رواية جديدة
زوجته تتنهد بتعب وإرهاق يااااه أخيرا نامو بناتك هيجيبو أجلي
لاحظت شروده حركت يديها يمينا ويسارا أمام عينيه سليم سرحان في إيه
انتبه إليها ولا يزال أثار شروده واضحة على ملامحه بتقولى حاجة يا تقى
تعجبت تقى من حاله لا دا إنت مش معايا خالص ايه شاغل بالك كده
تنهد سليم هو فيه غير ندى و تصرفاتها اللى شاغلة بالي
إبن زميلها دا إنت عارف إن طيبة قلبها هي اللى سيطرت عليها
زفر سليم بضيق عارف إنه مش ذنبها وإن قلبها مفيش أطيب منه بس الناس بتفسر على مزاجها بيزيفو الحقيقة و يحورو الكلام
أجابته بنبرة هادئة إنت عارف لو تبطل عصبية و تتكلم معاها بهدوء هتسمعك وتقدر تقنعها بوجهة نظرك وكمان عصبيتك وصوتك العالي بيضايقو بابا منك
ابتسمت له أيوه طبعا
سألها مشاكسا طب بمناسبة الهدوء هما البنات فين
تنهدت قائلة أخيرا نامو هلكوني بجد
ضحك لها قائلا وهو كان حد قالك تخلفي بنتين توأم
نظرت إليه بوجه عابس وهو يعني كان بمزاجي يا سي سليم
غمز لها بطرف عينه طب ما تيجى نستغل الهدوء دا مين عالم جايز المرة الجاية ييجي ولدين ويبقى رضا الحمد لله
ضحك سليم من هيئتها جذبها بين أحضانه يعلم معاناتها فرعاية التوأم ليست بالأمر اليسير
وقفت هدى بالدور الأرضي من البناية تنتظر المصعد المعلق بالدور الثامن أن يهبط ليقلها إلى الدور الخامس حيث تقطن أتت جارتها التى تسكن الدور الذي يعلوها ألقت عليها التحية وقفت بجوارها منتظرة المصعد هى الأخرى ثم ابتسمت إليها ابتسامة ذات مغزى إلا قوليلي يا مدام هدى هي مرات سليم ولدت تاني ولا إيه
تمادت الجارة في تطفلها أصل إحنا شفنا ندى من فترة و معاها طفل مولود لولا اننا عارفين انها ما اتجوزتش كنا قلنا ابنها بس دا يبقى ابن مين
ضجرت هدى من حديثها كم تود أن تنهرها تخبرها أن تبقي أنفها بعيدا عن أمور الآخرين ولكنها أجابتها من باب الذوق إبن جماعة قرايبنا بنراعيه عشان اهله عندهم ظروف
قالت كلمتها الأخيرة بابتسامتها البلهاء وفي هذه اللحظة وصل المصعد إلى الدور الأرضي ليرحم هدى من بقية الحوار دلفت إليه ووضعت مشترواتها أرضا نظرت إلى جارتها قائلة أنا آسفة مفيش مكان هتضطري تستني أطلع بالأسانسير و ابعتهولك
دلفت إلي المنزل وكلام جارتها يشغل بالها فكرت كثيرا فيما سمعته اتخذت قرارها وعقدت العزم على ألا يثنيها أحد عنه تناولت هاتف زوجها الموضوع على المنضدة أمامها حصلت منه على مبتغاها ثم وضعته مكانه مرة أخرى
جلس برفقة والدته يزفر بضيق فها هي المربية ربما العاشرة التي ترفض الإقامة معهم بالمنزل بالرغم من أنه انتقل للعيش برفقة والدته
مر ما يقارب الشهر على تواجد طفله برفقة ندى وهو لم يجد مربية بعد يشعر بالحرج فهو قد أثقل عليها كثيرا
شعرت والدته بالحزن لحاله وبعدين يا مالك الوضع دا هيستمر لامتى إنت كده تقلت عليهم
تنهد مالك قائلا مش عارف يا ماما أنا حتى لو اخدت اجازة من الشغل مش هعرف أراعيه ومفيش مربية موافقة بإقامة هنا في البيت أنا بجد محرج جدا من ندى و أهلها
اقترحت والدته متوجسة اتجوز يا مالك مفيش ادامك حل غير كده
نظر إليها مصډوما من اقتراحها إنتي بتقولي إيه يا ماما إزاي وياسمين لسه مټوفية بقالها شهر وأنا أصلا عمري ما فكرت أتجوز بعد ياسمين الله يرحمها
لا يعلم لم أتت صورة ندى إلي ذهنه فكر بها بمجرد اقتراح والدته ولكن فكرة الزواج لم تأت بباله حتى وإن أتت هل ستكون ندى هي من يفكر بالارتباط بها وإن كانت هي هل ستوافق أن تكمل حياتها معه بظروفه
قطع عليه تفكيره صوت رنين هاتفه التقطه ليجده رقم غير مسجل أجابه فربما تكون حالة طارئة تريده لمعالجتها ولكنه تفاجأ من هوية وطلب المتصل
جلس
ينتظرها بالمقهى القريب من منزلهم فقد تعجب من اتصالها به وطلبها رؤيته بعيدا عن المنزل أتت تسير نحوه بهدوء تقنع نفسها بأن ما ستفعله هو الصواب والأفضل للجميع
وقف لاستقبالها مد يده لمصافحتها و دعاها للجلوس سألها بقلق خير يا مدام هدى حضرتك قلقتيني
أجابته محاولة أن تتحلى بالهدوء شوف يا دكتور مالك أنا مبحبش ازعل ندى وربيتها إنها تكون مسئولة عن قراراتها بس لما ألاقى قرار هيضرها حتى لو كان صح فأنا مضطرة أتدخل لو سمحت يا دكتور ياريت تاخد أنس في أقرب وقت لأن طالما الموضوع ممكن يمس سمعة بنتي فأنا مش هقف أتفرج
الفصل الحادي عشر
نسمة
كان هذا نداء أميرة بصوتها الهادئ للممددة على الأريكة أمامها
فتحت نسمة عينيها ببطء يتخللها دموع تهدد بالسقوط خرج صوتها متحشرجا نعم
ابتسمت لها أميرة لقيتك طولتي فى تأملك افتكرتك نمتي
هزت رأسها نفيا أنا لقيت مكاني الآمن هربت ليه بس هو موجود جوايا لما بغمض عيني بروحله و برتاح لما بفتحها مش بلاقي غير الحقيقة اللى بتوجع
سألتها أميرة بهدوء شكله إيه مكانك الآمن اوصفيه
أغمضت نسمة عينيها مرة أخرى و بدأت بوصف ملاذها بحر.. سما.. هدوء.. لوحدي. بس بتفاجئ بحد معايا ايد بتحاوطني مش قادرة أميز صاحبها بس حاسة بالأمان
ابتسمت أميرة فهي قد اقتطعت شوطا ليس بالهين في علاجها بدأت تخرج من قوقعتها تبحث عن أمانها تتحدث عن مخاوفها
أخرجتها أميرة من تخيلاتها سألتها لسه پتخافي من إيه
دارت عينيها بمحجريهما الناس.. الناس بتخوف.. نظراتهم وكلامهم و ندالتهم.. انتي بتقولي إني ضحېة بس هما شايفني مذنبة
تنهدت بعمق ثم أكملت هو أول واحد شافني مذنبة هو أول واحد اتخلى عني أول واحد اټجرحت منه
سألتها أميرة هو مين
أجابتها نسمة بعيون باكية أيمن سمعته وهو بيقول لبابا إنه مش هيقدر يكمل بعد اللى حصل شاف إن فيا حاجة ناقصة أو شافني مذنبة و مچرمة و أستاهل إنه يبعدني عن حياته
اڼفجرت بالبكاء تركتها أميرة تخرج ما بها من طاقة سلبية ثم سألتها باباكي و مامتك وأصحابك شافوكي ازاي حصل منهم إيه عشان تبعدي عنهم
هزت رأسها يمينا و يسارا بوتيرة هادئة محصلش منهم حاجة حسيت بوجعهم حسيتهم تعبانين و متعذبين معايا حبيت أخفف عنهم الحمل شويه
أخبرتها أميرة بهدوء بس انتي كده عذبتيهم زيادة ضعفك هو اللى كاسرهم باباكي و مامتك فخورين بيكي
قاطعتها نسمة بس أنا دلوقتي مش مجال للفخر
نفت أميرة بالعكس لما تواجهي اللى حصلك وتبقي قوية و تتحدي الظروف هيبقو فخورين أكتر
أكملت أميرة حديثها مبتسمة مامتك وباباكي دلوقتي مبسوطين إنك بتحاولي ترجعي على طبيعتك و تقعدي معاهم الفترة الجاية محتاجة منك ترجعي تقابلي صحباتك اخرجي معاهم
أومأت برأسها ايجابا دون حديث
ابتسمت لها أميرة بهدوء بسمتها وحدها كافية لبث الطمأنينة بها
أتى يحيى برفقة فرح إلى النادى هو يحاول التواجد بحياتها بشكل دائم مؤخرا يحاول تعويضها غياب والدتها لاحظ في الفترة الأخيرة تقلب مزاجها وعند محادثة مدربتها علم منها الجواب
في الحقيقة أنا بلاحظ إن فرح بتكون مبسوطة و عندها باور عالي في وجود قريبتكم ياريت فعلا لو تقدر تتواجد دايما معاها عشان وجودها فارق فعلا
تعجب
يحيى فمن تقصد سارة بكلامها سألها مستفسرا قريبتنا مين
وكان الجواب هذه المرة من جانب طفلته طنط نيرة قالت لعمو أمجد إنها جاية ممكن أستناها
سؤال طفلته البديهي أعلمه من تقصد سارة بقريبتهم
إذن فهي تهتم تحضر أحيانا تدريبات طفلته وهو لا يعلم
نزل بجسده لمستوى طفلته احتضنها مقبلا وجنتيها روحي مع كابتن سارة ولما توصل أكيد هتجيلك
ذهبت فرح متأففة فهي كانت تود الانتظار
هاتف يحيى شقيقه ليعلم أين هو فهو يريد أن يسأله عن مدى تطور العلاقة بين ابنته و نيرة علم منه أنه متواجد بالنادي فتوجه إليه
وجده منهمكا بإجراء مكالمة هاتفية أنهاها بمجرد أن وصل أخيه بادره يحيى متهكما هو إنت نقلت شغلك النادي ولا إيه أنا شايف رجلك خدت على هنا أوي
مازحه أمجد يا عم هنا أحلى بكتير من الاشكال اللي تسد النفس اللى بقابلها في الشغل وبعدين أنا جاي أقابل نيرة بس هي عندها شغل أخرها
التقط يحيى طرف الحديث طب بمناسبة نيرة هي بتحضر التمرين مع فرح من إمتى
تعجب أمجد من سؤال أخيه هي مش بتحضر معاها دايما لما وقتها بيسمح بس هو فيه حاجة ولا إيه
ظهر الضيق بملامح يحيى فيه إن فرح اتعلقت بيها كابتن سارة بتقول إن اليوم اللى مبتحضرش فيه معاها بيأثر على أداءها و نفسيتها
أجابه أمجد بعفوية خلاص أنا هظبط مواعيد التمرين معاها بحيث..
قاطعه يحيى لا يا أمجد إنت تقول لها متحضرش معاها تاني و ياريت لو هتقابلها يكون بعيد عن أي مكان فرح متواجدة فيه
تعجب أمجد من قرار أخيه ليه كل دا هي هتخطفها ولا إيه وبعدين فرح بتحبها
أجاب يحيى بحزن دي المشكلة إن فرح بتحبها و هتتعلق بيها أنا عايز أتخلص من مشاكل فرح النفسية مش أعلقها بحد تاني هيبعد عنها
نظر أمجد إلى أخيه مليا يحاول أن يستشف ما بداخله ثم قال بجدية إنت في أيدك حل مشكلة فرح يا يحيى أتجوز فرح محتاجة أم
تنهد يحيى قائلا فرح محتاجة حد حنين يعوضها غياب أمها مش مجرد واحدة تقوم بالدور وخلاص من غير ما تحسه
هز أمجد رأسه إنت عارف! المشكلة فيك إنت مش في فرح إنت مش قادر تنسى أنسى يا يحيى و عيش حياتك أتجوز تاني لو عشان خاطر بنتك
نظر إليه يحيى بحزن بادي في عينيه مش سهل يا أمجد
و بعدين أنا مش هستغل فرح في جوازي و مش هظلم واحدة عشان اريح نفسي
قاطع حديثهم وصول نيرة ألقت عليهم السلام لاحظت توتر النظرات بينهم توجهت بالحديث إلى أمجد أسفة اتأخرت عليك بس كان عندي شغل
نظر إليها أمجد قائلا عادي ولا يهمك
حدثته موزعة نظراتها بينه وبين شقيقه هي فرح لسه في التمرين
أتتها الإجابة من الراكضة نحوها برفقة مدربتها تصرخ باسمها احتضنتها بحب و رفعتها على ذراعيها وحشتيني
عبست فرح بوجه طفولي أنا زعلانة منك عشان محضرتيش التمرين
قبلتها نيرة بحب أنا أسفة مش هتتكرر تاني
نظرت حولها لتجد نظرات يحيى مثبتة بجمود نحوهما بينما