رواية رائعة بقلم سارة مجدي
بحيره ليرفع حاجبه و قال من بين اسنانه و بسخريه
هعملك استدعاء ولي امر
لترفع حاجبيها بأندهاش ليقول هو موضحا لكن پغضب مكتوب
عايز احدد معاه معاد علشان اطلب ايدك
ايدي انا
رددت خلفه بزهول ليقول ببعض الغيظ
اومال ايد والدك !
نظرت اليه بحيره لعده ثوان ثم قالت بأقرار
انت تشوف العمى و لا تشوفني ده انا ساعات كنت بحس انك نفسك ترميني من الشباك او تسمني مثلا
انت عايز تتقدملي علشان تقدر ټموتني من غير ما حد ياخد باله صح !
لينظر اليها باندهاش و لاول مره تراه يضحك يامن الحسيني من يخشى ان يضحك حتى لا يتشقق وجهه الاسمنتي الان يضحك وبصوت عالى
لماذا قلبها تتسارع دقاته و كأنها تركض منذ اكثر من ساعه لماذا تشعر ان صوت انفاسها يصم اذنيها و بشده
اه عايز انت على اسمي علشان لما ندخل الجنه تفضلي مراتي بردوا
بس انت لما تقتلني هتدخل الڼار
ردت على كلماته ببلاهه ليضحك من جديد لكنه قال من بين ضحكاته
لا القټل ده بالتحديد حلال حلال حلال
و تركها تفتح فمها على اتساعه من الصدمه و تحرك الى مكتبه احضر هاتفه و مد يديه بالهاتف لها و قال
و كالمغيبه سجلت رقم والدها و تحركت لتغادر المكتب دون ان تسلم الاوراق ليوقفها و هو يقول
رايحه فين
نظرت اليه بحيره ليمد يديه و هو يقول
هاتي الملفات
نظرت الى يديها التي تحمل الملفات ثم نظرت اليه بخجل و عادت الخطوه التى ابتعدتها تعطيه الملفات و كادت ان تتحرك ليقول هو بأمر
بطلى تتضحكي لاي حد بتكلميه بطلي تكوني حلوه علشان انا مدخلش السچن
اقفليه بدل ما حاجه طايره كده و لا كده تدخل فيه
لتغلق فمها سريعا لكن الاندهاش و الصدمه لم يغادروها و هى تفكر من هذا هل هذا المهندس يامن الذى
هل يضحك الان هل قال لها ان لا تضحك مع احد و ما علاقه ضحكتها بدخوله السچن لكنها وجدت نفسها تبتسم بسعاده كبيره
هل ما فهمته صحيح يامن الحسيني يحبها يريد ان يتزوجها لكن هل يحبها ام يريد ان ينتقم من احدهن بها كما فعل بها راغب اخدت نفس عميق
و كان هو يتابع تعابير وجهها و تغيراته من صډمه و اندهاش لخجل و ابتسامه و حيره من جديد ثم حزن و قلق و خوف ليعدها بداخلقلبه ان يمحوا كل تلك التعابير البغيضه عن وجهها و يجعل الابتسامه فقط فوق شفاهها و الحب و السعاده داخل عيونها
وقفت نوار عند باب الغرفه و قالت بابتسامه صغيره
لو صحى ناديني اقعد انا بيه علشان تنامي و ترتاحي
اومئت عائشه بنعم مصاحبه لابتسامه امتنان وشكر لتغلق نوار الباب خلفها لتنظر هي الى يوسف التى كانت تلاحظ عليه خوفه و قلقه وتوتره
نادت عليه بصوت هامس حتى لا يستيقظ الصغير لينظر اليها بعيون متألمه لتقطب حاجبيها و رفعت يديها له ليقترب منها و تمدد جوارهاكطفل صغير يبحث عن دفئ والدته و الامان بين ذراعيها لتربت على ظهره بحنان و هي تقول
مالك يا يوسف في ايه
اخذ نفس عميق محمل برائحتها التى اصبحت تحمل رئحه ابنه و كأنها قطعه من الجنه و بدء يقص عليها كل ما حدث كانت تشعربالصدمه و عدم التصديق كيف صمت راغب كل تلك المده على اختفائها هل العند يجعله يقوم بهذا الفعل الذى عرض والدته الى الخطربذلك الشكل
حين انتهى من اخبارها بكل ما حدث قالت هي بهدوء
بكره الصبح روح مع حلم و هاتها على هنا و متقلقش الملحق هتلاقيه جاهز من كله
نظر اليها بابتسامه حب و تقدير هي لم تخزله يوما و دائما تثبت له انه كان على صواب
تجلس فى مكانها المعتاد بين الحائط و الخزانه ذلك المكان الذى شهد المها و ۏجعها و خۏفها لايام و ايام ذلك المكان التي كانت تلجئ اليهحين تريد الاختباء من كل شيء اليوم تجلس فيه تتحدث اليه حتى تخلق فى ذلك المكان ذكريات جديده و لكن ذكريات سعيده
اصبر بس يا إلياس لحد ما نخلص موضوع مرات عمي و هحدد ليك معاد مع عمي و يوسف
اجابها قائلا بلهفه
بصراحه ما صدقت انك وافقتي و خاېف ترجعي فى كلامك و عايز اطمن
ابتسمت بسعاده وقبل ان تقول شيء قال هو
تعرفي يا حلم انا نفسي اسمع موافقتك عليا دى من امتى من يوم ما كنتي بتحكيلي عن مخاوفك عن كل الايام اللى مرت عليكي و كنتيمحتاجه فيها حد ېضمك و يخبيكي جوه حضنه يطمنك و يشيل عنك خۏفك و قلقك اتمنيت اكون جمبك و معاكي امسك ايدك واقفوراكي اسند ظهرك و احميه من غدر الزمن و الناس احبك و ادلعك امسح دموعك اللى مش هيشوفها حد غيري افرحك و اسمع ضحتكعاليه مبسوطه و سعيده زى الاطفال ابني معاكي عيله و اجيب بنات حلوه زيك كان نفسي احقق احلامك و اشوف احلامي فى عيونك
كانت تستمع اليه و الدموع ټغرق وجهها لكن تلك المره ليست دموع القهر و الحزن و الظلم لكن دموع سعاده و احساس كبير بالحريه و كأنقلبها قد غادر صدرها و بدء يحلق عاليا فى تلك السماء الواسعه
كان يصل اليه صوت شهقاتها البسيطه التى تحاول كتمها ليبتسم و هو يقول
لو الدموع دي دموع سعاده و فرح متكتميهاش و عيطي بصوت عالي لكن لو دموع حزن و خوف يبقا انا فشلت كدكتور و كحبيب و كراجل
لم تجيبه بالكلمات و لكن صوت بكائها بدء يصل له بوضوح شهقات متتاليه و صرخات صغيره و كأنها تريد ان تخرج كل الحزن الساكنبقلبها لسنوات حتى تخلي المكان للسعاده و الفرح حتى ترتاح
ظل هو صامت تماما يستمع لصوت بكائها و شهقاتها يتالم قلبه من اجلها كحبيب ولكن كطبيب يفهم جيدا اهميه ما يحدث الان
بعد الكثير من الوقت هدأت شهقاتها و قالت بصوت مرتعش
وعد يا إلياس
اوعدك بعمري اللى جاي كله و بقلبي و دقاته و روحي اللى اتعلقت بيكي
اجابها بصدق و ثقه لتبتسم بسعاده و بدء هو يخبرها بما يحلم و يتمني و هى تستمع بكل تركيز و بداخلها احاسيس مختلفه بين الحماسو تحقيق الحلم الكبير التى حرمت نفسها منه طوال حياتها
فى صباح اليوم التالي و مع
اول خيوط النهار كانت تقود سيارتها يلحق بها يوسف بسيارته لا يستطيع الانتظار كما لم يستطيع النوم تقدر مشاعره و تفهمها جيدا فى بادئ الامر و نهايته هى امه مهما حدث منها
وصلا
الى الدار ليترجل من سيارته سريعا و دلف خلف حلم التي توجهت مباشره الى مكتبها و هناك قابلها مدير مكتبها و مساعدهاالخاص و هو يقول موضحا كل النقاط التى كلمته فيها و سألته عنها قبل وصولها
حضرتك هى نايمه دلوقتي و تم فحصها امبارح فحص كامل و شامل و حالتها الصحيه جيده جدا الا من بعض الچروح فى القدملكنها بسيطه و محتاجه شويه فيتامينات تعوض نقص الاكل الفتره اللى فاتت
اشار يوسف الى عاصم و هو يقول بأستفهام
هو بيتكلم عنها !
اومئت حلم بنعم ليأخذ نفس عميق ببعض الراحه لتقول هى موجهه حديثها الى عاصم
اتفضل على مكتبك و اول ما تصحى بلغني
تحت امر حضرتك
اجابها عاصم و غادر المكتب و اغلق الباب خلفه ليجلس يوسف على اقرب كرسي ببعض الراحه و لكن يبقا القاء كيف سيكون و ماذاسيحدث
لم تذهب الى الحضانه اليوم حمزه خطڤ قلبها و روحها و لمس ذلك الجزء المظلم فيها بكل ما حدث قديما لكن ذلك الاتصال الذى وردلها جعلها تذهب فورا حين وصلت الى هناك وجدت الصغير آدم يجلس ارضا يبكي و تجلس جواره احدى المشرفات فى انتظار سيارهالاسعاف بعد ان سقط و هو يلعب مع رفقائه و يبدوا انه كسر ساقه
فى تلك اللحظه حضر رجل ثلاثيني يبدوا عليه الرقي و القلق و حين وقعت عينيه على آدم ركض اليه پخوف و جثى على ركبتيه بجانبه و هويقول
مالك يا حبيبي ايه اللى حصل
خير ان شاء الله الاسعاف على وصول و ان شاء الله نطمن عليه
قالت نوار بهدوء و هى تربت على يد الصغير الذى يمسك يديها بقوه ليرفع ذلك الرجل عينيه و هو يقول پغضب
انا هقفل الحضانه دى ده اهمال و انا مش هسكت
ظلت نوار هادئه تماما فهى تقدر حالته و قلقه على الصغير و قالت بهدوء
حضرتك انا مقدره خۏفك و قلقك على ابنك بس كمان لازم تعرف ان مفيش اى اهمال الحضانه كلها كاميرات و حضرتك تقدرتراجعها وتشوف كل اللى حصل الولد وقع و هو بيلعب و بيجرى مع اصحابه
مش ابني
قطبت حاجبيها بعدم فهم وقالت باستفهام
حضرتك قولت ايه
نظر اليها و قال بهدوء
مش ابني آدم ابن اخويا وهو مسافر علشان كده انا المسؤل عنه الفتره دى
اومئت بنعم فى نفس اللحظه التى دوا فيها صوت سياره الاسعاف صعدت نوار مع الصغير الذي يرفض ترك يديها
وسار عمه خلفهم بسيارته حتى وصلوا المستشفى تم الكشف على الصغير و عمل اشعه على ساقه و بعد بعض الوقت خرج الطبيب لهميقول بأبتسامه
متقلقوش الولد زى الفل كل الموضوع عنده كدمه بسيطه يرتاح يومين و ان شاء الله هيبقا زى الفل
و غادر بعد ان دعى له بالسلامه نظرت نوار الى عم آدم و قالت
انا هروح ادفع حساب المستشفى و الف حمدلله على سلامته
كادت ان تتحرك من امامه حين قال هو
انا اسف
نظرت اليه باندهاش ليمد يديه و هو يقول
مهندس حسين عبدالرحمن و اسف على اللى حصل منى
مدت يدها و هى تقول
نوار أحمد اتشرفت بمعرفتك محصلش حاجه
ليبتسم ابتسامه صغيره و هو يقول برجاء
اتمنى انك تكوني قبلتي اسفى
مفيش حاجه حضرتك كنت قلقان على آدم و ده حقك وحمدالله على سلامته عن اذنك
ابتعدت خطوه واحده ليقول هو سريعا
مفيش داعي تدفعي الحساب الموضوع كله حاجه بسيطه و كلامي كان سوء فهم و خوف على المسؤليه اللى انا شايلها
ابتسمت و هى