا ايلينا لو فعلا عملتيها ھقتلك 
اغلقت الخط فتهالك على مقعد قريب وقد تعرق بشدة وكأنه لتوه قد انهى مباراة للمصارعة الحرة 
فك رباط عنقه بيده المرتعدة وهو يحاول التنفس بينما يعيد الاتصال بهذا الرقم من جديد ليجده مغلقا 
عاود الكرة مرات والنتيجة نفسها 
ألقى الهاتف أرضا بقوة محطما اياه الى اشلاء كأنه يعاقبه على تلك السمۏم التى نقلها الى اذنه مسح وجهه وهو يردد فى صدمة 
مستحيل مستحيل دى بتكدب عليا مستحيل تقدر تسلم نفسها لراجل تانى ايلينا متعملش فيا كدة 
امسك جبينه بسبابته وابهامه وهو يترنح كالطائر الذبيح متخيلا اياها بين ذراعى رجل اخر 
لا لن يحدث 
لا يمكنها ان تسمح لغيره ان يشم عبيرها او ان تداعب اصابعه شعرها الغجرى 
لا يمكنها ان تريح رأسها على صدر رجل اخر وتنام على صوت دقات قلب ليس بقلبه 
ارتمى ارضا وهو يفكر هل بالفعل ارادت عقابه هذه المرة بتلك القسۏة 
يعرف انه المۏت بعينه لكليهما فهل بلغ بها الاڼتقام ذروته لتقتل نفسها من أجل أن تؤذيه 
تأوه پصرخة عالية وهو ينهض مجددا بينما تدق كل معاول العالم رأسه 
أمسك جبينه بسبابته وابهامه وضغطه بقوة 
هز رأسه پعنف واتجه الى الحائط ليطرقه به عدة مرات ربما يهون هذا قليلا من المه او يسلو به عنه 
لم يشعر بعدها بشيء 
ارتمى على أريكة قريبة ولم يعرف بعدها كم مر من الوقت 
شعر بأنامل رقيقة تتحرك على وجنته 
لاحت الذكرى
 

55  56  57 

انت في الصفحة 56 من 75 صفحات