الجمعة 29 نوفمبر 2024

نسائم الروح بقلم أمل نصر

انت في الصفحة 25 من 30 صفحات

موقع أيام نيوز

امشيكي لأني لو عايز كنت طردتك من اول يوم مكنتش صبرت على عوجك.
قطبت بعدم استيعاب لتزعن بطاعة تجلس امامه. بأدب القرود كان يراها لتبزغ ابتسامة ساخرة على فمه قائلا
متجيش على نفسك جوي يا نفيسة خلي التمثيل دا لحد غيري حد ميكونش من البلد اصلا ولا يعرفك.
تجمدت تسأله بريبة
جصدك ايه يا بيه انا حمد لله سمعتي زينة واللي بجول كلمة في حق الولايا ربنا يجازيه بعمله.
جلجل عمر بضحكة صاخبة حتى أدمعت عيناه امام دهشتها وامتقاع وجهها حتى توقف أخيرا يحاول الجدية
اسمعي يا بت من غير ما نلف وندور على بعض انا عايزك في موضوع مهم...... بس لو حسك طلع ولا سمعت كلمة طلعت برا هجطع راسك.
اجفلت بزعر لهذا التحول المفاجئ لتبتلع نافية بهز رأسها
لا والله ما هنطق بكلمة يا عمر بيه.
ما جولنا بلاش حلفان.
طب اعمل ايه طيب
متعمليش حاجة تنفذي بس اللي هطلبه منك.
ايه هو طلبك يا بيه
عايز رقمها!
رقم مين يا بيه
سالته بعدم فهم لكن سرعان توصل عقلها الخبيث الى المقصودة لتحتج رافضة بتبرير
والله ما اعرفه الجديم هي اساسا رمته وانا اتحرم عليا نجعهم اساسا.....
مش هتغلبي.
هتف بها مقاطعا ليميل بجذعه نحوها مشددا بټهديد
تتشالي تتحطي هتجيبه يا نفيسة وحطي في مخك ان انا مش مشغلك هنا لشطارتك ولا لأدبك وإحترامك الرقم هايجيني يا بت.
استيقظت من غفوتها على اثر اصوات الجلبة من حولها لتعتدل بجذعها فتفاجأت به يتحرك من حولها يحمل الملابس التي قد ارتداها سابقا يلملمها من الجوانب التي قد القاها بها دون اهتمام كعادته في السلة الغسيل او على طرف الفراش او على الأرض ليدنو اسفل التخت يجفلها .
بتعمل ايه يا عارف 
خرج اليها بأنفاس لاهثة يجيب 
بجيب البنطلون اللي ۏجع مني امبارح اكتشفت ان في كذا فردة شراب هنا تايهين انتي بتخميني يا روح وانا اجول الشربات بتروح وانتي تقوليلي بتضيع منك
شهقت مقارعة
ما هي بتضيع منك فعلا يا ناصح انت بنفسك بتجول تايهين وهما تايهين ليه بجى عشان حضرتك بترمي وبس وانا بلم من وراك يا دلوع .
افتر فاهه يدعي الاجفال يردد خلفها
دلوع! انا برضوا دلوع يا ست روح كل اللي بعمله ده يا ولية يا نكرية وتقولي دلوع اطبخ وانضف واغسل وبرضوا مش عاجب..
قال الأخيرة ليقف امامها ف انتبهت على هيئته وقد كان مرتديا فانلة داخلية على بنطال بيتي

شمر اقدامه الى ما فوق الركبة.
هي رأت ذلك وانطلقت في الضحك مرددة
ېخرب عجلك يا عارف ايه اللي انت عامله في نفسك ده هو انت بتغسل في طشت غسيل دي غسالة اوتوماتيك كاملة يا حبيبي يعني تطلع ع الناشف مشمر رجليك ليه
قطب حاحبيه يستدرك صحة قولها ليردف بطرافة
انا بشوفهم كدة في التليفزيون مخدتش بالي من حكاية الغسالة الاوتوماتيك دي بس عادي يعني....... اعتبريني عاملك يا ختي .
رددت خلفه ضاحكة
! انت بتسمي رجلين المعيز دول اڠراء لا وبالفروة اللي عليهم كمان
تطلع الى ما تقصد ليكبت بصعوبة ابتسامته ويتصنع الضيق قائلا
كمان بتعيبي ع النعمة دا شرف الرجولة دا لهو احنا ستات ومطلوب مننا النعومة يا جليلة الحيا.
لم تعد قادرة على التوقف صارت تقهقه حتى تلونت بشرتها بالحمرة القانية وادمعت عينيها تضع كف يدها على فمها ليقترب مشاكسا بقلق
خلاص وجفي للعيل ينزل انا مش ناجص وجفي يا بت .
ختم بالاخيرة شغاف قلبه تملأه بهجة 
وغبطة ما أسعد المحب بسعادة المحبوب.
لتلتقط أنفاسها اخيرا
ربنا ما يحرمني منك يا عارف.
عودة الى يوسف ونقاشه المحتدم
يا خالتي ارجوكي بلاش تجبريني اتجاوز معاكي اللي بتتكلمي عنها دي تبقى مراتي
مرانك يا خويا طيب هي فين ولا مكسوفة تورينا طلتها البهية
يووووه تاني برضوا ما تكلمي والدتك يا نانسي خليها توقف انا ماسك نفسي بالعافية 
صاح بها يوسف تجاه الفتاة الصامتة من وقت دخولها المنزل فجاء ردها ببرود على كلماته
وانا مالي انا جاية مع مامتي النهاردة متفرج مش انت روحت واتجوزت لوحدك دافع عن نفسك لوحدك برضوا
ردها الا مبالي زاد من انفعاله بها غاضبا
ېخرب بيت تناحتك يا شيحة انتي جبلة يا بت
اه جبلة عادي مبيهمنيش
يعني بتعترفي انك جبلة عادي
سيب البنت وخلي كلامك معايا انا يا يوسف.
خرج الرد الاخير من المرأة المتخفزة وقبل ان يعود للشجار معها توقف مجفلا على توقف أبصارهما نحو جهة ما من خلفه فاغري فاههم بازبهلال جعله يلتف هو الاخر ليفاجأ بها امامه تقترب بهيئة كادت ان توقف قلبه عن دقاته ترتدي إحدى الاطقم التي ابتاعها عبر شحن الاون لاين بلفة عصرية لحجابها وزينة خفيفة على بشرتها وابتسامة ضعيفة افتقدها تلقي التحية مرحبة بهم برزانة
السلام عليكم. 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
تمتم ردا لها بصوت عالي لينتفض من محله يضمها بذراعيه من كتفيها اليهثم يسحبها بفخر يقدمها اليهما
دي ورد عروستي يا خالتو. ايه رأيك بقى شوفتي عروستي حلوة ازاي يا ست نانسي
على أطراف الأرض وقد كان يتابع حركة العمال بها في تعبئة الفواكه في صناديقها الخاصة ثم نقلها داخل السيارات التي سوف تذهب بهم الى وجهتها في التوزيع بنشاط وهمة ازدادت بوجوده في الإشراف عليهم الان.
حتى تفاجأ بزيارة اخر فرد يتوقعه
صباح الخير يا كبير ناسك عامل ايه يا غازي باشا
عض على نواجزه بغبظ شديد وعينيه استعرت بلهيب من جمر بتذكره رجله الأوفى ورقدته الان في المشفى بلا حول له ولا وقوة يجزم ان هذا الثعبان له دور فيما حدث له.
شجة غريبة يا صدجي يا ترى ايه السبب
ابتسامة مقيتة لاحت على ثغر المذكور يجيبه بلؤم
بجى دي اصول يا غازي مش هاين عليك حتى السلام ترده يا راجل
ضړب الأخير بعصاه على الأرض ينهره پغضب صريح 
بلاش لف ودوران يا صدجي انا مفيش بيني وما

بينك اي ود وانت عارف زين يشهادتي ضدك في النيابة تبجى جاي ليه هتشرب الشاي معاي مثلا 
ضحك يزيد من استفرازه ثم قال بفحيح 
يعجبني فيك غشمك دا اللي بيسموه الناس المخبلين شجاعة بس انا هاجي معاك من الاخر برضوا خف دعبسة من وراي يا غازي انا راجل في حالي خليك انت كمان في حالك وبلاها حكاية الشهادة ضدي لانك متأكد ان مفيش منها فايدة بدليل اني واجف جدامك اها ومحدش ماسك عليا دليل انا بتكلم معاك بصراحة يا ابو البنات ولا صح انا سمعت ان جالك واد ع الجاهز من مرتك الجديدة.....
قسما بالله لاخلص عليك لو بس جربت منه ولا جيبت سيرته تاني على لسانك الزفر دا يا صدقي.
هتف بها ينقض عليه ويجذبه من تلابيب جلبابه بملامح أظلمت بۏحشية حتى اثار الړعب بقلب صدقي قبل ان يتمالك سريعا امامه ليظهر عدم الاكتراث حتى أتى الرجال ليفرقاه عنه.
صلي ع النبي يا كبير ايه الحكاية امال
اللهم صلي وسلم عليك حبيبى يا رسول الله. 
تمتم بها غازي وهو يسحب بيد الرجال ليعلق صدقي ببرود
فهمتوا غلط يا رجالة دا الكبير بس كان بيهزر معايا مش كدة برضوا يا غازي
لم يرد ولكن حدجه بنظرة حاړقة لم يأبه بها الاخر ليضيف بسماجة
هسيبك دلوك يا غالي عشان ورايا مصالح عن اذنكم يا رجالة الله ينور ويعينكم.
تابعه غازي وهو يصعد السيارة التي كان يركنها في جهة قريبة ليغمغم بمقت
ماشي يا كلب انا وراك والزمن طويل
بتعملي ايه عندك يا هناء
صدرت بصيحة انتفضت له الفتاة وهي تؤدي عملها لتستدير اليها تجيبها بهلع
يعني هكون بعمل ايه يا مشمش مش شيفاني بشتغل لزومها ايه الخضة اللي تقطع الخلف دي مش وقت هزار خالص على فكرة.
تخصرت الأخيرة توقفها مرة أخرى بقولها
وانا مهزرتش يا حبيبتي انا عاملة اتفاق مع ست الريسة ان حالة المړيض هنا محدش يتابعها غيري ليه العك بقى
عقبت هناء 
عك ايه يا منيلة دا احنا بنشتغل مش بنطبخ
اقتربت تخاطبها بحدة
لأ يا هناء اسمه عك عشان انا منبهه على ست الريسة ان حالة بسيوني محدش يقرب منها غيري هي الست وافقت عشان عارفاني شاطرة وانا الحالة دي بالذات تخصني ومقبلش حد يقرب منها غيري.
رددت هناء من خلفها بذهول
متقبليش حد يقرب منه غيرك وكمان يخصك.... طب انا عايزة اعرف بقى يخصك ف إيه جوزك ولا 
خطيبك ولا اخوكي ولا ابن عمك
يا ستي انتي مالك ان كان خطيبي ولا جوزي ولا ابن عمي متقربيش منه وخلاص يا هناء.
ضجرت الفتاة من تصميمها حتى استنفزت طاقتها لتخرج وتتركها لتتغمغم اثناء ذهابها
خديه يا ختي واشبعي بيه اشحال ما كان في غيبوبة كنتي عملتي إيه بلا نيلة.
نيلة ف عينك يا هناء .
هتفت بها هي الأخرى في اثرها قبل ان تعود إلى المړيض المستلقي لا حول له ولا قوة تبصره مستندة بخدها على قبضة يدها ثم تخاطبه
اممم عاجبك الحال كدة ما انت لو صاحي ومفتح عنيك كنت هترفضهم لوحدك من غير ما تجيبلي الكلام لكن اعملك ايه وانت شكلك استحلتها
زفرت بيأس لتهتف هذه المرة بقوة
لا بقولك ايه انت هتقوم يعني هتقوم دا انا اخترتك دونا عن الجميع عشان عارفة ان انت نصيبي بأمارة ما حكيتك كل حاجة عني وعن اخواتي وعن امي تنكر هتنكر يا بسيوني ولا هتعملي فيها مغيب..
قالتها لترتفع رأسها فجأة

فتجد شقيقته امامها تقف تطالعها بذهول ليخرج صوتها بعد ذلك
انتي بتزعجي في اخويا
ابتعلت مشمش بحرج لبكها عن الرد بجملة مفيدة حتى دلف يوسف اليهما سائلا باندهاش لهيئتهم
ايه يا جماعة باصين لبعض كدة ليه
تلبكت مشيرة امام حدة النظرات التي كانت تصوبها نحوها ورد لتبرر لها بكذبة بلهاء
انا كنت بجرب مع المړيض يمكن من مكانه يسمعني ويرد عليا وانا بكلمه هو النهاردة مردش بس ان شاء الله يرد المرة الجاية عن اذنكم
خرجت سريعا من امامهم لبعلق يوسف ضاحكا
مين النمرة دي
عبست ورد تجيبه
دي البلوة اللي بتراعيه عليا النعمة لو اخويا صاحي كان سفخها جلمين يعدلوها البت المچنونة دي.
ضحك معقبا لها بتسلية
طب والله عسل دا كفاية الفكرة المچنونة اللي قالتها. 
عسل !
رددت بها بملامح انكمشت پغضب وحنق لتسدير عنه نحو شقيقها تذهب اليه 
قطب هو قليلا يستوعب ليتمتم بعد ذلك والفراشات الملونة تحلق من حوله
انا بتكلم كدة مجازا والله مش قصدي حاجة......
رمقته بسهم شعاعها العسلي بنظرة جمعت ما بين الدلال والحدة وكأنها لم تصفح بعد ليردد داخله بقلب 
ينتفض بفرح يغمره
حبيبي يا زينهم.
ما بتروديش ليه كام مرة اقولها عشان تصدقي وحشتيني يا فتنة وقلبي ڼار بټحرق فيه من وقت ما فارقتك انا غبي لو سيبتك تضيعي مني تاني
كلها رسائل كانت تأتيها على الهاتف تقرأها بابتسامة متسعة وانتشاء يغمرها تشعر انها ملكت العالم بأن اوقعته في عشقها وتتسلى بعڈابه الان بعد ليالي عاشت بها بإحباط وقد ظنته هرب منها بعد معرفته لحالتها كمطلقة وام
24  25  26 

انت في الصفحة 25 من 30 صفحات