الأربعاء 11 ديسمبر 2024

رواية روعة كاملة

انت في الصفحة 1 من 50 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل الاول
قبل البداية اود ان انوه بان الرواية و برغم ان ابطالها من الصعيد الا ان الحوار بعيدا تماما عن اللكنة الصعيدية التى خشيت ان اتحدث بها دون اتقان و هذا ليس من عادتى و ايضا لعلمى بان هناك الكثير من سكان الصعيد الذين يتحدثون العامية تماما كسكان القاهرة .. و لذلك .. لزم التنوية .
بسم الله الرحمن الرحيم .. و نبدأ البارت

داخل قصر عريق كقصور العصور الوسطى يحوطه الكثير من الاشجار و المزارع العريقة ايضا بقلب الصعيد كان صوته يهز الارجاء و هو يقول پغضب محدثا احد الغفراء يعنى ايه ماحدش شافها ايه واقفين نايمين مانتوش دريانين باللى داخل و لا اللى خارج 
الغفير بقلق يا مدكور بية دى الناموسة مابتعديش من غير ما بنشوفها
مدكور پغضب اومال ازاى خرجت من غير ماحد فيكم يلمحها من اصله
الغفير بتصميم يا سعادة البية احلفلك انها ماخرجتش ابدا من السراية انا ما اتنقلتش من مكانى الا اما سعادتك ندهتنى دلوقتى و لا يمكن تكون خرجت ابدا من غير ما اشوفها 
مدكور بحدة امشى غور من قدامى و تقلبوا عليها البلد كلها لحد اما تلاقوها 
ليأتيه صوت ناعم من وراءه يقول بقلق فيه ايه بابا ايه اللى مخلى حضرتك عصبى كده
ليلتفت مدكور بحدة ليرى ابنته و هى تهبط الدرج و تتجه اليه ليقول بانفعال انا عاوز افهم انتى كنتى فين و الكل قالب عليكى الدنيا و مش لاقيكى 
رهف بتردد انا كنت فى الروف بذاكر 
مدكور پغضب و ماسمعتيش كل اللى بيدوروا عليكى من ساعة ماوصلت
رهف بشحوب اول ماسمعت صوت حضرتك بتزعق نزلت على طول 
مدكور بحزم تانى مرة مافيش قعاد فى الروف .. مفهوم
رهف بحزن حضرتك عارف انى بحب اقعد اذاكر فوق
مدكور بحدة اللى اقوله يتنفذ .. مفهوم و اللا لأ
رهف بوجل حزين مفهوم 
مدكور و هو يحاول ان يهدئ من انفاسه مراد ابن عمك هيوصل من السفر بكرة بعد الضهر عاوز البيت جاهز لاستقباله و تفهمى الشغالين يوضبوا له اوضته ازاى و خليهم يعملوا له الاكل اللى بيحبه و انتى ..
لتنظر له رهف بحزن تنتظر ان يكمل حديثه فيقول بايعاز عاوزك تهتمى بنفسك شوية خصوصا انه المرة دى هيبقى معاه ضيوف 
رهف بعدم فهم ضيوف مين 
مدكور معاه تالا بنت سليمان الأنصارى .. هتقعد عندنا شهرين على مانخلص المشروع الجديدة مع ابوها عاوزك تجهزيلها اوضة جنبك و عاوزك تتلحلحى شوية انتو مكتوب كتابكم من سنتين و من ساعتها عمره مالمحلى انه عاوز يتم الجواز 
رهف بحزن ماتنساش ان حضرتك اللى طلبت منه يتجوزنى و لولا كده كان عمره ما هيفكر فيا ابدا
مدكور بقسۏة اومال اسيبك لحد غريب ييجى يلف عليكى و يطمع فيكى و فى فلوسى لو كده كده فلوسى لحد مش من صلبى يبقى مراد ابن أخويا اولى بخيرى 
رهف بتردد بس انا بخاف منه
مدكور بسخرية و انتى من امتى ما بتخافيش .. روحى اعملى اللى قلتلك عليه و مش عاوز صداع كتير و كلمى الكوافير يبعتلك حد الصبح يظبطك بدل ما انتى دايما حاطة نفسك فى اسطمبة واحدة مابتغيريهاش بالشكل ده اتعلمى تهتمى بروحك و البسيلك فستان عدل من اللى بجيمهوملك بدل ماتبصى تلاقيه بص لغيرك و اللا اتجوز عليكى طول عمر سليمان الانصارى بيحرجم و عاوز ياخده لبنته و لو مراد مال لها ساعتها مش هقدر الومه لانها واخدة بالها من روحها على الاخر و شاطرة و حركة مش زيك حاطة كل همها فى الكتب و المذاكرة و اديكى خدتى الليسانس و الماجيستير عاوزة ايه تانى .. خلاص بكفاية لحد كده
رهف بخفوت خلاص يا بابا دى مناقشة الدكتوراه مافاضلش عليها غير كام شهر
مدكور بحزم و انا قلت خلاص .. انا مش عاوز دلوقتى غير انك تلتفتى لمراد و بس .. انتى فاهمة
لتنصرف رهف من امامه بعد ان امائت له رأسها بخضوع و هى بداخلها حزن كبير بسبب طريقة معاملته الجافة لها فمنذ ماټت امها و هى فقدت كل معالم الحنان فى الدنيا من حولها الا من لحظات مسروقة تقضيها مع مربيتها الحنونة زينب و التى اشتركت فى تربيتها منذ
نعومة اظفارها فكانت زينب و مازالت هى الملاذ الوحيد لرهف و التى تختبئ بين احضانها و هى تشكو قسۏة ابيها و صلف و غرور المدعو زوجها و الذى يكاد لا يتعامل معها او يتحدث اليها الا قلما و بحضور ابيها 
فمراد هو ابن عمها الذى تربى بين جدران قصرهم العامر بصحبة شقيقته هدى و التى كانت تعتبرها رهف صديقتها الوحيدة لتتزوج هدى و تبتعد عنها هى الاخرى لتسافر بعيدا مع زوجها احمد و لم تعد تراها الا مرة واحدة كل عام لمدة لا تتعدى ايام قلائل يمروا كحلم جميل ينتهى سريعا تاركا ذكرى عذبة فى قلب رهف و هى تتوق لتكراره من جديد
اما مراد فهو القائم بجميع اعمال مدكور و اعماله فى ذات الوقت جاد للغاية يتعامل بصلف و حدة مع الجميع كعمه تماما لا يكد يلين جانبه الا مع شقيقته و التى تولى رعايتها مع عمه بعد رحيل والديهما منذ سنوات مضت لتصبح مدللته الغالية و الوحيدة 
و هو يعيش للعمل و للعمل فقط لم يفكر قط فى الزواج و لم يمر باى تجربة عاطفية رغم تهافت الكثير من الفتيات عليه لوسامته و مركزه المالى و الاجتماعى الا انه كان يقابل تهافتهم بسخرية و احتقار حتى طلب منه عمه الزواج من رهف ليوافق على الفور دون ادنى تفكير فهو لم يعتد على رفض اى مطلب لعمه لما يكن له من حب و احترام و لكنه لم يغير معاملته الجافة العملية بابنة عمه حتى بعد ان اصبحت زوجته فنعم لم يتم الزفاف و نعم هو عقد قران ليس الا و لكنه دائما يتعامل و كأنها شبح غير مرئى و رغم ان ذاك كان يساعد رهف على الاختلاء بنفسها بعيدا عن الجميع الا انها كانت دائما تعترف بانها تخشاه و ان نفسها تمتلئ رهبة حين يوجه لها اى كلمة حتى و لو سؤال عن احوالها 
دخلت رهف الى غرفتها و دموعها تجرى على وجنتيها باسهاب لتراها زينب فتقول بحنان هو انتى يا بنتى دايما دموعك على وشك كده 
رهف بحزن اعمل ايه بس يا دادة زى ما اكون انا و الحزن توأم و اللا راضعين على بعض
زينب بتنهيدة ايه اللى حصل تانى 
رهف بحزن مراد جاى بكرة 
زينب باستنكار طب و هى دى حاجة تزعل برضة المفروض تفرحى ان جوزك راجع بالسلامة 
رهف بامتعاض افرح على ايه بس يا دادة و هو كل مايشوفنى يا يزعقلى يا يتريق عليا يا يقعد يدينى فى أوامر يا اما يسيب كل ده و يتعامل معايا اكنى مش قدامه اصلا 
زينب بتعاطف ما انتى عارفة مراد طول عمره جد و مافيش فى دماغه غير الشغل و بس
رهف بحزن لا يا دادة هو انتى يعنى مابتشوفيش بيتعامل ازاى مع هدى و تميمة بنتها اللى يشوفه معاهم مايقولش ابدا ان هو ده مراد اللى الضحكة مابتزورش وشه طول ماهو هنا الله يسامحه بابا هو اللى عمل فيا و فيه كده 
زينب بلاش هبل و ايه يعنى اللى حصل ما ياما بيحصل من ده و خصوصا هنا فى الصعيد 
رهف بحزن و اللى زاد و غطى ان بابا مش عاوزنى اكمل الدكتوراه و كل اللى فى دماغه سى مراد و الست تالا 
زينب و هى ټضرب على صدرها بضجر مالها زفتة 
رهف بامتعاض هتشرفنا بكرة مع مراد و هو جاى و كمان هتقعد عندنا شهرين بحالهم 
زينب باستنكار هو ابوها البعيد ده ماعندوش ډم و لا حيا مابيخافش على عرضه و هو رامى علينا بنته بالشكل ده و كمان سايبها تروح و تيجى مع مراد بالطريقة دى
رهف باستياء بابا بيقوللى انه نفسه يجوزها لمراد
زينب باستنكار و هو عارف انه كاتب كتابك
لترفع رهف كتفيها بحركة تنم عن عدم معرفتها
زينب و لا يهمك سيبيها عليا انا هزهقهالك لما تيجى لحد ما تقول حقى برقبتى 
رهف پخوف لا يا دادة و النبى اعملى معروف مش ناقصين بابا يعمللنا مشكلة و اللا مراد مانتى عارفة ليهم شغل كتير مع باباها 
زينب قطعت و قطع ابوها فى ساعة واحدة
رهف المهم خليهم ينضفوا اوضة مراد و يوضبوها و يحضروا
اوضة للست تالا
زينب باستسلام ماشى يا بنتى طب و انتى ناوية على ايه
رهف بقلة حيلة هكلم الكوافير يبعتلى حد بكرة زى ما بابا قال و هختار فستان حلو استقبلهم بيه
زينب و هى تربت على كتفها بحنان مافيهاش حاجة يا بنتى الست لازم تبقى دايما حلوة فى عيون جوزها 
رهف بسخرية مش لما يبقى جوزها ده شايفها من اصله يا دادة 
زينب بتحفز يبقى لازم نخليه يشوفها و ېموت عليها كمان 
رهف مانتى عارفة انى بټرعب منه اصلا
زينب بلاش هبل .. ده جوزك و من قبلها ابن عمك و انتى مابقيتيش صغيرة ده انتى عندك دلوقتى تمانية و عشرين سنة ماشفتيش هدى بتدلع على احمد جوزها ازاى و بيتمنى لها الرضا ترضى
رهف بابتسامة وحشتنى اوى .. ثم اكملت باستدراك .. ثم انتى بتقارنى مين بمين بس يا دادة مانتى عارفة احمد بيحب هدى ازاى و بېموت فيها كمان 
زينب باصرار و انتى مش اقل منها انتى كمان لازم جوزك يحبك و ېموت فيكى و فى التراب اللى بتمشى عليه كمان
رهف باستنكار و ده اللى هو ازاى بقى 
زينب لازم تغيرى من نفسك 
رهف بامتعاض انتى هتعملى زى بابا
زينب رغم انى مابيعجبنيش اللى ابوكى بيعمله لكن اوقات بيبقى عنده حق و كلامه كله صح 
رهف يعنى اعمل ايه يا دادة .. بابا عاوزنى على طول متربطة فى خيوط ماسكها بايده و عاوز كل ما يحرك ايده اتحرك معاه من غير ما يفكر ان كنت موافقه على حركته دى و اللا لأ و اللا حتى مريحانى و اللا لأ
زينب ده لانه عارف انه عاوز مصلحتك
رهف و افرضى مصلحتى اللى هو شايفها دى مافيهاش سعادتى 
زينب باستنكار هى ايه دى اللى مافيهاش سعادتك لاهو انتى فاكرة انى مش واخدة بالى و لا حاسة انتى بتحبي مراد اد ايه
رهف بتنهيدة ساعات بحس ان خوفى منه اكبر يا دادة 
زينب باصرار يبقى لازم تتلحلحى شوية و لما البية يقول لك على حاجة انتى مش عاوزاها قوليله بالراحة و فهميه 
رهف برفض انتى بتهزرى يا دادة اقول ايه و لمين

انت في الصفحة 1 من 50 صفحات