رواية جديدة
الذي تلقى المكالمة من الممرض بالمشفى تهدئته اهدى يا باشا شوف حضرتك تؤمر بإيه و احنا ننفذ على طول
نظر هاشم إليه نظرة شيطانية قائلا شكلها محتاجة قرصة ودن أنا هقولك تعمل إيه
وقفت نسمة أمام مدخل المشفى تتردد بالدخول كانت تنوي الرحيل عندما وجدت من يمسك بذراعها التفتت ليطالعها وجه شيرين زميلتها بالعمل و التي علا وجهها ابتسامة بشوشة لرؤية نسمة احتضنتها شيرين بحب قائلة حمد الله على السلامة يا نسمة وحشتينا جدا
حثتها شيرين على الدخول انتي واقفة كده ليه! يالا ادخلي الشغل موحشكيش ولا إيه
ظهر التردد بملامح نسمة لا أنا همشي حاسة إني مش قادرة
أمسكت شيرين بيديها يالا يا نسمة انتي أقوى من كده
دخلت نسمة برفقة شيرين وجدت الترحيب من زملاءها بعضهم ينظر إليها بحب و البعض الآخر يحمل لها نظرات الشفقة بينما كان هناك زوج من العيون لا تحمل لها سوى الشماتة و البغض تحركت ناحيتها لتظهر لها ترحيب زائف ولكنها كانت تنوي بخ سمها ولكنها توقفت عندما لمحته يقترب إليها
استدارت نسمة إلى صاحب الصوت آخر من كانت تود رؤيته اليوم شعرت بالاختناق و كأن حجر ثقيل يحجب عنها قدرتها على التنفس خرج صوتها ضعيفا مهزوزا الله يسلمك
شعرت صاحبة العيون الحاقدة بالغيرة فاقتربت منهما قائلة بنبرة يغلب عليها الحقد و الكره إزيك يا نسمة طولتي الغيبة ولا صحيح اللى حصلك كان صعب و المفروض مكنتيش رجعتي الشغل من الأساس
نظر إليها أيمن متحدثا بصوت منخفض إحنا في الشغل يا شروق
علا وجه شروق ابتسامة سمجة عادي يا حبيبي هي نسمة غريبة ولا صحيح هي متعرفش مش تباركيلنا يا نسمة أنا و أيمن كتبنا الكتاب و فرحنا قريب
ثم أكملت بنبرة شامتة إنتي أكيد مش محتاجة عزومة
شعرت نسمة و كأن طعڼة سکين غرزت بقلبها فمن كان يسمعها كلمات العشق و الهيام قبل شهور أصبح ملكا لغيرها اليوم ترقرقت الدموع بعينيها و تحدثت بصوت مخټنق مبروك
فور خروجها أطلقت العنان لدموعها أخرجت هاتفها وقامت بالإتصال بأميرة
تحدثت إليها من وسط دموعها الغزيرة أنا محتاجة أتكلم معاكي أنا مخڼوقة
أملتها أميرة عنوان منزلها لتذهب إليها في الحال
اصطحب أمجد فرح إلى النادي كما اتفق مع شقيقه باليوم السابق و هناك رآها تقف مع والدة طفلة ما بفريقها تتبادل معها الحديث لمحته يقترب منها فاستأذنت بلطف من مرافقتها ذهبت تجاهه فأفلت يد فرح قائلا يالا يا فروحة خلصي تمرينك وأنا هستناكي
وقف مكانه ولم يقو على الحركة أو أن يدير وجهه إليها فنطقها لاسمه قد أصاب جسده بخدر ما أغمض عينيه يعتصرهما من تألم قلبه استدارت هي لتقف قبالته و بدأت الحديث بتوتر ممكن نتكلم شويه
هزت رأسها نفيا لا معاهم مدربة تانية
أشار إلى منضدة خلفها قائلا اتفضلي
شعرت سارة بالتوتر تريد أن تبدأ الحديث ولا تعلم كيف وجهت ناظريها لأسفل و حاولت أن يخرج صوتها قويا الحكاية مش زي ما إنت فاهم مكنش من حقي اوضحلك وقتها حاجة أنا مش عارفة هتنتهي على إيه بس دلوقتي أقدر اشرحلك كل حاجة
نظر إليها أمجد بعدم فهم مش فاهم قصدك
قصت عليه سارة موضوع زواجها من بداية
خطبتها وحتى رفع المحامي لقضية الخلع
أنهت حديثها قائلة مكنش ينفع أقولك كل دا قبل كده بس بعد ما المحامي أكدلي إن الموضوع هيخلص من أول جلسة فكرت إنه من حقك إنك تعرف كل حاجة
نظر إليها أمجد ببلاهة يعني مكنتيش بتحبيه و فرحانة إنك خلصتي منه!
أومأت برأسها ايجابا دون حديث فنظر إليها قائلا بخبث وليه حبيتي توضحيلي الموضوع كان ممكن تسيبيني عادي مش شرط توضحيلي
رأى علامات الخجل مختلطة بالڠضب ترتسم على وجهها فإما إنه يتصنع البلاهة أو أنه لا يشعر من حديثها بأنها تكن له بعض المشاعر
قامت من مقعدها قائلة بنبرة حاولت أن تخفي منها ڠضبها معاك حق أنا غلطانة
وقف أمجد سريعا إستني بس أنا بهزر معاكي
ارتسمت ابتسامة خفيفة على وجهها حاول أمجد مشاكستها فقال بجدية مصطنعة بصيلي يا سارة لو سمحتي عشان فيه موضوع مهم لازم تعرفيه
ارتسم بعض الخۏف على ملامحها فهل سيكون هناك عوائق أخرى أمامهم تحدث أمجد على فكرة أنا بحب القهوة جدا بس بعد الجواز مش هينفع أشربها من ايدك
نظرت إليه تتعجب من حديثه فما علاقة القهوة بالأمر الهام الذي يريد التحدث إليها بشأنه ارتسمت ابتسامة خفيفة على وجه أمجد قبل أن يكمل حديثه أصل القهوة هتغير من لون عينيكي فهتطلع مش مظبوطة
اڼفجرت سارة ضاحكة ولكنها سرعان ما أدركت أنه يغازلها فنظرت إلى الأرض خجلة
تنحنح أمجد قائلا بجدية بصي هو أنا لو عليا عايز اخطبك و نتجوز من إمبارح بس أنا طبعا ميرضنيش حد يتكلم عن مراتي كلمة عشان كده هنستنى شويه لحد ما يتحكملك في القضية و بعدين اتقدملك
أومأت له برأسها بخجل رفع أمجد يديه إلى السماء يا رب قدرني إني استحمل الفترة دي
نظر إليها ليجدها تبتسم تلك الابتسامة التي أغرقته بحبها
استقبلت أميرة نسمة بمنزلها شعرت بالقلق من هيئتها حاولت تهدئتها ولكن دون فائدة أعدت لها كوبا من عصير الليمون و أجبرتها على تناوله لتهدأ تركتها تخرج طاقتها السلبية بالبكاء ثم حثتها على الحديث اهدي كده و احكيلي إيه اللى حصل
أخبرتها نسمة بما حدث ذهابها إلى المشفى و ترحيب زملاءها بها و ما حدث من حوار مع أيمن و شروق
ثم أخبرتها من بين دموعها أيمن كان زميلي كنا بنحب بعض استنيته لحد مااتخرج و اشتغل كان دايما يقولي إنه بيحبني و عمره ما هيسيبني بس مع أول مشكلة قابلتني اتخلى عني وباع الحب دا و مش بس كده دا راح خطب اكتر واحدة كانت پتكره وجودنا مع بعض خطبها لمجرد إن باباها صاحب أكبر نسبة في المستشفى
نظرت إلى أميرة و دموعها تتساقط على وجنتيها هو أنا كنت غبية للدرجة دي ولا زي ما بيقولوا مراية الحب عامية
أمسكت
أميرة بيديها و نظرت إلى عينيها تبثها القوة أيمن مكنش بيحبك لو كان بيحبك كان وقف جنبك دا مكنش حب الحب اللى بجد لسه هتقابليه
مسحت نسمة دموعها
قاطعتها أميرة قائلة بصرامة لا انتي مش معيوبة انتي ضحېة وبكره تقابلي الراجل اللى يحبك بجد اللى ميفرقش معاه تخلف مجتمعنا واراهنك على كده
وقفت نسمة من مجلسها مفيش داعي للرهان لإنه خسران أنا شلت الحب من قاموسي
توجهت ناحية الباب تنوي الرحيل ولكنها توقفت واستدارت مرة أخرى ل أميرة قائلة اقولك! أنا تعبت من المواجهة أنا خلاص هسيب البلد واسافر هبعد عن كل الأرف اللى هنا هروح مكان مش مضطرة أتحمل فيه نظرات الناس
أنهت جملتها و توجهت ناحية الباب راحلة إلى منزلها لتبلغ والديها بقرارها
جلست ندى برفقة مالك تشعر بالخجل و التوتر بدأت حديثها معه مجبتش أنس معاك ليه وحشني جدا
ابتسم مالك بهدوء وانتي كمان وحشتيه تقريبا حاسس ببعده عنك مش مبطل عياط
اخرج هاتفه من جيبه عبث به قليلا ثم وضعه أمام عينيها لتلمح صور ل أنس بينما مالك يحاول مداعبته ترقرقت الدموع بعينيها
أخبرها مالك بهدوء أنا كنت بفرح بالصور و الفيديوهات اللي كنتي بتبعتيها جربت أعمل زيك و قلت أكيد هتفرحك
نظرت إليه ممتنة شكرا
تنهد
مالك قائلا المهم بقى إحنا متقابلين النهارده عشان نجاوب على أسئلة بعض أنا تحت أمرك اسألي
أخبرته ندى بتوتر أنا معنديش أسئلة أنا بس حبيت اوضحلك نقطة أنا موافقتي حاليا عشان خاطر أنس و محتاجة فترة قبل الجواز عشان نتعرف على بعض أكتر
أومأ مالك برأسه أكيد طبعا أنا فاهم كلامك و بصراحة أنا كمان محتاج وقت بس أنا ممكن أسألك سؤال
أومأت ندى برأسها إيجابا فجاء سؤاله مفاجئا ممكن أعرف سبتي خطيبك ليه
تنهدت بحزن قائلة مش من حقي أتكلم عنه بس حابة اقولك إن هو اللى سابني لإنه اكتشف قبل الفرح إنه عمره ما حبني و ياريت منتكلمش في الموضوع دا تاني بعد اذنك
شعر من كلامها بأن هناك ما يضايقها فآثر عدم الحديث به كما ترغب
إنتهت الزيارة بابلاغ والدها مالك بموافقتهم على فترة الخطبة ليتعارفا أكثر
تهللت أسارير مالك بالموافقة و ما زاد من فرحته و فرحة ندى أيضا جملة والدها الأخيرة ابقى هات أنس يقعد مع ندى لو ملقتش حد يراعيه
جلست نيرة بغرفتها تتصفح مواقع التواصل الاجتماعي فقضية الشاب الذي صډمه كريم قد أصبحت قضية رأي عام شعرت بالسعادة من الصدى الذي حققته التحقيقات ولكن أتتها رسالة على هاتفها لتعكر صفو مزاجها رسالة ما إن قرأتها حتى شعرت بالصدمة و اندفعت خارج غرفتها تنادي والدها
الفصل الخامس عشر
انصر الحق ينصرك الله مبدأها الراسخ بذهنها تطبقه بحياتها دائما ما تقف بوجه الظلم لا تهاب شئ و لكن عندما يحوم الخطړ حول عائلتها تشعر بالضعف بقلة الحيلة بعدم قدرتها على التصرف
عائلتها هي نقطة ضعفها عندما علمت أن والدها من سيدفع الثمن شعرت بأنها على وشك المۏت فهي لا تريد أن تكون سببا في إيذائهم
كل هذه الأفكار جالت بخاطرها مع دمعة حبيسة فرت من عينيها وجه شاحب أنفاس متقطعة فأن يقضي والدها ما تبقى من حياته خلف القضبان اڼتقاما منها لن تتحمله فالرسالة قد جاءتها واضحة وصريحة و الرقم مجهول المرة دي قرصة ودن شوفي مين هيصدق بعد كده صحفية باباها مرتشي
احتضنها والدها هاله منظرها و خۏفها البادي بملامحها ربت على ظهرها محاولا تهدئتها خلاص يا نيرة اهدي يا حبيبتي جات سليمة الحمد لله
رفعت وجهها إليه تحدثه من بين دموعها و صوتها المخټنق انت مستهون باللى حصل يا بابا إنت متخيل إني كنت أقدر أعيش بالذنب دا إني أكون السبب في ضياع هيبتك و كرامتك فاكر إني أقدر استحمل و أعيش مع حاجة زي دي
ربت كمال على وجنتها و محصلش حاجة يا حبيبتي الحمد لله إني واخد أجازة بقالي شهر يعني قبل تاريخ البلاغ يعني أنا مش هتضر فيها لأني مكنتش في الشركة بالوقت دا
مسحت نيرة دموعها بكفيها
ليه خبيت عني إنك