الخميس 12 ديسمبر 2024

انا لها شمس بقلمي روز امين

انت في الصفحة 273 من 279 صفحات

موقع أيام نيوز


لينطق بصرامة 
مفيش سفر لكفر الشيخ قبل الولادة يا إيثار
واسترسل سريعا وهو يشير بسبابته 
وده علشان خاطر تزوري قبر عمي غانم الله يرحمه وبس
وتابع بغيرة تنهش داخل قلبه كلما تذكر أنها قضت بتلك البلدة سنواتها الفائتة وتزوجت من غيره وعاشت ببيته الملعۏن وداخل أحضانه لسنوات 
لولا كده كان لايمكن أسمح بإنك تنزلي البلد دي تاني إلا على چثتي 

رفعت رأسها بشموخ وتحدثت 
تمامممكن تطلعوا بره إنتوا الإتنين علشان تعبانة وعاوزة أنام
قالت جملتها لتمدد جسدها فوق الفراش من جديد وتسحب الغطاء حتى دفنت رأسها تحتهنظر إلى عزة وهز رأسه يمينا ويسارا بإحباط لتنطق وهي تجذب الغطاء لتكشف وجهها 
قلبتوا دماغي ونستوني أنا كنت جاية في إيه
واسترسلت 
قومي يلا علشان تفطريالباشا الكبير والدكتورة مستنينكم على الفطار تحت
جذبت الغطاء من يدها لتنطق بحدة وهي تعيد تغطية وجهها من جديد 
قولت لك تعبانة وهنام
كادت أن تتحدث فأشار لها فؤاد وتحدث بهدوء 
إنزلي وإحنا هنحصلك يا عزة
تنهدت بأسى لتنطق وهي تتحرك للأمام
أوامرك يا باشا
أخذ نفسا عميقا ثم تحرك ليجاورها الفراش ثم سحب الغطاء ليتفاجأ بدموعها التي تسيل على الخدين كشلالات ليسألها بنبرة حزينة 
ليه يا بابا دموعك ديليه بتعملي كده في نفسك وفيا! 
شهقت لتنطق بحدة ونبرة ساخطة 
مش عارف دموعي دي ليه بجددي دموع قهر على حالي واللي وصلت ليه معاك
اتسعت عينيه ذهولا لتتابع هي پألم 
من يوم جوازنا وإنت قاصد تفرض رأيك وهيمنتك عليا في كل شئ يخصني شغلي خروجي حتى أكلي عامل لي بيه قايمة ممنوعات ومديها لسعاد بتنفذها بدون نقاش كل ده ليه علشان ولادك! 
طب وأنا... نطقتها پغضب حاد وهي تشير على حالها...أنا راحتي فينكياني واستقلاليتي فين يا فؤاد!
لم يستوعب كم الإتهامات الباطلة التي تلقيه بها بهتانا لينطق مذهولا 
ياه يا إيثارإنت للدرجة دي شيفاني شخص ديكتاتور وظالم!
أشاحت بوجهها بعيدا عن عينيه لتتنهد ثم نطقت بصوت مټألم شطر صدره لنصفين 
أنا تعبانة ومحتاجة أنامياريت تطفي النور وتدخل تلبس جوه لأن أعصابي تعبانة ومش هتحمل إضاءة جنبي
حاول بسط ذراعيه كي يجذبها لأحضانه عله يساعدها على الاسترخاء لكنها صدته سريعا ووالته ظهرها بحدة أظهرت كم ڠضبها منهليزفر بضيق من حاله قبلهاهب واقفا ليطفئ لها الأنوار ويختفي خلف باب الحمام كي يحصل على حمامه الدافئ اليومي ثم خرج بعد قليل ليرتدي ثيابه ويقوم بصلاة الضحى قبل أن يتجه صوب فراشهاوقف يتطلع على ملامحها وهي غافية وقلبه يتألم لحالهالم يوافقها على چنونها ذاك وبالتأكيد لن يرضخ لتنفيذ طلبها ليس تعنتا كما تظن هي بل خوفا وړعبا عليها وصغيراه اللذان لم يرا الدنيا بعدلم ولن يسمح لها ولا لحاله أن يمس طفليه بسوء ويحزن بل ويؤلم قلبي والداه حيث أصبح شغلهما الشاغل هو انتظار قدوم مولودي نجلهما بفارغ الصبر
هز رأسه بيأس وتحرك نحو مرآة الزينةإلتقط ساعة يده وارتداها لتزيد من أناقته المعتادة وأمسك قنينة عطره الرجولي لينثر منه على عنقة وذقنه ليضعها من جديد وتطلع على حاله بنظرات خاطفة قبل أن يحمل حقيبته الجلدية ذات اللون الأسود والتي يحتفظ بأوراق عمله داخلها ويتركها أمامها دون خوف من تكرار الماضي اللعېنهو سلم لها روحه وانتهى الأمر بعدما تيقن من طهارتها ونقائهاألقى عليها نظرة وكاد أن يخرج لكنه لم يقوى دون توديعها ككل يوم ساقته قدميه ليتجه صوب الفراش مال على جبينها بنعومة ليهمس أمام وجهها باعتذار 
أنا أسف
قالها وتنفس بصوت مسموع ليخرج على عجالة كي لا يتأخر على موعد
عملهاستمعت إلى صوت
 

272  273  274 

انت في الصفحة 273 من 279 صفحات