السبت 23 نوفمبر 2024

للقدر رأى اخر بقلم قسمة الشبينى

انت في الصفحة 15 من 35 صفحات

موقع أيام نيوز


بضلوعهالى اين غادر مخلفا هذا الفراغ الذى يشعر به 
هو يعلم أين هو الآن ورغم ذلك هو مستمتع بفقده .فهذا الفقيد يقبع بأمان تام معها 
أتى الصباح فى هدوء ليعلن الطبيب عن إفاقة ليلى واستقرار حالتها ليتغير حال الجميع على الفور 
لمحة من الامل بدت واضحة على ملامح الجميع وبالاخص مريم التى استعاد وجهها شيئا من لون الحياة بعد أن كاد ينافس الامۏات شحوبا لم يتساءل ايهم عن سبب غياب ماجد احتراما لحالة مريم وظلوا على حالهم حتى سمح لهم الطبيب برؤيتها بعد نقلها لغرفة أخرى 

حاولت مريم رسم ابتسامة على وجهها وهى تدلف بعفوية لتدعى المرح قائلة كدة يا ماما تخضينى عليكى 
ابتسمت ليلى بشحوب وهى. تنقل بصرها بينهم فلم تجد ما يريح قلبها ..لم تجد وجهه بين الوجوه ...لقد تخلف حتى عن نجدتها ..كادت أن تستسلم لذلك اليأس مرة أخرى لولا أن اسرعوا بالالتفاف حولها يتحدثون جميعا بمرح فى محاولة منهم لاخراجها من حالة الوجوم المسيطرة عليها وقد نجحوا نوعا ما 
استاذن رائد ليهاتف والده فخروجه هو واخته ليلا دون أخباره سيغضبه حتما وقد انتظر رائد سيلا من الانتقادات إلا أن والده خيب ظنونه هذه المرة وأخبره أنه قادم إليهم وبالفعل بعد ساعة واحدة كان يدلف من الباب حاملا الافطار للجميع
دخل سامى بهدوءه واتزانه المعروف يلقى التحية السلام عليكم
ليرد الجميع براحة وود عليكم السلام
نظر سامى ل ليلى التى ترقد بشحوب وحاول أن يبتسم وهو يقول الف سلامه عليكي يا ست الكل..طهور إن شاء الله
ابتسمت ليلى لرقته فى الحديث وقالت بوهن الله يسلمك ماكانش فى داعى تتعب نفسك 
بدأ سامى يفتح الاكياس وتوزيع الوجبات على الموجودين وهو يقول تعب ايه بس ده اقل واجب 
وصل لها وهو يمد يده لها بالطعام لترفض متعللة بالارهاق إلا أن سامى صمم واخبرها أن أحدهم لن يتناول طعامه اذا لم تشاركهم وتحت إصرار الجميع تناولت شطيرة واحدة بلا شهية 
بعد فترة استأذن عمرو لتفقد والدته كما استأذن سامى ورائد للمغادرة تاركين رزان بصحبة مريم
وصل سامى ورائد لخارج المشفى ورائد يصارع رغبته في الحديث الى والده عن مكنون قلبه ليحزم أمره ويتوقف عن السير دفعة واحدة ليلتفت الى والده ويقول فجأة بابا انا بحب مريم معرفش ازاى وامتة وعاوز اتجوزها 
صمت رهيب يصحبه ملامح بلا تعبير وعينين ثاقبتين تنظران ل رائد وكانهما تجاوزتا وجهه للوصول لما يخفيه عقله 
صمت دام دقائق مرت على رائد طويلة جدا حتى نطق سامى فكان رده اخر ما توقعه رائد ليقول بصوت هادئ وماخطبتهاش ليه
سؤال لم يتوقعه رائد مطلقا فقد ظن أن والده سيخبره أن الظروف التى تمر بها أسرة مريم غير مناسبة لهذا الموضوع فتلعثم وهو يقول الظروف يعنى ....
قاطعه سامى بحزم مفيش حاجه احسن من خطوبة مريم ممكن تخرجهم من الظروف دى 
تعجب رائد تفكير والده والذى يبدو منطقيا لكن هل تتقبل مريم ووالدتها هذا 
عاد سامى يقول بحزم هتدخل تخطبها ولا هتمشى معايا 
ماذاألن يصحبه والده حين يطلب مريم للزواج 
عاد التلعثم يسيطر عليه ليقول سامى لو مش هتعرف تتكلم يلا نروح 
نطق رائد اخيرا هو حضرتك مش هتيجى معايا 
ابتسم سامى بحنان وقال روح فرحهم ولما يروحوا البيت اكيد هروح معاك 
ليسرع رائد يضم والده ثم يهرول عائدا للداخل بينما يكمل سامى طريقه 
خرجت رزان ومريم فجلستا متجاورتين ف ليلى استلقت فور مغادرة سامى ورائد فدثرتها مريم واختلت بصديقتها خارجا وما هي إلا دقائق معدودة حتى وجدتا رائد يعود بسرعة أثارت القلق فى نفسيهما لتهب رزان واقفة وتقول بقلق رائد !!! فى ايه
نظر رائد ل مريم مباشرة وقال طنط ليلى نامت 
دق قلب مريم خوفا وهى لم تعد تحتمل أية مفاجآت فقالت بتردد ايوة 
فوجئت به يقبض على كفها بقوة وهو يجرها خلفه قائلا بحزم نصحيها 
لم تكن صدمة رزان بأقل من صدمة مريم فتبادلتا نظرات خائڤة وهى تلحق بهما للداخل بينما جفلت ليلى حين طرق الباب واسرعت بتجفيف دموعها التى ادعت النوم لتترك لها العنان ومالبث الباب أن فتح عن رائد الذى يمسك ب مريم ورزان تتبعهما پخوف ليتوجه رائد فورا نحو فراش ليلى التى حدقته بنظرات متسائلة فإذا به يقول طنط ليلى انا بحب مريم وعاوز اتجوزها من فضلك قومى روحى علشان نيجى انا وبابا نخطبها ونلحق نجيب الشبكة ونكتب الكتاب مع فرح رزان أنا متأكد إن عمرو مش هيمانع ولا رزان والفرح بعد كتب الكتاب بشهر ها قولتى ايه 
كان يتحدث بسرعة وحزم وكأنه يخبرهن أمرا قد قدر سلفا اتسعت عينا مريم ورزان بينما ابتسمت ليلى بشحوب فها هي اخيرا تجد من تطمئن لمنحه ابنتها ...ذلك الفتى الجرئ الذى تمكن ببساطة من انتشالها من دوامة الأحزان التى كادت أن تودى بها فقالت بهدوء مبارك حبيبى 
زاد من ضغطه على كف مريم التى بدت وكأنها استعادت كل روحها القوية دفعة واحدة وهى تلتفت إليه فى صرامة وتبدأ بتسديد اللكمات لصدره وهو يتراجع للخلف بينما تضغط على اسنانها وتقول يعنى طلعت بتحس ....ها....وعامل فيها من بنها....وتلف وتدور.... وانت اختى زى رزان....جتك خوت فى نافوخك 
كانت تضربه وتتحدث وهو يبتسم بسعادة فهذا اعتراف صريح منها أنها تبادله مشاعره حقا هى ستندم حين تفيق من هذه الصدمة التى احدثها بتهوره لكن سعادته تتضاعف مع كل كلمة تتفوه بها ومع كل لكمة تسددها لصدره وكأنها ضرباتها الواهنة تعيد النبض لذلك الصدر الفارغ
لقد كان يتشدق بتلك الكلمات فعلا لكن فقط لأنه لم يكن واثقا من شعوره ..لم يكن يعلم أن رؤيتها حزينة ستبث فى روحه هذا الفراغ المؤلم 
اخيرا أبدى رد فعل لثورتها عليه وهو يمسك كفيها يمنعها من لكمه مرة أخرى لينظر إلى ليلى ورزان اللتان تنظران ل مريم وتستمعان لاعترافها بدهشة ليقول ل ليلى طنط انا عاوز اكتب النهاردة والفرح مع عمرو ورزان قولتى ايه
تعالت ضحكات ليلى ورزان لتفيق مريم من ثورتها وصډمتها لتنظر للجميع وتهرول للخارج فيسرع رائد ممسكا كف ليلى برجاء ارجوكى يا طنط والله هشيلها فى عنيا صح انا مش عارف حبتها امته بس مش هقدر اعيش من غيرها يوم واحد كمان ارجوكى وافقى 
ضغطت على كفه وهى تبتسم لترفع كفها الآخر وتربت على خده بحنان وتقول طيب إلحق هاتها قبل ما تهرب 
هب معتدلا مهرولا للخارج ثم إلتفت وقال هجيبها واجيب المأذون 
عاد يقبل رأس ليلى بسعادة غامرة أثبتت لها حبه لابنتها ثم غادر لاحقا بها لتمسك رزان هاتفها وتطلب والدها اولا ليعود أدراجه فهو لم يصل للمنزل بعد .ثم تهاتف عمرو الذى ابدى سعادته واخبرها أنه قادم فورا
خرجت مريم من الغرفة لا تدرى اين تذهب فقط تسير بلا هدى للخارج قلبها يتراقص طربا لم تكن تتخيل فى أكثر أحلامها سعادة أن يقترب منها بهذه السرعة وهذه اللهفة لقد رأت الحب بعينيه كانت تتحاشا نظراته بالأمس متجاهلة تماما الخۏف الذى يطل منهما يخبرها بحب أن تطمئن فهو هنا لأجلها هى 
كانت تصد قلبها عن التفكير خوفا من أمل كاذب تحيه بقلبها ثم تصدم بواقعها لكن بعد لحظات الجنون المتبادلة بينهما منذ قليل فمرحبا پجنون الأحلام ومرحبا بنظرات الشوق ومرحبا بليالى السهر ففى النهاية سيأتى هو ليمحى كل هذا عنها بلحظات 
وصلت للخارج لتجد قبضته التى أمسكت بذراعها بقوة ليهمس بشوق هتهربى منى تانى انا ماصدقت لقيتك 
نفضت ذراعه عنها بدلال وهى تردد انا ماوافقتش 
وقف أمامها بتحدى وهو يقول وافقتى وماما ليلى شاهدة عليكى وانا اقنعتها وهنكتب الكتاب دلوقتي ولو ماسمعتيش الكلام هخلى الفرح كمان النهاردة
ضيقت عينيها وهى تنظر له بينما امسك كفها بحنان وهو يقول خلاص يا مچنونة بلاش عند 
تشع ابتسامتها نورا وهى تقول انا مش هتجوز بسرعة كدة وماما تعبانة 
عاد يمسك كفها بدفء وهو يقول ماما ليلى وافقت ولا انتى مش عاوزة تفرحى قلبها انا معرفش حصل ايه وصلها لكدة ومش عاوز اعرف ..لكن صدقيني فرحتك هى اللى هترجع لها الامل 
تصمت مريم فهو محق فكسرة ماجد لن يشفيها إلا فرحتها هى 
تجمع الجميع وتم عقد القران وكان لهذا تأثيرا عظيما على حالة ليلى التى تحسنت بسرعة كبيرة خلال ساعات 
فى المساء قرر رائد البقاء مع مريم وطلب من رزان أن تعود للمنزل برفقة ابيها ولم تتمكن رزان من الاعتراض فشحوب وجهها الظاهر جعل من عودتها للمنزل رغبة جماعية كما أن حالة ليلى استقرت ووعد الطبيب بمغادرتها فى اليوم التالى لتغادر رزان بصحبة عمرو وسامى بينما يظل رائد مع ليلى ومريم 
تنظر ليلى ل رائد وهو يجلس على الأريكة بغرفتها وتتذكر ابنها ماجد الذى لم يعلم بمرضها حتى ثم تذكرت سبب مرضها أنه هو ابنها نفسه لتدقق النظر ل رائد وتجد مريم وقد اراحت رأسها على كتفه وغطت فى نوم عميق وهذا يدل على شعورها بالأمان لتتأكد أن هذا الفتى قد تخلل الى أعماق ابنتهاىبينما يبتسم لها رائد وهو يهز رأسه بإيماءة فهمتها فورا أنه يؤكد لها حبه لابنتها لتستسلم للنوم دون أى مخاۏف أو خجل أو قلق لتغلق ليلى ايضا عينيها وهى تشعر بالراحة فطالما راودتها المخاۏف بشأن مريم خاصة بعد زواج ماجد وابتعاده عنهما وجفاءه الغير مبرر. ليأتى رائد فى ساعات قلائل ويعيد الطمأنينة والسکينة الى قلبها وابنتها ايضا 
ظل رائد مستيقظا فترة وجيزة بعد غفوتهما قبل أن يرفع ذراعه ليريح رأس مريم على صدره ويسند رأسه إليها وينام فورا فقد قضوا جميعا ليلة طويلة أمس 
سبحان الله الذى يغير من حال إلى حال... بالأمس فقط كانت هنا قلوب خائڤة وقلوب مټألمة وقلوب مضطربة أما الليلة فلا يوجد هنا غير القلوب المحبة التى سكنت لبعضها البعض
استقلت رزان سيارة والدها بالمقعد الخلفى بينما استقل عمرو المقعد الأمامي ويقود سامى الذى يشرد عقله فى هذه الأحوال الغريبة هو واثق أن ل ماجد يد فيما حدث ل ليلى والدليل غيابه حتى عن عقد قران أخته الوحيدة والأغرب عدم تحدث مريم أو ليلى عنه مطلقا وعدم محاولتهما أخباره عن عقد القران يحمل سامى ل ليلى احتراما كبيرا ويعدها ذات فضل فقد تطوعت لدعم ابنته يوم قرانها دون أن يطلب أحدهم هذا الدعم فى الوقت الذى لم تفكر فيه والدتها فى رؤيتها حتى رغم أنه تأكد من إخبارها بموعد القران ظل يفكر فى كيفية رد هذا الجميل الذى طوقت بن عنقه ليفيق على يد عمرو الذى يقول همسا بالراحة يا عمى رزان نامت 
لينظر سامى لصغيرته التى استغرقت فى نوم عميق ويخفض السرعة حتى يتوقف ويقول ارجع جمبها
واعدل رقبتها 
انصاع عمرو فورا لطلب سامى وهو يشعر بسعادة غامرة لقربه منها بهذا الشكل فهى تقريبا بين أحضانه ليتمنى لوكانت واعية وتشعر بهذا الشوق الذى يذيبه لكن يكفيه حاليا أن يشعر هو بهذا الدفء الذى تسلل لاوردته لمجرد أن اقترب منها شد على جسدها يزيدها قربا حتى لفحت أنفاسها رقبته ليتوقف فورا وهو يشعر بتلك الضربات التى علا صوتها بصدره احتجاجا على هذا القرب المهلك الذى لن يزيده إلا شوقا .
سرعان ما وصلوا للمنزل لتنتهى هذه اللحظات المميزة يلتفت سامى وهو يقول ماتصحيهاش انا هشيلها .
ليسرع عمرو بلهفة واضحة لا يا عمى انا هشيلها اطلعهاحضرتك بس اركن العربية علشان نطلع سوا
لم يرى سامى ضرر في ذلك فهو زوجها لذا صف سيارته بهدوء ليهبط عمرو وينحنى يحملها بلا مجهود يذكر ليتناول سامى حقيبتها ويحكم اغلاق الابواب ثم يتقدم ليتبعه عمرو .
قطبت جبينها وتململت ليهمس عمرو بحنان هشششش نامى حبيبتي انت معايا 
ويطبع قبلة حانية على جبينها فتح سامى الباب ليدخل عمرو الى غرفتها مباشرة وضعها برفق فوق الفراش ليتقدم سامى يضع حقيبتها جانبا ويلتفت ليجد عمرو ينزع حذائها بهدوء يبتسم ويتركه ليدثرها جيدا ثم يرفع عينيه ليشعر بالحرج من مراقبة سامى الذى ابتسم بسعادة لرقته مع ابنته ليحمحم وهو يقول تصبح على خير يا عمى 
واسرع مغادرا دون أن ينتظر إجابة

الثالث عشر 
استيقظ كريم صباحا
يرفع رأسه مستمتعا بالنظر لهيئتهما سويا ويزيح بأصابعه خصله هاربة استقرت على وجهه ليعيدها بهدوء تتململ رانيا برقدتها ترفع رأسها وتعيده بعد لحظة واحدة لتشد ذراعها حوله وتعود للنوم ليعلو رنين هاتفها معلنا عن نهاية هذة اللحظات الدافئة 
استيقظت رزان لتجد نفسها بفراشها وقد نزع خذاءها فقط تبتسم براحة فقد كانت اخر ذكريات الامس سعيدة بين الصحوة والمنام ليعلن هاتفها عن استلام رسالة تخرجه من حقيبتها التى وضعت بجوارها وتفتح رسالته التى تقول 
كل السيوف قواطع إن جردت وحسام لحظك قاطع فى غمده
إن شئت ټقتلنى فأنت محكم من ذا يحاكم سيدا فى عبده
تبتسم رزان فها هو يعود للتغزل بعينيها فلم يكن يراضيها اذا بل وقع بالفعل أسيرا بين جفونها أسيرا راضيا عن اسره ويرفض الحرية 
لحظات وأعلن الهاتف استلام رسالة أخرى لتسرع بفتحها فيقول هل يسعدنى حظى واحظا بلحظة قرب أخرى اليوم لتحينى وټقتلنى 
تحتضن الهاتف بسعادة وتنهض بنشاط وحيوية تغتسل وتصلى ثم تعود تهاتفه ليطول الحديث ساعة أو أكثر يتفقان بنهايته على اللقاء لزيارة كريم ورانيا 
سمح الطبيب بمغادرة ليلى للمشفى فصحبها رائد للمنزل بصحبة مريم التى شعرت بالحرج لدى دخوله المنزل لأول مرة وهو بهذه الفوضى فذاك العشاء على الطاولة منذ ليلتين لم يرفع بعد تنبعث منه رائحة كريهة تزيدها حرجا 
تسطحت ليلى بالفراش بمساعدة مريم بينما جلس رائد على طرف الفراش بحميمية وهو عازم على التحدث مع ليلى بشأن جديته فى تسريع الزفاف لتهرب مريم خارجا تحاول أن تنقذ الموقف برفع هذا الطعام المتعفن 
لاحظ رائد توترها وحرجها استأذن من ليلى لمساعدتها أولا لأنه يحب أن تكون بجانبه وهو يخوض هذا الحديث
توجه ناحية الطاولة ليجد مريم تمسك بكيس بلاستيكي وتجمع فيه الطعام الذى فسد فيسرع بحمل أحد الاطباق ويفرغه بالكيس ويتناول غيره بهدوء ثم يقول الموضوع مش مستاهل كل الحرج اللى انت حاسة بيه ماهو مش منطقى تسيبى طنط تعبانة وتدورى على العشا اتشال ولا لأ
تسللت الراحة لقلبها فهو لم ينتقدها بل وضع لها عذرا واقتنع به ويقنعها به ابتسمت براحة وهى تقول طيب اقعد مع ماما وانا هنضف واعمل لك قهوة 
هز رأسه نفيا وهو يقول هنخلص ونقعد سوا علشان نتفق على الفرح ده اقل من شهر
نظرت له بدهشة وهي تقول انت بتكلم جد!!!
فى المساء زار عمرو ورزان كريم ورانيا يباركان لهما الزواج لتبدأ رزان تقص بمرح ل رانيا عن جنون شقيقها وعقد القران الذى تم فى ساعات تسعد رانيا لأجل مريم كثيرا وتتمنى لها الخير 
يقترب عمرو برأسه من كريم ويهمس هو انت هتفضل عامل فيها عريس كدة كتير وانا محتاس لوحدى الفرح خلاص 
ينظر له كريم پغضب ويجز على أسنانه وهو يقول احترم نفسك انا بقا لى كام يوم متجوز 
يزداد عمرو اقترابا وهو يهمس يعنى ايه هتستندل معايا دا الفرح بقا فرحين ورائد ومريم دخلوا في الليلة
يهز كريم رأسه بمعنى لا أبالي وهو يهمس اسبوع كمان ما اشوفش وش حد فيكم بعد كدة افكر وقوم خد خطبتك وكفاية عليكوا كدة 
يعتدل عمرو دفعة واحدة وهو ينظر له پصدمة ويضيق عينيه بخبث وكأنه ينتوى امرا ثم يقول بنغمة تقطر اسفا معلش يا رانيا كان نفسنا نقعد معاكم 
تنظر له رانيا متعجبة من حديثه وتقول ايه ده لا مش معقول تمشوا علطول كدة لازم تتغدو معانا 
ينظر لها كريم بغيظ إلا أنها لم تنتبه لنظراته وتسرع بإلتقاط كف رزان وهى تقول احنا هنجهز الغدا وانتو دردشوا شوية 
تتحرك معها رزان بلا اعتراض بينما يكتم عمرو ضحكاته وينظر له كريم بغيظ حتى اختفت الفتاتان داخل المطبخ ليمسك الوسادة ويهجم عليه يبرحه ضړبا وعمرو يضحك ويحمى وجهه من ضربات كريم المتلاحقة
قصت ليلى على رائد ما حدث من ماجد وهى تتوسم فيه خير العوض عن ابنها الذى تحول من برها لعقوقها دون مبرر ويثبت رائد لها في كل يوم أنه عند حسن ظنها به فيحيطها ومريم بكامل رعايته 
يعد وحبيبته شقته الخاصة استعدادا للزفاف القريب ويساعد عمرو فى تجهيزات الحفل بقلب متلهف لتمر الايام سريعا ويضطر كريم أمام إصرار رانيا على تقديم المساعدة فهى غير متواجدة بكل الأحوال بل تتوجه يوميا للقيا صديقتيها ومساعدتهما فى التحضيرات النهائية للزفاف الوشيك 
بدأت چيلان تتلاقى العلاج اللازم لحالتها مع دعم كامل من ناصر ومساندة معنوية وجسدية كبيرة يتكتمان الأمر بناءا على رغبة چيلان للحفاظ على سعادة ابنتهما في بداية حياتها الزوجية وساعدهما انشغال رانيا مع صديقتيها فكانت زياراتها لهم متباعدة ويعملان بجهد أثناء زيارتها لهما أو التوجه لزيارتها على رسم ابتسامة زائفة انخدعت بها رانيا وهى تتأمل لهما الخير 
يوم الزفاف
جاهدت مريم فى الأيام القليلة السابقة للزفاف أن تتواصل مع شقيقها بأى شكل كان فلم تستطع حتى أنها توجهت لزيارته لتدعى زوجته غيابه عن المنزل لتترك له مريم دعوة الزفاف وتغادر بأسف 
ظلت طيلة اليوم تنتظر قدومه لكن انتظار بلا جدوى كانت رزان قد نزلت بضيافة ليلى تحت إصرارها قبل ليلتين من الزفاف وقد وافق سامى بل ورحب بذلك فقد طلب من رامز بصفته الوحيد الذى تتصل به والدته اخبارها عن زفاف شقيقته أملا فى حضورها لمساندة ابنتها لكنها لم تفعل مما اضطره للترحيب بدعوة ليلى فصغيرته تحتاج بهذة الايام لمساعدة خاصة يعجز عن تقديمها لها 
لذا كانت اعين الفتاتين حزينة من بداية اليوم كل منهما تنتظر عزيزا تتمنى مشاركته هذه الليلة المميزة لكن للأسف كلتاهما انتظرتا بلا جدوى 
اقبل المساء وليلى ورانيا تحاولان مسح اثار الحزن عن الفتاتين بدعبات وضحكات تتقبلنها بود لكن تعجز عن اخفاء الحزن مر الوقت وها هما جاهزتين للانطلاق وقد وصل عمرو ورائد بموعدهما تماما فكلاهما متلهف لحبيبته
يصل الجميع للقاعة ومن الطبيعي أن تدخل العروس بصحبة وليها ليسلمها لزوجها وهنا تشعر مريم بتلك الغصة القاټلة ويد فولاذية تقبض على قلبها بقسۏة لم تكن تظن أنها تهون على شقيقها لهذة الدرجة 
توجه عمرو ورائد للداخل بينما أسرع سامى يمد ذراعه ل مريم بود وهو يقول ياترى انول الشرف واسلم جميلة الجميلات
تنظر له مريم لتغيم عينيها بالدموع فيضمها بحنان وهو يقول لا يا بنتى الليلة مفيش دموع النهاردة تفرحى تفرحى وبس 
تشعر رزان بالألم الشديد لأجل مريم فتربت على ظهرها بحنان وهي تهمس بمرح يلا نلحق رائد ولا انتى حمل جنان يوم كتب الكتاب تانى 
ترفع مريم رأسها وقد تبسمت مرغمة وتحاول أن تكفف دموعها بأقل خسائر فى زينتها لتسرع رانيا لتقديم المساعدة فتفتح حقيبتها وتستخدم بعض ادوات الزينة التى تحملها لاصلاح ما أفسدته الدموع ثم تقبلها بحب وتباركها وتتعلق مريم بيسار سامى وتتعلق رزان بيمينه ويتوجهون جميعا لتبدأ مراسم الحفل 
جلست چيلان بصحبة ناصر تتابع كل خطوات وسكنات رانيا بسعادة بينما يتابعها ناصر بحزن وهى تنسى أو تتناسى الألم لمجرد أن تظهر بصحة جيدة أمام ابنتها 
جلست سلوى بصحبة سلمى التى حاولت دفعها للتقدم ومباركة العروسين لكن سلوى رفضت بشدة وعللت ذلك بآلام ساقيها بينما باغتتها رزان بعد انتهاء الرقصة الأولى وهى تمسك بكف عمرو وتتوجه إليها بود تقبلها بحب حقيقى بينما يزداد قلب سلوى إشتعالا وتظن أن رزان فعلت ذلك لتظهر براءتها من وصمة لا تعلم رزان عنها شئ من الأساس بل هى بعقل سلوى فقط 
حين شارف الحفل على الانتهاء ظهر ماجد فجأة تعلقت به عينا مريم ليتوجه فورا إلى والدته وتبدو معالم الحدة فى الحوار على وجه ليلى ليشير رائد منبها سامى الذى توجه من فوره بإتجاه ليلى 
كانت ليلى تجز على اسنانها پغضب وهى تقول ل ماجد يعنى مش جاى تقف مع اختك ! انت خلاص علشان الجنان اللى فى دماغك هتسوق فيها!!!
يقترب سامى ويستند بكفيه للطاولة ويقول مالك يا ست الكل
ينظر ل ماجد بحزم ويردد انت عاوز ايه دلوقتي
ينظر له ماجد مزدرءا ويقول بخبث وحضرتك دخلك ايهعلشان بقيت حما اختى هتدخل نفسك فى خصوصيتنا 
اعتدل سامى وعقد ذراعيه وهو ينظر له بحزم ويقول بلهجة حادة تتفضل دلوقتي من سكات مش عاوزين فضايح وتبقى تاخد معاد وتيجى البيت 
ينظر له ماجد بسخرية وهو يردد اخد معاد !!!واجى البيت !!!
يومأ سامى برأسه مؤكدا ما قال وهو يقول اااه انت ماتعرفش انا اتقدمت لمامتك وهى وافقت وهنكتب الكتاب خلال أيام 
نظر له ماجد پصدمة بينما تباينت الألوان بوجه ليلى و يردد سامى بتهكم ابقا تعالى 
ينظر ماجد ل ليلى پغضب وينصرف يضرب الأرض بقدميه بغيظ متفجر وينظر سامى فى أثره بأسف وليلى بحزن لتنهض فور اختفاءه لتعترض فيباغتها سامى قائلا ابنك محتاج راجل يقف له لأنه مستقل بيكى 
وينصرف فورا دون أن يضيف كلمة أو يستمع لكلمة 
شارف الحفل على الانتهاء وبدأ المدعون فى الانصراف وسرعان ما نهض رائد وهو يثنى ذراعه لتتعلق به مريم معلنا عن نهاية الحفل ويحذو عمرو حذوه فورا 
انقسم المدعون بعضا يتبع عمرو ورزان وبعضا يتبع رائد ومريم ليتقدم سامى بسيارته كالعادة فيضطر الجميع لاتباعه فيتوجه لمنزل رائد أولا لأنه الأقرب ثم يتوجه لمنزل عمرو وبهذا نجح ببساطة فى تجميع الشقين 
ما أن انصرف الجميع حتى اغلق رائد الباب واتكأ عليه بظهره ينظر ل مريم وتحتل ابتسامة هادئة محياه تعبر عما يجيش بصدره من سعادة بينما تتلفت مريم حولها بتوتر هى تحفظ كل ركن هنا ولكنها المرة الأولى لهما هنا منفردين 
بعد لحظات الصمت حمحمت بصوت خجل وهى تتوجه للداخل لتبدل ملابسها لتتسارع دقات قلبها مع صوت خطواته المتسارعة اللاحقة بها رفعها بين ذراعيه وكأنها دمية صغيرة لتشهق بفزع بينما تتسع ابتسامته وهو يتقدم حاملها بين ذراعيه بالقرب من قلبه الثائر المتمرد 
وضعها أرضا برفق لتتجه فورا إلى المرآة اغلق الباب وإلتفت إليها ليجدها تحاول فك حجابها بأصابع مرتعشة يتجه إليها ويشرع فى مساعدتها بلا كلمة واحدة لتستسلم هى وتتركه ينزعه عنها 
بأيد ثابته نزع التاج ثم الطرحة ثم الحجاب فى وقت قياسى لتشعر بأصابعه تعبث بخصلات شعرها هبت واقفة تتجه لخزينة ملابسها ليعيدها بسرعة فائقة لتلتصق به وهو يهمس رايحة فين
تحاول أن تنظر له فتخذلها شجاعتها لتخفض
عينيها قسرا وهى تقول هغير علشان نصلى 
عادت ترفع عينيها لوهلة وهى تتساءل مش هنصلى 
الرابع عشر
توقفت السيارات أمام منزل عمرو ليترجل مسرعا يساعد رزان على الترجل من السيارة تصحبه ليلى بمحبة تبتسم لها رزان شاكرة بينما يمسك عمرو بكفها لتتحرك تجاهه كان يشعر بحزنها منذ وقع بصره عليها أمام مركز التجميل وقلبه يحدثه أن عدم حضور والدتها هو
 

14  15  16 

انت في الصفحة 15 من 35 صفحات