رواية جديدة
انت في الصفحة 1 من 27 صفحات
الفصل الأول
أنهت مقالها الذي لاتعرف عدده فقد أرهقها العد كثيرا ما كتبت عن الفساد الذى تفشى فى المجتمع ولكن دون فائدة دائما ما تصل إلى نفس النتيجة من له سلطة ونفوذ دائما هو الرابح ولا يهم إن كان هو الظالم أم المظلوم فالعدالة عمياء بل إنها أصبحت دمية يتلاعب بها ذوي السلطات
زفرت بقوة تفكر فى مصير مقالها هل سيقبل به رئيسها أم سينهرها خوفا عليها كما يدعى يكمن ضيقها فى أنها رضخت لرغبته الأخيرة بعدم التصريح بأسماء من تهاجمهم ويكفى أن تشير إليهم من بعيد مجرد رموز و هم عليهم الفهم عملا بمقولة اللي على راسه بطحة
ليردها بفتور المعتاد على الأمر صباح النور يا نيرة
ناولته المقال راجية ربها أن يقبله كما هو دون أن يطالبها بأي تعديلات تناوله منها متفحصا إياه ليهز رأسه علامة رضا ولكنه ليس الرضا السامى ليرفع رأسه إليها يعلن ما يدور برأسه انتى مذكرتيش أسماء فعلا بس واضح جدا مين المقصود بكلامك
قاطعها قائلا أنا مقلتش تتحيزى انا بقول بلاش اندفاع الشباب دا خوف عليكى
ألقت ما يجيش به صدرها دفعة واحدة دون اعتبار لأى شئ لم تنتبه إلى تماديها سوى عندما لاحظت الشرر يتطاير من عينيه مع خبطة يديه پعنف على المكتب أمامه ناهرا إياها الزمى حدودك يا نيرة واعرفى انك بتكلمى رئيسك
سيبى المقال يا نيرة واقعدي عايز أتكلم معاكى شويه
رضخت لرغبته فهى لم يعد لديها رغبة فى اثارة المشاكل اليوم تحولت نبرته إلى نبرة أب حنون يخشى على أحد ابنائه
انتى بتفكرينى بنفسى زمان كانت روح الشباب مسيطرة عليا حاربت و اتحاربت وفى الاخر اتهزمت لأنى كنت بحارب لوحدى موصلتش لمكانى بسهولة اتهاجمت كتير اتهددت واتعرضت لمحاولات قتل شفت خوف اهلى ومراتي عليا وشفت خۏفي عليهم لو جرالي حاجة وسبتهم
شعرت بما يعتمل داخله من حزن وخوف ارادت أن تواسيه ولكنه قطع عليها المحاولة مستكملا حديثه
أنا بقولك كده عشان لازم تعرفى إن كل اللى بتحبيهم هما نقطة ضعفك اللى أعداءك هيحاربوكى بيها عشان كده قلتلك خلي كلامك مستتر مش صريح واللى على راسه بطحة هيتعرف ويقع لوحده لما يحسس عليها أنا دلوقتى بكلمك كأب خاېف عليكى مش رئيس جريدة خاېف على نفسه أو على جريدته والمقال هيتنشر زى
ما انتى كتباه و مصيرك وحياتك فى ايدك انتى
تهورها تحول لغباء صبت جام ڠضبها على الشخص الخطأ يسدى إليها نصيحة خوفا عليها هى من اتهمته بخوفه على مصلحته شعرت بالحرج ونظرت إلى يديها التى تشابكت أصابعها معتذرة مرة أخرى
أنا أسفة عاللى حصل منى يا فندم ووعد هعمل بكلام حضرتك فى مقالاتي الجاية
ظل كلام رئيسها يتردد صداه بعقلها طوال طريق عودتها للمنزل واضعة والديها ڼصب أعينها وخوفهما الدائم عليها والدتها دائما ساخطة من إلتحاقها بمجال الصحافة خاصة عندما بدأت تكتب فى قضايا المجتمع والفساد الذى تفشى به وتحاول إقناعها بالتوجه إلى الكتابة بمجال الفن وإن لزم الأمر فالمطبخ لا ضرر به أما والدها فهو بين شقي الرحى يحثها على التمسك بالأخلاقيات وفى ذات الوقت يحذرها خوفا عليها
نفضت تلك الافكار من رأسها كما اعتادت بمجرد أن أخرجت مفاتيحها لتدلف إلى منزلها تقابلها ابتسامة والدتها التى تصل ما بين أذنيها تلك الابتسامة التى لا تظهر سوى فى وقت واحد لم تكد الفكرة تصل إلى عقلها حتى صرحت بها والدتها
كويس إنك جيتى بدرى عشان تلحقى تجهزي نفسك
بعد هذه الجملة تأكدت لها شكوكها أرادت الهرب توجهت إلى غرفتها وتعللت بأنها مرهقة وتريد النوم ولكن والدتها قطعت عليها كل السبل بصى المرة دى مش هتعرفى تهربى هتقابلى العريس يعنى هتقابليه
استدارت إلى والدتها محاولة تهدئة نفسها حتى لا تفقد السيطرة على نفسها كما فعلت اليوم أمام رئيسها يا ماما انتى ليه مش عايزة تفهمينى انا مش بفكر فى الجواز
لتصرخ بها والدتها غاضبة و هتفكرى فيه إمتى إن شاء الله! انتى مش واخدة بالك انك قربتى على 30 سنة ولا تكونى نسيتى إنك مطلقة ومش كل يوم والتانى هيجيلك عريس
كفاية يا ايمان
صړخ بها زوجها عندما لاحظ أن ڠضبها جعلها تصرح بما ستندم عليه لاحقا لأنها لا تدرك الان مدى جرحها لابنتها
نظرة منه إليها كانت كفيلة ليرى احتقان وجهها والدموع تتلألأ في عينيها فخاطبها بلين قائلا ادخلى ارتاحى انتى يا نيرة وأنا هعتذر للراجل وابلغه الرفض
كأنها كانت بانتظار كلمات والدها لتهرول الى غرفتها وما أن اغلقت بابها حتى اڼفجرت دموعها التي كانت تكبتها منذ قليل إذا كان هذا هو تفكير والدتها فكيف ينظر إليها الآخرون
و بالخارج كان والدها يوبخ زوجته عما بدر منها ولكنها لڠضبها من نفسها عما تلفظت به من كلمات كانت سبب فى چرح لابنتها آثرت الاختلاء بنفسها فذهبت إلى حجرتها هى الأخرى
وقفت أمام المرآة تعيد تجربة ثوب زفافها مرة أخرى ذلك الثوب الأبيض الذى يضيق من الصدر وينزل يلف حنايا جسدها ليبدأ بالاتساع قليلا بداية من ركبتيها قماش من الستان ذو أكمام طويلة وتتبعثر عليه بعض الورود الصغيرة لتعطيه مظهر كلاسيكى هادئ
كانت تتلفت حولها لتتأكد من أنه لا يوجد خطأ به نادت على والدتها لتأخذ برأيها
أتتها والدتها ضاحكة دى المرة الكام كده ارحمي نفسك يا ندى
أجابتها ندى بعبوس مزيف ماشي يا ماما انتي مش مقدرة القلق اللي أنا فيه الفرح بعد اسبوعين و خاېفة اتخن وأتفاجئ يوم الفرح إن الفستان ضيق عليا
احتضنتها والدتها قائلة خلاص متزعليش انا بهزر معاكي وبعدين هتتخني إزاي هو انتي بتاكلي من الأساس
توترت ندى خاېفة يا ماما وقلقانة وكل ما الفرح يقرب بحس بتوتر أكتر
هدأتها والدتها اى عروسة بتبقى كده خليكى انتى هادية واتغذى كويس ونامى كويس عشان يبقى وشك منور يوم الفرح
قاطع حديثهم رنين هاتف ندي ونظرة واحدة إلى شاشته كانت كفيلة برسم الابتسامة على وجهها فشاكستها والدتها أظن دلوقتي أطلع بره وأخد الباب ورايا
قبلت وجنة والدتها و انتظرت رحيلها من الغرفة ثم أجابت الإتصال السلام عليكم
سمعت رد خطيبها من الطرف الأخر وعليكم السلام ازيك يا ندى أخبارك إيه
ندى الحمد لله
لاحظت نبرة التوتر بصوته وتردده في الحديث فسألته طارق انت كويس صوتك متغير
استجمع شجاعته وأخبرها بصراحة فيه موضوع عايز أكلمك فيه بقالي فترة إيه رأيك نتقابل
اجابته بتوجس تمام نتقابل بكره
طارق خلاص هعدي عليكي بكره ع الساعة 7 إن شاء الله
أغلقت الهاتف وجلست تفكر في الموضوع الذي يجعله بهذا التوتر ثم نفضت عنها أفكارها وقامت بتغيير ملابسها
اليوم
هو يوم التجمع العائلي بمنزل والديها تقف بالمطبخ برفقة والدتها لإنهاء تحضير الغداء قبل عودة أزواجهن من أعمالهم
وقفلت نور تتذوق المكرونة البشاميل التى أعدتها خصيصا لزوجها لحبه الشديد لها من يدها تناهى إلى مسامعها صوت رنين هاتفها فذهبت لتجيب واتسعت ابتسامتها لرؤية رقم زوجها يضئ شاشته فأجابته بمرحها المعتاد كالعادة بتتصل عشان تقولى وحشتينى وأنا أقولك انت وحشتنى اكتر
تلاشت ابتسامتها واختفى مرحها عندما تسرب إلى أذنيها صوت آخر غير صوت زوجها
حضرتك مدام أدم عبدالحميد
اجابته بتوجس وخوف ايوه
لتأتيها الضړبة القاضية البقاء لله
الفصل الثانى
ألقت نيرة هاتفها من يدها بحنق فها هي تحاول الإتصال بصديقتها للمرة الخامسة ولكنها لا تجيب وتعلم أنها إذا حاولت الإتصال بصديقتها الأخرى ستنال توبيخا هى فى غنى عنه الآن وعندما حاولت الاتصال بالصديقة الثالثة وجدت نفسها على قائمة الانتظار
انتبهت إلى صوت طرقات بباب غرفتها متبوعة بصوت والدها يستأذنها فى الدخول فتحت الباب مستقبلة إياه بإبتسامة باهتة اتفضل يا بابا
دخل وجلس على طرف الفراش طالبا منها أن تجلس قبالته وتستمع إليه تعلم أنه سيبدأ فى تبرير موقف والدتها ويحاول التخفيف من حزنها وامتصاص ڠضبها
ربت على كتفها متزعليش من ماما هى خاېفة عليكى ونفسها تطمن عليكي
التمعت الدموع بعينيها واختنق صوتها بس مش ذنبى مش ذنبى انى اتجوزت واحد وطلقني بعد كام شهر مش ذنبى إن كل واحد يتقدملى يبقى عايز يلغي شخصيتي ويخلينى اسيب شغلى اللى بحبه مش ذنبى انى شفت نماذج كتير تكرهنى فى الجواز
واشتد شعورها بالاختناق وهى تكمل محاولة كبت دموعها أنا فاهمة خوف ماما عليا بس هى بقت قاصدة تجرحنى متخيلة إنها بكده هتقدر تجبرنى على الجواز لمجرد انى اريحها واتعب أنا بعدين عشان مش قادرة ألاقى راحتى يا بابا أنا مش هكرر تجربة الجواز تانى غير لما الاقى الراجل اللى اقدر استغنى عن كل حاجة عشانه الراجل اللى أحس معاه بالأمان ويبقى هو كل دنيتي مش هتجوز اى حد لمجرد إن ماما عايزانى اتجوز
احتضنها والدها مربتا على ظهرها طيب اهدى بس كده
حاول ممازحتها طب هتلاقى الراجل دا إزاى يا أستاذة
وانتى بقيتى رافضة تقابلى أى عريس
ظهرت