الخميس 12 ديسمبر 2024

انا لها شمس بقلمي روز امين

انت في الصفحة 199 من 279 صفحات

موقع أيام نيوز


البلد هتختاره
إشتعلت عينيها وامتلأت بشرارات الڠضب لتهتف بحدة من بين أسنانها 
شكلك ناسي إنت قاعد قدام مين يا هارون أنا ستهم بنت الحاج ناصف وإخواتي وأنت وولاد عمك اللي عملتوا لنصر قيمة عن طريقي وأنا اللي بإيدي ههد القيمة دي وأزيلها من على الوجود 
قطب جبينه وعلم أن نصر قد اخطأ وأغضب تلك الجبروت وسيزول ملكه بيدها ليسألها بتخابث 

هو نصر هبب إيه خلاك قلبتي عليه بالشكل ده!
بعينين حادتين كنظرات الصقر أجابته 
مش شغلك وياريت تنفذ اللي بقولك عليه من سكات
واسترسلت بنبرة ټهديدية 
بدل ما أقلب عليك إنت كمان
ازدرد لعابه لتتابع بإملاء
جهز ورقك كله وقبل ما باب الترشيح يقفل بساعة واحدة هخلي المحامي ياخدك ويقدم لك الورق وبعدها هعمل إجتماع للعيلة وهبلغ الكل وكلنا هندعمك ونعمل لك دعاية في المركز كله
واسترسلت بابتسامة ساخرة 
وأظن أهل المركز مش هيسيبوا إبن عيلة الهلالية ويدوا صوتهم لنصر
ابتسم لدهائها لتكمل هي 
بس خلي بالك الكلام ده سر بينا يا هارون لو خرج لأي مخلوق قبل الساعة اللي اتفقنا عليها هزعلك قوي
قالتها بتحذير شديد اللهجة ليسألها مستفسرا 
إشمعنا أنا يا ستهم ليه مش واحد من إخواتك! 
اجابته لعلمها بشدة غيرة نصر من هارون لانه بالماضي كان أغنى واعرق منه مما جعل والدها وأشقائها يفضلونه على ذاك السعلوق التي تشبثت برأيها وتمسكت به لعشقها له وبالاخير إنساق الجميع لرغبة تلك الجامحة 
علشان إنت الوحيد اللي هتوجع نصر قوي
أرجع ظهره للخلف وابتسم بزهو بعدما فهم المغزى من وراء حديثها.

بعد مرور عشرة أيام منذ سفر العاشقان عادا من جولة عشقهما منذ يومين ليلقيا ترحابا واحتواءا من جميع العائلة فاقت من نومها في حدود الحادية عشر ظهرا تمللت بفراشها وزفرت بضيق لكثرة وخمها في الفترة الاخيرة سحبت جسدها للأعلى لتستند بظهرها على خلفية التخت تغيرت ملامحها بعدما مرت بمخيلتها ما يشغل بالها منذ اليومين حينها فقط ربطت بين التأخير وبين حالة الوخم التي أصابتها منذ عشرة أيام بسطت ذراعها صوب الكومود لتجلب هاتفها وتطلب رقم الصيدلية القريبة من القصر طلبت منهم إحضار جهاز لإختبار الحمل المنزلي ثم تحركت إلى الحمام تحممت وقامت بتمشيط شعرها وارتدت ثيابها وأثناء وقوفها أمام مرآة الزينة لتضع القليل من كريمات الترطيب استمعت لبعض الطرقات لتدخل عزة وهي تحمل كيسا بلاستيكيا صغيرا قد أحضره عامل التوصيل لتنطق بوجه بشوش 
صباحك فل يا ست البنات 
استدارت لتجيبها بوجه شاحب قليلا 
صباح الخير يا عزة
نطقت الأخرى وهي تشير لما بيدها 
دليفري الصيدلية جاب لك الطلبية بتاعتك والست سعاد أدت له الحساب
أقبلت عليها وأخذت الكيس من يدها بطريقة متلهفة تعجبت لها عزة لتسألها مستغربة 
هو أنت طالبة إيه يا إيثار! 
واستطردت بصدق وصل للوقاحة 
أصل فتحت الشنطة بس لقيت علبة مغلفة جوة ومعرفتش أخمن فيها إيه
اتسعت عينيها لتنطق باستهجان 
يعني لو موصيتش الصيدلية يغلفوا الطلب للخصوصية كنتي هتشوفيه عادي! 
ابتسمت لتنطق بطلقائية 
إنت هتكبري الموضوع ليه ده أوردر من صيدلية يعني هيكون إيه غير دوا ولا مرهم
ابتسمت إيثار على تفكير تلك البسيطة التي تعشقها فلن تنسى فضلها عليها مهما مر العمر بهما فهي من شملتها وصغيرها بحنانها وحبها الصادق واهتمت بالصغير وكأنه حفيدها وطالما حرصت على تعليمه الجانب الديني والاخلاقي مع إيثار كشرح الصلاة والقرب من الله وحبه والخشوع منه كل هذا شفيعا لصاحبة أجمل وأنقى قلب كانت تريد أن تخبرها بما يدور بخلدها لكنها خشيت ثرثرتها وهي إلى الأن لم تتأكد من إذا كانت حاملة طفلا من زوجها الحبيب أم أنها أعراضا طبيعية لما مرت به مؤخرا بداية من تعرضها للخطڤ مرورا بسفرها مع الحبيب وتغيير الجو والطعام تحدثت بنبرة هادئة 
ده كريم إلتهابات ومحبتش حد يشوفه
أومأت عزة بتفهم وتحدثت دون الإكتراث واعطاء الأمر أكثر مما يستحق 
طب يلا يا حبيبتي علشان تفطري
إسبقيني على تحت وأنا هحصلك...قالتها بهدوء لتربت عليها الأخرى قائلة بحنو 
متتأخريش عليا عاوزة أشرب معاك فنجان قهوة زي زمان
إبتسمت إيثار لتنطق وهي تمسك بكفها الحنون 
بس كده من عيوني يا ست عزة
واسترسلت بنبرة حماسية 
وأنا بنفسي اللي هعمل لنا القهوة وهنشربها في الجنينة قدام حوض الورد بتاع علام باشا
توجهت للحديقة تناولت طعامها دون شهية ودخلت المطبخ لتجد الجميع يعملون على قدم وساق لتجهيز وجبة الغداء فقد تخطت الساعة الثانية عشر ظهرا وقفت سعاد لاستقبالها تنحني للأمام وهي تتحدث بجدية نظرا لطبيعة عملها 
أوامر سعادتك يا هانم 
أجابتها ببشاشة وجه وهي تقبل عليهم 
أنا جاية أعمل فنجانين قهوة ليا ولعزة
نظرن جميعهن لبعضهن باستغراب أما عزة الجالسة بجوارهن حول الطاولة فابتسمت بحبور وحنين لتنطق سعاد بنبرة جادة 
حضرتك تقدري ترتاحي في الرسيبشن والقهوة هتيجي لحد حضرتك 
بابتسامة بشوش وتواضع أجابتها 
معلش يا مدام سعاد هكسر لك قوانينك المرة دي
ونظرت لعزة بحنين وحب لتسترسل 
أصلي وعدت عزة إننا نشرب قهوة مع بعض في الجنينة وأنا اللي هعملها لها بنفسي
نظرن جميعهن إليها وابتسمن لتواضع تلك الجميلة فبرغم أنها أصبحت سيدة القصر المستقبلية بكونها زوجة الوريث الوحيد لعلام زين الدين لكنها تتعامل مع الجميع برقي وبساطة ولا تتعالى على إحداهن عكس تلك النجلا التي كانت تعاملهن بمنتهى الغرور والتعالي إبتسمت المرأة وتحدثت بلباقة واحترام زاد أضعاف ما قبل هذا الموقف النبيل 
المطبخ كله تحت أمر جنابك يا هانم
متشكرة يا مدام سعاد...قالتها لتتحرك نحو موقد الغاز لتهب عزة وتقترب منها لتساعدها جلبت لها وعاء القهوة وأخرى أشارت لها على السكر ومسحوق القهوة وبدأت هي بصنعها بكل الحب وبعد قليل تحركت بجوار عزة التي حملت الصينية واتجهتا إلى الحديقة جلستا بهدوء وبدأتا بارتشاف القهوة باستمتاع وجدت سيارة والدة زوجها تدلف من باب القصر لتصطف جانبا ويهرول السائق ليفتح بابها لتخرج عصمت بهيأتها الوقورة وقفت إيثار إحتراما لها بعدما وجدتها تقبل عليها بابتسامة حنون وهي تقول 
يا سلام على الناس الرايقة اللي قاعدة تشرب قهوة
تحدثت باحترام وهي تشير لها بأن تجاورهما الجلوس 
إتفضلي حضرتك وهخلي عزة تعمل لك فنجان حالا 
أشارت بكفها لتنطق برقي 
متشكرة يا حبيبتي أنا راجعة مصدعة شوية هاخد شاور ومسكن للصداع قبل ما علام باشا يرجع من شغله
بعد إذنكم...قالتها باحترام وانسحبت للداخل بطريقها لتنطق عزة باستحسان
والنبي الست دي زي العسل
بعد حوالي نصف ساعة كانت تجلس أمام مرآة زينتها تضع بعض المرطبات فوق بشړة
 

198  199  200 

انت في الصفحة 199 من 279 صفحات