رواية جديدة
نظرات أمجد تهيم عشقا بالواقفة خلفها التفتت إليها ترحب بها وبعد حديث قصير معها استأذنت سارة بالرحيل أوقفها أمجد قائلا ممكن كلمة على انفراد يا كابتن سارة بعد اذنك
وافقته بإيماءة من رأسها وذهبت معه
بعد رحيلهم توجه يحيى بالحديث إلى نيرة أنا أسف لو فرح بتعطلك عن شغلك اوعدك انها مش هتضايقك تاني ولا هتكوني مجبرة إنك تحضري معاها التمرين
لم تحصل على رد فقط تحول بنظراته بعيدا عنها يثيرها فضولها الصحفي لمعرفة سر تقلباته المزاجية ولكنها حاولت إلهاء نفسها باللعب مع الصغيرة
أجابتها بابتسامة نابعة من قلبها نسمة!
أجابتها الأخرى بصوت هادئ إزيك يا ندى
اتسعت ابتسامة ندى أنا تمام الحمد لله يا حبيبتي مش قادرة اوصفلك مدى سعادتي باتصالك دا وحشتيني اوي يا نسمة
شعرت ندى بالسعادة تملأ قلبها أكيد طبعا بكره إن شاء الله نتقابل تحبي نجيلك الساعه كام
طلبت نسمة بهدوء لا أنا عايزة اخرج أو أنا مش عايزة دا اقتراح دكتورة أميرة نتقابل بره البيت
اقترحت عليها ندى مكان للقاء طب إيه رأيك نتقابل عند نور لأنها مش هتقدر تخرج من البيت
أغلقت ندى الهاتف شعرت بالسعادة بعد هذه المكالمة حدثت نفسها بأنه ربما قد آن الأوان لعلاقتهم أن تعود لسابق عهدها كم تتمنى أن تعود حياتهم جميعا لسابق عهدها فكل واحدة منهم مر عليها من أمور ما قلب حياتها رأسا على عقب
قطع عليها تفكيرها صوت طرقات الباب دعت صاحبها للدخول وجدته يفتح الباب قليلا يدخل رأسه فقط و يمازحها قائلا ممكن ادخل ولا هسبب إزعاج للأستاذ أنس!
دخل سليم الغرفة ملقيا نظرة على الصغير الغافي بجوارها على الفراش اقترب منه يداعب وجنته بأنامله علا ثغره ابتسامة ثم تحول بناظريه إلى شقيقته عسل ما شاء الله
سألها بغتة اتعلقتى به يا ندى
تفاجأت من السؤال ربما لو كان سأله أحد غيره لم تكن ستتعجب هكذا ولكن كان عليها الإجابة ولكن كيف سيفسر جوابها هل سيجعله يثور أم سيظل على هدوءه فهي ترى أمامها الآن سليم آخر غير من تعودت على رؤيته بالفترة الماضية فها قد عاد بشخصيته القديمة شخصيته المرحة التي لطالما عهدته عليها وزعت نظراتها بينه و بين الصغير خرجت الإجابة منها تلقائية مبقتش قادرة استغنى عنه
تنهد مكملا حديثه لما جبتي أنس أنا اتفاجئت بس يومها شفت في عينيكي نظرة غريبة له كنتي متمسكة به لدرجة غريبة مش مجرد حالة صعبت عليكي و عايزة تساعديها أنا كنت خاېف تتعلقي به زيادة عن اللازم و حصل اللى كنت خاېف منه
نظرت إليه و الدموع تترقرق بعينيها يعني إنت مش متعلق بايلين و أيسل مش بتحس انك عايزهم دايما قدامك
أجابها بتلقائية عشان دول
بناتي حته مني لازم أتعلق بيهم پجنون وأبقى عايزهم ميفارقوش عيني إنما أنس مش ابنك يا ندى و مسيره أبوه ياخده لو مش النهارده هيبقى بكره أو بعده وحتى لو مخدوش انتي
ليه توقفي حياتك على طفل ميربطكيش به أي صلة
قطع حديثهم فجأة دخول والدتهم الغرفة نظرت إليهم فترة دون حديث تعجبا من نظرة الجمود بعينيها وحينها تحدثت يحمل صوتها نبرة قاطعة لا تحتمل النقاش دكتور مالك بره جهزي أنس عشان هو جاي ياخده
اتسعت عيني ندى عن آخرهما كانت تنوي أن تفكر بكلام أخيها ولكن ليس بهذه السرعة همت بمعارضة والدتها ولكنها أوقفتها رفعت سبابتها بوجهها قائلة بحزم مش عايزة ولا كلمة هياخده النهارده
انهت جملتها و خرجت من الغرفة تاركة ابنتها تجهش بالبكاء تحتضن الصغير كأنه قطعة من روحها ستسحب منها شعر شقيقها بالشفقة لحالها فهو يراها الآن قد تعلقت بالصغير حد التملك
جلس مالك و والدته برفقة والديها بغرفة المعيشة يشعر بترحيب والدها ولكن نظرات والدتها تقلقه هو لا يتعجبها بعد حديثه معها بالأمس ولكن يتعجب سبب تحول معاملتها تلك هل تراها سمعت ما يؤذي سمعة ابنتها لهذه الدرجة بعد رحيله من لقاءها ظل يجوب الشوارع يفكر في حل و هداه عقله إليه بعد معاناة أو ربما هو أمامه من البداية لكنه يرفض الأخذ به عاد لبيته متأخرا ليجد والدته ما زالت بانتظاره استشارها فيما توصل إليه فوجد منها الترحيب والمباركة وها هو الآن يجلس أمامهم لتنفيذ قراره
دخلت ندى الغرفة حاملة طفله بين ذراعيها يرافقها شقيقها يرى نظرة حزن واضحة بعينيها ناولت الصغير لجدته فهي تشتاقه
لثم مالك أنامل الصغير و حانت منه التفاتة تجاه ندى ليرى دموعها المتحجرة بعينيها توجه بالحديث لوالدها الحقيقة يا عمي أنا جاي النهارده اطلب ايد دكتورة ندى
و كانت المفاجأة من نصيب الجميع عدا والدته
كان أمجد بغرفته يبدو على ملامحه الضيق فقد صدم اليوم بما لم يكن يتوقعه
استعاد بذاكرته فحوى الحديث بينهم عندما طلب منها أن يحدثها على انفراد
بدأ حديثه معها محاولا اختلاق أي موضوع فهو لم يكن يتوقع أن توافقه الحقيقة أنا كنت عايز مدرب سباحة شاطر يدربني فكنت بسألك ترشحيلي حد معين
نظرت إليه بدهشة بدت واضحة بصوتها غريبة اللى أعرفه إن حضرتك دايما الأول في مسابقة السباحة في النادي
نظر إليها مبتسما الله دا انتي متابعة بقى
شعرت سارة بالحرج من نظراته احم حضرتك عايز تسأل عن حاجة تاني
تنحنح أمجد هو الحقيقة أنا عايز أقولك إن فرح بتحبك جدا
و تحولت نبرته يشعرها أنه المقصود و معجبة بيكي جدا و بشخصيتك و نفسها تتكلم معاكي
توقف عن الحديث عندما شعر بتغير نظراتها للنقيض فهو يراها الآن مزيجا من الڠضب و الحزن اختفت نظرة الدهشة ليحل محلها نظرات مبهمة استأذنته بالرحيل توقف أمامها يمنعها الرحيل أنا آسف مقصدتش أضايقك
أدارت وجهها للجانب الآخر تمسح دمعة تنذر بالسقوط ثم استدارت إليه تتلبس قناع الجمود حضرتك لسه عايز مني حاجة تانية يا أستاذ أمجد
تعجب منها ألم تفهم بعد!
أخبرها مش معقول كل دا مفهمتيش قصدي يا سارة
رفعت عينيها إليه بقوة فهمت و مينفعش
سألها متعجبا ليه
و ألقت بوجهه القنبلة شئ لم يضعه بالحسبان أنا متجوزة
الفصل الثاني عشر
في عروض الزواج التقليدية السكوت علامة الرضا ولكن في موقف مشابه السكوت علامة المفاجأة
لم يكن يتوقع أحد طلبه كل ما تعلمه والدتها أنه أتى لاصطحاب طفله وهذا ما أخبرت به والدها بعدما قصت عليه فحوى اللقاء بينها وبين مالك وما دار بينها و بين جارتها من حديث بشأن ندى و كانت المفاجأة الأكبر من نصيب سليم و ندى فهما لم يعلما من الأساس عن قدوم مالك
نظر علي إلى زوجته متعجبا و
نظرة أخرى لوجه ابنته ليرى معالم الصدمة و المفاجأة متجسدة بملامحها ربما في موقف مشابه لكان الشعور بالخجل هو متسيد الموقف
استلمت والدة مالك ضفة الحديث قائلة بابتسامة هادئة تعلو ثغرها الحقيقة إحنا عارفين انكم كنتو مفكرين سبب الزيارة شئ تاني بس مالك بيفكر في الموضوع بقاله فترة و طلبنا دا ملوش علاقة بمقابلة حضرتك معاه إمبارح يا مدام هدى
صدمة أخرى كانت من نصيب ندى فمجيئه اليوم قد كان بعلم والدتها و الأدهى بطلبها
وقفت ندى مستأذنة الدخول لغرفتها نظر إليها والدها قائلا اقعدي يا ندى الكلام يخصك يبقى لازم تكوني موجودة
أمسك سليم بيدها برفق وحثها على الجلوس مرة أخرى
الټفت علي إلى مالك و والدته قائلا بهدوء و بابتسامة طفيفة تعلو و جهه الحقيقة إحنا اتفاجئنا بطلبك يا دكتور
شبك مالك أصابع يديه قائلا بتوتر أنا عارف إني ممهدتش للموضوع بس أنا بصراحة كنت خاېف من رد فعلكم بس بعد مقابلة مدام هدى صليت استخارة و نويت أفاتح حضراتكم في الموضوع
أومأ علي برأسه طبعا يا بني و أظن إحنا كمان حقنا نفكر في الموضوع
أجابه مالك سريعا طبعا يا عمي
أكيد
استأذن مالك و والدته بالرحيل حمل الطفل بحنو بين ذراعيه نظرت إليه ندى بدموع متلألأة بعينيها اقتربت منه طابعة قبلة رقيقة على وجنته ثم ذهبت سريعا إلى غرفتها حتى لا تفقد السيطرة على دموعها أمامهم فشعورها بابتعاد أنس عنها كأن أحدهم يسحب جزء من روحها
جلست سارة بغرفتها تكفكف دموعها لعنت قلبها الذي سمح بدخوله إليه كان يكفيها ما يحاوطها من مشاكل لتقحم نفسها بواحدة جديدة قبل أن تتخلص من سابقتها شعرت بانجذابها نحوه منذ محاولته التقرب منها حاولت التهرب منه مرارا ولكنه حاصرها بالأخير كان عليها أن تخبره بأمر زواجها حتى يبتعد لم تخبره الحقيقة كاملة فهي لم تعلم النهاية بعد
نهاية القصة التي بدأت منذ عام بتقدم أحد جيرانها لخطبتها زواج تقليدي لا يوجد به مشاعر شاب تقدم لخطبة فتاة و بالسؤال عنه تبين أنه على خلق يبدو للجميع بصورة الشاب الخلوق المكافح الذي لا ترفضه أي عروس قابلته و تجاذبا أطراف الحديث ليعجبها ثقافته و إلمامه بما يدور بالعالم من حوله أعجبها طريقته بالحديث و احترامه لوالديها وافقت على الخطبة و تطور الأمر إلى عقد قران و الحجة عشان يقدرو ياخدو على بعض براحتهم و الحقيقة لم يحاول استغلاله للتمادي بعلاقتهم لتكتشف بعدها بأنه لا يوافق على أمر إلا بمشورة والدته الأمر لم يضايقها في البداية فقد اعتبرته بارا بوالدته التي قامت بتربيته بعد ۏفاة والده منذ صغره تهاونت في أمور كثيرة تحملت معاملة حماتها الجافة لها و كلما اقترب موعد الزواج يظهر وجه آخر لشخصيته أو بالأدق لشخصية