للقدر رأى اخر بقلم قسمة الشبينى
السبب وراء لمحة الحزن بعينيها
أراد أن يدخل السعادة لقلبها فبمجرد أن اقتربت منه باغتها بحملها بين ذراعيه ابتسمت رغما عنها فتبسم لابتسامتها وهو يخطو بها داخل المنزل بينما تلحق به سلوى تكاد تهلك كمدا لهذه اللحظة
وضعها أرضا تحت إصرارها لتبدأ فى ارتقاء الدرجات ببطء يعيقها فستانها حين وصلا أمام شقة سلوى إلتفت عمرو لأمه فقبل رأسها وتمتم تصبحى على خير يا ماما ادخلى انت حبيبتى
تسرع إليه پخوف بينما ينظر لها پغضب وهو يشير ل رائد انتو اغبيا لدرجة تقعوا فى أيد عصابة زى دول
يحدجه ماجد بنظرة حانقة وهو يقول طبعا طمعانين فى فلوسهم انت تتجوز الهانم وابوك هيتجوز امها وتكوشوا على كل حاجة
انقطعت انفاس رائد ومريم على حد سواء عم يتحدث اى زواج بين سامى وليلىتتضارب افكار رائد هل يريد والده الزواج من ليلىلما لم يخبره اذا!!!
يبدأ ماجد فى سب رائد ووصمه بالڼصب والحقارة ينظر رائد أرضا ويحاول كظم غيظه قدر استطاعته ليقف أمام ماجد بهدوء ظاهرى وهو يتمتم مهما تقول ومهما تعمل مش هرد عليك ولا هتقدر تخرب ليلتنا انا هاخد مراتى وندخل اوضتنا وانت ابقا اقفل الباب وراك البيت بيتك يا ابو نسب
توقفت خطوات رائد حينها لينظر لها بإشفاق وهو يجذبها لتستقر بين ذراعيه ليربت على شعرها وهو يقول احنا عاقلين كفاية علشان نسمع لهم قبل اى حاجة لو ده قرارهم وحابين يكملوا حياتهم مع بعض يبقى مش من حقنا نحرمهم من حقهم ده سواء بابا أو طنط ليلى قاسوا كتير لكن قبل اى حاجة لازم نسمعهم
حررها من تملك ذراعيه لتهرول للداخل تخفى حيرتها واضطرابها بينما يتوجه لأحد المقاعد فيلقى بجسده عليه بإنهاك نفسى لم يعد يحتمله
يتذكر خجلها ورجفتها بين يديه حين استلقى وهو لا يزال متمسكا بجسدها ثم يتذكر استكانتها لفيض مشاعره فى النهاية بعد أن امطرها بوابل من كلمات الغزل وبثها أنهارا من لوعة الشوق الذى يعصف بكيانه لتعلن استسلامها أمام جنونه وجموحه لتكون ليلتهما الأولى افضل مما تمنى
يعود لواقعه فيزيد من جذبها تجاهه تلتقط عينيه الساعة المجاورة للفراش أنها تشير لأقترب الظهيرة تتسع ابتسامته وهو لا يصدق أن الوقت مر بهذه السرعة ليبدأ بمداعبة وجهها تتأفف لحظات قبل تفتح عينيها وهى تنظر له بخجل من شدة اقترابه منها
استيقظ رائد ليجد نفسه وحيدا بالفراش بينما اختفت مريم من الغرفة تنهد و مرر أصابعه بين خصلات شعره وهو يزفر بضيق ويتذكر لحظاتهما الأولى قبل زيارة ماجد المشوءوة التى تغير مجرى الأحداث بعدها ليسيطر الشرود على مريم رغم محاولاتها لإظهار تفاعلها معه إلا أن فتور مشاعرها لم يخف عليه ليسيطر على انفعالاته بإعجوبة ليكتفى بضمھا يحيطها بحنانه وكفى
نهض عن الفراش يبحث عنها ليجدها تجلس بصمت قاټل وهاتفها أمامها تنظر له وكأنها تنتظر رنينه اقترب ليربت على رأسها ويقبله متمتما صباح الخير حبيبي
حاولت رسم ابتسامة لتفشل ويبدو قلقها الشديد على ملامحها وهي تقول صباح الخير
جلس بجانبها وهو ينظر لها متسائلا لكن لم تتحدث فقال بهدوء مالك يا روما حصل حاجة
تتنهد بحزن وهى تقول بتصل بماما من بدرى مابتردش عليا
يحاول بثها شئ من الطمأنينة وهو يقول يمكن نايمة ولا الفون صامت
تتمنى أن تصدق ما يقول لكنها تعرف امها جيدا فالاستيقاظ باكرا جزء من شخصيتها يحاول رائد أن يقنعها ليطمئن قلبها بينما هو نفسه يرعى القلق بقلبه بلا هوادة ليستسلم اخيرا لمخاوفه ويقرر أن يتوجها لتفقد ليلى دون النظر لأى شئ اخر
استيقظت ليلى صباحا على رنين هاتفها معلنا عن اتصال من إحدى شقيقاتها لتبدأ بتوبيخها فورا وما أن أنهت الاتصال حتى تبعه غيره وغيره ف ماجد لم يترك فردا من العائلة دون أن يخبره بنيتها للزواج مما أثار حفيظتهم جميعا ويعطى كل منهم نفسه الحق فى محاسبتها على هذا التصرف الذى يعتبرونه غير لائق نظرا لسنها و لتقدم عمر أبناءها المهم أن كل فرد من العائلة ڼصب نفسه قاضيا ليصدر عليها حكما بالوحدة
تحملت كلماتهم الچارحة التى تمزق قلبها بنصال حادة لما كل هذا لمجرد ادعاء سامى التقدم لخطبتها !! لم تكن تعلم أن فكرة زواجها سترتعب لها العائلة اجمع ظلت تستمع لهم احيانا تصمت وأحيانا يلازم صمتها بكاء صامت ايضا حتى كانت مكالمة شقيقها الأكبر
شقيقها الذى لم يحضر زفاف ابنتها لتعلله بالمړض وكثرة الاشغال شقيقها الذى لم يدخل منزلها منذ سنوات مضت وتتعحب من أمر ابنها !!! لم التعجب اذا !!!
يطيل شقيقها الكلام وتطيل الصمت ليظن صمتها خجلا من هذه الفعلة النكراء التى انتوتها مسبقا ليكيل لها اتهاما يليه الآخر بداية من السذاجة وعدم التقصى فى إختيار الزوج الملاءم لابنتها عوضا عن ذلك النصاب الوقح الذى زوجتها إياه نهاية بإتهامها بالخرف لمجرد أن فكرت في الزواج من والد زوج ابنتها الذى وصم بالڼصب والسړقة
اخذت نفسا عميقا وقررت الرد على كل هذا الھجوم فبدأت تتحدث جوز بنتى مش نصاب ولا حرامى جوز بنتى اللى شالنى لما ابنى رمانى كنتوا فين!!! كنتوا فين وابنى بيتهمنى بالكدب والسړقةكنتوا فين وانا مرميه فى المستشفىابنى الراجل اللى كلمك وقالك إلحق امى خرفت وهتجوز كان فين يوم ما وقعت من طولى بسببهقفل تليفونه وماردش انت كنت فين واخواتى فين من يوم جوزى ما ماټ مالقتش حد جمبى كل واحد فى حياته واقول معلش الدنيا مشاغل جايين بعد السنين دى تفتكرونى بس علشان تحاسبونى كنت فين امبارح واللى كلمك كان فين وسامى اللى بيسلم بنتى لجوزها كنتو فين وبنتى حزينة طول يوم فرحها علشان اخوها الوحيد واهلها مش جمبها اقولك على حاجة انت وهو واخواتك والعيلة كلكم زى بعض كل واحد عاوز مصلحته وبس
كان اخيها يستمع بصمت ثم صړخ فيها وانت مش عاوزة مصلحتك مالكيش عقل يفكر سامى ده عاوز منك ايهبيتجوزك ليه
بادلته صړاخا بصړاخ وهى تقول عاوز يطمن عليا عاوز يحمينى من ابنى اللى عاوز يرمينى من شقتى علشان يبعها عاوز يبقى جمبى لما اقع وابقى جمبه لما يقع يتسند عليا واتسند عليه هو ايه الجواز غير كدة!! غير حد جمبك وانت وحيد !! غير حد جمبك فى شدتك يواسيك !! ليه بتحرمونى من حقى مين اداكم حق تحكمو عليا أو تحاسبونى
عاد صراخه يرتفع عبر الهاتف لازم نحاسبك لما تخرفى لازم نحاسبك لما ترمى بنتك وترمى نفسك فى حضڼ ناس ڼصابين
ضحكة ساخرة حزينة أطلقتها ليلى لتعلن عن ذبح قلبها بقسۏة لتقول لا ارتاحوا النصاب اللى بتقول عليه لواء متقاعد مش نصاب وتقدروا انت وابن اختك تعتبرونى مت انا وبنتى كدة كدة ماكناش فى حسابتكم وانتو من اللحظة دى برا حياتى
أنهت المكالمة فورا لتطلق لنفسها العنان لتبكى وتبكى لا تدرى كم من الوقت مر وقد ألقت الهاتف بعيدا عن يدها ورفضت تلقى المزيد من المكالمات أو الإهانات فلم تنظر للهاتف أو تهتم برنينه مجددا بدأت تشعر بالدوار فأرجعت ذلك لكثرة بكاءها لتحاول النهوض عن الكرسى فيهاجمها الدوار بقوة أكبر ويستولى على ما تبقى من مقاومتها لتسقط أرضا فاقدة للوعي
وصل رائد ومريم وكانت ليلى على وضعها فاقدة للوعي منذ ساعة تقريبا لم يشعر بها أحد ولم يسأل عنها أحد ولم يبحث عنها أحد فقط الكل يهاجم الكل يحكم ويتحكم الكل يجردها من حقوقها الشرعية والإنسانية لرؤية عقيمة برأسه أن المرأة ليس من حقها أن تفكر فى الزواج حين تتقدم بالعمر عليها أن تقبع بين جدران وحدتها تنتظر المۏت في صمت هذه هى رؤية المجتمع هذه هى رؤية معظم العقول العقيمة التى ترعى بالمجتمع مدعية التحرر مرة والفضيلة أخرى وهى بكل الأحوال بعيدة عن هذا وذاك
استخدمت مريم مفتاحها ودلفت بلهفة يتبعها رائد بقلق لتصدر عنها صړخة فزع تمزق لها قلبه وهما ينظران ل ليلى التى سقطت أرضا ومن يدرى لولا حضورهما إلى ما كانت ستؤول
اسرع رائد يحملها ويسطحها فوق الأريكة وتحاول مريم افاقتها بلا فائدة ليحملاها فورا لأقرب مشفى لتلقى فوق ذلك الفراش البارد فى هذه الغرفة الاكثر برودا للمرة الثانية بسبب ابنها الوحيد
يسرع رائد بالاتصال بوالده الذى أجاب فرحا بإبنه الذى تزوج بالأمس
ضغط سامى زر الإجابة بسعادة السلام عليكم ازيك يا عريس
جاء صوت رائد لينقبض قلب سامى فورا وهو يقول الحمدلله يا بابا
تملك القلق من سامى ليقول مالك يا حبيبي صوتك مايطمنش
صمت رائد برهة ثم قال بابا احنا في المستشفى
انتفض سامى فزعا وهو يهتف بفزع اكبر ايه !!! مستشفى ليهحصل ايه يابنى ماتتكلم
حمحم رائد وقال طنط ليلى ما كانتش بترد روحنا نطمن عليها لقيناها واقعة ونقلناها هنا
ليلى تردد اسمها بين جنباته ليزيده ألما ترى هل لحديثه مع
ابنها يد فيما حدث لها ترى هل تسبب لها فى المتاعب بدلا من حمايتها !!!
ساد الصمت للحظات قبل أن يقول طيب انا جاى
أنهى رائد المكالمة وعاد فورا إلى حبيبته ليحتوى اڼهيارها ترتمى فورا على صدره تروى صحراء شوقه القاحلة لكنها لا ترويها قربا بل ترويها دموع تلك الينابيع الساخنة شديدة الملوحة التى تزيد صحراءه تشققا وقلبه جفافا
يضمها بشدة وهو يحرك كفه على ظهرها بحنان لقد