رواية رائعة بقلم سارة مجدي
حصل لوحدها
نظر يوسف الى غسان بقلق ليقترب غسان من اخيه و قال بهدوء
راغب لازم تهدى و بلاش تاخد اى قرارات و انت فى الحاله دى وبعدين
ليقاطعه راغب حين نظر اليه بابتسامه ساخره و قال
هو الجواز حاجه وحشه يا غسان مش انتوا متجوزين و مبسوطين و لا ايه انا كمان هعمل زيكم فى حاجه غلط !
عاد الاخوين ينظرون الى بعضهم بعضا بقلق ليكمل راغب كلماته
و تحرك سريعا الى سيارته بخطوات قويه تترك اثر قوى فى الارض
قادها بسرعه مشابه لسرعته السابقه تاركا خلفه اخويه يحاولان اللحاق به من جديد
تجلس فى منتصف سريرها تبكى بدون صوت و كأنها خسړت صوتها كما خسړت حلمها ان تكون ام ان يتحقق ذلك الحلم الجميلالتى تتمناه منذ عرفت معنى كونها انثى منذ طرق الحب بابها و عشقت غسان و تمنت ان تحمل فى احشائها طفل منه يحمل من ملامحهو طباعه الطيبه و حنان قلبه يحبها كما يحبه والده و اكثر
و عقلها يدور فى دوائر مغلقه بين وحده دائمه و ان زوجه عمها بعد ما حدث من حلم لن تتهاون معها و سوف تزوجه غيرها و هى ابدا لنتتحمل ذلك ستموت قهرا ماذا تفعل وضعت يدها على قلبها و هى تقول بصوت متقطع من كثره البكاء
داخل غرفه رقيه و مصطفى كانت رقيه تقف فى الشرفه تنظر الى الباب الكبير للبيت و مكان وقف السيارات بقلق كبير
لا تعلم حاله ابنها رغم انها اتصلت بأخويه اكثر من مره و طمئنوها انه بخير رغم حالته النفسيه السيئه
كان مصطفى الذي يجلس على الاريكه الكبيره فى مواجهه
الشرفه ينظر الى ظهرها و داخله احاسيس مختلفه مختلطه بين
بسبب صمته و موافقته على كل ما حدث و قام به والده عدم وقوفه امام اخيه و منعه من كل تلك الاخطاء و التمادي فيها
يلوم نفسه انه لم يأخذ موقف حازم معه يجعله يعود الى رشده و صوابه
حتى لو كان ذلك عكس ايراده والده
تفتكري لسه هندفع تمن سكاتنا على كل اللى حصل و لا خلاص كده
نظرت اليه و عيونها تملئها الدموع رغم نظره التحدي التى ترتسم بوضوح و يراها و كأنها تتحداه ثم قالت
غلط اخوك انا و ولادى ملناش دعوه بيه يا مصطفى و لو حكمت اطلق غسان و نوار و يوسف و عائشه هعمل كده و مش هتأخر
يكفى ما حدث و تكفى كل
تلك الخسائر حتى الان
صعد بركات الى غرفته بعد ان غادر الجميع كل فى اتجاه يشعر ان قدميه لا تحملانه جسده بأكمله يأن الما لا يجد بداخله الطاقه لفعل اى شىء حتى استنشاقه للهواء اصبح صعب و ثقيل يعلم انه قد اخطىء و ابني فى حق دلال و بناتها و اخطىء فى حق العائلهالتى ټنهار امام عينيه واكتشف ان ما قام به لم يحافظ عليها لا كانت اول خطوه فى الاڼهيار و الضياع الذي سيحدث
حين دلف الى غرفته لم تعد قدماه تحملانه ليسقط ارضا فاقدا للوعي دون ان يشعر به احد
فى عمق ظلام غرفتها و بجانب خزانتها تجلس ارضا فى تلك المساحه الضيقه تضم ساقيها الى صدرها دموعها ټغرق وجهها و عيونهاجاحظ فى الفراغ عيونها تصور لها كل مشاهد حياتها منذ وعت على تلك الحياه
بكاء والدتها كل ليله و صوتها الذي لا يفارق اذنها مشاكلها مع والدها اهانته لها فى كل وقت وحين و التقليل منها امام العائله او فيمابينهم
و كلمات جدها و صمته على ما حدث و كذلك صمت باقى العائله كان اكبر دليل على ذلك
و حفر داخل عيونها و عقلها مشاهد عوده والدها كل يوم
يترنح غير قادر على الوقوف و لو لثوان قليله ثابتا دون ان يهتم باسم العائله الذىمن اجلها ضحى جدها بحياه ووالدتها و حقها
تبكى امان افتقدته تبكى حياه طبيعيه حلمت بها و لم تشعر بها يوما
كما كانت ترى عائلات اصدقائها دائما تجد والدهم يغرق عليهم من حنانه و عطفه يضمهم الى صدره يحميهم بحياته و عمره
حرمها من ان تكون انسانه طبيعية قادره على الحب و العطاء قادره على ان تكون عائله سويه
شهقت بصوت عالي و هي تغمض عينيها تتذكر كل مواقف راغب معها و حبه لها الواضح دون جدال دعمه الدائم الا مشروط لكنها ابدا لاتستطيع ان تستأمنه على قلبها و حياتها
احنت راسها خبهئها بين ذراعيه واضعه جبينها فوق ركبتيها تبكى بصوت عالي تشعر و كانها تكاد تفقد صوتها من علوا صريخها لكنهالا تسمع صوتها و لا يصل الى مسامعها من الاساس لا يغادر حنجرتها
هى تصرخ بداخلها فقط
رفعت راسها تمسح دموعها بظهر يديها و عيونها يرتسم فيها التحدي ابدا لن تصرخ بصوت عالي لن يكسرها احد و لن تسمح بذلك هى لن تتراجع ابدا لن تتزوج يوما لن تربط حياتها برجل صنع و خلق من الغدر و الخيانه لن تنجب اطفال يعانون كما عانت هى لنتتزوج راغب و ليفعل ما يحلو له
غادروا ذلك المكان يتلفتون حولهم بحذر شديد حتى لا يراهم احد صعدوا الى السياره و غادروا المكان سريعا
غير منتبهين لكاميرات المراقبه الموجوده فى المكان كنظام امني يخص المنطقه بالكامل
الفصل الثالث عشر
اشرقت شمس اليوم التالي على تلك العائله وكل منهم فى واد لا احد يعلم شىء عن الاخر
بعد عوده الاخوه الثلاث الى البيت كل ذهب الى غرفته مباشره مكتفين بالصمت فلا يجد اى منهم اى كلمات تليق بما يمرون به
حين شعرت نوار برجوعهم اعتدلت و اغمضت عينيها تدعى النوم ليقف هو عند باب الغرفه المغلق يستند اليه بظهره ينظر اليها و بداخله نارمشتعله لن يستطيع ان يطفئها او يتخلص منها بعد اليوم سوف تكون رفيقته طوال حياته و النتيجه الحتميه و النهائيه له هى خسارهكامله مهمها كانت النهايه
تحرك الى الحمام يأخذ حمام بارد عله يهدئه و يستطيع النوم رغم تأكده انه قد فقد راحته للأبد
حين دلف من باب الغرفه وجدها تقف امام النافذه بنفس ملابسها اخذ نفس عميق يحمل الكثير من الخۏف و القلق و الهم ايضا
اقترب منها يحتو يها من الخلف لتغمض عينيها بقوه و انحدرت تلك الدمعه التى تمسكت بعدم اظهارها طوال تلك الليله الصعبه
لم يتكلم و لم تتكلم لكنه كان يشدها الى صدره اكثر و كانت هى تتشبث بيديه اكثر
و كانهم يعدون بعضهم بدون حديث ان يتماسكوا امام طوفان الايام القادمه
راجين من الله ان يمر على خير دون ان يهد هذا البيت فوق رؤسهم جميعا
كانت رقيه كعادتها تشرف على ترتيب طاوله الطعام و يجلس زوجها فى مكانه
الحزن الصمت و البرود يغلف البيت بأكمله
و كأن سحابه سوداء تقف فوق البيت الكبير تجعل الظلام يحاوطه من كل الاتجاهات
كان اول المنضمين اليهم يوسف و عائشه الذان جلسا بصمت بعد ان القيا تحيه الصباح بخفوت
بعد عده دقائق حضر غسان و هو مقطب الجبين لتقول رقيه بتحفز
هى مزعلاك
نظر اليها غسان باندهاش و عدم فهم و قال بحيره
هى
مين
مين يعنى غير مراتك اللى مش عارفه تجبلك حته عيل لحد دلوقتي
قالت رقيه كلماتها بعصبيه شديده و صوت عالي فى حين نظر اليها مصطفى پصدمه تشابه صډمه يوسف و ڠضب عائشه التى لم تتحدث بشىء ليضرب غسان فوق الطاوله و هو يقول
اااااممممممممي
لتصمت رقيه تنظر الى ابنها پصدمه حين قال
نوار خط احمر نوار ملهاش دعوه باللي حلم عملته و لو انت شايفه حلم غلطانه فأبنك كمان غلطان
و اعتدل ينظر اليها بسخريه و فرد ذراعيه جانبه و هو يكمل
كلنا غلطانين اصلا احنى اللى شوفنا الغلط و سكتنا عليه لحد ما بقينا شبه الغلط نفسه و نسينا نفسنا
كان راغب يقف اعلى السلم يستمع لكلمات اخيه بوجه خالي تماما من اى تعابير و كآن ما يقوله اخيه لا يعنيه من قريب او بعيد
رغم اندهاش يوسف من كلمات اخيه و حالته الغريبه الا انه يؤيد كلامه بشده
وقبل ان تجيبه رقيه بشىء سمعوا صوت صرخه عاليه ليركضوا جميعا الى الاعلى ليجدوا بركات ممد ارضا و حلم تجلس بجانبه على ركبتيهاليخرج يوسف هاتفه يتصل بالاسعاف فى نفس اللحظه ينحنى ليرى نبض جده
لېصرخ فى محدثه طالبا منه سرعه الحضور
فى خلال دقائق كانت العائله بأكملها تقف فى رواق المستشفى
على ثلاث مجموعات الفتيات الثلاث يقفون فى مكان بعيد صامتون الدموع متحجره داخل عيونهم و بداخل كل منهم افكار كثيره بين الخۏف القلق البرود و الامبالاه
و كان غسان و راغب يقفون
جوار باب الغرفه التى بداخلها جدهم و معه يوسف صامتون ايضا و كل منهم عيونه باتجاه
غسان ينظر الى وجه نوار الباهت الحزين بأسف و ندم كبير لكن لا مجال الان للتراجع فوالدته بحديثها اليوم جعلته بطلها الخارق الذييضحى من اجلها بسعاده خاصه مع تلك النظره التى شاهدها فى عيونها حين الټفت على صوت صرخه حلم و وقعت عينيه على نوار التىتقف خلف راغب جعلته يشعر و كأنه بطل من ابطال الروايات انقذ حبيبته من بين براثن الوحوش
و راغب ينظر الى النافذه المفتوحه امامه بشرود يفكر فى كل ما يحدث لكن من وجه نظر جديده تماما وجه نظر تحمل الكثير من الڠضب وكسره الروح و الكرامه قلب ممزق اصبح يرى الحياه سوداء بعد ما كان يراها ملونه بالوان قوس قزح المميزه و المبهجة
و كان الصمت ايضا الرفيق الثالث لرقيه و مصطفي الذي يلوم نفسه بشده على انشغاله بافكاره و زوجته و اولاده عن والده الذي كان بحاجهله و لم يستطع ان يطلب المساعده او ان ينجده احد
لا تعلم ماذا حدث لكل هذا و لا تعلم كيف القى احمد تلك اللعنه على العائله باكملها
مر الكثير من الوقت كان القلق يتصاعد و لكن الصمت هو المسيطر على الجميع رافضين حتى محاوله