الخميس 21 نوفمبر 2024

عشق تحت ظل القمر بقلم ايمان رافت

موقع أيام نيوز

رواية للقدر حكايه بقلم سهام صادق الفصل الاول حتى الفصل الحادي عشر حصريه وجديده 
المقدمة
حكايات نسجها القدر . ولم يكن للعقل او القلب اي اختيار
الحياه تسير بينا هكذا تقودنا لمصايرنا وأما يكون مصيرك سعاده او حزن ېحطم القلب وبين هذا وهذا ما علينا الا الرضى بقلوب حامدة
الفصل الأول
انتقلت عيناه ببطئ بين تلك التي تجلس منزويه في ركنا بعيد تضم طفليها إليها طفله لم تتجاوز الخمس أعوام واخر قد بلغ للتو عامه الثاني عشر وبين وثيقة الزواج التي أمامه ليرفع رأسه قليلا فيجد أحدهم يطالعه برجاء وأمل
ودار عقله في كل أحداث ذلك العام من بدايته  زيه الرسمي للضباط والسلاح الذي بحوذته واسمه الذي كان يندرج ضمن ضباط الشرطه وصوت رئيسه يخبره بقسۏة

مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
انت مرفوض ياحضرة الظابط  سلم كل متعلقاتك
وصوت اخر يأتي
لو عايز ترد الجميل اتجوز بنتي
صراع داخله كان قوي وعادت عيناه تنتقل لتلك الارمله التي تبكي وتتشبث بطفليها الي ذلك الرجل الذي اعده كأبيه رحمه الله منذ أن ألتقي به من عام في المسجد وقد كان إنسانا يائس من الحياه يبحث عن طريق يعيده وفي ظل ضياعه كان الصلاح في الإيمان في الوقوف بين يدي الله
أحداث مرت أمامه من لحظه دخوله لكليه الشرطه ثم وفاه ابيه وتخرجه وفرحه والدته حين تخرج وحصل على اللقب الذي تمناه له والده الي الفتاه التي احبها وخدعته بل لدعته بسمها ليسقط في بئر عميق ويضيع كل شئ
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
وفاق على صوت الشيخ الذي قد مل من الانتظار
امضي يابني
لتتعلق عيناه مره اخرى بالحاج عبدالله ذلك الرجل الطيب . وفي دقائق كان عبدالله شاكرا يربت على كتفه بدفئ وحنان ابوي
جميلك عمري ما هنساه ياحمزة
وكانت تلك هي البدايه 
في عتمه الظلام لا ينيره الا ضوء خاڤت دلفت سيده وتحركت بالغرفه المظلمه تلوي شفتيها بأمتعاض وهي ترى الغطاء لا يدثر ابنتها جيدا وابنة غريمتها . الفراش تسحب الغطاء بحنق من فوق جسد تلك المنكمشه لتضعه على ابنتها وتدثرها بأحكام  وألقت نظره سريعه على ابنتها ثم انصرفت وهي تتنهد بمقت لتلك الايام التي تستضيف فيها ابنه زوجها 
وانغلق الباب لتفتح النائمه عيناها تنظر على حالها بحسرة من فعلة زوجة ابيها  فنظرت لشقيقتها بآلم وقد نعمت بالغطاء بالكامل اما هي ماعليها الا ان تبقى مرتجفه ليس من برودة الشتاء ولكن من قسۏة ما تعيش 
   
وبعد مرور عشر سنوات  كانت الحكايه تسطر حصاد ما يزرع 
جلست وسط أطفال الملجأ تعلمهم الرسم وهي تبتسم من حينا للآخر وهي ترى السعاده على وجوه الأطفال  موهبه انعمها الله عليها لتعلمها بحب للصغار بعدما وجدت حاجتها ان تخرج من دائرة النبذ التي تعيشها لا زوج ام يرحب بها ولا زوجه اب تطيقها ولولا عمتها ما كانت وجدت مكان حتى لو كانت إقامتها ماهي إلا خادمه ولكن عمتها رغم صعوبه معشرها الا انها تحبها وتعتني بها فلا بأس أن تظل طيلة اليوم تنظف وتطهو وتربى الطيور وفاقت على صوت احد الصغار يهتف بحماس 
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
ابله ياقوت شوفي انا رسمت ايه 
فنظرت للصغير بأبتسامه صادقه ومسحت على شعره بدفئ 
شاطر يامصطفى 
وفتحت حقيبتها الصغيره لتخرج له الحلوى وتعطيها له ك مكافأه 
لتتعلق أعين الباقين وقد كانوا منكبين على رسوماتهم ثم صاحوا 
واحنا كمان عايزين ياابله 
فضحكت ياقوت وهي تجدهم قد تعلقوا بها . لتقتر مشرفه الدار منها وعلي وجهها ابتسامه طيبه 
ياقوت 
انتهت الحلوى على اخر فرد منهم  لتنفض ياقوت ملابسها وتنهض من بينهم متجها لمشرفه الدار وتنظر للصغار وتبتسم 
صوره كانت تحكي ألف معنى وحكاية
انا مبسوطه بيكي يا ياقوت يابنتي 
قالتها السيده سلوى وهي تربت على كتفها بحنو  سلوى هي والده احدي صديقاتها وقد اقترحت عليها العمل في الدار بأجر زهيد للغايه تستخدمه في جلب الهدايا الرمزية للصغار 
واتسعت ابتسامه ياقوت وعيناها مازالت متعلقه على مايفعله الصغار 
انا فرحانه اوي ياابله سلوى الساعتين اللي بقضيهم وسطهم بنسى الدنيا كلها 
نظرت سلوى صوب الصغار وتنهدت بحب لتتذكر
ابنتها 
ابقى تعالى عقلي صاحبتك لاني تعبت منها خلاص 
ولم يكن تعب سلوى من ابنتها الا رفضها لمقابله عريس اخر يتقدم إليها 
   . 
في افخم المطاعم التي لا يرتادها الا صفوة المجتمع المخملي كانت تجلس عائله رجل الأعمال حمزه الزهدي يحتفلون بمناسبة تخرج احد افراد العائله  عائله مثالية من ينظر إليهم يرى الترابط القوي بينهم
وفي ظل ذلك الاندماج الرائع والضحكات التي لا تنقطع  اتكأت السيدة سوسن بظهرها علي مقعدها تتأمل كيف تعانق ابنتها التي لا تتجاوز عمر الخامسة عشر شقيقها ويلتقطون الصور معا ثم يميلوا على زوجها يلتقطوا معه بعض الصور بحماس وابتسمت وهي تستمع لابنتها المدلله تهتف بتذمر طفولي
صوره كمان يا بابا عشان خاطري  يلا ابتسم بقى
ليرسم حمزه على شفتيه ابتسامه واسعه خصيصا لمدللته وطفلته رغم أنها ليست من صلبه الا انه يراها ابنته التي لم ينجبها
سعاده كانت تغمر تلك العائله وسوسن تبتسم من حين الي اخر وهي ترى أولادها كيف هم سعداء فلم يخطئ والدها حين أصر عليها ان تتزوج حمزه كي تصبح هي وأولادها في مأمن وحمي رجلا ولم يخيب ظن والدها رحمه الله .
لتشعر بيد شقيقتها على كتفها والتي تعلقت عيناها هي الأخرى نحو نظرات شقيقتها فأبتسمت
سرحتي في ايه ياسوسن
فألتفت سوسن نحو شقيقتها الصغرى
كلمتي شهاب
فأبتمست ندي بخجل وهي تطالع أبناء شقيقتها
اه كلمته راجع بكره من لندن
وتعالت ضحكات حمزه بعد مزاح الصغيره مريم مع شقيقها الذي رفع لها رأسه بفخر 
انا الظابط شريف نور الدين يتقالي ياولد 
  . 
هبطت من سطح المنزل بخطوات متلهفة فوجدت عمتها تجلس ارضا تنقي حبات الرز لتهتف 
انا اكلت الحمام ياعمتي  في حاجه تانيه عايزاها مني قبل ما اروح الملجأ 
لترفع السيدة خديجه عيناها نحوه تنظر للمنزل النظيف 
لا خلاص روحي مشوارك وانا هبقي احضر الغدا 
فأبتمست بحب لعمتها فلو قارنت الحنو الذي تتلقاه من والدها ووالدتها لوجدت ان عمتها هي الاحن ولكن حبها للنضافه والترتيب سمه فيها منذ زمن لتفعل لها ياقوت كل ما يرضيها ففي النهايه هي تضيفها في منزلها منذ اكثر من ٦ سنوات لا تأخد تمن لمأكلها ولا مسكنها حتى ملابسها احيانا كثيرا تجلبها لها 
ووقفت ياقوت تفرك يداها بأرتباك  فصوبت خديجة انظارها عليها 
عايزه ايه تاني يابنت زيدان 
وقبل ان تهتف ياقوت بطلبها  ألتقطت خديجة حافظة نقودها التي تضعها جانبها وكادت ان تخرج لها المال 
لا ياعمتي انا مش عايزه فلوس  انا كنت عايزه أقولك يعني ان بعد مشوار الملجأ هروح ل هناء بنت ابله سلوى 
فصمتت خديجة للحظات واخدت تحدق بها إلى أن 
روحي بس اوعي تتأخري
واشارت إليها محذره 
عارفه لو اتأخرتي يا ياقوت زي المره اللي فاتت مافيش مرواح تاني 
لتتسع ابتسامه تلك الواقفه واتجهت نحو عمتها تقبلها بسعاده 
لا مش هتأخر ساعه واحده بس هقعدها معاها
            
اندفعت ندي راكضة فوق الدرج بعدما سمعت صوت ابن شقيقتها يعانق من اشتاقت له
شهاب 
ليتجه شهاب بعينيه نحوها ثم على وسعهما  فأكملت ركضها الي ان أصبحت تهتف بشوق 
وحشتني اووي 
فبادلها بكلمات الشوق  ليقطع لحظتهم تلك صوت شريف المازح 
طب احترموني وانا واقف . خالتي في راجل غريب 
فأبتعدت ندي بخجل عن شهاب  لينظر شهاب لها بغيظ ثم اليه دافعا الذي يقف جانبه 
واحد ومراته انت واقف بينا ليه . امشي ياهادم اللحظات الحلوه 
ليقهقه شريف عاليا وهو ندي اليه 
مكنش كتب كتاب ده  تعالي انتي هنا معندناش بنات تت 
وفور ان تبدلت ملامح شهاب  حرك شريف كلتا حاجبيه كي يزيد حنقه  فألتقطه من ملابسه صائحا
امشي من قدامي ولا عشان اتخرجت خلاص وبقيت ظابط هترسم عليا الدور
وغمز له وهو يتذكر أفعاله الطائشه
افتح الدفاتر ولا اسكت 
فتنحنح شريف ممتعضا
ياساتر مبتسترش عليا خالص 
ودفع ندي اليه التي كانت تقف وتكتم صوت ضحكاتها بصعوبه 
فخرجت سوسن من المطبخ بعد أن ألقت بتعليماتها على الغدا وتقدمت مبتسمه وهي تطالع شهاب 
حمدلله على
السلامة ياشهاب 
فأبتسم شهاب بحب اخوي اليها وتقدم منها ممازحا بمحبه
الله يسلمك يامرات اخويا ياغاليه 
وتابع مداعبا اياها 
بس ايه الحلاوه ديه . مش عارف ندي مطلعتش زيك ازاي 
لتضحك سوسن بقوة من مزاحه اما ندي وقفت تعقد ساعديها تطالعه بشړ 
وحشتني يابكاش  طول عمرك بكاش ياواد انت 
كانت سوسن تمثل له ليس زوجه اخ او اخت زوجته بأعتبارا ما سيكون ولكن يراها كشقيقته ناديه التي تعيش في احد الدول الاوربيه مع زوجها 
وانقضي المزاح حين دلفت مريم عائدة من مدرستها لتركض نحو شهاب بصياح 
شهاب 
                  
جلس حمزة منهمك بين أوراق تلك الصفقة لتدلف اليه سكرتيرته تخبره بأدب 
مستر حمزة في ضيف بره عايز يقابل حضرتك . اسمه اللواء ناصف المحمدي
ليرفع حمزة عيناه من فوق الأوراق مائلا بظهره للخلف قليلا ونهض غير مصدقا بوجود ذلك الضيف في شركته 
فأتبعته سكرتيرته متعجبه من خروجه بنفسه 
لتجده يرحب بالضيف بحماس وحب 
سيدة اللواء ناصف المحمدي هنا  الشركه نورت يافندم
تعالت البسمه على وجه ناصف وهو يري تقدير حمزه اليه 
بقيت لواء متقاعد دلوقتي ياحمزه 
ليدلفوا معا مكتبه وحمزة يسأله عن حاله فبعد ان تقاعد ناصف من عمله منذ اربع سنوات أبتعد عن صخب العاصمه وذهب للعيش في مزرعته 
انت عامل ايه ياحمزه ماشاءالله اسمك كل يوم بقى في الطالع ولادي ديما بيتكلموا عنك بفخر
وابتسم وهو يسترخي في جلسته ثم ضحك
شغل رجال الأعمال افضل من شغل الداخليه 
فتعالت ضحكات حمزه ورفع سماعه هاتف مكتبه ليأمر سكرتيرته ام تجلب له قهوته التي لم ينسى كيف كان يفضلها 
اكيد افضل مافيهوش ظلم يافندم 
قالها معاتبا فرغم وقوف ناصف معه وتصديقه انه وقع ضحېة لخطة محكمه الا ان القانون اخذ مجراه وتم فصله عن عمله ليتنهد ناصف بحزن متذكرا ما حدث منذ سنين
لسا منستش ياحمزة مع ان برأتك ظهرت ورفضت ترجع شغلك في الداخليه
ليتوقف الحديث بينهم عند دخول الساعي الذي وضع فنجاني القهوة أمامهم وانصرف
فألتقط ناصف فنجان قهوته وعادوا لحديثهم
القانون تطبيقه صعب على المظلوم يافندم
فحرك ناصف رأسه بآلم متفهما ذلك الشرخ الذي حدث له
بس انا فخور بيك ياحمزة قدرت تكون حاجه كبيره يابني  سمعت انك فتحت شركه للحراسات الخاصه
فأتكئ حمزة بجسده وحدق ببطئ في ملامح من كان يوما قائده وهتف بنبرة عمليه 
مدام جات سيرة الشركه ديه يافندم  فأنا عايزك تديرها بنفسك . محتاج خبرتك ياسيدة اللواء
ضغط على حروف كلماته بمقصد فظهرت ابتسامه ناصف وهذا ما كان ينتظره
                 
جلست بجانب صديقها تحذرها بمزاح 
قدامنا ساعه لاقنعك لتقنعيني 
لتنفرج شفتي هناء بضحكه رقيقه  فحركت ياقوت كتفيها ييأس 
مع اني عارفه انتي اللي هتقنعيني 
ف سألتها هناء 
ماما اكيد قالتلك على حوار العريس مش كده  متحاوليش يا ياقوت مش موافقه 
لتتنهد ياقوت وهو من صديقتها الغاليه 
ليه بس يا هناء  طنط بتقول عليه شخص محترم وابن ناس 
وغمزت بعيناها تسأله
هو اسمه ايه صحيح 
لتتسع عين هناء ثم ضحكت بصخب 
يعني انتي جايه تقنعيني ومش عارفه اسم العريس حتى
فوكظتها ياقوت بخفه على ذراعها لتهتف هناء بملل 
العريس ياستي يا احمد
صاحب ماجد اخويا 
شحب وجه ياقوت پصدمه بعدما سمعت بأسم ذلك العريس . لتطالعها هناء مسائله 
مالك يا ياقوت
تمنت ياقوت لحظتها ان تفر هاربه من أمامه صديقتها كي تلتقط أنفاسها وتترك لدموعها حرية السقوط  ف احمد ذلك الصيدلي الوسيم ابن قريتهم الذي قضت سنوات من عمرها تحبه بصمت  يطلب الزواج من صديقتها 
آه مكتومه لم تستطع إخراجها من حلقها
ياقوت مالك فيكي ايه  انتي اټصدمتي كده  اكيد استغربتي زي ما انا استغربت 
وتابعت ضاحكه 
احمد المغرور اللي مش بطيقه وكنت فاكره انه بيبادلني نفس الشعور  عايز يتجوزني 
وضړبت كفوفها ببعضهم وهي الي الان لا تصدق  لتبتلع ياقوت ريقها بعد أن شعرت بجفافه
أنتي تقصدي الدكتور أحمد مش كده 
فحركت هناء رأسها ثم ألتقطت هاتفها تعبث به 
ايوه هو 
وتعلقت عيناها على احد الصور لتريها لصديقتها 
لسا بحبه يا ياقوت  بحبه
من وانا طفله 
وتابعت وهي تزفر أنفاسها بحنين لابن عمها 
بابا بيقول احتمال عمي ينزل مصر ويستقر هنا عندي امل ان عمي يطلبني لمراد 
فشعرت ياقوت بالآلم على حال صديقتها وبحبه الذي لا تعرفه الا هي فربتت على كفها تدعمها فحالهم كحال بعض هي تحب من لا يراها وصديقتها تحب غائب لا يتذكرها 
خليني نقفل الموضوع ده . احكيلي عامله ايه مع أطفال الملجأ
وانقلب الحديث لتأخذ هناء دور المتسائل وياقوت تجيبها مع وخزات قلبها ومازال اسم أحمد يتردد داخلها 
   . 
دلفت لمنزل عمتها بخطي تعبر عن حال صاحبتها  كانت ملامحها المبهجة منطفئه . عمتها وقد لفت حجابها الأسود على رأسها 
كويس انك جيتي يا ياقوت . انا رايحه أزور واحده جارتنا  ابقى نضفي المطبخ 
لتلتف ياقوت نحوها وهي تغادر فچثت على ركبتيها أرضا تترك لدموعها الحريه على حب كانت تعلم أنه ليس لها والان تأكدت من الحقيقه 
   
في احد الدول الاوربيه كانت تجلس السيدة ناديه بجانب ابنتها يثرثرون في أمور عده  ليدلف زوجها وقد زاده الشيب وقارا
عندي ليكم خبر هيفرحكم 
فتمنت زوجته ان يكون ذلك الخبر عودتهم للوطن كما أخبرها منذ شهر انه يفكر في الأمر بجديه 
هننزل مصر خلاص . ونستقر هناك 
لتتهلل اسارير ناديه فنهضت من فوق الاريكه نحو زوجها بسعاده 
اخيرا يافؤاد
كان سعيد لسعادتها فهى رفيقة الدرب مروا معا بكل ظروف الحياة ربت ابنه وكأنه أبنها الذي انجبته 
ليدلف في تلك اللحظه شاب يشبه والده في شبابها مطالعا المشهد بحماس 
ايه ياناديه ديما كده بټعيطي في الفرح والحزن 
لتبتعد ناديه عن زوجها الذي ابتسم لابنته كي يحتويها هامسا لها 
خليني نتفرج على مسرحية ناديه ومراد اليوميه 
وبالفعل بدأت مسرحية نادية مع مراد 
ناديه مش عيب كده ياولد فين ماما 
ومراد يشاكسها بحب 
ماما ايه ده اللي بيشوفك معايا بيفتكرك اختي الصغيره 
لتنظر ناديه على حالها بفخر ثم نظرت لزوجها 
الولد ده بيعرف يضحك عليا وياكل بعقلي حلاوه 
وتحولت الجلسة العائليه الي مرح ومزاح 
وقفت سوسن أمام المرآة تنظر لبشرتها التي ظهرت بها بعض التجاعيد . فتنهدت بسأم تخبر نفسها 
ما انتي كبرتي ياسوسن خلاص مريم وبقت عروسه وشريف اتخرج من الجامعه 
وملست على وجهها ثم زفرت أنفاسها بقوة  لينفتح باب الغرفه فيدلف حمزة مطالعا اياها وهي تقف امام المرآة
مساء الخير 
فألتفت نحوه وتقدمت منه تعاونه على خلع سترته 
شكلك مرهق
فألقي حمزه جسده على الفراش 
الشركه الجديده عايزه متابعه قويه  قوليلي مريم نامت 
فضحكت سوسن وجلست جانبه 
هتفضل مدلع البنت ديه لحد امتى دلعك ليها بقى مرعها علينا
ليبتسم بحنو لها ومسح على خدها
لحد اخر يوم في عمري 
فمدت 
بعد الشړ عنك 
لتتعلق عيناهم معا لم ينطق اللسان بشئ ولكن العين قد صرحت بكل ما يريده القلب 
وبعد وقت كان يغفو جانبها وهي تطالعه . زوجها ينبض بالشباب والوسامه وما هي إلا امرأة في منتصف الأربعين
الفصل الثاني
شقيقتها بمحبه صادقه ومسحت على وجهها الطفولي 
طالعه قمر يا ياسمين  مبروك ياحببتي 
لاتبتعد عنها ياسمين تسألها بسعاده 
فعلا طالعه حلوه يا ياقوت 
فتعود ياقوت 
واحلى من القمر كمان 
ولم تقطع لحظتهم الجميله تلك الا دخول زوجه ابيها بوجه محتقن  ورمقت ياقوت بنظرات اعتادت عليها  نظرات دوما كانت تحمل الكره وحقد لا تعلم سببه 
حبيبت ماما جهزت خلاص  العريس وصل 
فحركت ياسمين رأسها بخجل  وألتقطت يد ياقوت 
خليكي معايا النهاردة متمشيش 
فأرتسمت ابتسامه ساخره على شفتي سناء زوجه ابيها 
خليكي يا ياقوت ياحببتي . افرحي معانا
ابنتها بمكر
وعقبالك كده  اه اختك الصغيره هتتقري فاتحتها  الدور اللي جاي عليكي 
كانت ياقوت تعلم بتلميحاتها ولكن تجاوزت كل ذلك من اجل شقيقتها ونظرت الرجاء التي عيناها 
وتعالا نداء والدها بأسم زوجته 
يا سناء  اختك وجوزها وصلوا 
ولم يكن العريس الا ابن شقيقه سناء 
لتخرج سناء من
الغرفه بعدما نظرت لابنتها بنظره متفحصه وتدقيق على وجهها وملابسها 
فتعلقت عين ياقوت عليها وهي تغادر ثم حررت أنفاسها براحه  فلو ظلت زوجه ابيها اكثر من ذلك لاسمعتها من الكلام ما يجثم على الروح 
اوعي تزعلي من ماما يا ياقوت
نظرات شقيقتها الدافئه جعلتها تنسى نظرات سناء العدائيه وتعود شقيقتها متسائله 
فرحانه يا ياسمين . ياسمين انتي لسا مخلصتيش مدرستك 
لترتبك ياسمين من سؤال شقيقتها ولكنها كانت سعيده بخطبتها حتى لو لم يتجاوز عمرها السابعه عشر 
وعندما وجدت ياقوت صمت شقيقتها علمت انها بالفعل مقتنعه ولم يعد لسؤالها نفع او كما ستظن زوجة ابيها انها حاقدة على ابنتها التي ستتزوج في عمر صغير اما هي قد أصبحت في الرابعه والعشرون ولم ترتدي دبلة أحدهم في اصبعها بعد
              .
دلفت سناء المطبخ وهي تنظر لصنية الضيافه التي جهزتها ياقوت بل وأخذت تعد قطع الجاتوه ثم هتفت 
اوعي تكوني مديتي ايدك على حاجه يا بنت صباح 
فنظرت ياقوت للقطع واشاحت عيناها بآلم 
انا مش محرومه من حاجه عشان أمد ايدي
لتطالعها سناء بنبرة مستنكره 
ارسمي يابت الأدب وعزة النفس عليا  ماشي ياختي نضفي بقى المطبخ وانتي واقفه وحذاري المحك قبل ما كل حاجه تتم على خير ونقرا الفاتحه 
وتابعت بغل وهي تحمل ما جهزته 
حاكم انا بتشأم منك . احفظنا يارب من عيون الناس 
وخرجت سناء تتمتم بعض الآيات القرآنية كى لا يصيبها الحسد لتنظر ياقوت نحوها بحسرة فهى تعلم مقصدها تماما ولكن ماعليها الا الصمت حتى لا تجلب المشاكل لوالدها فأقامتها مع عمتها لم تأتي من عدم . فقد وضعتها سناء بينها وبين طلاقها وفي النهايه كانت هي من تخرج من تلك المقارنه 
وزفرت أنفاسها بندم لمجيئها فقد حذرتها عمتها قبل ان تأتي متمتمه
انا بتشأم منها ومن عينها ثم لطمت فخذيها 
كان عقلك فين ياخويا وانت بتتجوزها 

وقفت سوسن أمام الدرج تنظر لابنتها المتعلقة بذراع حمزة وتخبره بحماس عن خطتها في قضاء يوم العطله 
نفسي اعرف البنت ديه بتعرف ازاي تأثر عليك 
ليضحك حمزة غامزا لطفلته فمهما كبرت مريم ستظل تلك الصغيره التي حين تزوج والدتها كانت كعقلة الإصبع تسير خلفه متعلقه بساقيه  ومرت السنين وزاد تعلقها به هي لا تراه الا والدها رغم أنها تعلم الحقيقه التي صډمتها حين بدأت تقارن اسم حمزة مع اسم والدها لتعلم ماهي إلا ابنة رجلا اخر 
ماما شكلها غيرانه يا مريومه ولا انتي ايه رأيك 
لتحرك مريم حاجبيها وتداعب ذقنها بأصبعها بتفكير 
شكلها كده يا بابا . ايه رأيك ناخدها معانا حرام نسيبها لوحدها 
فأتسعت عين سوسن ورمقت ابنتها وهي تعقد ساعديها 
والله ماشي انتوا الاتنين 
فصوب حمزة نظراته نحو صغيرته  لتقفز مريم عليها ضاحكه 
بنهزر معاكي  الفسحه المرادي ليكي انتي ياسوسو انا بس هكون عزول بينكم 
فرقتهم سوسن بحنق فمنذ الصباح يتحدثون عن جولتهم ومن حين لاخر يلقوا بعض الكلمات انهم سيستمتعون بمفردهم وما هي الا طفله صغيره تسعد من قبله على وجنتها يقدمها لها حمزة مثلما يفعل مع صغيرتها 
حمزة الذي يصغرها بعشرة أعوام هي تراه وكأنه والدها 
ومريم تقف أمامها تهتف برجاء 
يلا ياماما وافقي ومتزعليش
فأرتخت ملامحها المحتدة بعبوس مصطنع 
اتحيلوا عليا شويه طيب
لتدب مريم أقدامها أرضا ثم انصرفت من أمامهم 
لا حايل انت بقى يا بابا 
ليضحك حمزة علي فعله صغيرته 
يلا ياسوسن ولا تحبي اخليكي توافقي بمعرفتي 
وقبل ان ينحني عليها يقبلها اندفعت سوسن من راكضه ببطئ يناسب سنها  فتعالت ضحكاته وهو يهتف بعلو 
بسرعه ياسوسن
لتدلف للغرفه وهي تضع يدها على قلبها من أثر تلك المشاعر التي تعيشها معه وتعيدها للشباب وازدادت وخزات قلبها لتلتقط دوائها سريعا تسأل نفسها 
هتفضل لحد امتى مش شايف عمرك اللي بيجري ياحمزة 
               .
نظرت لها عمتها بنظرات متوجسة 
مرجعتيش حتى بحتتين جاتوه  انا قولت مدام باتت عندهم هترجع محمله 
ثم لوت شفتيها بأمتعاض بعدما مضغت الطعام بفمها 
طول عمرها سناء بخيله الفار لو دخل
عندها يهرب جعان 
وعندما لاحظت خديجة شرودها هتفت بتسأل 
اوعي تقوليلي قالتلك كلمه تضايقك وسمت بدنك بكلامها 
وكادت ان تنهض خديجه من الأرض ياقوت 
مافيش حاجه ياعمتي حصلت 
لترمقها خديجه بتحديق 
يابت قولي بس عملتلك ايه  انتي عارفه عمتك لسا بصحتها هجيبلك شعرها تحت رجلي 
فأتسعت ابتسامتها وهي تعلم حقيقه ما تخبرها به عمتها  هي لا تحب زوجه ابيها وتعرف طباعها المتبجحه
قوليلي يا ياقوت عريس اختك حلو 
فعادت تتناول ياقوت طعامها ثم أجابت 
اكيد حلو في عينيها هي 
لتزم خديجة شفتيها بأستنكار ونظرة لها بأسي 
ياعيني عليكي يابنت اخويا . بقى بنت سناء تتخطب وانتي لسا مع انك حلوه مش عارفه محدش ليه من اللي بيتقدموا بيوافق عليكي 
وملئت معلقتها بالشربه وأخذت ترتشف منها بصوت مسموع
يكونش معمولك عمل موقف حالك 
فتنهدت ياقوت ف نفس الجمله التي تخبرها بها عمتها يوميا رغم أنها تعرف انها تتمنى ان تفرح بها الا ان الكلمه تسقط على قلبها كالسوط فهي متيقنه بأن نصيبها لن يأخذه غيرها ونهضت من فوق الأرض بعد أن حملت طبقها 
كل شئ قسمه ونصيب ياعمتي محدش بياخد اكتر من نصيبه  الحمدلله 
كلمات راضيه اخرجتها واتجهت نحو المطبخ تضع طبقها بالحوض ترفع عيناها لأعلى داعيه 
يارب 
لتنظر خديجه في اثرها متعجبه ثم صاحت 
اعملينا الشاي وتعالي دلكيلي رجلي 
         
وقفت في الشرفه تنتظر قدومه وتطالع هاتفها على أمل أن يجيب عليها ولكن الاجابه لا تكون الا رنين طويل ثم تنقطع المكالمه  البروده فرغم الحب الذي يجمعهم الا انها تعلم اسوء صفه في طباع شهاب ضعفه أمام النساء  حبها القوي ومحاربتها هما من أتوا به اليها ولولا ذلك ماكانت حصلت عليه واهتز هاتفها بين يديها لترفع الهاتف وعيناها تحدق بالصوره بشحوب 
شهاب يراقص احدي الفتيات التي تعرف هويتها تماما فماهي إلا ابنه احد رجال الأعمال 
وسقطت دموعها بعجز فقد أخبرها حمزة انها ستتحمل نتيجة حبها من شهاب ورغم انه شقيقه ولكن كان يتمنى لها رجلا اخر جدير بها وبطيبة قلبها 
وبعد دقائق كنت بوابة الفيلا تفتح ويدلف كل من شهاب وشريف بسياراتهم لتبعد قليلا عن الشرفه وتنظر إليهم وصوت ضحكاتهم تتعالا ويبدو انهم كانوا معا 
ازداد حنقها فهى تظل تنتظره بقلق وهو يعبث كعادته دون مراعاه شعورها 
لم تتحمل مكوثها في غرفتها فخرجت بخطوات سريعه تزفر أنفاسها پغضب . لتتعلق عين شريف بها وهي تقف اعلي الدرج ثم نظر خلفه لشهاب هاتفا 
استقبل ياسيدي 
واكمل شريف صعوده ليتخطي ندي هامسا 
علميه الأدب . عايزك ريا في نفسك كده وانا احبسهولك علطول 
لتتسع عين شهاب وهو يسبه
داخله . فقد زاد الأمر صعوبا الان وندى بشكوكها الدائمه به لن تظن به الا السوء والسوء معه ماهو الا حقيقه 
ايه اللي مصحيكي لحد دلوقتي 
قالها وقد أصبح أمامها ومد كفه نحو وجنتها لتنفض يده بضيق 
كنت فين 
لتتعلق عين شهاب بها 
مالك ياندي هو احنا ميعديش يومين الا ونتخانق 
فرفعت هاتفها ووضعته أمام عيناه 
ممكن تفهمني ايه ده 
فنظر للصوره بلامبالاه 
كنت معزوم في حفله ورقصت فيها ايه 
فسقطت دموعها وهي تخاطبه 
پتخوني وتقولي فيها ايه  ليه بتعمل كده ياشهاب ليه كل ما بحس انك بتحبني بكتشف اني غبيه 
فأغمض عيناه بقوه وهو لا يعرف الاجابه خطبته من ندى وعقد قرانه ماهما إلا اقناع من شقيقته ناديه حتى لا يدخل غريب بينهم ويأخذ ندي ويطالب بحقها في الاسهم التي تمتلكها 
لم تقصد ناديه ذلك الهدف وإنما أرادت ان تعطي شقيقها امرأة تحبه فقد صارحتها سوسن بمشاعر شقيقتها لشهاب وعلى اثره ابعد حمزة شهاب من المنزل عندما علم بتلك المشاعر وكي يعود للمنزل ويبقى ضمن العائله ماعليه الا ان يتوج ذلك الحب بأطار الحلال 
وفي لحظات كان متمتما 
اهدي ياندي
أيه رأيك نحدد ميعاد جوازنا . حاولي تقنعي حمزة 
فهتفت بصوت ضعيف وساخر
نقدم ميعاد جوازنا وانت
لحد دلوقتي مش قادر تحترمني 
فأبتسم 
هتقنعي حمزة مش كده
كانت تضيع تحت سحرة لينظر لعيناها المغلقه وقد علم انه وصل لهدف  لتهتف بأرتباك بعدما ابتعدت عنه تلتف يمينا ويسارا 
هحاول  تصبح على خير 
وفرت من أمامه ليقف يحدق بأثرها بأرهاق ثم اكمل سيره نحو غرفته
                 .
سارت ياقوت بالطريق تحمل أكياس الخضار لعمتها بعدما تسوقت لها ووقفت مبتسمه عندما لمحت احمد يصافح احد الأشخاص أمام صيدليته . كانت تنظر له دون شعور منها وادركت الأمر سريعا لتخفض عيناها ارضا وتكمل سيرها ولكن صوت صديقتها أوقفها فألتقطت هناء أنفاسها بصعوبه
روحتلك عند عمتك قالتلي في السوق
ثم هتفت بسعاده
ياقوت انا فرحانه اوي عمي نزل مصر ومراد كمان
تعلقت عين ياقوت بصديقتها بسعاده
انا فرحانه عشانك ياهناء  يارب تاخدي الإنسان اللي بتحبيه
فأبتمست هناء بهيام
يارب . هاتي اشيل معاكي
وألتقطت هناء بعض الأكياس منها . لتزفر بضيق بعدما لاحظت نظرات احمد المصوبه عليها  فألتفت ياقوت نحو نظرات صديقتها  لينقبض قلبها بآلم وهي ترى احمد كيف يطالع هناء بحب  حب تمنته ولكن لم تحظى به ولكن كما اعتادت ستودع حلمها في صمت
                  
نظرت ناديه نحو شقيقيها بسعاده ثم تعلقت عيناها على زوجها ومراد الذي يتحدث بخبرة رغم عمره الثلاثون وانه يصغر حمزة بخمسة أعوام الا من يراه يشعر انهم متماثلين بالعمر  فوضعت سوسن يدها على يد ناديه 
سرحت في ايه ياناديه 
فأبتمست ناديه لزوجه شقيقها 
سرحت في لمتنا ياسوسن 
ثم حدقت بندي متسائله 
ايه ياندي مش ناوين تحددوا ميعاد الفرح 
فحركت ندي رأسها بقلة حيله 
ابيه حمزة مش موافق 
لتصمت ناديه وهي تدرك ان هناك خطب ما وعودتها ستجعلها تفهم الكثير عن اشقائها 
وتعلقت عيناها بمريم التي من حمزة مثلما فعلت ابنتها من والدها تتدلل عليه . لم تكره سوسن وأولادها يوما ولكن احيانا ينتابها شعور بالضيق وهي لا ترى طفلا لشقيقها تعلم أن سوسن لن تستطيع تحقيق تلك الامنيه التي تتمناها له ف سوسن قد تم اسئصال رحمها بعد ولادتها لمريم 

يعطيها دوائها قبل أن تغفو 
النهارده كان يوم طويل 
فأرتشفت سوسن الماء الذي قدمه لها 
كان طويل لكن جميل  مش مصدقه ان فؤاد اخد القرار اخيرا وهيستقر هنا 
ليبتسم حمزة وقد جلس جانبها 
شكرا ياسوسن
فمدت كفها 
مين فينا اللي مفروض يشكر مين 
اللي بينا بقى اكبر من حاجات كتير ياحمزة
وألقت نفسها بين ذراعيه وهي تشعر بأنانيتها في ملكيته 
                  
وضعت الظرف الذي يحتوي على بعض المال بين يدي خالتها العجوز 
مش محتاجه حاجه تاني مني ياخالتي 
لتحدق بها خالتها وقد نست من هي 
أنتي مين يابنتي 
فأبتمست سوسن لخالتها التي أصابها الزهايمر منذ زمن فتتذكرها تارة ثم تنساها في لحظتها 
انا سوسن ياخالتي بنت اختك جميله 
فتمتمت خالتها قبل أن تغفو 
اه بنت جميله امك متسألش عني ليه 
وكادت ان تخبرها ان والدتها توفت من زمن ولكن خالتها قد ذهبت في سبات عميق  لتربت نجوى ابنه خالتها على كتفها 
تعالي نشرب قهوتنا بره 
فأماءت لها سوسن برأسها وهي تشعر بالاسي نحو خالتها ثم اتبعتها لخارج الغرفه لتبدء نجوى في اسئلتها عن حالها وحال أولادها وزوجها الذي دوما تركز عليه في معرفه اخباره وكعادتها دست السم في حديثها
مش خاېفه واحده صغيره وحلوه تخطفه منك ياسوسن  جوزك لسا شباب في التلاتين 
لتتجمد عين سوسن عليها بملامح باهته ثم تمالكت حالها حتى لا تهتز ثقتها أمامها فهى تعلم نواياها
انا والأولاد مالين حياة حمزة . احنا حياته كلها 
لترمقها نجوى بنظرات ممتعضه وهي ترتشف من فنجان قهوتها 
انا خاېفه عليكي بس  مفكرتيش تعملي عمليه تجميل ياسوسن  ليه مستختره في نفسك ياحببتي وانتوا ماشاءالله الفلوس زي الرز معاكم
لم تكن نجوى الا امرأة حاقده  لتشعر سوسن بضيق أنفاسها من حديثها فنهضت تحمل حقيبتها ولولا صله الرحم ما كانت دخلت هذا
البيت 
شكرا على النصيحه يانجوي ابقى سلميلي على ولادك 
  
لم تصدق سلوى مجئ ناديه للبلد بل واتت إليها الملجأ ولم تنتظر عودتها للمنزل . كانوا أصدقاء قبل أن تتزوج كل منهن الشقيقان  . ناديه بشوق 
كبرتي وعجزتي ياسلوي 
لتوكظها سلوى على كتفها 
شوفي نفسك الأول 
فتعالت ضحكاتهم وجلسوا يثرثرون في ذكرياتهم وانتبهت سلوى لنحنحت ياقوت الخجله 
ابله سلوى انا خلصت شغلي مع الاولاد  في حاجه تانيه محتاجاها مني 
لتشير سلوى إليها سلوى مبتسمه 
تعالي يا ياقوت سلمي على صحبة عمري 
فرمقت ناديه ياقوت بنظرات متفحصه ثم ابتسمت على خجلها 
شكلها بتتكثف ياسلوي بتفكرني بيكي 
لتتعالا ضحكاتهم مجددا ياقوت من ناديه تصافحها 
امتدت يد ناديه إليها وتعلقت عيناها بها
الفصل الثالث
ثبتت ناديه انظارها على ياقوت لتلتف نحو سلوي بعدما غادرت
شكلها طيبه وهاديه 
فأبتمست سلوى بمحبه لها كأبنتها 
بنت متربيه وعينها مليانه رغم الظروف اللي هي فيها الا انها عزيزة النفس اوي ياناديه
وتابعت وهي تتنهد
مامتها وباباها منفصلين وعايشه مع عمتها
فأماءت ناديه رأسها بتفهم وتمتمت
ربنا معاها
واخذهم الحديث للذكريات وشبابهم ومع الماضي بدأت عيناهم تلمع الي ان نهضت سلوى حقيبتها من فوق مكتبها 
فوقت انصرافها قد اتي فأداره الملجأ ليست مقتصره عليها وحدها
                  
وقفت هناء بالمطبخ تطهو الطعام بحماس لعائله عمها الي ان تعود والدتها فتكمل ما بدأت  واخذ قلبها يخفق پجنون وهي تتذكر مراد رغم انه لم يتحدث معها إلا ببعض الكلمات وتفاجأ بشكلها الذي تغير ف هناء كانت بدينة في طفولتها حتى أنه كان يطلق عليها بالدبه اما الان أصبح جسدها متناسق 
وشعرت بيد أحدهم على كتفها لتنتفض فزعا
بسم الله الرحمن الرحيم
لتتعالا ضحكات تقي ابنه عمها
سوري يا هناء مكنش قصدي اخضك  ابيه مراد عايز كوبايه مايه ممكن
فألتقطت هناء أنفاسها ببطئ ثم ابتسمت واسم مراد يخترق حواسها
حاضر
وداخلها يهتف
عنيا لأبيه مراد

عادت من الملجأ لتجد عمتها تنفض المراتب وقد أزالت بساط المنزل  فعلمت ان مهمتها قد وضحت أمامها  عمتها عاشقه للنضافه ولن تقف تنظر لعمتها التي آوتها بمنزلها وتجلس كالملكه
بتعميلي ايه ياعمتي . انا ماسحه البيت ومنضفاه امبارح 
فألتفت نحوها خديجه وهي تسعل 
لا البيت مترب يا ياقوت  انتي مش شايفه التراب 
فتنهدت بقلة حيله 
عنك انتي اقعدي استريحي وانا هعمل بدالك 
اعترضت خديجه في البدايه ولكن سريعا ما تلاشي اعتراضها 
خلاص انتي نضفي وانا هروح لجارتنا ام إسماعيل اقعد معاها شويه أصلها تعبانه 
وألتقطت خديجه حجابها وانصرفت  فتأملت ياقوت حال المنزل الذي انقلب رأس على عقب ولكن كما يقولون لا باليد حيله وقد بدأت مهمتها في التنظيف الذي لا ينتهي 
جلست على احد المقاعد الخشبيه في إحدى الحدائق العامه تتأمل الناس من خلف نظراتها السوداء التي تغطي عيناها 
مازالت كلمات الطبيب تتردد في اذنيها قلبها لا يحتمل الجهد والقلق ومدام ترفض الخضوع لعمليه جراحيه ف لتلتزم بتعليماته . تنهدت پضياع وكلمات ناديه أيضا ټقتحم عقلها 
حمزة نسي نفسه ياسوسن .اخويا فين من كل ده  شعره الأبيض بدء يظهر وهو عايش يدي ويضحي 
ولم يتركها الماضي من دوامتها لتعود بالسنين للخلف  يوم ان دخل عليها والدها يخبرها بعرضه على حمزة وانه هو الجدير بحفظ مالها ومال شقيقتها وأولادها  حمزة ذلك الشاب الذي شارك والدها في مصنعه رغم ان والدها كان لا يحب شړاكه احد الا انها مع الزمن علمت سبب إعطاء والدها تلك الفرصه 
خضعت لقرار والدها وخاصة انه جاء في وقت صراع ورغبه عم أولادها بالزواج منها . 
واغمضت عيناها بقوه وهي لا تصدق ان زوجها الذي كان بينها وبينه قصه حب احسدوها الجميع عليها . نسته وعاشت الحياه بل واكملتها مع آخر أصبحت تتزين له لترى إعجابه بها 
وما كان حمزة الا رجلا لم يجرح كبريائها يوما ولم يسئ إليها . اعطها حقها فيه وقد طالبته به بعدما ماټ والدها وشعرت انها هكذا ستمتلكه 
وآه خافته خرجت من فاها ليعلو رنين هاتفها فأخرجت الهاتف من حقيبتها لتنظر لصوره حمزة وكل من مريم وشريف متعلقين به من
يراهم لا يرى الا حمزة كشقيق وليس اب كما تناديه مريم وعم مثلما يخصه شريف الذي لم ينسى والده قط رغم حبه الكبير لحمزة 
               
اجتمعوا جميعهم حول مائدة الطعام الشهيه لتنظر ناديه نحو هناء بفخر وهي تمضغ الطعام بتذوق 
الاكل يجنن ياهناء  طالعالك ياسلوي 
فحدقت سلوى بأبنتها التي اخفضت عيناها حرجا 
حبيبت عمها تسلم ايدك يانونه 
قالها فؤاد وهو يرمقها بنظرات حانيه  كان مراد يأكل بصمت غير عابئا بذلك المديح على هناء  تمنت ان ېختلس النظرات إليها او حتى يخطبها بكلمه ولكن كلامه كان محدودا ومخصص لوالديها  عيناها كانت من حين لآخر تأخذها اليه أما هو وكأنه لا يراها 
            
تسطحت ياقوت على الفراش بجسد منهك لتجد هاتفها الذي لا يقتني ان نوع من انواع الرفاهية يعلن عن رنينه  فألتقطته من أسفل وسادتها وقبل ان تهتف هناء تمتمت ياقوت مازحه
حبيب القلب هنا مش كده 
فضحكت هناء بصوت خاڤت 
اكيد شوفتي طنط ناديه في الملجأ 
كان بالفعل لقائها ب نادية ومعرفتها بهويتها هما من جعلها تعرف بزيارة عائله عمها لهم 
وتنهدت هناء بهيام وهي تسند ظهرها على باب غرفتها 
ملامحه في الحقيقه احلى من الصور يا ياقوت 
وتحركت نحو فراشها وأخذت توصف لها شعورها حين وقعت عيناها عليه 
قلبي اول ماشافه فضل يدق جامد 
ابتسمت ياقوت وهي تسمعها وتخيلت شعورها مع احمد الذي قررت نسيانه بعدما رأت حبه لصديقتها 
وصمتت هناء للحظات تسألها وهي تلوي خصله من شعرها علي اصبعها
سكتي ليه ياياقوت 
صمتها لم يكن الا غفوة قصيره اخذتها لعالم بعيد عالم تكون فيه هي الحبيبه ترى حبها في عين أحدهم
وانتبهت علي سؤال صديقتها 
معاكي ياهناء
وبدأت تتثاوب بنعاس لتهتف هناء ضاحكه 
ايه ياعم الكتكوت  مش معقول يا ياقوت بتنامي بعد العشا 
فأغمض ياقوت عيناها بأرهاق 
من التعب طول اليوم مبحسش بنفسي
شعرت هناء بالاسي على حال صديقتها التي لا تمتلك اي سبل الراحه الا وقت نومها وغيرت الحديث حتي لا تضغط
على ۏجعها
ايه رأيك تيجيلي بكره واعرفك على تقي بنت عمي
فضحكت ياقوت وعادت تتثاوب 
مش لسا كنت عندك من يومين . عمتي مش هترضي انتي ناسيه الجدول بتاع خروجي 
فأستاءت هناء من تسلط السيده خديجه عليها 
والله مش عارفه قدرتي تعيشي سبع سنين مع قوانين وأفكار السيده العظيمه خديجه ديه ازاي انا لو كنت مكانك كنت هربت 
وقبل ان ترد عليها ياقوت هتفت هناء وهي تنظر نحو باب غرفتها الذي تم تركه للتو 
ادخل
وتابعت سريعا 
هقفل انا دلوقتي 
لتنظر ياقوت نحو هاتفها متمتمه لحالها 
ههرب اروح فين ياهناء 
                  .
اغلق حمزة الملف الذي كان يطالعه ونظر لشقيقه الجالس أمامه وقد كان يناقشه بصفقتهم الجديده التي يحتويها ذلك الملف 
بنود الصفقه مقنعه بس مش معنى كده اني وافقت
قالها حمزة بغرور لينظر اليه شهاب يحرك رأسه يمينا ويسارا
وكاد ان ينهض من أمامه 
استنى ياشهاب لسا مخلصناش كلامنا 
فطالعه شهاب للحظات يحاول ان يفهم نظرات شقيقه 
ندي كلمتني تاني في موضوع ميعاد فرحكم 
فلمعت عين شهاب متسائلا 
والمرادي ردك هيكون ايه ياحمزة 
لم يفهم شهاب نظرات شقيقه القاتمه ولكن كان رده لا يصدق 
لو مش عايز ندي ياشهاب طلقها  انتوا لسا على البر 
لتحتد عين شهاب ونهض من فوق مقعده صائحا
انت بتقول ايه ياحمزة ندي مراتي وبحبها 
ليضحك حمزة على كذبه شقيقه
بتحبها ولا بتحب حبها ليك ياشهاب
تجمدت نظرات شهاب نحو الفراغ الذي أمامه . فتلك هي الحقيقه التي لم ېكذب فيها شقيقه  وزفرة طويله خرجت من بين شفتيه 
ندي قبل ما تكون اخت مراتي ندي امانه عندي ياشهاب ومش معنى لما عرفت انها بتحبك وبعدتك عن الفيلا فأنا رافض وجودك جانبي انت فاهم السبب اللي خلاني اعمل كده كويس
تعلقت عين الشقيقتان للحظات
حمزة انا عايزه اتمم جوازي ب ندي  سيبنا نكمل اللي بدء 
             .   .
كانت تقف وسط الارض الزراعيه التابعه لهم مع أبناء عمها  لترفع يدها ملوحة نحو ياقوت هاتفه بأسم والدها
فأنتبهت ياقوت على ندائها
اما مراد وقف مستنكرا من فعلتها ولكنه اكمل سيره وسط الزرع يعبئ رئتيه بالهواء النقي 
مين ديه يا هناء 
فألتفت هناء نحو تقي التي تطالع ياقوت القادمه نحوهم 
ديه اقرب صاحبه ليا
ياقوت وقد وقعت عيناها علي مراد الذي وقف معطيا ظهره لهم  لتبدء هناء بتعريف ابنه عمها على صديقتها 
أنتي جميله اوي ياتقي 
قالتها ياقوت بصدق ثم نظرت لملابسها بخجل فعبائتها السوداء لا تناسب رفقه أقارب صديقتها
اسمك حلو اوي ومميز 
وقبل ان ترد ياقوت على اطراء تقي  كان مراد يلتف بجسده نحوهم
مش كفايه كده 
ووقعت عيناه على ياقوت التي اخفضت عيناها حرجا  أما هناء هتفت مبتسمه 
كفايه احنا لسا هنبدء جولتنا وسط الزرع 
وانتبهت الي همس صديقتها 
انا همشي ياهناء . عمتي قالتلي نص ساعه وارجع 
وقبل ان تبدي هناء اي ردت فعل انصرفت ياقوت من أمامهم بخطوات سريعه  لتهتف هناء أسمها بخفوت ولكنها أشارت لها انها لا بد أن ترحل 
لتلمع عين مراد وهو يطالعها كيف تسير بخطوات اشبه بالركض  وانتبه على حاله وصوت شقيقته
خلينا نكمل جولتنا ياابيه المكان هنا ممتع اوي
فنظرت نحوه هناء لعله يطالعها ولكن عيناه كانت بعيده عنها وكأنها سراب أمامه الا انها توهم نفسه انه ېختلس إليها بعض النظرات 
قولت كفايه ويلا بينا 
وتقدم نحوهم ثم عاد يلتف مجددا وتساءل 
هي صاحبتك اسمها زيدان 
فضحكت تقي لتجيب هناء بأبتسامه واسعه 
اسمها ياقوت  زيدان اسم باباها
       .           .
اكتملت سعاده سوسن اليوم واطمن قلبها على شقيقتها رغم أنهم ليسوا أشقاء من الأم فقد تزوج والدها بعد ۏفاة والدتها بأم ندى وانجب منها ندي ثم رحلت هي الأخرى لتترك ندي وعمرها عامان . احبت ندي وكأنها ابنتها وليست شقيقتها فهى تقارب عمر شريف ولدها 
اخيرا ياحمزة وافقت ان جوازهم يكمل 
مدام اختيارهم ومتأكدين انهم قادرين يكملوا حياتهم سوا  ماليش غير اني اتمنى ليهم السعاده 
فأبتعدت عنه سوسن ومدت كفيها تمسح بهما على خديه 
ربنا يخليكى لينا 
شعرت بنغزة مؤلمھ بقلبها فتأوهت بخفوت ليسألها بقلق 
مالك ياسوسن اخدتي دواكي ولا لسا
نفسها تغمض عيناها براحه 
متقلقش عليا انا كويسه
                .
عادت عائله فؤاد للعاصمه بعد أن يومان في إحدى قري محافظه الغربيه  ولكن لم يحدث اي شئ هناء من مراد
جلست هناء على فراشها تحادث ياقوت بصوت مخڼوق
مش هو ده مراد اللي كنت بلعب معاه واحنا صغيرين  حاسه انه واحد غريب
فضحكت ياقوت على عبارات صديقتها لتهتف هناء بحنق 
بتضحكي على ايه
لتجيبها ياقوت بعد أن تمالكت صوت ضحكاتها
اكيد ابن عمك هيكون اتغير ياهناء ماهو مش هيفضل الطفل اللي كنتي بتلعبي معاه وبيجري وراكي
فزمت هناء شفتيها بتذمر فهي مازالت ترى مراد الطفل الذي يكبرها ب ستة أعوام ولكن الآن أصبح رجلا يافع
اعمل ايه يا ياقوت قوليلي  تقي اخته قالتلي انه كان بيحب واحده وعمو فؤاد رفض علاقتهم لانها مش من بلده  لو كان بيحبني مكنش حبها
وساد الصمت لتشعر ياقوت بتخبط صديقها وعيشها في إطار حب تقنع نفسها انه لها . تخشي عليها ان تفيق يوما فتجد نفسها هي وحدها الخاسرة
              
ذهبت ياقوت لوالدتها التي تعيش في قرية مجاورة منها كي تزورها وتهديها الوشاح الذي صنعته لها بيدها قضت يوم جميل مع اشقائها الثلاث من والدتها الي ان جاء وقت النوم وقد أصرت والدتها عليها ان تظل معها بضعة ايام   فرحت بذلك بشده فأصرار والدتها جعلها تشعر انها لم ولن تنساها 
شاركت شقيقتيها الغرفه وقد سعدوا بوجودها كعادتهم بينهم حتى الصغير حسام لم يرغب بالنوم بغرفته المستقله إنما أراد المبيت معهم فتسطحت ياقوت وبجانبها حسام علي فراش ونهي ونعمه على الآخر وظلوا يثرثرون الي ان غفو جميعا . وفي ساعه متأخرة من الليل نهضت ياقوت من فوق الفراش وقد انتابها العطش  وسارت خارج الغرفه نحو المطبخ  لكن اقتحم اذنيها حديث زوج والدتها وقد كان صوته عالي بعض الشئ 
ارجع من وردية الشغل تسدي نفسي من وجود بنتك . مش قولتلك
آخرها تيجي الايام اللي برجع فيها من الشغل متأخر ومتفضلش هنا غير سواد الليل وتمشي 
وتابع بمقت 
والكام اللي هتقعدهم اد ايه بقى 
سقطت العبارات علي قلبها كالسوط لتهتف والدتها برجاء 
ديه بنتي ياسعيد وكانت وحشاني اوي  مش كفايه مش بتخليني ازورها عند عمتها غير كل كام شهر  اعتبرها زي نعمه ونهي
فصاح بها سعيد بضيق 
انا عيالي مش برميهم ياصباح ومش ملزوم ب بنتك اللي ابوها راميها عند اخته ومش مهتم بيها 
ثم تابع ساخرا وهو يلقي جسده علي الفراش 
يبقى انا يا جوز امها هراعيها 
صمتت صباح بقله حيله وكادت ان تهتف الا انه هتف بعدما 
بكره الصبح تاخد واجبها وتمشي وعشان اكون راجل جدع تتغدى مع العيال الأول   عداني العيب كده وديها قرشين كمان 
ربنا يخليك لينا يا ابو العيال
سقطت دموعها بصمت من الآلم . واغمضت عيناها بقوه وهي تتمنى ان يأتي الصباح سريعا وتذهب لبيت عمتها تخدمها وتلبي طلباتها بكل طاعه فعلي الاقل هي لا تعايرها بكفالتها لها 
               
مضي اسبوعان انشغلت فيهم سوسن مع شقيقتها في اختيار مستلزماتها 
كانت سوسن وناديه ينتظروها حتى يروا فستان الزفاف عليها والذي اختاروه سويا والمصممه تقف معهم تنتظر خروج العروس . لتخرج ندي اخيرا سعيده بفستانها ولكن فجأه انقلب كل شئ حين مالت سوسن على ناديه ثم انبطحت أرضا لتصرخ ندي بفزع  واعين ناديه متسعه على وسعهما
الفصل الرابع
وقف أمام شقيقته الباكية مصډوما مما أخبرته به عبر الهاتف . ترك كل شئ وأتى راكضا  ومازال بكاء شقيقته وصوتها يتردد بأذنيه
سوسن ياحمزة  سوسن في المستشفى وقعت من طولها  ألحقنا بسرعه
نادية حصل ايه ل سوسن   انطقي
ووقعت عيناه على ندي المنزوية جانبا تبكي وقد صوبت عيناها نحو القادم ليسمع صوت شقيقه القلق
مالها سوسن ياحمزة
واتبعه شريف الذي وقف يلتقط أنفاسه بصعوبه
امي مالها
الكل وقف يسأل وينتظر الاجابه ولكن لا رد يحدث من ناديه التي مازالت مصدومه مما حدث وتشعر بأنقباض قلبها وان القادم ليس بالهين 
وكان خروج الطبيب هو النجده بالنسبه لهم حمزة من الطبيب 
مراتي فيها ايه
دارت أعين الطبيب بينهم وهو لا يعلم بما يجيبهم 
ممكن اعرف كانت بتابع مع دكتور مين 
وقبل ان ينطق حمزة بأسم الطبيب الذي هاتفه فور ان علم بحالتها ليتبعهم للمشفى التي نقلت إليها 
أنا الدكتور المسئول 
تعجب الآخر من إشراف استاذه على تلك الحاله  فكيف لاستاذه ان لا يعرف مدى تدهور حاله سوسن وأنها كانت لابد أن تخضع لعمليه جراحيه 
حد يفهمنا امي فيها ايه 
كان هذا سؤال شريف الذي لم يعد يحتمل وقوفه هكذا وهو لا يعلم شئ عن حالة والدته 
مدام سوسن قلبها تعبان اوي كان لازم تعمل العمليه من فترة قبل ما حاله القلب توصل للمرحلة ديه 
لتتسع أعين شريف وحمزة الذي سلط انظاره علي الطبيب الذي يتابع حالة زوجته منذ أن اكتشفوا ضعف قلبها . 
مدام سوسن كانت رافضه الخضوع لأي عمليه جراحيه 
قالها الطبيب المختص بأعين مثبته على الواقفين  فتلك كانت رغبه سوسن التي لم يقتصر مرضها على القلب فقط إنما كان السړطان هو صراعها الآخر والذي لا يعرفه الا هو 
تفاجأت عمتها من قدومها اليوم  لتنظر إليها وهي تدلف بحقيبة ملابسها الصغيره التي تحتوي على القليل من الملابس فقد كانت ستقضي بضعة ايام لدي والدتها 
لم تفر في الصباح كما تمنت فأستيقاظ اشقائها قبل رحيلها واصرارهم على مكوثها معهم جعلها تنصاع للبقاء بضعه ساعات وقد اعطتها والدتها حرية الانصراف دون الإلحاح عليها والسبب كان معروف 
مدام ديه رغبتك ياحببتي خلاص ياولاد بلاش تضغصوا على اختكم . المهم اقعدي اتغدى معانا ده انا هعملك الاكل اللي بتحبيه 
اكل ومال اندس في حقيبتها وهي لا تشعر الا انها تريد أن تصرخ باكيه تخبرها انها سمعت كل شئ وانها تختنق ولكن ما بيدها حيله الا ان تتمتع بلحظات دافئه مع اشقائها ثم ترحل كالغريبه 
انتي جيتي يا ياقوت مش قولتي هتقعدي عند امك
كام يوم 
فهربت بعينيها بعيدا من مطالعه وجه عمتها تخبرها كاذبه 
عمي سعيد جاتله اخته وأولادها فمكنش ينفع افضل . البيت مش ناقص زحمه 
فحركت خديجه رأسها بتفهم وقد صدقت كذبتها ثم سألتها
غدوكي ولا لاء  اوعي يكونوا مشوكي جعانه
فأنفرجت شفتيها بضحكه ساخره لم تفهمها عمتها 
اكلت كل الاكل اللي بحبه
ولكن في الحقيقه رغم صنيع والدتها لكل الطعام الذي تحبه الا انها ابتلعت بعض اللقيمات بصعوبه دون شعور بأي مذاق 
فالمذاق الذي كان في حلقها هو مذاق العلقم
طب كويس . المهم تكوني اتبسطي مع اخواتك  ومدام جيتي روحي للخياطه هاتي منها العبايه بتاعتي 
ولم يكن منها الا ان تخرج كلمتها المعتاده لعمتها 
حاضر 
          . 
فتحت عيناها بتعب وهو تشعرا 
حمزة 
فجاهد على رسم ابتسامته 
كده تقلقينا عليكي ياسوسن 
فرطبت شفتيها بلسانها وعيناها اخذت تحدق به بأبتسامه متسعه 
انا حبيتك اوي ياحمزة  حبيتك وظلمتك معايا 
هتفت بعبارتها الأخيرة وقد تبدلت ابتسامتها للندم رغم ان لا ندم كان يوجد  فهو لا يرى نقص بحياته معها 
أنتي ظلمتيني ياسوسن  انتي من ضمن الستات اللي قلبي قفل عليهم بعيد عن عتمته بعد ما كره وجود
أي ست . عمري ما حسيت معاكي بالظلم طول عمري حاسس بالكمال وبرجولتي 
انت راجل عظيم
لحظة جمعت عشرة سنوات مضت  عشر سنوات مضت من نجاح يخطيه هو وهي خلفه زوجه وافية مخلصه محبه  
لا يوم أخبرته ان لوالدها فضلا عليه ليصبح حمزة الزهدي ولا هو أخبرها يوما انه تزوجها اكراما لوالدها الرجل الذي سانده بماله واخرجه من ظلام محنته 
واغمضت عيناها وهي تتذكر حسد البعض لها انها زوجه رجلا مثله يمتلك كل المميزات الشباب المال الوسامة الحضور الطاغي والذكاء والأهم هو احترامه وتقديره لها ولكن هل كل هذا لم يكن له مقابل . لا استطاعت ان تنجب مجددا بعد ابنتها ثم جاء مرض قلبها ومن ثم اكتشافها منذ شهران لورم خبيث يسير بدمائها والبعض لا يخبرها الا انها تملك الكثير وهي صامته تسمعهم وتضحك داخلها . فأين كل هذا وهي ترى المۏت قريبا منها ولكنها تحيا حياتها وتنعم بدفئ عائلتها 
تعرف ياحمزة كانوا بيحسدوني عليك وانا كمان كنت بحسد نفسي 
لم يتمالك لحظتها دموعه  فبكي وهو يمرر يده على وجهها الشاحب 
انا اللي بحسد نفسي عليكي ياسوسن 
ابتسامه باهته رسمت على شفتيها 
لو مۏت اتجوز ياحمزة  كفايه اني سړقت عمرك معايا ومع ولادي 
ليتمالك دموعه وقد ذبذبت كلمه المۏت كيانه 
اوعي تنطقي كلمه مۏت هنفرح بجواز شهاب وندى وبعدين شريف ومريم
وتابع وهو يرسم ابتسامته بصعوبه 
خفي بس واخرجي لينا بالسلامه وهنسافر لأي مكان تشاوري عليه 
لينفتح باب الغرفه فتدلف الممرضه تنظر نحوهم 
كفايه كده لو سامحت 
              . 
خرج من غرفتها ليجد الجميع ينظر اليه فطالعهم بصلابه واهية
سوسن قويه وهتكون كويسه ان شاء الله 
حاول طمئنتهم كعادته ولكن ناديه كانت تعلم أن شقيقها ما هو إلا يبث الأمان لهم . ندمت على تفكيرها للحظات ان تزوج شقيقها واخبار سوسن دون قصد انها انانيه في حق شقيقها 
وانتبه حمزة لصوت مريم والتي أتت للتو مع السائق وركضت نحوه باكيه تسأله 
ماما مالها يابابا . قولي انها هتكون كويسه 
حمزة بقوه اليه وهو يشعر بأبوته نحوها  ېخاف من القادم فكلام سوسن معه لا يطمئنه 
هتبقى كويسه ياحببتي متقلقيش 
فتعلقت عين شريف بشقيقته لم ترمي نفسها إنما ركضت نحو من احسن تربيتها ورعاها وكأنها ابنته 
          
مضى يومان والقرار الاخير كان ان تسافر سوسن للخارج  أغلق حمزة باب غرفه مريم بعدما غفت وترك معها الخادمة  فبصعوبه
يجعلوها بالمنزل بعيدا عن المشفى ورؤية والدتها هكذا 
ليمسد وجهه بأرهاق وهو يتجه نحو غرفته ولكن انتبه لرنين هاتفه  فأخرج هاتفه من جيب سرواله واجاب بلهفة 
ايوه ياشريف 
ليتحرك بخطوات سريعه نحو الدرج وصوت شريف الباكي 
ماما عايزه تشوفك . ارجوك بسرعه 
وبسرعه بالغة تعدت اللا معقول وصل للمشفى . ليدخل المشفى بخطوات متلهفة وقلب خائڤ فوقعت عيناه على شقيقته التي تقف خارج غرفه سوسن تمسح دموعها 
سوسن مالها ياناديه . كنت معاكم من ساعتين وكانت كويسه 
فخرج شريف من غرفه والدته . وأشار له بالدلوف اليها ف الوقت لم يعد يسمح والطبيب بالداخل يعاين مؤشرات سوسن الحيويه 
ولحظات مرت ببطئها وكانت النهايه الحقيقيه مۏت سوسن ووصيتها لحمزة علي أولادها وزواجه من أخرى 
            
بعد مرور عام 
وقف امام قپرها يخاطبها 
امبارح كان عيد ميلاد مريم  وشريف اتعلق ليه نجمه تانيه على بدلته وبقي ملازم أول وندى وشهاب فرحهم بعد شهرين  محدش نسيكي ياسوسن 
اخرج كل ما بجبعته من حديث ليدعو لها بصوت خاڤت ثم ارتدي نظارته وخرج بعدها من المقاپر بملامح جامده  ملامح أصر الزمن ان يجعله هكذا دوما 
              
داعبت هناء ملامح الصغير الذي تحمله ياقوت وقد كان أصغر أطفال الملجأ لم يعد يقتصر عملها على تعليمهم الرسم فقط بل أصبحت تعتني بالأطفال مع المشرفات وتصنع لهم بعض المشغولات الصوفيه  إدارة سلوى للدار ورحمتها هي من جعلت تلك الدار تصبح كأسمها دار الرحمه 
تعبت اوي يا ياقوت  الأمل لسا عندي انه يخطبني بس مراد مبيتكلمش ولا حتى بيلمح . تقي عرفت بمشاعري ناحيته وحتى ماما وهو مافيش اكتر من اني بنت عمه ومبنتقبلش غير في المناسبات
وزفرت أنفاسها بآلم وهي تتذكر احمد الذي احبها ولكن الآن قد أصبح خطيب لأخرى 
الحب مؤلم  اتحبيت ومحبتش  واحب ومتحبش  الحب ده عجيب 
فأبتمست لها ياقوت  فهي عانت من ذلك وفي النهايه اغلقت قلبها 
مدام الحب مؤلم خلينا منحبش أحسن 
فأماءت هناء برأسها ويداها مازالت تداعب وجنتي الصغير 
يابختك يا ياقوت بتقولي كده عشان عمرك ما حبيتي ياريتني كنت زيك 
وضحكة ضحكها القلب  فحالها كحال صديقتها ولكن الفرق هناء تمنح لسانها حرية التعبير عن حال قلبها اما هي لا تفعل شئ غير الصمت ورسم البسمه على شفتيها 
واتسعت عين هناء وهي لا تصدق ما تراه  ف مراد يدلف من بوابه الملجأ ومعه شاب قد رأته يوم ان ذهبت مع والدتها منذ عام لتقدم واجب العزاء لأهل زوجه عمها السيدة ناديه 
ياقوت  مراد 
فدغدغت ياقوت الصغير الذي تحمله وشاكستها
يادي مراد  اقفلي بقى الموضوع وانسى شويه 
فدفعتها هناء بيدها هاتفه 
مراد هنا في الملجأ 
لتلتف ياقوت نحو الاتجاه الذي تسلط عليه صديقتها عيناها  وكان بالفعل مراد الذي لم تراه الا مرتان لا أكثر وكلتاهما كانت نظرات عابرة وباقي ما تعرفه عنه من حديث هناء . والحديث يتلخص 
مراد أسس شركه . مراد سافر  مراد عاد . مراد سيأتي 
وهي ليست الا مستمعه لصديقتها تدعو لها بقلب صادق ان تتحقق أمنيتها
ووقف مراد للحظات ينظر لتلك التي تحمل طفلا صغيرا بين يديها ثم سريعا ما اشاحت عيناها عنه  ارتسمت ابتسامه على شفتيه وقد وقف شهاب متسائلا
وقفت ليه يامراد
وعندما رآي تسلط عيناه نحو احداهن ضحك بخفه
شكل الصنارة غمزت
وقد ظن شهاب ان مراد ابتسم لابنة عمه 
فتنحنح مراد بنحنحه رجوليه وعدل من هندام قميصه واكمل سيره
خلينا في مهمتنا
قفزت هناء كالاطفال تهتف بقلب يخفق من شدة السعادة فمجرد ضحكه خيلها لها قلبها ابدلت حالها
مراد ضحكلي يا ياقوت 
ومثلما ظنت هناء ظنت ياقوت  فشعرت بالسعاده لأجل صديقتها
ولاحظت ياقوت حركه صديقتها المرتبكه فضحكت وهي تعلم أنها تريد أن تذهب خلفه 
روحي ليه ياهناء اكيد جاي لابله سلوى 
ولم تنتظر هناء اكثر بل أسرعت نحو من تنتظر قدومه بفارغ الصبر لبلدتهم 
                .
رحبت سلوى بضيوفها بسعاده وجلست تسمعهم  ف نادية اخبرتها برغبه شقيقها حمزة بفعل مستوصف خيري لأهل القريه كما أنه سيتولي رعاية الملجأ بكل احتياجاته وسيعول الأسر التي تحتاج للمساعده 
ناديه كلمتني وقالتلي على
اللي هتقدموه للقريه يااستاذ شهاب 
فقدم لها شهاب مبلغ مالي مدون على شيك قد بعثه شقيقه معه
اتفضلي يامدام سلوى ديه مسهمه مبدئيه من شركتنا 
فألتقطت منه سلوى الشيك لتنظر للمبلغ المالي المدون فيه 
شكرا على مسهمتكم . عمل طيب ربنا يجازيكم خير عليه 
وعلقت انظارها على مراد 
هتيجوا طبعا تتغدوا معايا . انت عارف عمك يامراد 
فأبتسم مراد وهو يعرف طباع عمه فلو علم بمجيئه للبلده ورحل دون زيارته سيقلب عليه بل وسيظل يذكره بفعلته طيله العمر 
هو انا اقدر على زعل عمي 
ودلفت تلك اللحظه هنا مبتسمه 
مدام قولت كده يبقى هتيجي تتغدا معانا 
فهتف مراد بأبتسامه مجامله 
ازيك يا هناء 
وأشار نحو شهاب ليعرفها عليه  لتحرك هناء رأسها مرحبة بشهاب 
اهلا يا استاذ شهاب 
وسلط مراد عيناه علي باب الغرفه لعلا من ينتظر رؤيتها تدلف هي الأخرى فهو يعلم بصداقه هناء وياقوت القويه 
وألقى سؤاله دون شعور 
اومال فين صاحبتك اللي كانت واقفه معاكي بره 
فطالعته هناء على الفور فحديثه معها يسعدها 
ياقوت عندها حصه رسم مع الأطفال 
اما سلوى كانت تدون المبلغ المالي الذي أعطاه لها شهاب ولم تنتبه لشئ  لكن شهاب استرخي في جلسته وحدق بمراد وهناء وهنا علم لمن كانت ابتسامه مراد 
              . 
دلفت اليه بعدما وجدت مكتب سكرتيرته فارغ  لتقف تنظر نحو الواقفه بجانب مقعده تشير على العقود التي سيوقعها   
فرفعت سيلين عيناها نحو ناديه وهي تشعر بالتوتر من انظارها المسلطه عليها  ولم تكن ناديه غبيه من فهم نظرات سيلين نحو شقيقها الارمل الذي اصبح محط أنظار الكثير وسامه ومال ومكانه ولم يعد زوج فماذا سيريدوا اكثر من ذلك
سيلين تم تعينها منذ شهران وهي ابنه السيد ناصف الذي يدير شركه الحراسات الخاصه بحمزة وقد طلب منه تعين ابنته لديه فلم يرفض حمزة طلبه فهى تمتلك الخبره والمهارات المطلوبه وقد كان أيضا يحتاج لسكرتيره في أسرع وقت . وها هي تثبت مكانتها كموظفه ليس أكثر
ونهض حمزة من فوق مقعده متجها إليها 
لو مش فاضي امشي 
حمزة 
لو مش فاضي افضالك ياحببتي 
شعرت بالزهو وهي ترى تعزير شقيقها لها أمام سكرتيرته التي جمعت الأوراق من فوق مكتبه 
محتاج حاجه تانيه يافندم 
فأحاط حمزة كتف شقيقته وسار بها نحو احد المقاعد 
لا اتفضلي انتي ياسيلين بس ابعتلنا الساعي 
فهتفت ناديه وهي تجلس على المقعد بأسترخاء وتضع حقيبتها على الطاوله الزجاجيه التي أمامها 
ياريت قهوة مظبوط ياسيلين 
فأماءت سيلين برأسها. فخبرتها جعلتها تفهم اذا أرادت ان من تلك العائله فلابد ان تظهر أمام ناديه الشقيقه الكبرى بمظهر المرأة المهذبه الرقيقه 
وانصرفت سيلين ولكن ناديه رمقتها بعدم ارتياح 
طمني عليك ياحمزة  هتفضل كده لحد امتى عدي سنه على مۏت سوسن وانت زي ما انت 
فتنهد حمزة بضيق فأمس شريف اخبره عن وصية والدته التي كان حاضرا فيها ان يتزوج وليت تكون فتاة طيبه وتكون كالشقيقه لاولادها 
ناديه مش معقول ايه اللي جرالكم انتي وشريف نفس الموضوع 
ونهض من فوق مقعده بتأفف
جواز مش هتجوز والسبب انتي عارفاه السبب قديم اوي ياناديه . جوازي من سوسن الله يرحمها كان ليه أسبابه . لكن افكر بجواز ورغبه في ست انتهى   زمان دمرتني ست ومش هدخل حياتي واحده تدمر كل اللي بنيته 
لتتجمد ملامح ناديه وهي تتذكر الماضي وكيف هدم الحب حياه شقيقها ونفضت أفكارها سريعا
مش كل الستات زي بعضها ياحمزة ما انت عيشت مع سوسن وكانت ونعمه الزوجه 
فتعلقت أعين حمزة بها لتنفرج شفتيه بأبتسامه محبه 
سوسن ست اصيله حبي ليها كان زي حبي ليكي ولامي ومريم وندى بصرف النظر عن علاقتنا الزوجيه  بس انتوا حبكم بعيد عن أي سواد في قلبي . فأنسي فكرة الجواز ديه 
لتنظر إليه بنظرات جامده والحل ليس إلا إلانتظار قليلا ولكن لن تنسى فكرة تزوجيه وهي من ستختار العروس مدام شقيقها مازال في ظلامه الذي مر عليه السنين وقد ظنت انه نسيه 
وهل ينسى المرء الصفعه التي
بعدها يولد من جديد
             
وقعت عيناها على والدتها التي تجلس مع عمتها وترتشف من كأس الشاي خاصتها لتهتف خديجه بحماس 
تعالي ياعروسه 
فتجمدت حواس ياقوت وهي تسمع ل اللقب التي تناديها به عمتها والأمر كان لا يحتاج لتفسير 
تعالي يا ياقوت ياحببتي 
فتقدمت ياقوت منهم بقلب يخفق پخوف  صباح 
ربنا يجعل العريس ده من نصيبك ياحببتي  ده زينه شباب القريه 
وانتظرت ان
تعرف هويه العريس وعلي امل ان يفرح قلبها ولكن 
عبدالله ابن اخو عمك سعيد أتقدم ليكي 
ليسقط اسم عبدالله علي مسمعها وهي لا تصدق ان والدتها تتمنى لها ذلك الزوج . عبدالله الذى لديه زوجه اخري والدتها تتمناه زوجا لها 
وطالعت عمتها ومن ثم والدتها . لتنفض نفسها من ذراعي والدتها واتجهت لعمتها تلطقت كفها ثم انحنت تلثمه برجاء 
ياعمتي قولي لاء .
الفصل الخامس
تكورت على حالها واتخذت وضع الجنين كما اعتادت منذ الصغر تشعر انها هكذا تحمي نفسها من قسۏة الحياة دموعها تنساب دون توقف وشفتيها
لتقف عمتها على أعتاب غرفتها بعدما انصرفت والدتها وألقت على مسمعها ما ألقت
حالك غريب يابنت صباح  مش عايزه تفرحي يابت زي باقية البنات
فأزداد انكماش تلك الراقده فوق فراشها متمتمه بضعف
هو انا امتى فرحت زي البنات ياعمتي
وعندما بدأت ترثي حالها من الهم . شعرت بالبغض من نفسها فهل أحدا يعيش في الحياه خالي من الهموم  فلم تكتب على الدنيا الراحه إنما هي رحله تسير بنا بأحمالها اما المثقله او الهينه
واعتدلت في رقدتها تمسح دموعها
ساعديني ياعمتي  متخلهومش يرموني الرميه ديه .
وعاد رد والدتها يتردد في اذنيها عندما سألتها عن موافقه والدها وكان الجواب عكس ما تمنت فالاب لم يعترض والحقيقه كانت أن سناء هي من جعلته يرحب بالأمر رغم بغضه لزوج طليقته
ما انا لو وقفت جانبك يا ياقوت هيفتكروا اني عايزاكي تفضلي جانبي عشان تخدميني
وجلست خديجه جانبها تزفر أنفاسها حانقه
وهو ده اللي اتقالي من امك قبل ما تيجي انتي
لتلتقط ياقوت كفها بيديها المترجفه ومالت علي كفها تلثمه وتهتف بصوت شجن
انا راضيه اكون ليكي خدامه واخدمك طول العمر  بس متجوزش عبدالله
فتعلقت أعين خديجه بأبنه شقيقها لتنظر لملامحها ببطئ ثم نهضت من جانبها بعد أن لطمت فخذيها بخفه
وانا هساعدك يابنت اخويا . اسمعي عمتك براحه وركزي
              .
ناديه مريم الباكية إليها وعيناها قد دمعت
ياحببتي بكره هاجي معاكي المدرسه وهكلم المديره  والبنت ديه لازم تتحاسب او اترفد على سوء سلوكها
وابتعدت عنها ناديه تمسح دموعها برفق
ازاي تقولك كده . متعرفش انتي بنت مين
فتعلقت عين مريم بها وقلبها مازال يؤلمها من تفوه إحدى الفتيات بأنها أصبحت بلا ام وان حمزة ليس والدها وإنما زوج والدتها وفي يوم ما سيصبح له أطفال من أخرى يكون هو ابيهم ويتركها
طنط ناديه هو بابا حمزة ممكن في يوم يتجوز ويسبني 
قالتها الصغيره مريم الذي أتمت منذ أعوام عامها السادس عشر ومهما كبرت ونضج عقلها ف حمزة ليس إلا ابيها  . الرجل الوسيم الذي يظنه البعض خالها او عمها وليس اب كما تناديه 
فدارت عين ناديه على ملامحها وابتسمت وهي تتجاوز ذلك السؤال 
بابا حمزة هيفضل بابا يامريم . وانا عمتو وشهاب عمك احنا كلنا عيلتك 
فدلفت تلك اللحظه ندي التي كانت تحمل كأس من العصير الطازج من أجل ابنة شقيقتها الراحله ولكن انتظرت بالخارج تتمالك دموعها بعد أن سمعت ماقصته مريم علي ناديه 
وانا روحت فين  نسيتوني من شجرة العيله
فضحكت ناديه بخفة على مزاح ندي وألتقطت منها كأس العصير ثم اعطته لمريم 
حببتي يلا اشربي العصير . ومتفكريش في حاجه واوعى تحكي حاجه من اللي حصلت لحمزة 
ثم تابعت وهي تطالع الصغيره التي بدأت ترتشف من كأس العصير
عشان منضيقهوش يامريم
فهزت مريم رأسها بتفهم . أما ندي قد جلست في الجهة الأخرى للفراش تمسح على شعر مريم بحب 
  
وقفت أمام محل الفاكهة الخاص بوالدها تفرك يداها بتوتر تخشي من عدم تأثيرها عليه بمشاعر العطف و الضغط عليه بنقطه الابوة كما اخبرتها عمتها وستكمل هي الأخرى عليه في الهاتف من حديث
يثير رجولته فكيف يقبل ب ان يربط عائله زوج طليقته بعائلتهم 
ألتف زيدان بجسده بعدما رتب بعض الفاكهة في أماكنها  لتقع عيناه على ياقوت التي وقفت تطالعه بتخبط وتشبك يداها ببعضهم  فأبتسم وكأنه يدعوها لقدومها نحوه 
فتقدمت منه ببطئ وقد لها مقعدا خشبيا ونفضه وهتف 
خطوه عزيزه يا بنتي 
ضميره يصحو كلما أدرك ان زيجته الأولى راحت ضحيتها اول فرحته ولكن وقت الندم قد انتهى وقد رأي حياته كما رأتها طليقته من بعده وعاشوا في دوامه الحياه 
عمتك عامله ايه
ثم سألها مقعد يجلس عليه 
أنتي كنتي جايه في مشوار هنا 
لتنظر اليه ياقوت وقد توقف الحديث على طرفي شفتيها 
انا جايلك عشان تساعدني يا بابا 
وضغطت على كلمتها الاخيره بقوة لتجعله يشعر بالكلمة التي منحها بالافعال لأولاده من زوجته الأخرى وليس مثلها منحها الاسم فقط
               .
دلف فؤاد لمكتب مراد فنصدم من تعلق جاكي   فأتسعت عيناه بضيق . كان متأكد ان تلك الفتاه لن تترك ولده هكذا 
يعلم بأتصالاتها له ولكن مراد دوما يخبره ان علاقتهما ك محبان انتهت اما الان لا يجمعهما سوا صداقه وأبعدها مراد عنه بعدما سمع نحنحة والده الغضبه من الأمر 
جاكي جايه زياره لمصر . وهتفضل فتره هنا
فألتفت جاكي نحو فؤاد بأبتسامه واسعه وتقدمت منه كي تعانقه وتقبله الا انه اوقفها بيده قبل أن 
اهلا يا جاكي . مراد عايزك في مكتبي 
وانصرف فؤاد دون كلمه أخرى . لتحدق جاكي بالباب الذي غادر منه ثم عادت تنظر لمراد بملامح باهته 
والدك لم يحبني يوما ولن يحبني 
وارخت كتفيها ومطت شفتيها بعبوس ثم ألقت بنظره عابرة على ملابسها
تنورتي طويله مراد وايضا الجاكت الذى ارتديه انه بأكمام طويله 
فأبتسم على برائتها ثم ألتقط هاتفه من فوق سطح مكتبه 
سأجعلكي تستمتعي بسياحتك بمصر
فوقفت متشبثه بأقدامها تضحك بعذوبه 
ووالدك مراد . انه يريدك 
مغادرا بها أمام سكرتيرته وهتف بها عقب ما تسألت به هي 
بلغي فؤاد بيه اني خرجت 

نهض زيدان من فوق مقعده الخشبي يهتف متسائلا 
ورافضه العريس ليه يا ياقوت . اوعي تكوني عارفه حد تاني ضاحك عليكي . أمك قالتلي ان في نظرات إعجاب بينكم لما بتروحي عندها 
فأتسعت عين ياقوت پصدمه فوالدها يشك بها ولم يكن شكه الا سم دسته زوجته ولكن ما اوجعها حقا تأليف والدتها بحديث لم يكن ولن يكون وكل ذلك من أجل ارضاء زوجها 
سيبوني اختار حاجه في حياتي ارجوك يا بابا ان لا يوم حملتك همي ولا بتكلم . ليه ديما ماليش حق في اي حاجه 
وانسابت دموعها وقد اخبرتها عمتها ان والدها سيرق لها عندما تشعره بذنبه انه لديه منزل اخر ويتركها تعيش معها 
انا من دمكم ولحمكم ليه بتعملوا فيا كده
ثم ضغطت على العبارات التي احفظتها لها عمتها 
عمتي جابتني ليكي  قالتلي روحي لابوكي وقوليله انك مش عايزاه . ما الاب سند ولا انا هكون يتيمه وابويا عايش على وش الدنيا وجوز امي هيتحكم في حياتي 
وعند تلك العباره تبدلت ملامح زيدان وقد اثارته كلماتها
ابوكي عايش على وش الدنيا  مين ده اللي يتحكم في حياتك . سعيد مين ده اللي ياخدك لابن اخوه 
وكان هذا ما تمنت حدوثه لترمي نفسها بين ذراعيه بعدما فاق ضميره كأب 
           .
وقفت في شرفتها تتأمل الظلام بعد أن هرب النوم من جفونها . لتبتسم بحب وهي تجد شهاب جالس بالأسفل ېدخن بشرود 
فأغلقت الشرفه سريعا واحكمت ارتداء حجابها .حبه في قلبها كل يوم يكبر وخاصه تلك السنه التي اثبت فيها لها انه بالفعل رجلا حقيقيا ولكن دوما تشعر ان حبه لها ماهو واجب او دور متقن يؤديه وما هي إلا عاشقه محبه لأقصى درجه 
وهتفت بأسمه بعدما أصبحت أمامه 
سرحان في ايه 
فرفع عيناه التي كانت مسلطه نحو قدميه 
صاحيه ليه لحد دلوقتي يا ندى 
ببطئ وجلست جانبه 
مجاليش نوم وبالصدفه لمحتك قاعد في الجنينه 
لتتعلق أعين شهاب بها ثم انتبه لدخان سيجارته 
فألقي السېجارة ارضا ودهسها تحت قدمه 
فاليوم رأي الفتاه التي احبها يوما تتبطئ ذراع زوجها والزوج لم يكن الا الحبيب الذي اختارته عنه رغم انه يفوقه مالا ولكن ليس كل شئ مقياسه المال
وفي لحظه كانت ندي تلثم خده بحب 
بحبك اوي يا شهاب 
              
نظر الي الأخبار المدونه عنه في احد المواقع الإلكترونية 
فوقوفه بأبتسامه مجامله مع ابنه شريكه الجديد جعلهم يتسألوا هل سيسمعوا قريبا خبر خطبه ام زواج لراجل الأعمال حمزة الزهدي الذي أصبح أرمل الان ودون زوجه 
وابتسامه متهكمه رسمت على شفتيه اتبعها إلقاء الجهاز اللوحي على سطح مكتبه . 
لتدلف بعدها سيلين تحمل له ظرف اعتادت منذ عملها هنا تجلبه اليه كل شهر ولا احد يعلم بهويه المرسل 
ظرف كل شهر يافندم 
وتقدمت من مكتبه تعطيه له . منها بجمود وقد عجز عن معرفه صاحبه الرساله التي تبثه مشاعرها فيها 
كان فضول سيلين يأخذها لتعرف ما تحتويه تلك الرساله ولكن اشاره من حمزة جعلتها تتنحنح بحرج وانصرفت بصمت 
ليفتح حمزة الرساله وفضوله ېقتله ان يعرف ما تخبره به صاحبتها والكلمات تلك المره لم تكن كما اعتاد إنما كان وعد باللقاء 
لقائنا . ساعتها هتعرف انا مين .احبك وسأظل احبك 
          .
تنهدت براحه قويه بعدما قصت على السيدة سلوي مع حدث في أمر ذلك العريس والذي رفضه والدها ولم يخذلها حتى أنه أخبر والدتها صراحة ان لا دخل لزوجها سعيد بشئون ابنته 
طب وبعدين يا ياقوت المرادي العريس جيه من طرف والدتك وقدرتي تتخلصي منه . افرض المره الجايه جيه عن طريق ابوكي ومراته والموافقة من العريس كانت موجوده
لتتجمد ملامح ياقوت  فلا شك أن يحدث ذلك  فمدام زوجه ابيها فازت بخطبه ابنتها والتي زواجها قبلها ستتفرغ لها وستزوجها واختيار زوجه ابيها لن يكون الا لتكسر انفها 
قوليلي حل يا ابله سلوى هعمل ايه . حتى عمتي قالتلي لو العريس ده لقينا حجه نرفضه لو حد جيه تاني وعجبتيه وكلم ابوكي ايه الحجه 
وطأطأت رأسها أرضا بآلم
انا ممتلكش الحق اني أرفض عريس 
ثم تابعت بنبرة منكسره 
بس لو اترفضت عادي انا المعيوبه 
سلوى بقوة إليها 
ياحببتي انتي زينه البنات 
وابعتدت عنها سلوى قليلا ثم اخذت تطالعها 
أنتي لازم تشتغلي يا ياقوت . واقناع الحج زيدان سبيه عليا 
قالتها السيدة سلوي وهي بحنو وبملامح جادة ونظرت لعيناها 
طيب هشتغل فين  انتي عارفه ياابله سلوى مافيش شغل في القريه مناسب  ولو بعدت عن البلد هلاقي شغل فين وهعيش فين
وتابعت بنبرة منكسرة 
نفسي يبقى ليا مكان محسش فيه اني عبئ على حد
لترمقها سلوى بصمت ولم يأتي أمامها الا ناديه فستجد الحل معها
              
تحرك فؤاد في غرفته پغضب بعدما تعلقت عيناه على الوقت في ساعه يده
فالساعه تخطت الثانيه صباحا ومراد لم يأتي بعد
لتستيقظ ناديه بعدما استمعت لارتطام شئ أرضا
فعدل فؤاد المزهرية التي سقطت دون قصد منه من فوق الطاوله
انت صاحي لسا يافؤاد . هي الساعه كام دلوقتي
فأطلق فؤاد أنفاسه مستاء من عناد مراد معه
الاستاذ لسا مرجعش البيت
فصدحت ضحكات ناديه بعدما اعتدلت في رقدتها فوق الفراش 
مراد بقى راجل يافؤاد  ده اللي قده اتجوز معاهم عيال وانت صاحي مستني تعاقبه على تأخيره
لتحتد نظرات فؤاد ورمقها بضيق
محدش مدلعه غيرك وشايف كل تصرفاته صح . وأولهم سكوتك على البنت اللي اسمها جاكي 
فهبطت من فوق الفراش وابتسمت وهي منه ثم مازحته بلطف 
قول كده  انت مضايق من وجود جاكي في مصر  البنت ايام وهتمشي مش هتعيش هنا
ومدت كفيها
تمسح على وجهه برفق كما اعتادت 
لو لسا عايز يرتبط بيها وافق يا فؤاد 
لتتعلق عين فؤاد بها وبحديثها  فأرتسمت ابتسامه جاده على شفتيه والاجابه كانت صادمه 
مراد هيتجوز هناء بنت اخويا يا ناديه
الفصل السادس
دارت عيناها على ملامح زوجها الجامده بعدما ألقى كل ما يعتريه ويخطط له فؤاد الرجل الذي سقط في بئر الخيانه يوما من حبيبته وزوجته الأولى مازال يفكر ان الرجل لا يجب أن يتزوج على اهواء قلبه رغم انه عشق ناديه واحبها الا
ان هناك جزء مظلم داخله لا يريد ان يعيد ولده تجربته ولم يرى غير هناء ابنه شقيقه الا العروس المطلوبه
وضع خيوط لعبته بأتقان ولكن هل هناك شيئا يسير وفقا لتدبير عقولنا واذا صار هل سينجح ام سيصحبه الفشل
وكعادة ناديه تعرف كيف تحتوي الأمر بهدوء معه
فؤاد بلاش ديما تحط مراد في دايره محسوم فيها القرار ليك  من وهو طفل بتتعامل معاه كده  حرمته من دراسه الطب وخليته يدرس هندسه عشان انت عايز كده  حبه لجاكي اللي ممكن ميكنش من الأساس حب رفضته  من صغره وانت اعمل كده متعملش كده  ده حتى طفولته كلها كانت انت راجل والرجاله مينفعش تعمل ده  القيود الكتير بتصنع منا ناس تانيه ناس يوم ما هتتمرد هتتمرد على اللي وضعوا عليهم القيود وانت اول واحد مراد بقى يتمرد عليه يافؤاد
وتابعت وهي تسلط انظارها عليه بعدما أعطاها ظهره معلنا انه لا يرغب بسماع المزيد
قرار جوازه من هناء مش صح يافؤاد  ما يمكن في يوم هو اللي يجيلك ويقولك عايز اتجوزها
أدار فؤاد الحديث بعقله قليلا ولكن بصلاده عقل لم يرى الا صوابه وألتف نحوها يحسم قراره 
القرار في الموضوع ده انتهى ياناديه . اخلص بس من سافريه الصين وهفتح الموضوع مع مهاب اخويا
ولم تكن سافريه الصين الا شهرا واحدا
لتطالعه ناديه بهدوء ولكنها صمتت وداخلها تفكر كيف ستجعل فؤاد ينسى ذلك الامر ويترك حق الاختيار لمراد
          
استيقظ حمزة فزعا يرفع جزعه العلوي قليلا  ينظر حوله يبحث عن سوسن والطفل الذي كانت تعطيه له  ارتفع صوت أنفاسه الهادره وهو لا يفهم سبب ذلك الحلم العجيب سوسن تعطيه طفل
لمن هذا الطفل يكون
واعتدل في رقدته فوق الفراش واخذ يمسح على وجهه بقوه وعقله يقنعه بالاجابه المقنعه
الطفل ما هو إلا طفل ندي وشهاب فعرسهم هو المنتظر
             
في الصباح وقفت سياره حمزة أمام مدرسه مريم لتهبط مريم بأبتسامه متسعه تحمل حقيبتها المدرسيه خلف ظهرها
حمزة ابيها مهما قالوا  ودوما هي طفلته المدلله
وألتفت بجسدها تلوح له بيدها تودعه ليفعل لها بالمثل مع ابتسامه حنونه ارتسمت على شفتيه  فقد انتبه لحاله مريم المنزويه بعدما بدء ينشغل عنها في وسط اعماله التي اتسعت خلال تلك السنه
لتقف مريم أمام احداهن ترمقها بتحدي ثم اكملت سيرها
فألتفت رؤى نحوها بغيظ هاتفه بوعيد
عيشي الدور علينا يا مريم
ولم يكن حقدها علي مريم خصوصا ولكن الحقد كان منصب على حصول مريم علي الحب الذي تتمناه هي والحب لم يكن الا حب الاسره واين هذا الحب فوالديها يعملان بأحدي دول الخليج وهي تعيش مع جدتها
             .
ألتقطت أذنيه بعض الكلمات من تلك المحادثه الهاتفيه
فتاه بحاجه لعمل  من البلدة 
لم يعيره الأمر اهتماما وأشار ل ناديه التي مهما مرت السنون فهى والدته وليست زوجه ابيه ولكنه يناديها ب اسمها كما اعتاد منذ الصغر
سيبي طنط سلوى لحظه واسمعيني 
فأنتبهت له ناديه وازاحت الهاتف عن اذنها 
ثواني بس ياحبيبي . هخلص مع سلوي
ثم عادت تحادث سلوى  فتنهد مراد بملل ونظر لساعه يده 
وقبل ان يطلب منها ان تؤجل حديثها مع زوجه عمه وتسمع ما سيخبرها به
اسمها ايه البنت ديه . اه عرفاها ياسلوي  مش ديه صديقه هناء  ياقوت
لتتعلق عين مراد بها وأخذ يربط كل شئ ببعضه العمل ويا ياقوت وكأن الفرصه قد أتته في اكتشاف سبب لتلك الفتاه دون عن غيرها
وفكرة لمعت بعيناه  فالعمل لن يكون الا معه . فلقائتهم المعدوده وهروبها الدائم من نظراته ورؤياه جعله راغب بها رغبه ليست بالجسد فرغبه الجسد لم يشعر بها مع أي امرأه قط حتى جاكي حبه لها ما هو إلا عنادا مع والده 
وهتف داخله بحماس 
الفرصه جاتلي معاكي يا ياقوت . لازم افهم سبب انجذابي ليكي 
واخذ يحرك كفه على لحيته المنمقه بعنايه ولم يشعر ب ناديه التي وقفت ترمقه ببطئ مسائله بغمزة ماكره
ايه اللي شغال عقلك  جاكي مش كده 
فتعالت ضحكات مراد ومد كفيه يداعب وجنتيها 
شقيه أنتي يا ناديه 
فلطمت ناديه كفيه 
ولد عيب  كل يوم بكتشف اني معرفتش اربي 
كانت الدراما تتخلل نبرة ناديه الحنونه  فمراد طفلها  طفلها الذي لم تنجبه 
ورسمت العبوس
على شفتيها وسارت مبتعده عنه بغنج . ليتعبها محيطا كتفيها بداعبه 
لاا مسمحش ليكي تغلطي في تربيه ناديه جميله الجميلات 
لتلتف اليه ناديه تكتم ضحكتها بصعوبه 
يا واكل بعقلي حلوه  عنده حق فؤاد يقولي بيضحك عليكي بكلمتين حلوين 
فصدحت ضحكات مراد ثم رفع كفها يلثمه 
ده انتي الغاليه 
لتدفعه عنها ضاحكه 
عايز ايه يامراد قول . انا عارفه الاسطوانه الناعمه ديه  اه ياقلبي الضعيف منك 
وعندما وصل الأمر إلى ما يريده هتف مشاكسا
ديما فهماني
ثم اردف بطلبه الذي يعلم أن والده سيقبله بمقت
انا عزمت جاكي على العشا الليله في البيت
فأماءت ناديه رأسها بتفهم فمهما كان ف جاكي ضيفه وهي تراها فتاه لطيفه 
فألتقط مراد كفها يلثمه مجددا بحب 
احلى ناديه في الدنيا 
وكاد ان ينصرف الا انه عاد يلتف إليها
بمناسبه موضوع الشغل . قولي لصاحبة هناك تبعت ورقها 
وانصرف دون كلمه أخرى  لتحدق به بذهول ولكن سريعا تلاشي ذهولها . فألتقطت هاتفها كي تحادث سلوى وتخبرها ان امر العمل قد وجد 
             . 
حملت حصتها بعد معاناه من السلع الغذائيه التي تمنحها الدوله للمواطنين  لتجد هاتفها يعلن رنينه فوقفت على جانب الطريق واخرجته بحرص وهي تظن ان عمتها من تهاتفها كي تجعلها تتعجل في عودتها . لتقع عيناها على اسم هناء فتمنت لو اتاها ما أرادت 
ايوه ياهناء . بجد هشتغل . طب ومكان اقامتي 
وجاءها رد هناء الفرح من أجل صديقتها 
كل حاجه اتدبرت يا ياقوت  السكن لقيناها الحمدلله . أصدقاء ماما القدام طلعوا جامدين اووي 
قالتها هناء مازحه ولكن تلك هي الحقيقه . ناديه وجدت لها وظيفه وأخرى لديها بنايه تحتوي على طابقان اعدته للمغتربين 
انا مش مصدقه نفسي يا هناء  الحمدلله 
وتصاعدت أصوات الماره لتهتف هناء متسائله
أنتي في شارع يا ياقوت 
فأجابتها ياقوت بأبتسامه مشرقه
بجيب السلع لعمتي  هروح واكلمك 
وسارت بخطوات فرحه حالمه وتفكر كيف ستقنع عمتها وتجعلها تقنع والدها
             . 
وقف بسيارته يحادث صديقه بالهاتف منتظرا ان تفتح اشاره المرور
ازاي طلب نقلي متوفقش عليه
ليأتيه صوت صديقه وهو يحاول تهدئته 
اهدي ياشريف  انا مش عارف ليه انت عاوز تتنقل  عايز تخدم في العريش في حد عاقل يطلب كده 
فتنهد شريف بسأم يعلم أن حمزة لديه دخل بذلك الأمر وكل شئ يصله عنه بسهوله فالكثير بالدخليه يخدمه فمنذ زمن كان هو أيضا ضابطا 
اقفل دلوقتي يا سيف 
وأغلق الهاتف بحنق وانفتحت الاشاره وكاد ان يسوق سيارته ليجد احداهن تمر الشارع ببطئ وتخفي عيناها بنظاره سوداء بل وتقف ثواني ثم تكمل السير ولا تستمع لبوق السيارات والسباب التي تخرج من الألسن 
واندفع من سيارته حانقا 
أنتي طرشه ولا عاميه  الطريق كان فاضي قدامك 
فدفعت يده پعنف عنها بعدما شعرت بالآلم من ذراعه 
لا انا مش طرشه بس عاميه 
وتركته مذهولا وأكملت سيرها بخطوات سريعه تمسح عيناها پعنف من دموعها التي اخذت تتساقط  لا تعلم لما اليوم حظها هكذا فكل يوم تمر الطريق دون أن تسمع سباب أحدا فيشعرها بعجزها
وأكملت سيرها تحت نظراته ولكن تصاعد بوق السيارات جعله يعود لسيارته يقودها لجانب الطريق وألتف بجسده داخل السياره ليجدها بعدما مرت الطريق سارت لخطوات معدوده ويبدو انها حفظت خطواتها ثم جلست على مقعد خشبي تعلم موضعه وكأنها تنتظر أحدا 
وزفرة طويله خرجت من بين شفتيه وقد شعر بالذنب  فهو اخرج غضبه بها وليته لك يخرجه 
 
سقط ما تحمله أرضا وهي تجد الكثير يقفون أمام منزل عمتها ووالدها بينهم ويبكون . لتركض نحوهم وكل ما تتذكره ان عمتها كانت ذاهبه لتقديم واجب العزاء مع بعض النسوة لقريه مجاوره 
هو في ايه فيم عمتي 
ووجدت والدتها تأخذها تخبرها بأخر شئ تمنت سماعه 
عمتك ماټت يا ياقوت 

ارتشف قهوته بملل ينظر من حين لآخر لساعه يده  ف ناديه أخبرته انها تريد لقائه في احد المطاعم  بدء الشك يمتلكه ليتأكد بالفعل من خطه شقيقته
اسفه على التأخير ياحمزة بيه  معلش عربيتي اتعطلت 
قالتها برقه
وجلست بغنج ليرمقها حمزة بنظرات متفحصه وزمجر بحنق من
فعله شقيقته به
مافيش مشكله 
اخذت المرأه التي تبدو في الثلاثون من عمره تصفف شعرها بيديها وتتفحصه بوقحه
من زمان نفسي اقابلك . اخر مره اقبلتك فيها كانت في حفله جواز حازم الأسيوطي اصل انا ابقى بنت خاله العروسه 
فأماء برأسه بصمت وداخله يلعن شقيقته متوعدا لها حين رؤياها 
ومال نحو الطاوله يرمق الجالسه امامه ببطئ  مبتسمه تظن انه سيهمس لها بكلمات غزل 
حلال عليكي سهره النهارده واعتبري العشا حسابه مدفوع
واعتدل في جلسته لينهض بعدها 
معلش انا راجل بحب انام بدري 
وغادر بحضوره الطاغي لتتسع عين الجالسه 
ده مشي وسابني 
               
مرت ايام العزاء ببطئ لم تتركها فيهم هناء ولا السيده سلوى
وقفت هناء جانبها تعد معها حقيبتها فالان سوف تنتقل لبيت والدها فلا داعي للجلوس هنا فالبيت به ورثه والكل سيطالب بحقه فيه فعمتها لم يكن لديها اولاد . الي الان لا تصدق انها توفت  ف الوفاه جاءت صادمه للجميع 
الحاډث لم يصيب عمتها وحدها انما امراتان اخريات بالقريه فبجانب الطريق الذي كانوا ينتظرون عليه وسيله مواصلات اڼصدمت إحدى عربات النقل بعمود الاناره ليسقط عليهم وانتهى كل شئ في ثواني معدوده 
ودمعت عين ياقوت وهي تودع كل أنش بذلك المنزل الذي احتواها ويد هناء تربت على كتفها
امر الله يا ياقوت . ادعيلها بالرحمه
لترمي ياقوت نفسها بين ذراعي صديقتها
مش قادره أصدق ياناس
وبكت بحړقة ليدلف والدها غرفتها بوجه حزين على شقيقته
يلا يا ياقوت يا بنتي  معدش ينفع اسيبك في البيت
وازداد انهمار دموعها واليوم شعرت انها بلا مأوى .فهى تعلم الحقيقه لن ترحب بها زوجه ابيها ولا زوج امها وخاصه بعد أن رفضت ابن شقيقه
              .
وقف شريف بسيارته بجانب الطريق وهو لا يعلم لما يأتي لهنا . كانت جالسه نفس جلستها تطأطأ عيناها أرضا ولم تعد ترتدي تلك النظاره السوداء . وبعد وقت تأتي سيده تأخذها وترحل
وخرج السؤال الذي اراقه لأيام 
ياترى انتي مين وحكاياتك ايه  وليه بقيت اجي كل يوم اشوفك 
              . 
اسبوعا مر علي مكوثها في بيت والدها ولم تعرف كيف تفاتحه بأمر عملها رغم ان كل يوم هناء تصر عليها ان تبلغ والدها ولكن ردها لا يكون الا 
ازاي عايزانى اقوله عايزه انزل مصر اشتغل وعمتي مبقاش ليها اسبوع مېته يا هناء 
شعرت بيد سناء تدفعها وهي بين الغفوة واليقظه  لتنتفض فزعا من رقدتها ولكن كما
اعتادت ميعاد استيقاظها المعتاد الثامنه صباحا فور ان يرحل والدها لفتح محل الفاكهه خاصته 
تأتي زوجه ابيها تيقظها لتبدء مهام اليوم من مسح وتنضيف وطبخ وركض وراء التوأم ذو العشر سنوات والمذاكرة لهم 
اصحى يلا . مش عارفه انتي مدلعه كده ليه  شكل خديجه كانت مدلعاكي 
لتمسح عيناها من نعاسها . ف ياسمين ظلت طوال الليل تحاكيها وقد غفوا في وقت متأخز  
وانصرفت سناء خارج الغرفه لتلتف نحو شقيقتها تحكم عليها الغطاء بحنان   ف الخدمه لها وحدها وحين تسأل ياسمين عن سبب استيقاظها المبكر يكون رد زوجه ابيها 
اصل ياقوت اتعودت على كده  ماشاء الله نشيطه من ساعه ما جت مريحاني اتعلمي بقى منها ياحببتي ولا اقولك بلاش تتعبي نفسك كلها شهور وتتجوزي وتشيلي المسئوليه . ادلعي في بيت ابوكي شويه ده انتي الدلوعه بتاعتي 
وتنطلي الكذبه الماكره على ياسمين التي تخبرها بحب ان لا تستيقظ في وقت مبكر وتستيقظ معها في الظهيره وستساعدها
وخرجت من الغرفه لنجد سناء أمامها 
الست سلوى قالتلي على موضوع الشغل اللي جبته ليكي
تعجبت ياقوت من أخبار والده صديقتها لزوجه ابيها بأمر عملها لترمقها سناء بنظرة طويله 
هقولك لابوكي وهساعدك تمشي من هنا لكن بشرط .
ولم يكن الشرط الا  .
الفصل السابع
اغمضت عيناها بروح مفقوده خائڤة من المجهول ورغم كل ذلك الا انها كانت سعيده تشعر بالحريه من قيود طيله سنوات عمرها وما كان عليها الا الصمت والرضى بما يمنح لها
اقل القليل كان في عينيها كثيرا دوما مدام لا تسمع إهانه من زوج ام او زوجه اب لا يروها الا كعبئ على مال أولادهم 
دمعه انحدرت على وجنتها اليسرى ازالتها سريعا 
وصوت ناديه يفيقها من شرودها
وصلنا بالسلامه .
نورتي القاهره يا ياقوت 
قالتها ناديه وهي تقود السياره وبجانبها كانت ابنتها تقي تضع السماعات في اذنيها غير منتبها لشئ   فقد كانوا في زياره سريعه للبلده وجاءوا بها معهم 
احنا وصلنا 
هتفت ياقوت وعي تدور بعيناها في الشوارع فلم تشعر بمرور الوقت الذي لم يتجاوز الساعتان 
اه ياحببتي . ورايحين على سكن المغتربات 
ياقوت برهبه من الحياه الجديده التي ستعول فيها نفسها بمفردها دون الحاجه لاحد 
خاطبتها ناديه بلطف وهي تحرك يدها على عجلة القياده ببراعه 
انا اديتك عنوان الشركه اللي هتقدمي فيها ومتقلقيش .شهاب اخويا هو المدير قولي بس انك تبعي 
ابتسمت ياقوت وهي لا تعرف كيف تشكرها على مساعدتها هي والسيده سلوى 
انا مش عارفه اشكر حضرتك ازاي
ابتسامه حانيه رسمت على شفتي ناديه وعاد الصمت مجددا الي ان وقفت السيارة أمام السكن 
لتتعلق عين ياقوت بالسكن الجديد الذي ستعيش فيه . وكانت هذه البدايه لحياه جديده 
وبعد مرور الدقائق وقفت ياقوت خلف ناديه التي اندفعت نحو امرأة تماثلها بالعمر ټحتضنها بحنو 
اخيرا اتقابلنا ياناديه . سلوى وبتسأل عليا في التليفون اما انتي الدنيا خدتك
فضحكت ناديه بقوة وهي تنظر لصديقتها 
ما انتي عارفه يا سميره كنت مسافره بره  واه رجعت وهنرجع ايام زمان تاني 
فأماءت لها سميره برأسها وانتقلت بعيناها نحو ياقوت التي وقفت تسلط عيناها نحو حقيبة ملابسها بحرج مبتسمه 
نورتي السكن يا ياقوت 
فرفعت ياقوت رأسها لتشعر بطيبه سميره التي اخبرتها عنها سلوى والتي لم تكف عن مهاتفتها يوميا لتطلب منها الأهتمام بها 
     
عادت ناديه لسيارتها وأستقلتها على الفور فقد انتهى دورها ولم يتبقى عليها الا مهاتفة شقيقها والتأكيد عليه بمراعتها
وشردت في فعلتها التي لم يعرفها مراد  فقد اخبرته ان الفتاه في فترة حداد على عمتها ولم تعد تفكر حاليا بأمر العمل وأتت الصفقة الجديده وقرار فؤاد ان يسافر هو بدلا عنه الصين لاتمام الصفقه في صالحها 
لا تعلم لما احست ان اهتمام مراد ب ياقوت وسؤاله الدائم عنها تلك الفتره ورائه شئ تخشي حدوثه  والشئ الذي تخشاه ان يكون بدايه حب سيظن فؤاد انها السبب بل وسيحملها حدوثه  فأسلم طريق وجدته ان توظف ياقوت لدي شقيقها وتنتهي مخاوفها 
       
بين جدران زنزانة قد ملئت جدرانها بكتابات عبرت عن اوجاع من اخذتهم الحياه بذنب اما لم يقترفوه او اقترفوه مجبرين   دلفت أحدي السيدات بزي السچن الخاص بالمسجونات بعد أن أنهت عملها في المشغل الخاص بالسجن  
لتجلس على فراشها تمسح وجهها بأنهاك تطالع الباب الذي غلق بعد ان خطت للداخل .ثمانيه أعوام مرت وهي تتمنى الحريه  تتمنى ان تفتح جميع الابواب والنوافذ تتمنى ان تركض في الشوارع تصرخ انها حره 
وشعرت بيد احداهن على كتفها 
هانت ياصفا كلها اربع شهور وتخرجي من هنا 
فطالعتها صفا ومازالت جميله كما هي بعيناها الزرقاء وبشرتها شديده البياض ولكن جمالها هذا كان في يوم من الايام هو لعڼتها 
نفسي اخرج من هنا ياورده عشان اقوله بس يسامحني تفتكري هيسامحني 
فجاورتها وردة على الفراش وربتت على خدها بحنان
لما هيعرف الحقيقه اكيد هيسامحك
ثم عاتبتها مؤنبه 
ماقولتلك اخر مره كنت بره السچن قبل ما ألبس في قضيه تانيه اروحله واقوله على الحقيقه 
واردفت تلوي شفتيها بأمتعاض 
قولتيلي لاا لازم يسمع الحقيقه مني انا 
لتطالعها صفا بآلم وألتقطت من أسفل وسادتها صورته
ياترى ممكن تسامحني ياحمزة 
  . 
طالعت الغرفه الصغيره التي قادتها إليها سميرة صاحبة المسكن  رغم صغر الغرفه الا انها شعرت وكأنها قصر مدام ابتعدت عن قسۏة كلمات زوجه ابيها 
وشردت في الاسبوعان الماضين بعد ۏفاة عمتها واقامتها مع زوجة والدها والتي كانت سعيده حين اقتنع والدها بذهابها للعمل واقناعه كان يتقطر من كلامها المسمۏم
خليها يا زيدان تروح تشتغل اه يمكن حد يشوفها وتتجوز  واه تجهز نفسها وتساعد في مصاريف جهاز ياسمين ما انت شايف حال السوق واقف ازاي ويوم في ويوم مافيش  
وألقت بجسدها على الفراش بحسرة تطالع سقف الغرفه 
لازم تبقى قويه يا ياقوت 
                    
نهض حمزة پغضب من فوق مقعده وهو لا يرى أمامه وصدي كلمات شريف تتردد في أذنيه 
ايوه انا اللي بوقف قرار ناقلك وبستخدم اسمي في كده . اتأكدت من إجابة سؤالك ياشريف 
ليطالعه شريف بتحديق وهو لا يجد سبب مقنع لذلك ثم صاح
ليه بتعمل كده 
ونهض هو الآخر واردف دون شعورا منه 
مش معنى اني شايفك اخ كبير ده يديك الحق . الست اللي كنت بتحبنا عشانها ماټت 
ألجمت الكلمات حمزة وهو لا يصدق ان شريف الذي كان يعتبره ك ابن له حتى لو لم يكن فارق العمر بينهم الا ثلاثه عشر عاما 
مش هعاتبك على كلامك ده ياشريف  عشان انا اكتر واحد عارف شريف 
ببطئ يربت على كتفه الأيسر 
شريف اللي ربيته وشوفته ابن وأخ وصديق 
فتعلقت عين شريف به بآلم فلم يكن يقصد ما قاله ولم يستعب معنى كلماته الا عندما خرجت من بين شفتيه وتعالا صوت أنفاسه ثم ألقى نفسه بين ذراعيه 
انا تعبان اوي ياحمزه  مۏت امي كسرني  . مش قادر اعيش هنا . عايز اهرب بعيد . خدمتي في مكان بعيد عن هنا هيريحني 
كان يشعر بوجعه وسبب رغبته في الإبتعاد ولكن لن يجعله يبتعد  فالبعد لا يشفي الآلم وإنما الحياه تمضي 
الهروب مش حل ياشريف . سوسن عمرها ما هتكون فرحانه ببعدك ولا مريم  اوعي تنسى مريم ياشريف اوعي تنسى واجبك ناحيتها . مريم بقت محتاجه ليك انت اكتر واحد  
وعن الحديث عنها كانت تندفع من باب الغرفه بعدما فتحتها ومسحت دموعها فقد كانت تقف بجانب الباب تسمع حديثهم
ومن دون حديث كانت تتعلق شقيقها كطفله صغيره 
اوعي تسبني وتمشي ياشريف 
            
جلسوا يتمازحون وقد مر وقت طويلا على جلوسهم هكذا  دوما حمزة كان يأخذ ركنا بعيدا عنهم مع احد كتب الفلسفه ويحتسي من فنجان قهوته ومن حينا لآخر يطالعهم مبتسما 
انت بتخم ياشهاب 
لتتسع عين شهاب وهو يرمق الصغيره مريم 
شهاب حاف كده 
فمازحته بلطافه 
لا شهاب بالجبنه 
كان شريف جالسا بجانب ندي يضحكون على مشاكسة مريم وشهاب وانتهى الأمر كالمعتاد مريم تركض نحو حمزة فور ان يرفع شهاب يداه 
الحقني يا بابا  شهاب عايز 
فوقف شهاب أمام شقيقه يرمقها بتوعد
محدش مدلع البت ديه غيرك محرومه من فسحه الملاهي يامريم وهاخد ندي حببتي بس
وقبل ان يلتف نحو ندي غامزا لها . كانت تتعلق 
عمو شهاب حبيبي 
وتتعالا ضحكاتهم مع دلال الصغيره 
ودلفت نادية نحوهم بعد أن رحبت بها الخادمه  لتتعلق عيناها بحمزة الذي رمقها بمقت على فعلتها التي لم يحاسبها عليها بعد 
        
نظر إليها پغضب بعدما اصبحوا بمفردهما 
بتلعبي بيا ياناديه
فأشاحت عيناها عنه تكتم صوت ضحكاتها 
ما انا هجوزك يعني هجوزك ياحمزة . لا تتجوز بمزاجك او ڠصب عنك 
ليرمقها بحنق جلي 
ده على اساس اني عيل صغير هتغصب على حاجه 
فضحكت بدلال وطالعته مفكره 
ايه رأيك تتجوز سيلين السكرتيره عينها منك على فكره 
ثواني وقف يطالعها يزفر أنفاسه بقوه حانقا 
ناديه الموضوع ده محسوم بالنسبالي ومش هعيد كلامي  تاني وبطلي الاعيبك السخيفه ديه 
         
اغمض عيناه بقوة وهو ينظر لجاكي النائمه على صدره العاړي  لم يشعر بأستيقاظها ولا بيدها التي أخذت تتحرك بعبث على وجهه 
مراد  مابك 
فأنتبه مراد اليه واخذ يتأملها بصمت . كان الأول بحياتها رغم انه ظن عكس ذلك
لم أصدق الي الان اننا تزوجنا . وأننا هنا معا بالصين 
ولثمت خده بقبله خاطفه وتسألت 
متى سنخبر عائلتك 
كان ضائعا في أفكاره لا يعرف كيف فعل ذلك ولكنه الان غاضب من نفسه ومن والده 
ومازالت كلمات فؤاد تتردد في عقله 
اعمل حسابك بعد رجوعك من الصين هتجوز هناء بنت عمك 
عناد اطاح عقله ليتزوج جاكي ضاربا قرار والده عرض الحائط
ولم يخلق ذلك العند داخله الا هو 
مراد سرحت في ايه 
لينظر لها مبتسما 
مكنتش فاكر انك عذراء 
فتوردت وجنتاها بخجل وتعلقت عيناهم معا
لتسأله ببتسامه انارت وجهها الجميل اكثر
يعني انت مبسوط مراد 
وكانت اجابته على سؤالها ما هي الا اجابه جعلتها تحلق عاليا بسعاده وهي بين ذراعيه 
               
وقفت أمام المرآه التي تحتويها خزانتها الصغيره  لتنظر الي فستانها البسيط وحجابها برضى كامل  لتلتقط أوراقها من فوق الفراش وحقيبتها وقبل ان تخرج من غرفتها صدح صوت هاتفها برساله نصيه من صديقتها الشقيه هناء
ابقى طمنيني بعد ما تخلصي المقابله 
واتبعت الرساله أخرى 
ايوه ياعم هتشتغلي في شركة الزهدي 
لتبتسم ياقوت على أفعال صديقتها المحبه وانصرفت من غرفتها  متجها الي مكتب السيدة سميره
ابله سميره 
كانت سميره تتناول فطورها وترتشف من كأس الشاي خاصتها 
تعالي يا ياقوت افطري معايا 
خجلت ياقوت وطأطأت رأسها أرضا ورغم جوعها الا انها اجابت 
شكرا . كنت عايزه اعرف بس اروح عنوان الشركه ازاي
وقبل ان تجيبها سميره 
كانت تدلف إحدى المقيمات في السكن مالا 
ادي الشهرين المتأخرين عليا يا سوسو
فضحكت سميره وهي تنظر للمال
متخلي ياحضرة الصحافيه
فألتقطت سماح احد السندوتشات من أمامها وأخذت   فتعجبت ياقوت من الأمر ولكن ابتسمت وهي تستمع لحديثهم
لازم تفضحينا قدام الغرب كده وتعرفيهم اني صحافيه وعليا اجار متأخر
ومدت سماح كفها نحو ياقوت
صحافيه شهر بتقبض وشهر بتترفد وشهر على ما تفرج
لم تتمالك ياقوت حالها وابتسمت ثم صافحتها
وانا ياقوت
سماح خدي ياقوت معاكي في طريقك ووريها مكان شغلها فين لأنها مش من هنا ولسا ياحببتي بتتعلم تروح وتيجي ازاي
وجهت سميرة حديثها لسماح التي وقفت تدقق النظر ب ياقوت قليلا ثم هتفت مازحه
طب يلا بينا بقى  عشان
لسا هاكل من علي عربيه الفول بتاعت عم سيد . يااا عليه طبق فول بيسد المعده لحد الليل
وألتفت نحو ياقوت التي اتبعتها تكتم صوت ضحكتها
أنتي هتشتغلي فين
لتخرج ياقوت الكارت الشخصي الذي أعطته لها ناديه  فطالعت سماح اسم الشركه ثم اخذت تصفر بعلو
شركه الزهدي  يابنت الايه عملتيها ازاي ديه
                
أشارت سماح اليها على مقر الشركه التي يبدو أنها فرع جديد لمجموعه الزهدي
اطير انا على الجرنال بتاعي لأحسن يتخصم مني
وألقت لها قبلة في الهواء واسرعت بخطاها  فضحكت ياقوت على لطافتها وعادت تنظر للشركه بتوتر والموظفين يدلفون اليها بملابس راقيه
لتسقط عيناها على ملابسها السوداء وحذائها فضمت ساقيها ببعضهم واخيرا تحركت وهي تتمنى ان يقبلوها رغم توصية ناديه الا انها تخشي ان لا يروها مناسبه للمكان 
 
سمعت صوت تهامسهم عليها 
يا عيني الراجل اللي طالعه بي السما و بابا بابا مطلعش ابوها  مش عارفه ازاي قاعده في بيته ما خلاص مامتها ماټت  وقريب هيتجوز
واخذوا يضحكوا بعلو  ف رؤي لا يحطيها الا أمثالها 
ضاقت أنفاسها وانحدرت دموعها  لتجد تلك الفتاه التي لم تكف يوما عن نبذها ومعايرتها بفقرها فهى لم تكن الا ابنه إحدى عاملات النظافه بمدرستهم ودراستها بتلك المدرسه حصلت عليها كعمل خيري لتفوقها
فين مريم القديمه البنت القويه اللي كنت بحسدها على قوتها وأنها عامله زي الفراشه الكل بيحب 
لترفع مريم عيناها بصمت نحوها وهي لا تعلم الاجابه ف مريم القديمه انكسرت برحيل والدتها 
  
حدق بالفتاه التي أمامه ببطئ متذكرا طلب شقيقته في تعينها في الفرع الجديد الذي تم افتتاحه في الأيام الماضيه ضمن شركتهم الأم وتولى هو إدارتها   كان بحاجه ل سكرتيره لمكتبه بهذا الفرع وعلى حظها قد اعتذرت السكرتيره التي وقع عليها الاختيار لحدوث ظرف ما لها
أنتي ياقوت
قالها شهاب بهدوء وهو ينظر للملف الخاص بها  هو رأها من قبل ويعلم سبب مساعده شقيقته والسيده سلوى  عيناها الذابله وملابسها السوداء التي ترتديه تعبر عما تمر به 
وحركت ياقوت رأسها بتوتر تخشي رفضها . فهى لا تمتلك الخبره المطلوبه
فأماء شهاب رأسه بعمليه وهو يطالع ملفها
خريجه كليه ادب قسم لغه انجليزيه
ورفع عيناه نحوها
اشتغلتي كام سنه كمتطوعه في الملجأ الخيري
فأسبلت جفنيها بحرج لتجيبه
سنه ونص
وبعد صمت دام للحظات ابتسم ليعبر لها عن موافقته
تقدري تبدأي شغلك من بكره يا انسه ياقوت
  
تجمدت عيناه وهو لا يصدق اليافته المعلقة على باب المبنى  مدرسه خاصه تعمل بها كما اخبره حارسها  لذلك
تمر من ذلك الطريق كل يوم  ليجد إحدى العاملات تخرج بها من المدرسه وتسير بها نحو الطريق العمومي واخبرتها ان تسير فالسيارات واقفه  
وكالعاده تخطو بخطوات معدوده نحو المقعد الخشبي الذي اعتادت الجلوس عليه 
احتار في امرها وقبل ان تأخذه قدماه إليها . اعلن هاتفه عن رنينه لينظر للرقم وأجاب بأحترام ثم ألقى نظرة خاطفه على تلك الجالسه التي تتحسس المقعد جانبها 
نص ساعه واكون عندك يافندم
    
كان هذا هو اليوم الثالث لها بالعمل . كل شئ جديد عليها ولكنها ستسعي جاهده ان تستمر في وظيفتها مهما حل بها من متاعب ف الراتب يستحق التعب والتحمل وتستطيع بعث المال منه لوالدها ودفع اجار الغرفه واحتياجاتها ولو استطاعت ان تجد عملا اخر ستعمل حتى يصبح لها منزل مستقل تعيش به 
خطط كثيره رسمتها في عقلها وهي تحلم بالغد 
ولم تشعر بدلوف حمزة بعنجهته ونظراته الجامده . شخصيه يتقن رسمها أمام العالم فقديما كان شخصا شفافا مرحا محبا ولكن الآلم علمه ان يكون ما هو عليه الآن 
تقدم بخطواته نحو مكتب شقيقه وألقى بنظره عابره نحو تلك المنهمكه بين الملفات وكأنها في ساحه حرب وسقط الملف منها فأنحنت لاسفل تلتقطه
فسلط حمزة عيناه عليها بعدم رضي وصدح صوته بخشونه
شهاب في مكتبه
وبمجرد ان اجابته اكمل خطواته نحو غرفه شقيقه
فأنتفضت من فوق مقعدها راكضه نحوه
لازم أبلغه الأول بوجودك يافندم واشوف لو كان في ميعاد سابق
أخبرته بعمليه كما حفظت . ليرمقها حمزه ببطئ واضعا احدي يداه في جيب سرواله  وابتعد مشيرا لها
اتفضلي
لتشعر ياقوت بالتوتر من نظراته الحاده 
أبلغه مين
فرفع حمزه حاجبه الأيسر وأخذ يطالعها من علو ثم هتف ساخرا 
حمزة الزهدي 
فأتسعت عيناها وهي لا تصدق هي امام من فهتفت دون وعي مكرره سؤالها 
مين
الفصل الثامن
قهقه شهاب وهو مازال يتذكر مشهد ياقوت أمام شقيقه  لم تكف عن تكرار معرفة هويته ولولا خروج شهاب من غرفه مكتبه ذلك الوقت لكان اڼفجر شقيقه بها
ديه كتله من الغباء . انت ازاي توافق على توظيفها
هتف حمزة عباراته حانقا من غباء ياقوت وضحكات شقيقه
عادت ضحكات شهاب تتصاعد وهو يسمعه
حصل خير ياحمزة خلاص . وكمان ديه متوصي عليها من ناديه وسلوي 
فأرتسمت السخريه على شفتي حمزة وجلس بفخامه 
كمان جايه بواسطه . خد بالك احنا مبنفرقش بين الموظفين اي غلطه منها انت عارف ايه اللي هيحصل طرد علطول 
لتتعالا ضحكات شهاب مجددا 
متقلقش البنت شكلها بتاعت شغل وعايزه تشتغل
لا يعلم لما أثارت غضبه ولكن حظها جعلها تلتقي به في الوقت الخطئ فيكفيه انحدار مريم بمستواها الدراسي وحديث أخصائية المدرسه عنها 
ايه الموضوع اللي كنت عايزني فيه وضروري 
فصمت شهاب للحظات وهو لا يعلم كيف يخبره 
اللي بتبعت ليك الرسايل هي صفا ياحمزة 
فأحتدت عيناه بكره لم يعرفه الا معها . الحبيبه الخائڼه هي صاحبة الرسائل المجهوله
وتعلقت عيناه بأعين شقيقه وكأن الماضي أمامه من جديد والكلمه عادت تخترق أذنيه 
انت مرفود ياحضرت الظابط 
وشعر بالاختناق فنهض مشيرا لشقيقه بالصمت  وتحرك بخطي جامده ولحظها العسر اليوم معه فتح الباب في نفس اللحظه التي كانت ستطرقه وتدلف 
فأرتطمت بصدره الصلب لتسكب قطرات من القهوة التي كانت على قميصه 
فسقطت عيناه على فعلتها صارخا بها وقد اعماه الڠضب 
أنتي غبيه 
صراخه افزعها وجعلها تتراجع للخلف بخطوات خائفه 
انا اسفه  مكنش قصدي 
خرجت الكلمات من شفتيها بصعوبه وعيناها انخفضت لاسفل 
وظهر الخۏف على ملامحها ليندفع كالاعصار مغادرا المكان 
كان شهاب واقفا يتابع المشهد بصمت معتذرا بلباقه 
متزعليش يا ياقوت حمزة كان خارج ڠضبان من مكتبي
فلم تتمالك دموعها اكثر من ذلك فكل شئ أصبح يجثم على روحها  زوجه ابيها هاتفتها امس تسألها عن كم ستتقاضي من راتبها ووالدتها اليوم هاتفتها تخبرها عن عدم رضي زوجها بأمر عملها 
دموعها اخذت تتدفق بغزاره وهي لا تشعر بحالها  فتقدم منها شهاب لا يعرف ماذا يفعل لها 
ياقوت خلاص الحكايه عدت . لو عايزه تاخدي نص يوم تروحي تمام مافيش مشكله 
فهتفت بنبرة باكيه كالاطفال 
انا معملتش حاجه والله يا
استاذ شهاب  هو انتوا ممكن تطردوني 
فأنفرجت شفتي شهاب بضحكه قويه وأخرج من جيب سترته منديلا يعطيه لها 
تطردي ايه بس يابنتي . خدي امسحى دموعك 
واردف مازحا 
اصل انا ضعيف قدام دموع الستات
ألتقطت منه المنديل سريعا وطأطأت عيناها أرضا تشعر بالخجل من حديثه 
فوقفت ندي على أعتاب الغرفه تطالع المشهد بوجه محتقن 
شكلي جيت في وقت مش مناسب
ليلتف شهاب على سماع صوتها مندهشا من قدومها بأبتسامه ثم 
اهلا ياحببتي 
تعلقت عين ياقوت بهم ومن نظرات ندي الناريه نحوها اشاحت عيناها سريعا تلوم نفسها على بكائها أمام شهاب
             
صړخت ندي بوجه وقد فسرت الامر كما خيله لها عقلها 
عايز تفهمني انها كانت صعبانه عليك وبتراضيها  ولا البنت عجبتك ياشهاب 
فتنهد شهاب مغمضا عيناه لقد تغير بالفعل من مطالعه النساء بنظرات عابثه وأصبح يقدر حبها
لم يحبها او مازال يرى ذلك 
ندي انا مش هحاسبك على الكلام اللي بتقوليه عشان عارف انك مش في وعيك 
پغضب 
حط نفسك مكاني 
دفعاتها كان يتلقاها بهدوء يجعلها تخرج چنونها به . حبها له هوس يعلم صدقه 
هتحبني امتى ياشهاب وتحس بيا
سؤالها صډمه  وترك قبلته تفسر لها ما يريد اخبارها به 
وابتعد عنها بأنفاس لاهثه يسند جبينه على جبينها وهي كالضائعه معه 
              . 
أوقف سيارته في مكان خالي زافرا أنفاسه بقوة . كان صدره يعلو ويهبط من أثر الماضي الذي مازال محفور داخله 
حب قضى على وظيفته التي عاش يحلم بها في طيله سنوات دراسته ولم يكن حلمه وحده إنما كان حلم والديه وفي النهايه ماذا حدث مرضت والدته بعدما فصل من الداخليه ولم تتحمل رؤيته هكذا فماټت وهي تري مستقبله قد هدم 
اخنقته الذكريات فترجل من سيارته يطلق الحريه لانفاسه الهائجه  
ومر الوقت وهو يقف في ذلك المكان المنعزل يتأمل ما أمامه بشرود متذكرا اليوم الذي عرف بمحاكمتها وان والدها قد قتل اخبروه زملائه وقد ظنوا انه سيرتاح حين يعلم بهذا ولكن ليلتها عاد الي سوسن يرمي نفسه وكأنه طفلا صغيرا لم تكن قد تطورت علاقتهما ولكن تلك كانت البدايه الي ان صارت حياتهم الزوجيه كأي رجل وامرأته
لم يخرجه من شروده الا رنين هاتفه  ليلتقط الهاتف من جيب سترته مطالعا رقم المتصل بغرابه 
انا اتجوزت ياحمزة 
ولم يكن المتصل الا مراد يخبره بأخر شئ توقع حدوثه
               
رمقت ندي ياقوت بنظرات قاتمه بعدما خرجت من غرفه مكتب شهاب  بخطي بطيئه تتفرس ملامحها 
فنهضت ياقوت سريعا فور رؤيتها تتقدم منها وقبل ان تخرج كلمات الاعتذار لها موضحه المشهد الذي رأته 
انتبهي على شغلك  وبلاش عينك تبص لحاجه مش بتاعتك 
قالتها ندي وانصرفت دون أن تلتف نحوها مرة أخرى 
لتحدق ياقوت بخطاها وعلى ملامحها معالم الصدمه  فقد فسرت ندي المشهد كما ظنت
           .
وقف شريف بسيارته أمام المكان الذي اعتاد رؤيتها فيه ولكن اليوم لم يجدها . نظر لساعه يده متنهدا فهو لا يعلم سر قدومه هنا ومطالعتها من بعيد . عندما قص على شهاب مشاعره تلك اخبره ان شعوره ليس إلا شعورا بالذنب واشفاقا على حالتها 
            
عادت ياقوت من عملها تحمل بعض المعلبات . وضعت الأكياس التي كانت على الطاوله الصغيره التي تأخذ ركنا جانبا في غرفتها وجلست على الفراش تنظر للغرفه التي تقيم بها بشرود ثم اڼفجرت باكيه دون شعور  فقد ظنت ان خروجها للعالم الخارجي بعيدا عن أهل قريتها البسطاء سيكون سهلا ولكن كل يوم تكتشف انها دخلت بقدميها أصعب مراحل الحياه 
لم تنتبه لطرقات سماح على باب غرفتها ودلوفها للغرفه 
وعندما رأتها سماح هكذا ركضت نحوها تسألها بقلق 
ياقوت مالك فيكي ايه 
فدارت عيناها عنها ومسحت دموعها 
مافيش حاجه انا كويسه
فأتجهت سماح للجهه الأخرى ونظرت لها بتمعن 
مش احنا اتفاقنا هنكون صحاب  وتحكيلي اللي يضايقك
فلم تشعر بحالها الا وهي تندفع سماح وتحكي لها عن كل ما مرت به اليوم 
لتصدح ضحكات سماح عاليا 
بټعيطي عشان كده . يااا ياما هتشوفي 
فأتسعت عين ياقوت
وهي تخشي ان يلحق بها المزيد من الاذى 
انا كنت فاكره ان كل الناس طيبه زي أهل القريه عندنا 
فحركت سماح رأسها ضاحكه من برائتها في فهم البشر 
الحياه شبه المعركه والبشر مبقوش زي زمان  الكل دلوقتي بقي بيصارع عشان يعيش  الطيبين موجودين بس بيداس عليهم 
انصتت لحديث سماح . فأبتمست سماح وهي تراها تركز في حديثها ثم هتفت مازحه
يخربيت الغم والنكد خلتيني اقول كلام عميق مش بتاعي  بقولك ايه انا جعانه عندك اكل ناكل 
فضحكت ياقوت على تحولها السريع 
مش بقول بتفكريني ب هناء 
ونهضت نحو المعلبات التي جلبتها والخبز واشارت
للطعام 
جيتي في وقتك انا كنت جايبه معايا الاكل 
سماح وتنظر الي ما تشير اليه بسخط
تونه بقولك جعانه . انتي هتأكلي قطه
وألتقطت ما بيدها ووضعته في مكانه 
يلا يابنتي انا هعزمك وأمري لله  سيبك من اكل القطط ده مبيسدش الجوع 

جلست على فراشها تتأمل صوره على هاتفها كانت صور عائليه ولكن عيناها لا تقع الي عليه وحده 
وابتسمت وهي تحرك اناملها على ملامحه ف الحديث الذي سمعته اليوم بين والدها و والدتها دون قصد منها أعاد إليها روحها من جديد . وسريعا ما تذكرت ياقوت لتدق عليها وتخبرها ما سمعت 
ياقوت عمي طلب ايدي من بابا لمراد 
كانت ياقوت تسير خلف سماح بعدما أخبروا سميره بوجهتهم 
بجد يا هناء . احكيلي ده حصل امتى وازاي
فحركت هناء اصابعها على خصلات شعرها بهيام ولكن قبل أن تخبرها بتفاصيل ما سمعته كان شقيقها يدلف لغرفتها 
هكلمك بكره احكيلك 
واغلقت هناء لتنظر سماح التي توقفت عن السير وتتمعن النظر في ملامح ياقوت المبتسمه 
شكلك سمعتي خبر حلو 
لتتسع ابتسامه ياقوت بسعاده 
هناء هتتخطب قريب  انا فرحانه اوي ياسماح 
فأرتسمت السعاده على وجه سماح هي الأخرى 
انا بقيت شاهده على قصه الحب العجيبه ديه بين هناء وابن عمها . لازم اكون اول المعازيم مفهوم 
وضحكت كلتاهما ليكملوا سيرهم في الطريق فالمطعم قريب من المسكن 
              
وقفت مريم أمامه في غرفه مكتبه بعدما طلب منها اتباعها 
كانت تعرف بما سيحادثها فيه  فحضوره للمدرسه قد ذاع وخاصه من مدرستها الحالمه به منذ زمن ولكن لم تظهر مشاعرها الا بعد ۏفاة والدتها وكأن والدتها كانت حاجز بينه وبين النساء
ارفعي عينك ليا يامريم 
فرفعت عيناها بتوتر وهمست بخفوت 
هو انا عملت حاجه تزعلك يا بابا 
حمزة بهدوء 
ليه بتعملي في نفسك كده . مش ديه مريم اللي ربتها  وبقول انها شبهي
لم تتحمل كلماته حمزة هو قدوتها والدها الذي تدرك تماما انها ليست من دمائه وما هو إلا زوج ام أعطاها ابوته بمحبه خالصه 
وبكت بحرقه وهي تخبره بأشتياقها لوالدتها بخۏفها ان يتزوج بأخرى في تسمع وترى ولكن تصمت 
عمتو ناديه عايزه تجوزك .انت كمان هتروح مني وشريف بقى بعيد عني مبيرجعش البيت غير علي النوم وندى بقت مشغوله مع شهاب  وتقي بقي ليها صحابها اللي بتحبهم . كلهم بيبعدوا . ماما هي اللي كانت بتجمعهم 
حمزة اليه وهو يرى انشغال الجميع عن صغيرته واشعروها بغياب سوسن 
وتفتكري انا في يوم هتخلي عن بنتي
فرفعت مريم عيناها نحوه 
بيقولولي انك مش بابا . انا عارفه كده بس انت بابا صح
دمعت عيناه وهو يسمعها فأبعدها عنه يمسح على وجهها
أنتي بنتي يامريم وهتفضلي بنتي . انا عايز مريم ترجع زي ماكانت شاطره في مدرستها متعملش مشاكل مع حد ولا بتتخانق
فخجلت من تلميحه لمشاجرتها مع رؤى بعدما طفح الكيل ولم تعد تحتمل حديثها
اوعدك هرجع مريم القديمه . بنت حمزة الزهدي
نطقت اسمه بفخر . ليبتسم علي عفوية صغيرته
طب اعملي حسابك مس ريما هتيجي تذاكرلك مادتها  مستواكي نزل فيها خالص
وابتسامه ساخره ارتسمت على شفتي مريم لتحرك رأسها مردده
مس ريما اه
                
اتبع خروجها من المدرسه وقد ارتاح قلبه عندما رأها اليوم فقد تغيبت ليومان عن المدرسه التي تعمل بها مدرسه موسيقى
خرجت اليوم بمفردها تتحسس الطريق الذي حفظت خطواته ولم تنتبه لدراجه الهوائيه التي مرت بجانبها فدفعتها لتسقط على ركبتيها
ركض شريف نحوها فالأمر
فلم يكن يتوقع حدوث ذلك ولكن صاحب الدراجه البخاريه مال قليلا فدفعها دون عمد ورغم الدفعه لم تكن قويه الا انها تعركلت في خطواتها
أنتي كويسه
لم تنسى صوته طيله الايام الماضيه . فخشت ان يكون هو صاحب الدراجه وېعنفها مثل المره القادمه
اه كويسه
وشعرت وقبل ان يمد يداه ليساعدها
شقيقتها راكضه نحوها
مالك يامها ايه اللي حصلك مش قولتلك متخرحيش من المدرسه لوحدك
وألتقطت شقيقتها يدها وعنفتها كأنها طفله صغيره ولم تهتم بوقوف شريف الذي كاد يطمئنها عليها
فوقف يطالع المشهد صامتا ولأول مره يشعر ان داخله احساس بدء يسير في اتجاه جديدا عليه 
                .
ذهبت لعملها بحماس  فصحبتها مع سماح عادت عليها بنفع
ليدلف شهاب مكتبه أمامها بعدما ألقي عليها تحية الصباح
ومر الوقت الي ان جاءت ساعه الظهيره
فخرج من غرفه مكتبه يخبرها بعمليه وهو ينظر إلى ساعه يده
ياقوت هاتي الملف اللي قولتلك اطبعيه وحصليني عشان رايحين على الفرع الكبير في اجتماع مهم
لتجمع الأوراق سريعا في ملفها المخصص وحملت حقيبة يدها تتبعه بصمت
   
تقدمت سيلين من الطاوله التي تجلس عليها ناديه وتنتظر قدومها 
اسفه يا مدام ناديه اتأخرت عليكي
وجلست تلتقط أنفاسها 
مش قدامي غير نص ساعه بس
لتبتسم ناديه متفهمه واسندت ذراعيها على الطاوله وظلت للحظات تطالعها بتفحص ومالت نحوها 
من غير لف ودوران . انا عارفه انك معجبه بحمزة 
ألقت ناديه كلماتها ببطئ ثم عادت تسند ظهرها على ظهر مقعدها . فأرتبكت سيلين من صراحتها 
اي حد بيشتغل مع مستر حمزة لازم يعجب بشخصيته يافندم 
فضحكت ناديه بخفوت وهي تسمع عباراتها المنمقه 
يعني اسحب عرضي ونشرب بس القهوه سوا 
لتلمع عين سيلين غير مصدقه لما تشير اليه ناديه 
حضرتك تقصدي ايه 
فداعبت ناديه ذقنها مفكره 
من حمزة . وانا هساعدك
الفصل التاسع
جالت عيناها بالحضور وهي تشعر بالرهبه من حضورها ذلك الاجتماع  حاولت بث نفسها الطمئنينه تذكر حالها بنصائح سماح التي باتت تعطيها دفع
وتمتمت داخلها لتزيد من عزيمتها
انتي دلوقتي بتشتغلي يا ياقوت والشغل هنا غير شغل الملجأ لازم تبقى واثقه في نفسك
حقيقة لم تكن تلك عباراتها بل سماح التي اخذت تحفظها لها
وفي ظل تردديها ما يطمئنها دلف حمزة غرفة الاجتماعات بهيبته المعهوده تتبعه سيلين مديرة مكتبه 
فمال نحوها شهاب قليلا يخبرها
ركزي في كل كلمه بتتقال واكتبي الملاحظات  تمام
فأماءت برأسها سريعا وما من لحظات كانت تسمع وتدون ما يجب عليها تدوينه
عيناها وقعت على اخر شخص تريد ان مطالعته ولسوء حظها المعتاد تقابلت عيناهم
ثبت حمزة نظراته عليها ولكنها اشاحت عيناها عنه خجلا
واكتمل الاجتماع  ليستدير شهاب نحو ياقوت متسائلا
دونتي النقاط المهمه يا ياقوت
فحركت رأسها إيجابا ومر الوقت وشهاب جالس مع حمزة يناقشه في عملهم 
نظرات ياقوت كانت تلك المرة نحو سيلين التي تعمدت من حمزة فيتلامس كتفها بكتفه بعض الأحيان
تعجبت من ذلك التحرر ولكن ابعدت ذهنها عما ترى ففي النهايه 
هي ليست أكثر من موظفه
             
ضحكت سماح بصخب وهي تستمع إليها عندما بدأت تصف لها شعورها اليوم 
يعني حمزة الزهدي بعبع بالنسبالك 
فزفرت ياقوت أنفاسها بأرهاق
بخاف منه اوى يا سماح  البشمهندس شهاب مش كده خالص  راجل ذوق 
فحركت سماح حاجبيها بنظرة عابثة 
قولتيلي ذوق 
فسرعت تحرك رأسها نافيه
لا مش قصدي اللي فهمتيه  انا بس بحكي عن شخصيته  بشمهندس شهاب خاطب ندي اللي حكتلك عنها 
فأبتمست سماح وهي تضحك على وداعتها 
ما انا عارفه بس برخم عليكي . المهم سيبك من العيله ديه بقى ايه رأيك تيجى معايا حفله المفروض هعمل لقاء صحفي فيها 
وقبل ان تنطق ياقوت برأيها اردفت سماح بحماس 
ديه مش اي حفله يا ياقوت  هتتبسطي وتقولي سماح قالت 
انتابها الحماس ولكنها تذكرت مۏت عمتها وحزنها عليها ولم تنسى هدفها الأساسي في المجئ للعاصمه  الهدف لم يكن الا العمل لا أكثر 
مش هينفع يا سماح . روحي انتي ده شغلك 
كانت تعلم داخلها ان سماح تفعل ذلك معها لتجعلها تخرج من قوقعتها المغلقه . سماح فيما مضى لم تكن الا كشخصية ياقوت الفتاه الهادئه المنطويه ولكن الحياه تعلم ان تصبح مع مرور الايام شخص
آخر 
               
في مكان آخر مظلم والكل في ثبات عميق كان هناك صوت خاڤت يصدر عن صاحبته بكلمات متقطعه 
مظلومه  متسبنيش  حمزة نطقت اسمه بصرخه ضعيفه ثم انتفضت من غفوتها تضع بيدها على قلبها وتدور بعينيها يمينا ويسارا . لتجد جميع النساء في العنبر نائمين بعمق 
فألتقطتت صورته من أسفل وسادتها وداعبت ملامحه بأناملها 
خاېفه يكون فات الأوان ياحمزة  بس انا زيك اتظلمت محدش بيختار اهله 
وسقطت دموعها وهي تتذكر والدها فلم تكن الا ابنه تاجر مخډرات لسنوات ترى والدها اشرف رجلا وفي النهايه انكشف الستار 
اليوم كان اسعد يوم بحياتها لم تعد تتذكر كم يوم بعمرها فرحت ولكن اليوم مختلف . شقيقتها الحنونه المعطاءه سوف يتم خطبتها الغد وكل جيرانهم واصدقائهم سعداء ويجلسون يغنون ويرقصون على أصوات الموسيقى العاليه . تلك عادات منطقتهم البسيطه فكل شئ يأخذ حقه على أكمل وجه  الفرح فرح والحزن حزن 
الضحكات كانت تتعالا بين فتيات المنطقه لترقص معهم 
يلا يامها انتي هتفضلي قاعده كده . ده انتي اخت العروسه 
اطربتها الكلمه وتمنت لو كانت مبصره  لترى سعاده شقيقتها التي كانت تجلس على احد المقاعد تدندن مع الفتيات وتحرك كتفيها بدلال واحداهن تقف أمامها تنظف لها حاجبيها ووجهها
فدارت بجسدها بين الفتيات تتخبط وترقص وكل عالمها يتلخص في سمع الأصوات والضحكات حتى تعبت من الرقص والغناء 
وعادت لمكانها بصعوبه وكادت ان تجلس علي المقعد ولكن احد أطفال جيرانهم سحب المقعد لتهوي على الأرض لم يرى المشهد أحدا فنهضت سريعا من فوق الأرض تلملم شتات نفسها قبل أن ينتبه إليها الجالسين ويشفقون على وضعها الذي تقبلته بكل رضي وحمد 
واتجهت لغرفتها تتواري خلف الباب باكيه تكتم صوت شهقاتها وكأن قلبها بدء يشعر بأن القادم ليس هين 
اشاحت مريم رأسها للجها الأخرى بملل بعدما ملت من تكرار سؤال الاستاذه ريما معلمه الرياضيات الماده التي لا تتفوق فيها الا اذا تولي حمزة مذاكرتها لها 
امتى حمزة بيه هيجي يامريم 
فأطلقت مريم أنفاسها ثم هتفت بصفاقه
بابا مش بيجي دلوقتي . عنده شغل مهم 
فلمعت عين ريما واخرحت تنهيده حالمه 
ده المتوقع من حد زي حمزة بيه اكيد وقته مش ملكه 
فحركت مريم رأسها بفتور وأكملت حل مسألتها بسرعه فموعد وصول حمزة قد وهي تريد رحيلها قبل قدومه . وناولتها كشكولها 
انا كده خلصت يامس
وتثأبت لتشعرها بأنها بالفعل انتابها النعاس  وبعد دقائق كانت تجمع ريما أوراقها ولكن ببطئ شديد للغايه 
ومريم تجلس تراقب الوقت وتنظر لمعلمتها المعجبه بوالدها الارمل 
واتسعت عين ريما عندما سمعت صوت حمزة والخادمه تحمل حقيبة عمله وترحب به 
فأنتفضت مريم من مكانها واتجهت نحوه وكأنها تريد أن تخفيه من أعين معلمتها التي وقفت تتابع المشهد بأبتسامه متسعه 
غير مصدقه انه يدللها هكذا وهو زوج امها الراحله ليس أكثر فماذا ستكون معاملته نحو أطفاله مستقبلا 
تخيلت منظر أولادها منه في تلك اللحظه ورسمت نفسها الزوجه متسائلا 
انسه ريما انتي سمعاني 
فأنتبهت ريما وادركت انه واقف أمامها منذ مده يحادثها وهي ليست معه وعدلت ريما نظارتها تهتف بحرج
ايوه معاك  حضرتك كنت بتقول ايه 
فأبتسم حمزة بلطافه رغم تعجبه من امرها 
بسألك عن مستوى مريم 
فتعلقت عين ريما بمريم الواقفه بجانب حمزة ترمقها بنظرات متلاعبه
مريومه بنوته شاطره اطمن يافندم 
فرمق صغيرته بنظرات فخورة ثم عاد ينظر نحو ريما 
اكيد انا مطمن طول ما انتي معاها 
قالها بلطف وتقديرا لها ولكنها فسرتها بطريقه أخرى فحدقت مريم ب ريما التي اتسعت ابتسامتها فور ان سمعت مديح حمزة 
ولم يقطع ذلك الحديث الا رنين هاتفه  فأستأذن منها قبل أن يصعد الدرج متجها نحو غرفته ليقابل ندي على الدرج وهي تهبط لاسفل 
ندي اعرضي على مس
ريما تتعشا معانا . وادي خبر للسواق يبقى جاهز عشان يوصلها 
فأماءت ندي برأسها مبتسمه وألتقت ب ريما التي كانت مريم تسرع بتوديعها 
استاذه ريما حمزة موصي انك لازم تتعشى معانا مش معقول تمشي كده 
لتهتف مريم داخلها 
تتعشا  ياريتك ياندي مانزلتي
وتهللت اساريريها وهي تسمع ريما تجيب معتذرة 
شكرا ياأنسه ندي  مقدرش اتأخر على البيت اكتر من كده 
ولكن داخلها كان رأي آخر 
لازم تتقلي ياريما مش معقول من اولها اقبل عزومته هو فاكرني ايه 
طب خلاص هخلي السواق يجهز عشان يوصلك ديه أوامر حمزة 
فأستاءت مريم من حديث ندي وحملت كتبها حانقه وغادرت 
تنفض رأسها من أفكارها بأن يتزوج حمزة مس ريما التي لا تطيقها
اما الأخرى غادرت بأحلام ورديه لأهتمامه بها وخوفه عليها
ولم يكن ذلك الا واجب يفعله
               
اغلقت ياقوت مع هناء التي ظلت لساعه تحادثها وتخبرها عن حلمها بيوم زفافها بمراد ولكن ثوب زفافها قد افسدها بقعه متسعه لا تعلم من اين أتت ولكنها افسدت مظهر ثوب زفافها 
لم تجد ياقوت الا كلمات الاطمئنان لصديقتها وانقلب الحديث الي ضحكات بعدها 
ربنا يسعدك ياهناء وتحققي حلمك وتتجوزي الإنسان اللي بتحبيه 
دعت ياقوت لصديقتها بأخلاص وانتبهت لطرقات الباب ثم دلفت سماح غرفتها بطريقه مسرحيه واتسعت عيناها پصدمه وهي ترمق ياقوت ساخطه 
أنتي هتروحي معايا الحفله بالبيجاما 
ثم أشارت نحو حذائها المنزلي 
وبالشبشب ده 
فضحكت ياقوت على ظن سماح انها وافقت على قدومها لذلك الحفل الذي لا تعرف لما تذهب اليه ف سماح صحفيه وهذا هو عملها اما هي ماذا سيكون سبب ذهابها 
عندي شغل بدري ياسماح وكمان هاجي معاكي بصفتي ايه 
فأشارت سماح نحو حالها بأعتزاز
بصفتك صاحبتي ولا ديه حاجه قليله
فصدحت ضحكات ياقوت سماح تخرجها من اي حاله هي فيها بأسلوب دعابتها المرح
روحي انتي ياسماح انا هصلي العشا وأنام 
ومع ألحاح سماح لم تذهب ياقوت لفراشها كما كانت تتخطت إنما وقفت أمام مكان الحفل متسعه العين من هيئه الوافدين للحفل 
فنظرت لهيئتها بملابسها المحتشمه ثم تعلقت عيناها نحو سماح التي انشغلت مع مصور الجريده في الحديث قبل دلوفهم الحفل 
                    
خرجت من غرفتها تبحث عن شقيقتها بعدما أبدلت ملابسها وانتهت الخطبه على خير وقد سعد الجميع 
كانت في المقاعد التي مازالت مصطفه في شقتهم تهتف بأسم شقيقتها 
ماجده انتي فين 
لم تسمع شقيقتها صوتها فقد كانت في صراع بين اقناع خطيبها ان علاقتهما ليست الا عابره 
تركت نفسها له وقد اخمدت عقلها وعاد هتاف مها بأسمها الي ان من الغرفه لتسمع صوت تأوها ففتحت الباب بقلق وفزع 
ماجده انتي فيكي حاجه  مالك
انتفضت ماجده بعيدا عن خطيبها الذي يدعي سالم تخفي بيدها ماأزاله عنها من ملابسها وتشير له ان يصمت
انتي لسا صاحيه يامها
فهتفت مها بطفوله لم تضيع من برآتها
اصل عايزه اكل من جاتوه الخطوبه  مكلتش في الخطوبه خۏفت أوقع على نفسي وانا باكل قدام الناس
تألمت ماجده على شقيقتها وقد ارتدت بلوزتها سريعا 
حاضر ياحببتي تعالي ان هجبلك من التلاجه واكلك كمان 
هتفت عبارتها بأرتباك تخرجها من غرفتها وعادت للجالس على فراشها متكئ بأستمتاع وأخرج سيجارته لېدخن
انت بتعمل ايه يلا امشي من هنا بدل ما تاخد بالها .
وتابعت بأرتباح 
الحمدلله انها ملاحظتش حاجه 
لترتسم السخريه على شفتي سالم 
تشوف ايه اختك عاميه . يلا روحي حطلها الاكل وتعالى عشان نكمل
ألقي عبارته وهو يرمقها بنظرات خبيثه ولكنها تمالكت حالها سريعا
لا ياسالم انا مش هعمل كده تاني . لما نتجوز . حرام 
استاء سالم منها واخذ يهندم من ازرار قميصه ونهض من فوق الفراش ومال برأسه نحوها 
حرام  بكره انتي اللي تطلبي مني كده يابتاعت الحړام والحلال 
وانصرف بهدوء فتعلقت عيناه ب مها 
حلوه بس الحلو مبيكملش
  . 
وقفت تتأمل الحفل الصاخب الذي دعتها اليه سماح كي تريها بعض من مظاهر العالم الخارجي . ليله رائعه بكل مافيها ورغم الانبهار الذي ظهر في عينيها وهي تشاهد مظاهر الحفل الا انها لم تشعر انها ضمن هذا العالم وان الحياه ليست كما ترى الان إنما هذا مظهر من مظاهر الخدع 
كأس العصير المثلج ارتفع لشفتيها ترتشف منه بأستمتاع وتتابع بعيناها الحفل على بعد أمتار 
سماح وزميلها بالجريدة يتنقلون بين رواد الحفل يلتقطون الصور والأخبار
الحصريه
خطواتها تعثرت قليلا لتنحني نحو حذائها تحكم ربطه جيدا 
أنتي بتعملي ايه هنا 
صوته جعل ملامحها تتجمد فرفعت عيناها تتمنى ان لا يكون هو ولكن سوء حظها معه يجمعها به في اوقات عجيبه
حمزة بيه 
وادركت وضعها سريعا لتعتدل في وقفتها 
انا  اصل .كنت 
متفحصا هيئتها المرتبكه 
أنتي ايه  
ثم اردف وهو يرمقها ساخرا 
حتى مش عارفه تجمعي كلمتين على بعض
تهكمه جعلها تشيح عيناها عنه سريعا قبل تصرخ به ولكنها للحظه فكرت في وظيفتها ولم تجد الا الصمت 
ساعات بحس انك خرسه 
فهتفت حانقه 
بس انا مش خارسه وبتكلم عادي 
فضحك حمزة مستمتعا بزعرها منه 
لا كده عرفنا ان ليكي صوت 
وتركها وانصرف دون كلمه أخرى . لتتعلق عيناها به وهي تستعجب من بغضه العجيب بها 
ياقوت انتي مالك وقفه كده ليه  ومين اللي كان واقف معاكي ده 
فألتفت نحو سماح وكأنها وجدت نجدتها كي تغادر الحفل 
أنتي مقولتيش ليه أن حمزة الزهدي من ضيوف الحفل 
فأبتمست سماح وهي وضحكت مازحه
ما لازم تتوقعي حضوره هو مش من صفوة المجتمع ولا ايه 
واردفت بجوع وهي تتحسس على معدتها
يلا عشان البوفيه اتفتح وده احلى اكل يابنتي . بدل اكل المعلبات والشارع اللي ۏجع بطننا 
فرمقت سماح بأعين ضائقه
لا روحي انتي كلي وانا هستناكي هنا . اكل المعلبات احسن عندي من الاكل اللي هنا
ولم تجادلها سماح بقرارها فأنصرفت نحو الطعام الشهي مشيرة لها 
استنيني هنا اوعي تتحركي 
                  .
تابع بعيناه مكان وقوفها بعيدا وابتعاد صديقتها عنها ثم اتجاهها نحو المكان المخصص للطعام وانهماكها في تذوق كل ما يقع تحت يدها . ارتسمت السخرية على شفتيه وحرك رأسه وقد عرف سبب قدومها الحفل
                  
ابتسم شريف وهو يجدها تجلس في مكانها وترجل من سيارته وقراره ان اليوم سيعتذر لها عن وقاحته فيما مضى
وبخطوات معدوده كان يقف بجانب مقعدها ثم جلس جانبها
انت مين
وكادت ان تنهض من جانبه
اقعدي يامها مټخافيش من
عرفت صوته كما أن رائحة عطره لم تنساها
انت عايز مني ايه . انا قاعده في حالي موقفتش قدام عربيتك وعطلتك
فأبتسم وهو يسمع صوتها واعتدل في جلسته ليصبح وجهه مقابل لوجهها
انا جاي اعتذر منك علي اول لقاء بينا
وتابع وهو يجدها صامته وعيناها التي ضاع نورها تقابل عيناه
انا ملازم أول شريف نور الدين  عرفتي اسمي وشغلي اه عشان مټخافيش مني 
فدارت بعيناها بعيدا عنه 
انا مش خاېفه منك . ممكن تقوم بقى من جانبي 
فأرتسمت ابتسامه صادقه على شفتيه 
ولو مقومتش 
فنهضت وهي تسند يدها على ظهر المقعد الخشبي 
هقوم انا 
فنهض شريف وهو يعتذر 
خلاص تعالي اقعدي مكانك . انا كنت جاي اعتذر بي منك وماشي مع اني كنت جايبلك حاجه وقعت منك يوم ما وقعتي واختك اخدتك
لتقف في مكانها تمد يدها نحوه
انت لقيت الآله بتاعتي
رأي اللهفه في عينيها فأعطاها لها متعجبا فهو يعلم انها نوع من انواع الآلات الموسيقى القديمه 
بتعرفي تعزفي عليها
فعادت تجلس علي المقعد وبدأت تعزف وكأنها وجدت نفسها معها ومع كل لحن يخرج من بين شفتيها كان يغمض عيناه مستمتعا
     
وقفت خلفه ت مسائله
الوقت بدء يمضي مراد
كان يعرف مغزى سؤالها فرفر أنفاسه بقوة من المواجهة الحقيقيه التي سيواجه بها والده . فوالده طلب ابنه عمه إليه وأصبح امر الخطبه علانيا حتى حمزة لم يستطع مساعدته بعد عرض فؤاد على شقيقه الوحيد امر خطبه ابنتها 
هناء اسمها بات في الأيام الاخيره يقتحم مخيلته ببغض ولا يعلم السبب يراها المذنبه فيما وصل اليه 
وعندما شعر بلامسات جاكي العابثه على صدره من فتحتي قميصه اغمض عيناه بقوه لعله يطرد أفكاره وألتف نحوه مبتسما 
جاكي انتي مراتي دلوقتي وجوازنا مش سر هخاف منه . هننزل مصر سوا والكل هيعرف انك مراتي 
فأتسعت ابتسامتها سعادة وألقت نفسها بين ذراعيه تخبره بحقيقه مشاعرها نحوه 
انا احبك مراد ولم احب ان اكون مجرد رفيقه أردت أن أكون امرأتك . انا في غاية السعاده الان حبيبي 
وابعتدت عنه قليلا 
              
اخفضت عيناها بحرج وهي تتناول من الطعام الشهي 
العزيمه لم تأتي لها بالمقصد ولكن مهاتفه ناديه للسيده سميره وعزيمتها لها في وجودها جعل ناديه تخبر سميرة ان تجلبها معها 
وانتهى العشاء الهادئ  فأخذت ناديه  سميره جانبا يحتسون القهوة معا ونظرت لياقوت التي جلست تضم يداها بحرج وتخفض عيناها
تقى حببتي سيبي التليفون شويه واتكلمي مع ياقوت  انا وطنط سميره هنقعد مع بعض نتكلم شويه
من ابنتها بحب فأبتمست تقي برقه لوالدتها
حاضر ياماما
عين ياقوت إليهم ولمعت عيناها وهي تتخيل نفسها مع والدتها في مشهد هكذا
لتنتبه لصوت تقي بعدما انصرفت ناديه نحو سميره
احنا شوفنا بعض كتير بس متعرفناش ولا مره علي بعض
فأبتمست لها ياقوت وقد شعرت بلطافتها  وقد ظنت انها لا تحب الحديث معها
انا عارفه عنك حاجات كتير من هناء
تقي بحماس 
هناء بقى حكتلك ايه عني قوليلي وانا هقولك هي حكتلي ايه كمان
ضحكت ياقوت على حديثها كما ضحكت تقي 
هتحسي اني طفوليه شويه بس انا مش كده إطلاقا 
وعادت ضحكتهم تتعالا ثانية وفي نفس اللحظه كان يدلف فؤاد المنزل وخلفه حمزه 
اختك النهارده مش هتصدق اني جبتك معايا 
فنهضت تقي على الفور نحو والدها تتعلق بعنقه ثم اتجهت لخالها تحتضنه وتقبله 
خالو وحشتني
حمزة اليه ثم انتبه لياقوت التي فؤاد مرحبا بها فهو يعلم بهويتها وصداقتها من ابنه شقيقه 
اهلا يابنتي 
ونظر فؤاد نحو حمزة 
اكيد عارف ياقوت ياحمزة . موظفه عندك 
واردف مبتسما 
موصكاش عليها بقى
فضاقت عين حمزة ورمقها ببطئ . فأشاحت عيناها عنه 
لتأتي ناديه بلهفة نحو شقيقها 
حبيبي وحشتني . عاش من شافك 
ف شقيقته وهمس بأذنها وقد ضغط علي شفتيه حانقا
ليلتك سوده ياناديه
فأبتعدت عنه ناديه بأرتباك وادركت انه عرف مخططها مع سيلين 
تعالا اعرفك على سميره صديقتي 
فرحب حمزة ب سميره متجاوزا شقيقته تلك اللحظه ثم أشارت ناديه نحو ياقوت التي وقف فؤاد يحادثها قليلا 
تعالي يا ياقوت اوصي اعرفك على حمزة اخويا صاحب الشركه اللي انتي شغاله فيها 
أرادت ناديه ان تلطف الجو بأي شكل . وانصرف فؤاد مستأذنا منهم كي يبدل ملابسه واتبعت تقي والدها كي تخبره برحلتها الجامعيه مع زملائها 
فتقدمت ياقوت منهم بأرتباك من نظرات حمزة فأماء برأسه قائلا بلامبالاه
مش ديه سكرتيرة شهاب
شعرت انها يقصد تقليلها ناديه ياقوت إليها 
مردتش اطلب منك انت تعينها  اصل عارفاك 
فحدق بها حمزة وقد وقفت تتلاعب بيداها 
كويس انك عارفاني اني مبوظفش اي حد عندي غير مؤهل 
شحب وجهها من عبارته العدوانيه . ورفعت عيناها نحوه فوجدته يطالعها بنظرات غامضه مستمتعه
الفصل العاشر
جلست بهدوء تستمع الي توبيخه بشأن فعلتها واتفاقها مع سيلين وعندما تعلقت عيناه بملامح وجهها الهادئه
مش هتردي لأنك عارفه نفسك غلطانه ياناديه
هتف عباراته حانقا فألتقطت ناديه هاتفها تعبث به قليلا حتى تجعله يخرج كل ما بجبعته نحوها دون جدال تعرف نهايته
ناديه انا مش بكلمك ما بتردي
فطالعته ناديه بهدوء جعل صدره يضيق منها
انت ليه جرحت البنت كده ياحمزة  مهما كان كانت ضيفه عندي
لتتسع عيناه ثم ضړب
على فخذيه من تغيرها لموضوعهما
بنت مين ديه . انا بتكلم في ايه دلوقتي . موضوعنا تدخلك في حياتي ياناديه وبلاش تلعبي من ورايا 
وأبتمست وكأنها تلاعبه 
ياقوت ياحمزة انت لحقت تنساها 
فأنتفض من جلسته ورمقها بغيظ قبل أن يغادر
انا ماشي قبل ما اټشل بسببك 
واردف بمقت يخرج فيه حنقه منها 
ياقوت ديه مرفوده عشان ترتاحي 
وغادر لټنفجر ناديه ضاحكه . فوقف فؤاد خلفها يعقد ساعديه بقله حيله من أفعالها 
انا لو مكانه اتبري منك ياناديه 
لتلتف ناديه نحو زوجها بوداعه
كده يافؤاد ياحبيبي
فؤاد مبتسما 
عمرك ما هتتغيري بس هفضل احبك لآخر يوم في عمري 
وانتهت عبارته و يطبع
فمعها ينسى فؤاد أفكاره المعقدة وكيانه
                  
اخفضت عيناها تقاوم ذرف دموعها تتذكر حديثه ونظراته المتهكمه نحوها شهقات متتاليه خرجت من بين شفتيها 
ثم تكورت فوق الفراش 
بكاء متواصل بكته  مجبرة هي على هذا العالم بكل قسوته 
ولكنها ضعيفه هشه .دوما حياتها كانت قائمه على افعلي  اصمتي ارضى بما نعطيه لكي فهل ستتدللي 
كانت تقبل كل شئ بأبتسامه صادقه  نعم هي كلمتها الوحيده 
وشعرت بقدوم سماح غرفتها . منها سماح ثم چثت على ركبتيها أمامها تمسح دموعها 
ابويا كان تاجر مواشي كبير  كنت عايشه ولا البرنسيسات  مخلوفيش غيري  حياتي كانت تتلخص في اني بنت دلوعه أهلها هما حياتها وبس . كانوا فاكرين لما يقفلوا عليا  بيحافظوا عليا من الدنيا لكن الحقيقه كانت غير كده  كانوا بيطروا عضمي للدنيا عشان يوم ما صح هتكسر علطول  ماټ الحاج حسين 
وابتسمت بمراره وهي تتذكر والدها 
يوم مۏته الدنيا ورتني انا وامي الحياه صح  عمي سرق فلوسنا وبقينا عايشين على الحسنه اللي بيرميها لينا كل شهر الامانه اللي وصاه عليه اخوه نساها والطمع عماه . امي مكملتش بعد مۏت ابويا كتير ماټت وسبتني  ماټت قدام عيني وانا بترجي عمي يجبلها الدوا  . علبه دوا يا ياقوت 
مقدرتش اجبها لأمي 
وبكت بمراره وهي تتذكر تلك اللحظه وكأنها كالامس 
مأخدتش حاجه من الضعف والسكوت .محستش بنفسي غير وانا پخنقه بأيدي 
وعندما ظهر التساؤل على وجه ياقوت التي انتفضت من رقدتها فضحكت سماح بمراره 
مټخافيش ما ممتش . مقدرتش اعملها 
وفي ثواني معدوده كانت سماح تمسح دموعها 
لازم تقوى يا ياقوت لو عشتي في الحياه بدور الضحيه هتفضلي طول عمرك ضحيه . الحياه مليانه حكايات ومعارك ابكي بين ايدينا ربنا وبس  اطلعي للناس قويه دافعي عن نفسك
لم تعلم سماح لما اخبرتها بحكايتها اليوم . ولكن داخلها شعرت انها بحاجه ان تخبر أحدا بحقيقتها وحياتها التي هربت منها يوما
أنتي طيبه اوي ياسماح
                   .
جلس في غرفة مكتبه شاردا رغم كل ما وصل اليه من نجاح الا انه يشعر ان داخله شئ قد نقص  مازال مذاق الظلم والخذلان اللذان عاشهم قديما كالعلقم في حلقه 
ووقعت عيناه على إطار الصوره الموضوعه على مكتبه تجمعه ب سوسن وشريف ومريم وندى والابتسامه مرسومه على شفتيهم  ابتسم من قلبه ثم رفع الصوره ونظر لملامح سوسن 
وحشتيني اوي يا سوسن  وجودك كان فارق في حياتي
ولم يدري لما ملامح ياقوت ظهرت أمام عيناه 
لينفض رأسه سريعا ناهضا من فوق مقعده مغادرا غرفه مكتبه المظلمه 
    
عاد شهاب ليلا بعد سهره ممتعه قضاها في احد الملاهي هو لا يشرب الخمر ولكنه يعشق تلك الأجواء حتى علاقته بالنساء أصبحت لا تتخطى الا الضحكات وعبارات الغزل . ووقعت عيناه عليها فوجدها جالسه في حديقه الفيلا بشال صوفي خفيف شارده 
ببطئ يشعر بالقلق 
مالك ياندي
فأنتفضت ندي على صوته ومسحت دموع عيناها ثم ألتفت نحوه وملامحها يظهر عليها الآلم 
مالي يا شهاب  لا انا مافيش حاجه 
شعر بمقصد كلامها فتقدم منها خطوتان
ندي فيكي ايه 
دموعها عادت تتساقط وهي تطالع ملامحه 
شهاب القديم رجع من تاني
اغمض عيناه بقوه  شعوره بعدم قيمتها يجعله لا يراها  أصبح مقتنعا ان حبها سيغفر له كل شئ 
ندي بلاش لف ودوران قوليلي اللي مزعلك او اطلعي نامي  الجو برد عليكي 
تعلقت عيناها به وكادت ان تطلب منه طلاقها وعدم اكتمال زواجهم ولكنها لم تجد الشجاعه الكفايه لتفعلها 
. لتجول عيناه على ملامحها 
هننزل امتى نختار فستان الفرح ولا اجيبهولك من باريس 
 
نظرت هناء لرسالتها التي تم فتحها  سألته عن حاله ومتى سيعود ولكنه قرأها دون أن يجيب لم يقرأها هو إنما جاكي هي من طالعتها ثم حذفتها . تعلم برغبه والد مراد في تزويجه منها حتى انها تخشي ان يصر على الأمر ويزوجها له عليها 
والفكره الأصعب ان يرغمه على طلاقها 
افكار كانت ټقتحم عقلها وتخشاها ولكن الحل الامثل الذي قررت فعله منذ اول ليله لهم معا ان لا تتناول حبوب منع الحمل التي اتفقوا عليها 
فهو لا يريد أطفال الان 
وافقته ولكنها داخلها لم تقتنع 
وجدته يخرج من المرحاض يلف جسده بمنشفه ويفرك شعره بمنشفة اخرى .
تعجب من فعلتها متسائلا
ما الأمر جاكي
توقعت سؤاله فعانقته بدلال
اشتقت اليك مرادي
ارتفع احد حاجبيه من عبث الكلمه وهتف بوقاحه 
أنتي كنتي لسا   لحقت اوحشك 
تمايلت أمامه بغنج   صدح رنين هاتفه لينظر لرقم المتصل ثم نظر إليها مشيرا لها أن لا تتحدث وتلتزم الصمت 
ديه ناديه
ولم يكن اتصال ناديه الا اطمئنانا عليه 

رفعت ياقوت عيناها نحو ندي التي لم تنساها منذ اول لقاء كان سئ بينهم  رمقتها ندي بنظرة ملتويه وسألتها
شهاب موجود 
فنهضت ياقوت من فوق مقعدها ورسمت ابتسامه مرحبه 
لا يافندم تقدري تتفضلي في المكتب تستنى حضرته
ندي بخطواتها تتفحص هيئتها البسيطه نفس الزي الذي رأتها به كانت ترتديه اليوم 
مش محتاجه اخد اذنك . خليكي في شغلك 
وأكملت ندي خطواتها نحو غرفه مكتبه لتزفر أنفاسها بحنق من غيرتها التي تصبها على كل من حلمها ولم يكن الحلم الا شهاب الذي وجدت نفسها تحبه بل تعشقه 
ومر الوقت وهي تجلس تنتظره ليذهبوا معا لاختيار ثواب الزفاف  ووجدت نفسها تتذكر يوم سقوط سوسن أمام عيناها ذلك اليوم لتتبدل فرحتها لحزن لم ينطفئ 
طرقات خافته طرقتها ياقوت ثم دلفت لها بكأس عصير طازج 
انا جبتلك عصير 
وفزعت من مظهر ندي بكائها 
ندي هانم مالك  انتي تعبانه 
أغمضت ندي عيناها بقوه صاړخه بها 
أنتي ايه اللي دخلك المكتب
ونظرت للعصير شزرا 
انا طلبت منك حاجه 
اوجعتها عباراتها ولكنها تذكرت كلام سماح فأبتمست وهي تترك كأس العصير 
لا مطلبتيش مني .على العموم انا جبته كحجه عشان اتكلم معاكي وأوضح سوء التفاهم 
تعجبت ندي من صراحتها فتابعت ياقوت 
بشمهندس شهاب يومها كان بيراضيني بكلمتين بسبب ڠضب حمزة بيه عليا من غير ذنب
كانت عيناها مرفوعة لأول مره بثقه ورغم انها ثقة واهيه الا انها اكملت 
حضرتك عايزه تصدقيني ده يرجعلك مش عايزه برضوه يرجعلك يافندم 
لم تكن ندي شخصيه ذو طبع قاسې وقبل ان تغادر ياقوت غرفة المكتب هاربه من صړاخ ندي الذى توقعته ولكن حدث ما لم تتوقعه 
استنى عندك يااا 
فألتفت نحوها ياقوت تطالعها مندهشه ولكن تجاوزت دهشتها سريعا بأبتسامه ودوده
ياقوت 
  
ضحكت سماح بأستمتاع وهي تمضغ قطع البسكوت بعد أن غمرتها بكأس الحليب المخلوط بالشاي 
مش معقول يا ياقوت قولتلها كده
فشردت ياقوت في أحداث اليوم 
محبتش تاخد عني فكره مش تمام ياسماح 
فتعالت ضحكات سماح 
أنتي عفويه وطيبه يا ياقوت اتمنى تلاقي الإنسان اللي يقدر طيبتك 
لتبتسم ياقوت بمراره متذكره حبيبها القديم الذي لم ينظر إليها بل نظر الي صديقتها وانتبهت على حالها 
هو انا اللي عملته ده صح ياسماح
تنهدت سماح بفتور وربتت على ذراعها بحنو
بصي يا ياقوت مش كل الناس ردود افعلها زي ندي  ندي باين عليها لطيفه وسوء الفهم كان غيره مش اكتر
فحركت رأسها مؤكدة 
اه ندي فعلا لطيفه ورقيقه اوي . ديه عزمتني على فرحها 
نظرات السعاده التي احتلت ملامح ياقوت من أبسط شئ قد قدم اليها جعل سماح تدرك ان ياقوت مازالت تحتاج إلى مواجهات عده مع الحياه  طبيعتها العفويه لن تصلح مع هذا الزمن  ارادتها قويه عفيفه النفس مثلما تكون 
بقيتوا صحاب يعني . طب وانا محدش هيعزمني 
لتصدح ضحكات ياقوت من عبس سماح المصطنع 
لا هبقي اخدك معايا .عشان معرفش السكه
فمسحت سماح فمها بكفها بعدما ابلتعت كأس المشروب خاصتها وحدقت بها بتلاعب 
يعني وجودي معاكي اوريكي السكه بس 
وانتهى الحوار بضحكات الصديقتان . الي ان تثاوبت ياقوت ونهضت من فوق فراش سماح 
كفايه سهر لحد كده  هرجع على اوضتي 
انصرفت ياقوت . لتتسطح سماح على فراشها تفكر في مهمتها الجديده التي اوكلتها جريدتها تلك المهمه  ولن تساعدها بها الا ياقوت ولكنها لم تستطع اليوم أخبارها فهى اكثر درايه بأضطهاد حمزة الزهدي لها فلا 
أن تنتظر قليلا
                       
وضعت دفترها الذي تدون فيه ملتزماتها من راتبها  الراتب الذي موعده ويجب عليها تدبير امرها به وإرسال المال لزوجه والدها كي تساعد في مصاريف اشقائها وتدفع ثمن حريتها من قيود زوجه ابيها وسم لسانها
ووضعت رأسها على الوساده وهي تحسب المال الذي سيكفي مأكلها وسكنها ورغبتها في شراء ثوب جديد بعيدا عن اثوابها التي هلكت 
دون اراده منها أصبحت تنظر للفتيات بالشركه التي تعمل بها ترى اناقتهم فتتمني لو ارتدت مثلهم اثواب جديده راقيه ولكن محتشمه كما اعتادت
فستان جديد . فلوس للأكل  فلوس للمسكن  فلوس عشان جهاز ياسمين 
هكذا غفت ياقوت .وانتقلت لعالم أحلامها الذي لم تري فيها الا صړاخ حمزة بها وأصبح عقلها الباطن يصور لها رهبتها منه حتى في النوم 
 
من شقيقه بعدما اڼصدم من رده 
جوازكم بعد اسبوع ولسا محبتهاش ياشهاب
واردف صارخا به
انت ايه يااخي  اول مره اشوفك اناني كده 
كان كالضائع وهو يستمع الي شقيقه  فحركه حمزة بذراعيه بمقت 
ندي امانه عندي عارف يعني ايه.
ضاق صدر شهاب من اللوم الذي يتلقاه دوما منه ومن شقيقته ناديه التي هي أساس تلك الزيجه فلولا استماعه لها ما استغل حب ندي اليه . فقد أصبح مدمن لحبها وضعفها أمامه ولكنه لم يحبها فالحب جربه قديما وقد فشل فيه وحياه اللهو والعبث من جاءت بالنفع وأصبح معشوق النساء 
افكاره كانت تقوده وهو لا يشعر انه سيكون في النهايه هو الأغبي والاحمق
وفاق على صړاخ حمزة 
انت يابشمهندس انا واقف بكلم مين 
فدفعه شهاب عنه وهوي بجسده على المقعد الذي خلفه 
كفايه ياشهاب . انا مش عيل صغير قدامك . جوازي من ندى هيتبني على الاحترام والتقدير وده كفايه اوي 
ارتسم الجمود علي ملامح حمزة ورمقه ساخرا
كمل ياشهاب وهيتبني على حبها ليك
للحظه أدرك صدق كلمات شقيقه  ولكن نهض بجديه كي ينهي ذلك الحديث 
حمزة انا مقتنع ب ندي زوجه  وياريت ننهي حوارنا لحد كده  وياسيدي امانتك محفوظه ارتحت 
لم ينتبهوا بتلك التي وقفت تستمع لحديثهم ودموعها تتساقط بآلم على حبها الذي لم تجد له مقابل 
              
جلس جانبها يخشى ان تنفره ولكنها ابتسمت 
انت جاي ترجعلي ايه تاني
ضحك على سؤالها 
الحقيقه انا جاي معجب 
قالها صراحة ولكن عندما وجدها اشاحت وجهها عنه ابدل حديثه
بهزر معاكي . الحقيقه انا لقيت نفسي سايب شغلي وجاي على هنا 
ألتفت نحوه وهي تتبع صوته مندهشه
ممكن تعتبريني عابر سبيل يامها 
تعجبت من معرفته بأسمها 
انت عرفت اسمي منين 
ليضحك على سؤالها 
أنتي ناسيه اني ظابط
واردف ممازحا وهو يتأمل ملامحها يتمنى بأنامله
عرفت اسمك يوم ما اختك اخدتك ونادت عليكي 
كلمه وراء كلمه سار معها حديثهم وكان كعابر السبيل
معها 
               .
لاحت له بيدها قبل أن تختفي من صاله المطار نحو الطائرة المتجها ل سويسرا . تم استدعائها في عملها فأجازتها الممتده قد انتهت  وقد قررت أن تقدم استقالتها وتعود اليه ثم يعودوا معا لمصر 
وقف مراد للحظات ساكن في مكانه وانسحب مغادرا من المطار
ليعلو رنين هاتفه فنظر لرقم المتصل ثم أجاب 
انت مش عريس يابني والنهارده فرحك 
اجابه شهاب ضاحكا وهو ينظر لهيئته بالمرآه 
المفروض كنت تبقى موجود ده انا في مقام خالك حتى 
  
وقفت أمام القاعه الفخمه مع السيده سميره التي اتجهت على الفور نحو احدهن ويبدو انها تعرفها . ندي قد داعتها بدعوه رسميه تعجبت من الامر وظنت انها كانت مجرد كلمه ولكن دعوه العرس بعثتها لها مع شهاب
كانت القاعه راقيه ومبهره لأول مره ترى مثلها
ياقوت 
هتفت بها هناء فوجودها بالعرس شئ محسوم ف ناديه زوجه عمها 
بعضهم بشوق . لتبعد هناء عنها ونظرت له بتدقيق وتفحص 
ايه الشياكه ديه  لا القاهره غيرتك 
رغم بساطه الثوب ولونه الهادئ وعدم وضع الزينه على ملامحها الا انها شعرت بالحرج . سماح هي من اعطتها اياه واصرت على ارتدائه 
ديه سماح اللي خلتني ألبسه 
طالعتها هناء بسعاده وهي ترى جمالها الذي أظهره الثوب 
بس انتي طالعه قمر يا ياقوت 
ثم اردفت بعدما غمزتها
بنظرة لعوبه
كنتي مخبيه عننا الجمال ده كله فين 
استمعت الي حديث خطيب شقيقتها وقد بدء يرسم عليهم محبته . خطبه اقترحها عليه احد أصدقائه  عروس تخطت منتصف الثلاثون لديها وظيفه وشقه وشقيقة كفيفه من السهل التخلص منها اذا استولى على قلب الشقيقه الكبرى .وماجده كانت امرأة مشتاقه لمشاعر النساء التي تسمع عنها من صديقاتها المتزوجات . ورجلا خبير مثل سالم كان يعرف من اين يصل إليها ويخضعها له . كلام معسول مداعبات ستتمنع عنها في البدايه ولكن ستريد ولن تمانع بعد التجربه 
بس انتي صوتك حلو يامها . ما تغني لينا اغنيه كده تاني لام كلثوم 
ابتسمت مها بسعاده لأطراء خطيب شقيقتها . لتتمالك ماجده حالها وهتفت فخوره وسعيده بشقيقتها 
مها جميله وشاطره في كل حاجه 
العلاقه بين الشقيقتان كانت قويه ليطالع سالم سعاده مها وعيناها التي لمعت من مديح شقيقتها  فأرتسم المكر على شفتيه وتمتم وهو من ماجده اكثر
مها انا دلوقتي زي اخوكي اوعي تتكسفي مني اي حاجه عايزاها اطلبيها 
               .
جلست على أحد الطاولات البعيدة بعض الشئ تتأمل العرس وهناء صديقتها التي اندمجت مع تقي ابنه عمها وفتاه أخرى عرفت اسمها من هناء ولم تكن الفتاه الا مريم التي كانت اغلب الوقت متعلقه بذراع حمزة او شقيقها 
وناديه المرأه الجميله تسير بين الحضور
ترابط جميل كانت تراه .لم ترى السيده سلوى اليوم لعدم مجيئها من البلده
ودارت عيناها بين الضيوف ثم عادت تبتسم وهي ترى هناء تراقص ندي التي كانت تتحمل تلك الليله بصعوبه بعد الحديث الذي سمعته بين شهاب وحمزة 
اهتزاز هاتفها اخرجها من تأملها فنظرت لرقم والدها لتخرج من الحفل بعيدا عن أصوات الموسيقى 
اتاها صوت زوجه ابيها التي تسألت 
ايه الدوشه ديه  انتي فين 
لم تمهلها الرد لتردف سناء حاقده 
انتي رايحه تشتغلي ولا رايحه تدوري على حل شعرك
بهتت ملامحها من الكلمات  لو كانت تعلم أن زوجه ابيها هي المتصله ما كانت اجابه عليها 
بابا عارف اني في فرح . خير يامرات ابويا 
احتدت ملامح سناء من الرد .وابدلت الحديث بمهارة امرأه ماكره 
ابوكي عيان بس مش راضي يقولك ومحتاجين فلوس عشان التحاليل وكشف الدكتور 
وتابعت وهي تلوي شفتيها بأستنكار
هتبعتي الفلوس امتى ولا احنا بعتينك تشتغلي من غير فايده . لو مش هتيجي من الشغلانه ديه فايده اقول لابوكي وترجعي البلد 
تجمدت يد ياقوت على هاتفها وقد وصلتها رساله زوجه ابيها  أما الاستجابة لتدبير المال او بث السمۏم في اذن والدها لعودتها وترك العمل والمشوار الذي بدأته 
فاضل لسا اسبوع على المرتب  هجيب فلوس منين انا . اول ما اخد مرتبي هبعت الفلوس علطول 
لم يعجب سناء الحديث لتهتف بأنفعال قبل أن تغلق الهاتف 
اتصرفي ولا ابوكي يضيع مننا 
كانت آخر كلمه سمعتها ليصلها بعدها انغلاق الخط  وصوت لم تتوقع سماعه 
ابقى عادي على الحسابات بكره وخدي الفلوس اللي هيحتاجها علاج والدك
عيناها اتسعت پصدمه وألتفت بجسدها  لتجده خلفها هاتفه وكأنه أنهى مكالمته للتو . وقبل ان تهتف بشئ انصرف من أمامها بثقته المعهوده وهيبته 
وخطت بأقدام سريعه تتبعه واسمه يخرج من بين شفتيها بهتاف خاڤت
حمزة بيه .
الفصل الحادي عشر 
هتافها الخاڤت وصل لمسمعه فوقق دون أن يستدير لها .ظنت انه سليتف نحوها ولكنه ظل ثابتا مكانه منتظرا ان تخبره بما تريد  خطوات خطتها ببطئ حتى صارت أمامه
لتخفض عيناها خجلا تطالع طرفي فستانها
السلفه اكيد هتتخصم من المرتب مش كده
جالت عيناه بتدقيق على ملامحها لا يعلم لما تشعره بالماضي  نفس أفعال صفا قديما الخجل التوتر الارتباك ونظرت عيناها الضائعه وعندما طال صمته رفعت عيناها بتوتر نحوه وكانت كنظرتها تماما نظرة تحمل الحزن نظرة تطلب الحمايه والدعم  قبضه قلبه من تذكر الماضي الذي بدء تذكره منذ أن عرف بهوية صاحبة الخطابات التي كانت ترسل اليه 
حمزة بيه حضرتك سامعني
سؤالها افاقه من حالة الشرود التي انتابته . ليعود الي غطرسته المعهوده ورفع كفه نحو جانب خده يمسح عليه
اكيد يا
انسه
ثم نظر إليها يسألها بلامبالاه
أنتي اسمك ايه
توردت وجنتيها وهربت بعيناها بعيدا عن نظراته الثاقبه نحوها
ياقوت
اسمها كان يعرفه ولكنه أراد أن يسمعه منها  وخطوه تخطاها للأمام ليقف علي صوتها مجددا ولكن تلك المره كان صوتها مصحوبا بأبتسامه صادقه ممتنه لم يستطع عقله التشكيك فى نواياها
شكرا
قالتها وانصرافت على الفور دون كلمه أخرى . عيناه رصدتها بتروي ومن بعيدا كانت ناديه تطالع المشهد متعجبه
                
سعت وراء حلم كانت تعرف لعڼته وجاء اليوم الذي اكتمل فيه زواجهم وانتهى الحب الذي تمنته بالزواج والحفل السعيد وثوب الزفاف السعاده التي تمنته لم تشعر بها معه ف الفرحه أصبحت ناقصه كلما عاد الحديث الذي سمعته عنها يغرز سهامه
جوازنا هيتبنهي علي التقدير والاحترام وده كفايه اوي 
الكلمه الاخيره اخذت تجثم على روحها . يبخل عليها بكلمه حب ويرى ما يقدمه لها ماهو الا كافي وهي كانت عطشه لكلمه واحده أعطتها له ولم تنالها 
كنتي جميله اوي النهارده 
وعادت شفتيه تلثم خدها 
طالعه زي القمر 
عيناها انفتحت على وسعهما . لتبتعد عنه بعدما تمالكت ضعفها معه . فنظر لانتفاضتها من بين ذراعيه متعجبا 
مالك ياندي 
رمقته بنظرة طويله تحمل اللوم والآلم وحملت فستان زفافها واتجهت نحو الفراش الواسع في الجناح الذي تم حجزه تلك الليله وجلست بهدوء 
مالي ياشهاب  انا كويسه اه
فأبتسم   لن ينكر انه فتن بها اليوم لحظة رؤيتها بثوب الزفاف  لحظتها شعر بخفقان قلبه بقوه وكأنه لأول مره يراها
لا فيكي حاجه ياندي  انتي متغيره من قبل الفرح. فيكي هتخبي على شهاب حبيبك
ألقى كلماته بهدوء وهو يجلس جانبها محركا كفه ببطئ على خدها 
اشاحت وجهها عنه تغمض عيناها بقوة . تجمدت ملامحه وهو يرى نفورها الواضح فنهض من جانبها صارخا 
أنتي فيكي ايه  قبل الفرح وقولت من الضغط اللي عليها  أما دلوقتي مالك 
صوته كان هائجا لم يتحمل لحظه نفور واحده وهي التي تحملت منه الكثير منذ أن احبته . دموعها الحبيسه سقطت دون اراده لتنهض صاړخة به پقهر
متحملتش لحظه رفض واحده ياشهاب
واردفت تتحسر على حالها وترخيصها لنفسها 
لدرجادي انا كنت مرخصه نفسي اوي
وطرقت على قلبها وقد فاض بها واعادت على مسمعه العبارات التي أخبر بها حمزة 
حب وتقدير كفايه عليها اوي كده  مش كده يابشمهندس 
الصدمه احتلت ملامحه لا يصدق انها سمعت حديثه الاخير مع شقيقه ولكن ها هو حدث مالم يتوقعه 
دموعها انسابت على وجنتيها دون توقف وجسدها أرتجف من شعورها الممېت بوحدتها ويتمها الذي لأول مره تشعر به مع عائله زوج شقيقتها الراحله
محبتش غيرك ولا عمري شوفت راجل غيرك . حبيتك اوي بس حتى كلمه حب بخلتها عليا . كان نفسي اتحب منك انت وبس . من قالك اني محستش بعدم حبك ليا بس كنت بكدب على نفسي 
واردفت تخفي وجهها بين كفيها 
خدعت نفسي وقلبي
كان يسمعها وهو يحتقر حاله . يحبها ولكن حبه من نوع آخر نوع الاحتلال والانانيه واشباع الرجوله ومن دون كلمه 
اهدي ياندي . انا لو مش عايزك مكنتش اتجوزتك
فهتفت پبكاء 
بس محبتنيشفتنهد وهو يريد ان يخبرها شعوره الحقيقي نحوها شعوره الذي يجهله 
الحب بيجي مع العشره . الحب احنا اللي بنقدر نزرعه 
الآلم جثي اكثر على قلبها وهي تتذكر صورة الفتاه التي كان محتفظا بصورتها لمده طويله رغم زواجها وخطبتهم ولولا غيرتها واصرارها عليه ما كان ازالها من جزدانه 
دفعته عنها ثم اخذت على صدره بقوه ممزوجه بضعفها 
انا بكره نفسي ياشهاب  . بكره على كل لحظه نفسي اتكسرت فيها بسببك   بكره كل لحظه شحت حبك كل لحظه شوفت حمزة رافض جوازنا وبيأجله خاېف . وبكرهك انت كمان 
ولم يشعر بعدها الا بأنغلاق باب المرحاض بقوة خلفها . ليهوي بجسده فوق الفراش مطأطأ الرأس 
كان عندك حق ياحمزة
                   
ارتسمت السعاده على شفتيها وهي تتذكر أحداث اليوم معها واتكأت على جانبها الأيمن 
طلع لطيف اومال ليه انا
بخاف منه
واستدارت بجسدها لتتكئ على جانبها الآخر 
فوقي يا ياقوت وبلاش رسم احلام . طلع لطيف عشان عمل معاكي موقف عادي وكمان ديه سلفه هتدفعي تمنها من مرتبك 
وتسطحت على ظهرها تلك المره تخبر نفسها 
لو مكنتش سلفه مكنتش هقبلها .ده دين والدين لازم يتردد 
هكذا مضت ياقوت ليلتها تحادث نفسها وتفسر لطافه حمزة الزهدي معها حتى لو لكانت لطافته احاطتها عنجهته وغروره 
   
دلف من الشرفه بعدما وقف لأكثر من ساعه يزفر أنفاسه مفكرا ب بداية ليلتهم التي انتهت عكس ماخطت لها 
وجدها تدثر نفسها أسفل الغطاء وتغفو 
أنتي هتنامي 
فتحت عيناها لتطالع هيئتها المشعثه  ازرار قميصه مفتوحه المنتصف وازار أكمام القميص قد ازالها وشمر اكمامه للعلو 
تفتكر يعني هعمل ايه
اجابته بتهكم ملحوظ رآه هو اما هي اجابه على سؤاله كما سأل 
منها حانقا
ندي بطلي لعب العيال ده . انتي جايه دلوقتي تعاقبيني على حبك . انتي بتهزري صح
ملامحها كانت هادئه رغم داخلها عكس ذلك ولكن ستستمع لقرار عقلها حتى ترى ثمار العقل ولابأس ان تحرم قلبها قليلا من أحلامه الورديه 
لعب عيال وبهزر . على العموم شكرا .
وتابعت وهي تهندم خصلات شعرها بأنوثه قصدتها 
انا تعبانه وعايزه انام  ممكن تطفي النور 
وقبل ان ټدفن رأسها أسفل الوساده هتفت بتلاعب وهي تراه يبتعد عنها زافرا أنفاسه پغضب
عندنا طياره بكره بعد الضهر عشان شهر العسل ولا انت نسيت  الواحد محتاج ينام كويس عشان يعرف يستمتع بالسفريه
واغمضت عيناها ليطالعها بأعين متسعه غير مصدقا ان التي أمامه الان ندي التي كانت تتمنى رضاه 

فتح فؤاد عيناه ليجد ناديه مستيقظه والتفكير يشغل بالها فسألها بنعاس وهو يعتدل في رقدته
أنتي لسا صاحيه ياناديه
أنتبهت لصوته ونظرت اليه متسائله 
انت صحيت 
ضحك على هيئتها من يراها يشعر وكأنها فتاه في العشرين من عمرها ولست امرأه في سنوات عمرها الأربعين 
ايه اللي شاغل بالك . طول عمرك مدام حاجه شغلاكي مبتعرفش تنامي 
ابتسمت بدلال ودفعته
برفق كي تضع رأسها على صدره 
حمزة ويا ياقوت يافؤاد 
تعجب من عباراته وارتفع حاجبه وقبل ان يتسأل وجدها تخبره بوقوف شقيقها وياقوت خارج قاعه الزفاف  ضحكت عاليه انفرجت من بين شفتى فؤاد 
مش معقول ياناديه . ياقوت وحمزة  اكيد جري لعقلك حاجه
واردف بتعقل 
ابسط تفسير لوقوفهم سوا اما بتسأله على حاجه او بيساعدها . أما عقلك بيقوله ده خيال ياحببتي
وعاد يضحك مجددا  فأبتعدت عنه ترمقه پغضب 
انت بتضحك على ايه يافؤاد 
فؤاد اياها
ناديه حمزة استحاله يفكر في ياقوت او يجمعهم عالم واحد  فنامي ياحببتي وانسى اللي بتفكري فيه 
وهكذا باتت ناديه ليلتها 
              . 
ابتسمت مريم وهي ترى حماس صديقتها الجديده هديل  الصديقه التي كانت يوما تتنمر عليها ولكن المصاعب تولد داخلنا أشخاص جديد بل وترينا معادن الناس الحقيقه 
الله يامريم العروسه جميله اوي والعريس كمان 
قالتها هديل بعفويه وخجل فطري لتضحك مريم وهي تكمل لها عرض الصور على هاتفها ذو الثمن الباهظ 
اه لو ندي سمعتك بتقولي على شهاب كده  تاكلك 
فأتسعت ابتسامه هديل ونظرت لباقي الصور  لتقع عيناها على شخصان ومريم تقف بينهم . فأشارت مريم نحوهم بأعتزاز 
ده شريف اخويا  وده بقى ياستي بابا حمزة 
لمعت عين هديل وهي ترى أسرة مريم الراقيه  عيناها كانت تلمع بتمنى ان يكون لديها عائله هكذا ولكن امنيتها لم تحمل ضغينه او حقد . واتجهت يدها بحسرة نحو ذراعها المكدوم تخفيه ملابسها
ومن بعيد وقفت رؤى تطالع ضحكاتهم ببغض وغيره 
               
ضجر حمزة من تصرفات سيلين ودلالها الذي بات يزعجها لك يرد ازعاجها بكلامه احتراما وتقديرا لوالدها الذي يقدره ولكن صدره ضاق وهو يراها اليوم تميل نحوه وقد تعمدت فتح ازرار قميصها الضيق من علو . رجع بمقعده خطوتان بمقت تاركا قلم توقيعه 
فأعتدلت سيلين في وقفتها وطالعت تحركه بأندهاش 
في حاجه ازعجتك يافندم 
اغمض حمزة عيناه ثم نهض من فوق مقعده ووقف يطالع الطريق من نافذة مكتبه 
سيلين شغلك هنا انتهى 
تجمدت ملامحها پصدمه واتسعت عيناها وهتفت بنبرة
مذبذبه
ليه يافندم انا عملت تصرف يضايقك 
اراد ان يخبرها انه بمقت الاعيب النساء بل. يفهمها بسهوله . كان يراها في البدايه مديرة مكتب رائعه ولكن عندما دخلت دائرة ناديه شقيقته مقت تصرفاتها . نبرتها المذبذبه وتذكره لاحترامه لوالدها جعله يهتف بنبرة لطيفه بعض الشئ
أنتي هتتنقلي لفرع الشركه في دبي . اظن ده كان حلمك في البدايه
سقط قراره على مسمعها فجمدها في وقفتها فلمعت عيناها بالدموع ف ناديه قد عشمتها بزواجها منه
بس ده كان زمان انا دلوقتي عجبني الشغل هنا
لهم افكار شقيقته ف سيلين كما توقع وقعت بحبه بل وارادته بالفعل  استدار نحوها ببطئ وكانت الحقيقه واضحه على ملامحها
مستقبلك اهم ياسيلين . اهم من لعبه وهدف هتطلعي خسرانه منه
  
رفض بشده ذهابها لاحد البلدان لآخر مره كمراسله تعمل في إحدى القنوات الفضائيه 
جاكي قولت لكي عودي
فهتفت برجاء
مراد هذه آخر مره لي بالعمل . ارجوك اجعلني أودع عملي بأنجاز حقيقي 
احتدت ملامحه وهو ينهي هذا النقاش 
انجاز من جاكي تلك البلد الذاهبه إليها بها نزاعات بين شعبها . قولت لا جاكي 
فضحكت بدلال وسعاده من خوفه عليها 
ارجوك مرادي . مره واحده حبيبي 
دلالها ورجائها اوصلها لهدفها ليتنهد بقله حيله مع اصرارها 
جاكي رغم رفضي فلن اقمع أحلامك ولكن عملك كمراسله سينتهي 
اتاه صوتها الناعم 
لا تقلق حبيبي 
ووضعت يدها على احشائها فاليوم علمت بحملها 
عندما سأعود سأخبرك بخبر يسعدك ياحبيبي 
تمنت سعادته بالفعل كما هي سعيده 
                 .
العمل كان هادئ منذ سفر شهاب لرحله زواجه . يومان مروا وهي تأتي للعمل تنهي بعض الأعمال البسيطه ثم تكمل باقي اليوم دون شئ يذكر
وضعت سماعات الأذن الخاصه بهاتفها الجديد الذي ابتاعته بالتقسيط من احدي المغتربات معها بالسكن
واغمضت عيناها تسرح براحه مع ما يطيب النفس والقلب 
وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي 
وقف يتأمل اندماجها وهو حانق . فقد جاء اليوم لفرع الشركه الذي يديره شقيقه من أجل احد الأوراق الهامه التي تطلب اطلاعه وامضته ولكن قدومه قد جاء بنفع ليطردها من عملها
وصفق بيداه بقوه ثم هتف ساخرا 
نسيب شغلنا وخليني مع اغاني الحبيبه 
فأنتفضت ياقوت فزعا من صوته ونهضت من فوق مقعدها تزيل سماعات الأذن من اذنيها وقبل ان تحرك شفتيها وتخرج الكلمات من فاها تحرك من أمامها نحو غرفه المكتب صارخا بها 
حصليني 
اتبعته بقلق وهي تخشي طردها . وطرقت باب غرفه المكتب والقلق يدب بقلبها 
كان يقف معطيا ظهره لها تلامع عيناه بالحده والجمود سمع نحنحتها المرتجفه ليستدير نحوها بجسده
ده اخر تحذير ليكي على الإهمال . المره الجايه في طرد ومش معنى انه متوصي عليكي وتعينك جيه بالوسطه يبقى مسمحولك بالتجاوزات  ده مكان شغل ياأنسه
ألقى كلماته عليها بحزم جاف وكادت ان تدافع على حالها لكنه اشار إليها بالصمت 
رجعي مكتبك وهاتي الأوراق اللي كان مفروض شهاب يطلع عليها 
خرجت من مكتبه تتماسك تهتف لنفسها وهي ترتب الأوراق المطلوبه 
متعيطيش يا ياقوت  خليكي قويه 
عادت اليه بالاوراق ليرمقها بنظره جامده  وقفت تنتظر اطالعه علي الأوراق وامضاته ولكن كان اليوم هو يوم تعويض راحتها في الأيام السابقه 
مدير حسابات تهاتفه ليأتي موظف الشئون القانونيه وقهوه تأتي بها واوامر لا تنتهي 
حمدت ربها انها تعمل تحت اداره شهاب وليس هو  وانتهى اليوم اخيرا لتجلس فوق مقعد مكتبها تأخذ أنفاسها متمتمه
الحمدلله اليوم خلص
رتبت مكتبها وبعض الأوراق وضعتها في الملف الخاص بها . ليخرج من المكتب يطالعها 
أنتي لسا ممشتيش
ثم اردف پحده ومقصد 
ياريت النشاط اللي شوفته وقت وجودي يبقى علطول كده حتى لو المدير مش موجود 
اهانتها عباراته ولو كانت صمتت منذ ساعات فلن تصمت الان
حضرتك بتهني عشان لقيت السماعات في ودني رغم ان مكنش في شغل مطلوب مني 
فأتسعت عين حمزة من جرأتها  لتخرج هاتفها من حقيبتها ثم ضغطت على احد الازرار 
اتهمتني اني قاعده بحب وبقضي وقتي  اه انا
كنت قاعده فعلا بحب وبقضي وقتي بس في حاجه اهم وافيد من الدنيا كلها ياحمزة بيه 
وحملت حقيبتها لتترك غرفة المكتب بعدما دافعت عن حالها برضى 
استنى عندك 
ألتفت نحوه بجرأة وداخلها كان قلبها يرتعش 
مبعترفش بغلطي مع حد
وصمت للحظات ثم اردف قبل ان ينصرف من أمامها مغادرا الشركه 
بعتذر علي سوء ظني ياأنسه ياقوت 
السعاده ارتسمت على شفتي ياقوت لتقف غير مصدقه ان حمزة الزهدي بغطرسته وجفاءه اعتذر منها
لتصيح كالاطفال مصفقه بيداها 
ده اعتذر مني 
 
ضحكت سماح بصخب وهي تستمع لفعله ياقوت وسعادتها بما حققته اليوم
كل ده عشان اعتذر منك لاا حمزة الزهدي عمل انجاز في حياته 
لتشير ياقوت نحو حالها 
انا ياسماح بقى حد يعتذر مني
واردفت تخبرها عن شعورها وهي تقف أمامه 
لو تشوفيني قدامه كنت عامله زي القطه اللي واقفه قدام الأسد 
ضحكات سماح تعالت بقوة حتى بدأت تسعل دون توقف  لتتجه نحوها ياقوت على ظهرها وهي الأخرى تضحك 

وقف شريف جامد في مكانه وهو يرى أحدهم يصطحب مها من امام المدرسه نحو سيارته الصغيره ويحادثها لتبتسم إليها
ضاقت عيناه پغضب وخاصه وهو يرى نظرات الرجل لتفاصيل جسدها الذي أظهره الثوب الذي لم يراه به من قبل ولو كان رأها به لحذرها من ارتدائه 
زفرة حانقة أطلقها من شفتيه وتمني لو منهم ولكم ذلك الرجل الذي يساندها لدخول السياره ويترك يداه تتحسس جسدها ليس كمساعده وإنما شهوة يشعر بها كونه رجلا ويفهم نظرات الرجال مثله 
 . 
رفعت سماعه مكتبها تتلاقى الأوامر من مديرة مكتب حمزة بأن تأخذ احد الملفات الموجوده لديها وتذهب اليه في عنوان الشركه التي املتها له 
نظرت للعنوان بقله حيله فهى لا تعرف إلا بعض الامكنه هنا ومازالت خبرتها محدوده وتتعلم كيف تذهب وتأتي 
بعثت علب الملف ووضعته في حقيبتها وغادرت المكتب تدق على سماح تسألها عن المواصله التي يجب عليها اتخاذها ولكن سماح لك ترد عليها 
فوقفت خارج الشركه تنظر لسيارات الأجرة تحسم قرارها 
مش مهم يا ياقوت نبقى نوفر الفلوس ف حاجه تانيه . اترفهي في تاكسي النهارده 
واوقفت سياره أجره لتملي السائق العنوان 
وبعد مرور نصف ساعه كانت تخرج من سيارة الاجره وتنظر للشركه المدون عليها انها خاصه بالحاراسات . تعجبت من امتلاكه لشركه هكذا ولكن تذكرت هيئه جسده المتناسق والقوي 
وبخطوات بطيئه كانت تدلف الشركه . لتنظر لهيئه الموظفين واجسدهم مندهشه وبأعين متسعه 
هي الشركه كلها رجاله كده ليه 
وعندما وقعت عيناها على فتاتان في الاستعلامات . ذهبت نحوهم مبتسمه تخبرهم بهويتها وأنها اتيه من فرع الشركه الأم لجلب ملف 
أشارت إليها الفتاه نحو المصعد . فتحرك ياقوت خطوتان ثم عادت للفتاتان متمتمه 
انتوا شغالين هنا ازاي . ده كلهم مصارعين 
ضحكت الفتاتان . فأكملت ياقوت سيرها ضاحكه الي ان وصلت أخيرا لمكانه 
لتدلف مكتب واسع للغايه ثم حجرة وجدت بابها مفتوحا على وسعه وحمزة يسير بين بعض الراجل يلقي عليهم تعليماته 
لتتحرك نحوه وعيناها متسعه على أجساد الرجال الضخمه
صوتها خرج غير مسموع 
حمزة بيه 
وفزعته من صياحه بالواقفين . فنظرت لهيئتها 
انت عامله زي الصرصار كده ليه
كانت تقف خلفهم مباشره ولم ينتبه أحدا لدلوفها الغرفه . انحنت نحو حقيبتها تخرج الملف حتى تكون مستعده لاعطائه له فور ان ينهي حديثه 
وصرخه خرجت من بين شفتيها  .
يتبع بأذن الله
الفصل الثاني عشر.
رواية للقدر حكاية.
بقلم سهام صادق. 
حالة من الصمت احتلت المكان على اثر صړاخها الذي صدح فجأة  عيناها كانت مسلطه على قدمها التي دهست لم تستطع رفع عيناها لأعلى خشية مما ستراه ولكنها لن تظل هكذا
اعتدلت في وقفتها ببطئ وتوتر لتتسع حدقتيها وهي تجد أنظار الموجدين بالغرفه وأولهم حمزة مسلطه نحوها
دقيقه كامله مرت وهي على تلك الحاله حتى صدح صوت حمزة منهيا اجتماعه بالمتدربين الجدد بشركته
اتفضلوا انتم  ولينا لقاء تاني ياشباب 
ابتعدت عن طريقهم تجر قدمها التي دهست بصعوبه  عيناها تعلقت بأعين حمزة الحاده . لتشيح وجهها عنه تنتظر توبيخه 
فين الملف اللي طلبته 
ادهشها عدم صراخه بها   تعطيه الملف وهي تود ان تهرب من امامه
اتفضل يافندم 
واردفت بلهفة
اقدر كده امشي يافندم
كادت ان تسير بقدمها التي مازالت تؤلمها  لتقف جامده في مكانها 
انا اذنتلك تمشي 
هتف بها بعدما رمقها بنظرة لم تستطع تفسيرها ولكنها اربكتها 
وأرخت كتفيها بقله حيله تنظر إليه وهو يتجه صوب مقعده خلف مكتبه 
نظرت حولها تتأمل مساحه المكتب الفخم التي تعد اوسع من غرفتها المقيمه فيها . لم يعيرها ادني اهتمام واستمرت في وقفتها لعشرة دقائق تنتظر ان يخبرها ان تجلس او تنصرف ولكن لا شئ حدث 
وتنفست براحه وهي تجده يرفع رأسه عن الأوراق بعدما وقعها 
يداه امتدت بالملف فأسرعت تأخذه منه كي تنصرف من أمامه
فوجودها معه يربكها 
وتجمدت في وقفتها قبل ان تستدير بجسدها وتغادر 
تطلعي على الفرع الرئيسي توصلي الورق للسيد مدحت في الشئون القانونيه مفهوم  الورق يوصل ليه هو
بهتت ملامحها وهي تستمع الي امر اخر من اوامره التي تخلوا من الذوق  كانت تظن انها ستعود بالاوراق للشركه التي تعمل بها ولكن مشوار اخر ستذهبه حتى أنه لم
يراعي آلم قدمها 
حركت رأسها وهتفت بنبرة خافته 
حاضر 
وداخلها كانت تود ان تصرخ به تخبره ان لولا حاجتها للعمل وأنها لن تجد وظيفه مثل التي تعمل بها لكانت ألقت بوجهه الأوراق وجلست ب بيتها عزيزه النفس 
وضحكه ساخره صدحت داخل روحها فأي بيت تتحدث عنه هي مغتربه بمدينة أخرى وتعيش في غرفه بسكن مغتربات تبحث عن لقمه عيش وحياه تعول فيها نفسها 
سارت خطواتان  ثم أشرقت ملامحها وهي تسمعه يحادث أحدهم عبر الهاتف 
خلي السواق يجهز عشان يوصل الانسه ياقوت لفرع الشركه الرئيسي 
تبدلت كل ارائها عنه تلك اللحظه وغادرت وهي سعيده بتخليصها من پهدلة مواصلات أخرى 
دلفت للسياره التي كان سائقها ينتظرها لتجلس بأسترخاء متمتمه بخفوت
الراحه حلوه  ياسلام لو عندي عربيه زيها 
حديثها الخاڤت وصل لمسمع السائق فضحك رغما عنه
                 .
وقفت مستمتعه بالأجواء تلتقط لنفسها الصور تحت انظاره  كانت كالطفله الصغيره أمام عينيه بملامح مشرقه مما زاده حنقا منها فهى تستمتع ب رحلة زواجهم على أكمل وجه وما هو إلا متفرجا 
مش كفايه كده
ألتفت نحوه بأبتسامه واسعه وحركت كتفيها بدلال
لا انا مبسوطه بالمكان ياشهاب
احتدت ملامحه ولكن ليست لها انما نحو ذلك الذي وقف يرمقها بأبتسامه وتفحص . يده طبقت على رسغها واخذ يجرها بضيق خلفه 
قولت كفايه كده 
سارت معه حانقه من تصرفه الاهوج .الي ان وصلوا لغرفتهم بالفندق فدفعت يده عنها 
سيب أيدي يا شهاب
عيناه استقرت نحوها.
هنفضل في لعب العيال لحد امتى ياندي
تفننت في صنع مكرها رغم أنها لا تجيده الا ان آلام قلبها جعلتها تدرك اللعبه  شهاب ماهو الا رجلا شرقيا يعشق من تجعله يأتيها هو وليست هي رساله ادركتها في آخر محطه لهم معا 
هو اللي انا بعمله ده لعب عيال ياشهاب
واردفت بتلاعب 
انا باخد اجازه
من حبي ليك   بيتهيألي انا كده رايحتك مني 
اصاپة الكلمه هدفها لتتبدل ملامحه للجمود 
أنتي عقلك جراله ايه . اجازه ايه واحنا خلاص اتجوزنا 
يداه قبضت علي كتفيها پقسوه 
ندي الصبر ليه حدود  مش كلمه سمعتيها وانتي بتتصنتي عليا انا واخويا هتعملي فيها الضحيه  فوقي بقى جايه دلوقتي تشوفي نفسك المظلومه واني مستهلش حبك 
لو كانت شعرت بزهوة النصر منذ لحظات ولكن الآن كل شئ انتهى قسۏة كلماته كانت تغرز بقلبها . دموعها التي جاهدت على اخفائها انسابت فوق وجنتيها  دفعته عنها بضعف وقد شعر بالندم ولكن تبريره لنفسه انها السبب انها تستحق ذلك
عندك حق  انا لسا فاكره اعيش دور الضحيه 
شعوره بالمقت تلك المره كان علي حاله 
انا اسف ياندي 
ولم تعد للكلمه معنى فقد اخبرها بالحقيقه 
              . 
دفعتها حانقه من نوبة الضحك التي انتابتها عندما وصفت لها لحظة سحق قدمها . لم تتحمل سماح تخيلها لهيئة ياقوت وسط الديناصورات كما اطلقت عليهم 
كفايه ياسماح انا غلطانه اني حكتلك
صدحت ضحكات سماح بعلو وأخذت تتنفس ببطئ
الصداقه ديه جات اخيرا بفايده يا ياقوت . بقى ليكي طرائف وعجائب 
واردفت ضاحكه 
والديناصورات علي كده حلوين 
ضاقت عين ياقوت من سماجة سماح . فدفعتها بقوة اكبر حتي كادت تسقط من فوق الفراش 
خلاص يامفتريه هسكت . شويه جد بقى عشان محتاجه منك مساعده 
   
كان كالغيور الغاضب منذ أن رأها مع ذلك الرجل تصعد سيارته . حاول أن يمنع نفسه من القدوم إليها ولكن قدماه أخذته لها كالمعتاد وجدها جالسه على المقعد الخشبي تنتظر شقيقتها 
وقبل ان يجلس جانبها ويتحدث هتفت بأبتسامه واسعه 
شريف 
اندهش من معرفتها بوجوده فسألها بلطف وقد تبدلت كل مشاعره المتهجمه الي أخرى سعيده 
عرفتي ازاي 
ابتسامتها كانت أجمل ما يراه في يومه وجلس جانبها ينتظر سماعها
عرفتك من ريحتك
تعجب من اجابتها واخذ يشم رائحة عطره ثم ضحك 
افرض غيرت ريحة البرفن بتاعي . هتعملي ايه 
نطقت بعفويه 
هعرفك وده هيكون بأحساسي 
لم يفهم معنى كلامها ولكن المعنى كان واضحا لا يحتاج لتفسير اكثر
انت مجتش ليه اليومين اللي فاتوا . مش قولتلي هتيجي وتجبلي من شيكولاته الفرح 
لم يعرف بماذا يجيب عليها ولكن عقله قد صنع كذبته 
كان عندي شغل مهم 
اماءت برأسها متفهمه . وشعرت بجلوسه جانبها ثم تناول كفها يضع به الحلوى التي وعدها بها 
ارتسمت السعاده على شفتيها وهي تداعب بكفها الاخر الحلوى 
ديه شكولاته الفرح 
حرك رأسه إيجابا على سؤالها ولكن أدرك سريعا انها لا تراه فتمتم مبتسما
شيكولاته الفرح زي ما وعدتك
قلبها خفق من قطعه حلوى . أزالت غطاء الحلوى وأخذت تقضم منها . كانت تترك له حرية رؤيتها ومطالعتها 
احكيلي عن الفرح . العروسه كانت حلوه
واردفت بحماس طفولي 
انا بعرف اتخيل الناس بسهوله من الوصف متخافش 
انطفئت لمعت عيناها وهي تخبره انها تتخيل الأشخاص من وصفهم . وفي لحظة عادت ملامحها تشرق ثانية وهو يصف لها ملامح العروس ومريم شقيقته 
وهي تستمع بأبتسامه تنير عيناها قبل وجهها 
               
وجدت سماح تقف على باب غرفتها تنتظرها بحماس جلي على ملامحها 
عرفتي تاخديلي ميعاد معاه يا ياقوت 
ومن نظرة واحدة وجهتها ياقوت لها . فهمت سماح انها لم تستطع 
انا اسفه ياسماح . معرفتش انتي عارفه انه مستني ليا فرصه واحده بس ويطردني
فأبتمست إليها سماح وهي تعلم بصدق ما تقول 
انا عارفه يا ياقوت . ولا يهمك 
لم تحزن سماح بالفعل فقد كانت تعلم بعدم مقدرة ياقوت لأخذ لها موعد ففي النهايه هي موظفه ومازالت في بداية وظيفتها 
اوعدك هحاول تاني . بس يجي فرع الشركه عندنا . انا بس بقيت مهمتي حاليا اودي ورق
يتمضي 
وانتظرت ياقوت سماعها وخشيت ان تكون حزنت منها ولكن 
أنتي هابله يا ياقوت . ازعل من ايه انا لو هزعل  هزعل من نفسي عشان استغليت صداقتنا وانا اكتر حد عارف معاملة حمزة الزهدي ليكي 
هتفت ياقوت على الفور 
بس انا عايزة اساعدك
لتتحول وقفتهم لعناق وكالعاده كانت سماح تبتعد عن الدراما وتنهي الحوار بمزاح
مكنش مقال صحفي ده اللي هيعمل فينا كده .تعالي نروح نتجمع مع بنات السكن 
وانتهى الأمر بهم بتجمع فتيات السكن في سهره ممتعه . لم تخلوا من المزاح والضحك
  
وجدها تصفف شعرها امام المرآة دون أن تعيره اهتماما  كان يحمل باقة من الازهار . معتذرا
لسا زعلانه 
لم تجيب بشئ وأكملت تمشيط خصلاتها . لتجده يمد باقة الأزهار لها 
ميبقاش قلبك اسود ياندي
كانت تستنشق عبير الازهار مغمضه العين لم تشعر بنفسها إلا وهي تنتفض متمتمه 
لا ياشهاب
تجمدت يداه وهو يراها تتخلص من آسره .وتعالت أنفاسه وقبل ان يفعل ما لم ستسامحه عليه .خرج من الغرفه صاڤعا الباب خلفه بقوة . واصبحت رحلة زواجهم ماهي إلا تصفية حسابات 
  
دلفت صفا لحجرة مأمور السچن كان جالس يطالع بعض الملفات أمامه وانتبه لدلوفها فرفع عيناه نحوها مبتسما فمنذ ان تولي إدارة السچن وهو لا يرى في سلوكها اي شئ يشينها حتى أنه تعجب من تهمتها فكيف لملاك مثلها تكون تاجرة للمخډرات 
تعالي ياصفا
مكتبه خطوتان لينهض من فوق مقعده مقتربا منها
عندي ليكي خبر هيفرحك
انتظرت ان تسمع ما سيفرحها رغم علمها ان لا شئ سيفرحها الا انها تتحرر من سجنها
بعد أيام هتاخدي إفراج . ومش هتستني شهرين كمان ياستي
واردف وهو يري الدموع التي لمعت بعينيها
وده طبعا بسبب حسن سلوكك ياصفا
  . 
تجمدت يداه على الهاتف وهو يستمع للمتصل . زوجته ماټت في حاډث
انت بتقول ايه
أنفاسه اخذت تنسحب ولم يتمالك حاله فهوي بجسده علي المقعد وسط ضجيج المطعم الذي يتناول به فطوره
ولسانه اخذ يردد بصعوبه
جاكي ماټت . لا اكيد الكلام ده غلط
ونهض من جلسته بخطوات اشبه بالركض ولم يشعر بنفسه الا وهو يضع ملابسه بحقيبة سفره ويهاتف إحدى شركات الطيران من أجل حجز تذكرة متجها لسويسرا . ومن حسن حظة كان هناك مقعد شاغر بعد ساعات سينتظرهم في جنون 
 . 
تعجبت ناديه من عدم وجود سيلين وقد تبدل مكانها برجلا . احتدت عيناها وقد فهمت ان شقيقها يقطع عليها كل الطرق 
وهتفت داخلها وهي تتجه نحو غرفه مكتبه بعدما حياها مدير مكتبه عندما أخبرته بهويتها
وتفتكر اني هسكت ياحمزة  مبقاش ناديه الا ماجوزتك 
ودلفت لغرفة مكتبه تطالع انغماسه بين أوراق العمل 
تفتكر لما تمشي سيلين هسكت 
زفره طويله خرجت من بين شفتيه متجاهلا حديثها 
اهلا ياناديه 
ونهض 
مش ملاحظة وجودك كتر هنا 
ضحكت وهي تفهم تلميحه 
ما سبب وجودي خلاص انت مشيته . بس بصراحه النهارده جايه عشان حاجه تانيه 
دقق حمزة النظر بوجهها منتظرا معرفه سبب مجيئها 
من غير لعب ولف ياحمزة . ايه رأيك تتجوز ياقوت 
الفصل الثالث عشر.
رواية للقدر حكاية.
بقلم سهام صادق.
ضحكة ساخرة صدحت في ارجاء الغرفه  شقيقته تخبره صراحة بمن وقع عليها الاختيار لم تلعب معه كما اعتادت . تعمق في النظر إليها ليجدها ترمقه بأستياء لاستخفافه بها
انا قولت نكته ياحمزة 
ارتسمت السخريه تلك المره على شفتيه  مما زاد حنقها 
فعلا ياناديه انا بعتبر كلامك حاليا نكته
واردف بمقت وهو يشيح عيناه عنها
ونكته سخيفه كمان
بهتت ملامحها وهي تستمع لردة فعله التي لم تروقها فقد ظنت انها اخيرا وقعت علي الاختيار الامثل 
ياقوت الفتاه الضعيفه التي جلبتها من البلده ووظفتها بشركه شقيقها
الفتاه التي سترضي بأي شئ
يقدم لها لن ترفض ولن تعترض ولن تشتكي  فمثيلاتها يتحملون الحياه دون صړاخ او تمرد 
أقنعها عقلها بالفكره وهاهي الان ترى ردة فعل شقيقها ولم تكن ردة فعله الا السخريه
اخذت أنفاسها بعمق وتقدمت منه بخطي ثابته 
مالها ياقوت ياحمزة مش عجباك في ايه . خلينا نتكلم بالعقل ياقوت هتناسبك جدا
احتدت ملامحه پغضب ساحق 
ناديه كلامك بقى يزعجني . لا ياقوت ولا غيرها 
وتابع پشراسه 
احمدي ربنا ان ياقوت مش تحت إدارتي هنا في الشركه  لان مصيرها كان هيكون الطرد وشيلي انتي بقى ذنبها 
ضاقت أنفاسها من أثر الجدال معه  فتقدمت خطوتان وجلست على مقعد صوب عيناه 
ياحمزة انا عايزاك تتجوز ويبقى ليك عيله حقيقيه . انا وبقي عندي عيله صحيح مراد مش ابني بس لما بتجمع انا وهو وفؤاد وتقي بنتي بحس بالاكتفاء  شهاب اتجوز وبكره يكون اب ويستقل بحياته  شريف قريب هتلاقيه بيقولك عايز يتجوز ومريم بتكبر ومسيرها في يوم تتجوز
صمتت تأخذ أنفاسها وعيناها معلقه بوجهه . شعرت بتأثره القليل ولكن سريعا ماعاد لبرودة ملامحه 
الحياه هتسرقك ياحمزة  منفسكش تشم ريحة طفل منك انت من صلبك 
عادت تدقق عيناها بوجهه ولكن لا شئ وجدته الا السكون وكأن الزمن أجاد هيكلة شقيقها . لم تتحمل جموده وصمته فهبت واقفه
انت رافض فكره الجواز ليه  ما انت كنت متجوز سوسن وكان بينكم علاقه طبيعيه زي اي زوج وزوجه 
ابتسامه محبه ارتسمت علي ملامحه
سوسن غير اي ست ياناديه . زي مانتي غير اي ست واه ابسط مثال واقف بسمعلك ومستحمل كل أفعالك 
استاءت ملامحها پغضب عارم واندفعت نحوه تدفعه على صدره 
انا مش اي حد انا اختك والكبيرة كمان
وضحكه خرجت من بين شفتيه.
ما انتي عشان اختي الكبيره مستحمل تصرفاتك  ده تقي بنتك اعقل منك 
لطمته بقبضة يدها وقد تحول عبوسها لابتسامه واسعه . فهى لا تراه شقيق فقط إنما اب وصديق وابنا
نفسي اشوفك حاضن ابنك او بنتك بين ايديك
تنهيده قويه خرجت من شفتيه وابعدها عنه برفق ولكي ينهي ذلك الحديث الذي يمقته 
ربنا يسهل ياناديه
لمعت عيناها بالسعاده وتسألت 
يعني هتفكر في ياقوت 
واردفت دون ان تعطيه فرصه للرد 
ياقوت هتنفعك . بنت غلبانه وهاديه لا هتطلب منك حب ولا مشاعر ولا حتى اهتمام  مجرد بس تأمن
ليها حياتها وتعيش في مستوى راقي ده هيكفيها
وفي محض تخطيطها نسيت ان للاخري حياه تمنت ان تحياها 
كلامها جعله للحظه يفكر فعقله قد أعجبه الأمر ولكن سريعا ما نفض الفكره من رأسه فهو ليس مستغلا ولا ظالم
 
عيناها مشطت ذلك الجالس بجانب شقيقتها على طرف المقعد الجالسه عليه لم يعجبها المنظر ولا نظرات الماره تهتف بحنق 
قومي يلا 
أرتجف جسد مها وهي تشعر پغضب شقيقتها ومدت يداها بتشوش نحو شريف الذي نهض على الفور من جانبها بأرتباك 
شريف اللي حكتلك عنه ياماجده 
تذكرت ماجده حديث شقيقتها عنه وتبدلت ملامحها للاسترخاء 
الظابط 
اماءت مها برأسها سريعا  لتمتد يد شريف نحوها 
انسه ماجده 
لم تعجب ماجدة الكلمه فهتفت 
قريب هكون مدام
واشارت نحو دبلتها  فأبتسم شريف بتوتر 
مبروك  معلش جات متأخره 
تقبلت ماجده مباركته بأبتسامه متسعه تعجب من امرها تبدو وكأنها من النساء اللاتي يحبون المديح ولكن عمله جعله يعرف أنها ماهي إلا امرأه تعيش الحياه بحسن نية مفرطه ولا ترغب ان تشعر بسنوات عمرها
مها حكتلي عنك كتير  مبقاش على لسانها إلا شريف 
تعلقت عيناه بمها التي تخضبت وجنتيها بحمرة الخجل وطأطأت عيناها أرضا . لو كان الحديث اتي من امرأة أخرى لكان استنكره ولكن من أجل تلك التي أصبح اكثر
درايه بها تقبل الامر
وهتف مبتسما
على كده انا طلعت مهم 
ضحكت ماجدة بضحكه لم تعجبه 
طبعا ياحضرت الظابط انت مهم ومهم اوي كمان
ثم اردفت 
ده انتوا الحكومه يا باشا 
ابتسم شريف مجاملة لها وتقبل مديحها وتعلقت عيناه بتلك التي وقفت تفرك يداها بقوة تشعر بالخجل من حديث شقيقتها 
جالت عين ماجده بينهم وداخلها يهتف بأمل 
شكله بيحبها او معجب بيها 
ثم بدء عقلها يخبرها بأستنكار 
هيحب مين  ده بس بيشفق عليها . انتي ناسيه وضع اختك وهو باين عليه ابن ذوات 
تضارب اقتحم عقلها ولكن فكرة واحدة قررت أن تسير خلفها 
لن تمنع مقابله شقيقتها بشريف  لعلا الأحلام تتحقق مع شقيقتها وتظفر العمياء بالوسيم الثري 
                
طعام تناولته على احد الارصفه لم تعرف مصدره ولكنها أرادت تجربته رغم رفضه الا انها أصرت التجربه 
وانتهي بهم المطاف بالمشفى بسبب آلم معدتها  وها هم عائدين لغرفتهم بالفندق يسألها من حين لآخر عما تشعر. 
ثم مسح على وجهها بحنو 
احسن دلوقتي 
تعلقت عيناها به وارتمت بين ذراعيه تشعر بضعفها 
ندي في ايه مالك 
لم تنطق بكلمه تبعث له الطمئنينه  وسمع صوت بكائها الخاڤت. 
اهدي ياندي . لو تعبانه قوليلي نرجع المستشفى تاني 
ابتعدت عنه تمسح دموعها التي سقطت دون اراده منها .اهتمامه بها وقلقه عليها كانوا هم أساسها 
تمنت لو انها تملك قلبه تمنت ان لا يفرقهما شئ ولم تتخيل بعدها عنه 
انا كويسه ياشهاب متخافش 
لو مخافتش عليكي هخاف على مين 
كلماته انسابت على قلبها الجريح وكبريائها فأخمدتهم لثواني .ولكن لن تستطيع الاذلال أمامه . فالجدار قد بني بينهم 
انا تعبانه وعايزه انام 
ونهضت من جانبه وألتقطت ملابسها لتخطو نحو المرحاض مرهقه 
كانت عيناه تلاحقها وزفر بنفاذ صبر 
لازم ارجع لهفتك وحبك ليا ياندي 

ألتقطت ياقوت حقيبتها بعدما اعدت الأوراق المطلوبه داخل الملف . اليوم ستأخذ حبوب الشجاعه وستخبره بطلب صديقتها 
ف فرصة لقاءه قد أتت ولن تتكرر كثيرا فقدوم السيد شهاب ولن تذهب لفرع الشركة الرئيسي كما الان.
دفعات من الشجاعه والثبات كانت تبثهم لنفسها حتى انها لم تشعر بدلوفها من باب الشركه ولا صعودها نحو الطابق التي تحتله غرفة مكتبه 
انا ياقوت سكرتيرة بشمهندس شهاب
مجرد ان عرفت حالها للسكرتير القابع خلف مكتبه هتف
اهلا . عندي خبر طبعا بمجيئك 
ونهض من فوق مقعده وتقدم نحو الغرفه المغلقه لتتبعه في صمت  لم تراه خلف مكتبه كما اعتادت إنما كان يقف وسط الغرفه يتحدث بالهاتف يصلح أمرا ما 
عيناها رغما عنها سرحت به  لم يكن فائق الوسامه إنما رجلا بملامح شرقيه ولكن جماله نابع من الهالة التي تحيطه ومن وضعه الإجتماعي   فرجلا بمكانته لا بد أن يظهر عليه الرقي والأناقة 
اخفضت عيناها نادمه على نظراتها وتفكيرها المشتت الذي أصبح يرق مضجعها 
لا حلم هي تراه ولا هي تري نفسها بطلة قصه خياليه . هي فتاه تبحث عن لقمه عيش وتحقيق ذاتها حتي يأتي نصيبها برجلا يحبها ويصونها حتى لو سيبنوا حياتهم معا 
انسه ياقوت 
صوته افاقها من شرودها لتجد مدير مكتبه قد غادر وهو قد أنهى مكالمته ويقف أمامها يمد لها يده لأخذ الورق الذي طلبه منها  نفضت رأسها بطريقه مرئيه بل مضحكه متمتمه
ايوه يافندم
واردفت بتلهف وهي تخرج الملف من حقيبة يدها 
الملف اه اتفضل 
ابتسم على هيئتها المرتبكه مما جعل عيناها تتسع اندهاشا  حمزة الزهدي الرجل الذي يثير الړعب داخلها يبتسم 
اتفضلي اقعدي ياأنسه ياقوت 
قلبها لم يعد يستطع تحمل لطفه العجيب عليها . وظلت واقفه في مكانها تطالعه بأندهاش 
ليجلس خلف مكتبه وسلط انظاره على الأوراق التي أمامه ثم رفع عيناه خلسه نحوها متعجبا
من وقوفها 
لو حابه الوافقه مافيش مشكله 
حركت رأسها نافية الأمر احد المقاعد وجلست عليه . فعاد يطالع الأوراق بل وأخذ يناقشها ويسألها 
شعرت بالسعاده وهي تجده يخاطبها هكذا وبتقدير واخيرا مد يده بالاوراق وحان وقت انصرافها كادت ان تنهض بعدما ألتقطت منه الملف 
ممكن اتكلم مع حضرتك دقيقه واحده بس 
قابل طلبها بأماءة من رأسه منتظرا سماعها 
انا ليا صديقه بتشتغل صحفيه وعايزه تعمل لقاء صحفي مع حضرتك 
تعبيرات وجهه جعلتها تدرك رفضه فأردفت 
اتمنى من حضرتك تقبل وتديها فرصه  مش حضرتك برضوه بتشجع الشباب المجتهدين 
ارتفع حاجبه اعجابا بحديثها مرت ثواني وظنت رفضه 
مع اني برفض اللقاءات الصحفيه بس هدي صاحبتك فرصه لكن بشرط 
خشيت من شرطه وتسألت
ايه هو الشرط يافندم 
  
سماح فرحة بذلك الخبر  فاليوم رئيسها سألها عن المقال فأخبرته بصعوبه الأمر . فالجميع يعلم مقت حمزة الزهدي للإعلام والجرائد 
مش مهم مين اللي هيوجه ليه الاسئله يا ياقوت  اهم حاجه بس اعمل اللقاء
ولمعت عيناها وهي ترتب الاسئله التي ترغب في معرفة اجابتها كما انها ستجعل مقالها لامع 
انا محتاجه امخمخ كويس للحوار ده . واحط الاسئله الغامضه اللي ممكن تجذب القارئ
كانت ياقوت تطالع حماسها ضاحكه 
اول مره اعرف ان الصحافين مجانين كده 
ضحكت سماح بمشاغبه واخذت تتلاعب بخصلات شعرها
القصير
اديكي نولتي شرف المعرفه
ضحكوا سويا
لتتجه سماح نحو فراش ياقوت تجلس عليه
اكتر سؤال نفسي اعرف اجابته ليه رفض يرجع الداخليه بعد ما تم تبريئه
رغم حكايات هناء صديقتها عن عائله زوجة عمها السيده ناديه الا انها لم تكن تعلم أنه كان ضابط شرطه الا من سماح في حديث سابق بينهم عندما اخبرتها سماح عن سمعته بالسوق .ياقوت تتسأل هي الأخرى
تفتكري ليه  بس تصدقي كده احسن  اه معاه فلوس وشركات مكنش هيحققها في مهنته ديه
وجلست تعد أفرع شركاته دون أن تنتبه لسماح الصامته التي هبت واقفه من فوق الفراش وهرولت من أمامها متمتمه 
اشوفك بكره بقى يا ياقوت
انفزعت ياقوت من انصرافها وطرقعت كفوفها ببعضهما 
البت اتجنت 
ثم داعبت ذقنها 
هي اصلا مجنونه من زمان 
    
تنهد بأسي وهو يسمع صوت مراد الحزين . لا يعرف كلمات للمواساه فتركه يتحدث كما يرغب 
جاكي كانت حامل ياحمزة . ابني في بطنها ماټ
واردف بقبضه آلم 
الحاډثه كانت متدبره بعد ما سجلوا الأوضاع
وصړخ پقهر
كانت هتستقيل بعد المهمه ديه
تنحنح حمزة بخشونه وهو لا يعلم من اين يبدء حديثه
للأسف ديه سياسه دول يامراد . والضحايا ديما الأبرياء
وابعد هاتفه عن اذنه ليري اتصال من فؤاد
فؤاد بيتصل بيا . مراد لازم ترجع لانه قلقان بعد ما فجرت قنبلة جوازك في التليفون ليه 
وانتهت المكالمه  لينظر مراد لهاتفه فأغلقه حتى لا يتلقى اتصالا من احد 
وعلى الجانب الآخر . جلس فؤاد فوق الفراش بأرهاق بعدما طمئنه حمزة على ولده العنيد 
حمزة طمنك عليه . مقولتلهوش ليه يفتح تليفونه عايزه اطمن عليه يافؤاد 
واردفت بقلق 
اسافرله طيب
كان فؤاد صامتا فما خشي منه تحقق ولكن انتهى بالاصعب . لم تنتهي بخيانه زوجيه كما هو تلاقاها في زواجه الأول إنما فاجعة المۏت أثر لن يندمل 
كنت خاېف عليه من اختياره  ونسيت ان كله تدبير قدر 
يدها ربتت على كتفه بدعم رغم ان سؤالها لم يكن هذا وقته الا انها أرادت ان تعرف الإجابه 
هتعمل ايه في موضوعه هو وهناء  ده انت خطبتها من مهاب اخوك 
صوب فؤاد عيناه نحوها بشرود لتخرج الاجابه كما توقعت 
الجوازه هتم ياناديه . ومراد هيتجوز هناء 
  
استنشقت هواء الحريه غير مصدقه انها أخيرا اصبحت حره  عيناها لمعت بالدموع وهي تري نفسها
تودع مسجنها  نظرت لآخر من توقعت مجيئه عزيز ذلك الصبي الذي كان يعمل مع والدها والان أصبح شخصا اخر ببذلة وقوره وسيارة فخمه خرج منها للتو
حمدلله على السلامه ياست صفا 
طالعته صفا بطيبه فهى لم تنسى سؤاله الدائم عنها ووقوفه بجانبها 
ازيك ياعزيز 
ابتسم عزيز بسماجه وهو يتناول كفها يلثمه
نورتي الدنيا كلها 
ازاحت صفا كفها عنه بتوتر متعجبه من فعلته وتناول من يدها حقيبة ملابسها الصغيره مشيرا نحو سيارته 
اتفضلي ياست الهوانم 
ارتبكت صفا وابتسمت بتوتر متنهده 
هانم ايه بقى ياعزيز انسى . انا صفا وبس
وتقدمت أمامه نحو سيارته .فسار خلفها يمسح على ذقنه وهو يطالع خطواتها  فقد انتظرها طويلا انتظر اللحظة التي يحصل فيها على سيدته  عزيز المنشاوي الرجل الذي يحلف الجميع بنزاهته ولكن ماهو الا صبي قد أجاد الصنعه 
وعلى سيارة مصطفه جلس صاحبها يطالع المشهد بأعين ثاقبه يري حبيبته الخائڼه حره
 
وضعت مريم قلمها فوق كشكولها بعدما أنهت حل المسأله الحسابيه . تعلقت عيناها بمعلمتها التي انغمست في النظر للمرآة الصغيره التي معها 
ضحكت داخلها وهي تتمنى ان تخبرها ان لا تطمح للأمر ولكن قررت أن تأخذ دور المشاهد حاليا 
ميس ريما  ميس ريما 
كررت هتافها للمرة الثانيه .فأنتبهت ريما وألقت مرآتها بحقيبتها بتوتر 
ايوه يا مريم ياحببتي . خلصتي حل المسأله 
فمدت لها مريم كشكولها بنفاذ صبر 
اتفضلي ياميس .احنا كده خلصنا حصة النهارده 
كانت عين ريما مسلطه على باب الغرفه التي دلف لها حمزة ولم يخرج منها الي الان 
رنين باب المنزل جعل ريما تنتبه ثانية لوضعها وشرودها لذلك القابع في غرفه مكتبه ينفث دخان سيجارته بشرود ناسيا انه لا ېدخن ولكن لم يجد الا السچائر هي منفسه 
خطوات طرقت على غرفه مكتبه ثم صوت الخادمه 
حمزة بيه في ضيفه مستنياك بره  بتقول ان حضرتك مديها ميعاد 
كانت ياقوت تجلس في الحجرة التي قادتها لها الخادمه . من حين لآخر تشيح عيناها خجلا من نظرات الفضول الموجها إليها من مريم وريما 
ضمت حقيبتها لها بتوتر وقبل ان مريم تسألها عن هويتها وسبب زيارتها عادت الخادمه لها 
حمزة بيه مستنيكي في غرفه مكتبه 
نهضت بأرتباك وسارت بخطي متوتره نادمه انها تدخلت في امر سماح واصبحت هي الوسيط في أداء مهمه اللقاء 
طرقة خافته حطت على باب الغرفه ثم دلفت وأخذت تسعل بشده من الدخان الذي يعبئ الغرفه
أستدار بجسده نحوها في صمت. 
يتبع 
رواية للقدر حكايه بقلم سهام صادق الفصل العاشر حتى الفصل العشرون حصريه وجديده 
الفصل العاشر
جلست بهدوء تستمع الي توبيخه بشأن فعلتها واتفاقها مع سيلين وعندما تعلقت عيناه بملامح وجهها الهادئه
مش هتردي لأنك عارفه نفسك غلطانه ياناديه
هتف عباراته حانقا فألتقطت ناديه هاتفها تعبث به قليلا حتى تجعله يخرج كل ما بجبعته نحوها دون جدال تعرف
نهايته
ناديه انا مش بكلمك ما بتردي
فطالعته ناديه بهدوء جعل صدره يضيق منها
انت ليه جرحت البنت كده ياحمزة  مهما كان كانت ضيفه عندي
لتتسع عيناه ثم ضړب على فخذيه من تغيرها لموضوعهما
بنت مين ديه . انا بتكلم في ايه دلوقتي . موضوعنا تدخلك في حياتي ياناديه وبلاش تلعبي من ورايا 
وأبتمست وكأنها تلاعبه 
ياقوت ياحمزة انت لحقت تنساها 
فأنتفض من جلسته ورمقها بغيظ قبل أن يغادر
انا ماشي قبل ما اټشل بسببك 
واردف بمقت يخرج فيه حنقه منها 
ياقوت ديه مرفوده عشان ترتاحي 
وغادر لټنفجر ناديه ضاحكه . فوقف فؤاد خلفها يعقد ساعديه بقله حيله من أفعالها 
انا لو مكانه اتبري منك ياناديه 
لتلتف ناديه نحو زوجها بوداعه
كده يافؤاد ياحبيبي
فؤاد مبتسما 
عمرك ما هتتغيري بس هفضل احبك لآخر يوم في عمري 
وانتهت عبارته . فمعها ينسى فؤاد أفكاره المعقدة وكيانه
                  
اخفضت عيناها تقاوم ذرف دموعها تتذكر حديثه ونظراته المتهكمه نحوها شهقات متتاليه خرجت من بين شفتيها 
ثم تكورت فوق الفراش
بكاء متواصل بكته  مجبرة هي على هذا العالم بكل قسوته 
ولكنها ضعيفه هشه .دوما حياتها كانت قائمه على افعلي  اصمتي ارضى بما نعطيه لكي فهل ستتدللي 
كانت تقبل كل شئ بأبتسامه صادقه  نعم هي كلمتها الوحيده 
وشعرت بقدوم سماح غرفتها .سماح ثم چثت على ركبتيها أمامها تمسح دموعها 
ابويا كان تاجر مواشي كبير  كنت عايشه ولا البرنسيسات  مخلوفيش غيري  حياتي كانت تتلخص في اني بنت دلوعه أهلها هما حياتها وبس . كانوا فاكرين لما يقفلوا عليا  بيحافظوا عليا من الدنيا لكن الحقيقه كانت غير كده  كانوا بيطروا عضمي للدنيا عشان يوم ما صح هتكسر علطول  ماټ الحاج حسين 
وابتسمت بمراره وهي تتذكر والدها 
يوم مۏته الدنيا ورتني انا وامي الحياه صح  عمي سرق فلوسنا وبقينا عايشين على الحسنه اللي بيرميها لينا كل شهر الامانه اللي وصاه عليه اخوه نساها والطمع عماه . امي مكملتش بعد مۏت ابويا كتير ماټت وسبتني  ماټت قدام عيني وانا بترجي عمي يجبلها الدوا  . علبه دوا يا ياقوت 
مقدرتش اجبها لأمي 
وبكت بمراره وهي تتذكر تلك اللحظه وكأنها كالامس 
مأخدتش حاجه من الضعف والسكوت .محستش بنفسي غير وانا پخنقه بأيدي 
وعندما ظهر التساؤل على وجه ياقوت التي انتفضت من رقدتها فضحكت سماح بمراره 
مټخافيش ما ممتش . مقدرتش اعملها 
وفي ثواني معدوده كانت سماح تمسح دموعها 
لازم تقوى يا ياقوت لو عشتي في الحياه بدور الضحيه هتفضلي طول عمرك ضحيه . الحياه مليانه حكايات ومعارك ابكي بين ايدينا ربنا وبس  اطلعي للناس قويه دافعي عن نفسك
لم تعلم سماح لما اخبرتها بحكايتها اليوم . ولكن داخلها شعرت انها بحاجه ان تخبر أحدا بحقيقتها وحياتها التي هربت منها يوما
أنتي طيبه اوي ياسماح
                   .
جلس في غرفة مكتبه شاردا رغم كل ما وصل اليه من نجاح الا انه يشعر ان داخله شئ قد نقص  مازال مذاق الظلم والخذلان اللذان عاشهم قديما كالعلقم في حلقه 
ووقعت عيناه على إطار الصوره الموضوعه على مكتبه تجمعه ب سوسن وشريف ومريم وندى والابتسامه مرسومه على شفتيهم  ابتسم من قلبه ثم رفع الصوره ونظر لملامح سوسن 
وحشتيني اوي يا سوسن  وجودك كان فارق في حياتي
ولم يدري لما ملامح ياقوت ظهرت أمام عيناه 
لينفض رأسه سريعا ناهضا من فوق مقعده مغادرا غرفه مكتبه المظلمه 
    
عاد شهاب ليلا بعد سهره ممتعه قضاها في احد الملاهي هو لا يشرب الخمر ولكنه يعشق تلك الأجواء حتى علاقته بالنساء أصبحت لا تتخطى الا الضحكات وعبارات الغزل . ووقعت عيناه عليها فوجدها جالسه في حديقه الفيلا بشال صوفي خفيف شارده 
ببطئ يشعر بالقلق 
مالك ياندي
فأنتفضت ندي على صوته ومسحت دموع عيناها ثم ألتفت نحوه وملامحها يظهر عليها الآلم 
مالي يا شهاب  لا انا مافيش حاجه 
شعر بمقصد كلامها فتقدم منها خطوتان
ندي فيكي ايه 
دموعها عادت تتساقط وهي تطالع ملامحه 
شهاب القديم رجع من تاني
اغمض عيناه بقوه  شعوره بعدم قيمتها يجعله لا يراها  أصبح مقتنعا ان حبها سيغفر له كل شئ 
ندي بلاش لف ودوران قوليلي اللي مزعلك او اطلعي نامي  الجو برد عليكي 
تعلقت عيناها به وكادت ان تطلب منه طلاقها وعدم اكتمال زواجهم ولكنها لم تجد الشجاعه الكفايه لتفعلها 
من رقدتها . لتجول عيناه على ملامحها 
هننزل امتى نختار فستان الفرح ولا اجيبهولك من باريس 
 
نظرت هناء لرسالتها التي تم فتحها  سألته عن حاله ومتى سيعود ولكنه قرأها دون أن يجيب لم يقرأها هو إنما جاكي هي من طالعتها ثم حذفتها . تعلم
برغبه والد مراد في تزويجه منها حتى انها تخشي ان يصر على الأمر ويزوجها له عليها 
والفكره الأصعب ان يرغمه على طلاقها 
افكار كانت ټقتحم عقلها وتخشاها ولكن الحل الامثل الذي قررت فعله منذ اول ليله لهم معا ان لا تتناول حبوب التي اتفقوا عليها  فهو لا يريد أطفال الان 
وافقته ولكنها داخلها لم تقتنع 
وجدته يخرج من المرحاض يلف جسده بمنشفه ويفرك شعره بمنشفة اخرى . 
تعجب من فعلتها متسائلا
ما الأمر جاكي
توقعت سؤاله بدلال
اشتقت اليك مرادي
ارتفع احد حاجبيه من عبث الكلمه وهتف بوقاحه 
أنتي كنتي لسا   لحقت اوحشك 
تمايلت أمامه بغنج وقبل ان ترفع نحوه   صدح رنين هاتفه لينظر لرقم المتصل ثم نظر إليها مشيرا لها أن لا تتحدث وتلتزم الصمت 
ديه ناديه
ولم يكن اتصال ناديه الا اطمئنانا عليه 

رفعت ياقوت عيناها نحو ندي التي لم تنساها منذ اول لقاء كان سئ بينهم  رمقتها ندي بنظرة ملتويه وسألتها
شهاب موجود 
فنهضت ياقوت من فوق مقعدها ورسمت ابتسامه مرحبه 
لا يافندم تقدري تتفضلي في المكتب تستنى حضرته
ندي بخطواتها تتفحص هيئتها البسيطه نفس الزي الذي رأتها به كانت ترتديه اليوم 
مش محتاجه اخد اذنك . خليكي في شغلك 
وأكملت ندي خطواتها نحو غرفه مكتبه لتزفر أنفاسها بحنق من غيرتها التي تصبها على كل من حلمها ولم يكن الحلم الا شهاب الذي وجدت نفسها تحبه بل تعشقه 
ومر الوقت وهي تجلس تنتظره ليذهبوا معا لاختيار ثواب الزفاف  ووجدت نفسها تتذكر يوم سقوط سوسن أمام عيناها ذلك اليوم لتتبدل فرحتها لحزن لم ينطفئ 
طرقات خافته طرقتها ياقوت ثم دلفت لها بكأس عصير طازج 
انا جبتلك عصير 
وفزعت من مظهر ندي بكائها 
ندي هانم مالك  انتي تعبانه 
أغمضت ندي عيناها بقوه صاړخه بها 
أنتي ايه اللي دخلك المكتب
ونظرت للعصير شزرا 
انا طلبت منك حاجه 
اوجعتها عباراتها ولكنها تذكرت كلام سماح فأبتمست وهي تترك كأس العصير 
لا مطلبتيش مني .على العموم انا جبته كحجه عشان اتكلم معاكي وأوضح سوء التفاهم 
تعجبت ندي من صراحتها فتابعت ياقوت 
بشمهندس شهاب يومها كان بيراضيني بكلمتين بسبب ڠضب حمزة بيه عليا من غير ذنب
كانت عيناها مرفوعة لأول مره بثقه ورغم انها ثقة واهيه الا انها اكملت 
حضرتك عايزه تصدقيني ده يرجعلك مش عايزه برضوه يرجعلك يافندم 
لم تكن ندي شخصيه ذو طبع قاسې وقبل ان تغادر ياقوت غرفة المكتب هاربه من صړاخ ندي الذى توقعته ولكن حدث ما لم تتوقعه 
استنى عندك يااا 
فألتفت نحوها ياقوت تطالعها مندهشه ولكن تجاوزت دهشتها سريعا بأبتسامه ودوده
ياقوت 
  
ضحكت سماح بأستمتاع وهي تمضغ قطع البسكوت بعد أن غمرتها بكأس الحليب المخلوط بالشاي 
مش معقول يا ياقوت قولتلها كده
فشردت ياقوت في أحداث اليوم 
محبتش تاخد عني فكره مش تمام ياسماح 
فتعالت ضحكات سماح 
أنتي عفويه وطيبه يا ياقوت اتمنى تلاقي الإنسان اللي يقدر طيبتك 
لتبتسم ياقوت بمراره متذكره حبيبها القديم الذي لم ينظر إليها بل نظر الي صديقتها وانتبهت على حالها 
هو انا اللي عملته ده صح ياسماح
تنهدت سماح بفتور وربتت على ذراعها بحنو
بصي يا ياقوت مش كل الناس ردود افعلها زي ندي  ندي باين عليها لطيفه وسوء الفهم كان غيره مش اكتر
فحركت رأسها مؤكدة 
اه ندي فعلا لطيفه ورقيقه اوي . ديه عزمتني على فرحها 
نظرات السعاده التي احتلت ملامح ياقوت من أبسط شئ قد قدم اليها جعل سماح تدرك ان ياقوت مازالت تحتاج إلى مواجهات عده مع الحياه  طبيعتها العفويه لن تصلح مع هذا الزمن  ارادتها قويه عفيفه النفس مثلما تكون 
بقيتوا صحاب يعني . طب وانا محدش هيعزمني 
لتصدح ضحكات ياقوت من عبس سماح المصطنع 
لا هبقي اخدك معايا .عشان معرفش السكه
فمسحت سماح فمها بكفها بعدما ابلتعت كأس المشروب خاصتها وحدقت بها بتلاعب 
يعني وجودي معاكي اوريكي السكه بس 
وانتهى الحوار بضحكات الصديقتان . الي ان تثاوبت ياقوت ونهضت من فوق فراش سماح 
كفايه سهر لحد كده  هرجع على اوضتي 
انصرفت ياقوت . لتتسطح سماح على فراشها تفكر في مهمتها الجديده التي اوكلتها جريدتها تلك المهمه  ولن تساعدها بها الا ياقوت ولكنها لم تستطع اليوم أخبارها فهى اكثر درايه بأضطهاد حمزة الزهدي لها فلا بأس أن تنتظر قليلا
                       
وضعت دفترها الذي تدون فيه ملتزماتها من راتبها  الراتب الذي موعده ويجب عليها تدبير امرها به وإرسال المال لزوجه والدها كي تساعد في مصاريف اشقائها وتدفع ثمن حريتها من قيود زوجه ابيها وسم لسانها
ووضعت رأسها على الوساده وهي تحسب المال الذي سيكفي مأكلها وسكنها ورغبتها في شراء ثوب جديد بعيدا عن اثوابها التي هلكت 
دون اراده منها أصبحت تنظر للفتيات بالشركه التي تعمل بها ترى اناقتهم فتتمني لو ارتدت مثلهم اثواب جديده راقيه ولكن محتشمه كما اعتادت
فستان جديد . فلوس للأكل  فلوس للمسكن  فلوس عشان جهاز ياسمين 
هكذا غفت ياقوت .وانتقلت لعالم أحلامها الذي لم تري فيها الا صړاخ
حمزة بها وأصبح عقلها الباطن يصور لها رهبتها منه حتى في النوم 
 
من شقيقه بعدما اڼصدم من رده 
جوازكم بعد اسبوع ولسا محبتهاش ياشهاب
واردف صارخا به
انت ايه يااخي  اول مره اشوفك اناني كده 
كان كالضائع وهو يستمع الي شقيقه  فحركه حمزة بذراعيه بمقت 
ندي امانه عندي عارف يعني ايه.
ضاق صدر شهاب من اللوم الذي يتلقاه دوما منه ومن شقيقته ناديه التي هي أساس تلك الزيجه فلولا استماعه لها ما استغل حب ندي اليه . فقد أصبح مدمن لحبها وضعفها أمامه ولكنه لم يحبها فالحب جربه قديما وقد فشل فيه وحياه اللهو والعبث من جاءت بالنفع وأصبح معشوق النساء 
افكاره كانت تقوده وهو لا يشعر انه سيكون في النهايه هو الأغبي والاحمق
وفاق على صړاخ حمزة 
انت يابشمهندس انا واقف بكلم مين 
فدفعه شهاب عنه وهوي بجسده على المقعد الذي خلفه 
كفايه ياشهاب . انا مش عيل صغير قدامك . جوازي من ندى هيتبني على الاحترام والتقدير وده كفايه اوي 
ارتسم الجمود علي ملامح حمزة ورمقه ساخرا
كمل ياشهاب وهيتبني على حبها ليك
للحظه أدرك صدق كلمات شقيقه  ولكن نهض بجديه كي ينهي ذلك الحديث 
حمزة انا مقتنع ب ندي زوجه  وياريت ننهي حوارنا لحد كده  وياسيدي امانتك محفوظه ارتحت 
لم ينتبهوا بتلك التي وقفت تستمع لحديثهم ودموعها تتساقط بآلم على حبها الذي لم تجد له مقابل 
              
جلس جانبها يخشى ان تنفره ولكنها ابتسمت 
انت جاي ترجعلي ايه تاني
ضحك على سؤالها 
الحقيقه انا جاي معجب 
قالها صراحة ولكن عندما وجدها اشاحت وجهها عنه ابدل حديثه
بهزر معاكي . الحقيقه انا لقيت نفسي سايب شغلي وجاي على هنا 
ألتفت نحوه وهي تتبع صوته مندهشه
ممكن تعتبريني عابر سبيل يامها 
تعجبت من معرفته بأسمها 
انت عرفت اسمي منين 
ليضحك
على سؤالها 
أنتي ناسيه اني ظابط
واردف ممازحا وهو يتأمل ملامحها يتمنى 
عرفت اسمك يوم ما اختك اخدتك ونادت عليكي 
كلمه وراء كلمه سار معها حديثهم وكان كعابر السبيل معها 
               .
لاحت له بيدها قبل أن تختفي من صاله المطار نحو الطائرة المتجها ل سويسرا . تم استدعائها في عملها فأجازتها الممتده قد انتهت  وقد قررت أن تقدم استقالتها وتعود اليه ثم يعودوا معا لمصر 
وقف مراد للحظات ساكن في مكانه وانسحب مغادرا من المطار
ليعلو رنين هاتفه فنظر لرقم المتصل ثم أجاب 
انت مش عريس يابني والنهارده فرحك 
اجابه شهاب ضاحكا وهو ينظر لهيئته بالمرآه 
المفروض كنت تبقى موجود ده انا في مقام خالك حتى 
  
وقفت أمام القاعه الفخمه مع السيده سميره التي اتجهت على الفور نحو احدهن ويبدو انها تعرفها . ندي قد داعتها بدعوه رسميه تعجبت من الامر وظنت انها كانت مجرد كلمه ولكن دعوه العرس بعثتها لها مع شهاب
كانت القاعه راقيه ومبهره لأول مره ترى مثلها
ياقوت 
هتفت بها هناء فوجودها بالعرس شئ محسوم ف ناديه زوجه عمها 
بعضهم بشوق . لتبعد هناء عنها ونظرت له بتدقيق وتفحص 
ايه الشياكه ديه  لا القاهره غيرتك 
رغم بساطه الثوب ولونه الهادئ وعدم وضع الزينه على ملامحها الا انها شعرت بالحرج . سماح هي من اعطتها اياه واصرت على ارتدائه 
ديه سماح اللي خلتني ألبسه 
طالعتها هناء بسعاده وهي ترى جمالها الذي أظهره الثوب 
بس انتي طالعه قمر يا ياقوت 
ثم اردفت بعدما غمزتها بنظرة لعوبه
كنتي مخبيه عننا الجمال ده كله فين 
استمعت الي حديث خطيب شقيقتها وقد بدء يرسم عليهم محبته . خطبه اقترحها عليه احد أصدقائه  عروس تخطت منتصف الثلاثون لديها وظيفه وشقه وشقيقة كفيفه من السهل التخلص منها اذا استولى على قلب الشقيقه الكبرى .وماجده كانت امرأة مشتاقه لمشاعر النساء التي تسمع عنها من صديقاتها المتزوجات . ورجلا خبير مثل سالم كان يعرف من اين يصل إليها ويخضعها له . كلام معسول مداعبات ستتمنع عنها في البدايه ولكن ستريد ولن تمانع بعد التجربه 
وها هو جالس يحادث مها بلطف ويداه تجول على فخذ ماجده بحريه والأخرى تجلس جانبه تعض على شفتيها مستمتعه 
بس انتي صوتك حلو يامها . ما تغني لينا اغنيه كده تاني لام كلثوم 
ابتسمت مها بسعاده لأطراء خطيب شقيقتها . لتتمالك ماجده حالها وهتفت فخوره وسعيده بشقيقتها 
مها جميله وشاطره في كل حاجه 
العلاقه بين الشقيقتان كانت قويه ليطالع سالم سعاده مها وعيناها التي لمعت من مديح شقيقتها  فأرتسم المكر على شفتيه وتمتم وهو من ماجده اكثر
مها انا دلوقتي زي اخوكي اوعي تتكسفي مني اي حاجه عايزاها اطلبيها 
               .
جلست على أحد الطاولات البعيدة بعض الشئ تتأمل العرس وهناء صديقتها التي اندمجت مع تقي ابنه عمها وفتاه أخرى عرفت اسمها من هناء ولم تكن الفتاه الا مريم التي كانت اغلب الوقت متعلقه بذراع حمزة او شقيقها 
وناديه المرأه الجميله تسير بين الحضور
ترابط جميل كانت تراه .لم ترى السيده سلوى اليوم لعدم مجيئها من البلده
ودارت عيناها بين الضيوف ثم عادت تبتسم وهي ترى هناء تراقص ندي التي كانت تتحمل تلك الليله بصعوبه بعد الحديث الذي سمعته بين شهاب وحمزة 
اهتزاز
هاتفها اخرجها من تأملها فنظرت لرقم والدها لتخرج من الحفل بعيدا عن أصوات الموسيقى 
اتاها صوت زوجه ابيها التي تسألت 
ايه الدوشه ديه  انتي فين 
لم تمهلها الرد لتردف سناء حاقده 
انتي رايحه تشتغلي ولا رايحه تدوري على حل شعرك
بهتت ملامحها من الكلمات  لو كانت تعلم أن زوجه ابيها هي المتصله ما كانت اجابه عليها 
بابا عارف اني في فرح . خير يامرات ابويا 
احتدت ملامح سناء من الرد .وابدلت الحديث بمهارة امرأه ماكره 
ابوكي عيان بس مش راضي يقولك ومحتاجين فلوس عشان التحاليل وكشف الدكتور 
وتابعت وهي تلوي شفتيها بأستنكار
هتبعتي الفلوس امتى ولا احنا بعتينك تشتغلي من غير فايده . لو مش هتيجي من الشغلانه ديه فايده اقول لابوكي وترجعي البلد 
تجمدت يد ياقوت على هاتفها وقد وصلتها رساله زوجه ابيها  أما الاستجابة لتدبير المال او بث السمۏم في اذن والدها لعودتها وترك العمل والمشوار الذي بدأته 
فاضل لسا اسبوع على المرتب  هجيب فلوس منين انا . اول ما اخد مرتبي هبعت الفلوس علطول 
لم يعجب سناء الحديث لتهتف بأنفعال قبل أن تغلق الهاتف 
اتصرفي ولا ابوكي يضيع مننا 
كانت آخر كلمه سمعتها ليصلها بعدها انغلاق الخط  وصوت لم تتوقع سماعه 
ابقى عادي على الحسابات بكره وخدي الفلوس اللي هيحتاجها علاج والدك
عيناها اتسعت پصدمه وألتفت بجسدها  لتجده خلفها يمسك هاتفه وكأنه أنهى مكالمته للتو . وقبل ان تهتف بشئ انصرف من أمامها بثقته المعهوده وهيبته 
وخطت بأقدام سريعه تتبعه واسمه يخرج من بين شفتيها بهتاف خاڤت
حمزة بيه .
الفصل الثالث عشر
ضحكة ساخرة صدحت في ارجاء الغرفه  شقيقته تخبره صراحة بمن وقع عليها الاختيار لم تلعب معه كما اعتادت . تعمق في النظر إليها ليجدها ترمقه بأستياء لاستخفافه بها
انا قولت نكته ياحمزة 
ارتسمت السخريه تلك المره على شفتيه  مما زاد حنقها 
فعلا ياناديه انا بعتبر كلامك حاليا نكته
واردف بمقت وهو يشيح عيناه عنها
ونكته سخيفه كمان
بهتت ملامحها وهي تستمع لردة فعله التي لم تروقها فقد ظنت انها اخيرا وقعت علي الاختيار الامثل 
ياقوت الفتاه الضعيفه التي جلبتها من البلده ووظفتها بشركه شقيقها
الفتاه التي سترضي بأي شئ يقدم لها لن ترفض ولن تعترض ولن تشتكي  فمثيلاتها يتحملون الحياه دون صړاخ او تمرد 
أقنعها عقلها بالفكره وهاهي الان ترى ردة فعل شقيقها ولم تكن ردة فعله الا السخريه
اخذت أنفاسها بعمق وتقدمت منه بخطي ثابته 
مالها ياقوت ياحمزة مش عجباك في ايه . خلينا نتكلم بالعقل ياقوت هتناسبك جدا
احتدت ملامحه پغضب ساحق 
ناديه كلامك بقى يزعجني . لا ياقوت ولا غيرها 
وتابع پشراسه 
احمدي ربنا ان ياقوت مش تحت إدارتي هنا في الشركه  لان مصيرها كان هيكون الطرد وشيلي انتي بقى ذنبها 
ضاقت أنفاسها من أثر الجدال معه  فتقدمت خطوتان وجلست على مقعد صوب عيناها 
ياحمزة انا عايزاك تتجوز ويبقى ليك عيله حقيقيه . انا وبقي عندي عيله صحيح مراد مش ابني بس لما بتجمع انا وهو وفؤاد وتقي بنتي بحس بالاكتفاء  شهاب اتجوز وبكره يكون اب ويستقل بحياته  شريف قريب هتلاقيه بيقولك عايز يتجوز ومريم بتكبر ومسيرها في يوم تتجوز
صمتت تأخذ أنفاسها وعيناها معلقه بوجهه . شعرت بتأثره القليل ولكن سريعا ماعاد لبرودة ملامحه 
الحياه هتسرقك ياحمزة  منفسكش تشم ريحة طفل منك انت من صلبك 
عادت تدقق عيناها بوجهه ولكن لا شئ وجدته الا السكون وكأن الزمن أجاد هيكلة شقيقها . لم تتحمل جموده وصمته فهبت واقفه
انت رافض فكره الجواز ليه  ما انت كنت متجوز سوسن وكان بينكم علاقه طبيعيه زي اي زوج وزوجه 
ابتسامه محبه ارتسمت علي ملامحه
سوسن غير اي ست ياناديه . زي مانتي غير اي ست واه ابسط مثال واقف بسمعلك ومستحمل كل أفعالك 
استاءت ملامحها پغضب عارم واندفعت نحوه تدفعه على صدره 
انا مش اي حد انا اختك والكبيرة كمان
وضحكه خرجت من بين شفتيه وهو يآسرها بين ذراعيه 
ما انتي عشان اختي الكبيره مستحمل تصرفاتك  ده تقي بنتك اعقل منك 
لطمت صدره بقبضة يدهاوتمرمغت بين ذراعيه وقد تحول عبوسها لابتسامه واسعه . فهى لا تراه شقيق فقط إنما اب وصديق وابنا
نفسي اشوفك حاضن ابنك او بنتك بين ايديك
تنهيده قويه خرجت من شفتيه وابعدها عنه برفق ولكي ينهي ذلك الحديث الذي يمقته 
ربنا يسهل ياناديه
لمعت عيناها بالسعاده وتسألت 
يعني هتفكر في ياقوت 
واردفت دون ان تعطيه فرصه للرد 
ياقوت هتنفعك . بنت غلبانه وهاديه لا هتطلب منك حب ولا مشاعر ولا حتى اهتمام  مجرد بس تأمن ليها حياتها وتعيش في مستوى راقي ده هيكفيها
وفي محض تخطيطها نسيت ان للاخري حياه تمنت ان تحياها 
كلامها جعله للحظه يفكر فعقله قد أعجبه الأمر ولكن سريعا ما نفض الفكره من رأسه فهو ليس مستغلا ولا ظالم
 
عيناها مشطت ذلك الجالس بجانب شقيقتها على طرف المقعد الجالسه عليه لم يعجبها المنظر ولا نظرات الماره منهم تهتف بحنق 
قومي يلا 
أرتجف جسد مها وهي تشعر پغضب شقيقتها ومدت يداها بتشوش نحو شريف الذي
نهض على الفور من جانبها بأرتباك 
شريف اللي حكتلك عنه ياماجده 
تذكرت ماجده حديث شقيقتها عنه وتبدلت ملامحها للاسترخاء 
الظابط 
اماءت مها برأسها سريعا  لتمتد يد شريف نحوها 
انسه ماجده 
لم تعجب ماجدة الكلمه فهتفت 
قريب هكون مدام
واشارت نحو دبلتها  فأبتسم شريف بتوتر 
مبروك  معلش جات متأخره 
تقبلت ماجده مباركته بأبتسامه متسعه تعجب من امرها تبدو وكأنها من النساء اللاتي يحبون المديح ولكن عمله جعله يعرف أنها ماهي إلا امرأه تعيش الحياه بحسن نية مفرطه ولا ترغب ان تشعر بسنوات عمرها
مها حكتلي عنك كتير  مبقاش على لسانها الا شريف 
تعلقت عيناه بمها التي تخضبت وجنتيها بحمرة الخجل وطأطأت عيناها أرضا . لو كان الحديث اتي من امرأة أخرى لكان استنكره ولكن من أجل تلك التي أصبح اكثر درايه بها تقبل الامر
وهتف مبتسما
على كده انا طلعت مهم 
ضحكت ماجدة بضحكه لم تعجبه 
طبعا ياحضرت الظابط انت مهم ومهم اوي كمان
ثم اردفت 
ده انتوا الحكومه يا باشا 
ابتسم شريف مجاملة لها وتقبل مديحها وتعلقت عيناه بتلك التي وقفت تفرك يداها بقوة تشعر بالخجل من حديث شقيقتها 
جالت عين ماجده بينهم وداخلها يهتف بأمل 
شكله بيحبها او معجب بيها 
ثم بدء عقلها يخبرها بأستنكار 
هيحب مين  ده بس بيشفق عليها . انتي ناسيه وضع اختك وهو باين عليه ابن ذوات 
تضارب اقتحم عقلها ولكن فكرة واحدة قررت أن تسير خلفها 
لن تمنع مقابله شقيقتها بشريف  لعلا الأحلام تتحقق مع شقيقتها وتظفر العمياء بالوسيم الثري 
                
طعام تناولته على احد الارصفه لم تعرف مصدره ولكنها أرادت تجربته رغم رفضه الا انها أصرت التجربه 
وانتهي بهم المطاف بالمشفى بسبب آلم معدتها  وها هم عائدين لغرفتهم بالفندق اليه ويسألها من حين لآخر عما تشعر 
احسن دلوقتي 
تعلقت عيناها به وارتمت تشعر بضعفها 
ندي في ايه مالك 
لم تنطق بكلمه تبعث له الطمئنينه  وسمع صوت بكائها الخاڤت 
اليه يهمس لها 
اهدي ياندي . لو تعبانه قوليلي نرجع المستشفى تاني 
ابتعدت عنه تمسح دموعها التي سقطت دون اراده منها .اهتمامه بها وقلقه عليها كانوا هم أساسها 
تمنت لو انها تملك قلبه تمنت ان لا يفرقهما شئ ولم تتخيل بعدها عنه 
انا كويسه ياشهاب متخافش 
تناول كفيها ثم بطريقه ساحرة جعلت قلبها يخفف بقوة 
لو مخافتش عليكي هخاف على مين 
كلماته انسابت على قلبها الجريح وكبريائها فأخمدتهم لثواني . تحركت شفتيها رغبة في طلب حبه ولكن لم تستطع الاذلال أمامه . فالجدار قد بني بينهم 
انا تعبانه وعايزه انام 
ونهضت من جانبه وألتقطت ملابسها لتخطو نحو المرحاض مرهقه 
كانت عيناه تلاحقها وزفر بنفاذ صبر 
لازم ارجع لهفتك وحبك ليا ياندي 

ألتقطت ياقوت حقيبتها بعدما اعدت الأوراق المطلوبه داخل الملف . اليوم ستأخذ حبوب الشجاعه وستخبره بطلب صديقتها 
ف فرصة لقاءه قد أتت ولن تتكرر كثيرا فقدوم السيد شهاب ولن تذهب لفرع الشركة الرئيسي كما الان.
دفاعت من الشجاعه والثبات كانت تبثهم لنفسها حتى انها لم تشعر بدلوفها من باب الشركه ولا صعودها نحو الطابق
التي تحتله غرفة مكتبه 
انا ياقوت سكرتيرة بشمهندس شهاب
مجرد ان عرفت حالها للسكرتير القابع خلف مكتبه هتف
اهلا . عندي خبر طبعا بمجيئك 
ونهض من فوق مقعده وتقدم نحو الغرفه المغلقه لتتبعه في صمت  أم تراه خلف مكتبه كما اعتادت إنما كان يقف وسط الغرفه يتحدث بالهاتف يصلح أمرا ما 
عيناها رغما عنها سرحت به  لم يكن فائق الوسامه إنما رجلا بملامح شرقيه ولكن جماله نابع من الهالة التي تحيطه ومن وضعه الاجتماع  فرجلا بمكانته لا بد أن يظهر عليه الرقي والأناقة 
اخفضت عيناها نادمه على نظراتها وتفكيرها المشتت الذي أصبح يرق مضجعها 
لا حلم هي تراه ولا هي تري نفسها بطلة قصه خياليه . هي فتاه تبحث عن لقمه عيش وتحقيق ذاتها حتي يأتي نصيبها برجلا يحبها ويصونها حتى لو سيبنوا حياتهم معا 
انسه ياقوت 
صوته افاقها من شرودها لتجد مدير مكتبه قد غادر وهو قد أنهى مكالمته ويقف أمامها يمد لها يده لأخذ الورق الذي طلبه منها  نفضت رأسها بطريقه مرئيه بل مضحكه متمتمه
ايوه يافندم
واردفت بتلهف وهي تخرج الملف من حقيبة يدها 
الملف اه اتفضل 
ابتسم على هيئتها المرتبكه مما جعل عيناها تتسع اندهاشا  حمرة الزهدي الرجل الذي يثير الړعب داخلها يبتسم 
اتفضلي اقعدي ياأنسه ياقوت 
قلبها لم يعد يستطيع تحمل لطفه العجيب عليها . وظلت واقفه في مكانها تطالعه بأندهاش 
ليجلس خلف مكتبه وسلط انظاره على الأوراق التي أمامه ثم رفع عيناه خلسه نحوها متعجبا من وقوفها 
لو حابه الوافقه مافيش مشكله 
حركت رأسها نافية الأمر من احد المقاعد وجلست عليه . فعاد يطالع الأوراق بل وأخذ يناقشها ويسألها 
شعرت بالسعاده وهي تجده يخاطبها هكذا وبتقدير واخيرا مد يده بالاوراق وحان وقت انصرافها كادت ان تنهض بعدما ألتقطت منه الملف 
ممكن اتكلم مع حضرتك دقيقه واحده بس 
قابل طلبها بأماءة من رأسه منتظرا سماعها 
انا ليا صديقه بتشتغل صحفيه وعايزه تعمل
لقاء صحفي مع حضرتك 
تعبيرات وجهه جعلتها تدرك رفضه فأردفت 
اتمنى من حضرتك تقبل وتديها فرصه  مش حضرتك برضوه بتشجع الشباب المجتهدين 
ارتفع حاجبه اعجابا بحديثها مرت ثواني وظنت رفضه 
مع اني برفض اللقاءات الصحفيه بس هدي صاحبتك فرصه لكن بشرط 
خشيت من شرطه وتسألت
ايه هو الشرط يافندم 
  
سماح فرحة بذلك الخبر  فاليوم رئيسها سألها عن المقال فأخبرته بصعوبه الأمر . فالجميع يعلم مقت حمزة الزهدي للإعلام والجرائد 
مش مهم مين اللي هيوجه ليه الاسئله يا ياقوت  اهم حاجه بس اعمل اللقاء
ولمعت عيناها وهي ترتب الاسئله التي ترغب في معرفة اجابتها كما انها ستجعل مقالها لامع 
انا محتاجه امخمخ كويس للحوار ده . واحط الاسئله الغامضه اللي ممكن تجذب القارئ
كانت ياقوت تطالع حماسها ضاحكه 
اول مره اعرف ان الصحافين مجانين كده 
ضحكت سماح بمشاغبه واخذت تتلاعب بخصلات شعرها
القصير
اديكي نولتي شرف المعرفه
ضحكوا سويا
لتتجه سماح نحو فراش ياقوت تجلس عليه
اكتر سؤال نفسي اعرف اجابته ليه رفض يرجع الداخليه بعد ما تم تبريئه
رغم حكايات هناء صديقتها عن عائله زوجة عمها السيده ناديه الا انها لم تكن تعلم أنه كان ضابط شرطه الا من سماح في حديث سابق بينهم عندما اخبرتها سماح عن سمعته بالسوق . منها ياقوت تتسأل هي الأخرى
تفتكري ليه  بس تصدقي كده احسن  اه معاه فلوس وشركات مكنش هيحققها في مهنته ديه
وجلست تعد أفرع شركاته دون أن تنتبه لسماح الصامته التي هبت واقفه من فوق الفراش وهرولت من أمامها متمتمه 
اشوفك بكره بقى يا ياقوت
انفزعت ياقوت من انصرافها وطرقعت كفوفها ببعضهما 
البت اتجنت 
ثم داعبت ذقنها 
هي اصلا مجنونه من زمان 
    
تنهد بأسي وهو يسمع صوت مراد الحزين . لا يعرف كلمات للمواساه فتركه يتحدث كما يرغب 
جاكي كانت حامل ياحمزة . ابني في بطنها ماټ
واردف بقبضه آلم اعتصرت قلبه
الحاډثه كانت متدبره بعد ما سجلوا الأوضاع
وصړخ پقهر
كانت هتستقيل بعد المهمه ديه
تنحنح حمزة بخشونه وهو لا يعلم من اين يبدء حديثه
للأسف ديه سياسه دول يامراد . والضحايا ديما الأبرياء
وابعد هاتفه عن اذنه ليري اتصال من فؤاد
فؤاد بيتصل بيا . مراد لازم ترجع لانه قلقان بعد ما فجرت قنبلة جوازك في التليفون ليه 
وانتهت المكالمه  لينظر مراد لهاتفه فأغلقه حتى لا يتلقى اتصالا من احد 
وعلى الجانب الآخر . جلس فؤاد فوق الفراش بأرهاق بعدما طمئنه حمزة على ولده العنيد 
ناديه 
حمزة طمنك عليه . مقولتلهوش ليه يفتح تليفونه عايزه اطمن عليه يافؤاد 
واردفت بقلق 
اسافرله طيب
كان فؤاد صامتا فما خشي منه تحقق ولكن انتهى بالاصعب . لم تنتهي بخيانه زوجيه كما هو تلاقاها في زواجه الأول إنما فاجعة المۏت أثر لن يندمل 
كنت خاېف عليه من اختياره  ونسيت ان كله تدبير قدر 
يدها ربتت على كتفه بدعم رغم ان سؤالها لم يكن هذا وقته الا انها أرادت ان تعرف الإجابه 
هتعمل ايه في موضوعه هو وهناء  ده انت خطبتها من مهاب اخوك 
صوب فؤاد عيناه نحوها بشرود لتخرج الاجابه كما توقعت 
الجوازه هتم ياناديه . ومراد هيتجوز هناء 
  
استنشقت هواء الحريه غير مصدقه انها أخيرا اصبحت حره  عيناها لمعت بالدموع وهي تري نفسها تودع مسجنها  نظرت لآخر من توقعت مجيئه عزيز ذلك الصبي الذي كان يعمل مع والدها والان أصبح شخصا اخر ببذلة وقوره وسيارة فخمه خرج منها للتو
حمدلله على السلامه ياست صفا 
ابتسمت له صفا بطيبه فهى لم تنسى سؤاله الدائم عنها ووقوفه بجانبها 
ازيك ياعزيز 
ابتسم عزيز بسماجه وهو يتناول كفها يلثمه
نورتي الدنيا كلها 
ازاحت صفا كفها عنه بتوتر متعجبه من فعلته وتناول من يدها حقيبة ملابسها الصغيره مشيرا نحو سيارته 
اتفضلي ياست الهوانم 
ارتبكت صفا وابتسمت بتوتر متنهده 
هانم ايه بقى ياعزيز انسى . انا صفا وبس
وتقدمت أمامه نحو سيارته .فسار خلفها يمسح على دقنه وهو يطالع خطواتها  فقد انتظرها طويلا انتظر اللحظة التي يحصل فيها على سيدته  عزيز المنشاوي الرجل الذي يحلف الجميع بنزاهته ولكن ماهو الا صبي قد أجاد الصنعه 
وعلى سيارة مصطفه جلس صاحبها يطالع المشهد بأعين ثاقبه يري حبيبته الخائڼه حره
 
وضعت مريم قلمها فوق كشكولها بعدما أنهت حل المسأله الحسابيه . تعلقت عيناها بمعلمتها التي انغمست في النظر للمرآة الصغيره التي معها 
ضحكت داخلها وهي تتمنى ان تخبرها ان لا تطمح للأمر ولكن قررت أن تأخذ دور المشاهد حاليا 
ميس ريما  ميس ريما 
كررت هتافها للمرة الثانيه .فأنتبهت ريما وألقت مرآتها بحقيبتها بتوتر 
ايوه يا مريم ياحببتي . خلصتي حل المسأله 
فمدت لها مريم كشكولها بنفاذ صبر 
اتفضلي ياميس .احنا كده خلصنا حصة النهارده 
كانت عين ريما مسلطه على باب الغرفه التي دلف لها حمزة ولم يخرج منها الي الان 
رنين باب المنزل جعل ريما تنتبه ثانية لوضعها وشرودها لذلك القابع في غرفه مكتبه ينفث دخان سيجارته بشرود ناسيا انه لا ېدخن ولكن لم يجد الا السچائر هي منفسه 
خطوات طرقت على غرفه مكتبه ثم صوت الخادمه 
حمزة بيه في ضيفه مستنياك
بره  بتقول ان حضرتك مديها ميعاد 
كانت ياقوت تجلس في الحجرة التي قادتها لها الخادمه . من حين لآخر تشيح عيناها خجلا من نظرات الفضول الموجها إليها من مريم وريما 
حقيبتها لها بتوتر وقبل ان مريم تسألها عن هويتها وسبب زيارتها عادت الخادمه لها 
حمزة بيه مستنيكي في غرفه مكتبه 
نهضت بأرتباك وسارت بخطي متوتره نادمه انها تدخلت في امر سماح واصبحت هي الوسيط في أداء مهمه اللقاء 
طرقة خافته حطت على باب الغرفه ثم دلفت وأخذت تسعل بشده من الدخان الذي يعبئ الغرفه
أستدار بجسده نحوها في صمت
يتبع بأذن الله 
الفصل الرابع عشر
عيناها لمعت ببريق خاطف مع لحظه ألتفافه نحوها القدر بدء يرسم خطوطه ببراعه  لا قلب ولا عقل يقف أمامه إنما نحن مسيرون الي مصائرنا  عيناها اخذت موضعها نحو البساط الفخم المفترشه به الغرفه حركة فطريه اعتادتها ليست ضعف او هوان انما فطره الحياء
خرج صوته باردا وهو يرمقها بنظرة جامده
اتأخرتي عن ميعادك
رفعت عيناها نحوه معتذرة
المكان هنا بعيد عن السكن بتاعي
حدق بها بثبات وأشار إليها بالتقدم
وقتك فاضل فيه نص ساعه . تقدري تبدأي اسألتك
اماءت برأسها بتوتر سكن ملامحها وتقدمت نحو المقعد الذي أشار اليه . اخرجت دفتر صغير مسطر به اسئله سماح التي لم تقرأ محتواها بعد وقلم ثم جهاز تسجيل اخبرتها سماح كيف يتم تشغيله . كل شئ أصبح مجهز أمامها
عدي خمس دقايق من وقتك
اتسعت عيناها من حديثه لم تقابل بحياتها رجلا مثله بكل ذلك الثبات والجمود رددت داخل روحها بكلمات تبث لنفسها الثقه
اثبتي يا ياقوت ده مجرد لقاء وهيعدي  عشان خاطر سماح
صدح صوته الجامد الذي اصبحت معتاده على نبرته
ياريت نبدء 
نظرت اليه ثم فتحت دفترها تنظر للاسئله متسعه العين 
احم هشغل التسجيل وهبدء اه 
في وسط فوضته وما يعتريه من ڠضب ضحك عيناها ازداد وسعهما من ضحكته الوقوره مثله 
شغلي وخلينا نبدء
تلك المره حاډثها مبتسما ضاحكا  سؤالا بدء عن مسيره حياته ثم اعماله التي أصبحت في اتساع في آخر عامين وهو يجيب بثقه وكلمات وكأنها مرتبه 
انتهى السؤال الأول والثاني وهي تركز بعيناها على السؤال القادم وترسم خطوطا عليه حرجا 
حضرتك بدأت نجاحك ازاي كرجل أعمال رغم مهنتك الأولى ملهاش صله بالبيزنس 
ذكريات الماضي تدفقت وكأن الماضي أراد اليوم ان يأخذه لسنوات لم تعلمه الا الصلابه والقسۏة 
اجابه اجادها ببراعه 
اظن ان النجاح مش مرتبط بشهادتنا . كلها اقدار مكتوبه بميعاد 
حركت رأسها بأنبهار فحياتنا بالفعل ماهي إلا اقدار بميعاد 
وقبل ان تهتف بالسؤال الآخر نهض من فوق مقعده حاسما الأمر 
للأسف وقتك المحدد انتهى ياأنسه ياقوت . وده بقى البيزنس الصح 
صدمها حديثه وبهتت ملامحها من الحرج  فنهضت من فوق مقعدها بتوتر 
بس لسا في أسئله فاضله . ممكن بس وقت إضافي 
طالعها بهدوء ثم تحرك نحوها  لتدلف الخادمه تلك اللحظه 
العشا جاهز يافندم 
شعرت بالحرج وهي تستمع لعبارات الخادمه 
اعملي حساب انسه ياقوت في العشا معانا 
هتفت بأعتراض فأشار للخادمه بأن تنصرف 
ده واجب الضيافه
ثم اردف بعمليه 
نكمل الاسئله في وقت تاني واتمنى تيجي في وقتك 
غادر الغرفه لتقف متعجبه  لم تعد تستطع فهمه لا تعرف اهو رجلا قاسې ام كريما ام لطيفا ام لا يعرف للذوق معنى 
راجل غريب بكل أطباعه 
انحنت تلملم حاجتها تحادث حالها 
اللي عيشته كوم في حياتي ودلوقتي كوم تاني 
                
أعادت سماح سماع التسجيل للمره الثلاثه ثم زفرت أنفاسها 
ايه الرخامة ديه ماكان كمل اجابه باقي الاسئله 
ثم اردفت ساخرة 
وقتهم ثمين اوي رجال الاعمال  يحسسوا الواحد ان احنا وقتنا اللي فاضي 
تأفتت سماح لتضحك ياقوت التي اعدت لها كأس شاي للتو وبدأت ترتشفه 
نفس الكلام بقالك ساعه بتعديه . ياريت تسكتي خالص انتي ومقالك ده
وتابعت وهي تتذكر لحظة انهاءه الحوار بصفاقه
أنتي مشوفتيش منظري وهو بيقولي وقتك انتهى  كأني ادلق عليا جردل مايه ساقعه 
ضحكت سماح وأخذت منها كأس الشاي بالإكراه وأخذت ترتشفه بتلذذ 
اعمليلك واحد بقى تاني . مش كفايه اتعشيتي عشا ملوكي 
شردت في لحظه العشاء التي اجتمعت بها معه ومع مريم التي لم تشعر قط انها ابنه زوجته فالتعامل بينهم كأي اب وابنته 
عقلها وقف على صوره مريم بجانبه وكيف يعاملها تمنت لو حظت يوما من والديها بذلك ولكن حياتها ما كانت الا التنقل بين والدين منفصلين 
لمعت عيناها
بالدموع منها سماح بقلق 
مالك يا ياقوت انا قولت حاجه تزعلك 
انتبهت لحالة الشرود التي انتابتها وربتت على كتف سماح 
لا ابدا ياسماح بس افتكرت اهلي اصلهم وحشوني 
سماح اليها وهي تشعر مثلها بالشوق لوالديها المټوفيان والبغض نحو عمها 
في اجازتك روحي زوريهم 
هزت رأسها بشوق فمهما كان او حدث سيظلوا أهلها حتى لو لم تحظى بأهتمام منهم حتى لو انشغلوا بحياتهم عنها 
             
تقلبت فوق الفراش الوثير الناعم الذي قد نست كيف يكون الشعور عليه . انقضى نهار اليوم وجاء الليل ومازالت لا تصدق انها حره 
اعتدلت في رقدتها متأففه وبسطت كفيها تمسح على شرشف الفراش 
اظاهر جسمك مبقاش متعود ياصفا
على الحاجات ديه 
واعتلت ملامحها ابتسامه ساخره وهي تتذكر اليوم الأول لها بالسجن كيف كانت تبكي وترثي حالها بين جدران زنزانتها كيف صړخت بعلو صوتها وهي لا تطيق الهواء الذي تتنفسه شهر كامل مضته پبكاء ونواح الي ان اجبرتها الحياه على الاعتياد فلا يوجد مفر 
وهاهي خرجت ونسيت حياه الرغد تشعر وكأنها ليست لها وكأنها مختلفه عنها
فاقت من شرودها على رنين الهاتف الذي أعطاه لها عزيز بعد أن اوصلها تلك الشقه الفاخمه 
نظرت للرقم الوحيد المدون به ثم فتحت الخط 
ايوه ياعزيز في حاجه 
سمع صوتها الناعم وشعوره بالرغبه ېقتله نحوها  ابتلع ريقه وألتف حوله يطالع مكتبه المظلم 
قولت اطمن عليكي بس ياست الهوانم 
هتفت بأستنكار لتلك الكلمه التي باتت تكرهها  فهى خريجه سجون وليس هانم كما كانت فزمن الهوانم قد مضى وانتهى آوانه 
مابلاش الكلمه ديه ياعزيز  انا صفا وبس
واردفت بثقل وآلم احتل نبرة صوتها 
صفا خريجه السجون  مش صفا بنت الباشا بتاعك 
ابتسامه واسعه ارتسمت على شفتيه وهو يتعجب من الزمن 
خلاص ياست الهوانم  نقول صفا وبس 
اسمها خرج من بين شفتيه ليضغط على شفتيه متخيلا جسدها بين ذراعيه تآن بأسمه 
عزيز ممكن تشوفلي شغل اشتغله 
اعتدل في جلسته وتعجب من طلبها فهو لا يريدها الا محتاجه لمأواه 
لما اجيلك بكره نشوف حكايه الشغل ديه 
قالها ثم أغلق المكالمه سريعا بعدما شعر خطوات من غرفه مكتبه  لتفتح الباب امرأة ذو جسد ممتلئ 
انت لسا صاحي ياعزيز 
              
وقف في شرفه غرفته ينفث دخان سيجارته بشرود  عقله لم يرحمه من تخيل مشهدها وهي ينتظرها ذلك الرجل الذي لم ينساه قط والان أصبح صاحب معارض سيارات ذي سيط وسمعه ولكنه يعلم مصدر تلك الأموال 
ضړب على سور الشرفه بيداه بعدما دهس عقب سيجارته 
لسا بتفكر فيها ازاي
تذكر حسرة والدته عليها بعد رفده من الداخليه 
كان اپشع شئ يدمر رجلا مثله 
الحب كلمه من حرفان ډمرت كيانه ومازال الذي بين اضلعه يحن 
اغمض عيناه بقوه  مازالت جميله رغم هزلانها وشحوب بشرتها 
صوت أنفاسه اخذت تتعالا وفكرة لم يتخيل نفسه يوما انه سيفعلها وما كانت الفكره الا التلاعب بقلب احداهن ولم تكن الا ياقوت من وقع عليها الاختيار 
              . 
لم يتبقى على انتهاء اجازتهم الا يومان . وهم مازالوا بنفس النقطه طيله اليوم تستمتع هي بأجواء احد الجزر اليونانية وبالليل لا يكون منها الا الهروب او المشادة بالحديث 
تأمل انبساطها وهي تأكل المثلجات وتقف امام السور المحاوط للمطعم المطل على مياه البحر 
كان الهواء يداعب وجنتيها التي توردت تلقائيا بفعل الهواء  قلبه أصبح عجيبا الان بدء يشتهيها ويرغبها بطريقه مهلكه 
ترك فنجان قهوته وتحرك نحوها بخطي تضج بالرجوله عين احداهن ألتقطته فرفعت نظارتها تغمز له ولكن عيناه هو كانت نحو اخري نحو زوجته 
الاجازه بتخلص اتمنى انك تكوني اتبسطي 
هتف بمغزي فرأي تعبيرات وجهها تغيرت للسعاده 
مبسوطه طبعا ياشهاب 
فأحتقن وجهه من عدم شعورها بما يعتريه . واسند ساعديه على السور الذي أمامه واحاطها بجسده 
يعني انا بس اللي مش مبسوط
رمقت الفتاه التي لم تتخلى عن التحديق به فأرادت ان تتلاعب قليلا 
ليه بس مش مبسوط . اليونان طلعت تحفه عقبال كل عيد جواز ياحبيبي 
ضاقت عيناه من تلاعبها فرد بصفاقة ليست جديده عليه 
عيد جواز مين هو انا شوفت جواز اولاني عشان نقول عيد جواز 
ضحكت من قلبها على انفعاله  تعشقه لأبعد حد ولكنه هو من علمها كيف تصبح بخيلة بمشاعرها
عيب ياشهاب  تخيل كده لو بنت اللي عينها هتطلع عليك سمعتك وانت بتقول كده . هتغير وجهت نظارها علطول 
واردفت وهي تداعب انفه بأصبعها 
يامعشوق النساء 
قضم اصبعها بفمه لتتأوه بآلم خاڤت 
معشوق النساء عايز مراته تحن عليه . وهي قمر وحلوه كده 
كان متلاعب لأبعد حد بحديثه ولكنه كان بالفعل يراها تزداد جمالا وقبل ان يكمل عباراته الناعمه التي تفقدها صوابها 
غمست معلقتها بكأس المثلجات خاصتها ثم دفعت بالمعلقه الممتلئه داخل فمه هاتفه بمكر
آيس كريم جميل  اللى ياكل لوحده يزور ياحبيبي 
                
ولكن سعادتها لم تدم وهي تستمع لحديث والدتها المعترض على ذهابهم لبيت شقيقه يوم وصوله 
هو مين المفروض اللي يروح لمين يامهاب  انا وانت عارفين ليه فؤاد عايزانا نتجمع عشان يعلن الخطوبه رسمي 
هتفت سلوى حانقه من بدايه الحكايه التي لم تسلتطفها الي الان 
وفيها ايه ياسلوي ده بيت اخويا واحنا رايحين زياره عادي استنكرت سلوى الحديث ولوت شفتيها ممتعضه 
خلاص روح انت اما انا وبنتي لاء  لحد ما يجي ابن اخوك يطلب ايد بنتي رسمي في بيتنا 
فرت هناء هاربه وهي ترى والدتها تنهض من فوق مقعدها بعدما حسمت الحديث لينظر مهاب في اثرها ولم يتقبل حديثها الا لأقتناعه انها على حق 
              . 
اغلقت غرفتها عليها وألتقطت هاتفها تبحث عن رقم ياقوت التي كانت عائده من عملها منهكه صدح رنين هاتفها الذي اخرجته للتو من حقيبتها
ارتسمت السعاده على
شفتيها وهي تجد رقم هناء يضئ على شاشته
مراد راجع بعد اسبوع من الصين يا ياقوت
كانت السعاده جالية على صوتها لتهتف ياقوت ضاحكه
مش ده مراد اللي كنتي بتقوليلي امبارح انك هتقولي لعمو مهاب مش عايزه ترتبطي بي
ضحكت هناء على حديثها
بصي هو قدامه فرصه واحده معايا لايجي يخطبني رسمي لكل واحد يروح لحاله
جلست ياقوت على فراشها تضحك على كذبه صديقتها
هناء انتي متأكده من كلامك ده
اماءت هناء رأسها بثقه وكأن الأخرى أمامها ترى حركت وجهها ثم اردفت بثقه زالت سريعا عن صاحبتها 
هحاول يا ياقوت . ادعيلي إنتي بس اتجوز مراد
وسرحت بحالها ترتدي له ثوب الزفاف
بحبه اوي يا ياقوت . لما هتحبي هتعرفي ازاي الحب بيخلي الواحد اهبل في نفسه
هتفت هناء عباراتها الاخيره حانقة من حالها . لتتقبل ياقوت كلمتها بقلب لم يعرف الحب إلا لشخص اختار صديقتها الهائمه ب ابن عمها الوسيم صاحب الأعين الرماديه التي ورثها عن والدته المتوفاه
                
قادها برفق نحو احدي الطاولات كي يجلسون لحين تنهي شقيقتها بعض مشواريها الهامه . أزاح لها المقعد ثم أجلسها عليه
مرتاحه كده
تحسست مها المقعد ثم وضعت يداها على الطاوله المستديرة
شكل المكان هنا هادي ومفيهوش دوشه
ثم اردفت بعادة احيانا تختنق منها ماجدة
ممكن توصفلي المكان ياشريف
ابتسم وسحب المقعد المقابل لها 
بصي ياستي 
ارتكزت جميع حواسها نحو صوته الذي بات يشعرها بالأمان واستمعت لوصفه . انتهى من وصفه الدقيق لتبتسم له ثم مدت كفيها نحو وجهه تسأله
ممكن ملامحك
               
استمع للمكالمه بأنصات محركا رأسه بسخريه وهو يستمع لما يخبره به احد رجاله
عزيز أخذها لاحد شقاقه التي كان يقابل بها بعض العاھړات  ويذهبها إليها ليلا متلصصا يحمل بعض الأكياس   يومان مروا على خروجها علم فيهم انها لم تخرج من البناية التي اصطحبها لها عزيز 
أنهى المكالمه واتكئ بظهره فوق مقعده بأسترخاء ثم طالع الوقت متذكرا قدوم ياقوت لاكمال اسئله صديقتها الصحفيه 
فحرك رأسه بمقت مما هو يجهز حاله عليه 
للأسف يا ياقوت انتي المناسبه للعبه ديه 
ابتسمت صفا بتعب لتلك السيده التي جلبها لها عزيز لخدمتها وضعت أمامها الحساء السخنه وقد عصرت عليها الليمون 
شكرا ياست عليا . تقدري تمشي انتي 
طالعتها السيدة عليا ثم حركة رأسها معترضه 
عزيز بيه موصيني عليكي يابنتي ومقدرش امشي غير لما يقولي 
وانصرفت لتتركها تنعم بحسائها الساخن  نظرت صفا لطبقها ثم مالت برأسها للخلف تشعر بالشوق للقائه 
قريب اوي هجيلك ياحمزة . هجيلك وهتسمعني وتسامحني 
  . 
خطت بقدماها داخل الشركه التي أتت لها مسبقا ولم تكن الا شركه الحراسات جاءت قبل موعيدها بعشرة دقائق  هتفت لحالها وهي من غرفة مكتبه 
الحمدلله اني مكنتش صحفيه  ربنا يسامحك ياسماح
خطوه وراء خطوة سارتها الي ان أصبحت أمام غرفه مكتبه المغلقه التي قضاها اليها مدير مكتبه 
ف أصبحت تعلم أنه لا يفضل السكرتيرات بعمله 
ووقفت بالغرفه تبحث عن بعيناها . لتتعلق عيناها بمكان خروجه  يبدو وكأنه انعش وجهه وشعره ببعض الماء البارد 
ازرار قميصه العلويه كانت مفتوحه وقد تخلي عن سترته  الماء اخذ ينساب على طول
اتسعت حدقتيها پصدمه ممزوجه بأنبهار فطري وهي تجده يقف أمامها بتلك الهيئه العابثه  قلبها اخذ يخفق پعنف
لعنت داخلها مقال سماح وقبولها بالشرط لتكون هي الوسيط بينهما
اطرقت عيناها أرضا تلوم نفسها على تحديقها به ولكنه كان اليوم غير اي يوم رأته فيه لا تعلم الفرق ولكنه أصبح مختلفا وايضا وسيم  حضوره بعدما كان يرعبها بات يشتتها
جيتي في ميعادك بالظبط
خرج صوته اخيرا بعدما حدق بساعه يده يطالع الوقت  فأخرجها من حاله الصمت المطبق
وتابع بتلاعب وابتسامه أصبحت تراها على وجهه
هتغيري نظرتي عنك ياأنسه ياقوت
أصابتها الدهشه فلطفه عجيبا عليها واردف بما زاد سرعة دقات قلبها
ولا اقولك يا ياقوت من غير ألقاب
يتبع بأذن الله 
الخامس والسادس عشر
خفق قلبها مع كل خطوة كانت تخطوها لغرفة مكتبه  صوت حذائها تناغم مع دقات قلبها بلحن الماضي الذي عبق رائحته فؤادها  شريط من الذكريات سار امام عينيها بلمحة خاطفه
حب لهفة اول لهم كانت هي المبادرة فيها
أصبحت اقدامها في عرينه  عيناها وقعت عليه بشوق وابتسمت
وهي تري اثر الزمن على ملامحه ولم يزيده الزمن الا رجولة ووسامه
كانت تتابع اخباره وصوره عن طريق وردة رفيقتها بالسجن ولكن رؤية ملامحه صوب عيناها شئ اخر
دقيقه مرت اتبعتها اخري وهي عارفة في تأمله وهو قابع خلف مكتبه لا يعيرها اي اهتمام حتي انه لم يرفع عيناه نحوها 
برودة احتلت كامل جسدها وهي تراه يقلب في الملف الذي أمامه دون أن يخاطبها بأي كلمه وكأنها أمامه كالهواء لا رؤيه لها 
بللت طرفي شفتيها بتوتر جلي فوق ملامحها وهتفت بنبرة خافته 
لو مش فاضي اجيلك وقت تاني 
رفع عيناه نحوها خلسه ثم عاد يسلط عيناه على الأوراق التي امامه
اتفضلي اقعدي يامدام صفا  ثواني وهكون معاكي 
الكلمه جثمت على قلبها فأدمته فقد علم بزواجها الذي لم يدم الا يومان وبعدها قټل زوجها ووالدها في مداهمه
بين الشرطه واصبحت هي المدانه بقضيه التورط في تجارة المخډرات التي تم ضبطها في قبو المنزل المسجل بأسمها 
عماد زوجها الماكر لم يرحمها وهو حي ولا بعد مامته واصبحت في النهايه سجينه تحمل اسم والد وزوج من تجار المخډرات
تقدمت بضعه خطوات من احد المقاعد ونظرت اليه ثم جلست وهي لا تعرف من اين تبدء الحديث معه  كانت تعد لذلك اللقاء قبل إطلاق سراحها من مسجنها ولكن اليوم كل شئ قد ذهب ولم يبقى على طرفي شفتيها الا الجفاف 
أغلق
الملف الذي كان يدققه ورفع عيناه نحوها يرسم ابتسامه جامده على ملامحه ثم استرخي بجسده فوق مقعده 
خير يامدام صفا 
هتف عبارته ببروده اثلجت روحها . يداها تشبكت ببعضهما فأخذت تفركهما 
صحيح حمدلله على السلامه 
صوته اللامبالي ضغط على آلامها ولكنه تعذره استنشقت الهواء المختلط برائحة عطره وتعلقت عيناها به
انا عارفه انك پتكرهني ياحمزة . بس انا كنت زيك ضحيه صدقني واه اخدت عقاپي 
ابتسامه لزجة أجاد رسمها فوق شفتيه ومال للأمام قليلا ينظر لها وكأنه يخبر قلبه ان سحرها عليه قد انتهى وتحرر من آسر عيناها 
كره ايه اللي بتتكلمي عنه 
بصيص من الأمل رسم أمامها وهي تسمعه ينفي عنها شعور الكره واردف بباقي عباراته
شعور الكره ده نقوله لناس حاسين اتجاهم بحاجه
صدمها حديثه ولكنها اليوم أخبرت قلبها الصمود حتى يعود اليه الحبيب 
حمزة انا مستعده اتحمل اي عقاپ منك .قلبي لسا بيحبك 
ضحكه صاخبه صدحت بالغرفه فنهض من فوق مقعده يطالع عيناها المرتكزه عليه 
حب ايه يامدام صفا اللي بتتكلمي عنه . الحب ده وفريه لنفسك 
نهضت تعتذر عما مضى 
انا اتظلمت زيك والله   مكنتش فاكره انهم بيستغلوا في صالحهم بعد ما قولتلهم اني مش هكمل في لعبتهم  . 
يداه وقفت حائل بينهم .ارتسم التقزز على قسمات وجهه 
بكت بحرقه لعلها تثير استعطافه 
اديني فرصه تسمعني 
تجمدت ملامحه پقسوه هو يعلم انها صادقه بأنها ضحيه مثله ولكنها كانت ضحېة الجبن والخضوع . لن ينسى انها شاركتهم في لعبتهم . دمائه كان يسير بها ذلك المخدر اللعېن . كان يعشق مذاق القهوه من منزلها 
يسأل نفسه كلما صنعت له والدته او شقيقته لما تلك القهوه الوحيده التي تجعل الصداع يزول من رأسه والحقيقه التي لم يحب لليوم تذكرها هو أنه كان مدمن 
ادخلته عالمهم بلعبه رسمها لها والده  ضابط له مستقبل يعمل في مكافحة المخډرات قادته يتنبئون له بالمستقبل المبهر 
واللعبه أصبحت حقيقه فسقطت في حبه ولكن هل أصحاب اللعبه نسوا ان يجروه لهم . يجعلوه تحت سيطرتهم 
فاق على   فنفض يداها من عليه 
صفا كل اللي بينا انتهى من زمان اوي واتمنى مشوفكيش تاني . حمزة الزهدي بتاع دلوقتي مش حمزة اللي عرفتيه زمان 
انسابت دموعها بغزاره فوق وجنتيها دون توقف متمتمه 
انا مستعده اكون ليك خادمه واقضي باقي من عمري تحت رجليك 
قست ملامحه وكأن قلبه بات يخبره انه ينفرها انها تذكره بالماضي والندوب 
للأسف ياصفا انا ميشرفنيش حتى تكوني خدامه عندي 
الكلمه اعتصرت روحها بل اماتتها طالعته بأمل ان تكون توهمت حديثه الا انه 
اتمنى ماشوفكيش تاني
تقدمت منه خطوتان حتى أصبح لا يفصل بينهم سوا خطوة واحده 
انا خرجت من السچن على أمل اني هلاقي حمزة اللي حبني وحبيته . انت كده بټموتني ياحمزة 
للحظة خفق قلبه بالحنين  أراد الخضوع ولكن عاد الماضي يتجسد أمامه وهو يتهم بين زملائه وقادته بأنه هو الخائڼ 
بأن حمالات المداهمه هو من كان يفشي سرها 
حمزة ارجوك اسمعني .انا حبيتك بجد . لما عرفتك حبيتك . اذوك من ورايا لما وقفتلهم وقولتلهم هبلغك هددوني پموتك سكت عشانك 
خرج صوتها بصعوبه وعيناها قد اغشاها الدمع
حمزة بيه اجتماع حضرتك بعد دقايق 
اشار نحو سكرتيره بأنه سيتبعه ثم نظر لتلك التي وقفت تنتظر كلمه تحيي داخلها الأمل 
وقتي مش ملكي ياصفا . اعذريني 
قالها وانصرف بخطوات جامده .الضعف والحب أصبحوا خارج حياته ولا سبيل للعودة 
جمدت عباراته قدميها وشعور المراره أصبح بحلقها 
خرجت من مكتبه واعين الكثير ترمقها بفضول
                 .
دلفت للشركه بأخطوات أشبه بالركض وهي تحمل الملف الذي امرها به شهاب ان تأتي به للشركه الرئيسيه وتحضر الاجتماع الذي يقام بدلا عنه  ألتقطت أنفاسها عند الطابق الذي غرفة الاجتماعات ومكتب حمزة . ارشدها مدير مكتبه نحو الغرفه التي دخلتها من قبل وهتف ملقيا إحدى الداعبات وهو ينظر لساعه يده
عدي على الإجتماع عشر دقايق يااستاذه
رمقته ياقوت بأبتسامه مذعوره ثم اتجهت نحو الغرفه  طرقت على الباب طرقتان ثم دلفت بتوتر تطالع أعين الموجودين 
لم ترجف نظراتهم جسدها كما فعلت نظرات ذلك القابع على مقعده يناقش احد مدراء الأقسام ولكن فور دلوفها  اتجهت عيناه نحوها يرمقها بنظرة خشت ان يأتي بعدها أعصاره 
اتمنى ميبقش في تأخير تاني يا استاذه ياقوت 
اتسعت حدقتيها من هدوئه كما تعجب الجالسين 
كان مقعد شهاب فارغ ولكنها لم تجرؤ علي التقدم نحو المقعد واعطائه الملف الذي أمرها شهاب بأحضاره وإعطاءه لشقيقه 
اخرجها من تشتتها هذا وهو يعاود مطالعتها 
هتفضلي
واقفه كتير مكانك . اتفضلي 
اشار نحو المقعد الذي يقبع على يمينه   فتقدمت بتوتر تعطيه الملف وجلست  ليبدء الإجتماع مرة أخرى 
انتهى الاجتماع اخيرا . وتم نهوض الجميع 
استاذه ياقوت ثواني 
كان هدوئه ولطفه يزيدها ارتباكا  فحتى أمام الجميع يتعامل معها بلطف  ظنت ان لطفه هذا منصب على وجودها معه وحده 
انصرف اخر فرد من الغرفه ولم تبقى الا هي  وضعت دفترها وقلمها داخل حقيبتها وانتظرت حديثه 
ابتسامه لطيفه بصعوبه أجاد رسمها بعد لقاءه ب صفا . لعبته أصبحت تتطلب منه أن يحكم قواعد الخطه فلا بأس ان يغدق عليها لطفه وتودده 
مالك قلقانه كده ليه 
ضحك وهو يهتف عباراته فتمتمت بخجل 
ابدا يافندم مش قلقانه ولا حاجه 
مال نحوها يرمقها بنظرات عابثه 
مش باين يا ياقوت 
وسريعا اردف 
لو مش عجبك انده اسمك من غير ألقاب قوليلي 
تعلقت عيناها خلسة به ثم عادت تطرقهما نحو الطاوله 
لا يافندم مافيش مشكله 
قهقه بعلو وأرخى جسده فوق مقعده متلذذا بتأثيره الطاغي عليها 
زميل ليا زوجته عامله معرض لعرض رسوماتها  هي فنانه زيك 
انتبهت لحديثه وانتظرت ان يكمل 
لما الدعوه اتبعتتلي افتكرتك  شايف ان ممكن تستفيدي من كده. 
ابتسامه واسعه احتلت شفتيها .لم تصدق ان لطفه سيصل معها لهذا الحد 
انا مش عارفه اشكرك ازاي  انا كان نفسي من زمان احضر معرض زي ده 
ابتسم وهو يري سعادتها .شعر بالندم وهو يعلم أن السعاده التي يعطيها له ماهي إلا مصيدة يقعها فيها حتى تسقط في حبه ويتم الزواج برضاها وتتحمل هي نتيجه اختيار قلبها 
هكتبلك مكان المعرض وهستناكي هناك . اتمنى تيجي ومتضيعيش الفرصه ديه 
وتناول احد الكروت ثم قلمه واخذ يدون العنوان . أما هي جلست كالتائهه بعقلها اما قلبها كان كالسعيد بما يحدث
نظر مراد لوالده ثم يرمي نفسه عليه هاتفا بحزن 
انت كويس دلوقتي . لو تعبان قولي 
كان التعب والانهاك واضح على ملامح فؤاد الراقد فوق سرير المشفى  انتقلت عيناه لأعين ناديه الحمراء من أثر البكاء 
طلعت غالي عندك يامراد . كنت خاېف لتكون بطلت تحبني يا ابني 
عاتبه شقيقه على ما تفوه به من مراد يربت على كتفه 
ايه اللي بتقولوا ده يافؤاد . ده مراد روحه فيك
كان يعلم بحب ابنه اليه ولكن خشي من قيوده ان بتعده عنه ولكن اليوم ومع مرضه علم بمكانته 
ألتقط مراد كف والده 
ربنا يخليك لينا يابابا
ابتسم فؤاد وهو سعيد وحنانه عليه ليسأل مراد عن سبب تعبه المفاجئ 
الدكتور بيقول ان في حاجه زعلتك وصلتك للحاله ديه 
تعلقت عين ناديه به في صمت لا تعلم بما سينوي فؤاد فعله 
شويه تعب بسيط من ضغط الشغل . كويس انك رجعت بالسلامه عشان تشيل عني 
 
نظرت لها سماح بتعجب وهي تخبرها عن الدعوة التي دعاها إليها رب عملها 
غريبه حمزة الزهدي بقى عجيب . لولا أن سمعته معروفه في السوق كنت قولت بيلعب بيكي . بس الصراحه محدش عمره قال عليه أي كلمه غير اخلاقيه 
ارتسم القلق على ملامح ياقوت وسألتها پخوف 
يعني ايه مروحش . تفتكري ممكن يكون بيختبر أخلاقي
صدحت ضحكات سماح حتى شعرت بالآلم في معدتها من أثر الضحك 
روحي على اوضتك يا ياقوت ونامي . قال يختبر أخلاقك هو عريس متقدملك . تفتكري واحد في مكانته هيفكر كده
واردفت بتفكير تحاول فيه تفسير لطافته الحاليه معها 
مش يمكن بقى يعاملك كويس لما عم هناء وصاه عليكي
طالعتها ياقوت مطمئنه وكأنها أردت أن تخبرها ان هذا هو السبب ليس أكثر . فهى لن تضع اي احتمال ان حمزة يحبها كما يحدث بالروايات
اكيد هو ده السبب
               
وقفت في الشرفه تنتظر عودته . الي ان لمحت سيارته تدلف من باب الفيلا 
أزالت مئزرها عنها ووضعته فوق الاريكه القابعه في احد أركان الغرفه  ثم اتجهت نحو الفراش تتسطح عليه لتجيد رسم خطتها الليله 
رفعت ثوبها قليلا فأظهرت بياض ساقيها ومالت بحمالاته الرفيعه نحو كتفيها . 
تصنعت النوم الي ان شعرت بدلوفه الغرفه يحمل سترته على كتفه بأرهاق . وقبل ان يصيح بها غاضبا من نومها وعدم انتظاره فقد اوصاها بهذا  سقطت عيناه على جسدها ونومتها ليبتلع ريقه بتوتر ثم ألقى سترته بأهمال هامسا
ندي . ندي اصحى 
تمللت في رقدتها ولكن لم تفتح عيناها . فمد كفيه نحو وجهها يمسح عليه
مش معقول ياندي كل ما ارجع الاقيكي نايمه . لشعر عسل دوقت عسله ولا حتي دلوقتي عارف ادوق
وفور تذكره رحلة زواجهم  ضغط على شفتيه بقوه حانقا 
يعني بعد اللبس الحلو اللي لبساهولي الليلادي نمتي . اموت مقهور انا 
ظل لدقائق يندب حظه واتجها بعدها للمرحاض  لتسمع لصوت المياه . فنهضت من فوق الفراش تتقافز بمرح 
هجنك ياشهاب
دلف شريف بسيارته منطقتهم الشعبيه .ثم ترجل من سيارته بعدما ألتقط علبه الحلوى التي احضرها معه
تعجب من اتصال ماجده به اليوم تخبره بالعزيمة التي اعدتها له بالمنزل اكراما للخدمه التي قدمها لها بواسطه سلطته
تعلقت عيناه بالبنايات القديمه المصطغه بجانب بعضها وقبل ان يسأل أحدهم عن المسكن وجد يد تحط على
كتفه
انت حضرت الظابط
هتف بها سالم وهو يتفحص هيئته التي لا تدل على وضعه الاجتماعي المرموق  حرك شريف رأسه ولم يكن بحاجه لتعريف سالم له فهو قد أصبح يعلم بهويته
انا سالم خطيب ماجدة  
ثم هتف بترحيب 
تعالا ياباشا نورت المنطقه
وقاده نحو البنايه العتيقه الي ان وصلوا للشقه التي كان بابها مفتوحا 
فور دلوفهم تقدمت ماجدة مرحبه بصوت عالي
اهلا ياحضرت الظابط 
مد شريف بعلبه الحلوي متمتما 
اهلا بيكي يا ماجده هانم
ضحكت ماجدة كما ضحك سالم 
هانم ايه الله يعزك ياباشا 
لم يكن يوما من محبين تلك المظاهر الفارغه 
مدام مش هتتقبلي مني كلمه هانم . يبقى بلاش باشا ديه 
شعرت ماجده بالزهو من حديثه ونظرت ل سالم الذي لم يكن بتوقع ذلك الرابط القوي بينهم .لم تخبره انه تعرف على شقيقتها أثناء جلوسهم إنما هو من احد اقاربهم وقد اجتمع الشمل بالمصادفه
والله انا قولت عليك ابن أصول يا شريف باشا 
هتف بها سالم الذي لطم كتفه بخفه . فألتف نحوه شريف وهو يشعر بالمقت اتجاهه
تقدمت ماجده نحو غرفه الجلوس مشيره لشريف 
تعالا اتفضل انت مبقتش غريب ياشريف
واردفت تهتف على شقيقتها 
مها انتي فين تعالي 
خرجت مها من غرفتها تتحسس طريقها الذي تعرفه
ايوه ياماجده 
تعلقت عين شريف عندما ظهرت امامه وايضا سالم الذي وقف يتفحصها بنظرات ماكره 
 واعين شريف جاحظه نحوها پغضب ساحق من الثوب اللعېن الذي ترديه رغم طوله وتقفيلته الا انه أجاد رسم منحنيات جسدها جعلته للحظه يتخيل ما وراء ذلك الثوب 
قبض على كفه ثم اشاح عيناه عنها  لتبتسم ماجده وهي تتقدم نحو شقيقتها ثم افلتت المشبك من شعرها الطويل لينساب على كتفها  عاد شريف بعيناه مجددا نحوها 
فأنبهرت عيناه وهو يرى طول شعرها الذي لم يراها به
الا معقودا 
اختلست ماجدة النظر نحو نظرات شريف لشقيقتها فشعرت بالزهو من أثر خطتها . ولم تنتبه لنظرات سالم العابثه نحو شقيقتها 
                .
خرج فؤاد من المشفى لبيت شقيقه . اجتمعت عائله شقيقه وعائلته حوله في الغرفه التي اعدتها سلوى زوجه شقيقه له
كانت هناء وتقي ينثرون جو من الفكاهة وشقيق هناء ياسر يشاركهم الضحك لكن مراد كان جالس صامتا على طرف فراش والده ومهاب علي الطرف الآخر 
بما اننا متجمعين وانا مبسوط بوجودنا مع بعض كعيلة واحده 
ساد الصمت حتى أن ناديه تركت الحديث مع سلوى وانتبهت له بتوجس
انا بطلب ايد هناء رسمي منك يامهاب لمراد ابني
خرجت هناء من الغرفه خافضه عيناها خجلا فأتبعتها تقي
وتابع فؤاد معلقا عيناه بمراد
ولا انت ايه رأيك يامهاب انت وسلوي
                 .
نظر الي ساعته ثم للطريق وهو يخشى عدم قدومها . ألتقطتها عيناه وهي قادمه اتجاهه فأبتسم كما ابتسمت هي عندما وجدته يقف بجانب سيارته منتظرا قدومها
تأخير خمس دقايق
ابتسمت بخجل من أثر مزيحه معها
هما تلت دقايق بس
فنظر لساعه يده نافيا
ده انا كمان كرمك . ده الساعه بتقول تأخير سبع دقايق
ضحكت وهي لا تعلم كيف تبادله المزاح . فهم ما تفكر به فمال عليها رغم بعده عنها لا ان ذبذب جسدها 
احنا دلوقتي مش في الشغل يا ياقوت  تقدري تبادليني المزاح وتقولي حمزة كمان عادي!
يتبع بأذن الله 
الفصل السابع عشر
عيناها تعلقت به بقلب مرتجف . لم تكن نظرتها اليه الا نظرة قلق وخوف فعباراته لا معنى لها غير أنه يريدها للتسليه قليلا  لم تطربها كلماته بل اوضحت لها مكانتها ونظرته نحوها
اطرقت عيناها بحياء 
مقدرش ارفع الالقاب يافندم . ومقدرش أتجاوز حدودي مع حد مهما كان 
وعادت ترفع عيناها نحوه لتجده مثبت عيناه عليها يرمقها في صمت  ظنت لوهله ان حديثها لم يعجبه فتمتمت 
حضرتك مش اي حد طبعا  بس الحلال والحرام والصح والغلط مش بيتجزئوا علي مكانه الأشخاص 
ابتسم وهو يسمعها ولكن صفحة الماضي كانت تعمى بصيرته لم يزيده كلامها الا انها بالفعل ستكون زوجه مناسبه لنيل اسمه لا أكثر . لا حب رأها تستحقه ولا ندم انه أخطأ حين اختارها في لعبته
ضحك وهو يحرر ساعديه من عقدتهما ثم وضع كفيه في جيبي سرواله
ياقوت انتي فهمتيني غلط  انا بس مش عايزك تبقى خاېفه مني وتتعاملي معايا ببساطه
واردف بنبرة ودودة يحمل لطفها نغمات رصدت قلبها المعتطش
مش عايز احس وانا معاكي ان في فرق بينا  وصدقيني انا مش مع أي حد برفع الكلفه وبتعامل بالود ده  بس انتي مش اي حد يا ياقوت انتي مميزه
رمقته بتردد ولكن أجاد تصويب كلماته
وقبل ما تفهمي غلط  اللي اقصده انك بنت محترمه ومكافحه  وانا بحترم وبقدر ديما الشباب سواء بنت او شاب بيتحدوا ظروفهم وحياتهم
انقلبت مشاعرها نحو ما اراده . عيناها تلك المره تعلقت به بتقدير وشكر ولمعه افشتها عيناها ذو اللون الاسود
خبرته جعلته يدرك ان لعبته تسير نحو خطوات متقدمه
شعور الزهو اخترق قلبه  وهو يرى مدى تأثيره عليها بمجرد عبارات ودعوه لمعرض رسوم هو من الأساس يكره تلك الدعوات فماذا لو اغدق عليها ببعض الهدايا القيمه . انتبه
لاشاره يدها نحو الوافدين للمعرض
احنا مش هندخل
قالتها بخجل  ليبتسم وهو يطالع المكان
اكيد طبعا  يلا
سارت جانبه بتوتر تخفض عيناها نحو خطواتها . كانت تعلم أن لا ثوبها الطويل داكن اللون ذو الورود المنقوشه يناسب ذلك المكان ولا هيئتها بالمجمل ولكن اصرفت ذهنها عن تلك الأفكار
فلما تفكر بهذا الأمر ولكل منهم حياه . وهي راضيه سعيده بحياتها مدام تطعم نفسها وتعيش بمال هي من تكافح من أجل نيله
انتبهت على ترحيب أحدهم بحمزة وكان بجانبه امرأة أنيقه ومازادها أناقة حجابها الملفوف على خصلات شعرها
مش معقول حمزة الزهدي شرفنا بذات نفسه . انا قولت كالعاده هتكون مش فاضي أو معندكش وقت للتفاهات ديه
هتف بها مروان صديقه الذي كان من دفعته في كليه الشرطه  لتلطم زوجته ذراعه
ماشي يامروان انا رسوماتي القيمه تفاهه
واردفت متسائله بعبوس مصطنع 
يرضيك يقول على فني تفاهه ياحمزة
ضحك حمزة كما ضحكت ياقوت رغما عنها
لا طبعا ياهند  بس انتي عارفه مروان دبش في كلامه حبتين
ضحك الصديقان لتتعلق عين هند ب ياقوت
مين الحلوه ديه
تعلقت عين مروان وزوجته ب ياقوت منتظرين تعريف حمزة لهم عنها 
ياقوت قريبه فؤاد جوز ناديه اختي . بتحب الرسم فقولت فرصه تحضر المعرض وتتعرف عليكي
منها هند وصافحتها
حيث كده اخد ياقوت بقى واشوف رؤيتها الفنيه . اصل الفنانين بيفهموا بعض
ألقت هند عبارتها الاخيره ضاحكه وانصرفت وهي تجر ياقوت خلفها  فضحك حمزة مخاطبا صديقه 
مجنونه مراتك ديه امتى هتعقل 
تنهد مروان وهو يطالع زوجته بعشق 
عمري ما هلاقي زيها ياحمزة  عشر سنين جواز ومفكرتش في يوم تسبني ورضيت تعيش مع واحد عقيم 
حزن حمزة وهو يرى انطفاء صديقه  فهم لا يلتقوا الا اذا سمحت لهم الفرص 
ان شاء الله ربنا هيكرمك يامروان . بس افتكر لو جبت ولد هتسميه حمزة فاكر 
عاد مروان لوجهه البشوش الضحك 
يااا ياحمزة انت لسا فاكر . اه من ساعه ما اختارنا اسامي العيال من 14 سنه وهما مش عايزين يجوا 
دمعت عين حمزة من أثر الضحك كما كان هذا حال مروان . لتتعلق عين حمزة ب ياقوت التي كانت من حين لآخر تبحث عنه بعيناها كأنها طفله صغيره تبحث عن والدها 
ايه النظام 
رمق حمزة  مروان دون فهم 
قصدك ايه 
وعندما أدرك مقصده من غمزة عيناه  ربت على كتفه مبتسما 
بلاش شغل الظباط يطلع عليا 
ضحك مروان وهو يعدل من هندام قميصه 
ماشي ياسيدي
واردف وهو يرمق هيئة ياقوت 
اكيد بعد مدام سوسن الله يرحمها مش هتجيب مكانها اي واحده . وباين على البنت انها على قد حالها 
طالعه حمزة صامتا ثم دار بعيناه نحو ياقوت التي وقفت بمفردها بعدما تركتها هند تأخذ حريتها بمعرضها 
عن اذنك يامروان
اماء مروان له برأسه واتجاه نحو احد ضيوف زوجته 
حمزة من ياقوت التي كانت تطالع أبعاد إحدى الرسومات 
عجبك التابلوه 
انتفضت ثم ألتفت نحوه فضحك على فزعها
معلش خضيتك . قوليلي التابلوه عجبك يا ياقوت 
ابتسمت وهي تعود لمطالعه الرسمه التي تعكس هدوء وصفاء الطبيعه في لمحة فنيه 
اه جدا  رسمي ميجيش حاجه مع الحاجات الحلوه ديه 
واردفت مازحة وهي تطالع اللوحات بنظرة خاطفه
بس انا كمتفرج مش اكتر  مقدرش اشتري حاجه 
ضحك وهو يرى انخفاض صوتها مع تلك العباره 
وانا متفرج برضوه . قوليلي بقى نظرتك وسبب انبهارك للتابلوه ده بالخصوص 
عادت تنظر للوحة بأعين لامعه 
فيها هدوء وراحه عجيبه . بتاخدك لعالم مسالم 
وقف يستمع إليها ومن حين لآخر ېختلس النظرات نحوها  زفر أنفاسه بهدوء وهو تارك حاله يعيش معها تلك اللحظه 
تعرف نفسي يبقى عندي كوخ زي ده اعيش في
نظر نحو الكوخ الخشبي الصغير الذي يحتل أطراف اللوحه 
نفسك تعيشي في كوخ  اتمنى طيب تعيشي في قصر
ضحكت بخفوت وآلم استوطن قلبها منذ تلك الليله التي سحبت زوجة ابيها من فوق جسدها الغطاء لتدفئ ابنتها وكأن هي لا حق لها أن تشعر بالدفئ وأرتكزت عيناها نحو اللوحه
بس يبقى عندي زيه وانا راضيه
               
وقف بجانب سيارته يفتح لها بابها كدعوة لتوصيلها وقبل ان يهتف 
مش هقدر اركب معاك
طالعها حمزة مرتبكا واسند يده على باب السياره
ما انا مقدرش اخليكي تروحي لوحدك
ونظر لساعه يده التي وقف عقربها عند العاشرة مساء
انا فاهم وجهت نظرك  بس الظروف تحكم يا ياقوت
نفت برأسها عباراته
انا زي ما جيت هعرف هروح
وكادت ان تنصرف من أمامه  فأوقفه صوته
خلاص استنى اوقفلك تاكسي
حركت رأسها معتذره
صدقني انا عارفه طريقي  شكرا على الدعوة
لم يجد كلمه أخرى يصر بها عليها  فمن نظرت عيناها الجادة علم انها لن تقبل اي من عروضه التي تتوجب عليه شهامته
سارت في الشارع الذي أتت منه بخطوات مستقيمه تعرف هدفها 
لم تلاحظ سيره خلفها بسيارته الي ان وجدها أخيرا تقف بجانب احد الأرصفة ثم أشارت لإحدى وسائل المواصلات الماره في الطريق 
اطمئن على صعودها لسيارة ممتلئه بالركاب . فأكمل قيادته ولكن تلك المره بالسرعه المعتاد عليها 
زافرا أنفاسه بقوه مخاطبا حاله
لازم أنجز في التمثليه ديه .
مبقاش لايق عليا دور المراهق الحبيب 
وضحك وهو يتذكر حاله في زمن مضى آوانه
اعذريني يا ياقوت الاختيار جيه عليكي انتي  بس الحياه اللي هتدخليها حلم لأي ست مهما دفعت من تمنها 
               
دلفت لغرفتها بالسكن بعد أن أعطت التمام لقدومها للسيده سميره الحنونه
اضاءت نور غرفتها  لتنتفض فزعا من وضع سماح ليدها على كتفها صائحه دون مراعاه 
عملتي ايه 
شهقت ياقوت بشهقات فزعه ثم رفعت حقيبتها تلطمها بها 
ياشيخه حرام عليكي فزعتيني . ھموت بسببك 
قهقهت سماح من هيئة ياقوت المذعورة ورفعت كفيها تقرص وجنتاها بداعبه
بتتخضي ياكميله  لا اكبري كده 
دفعتها ياقوت عنها ثم ابتسمت على مشاكستها
أنتي سيبك من الصحافه ياسماح  واشتغلي حراميه احسن تنفعي صدقيني 
صدحت ضحكات سماح فأتجهت ياقوت نحو فراشها تجلس عليه 
ضحكتك تجيب بوليس الاداب 
سماح تقاوم ضحكاتها من مشاكستها معها
قوليلي ومتغيريش الموضوع . ايه اخبار المعرض كان حلو  استفدتي ولا طلعت حجه 
هتفت سماح بعباراتها الاخيره رافعه إحدى حاجبيها منتظره الاجابه
لا متقلقيش المعرض كان هايل  واتعرفت على مدام هند صاحبة المعرض وجوزها السيد مروان رائد شرطه وكان في ناس كده تحسي بيلمعوا من النضافه 
صفرت سماح بشفتيها ثم ضحكت على عبارتها الاخيره 
مالازم يلمعوا يابنتي ديه ناس واصله . حمزة الزهدي عايزاه يروح معرض رسومات لحد عادي يعني 
تنهدت ياقوت ونظرت لثوبها الذي لم يكن يليق بالمكان وقد نظرت لها احدي صديقات هند بنظرة ازدراء 
هي هدومي شكلها وحش يا سماح 
جلست سماح جانبها وربتت على كفها هاتفه 
خليكي ديما واثقه في نفسك . انتي مختلفه عنهم لان عالم كل واحد فينا مختلف . احنا عايشين على قد الموارد اللي في ايدنا ومبسوطين وسيبي اللي عايز يبص يبص 
ابتسمت وقد لمعت عيناها بالدمع 
أنتي جميله اوي ياسماح عوضتيني عن بعد اهلي 
فتذكرت سماح رغبتها في السفر لبلدتها 
صحيح هتسافري امتى 
لمعت عين ياقوت وهي تتذكر اتصال هناء بها عند عودتها 
هناء هتتخطب لمراد ابن عمها . مراد طلبها رسمي 
اتسعت عين سماح ثم قفزت تهلل 
يا اخيرا حلم صاحبتك اتحقق . عقبالنا بقى مع ان انا مش هفلح في جواز انا جعفر في نفسي 
ضحكت ياقوت بقوة حتى دمعت عيناها 
أنتي مصېبه ياسماح 
               
اڼصدم حمزة من جلوس مريم لذلك الوقت ونظر لساعه يده 
صاحيه ليه لحد دلوقتي يامريم 
نهضت نحوه بلهفه ثم بكت وهي تتذكر حال صديقتها 
هديل صاحبتي في المدرسه مامتها تعبت وهي في المدرسه أصلها شغاله داده هناك .بابا ساعدهم ارجوك المستشفى اللي رحتها وحشه اوي مش راضين يعملولها العمليه غير بفلوس وهما معهمش الفلوس ديه 
وألقت حالها بين ذراعيه متذكره والدتها 
مش عايزه داده حليمه يحصلها زي ماما وټموت 
ذبذبت العباره كيانه . صغيرته مازال جرحها بفقد والدتها
لم يندمل  فمجرد مرض والدة صديقتها تذكرت مصابهم الذي مر عليه عام ونصف وفاق على رجائها وصوت شهقاتها
اهدي يامريم  حاضر ياحببتي بكره نروح سوا ليها المستشفى لو احتاجت نقلها لمستشفى تاني هنقلها وهتكفل بكل المصاريف  المهم بطلي عياط
ابتعدت عنه وجذبت أكمام منامتها تمسح
دموعها
بجد يا بابا
ابتسم بحنان ومد كفيه يمسح دموعها بأبوة وضعت بقلبه منذ اول يوم حين تزوج سوسن
بجد ياحببتي  هو انا عندي كام مريم
دلف شريف المنزل تلك اللحظه ضاحكا
كده هتتغر علينا اكتر . وهتشيل ذنب جوزها لما تتجوز
ضحك حمزة حين رأها تخرج لسانها لشقيقها
ملكش دعوه . لو مكنتش ادلع على بابا هدلع على مين
بهتت ملامح شريف قليلا وهو يرى تعلق مريم بحمزة رغم انه أخبرها كثيرا ان حمزة ليس والدها وانه يوما سيكون له زوجه واطفالا فوالدتهم قد رحلت الا انها ترفض تلك الحقيقه
فهى عاشت عمرها لا ترى الا هو
لاحظ حمزة صمت شريف ف فهم شعوره  فتعلقت عيناه بمريم
اطلعي نامي عشان مشوارنا بكره
تقافزت مريم بسعاده أمامهما ثم اتجهت نحو الدرج صاعده لغرفتها
مش عايزها تفضل رافضه الحقيقه . مريم بتنسي ان ليها اب شايله اسمه 
حمزة متفهما احساسه
شريف انا فاهم شعورك كويس . بس مريم في الوقت الحالي مننفعش نأذي مشاعرها ونقولها لبقي عندك اب ولا ام . انت فاهمني ياشريف
لم يتمالك شريف دموعه حين تذكر مۏت والدته  بأخوه ك شهاب شقيقه  . ف شريف مدرك وضعه بالنسبه إليهم 
ايه ياحضرة الظابط . اتمالك نفسك 
ابتعد عنه شريف مغمضا عيناه ثم فتحهما بثبات
في موضوع عايز اخد رأيك في
               .
نظر شهاب نحو ندي الغافية جانبه يرمقها بحنق 
متجوز انا عشان كل ما ارجع البيت الاقيكي نايمه 
وزفر أنفاسه بقوه ثم اشاح عيناه عنها  لتفتح عيناها ثم اغلقتهما 
تملل في رقدته ينفض رأسه من افكار الشيطان ليعود لعبثه ولكنه اقسم لشقيقه انه لن يخذله 
استغفر الله العظيم 
عاد يرمقها ثم ألتقط هاتفه من جانبه . يتصفح صفحته على موقع التواصل الاجتماعي  رفعت جسدها قليلا كي ترى ما يفعله  لتشهق بفزع وهي تجده يميل عليها بكامل جسده 
غامزا لها بعينيه هاتفا بوقاحه 
بتعملي نفسك نايمه ياندي
وفكراني اهبل . انا سايبك بمزاجي 
اغمضت عيناها پخوف مما سيفعله وارتجفت شفتيها
شريف بلاش 
نفخ بأنفاسه على وجهه ثم رفع يده يداعب خصلات شعرها هامسا بشوق 
وحشتيني 
كان خبيرا في تحريك رغبتها بها تعمق في النظر لها وهو يلقي بسحره عليها 
ندمت على كل لحظه كنت السبب في بعدك عني . وحشني حبك ليا 
مازال اناني في حبها رغم اخلاصه منذ أن تزوجوا ولكن لا يريد الاعتراف بحبه  وامتدت يده نحو وجهها يداعب وجنتاها وشفتيها 
لم يعطيها حق لاعتراضها ولم تعترض هي الأخرى وهي تسلم له حالها . ادمغها بأمتلاكه وكانت كالمرحبه فالعقل انسحب وترك القلب في هواه ومتعته 
               .
أغلقت صفا الباب بقوة بعدما دفعت عزيز خارج الشقه . جاء إليها مخمورا يتفوه ببعض العبارات التي لم تفهمها ولكن هيئته أثارت الړعب داخلها
هوت بكامل جسدها خلف الباب تكتم صوت شهقاتها
انا لازم امشي من هنا . لازم ادور على مكان تاني 
وتذكرت امر العمل الذي لم يساعدها عزيز في اجاده  لم يأتي في عقلها الا حمزة ستذهب اليه مره اخرى رغم أنها عاهدت نفسها انها لن تعود له إلا عندما تصبح صفا القديمه بجمالها الاخذ وسحرها 

وقف مراد شاردا في الشرفه ينفث دخان سيجارته . متذكرا توريط والده له بخطبة ابنه عمه وتحديد موعد الزواج 
لم يرحم حزنه على زوجته ولا طفله الذي عرف بوجوده عند ۏفاتها 
احتدت عيناه وهو يتذكر فرحت هناء وقد تمنى ان يرى على ملامحها الرفض والاعتراض ولكنها كانت سعيده حتي لم تعترض حين سألها والده عن موافقتها لتسريع الزواج قبل ذهابه لاستلام ادارة فرع الشركه الخاص بهم بمدينة الاسكندريه 
دهس عقب سيجارته بقوة أسفل حذائه متمتما
أنتي اللي اختارتي ياهناء .ومتلوميش الا نفسك  حياتك هتكون چحيم معايا وهطفي السعاده المرسومه على وشك 
                   .
تعجبت ياقوت من اللفافه الموضوعه على مكتبها  حملت اللفافه تتحسس ما بداخلها ولكنها لم تخمن شئ 
نظرة حولها مندهشة 
يمكن لبشمهندس شهاب
واردفت مفكره 
هسأل مين طيب  بشمهندس شهاب لسا مجاش مكتبه 
اتسعت عيناها وهي تجد ظرف صغير مثبت عليها ولم تنتبه اليه فمن وضع الهديه وضعها دون وضعتها الصحيحه 
ألتقطت الظرف ثم أخرجت الورقة المطويه لتنظر للكلمات المكتوبه عليها مع امضاء صاحبها
يتبع بأذن الله
الفصل الثامن عشر 
لم يدق قلبها تلك المره بدقات السعاده وحدها إنما كانت دقاته تحمل مزيج من المشاعر . لهفة امتنان فرحة طفله
أزالت غطاء اللفافة لتشهق دون تصديق مما رأت
نفس اللوحة التي كانت عيناها متعلقة بها ووصفت له شعورها نحوها
احساس جميل دغدغ كيانها  وداخلها كان صوت ېصرخ بها
أصبحتي اليوم محور اهتمام أحدهم 
لمعت عيناها بدموع الفرح  الهديه متمتمه
مش معقول
والخطوة حسمت لصالحه رغم أنه لم يفعلها من أجل خطته
ولكن ارتبطت النوايا ببعضها واصبح ما تعيشه ظنا منها انها تلك السعادة التي تمنتها طويلا وماهي إلا لعبه لنيل الهدف
               .
فتح شهاب عيناه بأبتسامه واسعه وهو يراها 
داعب وجنتها بأنامله اكثر اليه هامسا 
ندي 
ردد اسمها لمرتان ثم دنى منها على خدها متمتما بأسمها ثانية 
ندي 
تمللت في رقدتها وفتحت عيناها ببطئ لتنظر لوضعتها فأنتفضت من جانبه 
هو ايه اللي حصل بينا
صدحت ضحكاته بصخب  ف سؤالها لا يستحق الا ردة فعله تلك
محصلش بينا اي حاجه اطمني
واردف مازحا وهو يجدها شرشف الفراش على جسدها 
مالك ياندي  بتحصل في أحسن العائلات ياحببتي 
امتقع وجهها من أثر عباراته التي لا تفسر الا تهكمه 
انت بتهزر ياشهاب 
احتدت عيناه وهو يرمقها 
عايزانى اقولك ايه وانتي بتتنفضي من جانبي بالشكل ده 
غامت عيناها بالدمع فهى لم تكن تريد حدوث شئ بينهم الا اذا احبها بالفعل وليس مجرد زيجة بنية على الاحترام وحسب 
عندما رأي دموعها تنساب بضعف 
بټعيطي ليه دلوقتي انتي بتعشقي تنكدي على نفسك 
دفعته عنها ولكنه لم يحررها من آسر ذراعيه 
انا مش نكديه 
ابعدها عنه قليلا ينظر لعيناها الدامعه ورفع كفيه نحو وجنتاها يمسح دموعها
بالمنظر ده  مينفعش اقول غير كده 
اشاحت عيناها بعيدا عنه ولكنه عاد 
ممكن مراتي الحلوه تسيب النكد النهارده واعزمها على احلى فطار 
كان بارعا في جعلها له ومنه واليه . يعرف كيف يجعلها عاشقة متيمه به  حاله كان كالسخريه حين يتذكر سنوات عمره بالجامعه واول حب بحياته كان محط السخريه وسط أصدقائه 
لا فتيات يعرف يتعامل معهما ولا حتي يعرف يجذب انظار احداهن اليه . ماعليه الا الاستماع لمغامرات أصدقائه 
واتي اليوم الذي أصبح هو الخبير في أمور النساء 
وفي لحظة تبدل حالها لا قرار استمرت به وفي النهايه اكمل القلب ضياعه 
  
مر الوقت وهي تجلس خلف مكتبها تنتظر مجيئ السيد شهاب 
لمطالعه بعض الاوراق التي طلب منها امس طباعتها فور قدومها صباحا . ملت من جلستها دون عمل تفعله 
ونظرت لجانب المكتب نحو اللوحه مبتسمه 
اخد الهديه واشكره ولا ارجعها ما انا مش هعرف اهادي بحاجه
اخرجها من شرودها رنين هاتف المكتب لترفع سماعه الهاتف سريعا 
ايوه يابشمهندس  حاضر هروح اودي الورق 
واردفت مسائله 
حضرتك مش جاي النهارده 
نظر
شهاب نحو ندي التي تتناول فطورها بسعاده 
لا يا ياقوت ألغى كل مواعيدي النهارده . ولو عايزه تروحي بعد ما تودي الورق للسيد اشرف روحي مافيش مشكله 
انتهت المكالمه لتبتسم علي فرصتها بأنها ستذهب للشركه الرئيسيه 
جمعت أوراقها في ملف ونظرت للوحه ثم انصرفت بعد أن حسمت امرها انها ستعود لأخذها بعد شكره عليها
                .
تعلقت عين سماح برئيس الجريدة التي تعمل بها حاليا 
مهمتك المرادي سبق صحفي عن لاعب كوره واسمه في غنى عن التعريف 
رمقته سماح بأمتعاض لكرهها لكورة القدم 
مبهتمش انا بالكوره يافندم 
اطرق رئيسها على سطح مكتبه بيداه ممتعضا من ردها 
بتحبي ولا مبتحبيش ده شغلك يااستاذه 
واردف موضحا مهمتها
الشهر الجاي هو نازل مصر اجازه . اجازته هيقضيها في الاقصر واسوان . ديه مهمتك الجديده واتمنى تنجحي فيها زي لقائك مع حمزة الزهدي 
زفرت أنفاسها مخاطبه نفسها بأن تلتزم الهدوء وابتسمت وهي تحدق بنظراته المتحديه 
اسمه ايه اللعب يافندم
خاطبها رئيسها بهدوء 
سهيل نايف 
                 .
أسند شريف رأسه على سطح مكتبه مفكرا في حديث حمزة معه . مدام لم يعرف ماذا يريد من تلك الفتاه التي عرفها في لحظات ضعفه فليتركها . لا ينكر انه كان يشعر معها بشعور جميل لا يعرف اهو حب ام إعجاب ام راحه ولكن تصرفات شقيقتها جعلته ينفر من الوضع 
هو ضابط ويفهم أفعال شقيقتها  تريد توريطه بالزيجه من شقيقتها وماهو الا رجلا لا يحب فرض الأشياء عليه 
مها لم تصل معه لمرحله ان يفكر بها كزوجه 
والحل النهائي الذي اتخده بعد حديثه مع حمزة وكلام صديقه انه لن يقابلها ثانيه . ولكن قلبه كان له رأي آخر 
لا يا شريف ودعها لمره اخيره  . جبلها هديه ذكرى 
اقتنع برغبه عقله وقلبه معا
ليدلف سيف لغرفه المكتب ناظرا له 
سمعت الخبر ده . عندنا شهر تدريب مكلفين بي من الإداره 
                 
وضعت أمامه قهوته بخجل وتوتر 
عايز مني حاجه تانيه 
نظر مراد اليه بجمود . وكادت ان تسأله عن سبب معاملته تلك الا ان عمها خرج من غرفته مستندا علي والدها 
وحينا وقعت عيناه عليهم نظر لشقيقه 
ايه رأيك الاولاد ينزلوا يجيبوا الشبكه النهارده يامهاب 
كاد ان يعترض مراد الا انه وجد والده يسعل بحشرجه 
عايز ارجع بيتي بكره وانا فرحان 
لينظر مهاب لابنته متسائلا 
ايه رأيك ياهناء
خجلت هناء من الأمر واطرقت عيناها أرضا
اللي تشوفوا يابابا 
وانصرفت على الفور دون أن تنتبه لنظرات مراد المشتعله 
وانت ايه رأيك يامراد 
هتف بها مهاب مخاطبا ابن شقيقه تلك المره 
مافيش مشكله انا برضو رأي من رأى بابا عايزين نفرح 
كانت الكلمات تخرج منه عكس ما بداخله . فسيحقق لهم الفرح الذي يريدوه . ليذيقها هي كل عڈابه 
 
وقفت للمرة الثانيه امام مدير مكتبه تطلب منه مقابلته
للأسف حمزة بيه مش فاضي 
تعلقت عين صفا به وشعرت بوخزات تطرح قلبها خشت ان يكون أخبر سكرتيره بهذا الأمر فتسألت بنبرة مذبذبه 
ينفع استناه  انا محتاجه ضرورى 
طالعها الرجل وهو يتذكر انها أتت من قبل وقد دلفت لرب عمله 
حين اخبره بأسمها 
هو حاليا عنده اجتماع خارج الشركه . تقدري تجيله في وقت تاني 
طالعته صفا بتفهم وجالت عيناها بالمكان  ثم جرت اقدامها بتخاذل 
وقبل ان تخرج من غرفه المكتب كان حمزة يخرج من المصعد متجها نحو غرفة مكتبه 
ألتقطته عيناها كما رأها هو فتجمد في وقفته  
وأتجهت نحوه بخطي سريعه وقبل ان يسألها عن سبب مجيئها لهنا هتفت برجاء 
حمزة ارجوك انا محتاجه مساعدتك  مبقاش ليا حد وعزيز انا قلقانه منه  ساعدني! 
متنهدا وهو يسمعها 
عايزه ايه ياصفا . لو ديه خطه منك  انك تظهريلي بصورة الست الضعيفه بلاش 
انسابت دموعها من قسوته . واطرقت عيناها ارضا
انا صحيح لسا بحبك ياحمزة  بس انا اتعلمت الدرس  محدش بيدوق مراره الخداع الا صاحبه .انا عايزاك تحب صفا الانسانه الجديده 
واردفت بأمل 
هستني تحبني تاني الأمل لسا جوايا 
اصابته كلماتها  هو يلعب نفس اللعبه ب ياقوت  دار بعقله في تخيل لحظه وقوعه بحبها فلم يجد الا نفض تلك الفكره وهو ساخر من نفسه فهو لا يرى ياقوت الا فتاه ضعيفه بأحلام بسيطه فهل بعد كل ما أصبح عليه سيحبها هي وسيله لا أكثر وسيله من سحر صفا يعود له ثانيه  وسيله لاراحه عقله من زن شقيقته ووسيله لتنفيذ وصية سوسن التي يذكره بها شريف دوما 
فاق من شروده وتجمدت ملامحه وهي تخبره 
عزيز حاول يعتدي عليا
امبارح . انا مش محتاجه غير شغل بس اقدر اعيش منه وادور على مكان اعيش في .اي شغل ياحمزة حتى لو خدامه عندك 
عيناها الدامعه وكسرتها أمامه جعلته يرى صدقها .لاا يحب إذلال أحدا له حتى لو كان عدوه مبادئ رباها عليه والديه ورغم سطوة الزمن عليه ودخوله دائرة الحياه الا ان بعض المبادئ ترسخت داخله 
هحاول اصدقك ياصفا . وهساعدك لوجه الله مش هكون انا والزمن عليكي 
تنهدت بآلم وهي تستمع لعبارته الاخيره . الزمن كلمه في قاب قوسين لا نفهمه الا عندما نذوق علقمه 
اماءت برأسها شاكره وتعلقت عيناها به وهو يخرج احد الكروت من
داخل سترته يدون لها عنوانا ثم أعطاه لها
ده عنوان شركة الحراسات بتاعتي  بكره الساعه 9 تكوني هناك وهتعرفي منهم مهام وظيفتك 
ألتقطت منه الكارت مبتسمه تشعر بالسعاده ليس لحصولها على العمل انما انه لك يحذلها حين لجأت اليه مستنجده قلبها تقافز بين اضلعها يرسم لها أنه مازال يحبها
الكرت بيدها ثم شكرته بأمتنان 
شكرا ياحمزة 
الطابق كان معروف بخلوه من المواظفين . ابتعد عنها منصرفا نحو غرفة مكتبه 
حمزة 
ألتف نحوها منتظرا معرفه ماتريده . فوجدها تلقى نفسها بين ذراعيه 
كانت ياقوت صاعده تلك اللحظه على الدرج فقد أعطت الأوراق للسيد أشرف كما امرها شهاب وقررت ان تصعد له كي تشكره 
لتقع عيناها على المشهد فتوارت خلف احد الجدران تغمض عيناها من الآلم الذي اخترق قلبها ولا تعرف سببه  ولم تكمل المشهد وعادت تهبط الدرج بخطي سريعه 
توقفت عين حمزة على رؤيتها لهم  . ثم انصرافها السريع 
نفض صفا عنه  لينظر الي المكان الذي كانت فيه
يتبع بأذن الله 
الفصل التاسع عشر
وقف في منتصف غرفة مكتبه يزفر أنفاسه كلما جال أمامه هيئتها وهي تختفي من الطابق بل وخرجت من الشركه بعد رؤية صفا بين ذراعيه  لا يعلم كيف حدث ذلك ولكن الحقيقه التي يعلمها ان صفا مازالت عالقه في قلبه بجزء ذكرياته المظلم
من مكتبه بخطي حانقه من حاله  واسند كفيه على سطح مكتبه مائلا بجزعه العلوي قليلا  اغمض عيناه كي يريح عقله  انفاسه خرجت من بين شفتيه ببطئ ثم فتح عيناه متمتما
لازم تتصرف ياحمزة  ياقوت مش لازم تخرج من لعبتك
                
نظرت صفا نحو عزيز الجالس واضعا ساق فوق الآخر وينفث دخان سيجارته  اتجهت انظارها نحو الخادمه التي تعيش معها وقد تركتهم واتجهت نحو المطبخ بعدما أشار لها عزيز بالانصراف
نهض بثبات فأبتعدت عنه صفا خائفه منه بعدما دهس عقب سيجارته في المنفضة
صفا انا اسف على اللي حصل  كنت سکړان ومش حاسس بنفسي
اشاحت عيناها بعيدا عنه
كويس انك جيت عشان ابلغك اني هسيب الشقه وهدور على اي مكان اعيش فيه
اتسعت عيناه من فكرة رحيلها  انتظرها لسنوات  أصبح سيد بعدما كان مجرد عامل والان تخبره انها تنوي الرحيل
مجرد تخيله ان حلمه بها سيضيع جعل عقله يقف
لا تسيبي الشقه ازاي  اوعدك اني مش هاجي هنا تاني بس انتي متبعديش
بطريقه متملكه  فأنفضت حالها وابتعدت
طالعها مصډوما من نفورها منه بعد أن كانت لا تخشاه  شعر بأن خطوات وجعلها تطمئن له اضاعتها فعلته امس
اطرق عيناه ارضا يحاول رسم ندمه على محياه
وترضيلي ياست صفا اخلف وصية رأفت باشا  ده انتي بنت الراجل اللي كانت افضاله عليا
هتف عبارته الاخيره وداخله يسخر من حاله  فهو لم يكره مثل والدها قط بحياته
احست بندمه
موافقه اقعد هنا ياعزيز لحد بس ما اظبط اموري بس ياريت متجيش هنا ممكن
رمقها بصمت وابتلع حديثها رغما عنه  لم ينهي ذلك الحوار الا رنين هاتفه
ايوه  تمام انا جاي
أنهى مكالمته  ثم تعمق في النظر إليها  يشتهيها بكل ما تحمله الكلمه من معنى ولكن ما عليه إلا الصبر
انا مسافر اليابان   لو نفسك في حاجه قوليلي
هتف عبارته بأبتسامه واسعه
متكسفيش ياست صفا  انتي تشاوري بس وانا عليا التنفيذ 
عاد شعورها بالقلق منه ينتابها ثانيه  حديثه احيانا لا يشعرها انه مجرد جميل يرده اكراما لوالدها الذي تعلم أنه كان رجلا غليظ القلب
شكرا ياعزيز 
وقبل ان يسألها من اين كانت اتيه عاد رنين هاتفه يعلو ثانية  فطالع رقم المتصل بتوتر وما كان الا شقيق زوجته
فرات النويري مالك إحدى شركات النفط  رجلا لا يعرف قلبه رحمه ولا شفقه . الحياة العسكريه تشكل كيانه رغم انه خرج منها بعد إصابته بحاډث ادي لعرج بساقه اليمني
معلش ياست صفا انا لازم امشي
وسار خطواتان ثم عاد يطالعها
واحد من رجالتي هيكون في خدمتك  لحد ما ارجع من السفر
ودون ان ينتظر ردها انصرف  لتزفر أنفاسها بقوه متمتمه
هتعملي ايه ياصفا
                 
احتدت عين فرات بعدما سمع بكاء شقيقته الذي يمقته
خلاص يافاديه  مبحبش عياط الستات ده  مش انتي اللي صممتي تتجوزيه
اطرقت فاديه بيداها على فخذيها بعويل
بقولك جوزي جايب شقه لواحده في الزمالك يا فرات وتقولي مبحبش عياط الستات  شكرا ياخويا يابن ابويا
نفث فرات دخان سيجارته بقوة حانقا من حب شقيقته لزوجها بطريقه تزيده مقتا منها
انا جوزك ده مبحبش اتعامل معاه . انا مش عارف ازاي قبلت اناسب واحد زيه
طالعته فاديه بضيق متمتمه
يعني كنت عايزني اقعد جانبك . عزيز هو الراجل الوحيد اللي حبني من غير الأملاك اللي عندي
تجلجلت ضحكات فرات بصخك
ومدام البيه بيحبك خانك ليه
اطرقت فاديه عيناها نحو المنديل الذي تحمله ثم هتفت صائحه بعد أن بحثت لزوجها عن سبب لا يجعله مدان أمام شقيقها
اكيد هي اللي اغوته وضحكت عليه
لم يتحمل فرات حديثها فأطرق بعصاه التي يستند عليها أرضا بقوه
فاديه انا زهقت من
مشاكلك . وفي الاخر جوزي ابو عيالي  حيلي مشاكلك لوحدك يافاديه
فور ان سمعت عبارته تلك التي يخبرها بها عند أي مشكله تحدث لها ومجرد ان تلقى تطلب منه حمايته وتقويم عزيز يلين نحوها
كده يافرات  كده ياخويا انا ليا مين غيرك
اليه مغمضا عيناه
خلاص يافاديه  هقرصلك ودنه عشان يبطل يلعب بديله
               
زفرت ياقوت أنفاسها ومازالت لا تعرف سبب آلمها منذ رؤية تلك المرأة   الصوره لم تصل إليها بالكامل ولم تتبين حقيقه الوضع
منها سماح بعد أن جلبت لهما كوبان من حمص الشام من احد الباعه 
احلى كوبايه حمص الشام لاحلى ياقوت
ارتسمت ابتسامه باهته على شفتي ياقوت وتناولت منها الكوب
فأردفت سماح متسائله
مالك بقى قولتي مخنوقه ومحتاجه اشم هوا . اه جينا نتمشى على الكورنيش
طالعتها ياقوت وهي لا تعلم بما ستخبرها به  اتخبرها بالمشهد الذي رأته ولكن ماذا ستفسره لها . هي لا تعلم سبب ضيقها
ياقوت مين زعلك .اللي اسمه حمزة ده رجع يزعلك من تاني
وقفت ياقوت تأخذ أنفاسها 
مافيش ياسماح  بس انا مخنوقه من غير سبب
تعلقت عين سماح بها تحاول سبر ما بداخلها 
هحاول أصدق ان مافكيش حاجه 
وفردت ذراعيها نحوها ټحتضنها 
تعالي بقى اخدك  . ده ميتعوضش 
هتفت سماح ضاحكه لتضحك ياقوت على عبارتها متمتمه 
ليه يعني ميتعوضش  الأم مثلا 
لطمتها سماح على ظهرها بخفه 
بالظبط يا ست النكديه  يلي مخلياني اكل حمص الشام مع اني مبحبهوش 
مريم من شهاب وندى الجالسين متشابكين الايد يتهامسون 
بتتكلموا تقولوا ايه 
ابتعدت ندي عن شهاب بخجل . ليطالعها شهاب ضاحكا
ده كلام كبار  مالكيش دعوه بي
عقدت مريم كلتا حاجبيها ومدت يداها تزيحهم عن بعضهم 
حيث كده وسعوا بقى عشان اقعد معاكم واسمع 
ضحكت ندي رغما عنها وطالعت زوجها الذي اخذ إحدى الوسادات من خلف ظهره دافعا بها مريم علي وجهها 
قومي يارخمه 
على هتافه تلك الجمله دلف حمزة المنزل  رغم إرهاقه اليوم الا انه ترك كل شئ خلفه ظهره وأبتسم عندما تعالت صيحة مريم 
مش عايزه اقعد معاكم . بابا خلاص جيه 
ونهضت من جانبهم لتتجه نحو حمزة 
تعالي ياحببتي 
لم يكن حال ندي يختلف عن حال شريف كلما وجدوا مريم يزداد تعلقها بحمزة  أصبح هو كل عالمها 
تذكرت حديث ناديه معها من قبل عندما اوضحت لها رغبتها الشديده في تزويج حمزة 
تلك الفكره لا تعلم كيف ستتقبلها الصغيره وكيف سيرحبون بالعروس اذا تزوج حمزة وجلبها للمنزل 
داخلها يرفض دخول امرأه أخرى لعائلتهم وأحيانا تشعر بأنانيتها حين لا تتمنى الزواج له
نفضت الأفكار سريعا وهي تري حمزة يتقدم منهم 
ندي لو فاضيه عايزك في موضوع 
تعلقت عين شهاب بزوجته ثم بشقيقه 
في ايه ياحمزة 
نظر حمزة بحاجب مرفوع نحو شقيقه 
مش هخطف مراتك متخافش 
توترت ندي من الأمر الذي يريدها فيه  فأشار لها حمزة بأن تتبعه  فأتبعته 
الصغيره مريم من شهاب تتعلق بذراعه 
زعلانه منك ياشهاب  بجد زعلانه 
كانت عين شهاب مرتكزه على غرفة مكتب شقيقه ولم يغلق حمزة الباب  رمق مريم بعد أن دفعته علي ذراعه 
أنت ياعم . بقولك زعلانه منك مش هتصالحني 
طالعها شهاب بحنق 
أنتي مراتي يابنتي
ثم اردفت متسائلا بعدما عبست بشفتيها 
زعلانه ليه يا برنسيسه مريم
ظلت مريم تحادثه عن سبب ڠضبها منه والذي يتلخص انه لم يعد يصطحبها من مدرستها ولكن هو كانت عيناه ثاقبه على شقيقه وهو يحاور زوجته
  
طالع شهاب ندي بعدما أخبرته بحديث حمزة عن إدارتها لاسهمها بالشركه 
لا طبعا مش عايز مراتي تشتغل 
تلك المره لم ترغب بالخضوع لاوامره 
بس انا عايزه اشتغل ياشهاب 
رأي العند في عينيها مما زاده حنقا 
وانا قولت لااا . انتي ناقصك حاجه 
صاحت وقد كلت من خضوعها الدائم معه 
اه ناقصني . ناقصني اكون انا 
واردفت بعد أن ألتقطت ملابسها من الخزانه 
وعلى فكره انا مش عايزه اشتغل في الشركه ولا عايزه أدير الاسهم . انا عايزه اشتغل في التدريس 
واتجهت نحو المرحاض . غالقة الباب خلفها بقوة 
وقف يحدق بالفراغ الذي تركته وتنهد وهو يتجه نحو زافرا أنفاسه 
مرت نصف ساعه وهو جالس هكذا الي ان خرجت من المرحاض ولم تلقى نظرة عليه . اتجهت نحو المرآة تمشط شعرها تشعر بنظراته تخترقها 
أنهت تمشيط شعرها واتجهت نحو الفراش لتتسطح عليه دون كلمه . تجاهلها كان أكثر الأشياء التي يمقتها 
طالعها ثم تنهد بقوه 
وطبعا حضرتك هتنامي وأنا هقعد أغلى مع نفسي . انتي بقيتي جايبه البرود ده منين 
غامت عيناها بالدمع وهي تطالع جموده
انا مش بارده ياشهاب . بس انت عمرك ما حسستني اني انسانه وليا احلام  عمرك سألتني نفسي ف ايه وبحب ايه 
اخترقت العبارات قلبه . وجدها تغمض عيناها ودموعها تنساب على وجنتيها 
كانت صادقه في كل كلمه أخبرته بها . عطائها الزائد له جعله شخصا انانيا لا يرى  
اعتدلت في رقدتها تمسح دموعها 
حبي ليك
خلاك شخص اناني ياشهاب 
                
مجرد ان اغمضت ياقوت عيناها واصرفت ذهنها عن حزنها 
وجدت رنين هاتفها يعلو . ابتسمت وهي تجد رقم هناء 
فأجابت على الفور وأعتدلت في رقدتها 
ياقوت انا ومراد جبنا الشبكه 
دق قلب ياقوت بسعاده لصديقتها 
مبروك ياهناء  احلى خبر سمعته النهارده 
تنهدت هناء وهي تنظر لبنصرها المزين بدبلتها 
بس انا حاسه اني مش فرحانه يا ياقوت . حاسه ان فرحتي ناقصه 
شعرت بحزن صديقتها من صوتها
ليه يا هناء مش ده مراد الراجل اللي عيشتي ترسمي أحلامك معاه
سقطت دموع هناء وهي تطالع باقة الازهار التي جلبها لها
قلبي وجعني من غير سبب . تفتكري ديه علامه من ربنا اني مش هكون سعيده مع مراد
لم ترد كسر فرحة صديقتها وارادت طمئنتها
قومي صلي وادعي ربنا انه لو كان خير ليكي ربنا يكمله ولو شړ
يبعده عنك
هتفت هناء بلهفه بعد سماع تلك الجمله
بس انا عايزه مراد  عايزاه خير ليا يا ياقوت انا عمري ما حبيت غيره  رغم اني اتحبيت وكانوا ناس متترفضش بس هو الوحيد اللي قلبي عايزه
اغمضت ياقوت عيناها تقاوم ذرف دموعها الحبيسه
قومي صلي وادعي ربنا ياهناء
مسحت هناء دموعها وهتفت بحب
حاضر يا ياقوت
تركت ياقوت الهاتف جانبها ثم اعطت الحريه لدموعها كي تتساقط
في ناس عمرهم ما تحبوا حتى ومستنين على أمل حد يحبهم
واردفت داعيه لصديقتها
ربنا يسعدك ياهناء
                
ألقى مراد جسده فوق الفراش بعدما انتهي مكوثهم في بيت عمه وتمت الخطبه التي تمناها والده
انت السبب يابابا . ذنبها ايه اظلمها معايا  لاخلتني أحزن على مراتي اللي ماټت وابني اللي كان في بطنها . ولا خلتني حتى اصارحها
واغمض عيناه متذكرا لحظاته القليله مع جاكي مبتسما  أما هناء كانت بعيده عن عقله وقلبه لا يراها الا انه فرض اجبر عليه ارضاء لوالده
                 
طالعها وهي تخرج من المدرسه التي تعمل بها وإحدى العاملات تساعدها في الخروج من البوابه  منها فشعرت بوجوده من رائحة عطره 
شريف
مد كفه نحوها يعاونها على السير 
كلمت ماجده وقولتلها اني هأخرك شويه النهارده  ايه رأيك اعزمك على الغدا 
ارتبكت من الفكره فهى لا تحب تناول الطعام خارج البيت حتى لا تسبب للجالس معها الحرج ولكن معه تشعر انها أنثى كامله لا ينقصها شئ  حتى فقد بصرها تناسته 
اماءت برأسها بسعاده واتجهت معه نحو سيارته  عاونها على الجلوس  ثم نظر إليها طويلا 
هاتفا داخله 
سامحيني يامها على البعد لكن ولا انا هناسبك ولا انتي هتناسبيني 
اتجه نحو الباب الآخر للسياره لينطلق بعدها بسيارته نحو المطعم الذي حجزة لهم بمفردهما . حتى يجعلها تجلس بحريتها دون أن تخشي أعين الناس 
وصلوا وجهتهما فتمتم
وصلنا 
ابتسمت ببرائه ووضعت يدها على زجاج السياره تنتظر مساعدته لها 
ترجل من سيارته ثم ساعدها على الهبوط منها 
شريف انا مش عايزه اكل . مبعرفش اكل بره بيتنا 
كانت كالطفله الصغيره وهي تخبره عن عدم رغبتها في تناول الطعام حتى لا تشعر بالحرج . تألم قلبه فكيف سينساها ويزيلها من حياته 
قبض على يدها مطمئنا
متقلقيش طول ما انا معاكي 
لو علم كيف سقطت الكلمه على قلبها ف روته . لكان ندم على السعاده التي أصبح يهبها لها 
جعلها تتعلق به وتبني أحلاما ظنت لسنين ان الأحلام حرمت عليها 
حاضر . قولي بقى شكل المطعم ايه 
دلفوا لداخل المطعم فرحب بهما النادل
حاضر هوصفهولك . بس تعالي نقعد . على فكره انا حاجز المطعم لينا لوحدنا
هتفت بطفوله 
كويس عشان اعرف اكل من غير ما حد يبص عليا 
ابتسم على طفولتها وازاح لها المقعد ليجلسها عليه 
طلب وجبتهما وجلس يصف لها المطعم . الي ان اتي النادل بوجبة الطعام 
عايزك تاكلي براحتك يامها ومتتكسفيش مني 
ارتسمت ابتسامه واسعه على شفتيها 
انا مبقتش اتكسف منك ياشريف . عشان عارفه لو شوفتني بأي وضع عمرك ما هتبصلي بشفقه وهتمد ايدك ليا وتساعدني 
أصابه الكلمه قلبه . فألتقط كفيها بكفيه معتذرا
انا اسف يامها 
تعجبت من اعتذاره وانكمش وجهها وهي تسأله 
اسف على ايه . انت عملت ايه يزعلني عشان تعتذر 
اغمض عيناه بقوه ثم ابعد عيناه عنها
اسف على أول لقاء بينا. 
ضحكت وحررت احد كفيها من راحتي كفيه 
ياا انت لسا فاكر . ده انا نسيت 
بدئوا يتناولوا طعامهم . اخذ يساعدها في تناول الطعام ووضع الأطباق أمامها .الي ان أنهوا طعامهما 
مسح فمها بالفوطه الموضوعه فأبتمست 
طلب لها كأس من المثلجات وطلب لنفسه فنجان قهوه 
وجلس ينظر لها وهي تتناول كأس المثلجات بنهم ويستمع إليها 
انت مش هتتكلم بقى . انا من الصبح بتكلم 
ارتسمت ابتسامه باهته على شفتيه ومال نحو الطاوله 
عايز اسمعك النهارده يامها 
توردت وجنتاها خجلا 
مش ماجده وسالم حددوا ميعاد جوازهم بعد شهر هيتجوزوا 
حرك رأسه وداخله يتمنى ان يكون اختيار شقيقتها بسالم صحيح
اخرج العلبه التي تحتوي على العقد الذي اشتراه لها من جيب سترته  وأخرجه من علبته 
ممكن يامها ألبسك السلسله 
اندهشت مما أخبرها به ونهض من فوق مقعده ثم وقف خلفها وازاح خصلات شعرها 
فهمت ماارادت فهمه وهي تشعر ببروده العقد على جيدها 
وضعت يدها على العقد مبتسمه 
مش هقلعه خالص
من رقبتي 
                  
وقعت عيناه عليها وهي جالسه منكبه علي بعض الملفات
وجوده اليوم بالشركه التي يديرها شقيقه كان من أجلها
تقدم من مكتبها  فرفعت عيناها نحوه ليتعمق بالنظر إليها وقبل ان يهتف بشئ . نهضت من فوق مقعدها بثبات 
اتفضل يافندم  بشمهندس شهاب في مكتبه
هتفت عباراتها وهي تتحاشا النظر إليه . طالع شحوب وجهها يسألها 
مشيتي ليه امبارح 
تعلقت عيناها به ثم اطرقتهم سريعا نحو الأوراق الموضوعه فوق سطح مكتبها  كانت تظن انه لم ينتبه اليها ولكن حدث ما تمنت عدم حدوثه 
لم تعرف الجواب فظلت صامته  تفرك كفيها ببعضهما بتوتر لم يخرجها من مأزقها هذا إلا خروج شهاب من مكتبه
ياقوت هاتي الملف ال  
انتبه لوجود شقيقه
حمزة انت هنا . غريبه
تقدم حمزة من شقيقه
كنت قريب من الشركه   فقولت اعدي على الفرع هنا 
اماء شهاب برأسه نحو شقيقه بتفهم ثم طالع ياقوت التي مازالت تقف تخفض عيناها حرجا
اطلبنا اتنين قهوه يا ياقوت
دلفا الشقيقان للغرفه . فزفرت أنفاسها المحپوسه  ف خروج شهاب هو من انقذها
جلبت القهوه ثم طرقت باب الغرفه ودلفت بعدها
وضعت الفنجانين أمام كل منهما . فصدح رنين هاتف شهاب
ففتح الخط ثم خرج من الغرفه يتحدث
كادت ان تخرج من الغرفه الا ان صوته اوقفها
مش هتقوليلي ايه اللي مشاكي امبارح 
ابتلعت ريقها بتوتر وهي تطالعه ثم اشاحت عيناها بعيدا عنه
مافيش سبب يافندم 
تنهد وهو يضع فنجان قهوته على الطاوله بعدما ارتشف منه رشفه بسيطه 
ياقوت مبحبش اقرر سؤالي كتير 
صمتت فلا اجابه لديها تخبره بها 
ياقوت 
تعلقت عيناها به . اليوم علمت الحقيقه التي وقعت بها 
سقطت في لعڼة الحب   الشخص الذي كانت تهابه وتخشي بطشه قلبها بدء يخفق پجنون بل وبدء يهواه .حلمت به امس وهو حلم استيقظت منه تلطم وجهها رافضه اياه 
تحركت شفتيها بصعوبه متمتمه 
معرفش 
ثم هربت من أمامه  لتتسع ابتسامته وهو يعلم أن ما ارده تم ولم يظل الا التنفيذ !
يتبع بأذن الله 
الفصل العشرون
انحدرت دموعها وهي تحكي لسماح عن مشاعرها المضطربه
أصبحت لا تعي ما ينتابها في جوده  حب يقنعها به قلبها ولكن عقلها يرفضه  اغمضت عيناها تلوم نفسها علي تفكيرها به ورسم أفعاله معها وكأنها بطولات وقد نست انه في البداية كان يعاملها اسوء معامله 
في حاجه غلط ياسماح  انا مبقتش قادره افهم نفسي
واردفت بعدما مسحت دموعها بقسۏة من فوق وجنتيها
هو اللي انا فيه اسمه ايه ياسماح  متقوليش انه حب
اطرقت سماح عيناها نحو الوساده التي تضعها فوق فخذيها شارده مفكرة في أفعال حمزة اللطيفه مع صديقتها في الآوان الاخيره  لطفه انبت املا داخل قلب تلك المسكينه التي تنظر إليها تنتظر نصيحتها
زفرة طويله خرجت من بين شفتيها ثم تعلقت عيناها ب ياقوت 
اللي انتي فيه ده سراب يا ياقوت ومحدش هيتوجع غيرك انتي . فوقي دلوقتي احسن ما الأحلام تاخدك وتلاقي نفسك قدام الحقيقه
واردفت وهي تعلم بقسۏة كلماتها 
حمزة الزهدي بعد مراته الأولي اكيد يوم ما هيجي يتجوز هيتجوز واحده من العالم بتاعه . قلوبنا هشه وضعيفه يا ياقوت وبتدور على اللي پيجرحها 
كلماتها أعادت الذكريات لكلا منهما سماح التي أحبت يوما 
اما ياقوت عادت لها ذكرى حبها الصامت لابن بلدتها 
قصص الروايات مبتتحققش غير في الروايات يا ياقوت  الأمير بيروح للاميره اللي زيه اقنعي قلبك بكده 
ضغطت ياقوت على شفتيها بقوة تذكر قلبها بالآلم الذي ستحصده اذا ظلت في أحلامها وخرج صوتها بضعف 
انا مش محتاجه ۏجع فوق ۏجعي ياسماح
واخذت تردد داخلها 
فوقي يا ياقوت 
اخذتها سماح بين ذراعيها تربت على كتفها
احنا جاين هنا ومغتربين ليه 
دمعت عين ياقوت وهي تتشبث بها 
جاين عشان نشتغل 
واردفت سماح تسألها وكأنها طفله صغيره 
الحب ده ايه 
ابتعدت عنها ياقوت تطالعها لتبتسم إليها 
رفاهية متصلحش لينا 
فأبتمست سماح ومدت كفيها تمسح على خديها 
كل ما تلاقي قلبك بدء يرسم ليكي أحلامه واحتياجه اوجعي قبل ما يوجعك 
اماءت لها ياقوت برأسها وقد جفت دموعها داخل مقلتيها . لن تجني من الحب إلا ۏجعا اخر يضاف الي اوجاعها 

تعلقت عين ريما بذلك القادم نحوهم بخطي ثابته يتحدث في هاتفه بحزم  ابتسمت ريما وهي تهندم خصلات شعرها وتعدل من سترتها لم تنتبه مريم لقدومه فقد كانت غارقه في حل المسأله الحسابيه ولكن حينا صدرت نحنحه رجوليه رفعت عيناها نحوه ثم اتجهت انظارها نحو ريما الغارقه في تأمله بهيام 
مساء الخير 
هتف بها حمزة مبتسما لتنهض ريما من فوق مقعدها هاتفه 
مساء النور
تعلقت نظرات مريم بينهم تتخيل لو تزوج والدها بمعلمتها ولكن نفضت رأسها من أفكارها ونهضت سريعا تاركة ما كانت تفعله 
بابا وحشتني 
ألقت نفسها فأحتواها اليه متسائلا 
مريم عامله ايه في مذاكرتها 
طالعته ريما بأحلامها الورديه المتعلقه به 
متقلقش مستر حمزة اوعدك أن مريم هتقفل الماده السنادي  ومش مادتي بس باقي المواد كمان 
طالع حمزة صغيرته بفخر
وانا متأكده من كده  شكرا ميس ريما 
هتفت ريما معترضه من منادتها بالالقاب 
ريما بس يافندم  واتمنى انك تسمحلي
اقولك كمان حمزة من غير ألقاب
ألقت عبارتها الأخيرة وهي تضغط على شفتيها بحرج وتضع خصلة شعرها خلف أذنها
اتسعت عين مريم ذهولا وانتقلت بعيناها نحو ملامح ريما
حدق بها حمزة متعجبا 
أكيد مافيش مشكله من ناحيتي انك تندهيلي من غير ألقاب ميس ريما 
تمتم كلمته الأخيرة بحزم ليجعلها تدرك انه لا يراها الا معلمه صغيرته وانه سيناديها كما يناديها دوما دون رفع الكلفة 
تصبغت وجنتي ريما حرجا من الموقف الذي وضعت نفسها فيه أما مريم ابتسمت بزهو 
لينسحب حمزة من بينهم متمتما لصغيرته
كملي مذاكرتك ياحببتي 
اماءت له برأسها سعيده وتنفست براحه وطالعت ريما التي عادت تجلس على مقعدها متوترة واخرجت ما بجبعتها ولكن بمكر وهي تعاود الجلوس لمقعدها هي الأخرى 
تعرفي ياميس ريما عمتو ناديه حولت كتير تخلي بابا يتجوز ولكنه رفض
واردفت بخبث وهي تشبع عيناها بملامح ريما التي تبدلت 
اصل بابا كان بيحب ماما اوي وقال انه هيعيش على ذكراها 
كانت ندي تلك اللحظه قادمه نحوهم ولكن وقفت مصدومه من سماع عبارات مريم 
  
أنتفضت فزعا من متمتمه 
حرام عليك ياشهاب خضتني 
كانت رقيقه وهي تهتف عبارتها تلك ولكن هي دوما كانت رقيقه ناعمه 
داعب وجنتاها بيديه مبتسما
مالك بقيتي رقيقه كده ياندي 
مطت شفتيها مستنكره وابعتدت عنه 
انا متغيرتش ياشهاب انت اظاهر كنت أعمى 
ضحك بقوة وهو اليه ثانية 
لو انا أعمى في رقتك بس طول لسانك ده بقى جديد ياندي 
صمتت للحظات تفكر في خطوتها معه 
لاا ياحبيبي انا لساني مطولش بس انا بدلع عليك حرام يعني الست تدلع على جوزها شويه 
رفع شهاب احد حاحبيه وقد ادهشته طريقتها 
انا مبقتش فاهمك ياندي . بقيتي كتاب مقفول قدامي 
ابتسمت بآلم لم يخفى عليه 
ما انا كنت قدامك كتاب مفتوح  وانت اللي قفلته ورميته ياشهاب 
لم يمهلها إكمال عبارتها وكأنه يعبر لها أن حبه لها هكذا  مادام يريدها بين ذراعيه هكذا يكون الحب 

بدأت صفا عملها في شركة الحراسات الخاصه كموظفة إستقبال 
تجيب على الهاتف وتستعلم عن البيانات . تعلم أن تلك الوظيفه اكرمها فيها حمزة فمن سيوظف لديه خريجة
سجون 
انسدلت اهدابها تخفي دموعها الحبيسه  أعوام قضتها ظلم وثمن تدفعه عن اب وزوج لم يرحموها حتى بعد موتهم 
وقفت جانبها إحدى الموظفات تلتقط بعض الأوراق من جانبها لتسألها صفا بلهفه
هو حمزة مش هيجي النهارده 
طالعتها الفتاه بنظرات متعجبه من منادتها بأسم صاحب الشركه مجردا  فأدركت صفا خطأها سريعا
اقصد حمزة بيه 
رمقتها الفتاه ثم رتبت الأوراق وهي تجيبها ببرود 
حمزة بيه مش بيجي هنا غير يومين في الأسبوع وممكن يوم واحد  ياريت تكملي شغلك من غير اسئله كتير 
وانصرفت الفتاه التي تدعي مروه تلوي شفتيها ممتعضه 
تنهدت صفا تضغط على كفوفها بقوة حتى لا تنساب دموعها 
يعني رمتني هنا ياحمزة عشان متشوفنيش  لدرجادي مش طايق وجودي 
 
طرق حمزة على سطح مكتبه منتظرا قدومها . استدعاها بحجه انه يريد بعض الأوراق الهامه من لدي شقيقه ولابد ان يجلبها معها هي لأهمية الأوراق  لم يعلق شهاب على الأمر ولم يركز بشئ 
فأبعد شئ سيفكر به أن شقيقه لا يريد الأوراق إنما يريد من ستبعث معها الأوراق
مر الوقت ببطئ الي ان طرقت غرفة مكتبه ودلفت بعدها 
نهض فور رؤيتها مطأطأة عيناها نحو الأوراق التي 
اتفضل يافندم ده الورق اللي حضرتك طلبته 
مدت يدها نحوه بالاوراق دون أن تطالعه  فألتقط حمزة منها الورق ثم نظر إليها 
أنتي مخصماني ولا ايه يا ياقوت 
هتف بلطف ممازحا حتى يعيد لعبته اليه بعد ما حدث 
وهخاصم حضرتك ليه يا فندم اي أوامر تانيه 
تعجب من لهفتها في المغادرة وتركيز عيناها بعيدا عن مطالعته 
تجمدت ملامحه ثم هتف بصرامه 
اتفضلي 
كادت ان تنصرف من أمامه الا ان صوته اوقفها
استنى يا ياقوت
عاد لمقعده خلف مكتبه وجلس يطالع الأوراق حتى يعيد لنفسه حصونه  انتظرت ان يتحدث الي ان خرج اخيرا من ثورة أفكاره 
هند مرات مروان صديقي عندها مركز للمهارات الفنيه . ممكن اساعدك تشتغلي في المركز 
واردف وهو يتفرس ملامحها الساكنه
انا شايف انها فرصه ليكي لأنك بتحبي الرسم وقبل كده كنتي بتعلمي أطفال الملجأ غير شغلك اليدوي 
ابتسمت وقد ظن انه ألقى بهدف آخر وسينال ما أراد  استرخي جسده على مقعده وهو يرى شفتيها تتحرك كي تعطيه الاجابه 
شكرا يافندم حضرتك ادتني فرصه قبل كده اشتغل بواسطه في شركتك لكن المرادي انا هدور لنفسي على المكان المناسب لمهاراتي 
تلعقت نظراته الجامده بها  اخفي صډمته في ردها على عرضه الذي كان يظن انها ستقبله بأبتسامه واسعه ولكن الخيبة اصابته 
اقدر امشي يافندم 
أشار إليها بالانصراف من أمامه دون حديث لتغادر مكتبه  فألتقط الأوراق التي أمامه ملقيا بها پعنف  ليطالع الفراغ الذي تركته متمتما 
مش هطلع خسران يا ياقوت  انتي المناسبه للجوازة ديه  انا محتاج ضعفك اللي بتحاولي تخفي عني
مجرد ان خرجت من الشركه  رفعت عيناها نحو السماء مبتسمه تتنفس
بسعاده من الثبات الذي خاضته أمامه ورفضها لعرضه
 
ألقى فرات الملف الذي أمامه على سطح مكتبه بعدما أشار لاحد رجاله بالانصراف . عاد يطالع الملف ثانية حانقا
جايب واحده سوابق يا عزيز  ريحتك فاحت وبقت قذره 
نظر لاسم صفا وصورتها بجمود 
اما نشوف آخرته ايه معاكي
اتسعت ابتسامه سماح وهي تسمع ردها عن عرضه 
مش معقول يا ياقوت  لا قلبي مش مصدق 
قالتها سماح بدراما لتدفعها ياقوت بالوساده 
ليه يعني  انا بس بتكسف ده مش ضعف مني 
ضحكت سماح وهي تومئ لها برأسها
اسفين ليكي 
فأردفت ياقوت وهي تتمنى ان تجد مكان مثل هذا تمارس فيه هوايتها التي افتقدتها رغما عنها 
تفتكري هلاقي مكان زي ده انمي في هويتي
ربتت سماح على كتفها بأبتسامه حانيه 
ان شاء الله هندور واكيد هنلاقي .
واردفت بمقت 
تعالي ساعديني نجمع معلومات عن لاعب الكورة الجزائري . انا مش عارفه انا كان مالي ومال الكوره. 
ضحكت ياقوت على تذمر صديقتها  ليبدئوا في جمع المعلومات عنه متفاجئين بأول اخباره انه اعزب في السابعه والعشرون من عمره 
                   
سالم من مها التي جلست تنتظر قدوم شريف 
مدت يداها نحو القادم بلهفة تتمنى ان يكون هو
شريف
ابتسم سالم بمكر وهو 
انا سالم يامها  يادي شريف اللي بقى واخد عقلك
وضعت يدها على العقد الذي أعطاه لها في آخر لقاء بينهم
فين ماجده
طالعها سالم مقتربا منها
ماجده هي اللي بعتاني اجيبك . أصلها روحت تعبانه من شغلها
بلهفة وخوف على شقيقتها
ماجده تعبانه ايه اللي حصل
لمعت عين سالم بالشهوة وهو يسندها اليه
متقلقيش هي كويسه ده مجرد صداع
تنهدت مطمئنه ان شقيقتها بخير  يقودها نحو سيارته اجلسها برفق 
اتجاه نحو مقعد القياده ليقود بها السياره  الي ان وصل لاحدي المناطق المعزوله ومال نحوها
معلش يامها هربطلك حزام الأمان اصلنا داخلين علي كمين
حجة اخترعها كي يترك ليداه حريه   فتشبثبت في مقعدها
انت بتعمل ايه يا سالم ابعد عني
ابتعد وهو يمسح عرقه وتمالك نفسه حتى لا يخطئ
في ايه يامها انا كنت بربطلك حزام الأمان
واكمل قياده سيارته . خائفه متمتمه بأسمه
انت روحت فين يا شريف
                   .
نظرت هناء للهدايا التي بعثها السائق مخبرا اياها انها من السيد مراد . لمعت السعاده في عينيها وهي تري والدتها ما جلبه لها مراد 
جميل ياحببتي . اتصلي بي واشكريه
أسرعت هناء لحجرتها فطالعتها سلوى داعيه 
ربنا يسعدك يابنتي 
اطمن قلبها كأي ام تريد سعادة ابنتها وهي تري الهدايا واهتمام مراد بأبنتها 
   
وقعت عين مراد على ياقوت الجالسه خلف مكتبها كسكرتيرة لشهاب . ابتسم لها بلطف 
ازيك يا ياقوت 
ميزة ياقوت صوته فرفعت عيناها نحوه 
أستاذ مراد . مبروك 
تلك المره كانت نظراته خاليه من اي مشاعر الا انه يراها فتاة مكافحة عكس ابنة عمه المدلله 
الله يبارك فيكي  عقبالك 
اطرقت ياقوت عيناها خجلا ثم عادت تطالعه توصيه على صديقتها 
هناء طيبه وجميله اوي  مش هتلاقي زيها 
لم يرد العبوس بوجهها عندما ذكرت اسمها وتسأل وكأنه لم يسمع شئ
شهاب في مكتبه 
اماءت له برأسها وقبل ان يتجه نحو غرفة شهاب  دق هاتفه برقمها 
نظرت هناء لهاتفها بعدما انفصل الرنين
هو كنسل عليا لي  ممكن مش فاضي 
  . 
هتفت سماح برجاء
عشان خاطري يا ياقوت تعالي معايا  يرضيكي اقابل راجل لوحدي وانا عارفه نيته مني 
ضحكت ياقوت وهي تطالعها 
ديه حجه ياسماح  انتي مش عايزه تديه فرصه يتعرف عليكي 
نفت سماح برأسها وحكت فروة رأسها وهي لا تعلم لما خبأت عليها هوية من ستقابله 
اقولك الصراحه بس متسأليش كتير
رفعت ياقوت احد حاجبيها منتظره سماع الحقيقه 
انا مستنيه الصراحه من الصبح  قولي 
اطرقت سماح عيناها 
ده الشخص اللي كنت بحبه زمان وسابني واتجوز وانا عايزاكي معايا عشان محتاجه وجودك يا ياقوت
واردفت بنبرة مثقله 
فاكرني لسا زي ما انا . ياقوت ديه عشوه ببلاش وملوكي في افخم المطاعم نضيعها لا طبعا خليه يغرم 
لم تعلم ياقوت اتبكي على صديقتها ام تضحك
حاضر ياسماح هاجي معاكي 
أنهوا ارتداء ملابسهم وخرجوا من السكن ليستقلوا سيارة أجره 
مرت دقائق الي ان وصلوا الي وجهتهم
كان غني اوى حبيبك ده 
ضحكت سماح وهي تنظر للمطعم ساخرة 
ابوه كان وزير سابق 
تشبثت ياقوت في مكانها ثم رمقتها
ياخوفي لندفع تمن الاكله غسيل الأطباق 
اكملوا سيرهم للداخل وسماح كانت تقودها عنوة . عندما رأت رجلا يقف لهما علمت انه المدعو ماهر حبيب صديقتها السابق 
تمتمت إليها سماح بخفوت 
هنطلب افخم واغلى وجبه واوعى تسبيني معاه 
حركت ياقوت لها رأسها للمره التي لا تعرف عددها واتجهت معها نحو الطاوله 
لم تنتبه لنظرات ذلك القابع منهم مع ضيوفه 
ديه ياقوت صديقتي 
اماء ماهر رأسه إليها مرحبا رغم ان داخله كان ممتعضا  فقد كان يريد الحديث معها وحدهما 
جلسوا على مقاعدهم . فتعلقت عين ماهر بسماح اما ياقوت جلست ترمقهم بتوتر 
عامله ايه ياسماح . تعرفي انك وحشتيني 
طالعت
سماح المطعم دون أن تنظر اليه ثم اجابه ببرود
انت شايفني ايه قدامك 
ارتبك ماهر من ردها وطالع ياقوت التي ابعدت انظارها عنهم كي لا تشعره بالحرج من وجودها بينهم 
بقيتي جميله 
رمقته سماح بملل تخفي خلفه قناع جرحها 
طول عمري جميله ياماهر  مش محتاجه تعرفنى بنفسي ولا بشكلي 
كانت ردودها جافه الا انه تقبل كل شئ منها بصدر رحب فهو من طعنها قديما وتركها ليتزوج بأخرى اختارها له والده 
صدح رنين هاتف ياقوت  لتطالعها سماح محركة لها عيناها ان لا تنهض  فتعلقت عين ياقوت برقم شقيقتها ياسمين قلقا ومالت نحوها هامسه
ديه ياسمين  لازم أقوم ارد عليها ياسماح  ليكون بابا في حاجه 
نهضت ياقوت بعدما اطلقت سماح سراحها لتتعلق عين ماهر بها 
انا انفصلت عن مراتي يا سماح 
   . 
دفع حمزة مقعده ناهضا من أمام ضيوفه
ثواني وراجع 
واتبع تلك التي خرجت من المطعم تضع هاتفها على اذنها 
وقفت ياقوت خارج المطعم تحادث شقيقتها 
بابا كويس وانتوا كويسين 
اخبرتها ياسمين بوضعهما وحالهم التام وهتفت بخجل 
ياقوت انا مكسوفه اطلب منك اللي هطلبه ده 
صمتت ياسمين لتحثها ياقوت على إكمال حديثها واخبارها بما تريده 
قولي يا ياسمين 
اكملت ياسمين حديثها بخجل 
انا محتاجه فستان لكتب كتابي يا ياقوت ومعيش حاجه مناسبه ألبسها وبابا رفض اشتري  قالي ألبسي بتاع الخطوبه 
وقف خلفها ينتظر ان تنهي مكالمتها حتى يسألها عن سبب قدومها لهنا 
عندما سمعت صوت بكاء شقيقتها هتفت بحنان 
خلاص يا ياسمين انا هجبهولك من هنا  انا كنت محوشه مبلغ عشان اجيب فستان لفرح هناء  بس لهنا لفرح هناء اكون جمعت مبلغ تاني 
تهللت اسارير ياسمين وهي تسمع والدتها المكالمه تؤكد لها حب وحنان شقيقتها . امتعضت سناء من الامر 
مش مهم ياقوت . مدام معكيش فلوس 
ابتسمت ياقوت وقد لمع الدمع داخل عينيها فرحة بسعادة شقيقتها
مش مهم انا  المهم انتي ياعروسه
انتهت المكالمه بعدما اخبرتها ياسمين أنها تحبها . لتلتف عائده الي سماح  فأتسعت عيناها ذهولا وهي تجده واقف خلفها يطالعها
يتبع بأذن الله 
رواية للقدر حكايه بقلم سهام صادق الفصل الحادي والعشرون حتى الفصل الثلاثون
الفصل الواحد والعشرون
تعلقت عيناها به ثم اشاحتهما بعيدا عنه نحو واجهة المطعم  فمكان مثل هذا بالتأكيد وجوده به متوقع 
تأملها بصمت وهو يعيد حديثها مع شقيقتها داخل مخيلته
رمق ثوبها الطويل داكن اللون وهو يتذكر انه لا يراها الا به وب ثلاث غيره ونفس الحذاء والحقيبة  تتخلى عن رفهيتها من أجل شقيقتها . يعلم ان والديها منفصلان منذ زمن وكل منهما لديه عائله
تخلي عن صمته عندما عادت تنظر اليه ثانيه متعجبه من وقوفه هكذا
بتعملي ايه هنا مع ماهر نعمان 
ثبتت عيناها نحو نقطه ما بعيده عن وجهه الرجولي
انا هنا مع سماح صديقتي في السكن
فأعاد سؤاله بتوضيح اكثر
وماهر نعمان 
تعجبت من سؤاله فتمتمت بهدوء وهي تطالع فتاتان يغادران المطعم وينظران نحوهم 
استاذ ماهر معرفه قديمه 
تجمدت ملامحه وقبل ان يسألها عن معرفتها به  فمن اين عرفته 
اكيد مش معرفه قديمه معايا  صديق قديم لسماح 
ارتفع حاجبه مستاء من الكلمه وأخرج يده من جيب سرواله ووقف بشموخ
روحي يا ياقوت السكن ومتنسيش انتي هنا لي. 
بهتت ملامحها وهي تستنتج مقصد حديثه  فأردف قائلا بنبرة رجوليه خشنه 
ماهر نعمان راجل معروف ولسا منفصل عن مراته وجودكم معاه في مكان عام مش هيتفسر غير تفسير واحد  اتمنى تكوني فهمتي 
وابتسم وهو يجدها مسلطه عيناها نحوه ترمقه پغضب كالقطط
ومال نحوها بخفه فأمتزجت أنفاسها مع رائحة عطره 
بلاش عقلك يفسر كلامي بالمعنى اللي وصله 
تركها وعاد لضيوفه لتقف تطالع خطواته ثم زفرت أنفاسها بقوة
تحركت
خلفه تتبعه نحو طاولتها ولكن طفله صغيره كانت تتجه خلف والدتها الذاهبه للمرحاض تعلقت بساقيها 
فأنحنت نحوها تداعب وجنتيها مبتسمه 
أنتي جميله اوي
وكادت ان تقبلها فألتقطت المرأة ابنتها دون كلمه . 
أعتدلت في وقفتها وألتفت تنظر نحو الفتاه الصغيره 
كانت نظراته مسلطه نحوها القدر أصبح يضعها أمامه في مواقف عده ليثبت له ان لعبته وقعت على من لا تستحق الاذى ولكن قلبه كان غافي في ظلمته 
اندفعت سماح من فوق مقعدها في اللحظه التي اعتذرت منهم ياقوت وسحبت مقعدها كي تجلس 
يلا ياقوت 
ألتقطت ذراع ياقوت فجذبت ياقوت حقيبتها وسارت خلفها تسألها وهي لا تعي شئ
في ايه ياسماح 
كان خروجهم عاصف من المطعم فبعض الأعين ألتفت نحوهم 
سماح سيبي ايدي في ايه قوليلي 
أستنشقت سماح الهواء بأنفاس هادرة 
الاستاذ محتاجني اسانده في محنته بعد الانفصال
واردفت بأعين مشتعله من الڠضب 
بس في السر عشان كلام الناس . حقېر 
اقتربت منها سماح تربت على كتفها تهدء روعها
اهدي ياسماح احنا اصلا غلطانين اننا جينا 
وتسلطت نظرات ياقوت نحو ماهر القادم نحوهم 
سماح انا مكنتش اقصد انتي فهمتيني غلط . تعالي ياسماح نتفاهم جوه 
رمقته سماح بأحتقار 
فهمت غلط ولا صح . انت صفحه واتقفلت من حياتي ياماهر خلاص 
وتعلقت به عيناها وهتفت ساخرة 
هتفضل طول عمرك جبان  مره رفضتني عشان سيادة الوزير مقبلش بيا ومره تانيه خاېف من الناس 
تعالت أنفاسه بقوة وهو يرى نظراتها المحتقرة له  يعلم بصدق كل كلمه ولكن رجولته أبت بالاعتراف
سماح انا مش جبان  انتي ليه مش عايزه تفهميني ده كان عشان مصلحتك لو مكنتش سيبتك كنتي انتي اللي هتدفعي التمن 
لم تجد سماح الا حقيبة يدها تدفعه بها وتحول اللقاء لعراك بالشارع . وياقوت تقف مصدومه مما ترى 
شهقت پخوف وهي لا تعرف كيف تتصرف  ماهر يحاول لسماح اليه معتذرا عما مضى  يهتف انه مازال يحبها ويعشقها ويشتاق لرائحتها وهي تدفعه كالمجنونه غائبه بعالم اخر 
سكن جسدها وهو تجد حمزة يتقدم منهم يجذب ماهر بعيدا ثم نظر إليها بقوة 
خدي صاحبتك وروحي عربيتي
ألقي لها مفتاح سيارته  لتجذب هي سماح التي اخذت أنفاسها تتعالا بهياج وعيناها تفيض بالدمع وصدي كلمات والده وهو يأمره امامها ان يطلقها ثم يلقيها خارج الشقه 
الماضي عاد بكل ما خفي في باطنه ومهما رمي العقل والقلب من الذكريات تأتي لحظه وينفجر ما ظنناه انه تواري تحت الثري
مجرد ان ضغطت على المفتاح الالكتروني الذي أعطاه لها علا إنذار السياره  ففتحت الباب الأمامي واجلست سماح داخلها ثم امسكت يداها تدلكهما 
سماح انتي معايا  ايه اللي حصلك بس 
هطلت دموع سماح دون توقف ولسانها بدء يتحرك بصعوبه
كنت فاكره اني نسيت بس طلعت بكذب علي نفسي 
لم تفهم ياقوت شئ ولكنها تأكدت ان سماح كانت تخفي عنها اشياء أخرى من حياتها
ضمتها ياقوت إليها دامعه 
سماح اهدي بس
تقدم حمزة منهم بعدما صرف ماهر الذي اڼصدم من هيئه سماح 
اركبي يا ياقوت العربيه
طالعته وهي لا تعرف كيف تتصرف ثم طالعت سماح فلم تجد الا الانصياع ودلفت في المقعد الخلفي للسياره 
ألتقط حمزة إحدى زجاجات المياه من مكانها المخصص وقدمها لسماح 
خدي اشربي وحاولي تاخدي نفسك براحه 
تناولت سماح منه زجاجه المياه وياقوت تحرك يدها على ذراعها لعلها تشعرها بالأمان 
شكرا 
هتفت بها سماح بثقل وقد كان حلقها جافا فروته بالمياه وبدأت تعود من الحاله التي وصلتها من ذلك اللقاء 
تحرك حمزة بسيارته الي ان وقف أمام السكن الذي لم يجهل عنوانه 
نظر لهم وهم يغادرون سيارته  ألتفت نحوه ياقوت ورمقته بنظرة ممتنه وهي تسند سماح إليها 
اماء
لها برأسه ثم غادر لتهمس سماح وكأنها نست مابها 
طلع لطيف تصدقي. 
ابتعدت عنها ياقوت تطالعها حانقه بمقت 
يعني دلوقتي فوقتي  توبه اروح معاكي مشوار تاني 
جذبت سماح يدها مبتسمه وقد اختفى شحوب وجهها 
اسنديني وخلي عندك ذوق 
ولم تجد ياقوت الا الصمت الي ان اوصلتها غرفتها ثم دفعتها نحو الفراش بقوه 
اه حرام عليكي انتي مفتريه يابنتي 
قالتها سماح متآوها لكن بمزاح  فطوت ياقوت ساعديها أمامها ممتعضه 
تستاهلي ياسماح  عشان متبقيش تخبي عني تاني كل الحقيقه وجراني وراكي زي الهبله 
ورسمت على ملامحها الحزن وتحركت نحو باب الغرفه كي تغادر 
وعلي فكره انا زعلانه منك 
تنهيده تحمل اثقالا خرجت من بين شفتي سماح   فعادت تلتف ياقوت نحوها تنتظر ان تسمع الحقيقه التي جثمت علي روح صديقتها
ماهر كان جوزي يا ياقوت 
واردفت بحسرة 
جواز شرعي بس في السر  زي اللي عاملين عامله وخايفين منها 
دلف مراد لمكتب والده هائجا 
هدايا بتتبعت لبنت اخوك عشان تكمل الجوازه على خير مش صح يا فؤاد بيه 
رمقه فؤاد من أسفل نظارته الطبيه ثم عاد لمطالعه الأوراق التي أمامه 
بعمل اللي مفروض على ابني يعمله مع خطيبته
ضاقت عين مراد بكبت 
افتكر ان انت اللي بټخدعها . قلبي ماټ مع مراتي  يعني بنت اخوك مجرد صوره لا اكتر ولا أقل 
تجمدت يد فؤاد على القلم الذي يمسكه بين اصابعه ورفع عيناه نحوه ثم نهض من فوق مقعده صائحا
مش مراتك ديه اللي كنت ماشي معاها سنين ومفكرتش تتجوزها غير لما عرضت عليك بنت عمك
واقترب منه بخطوات هادئه وكأن عاصفته قد هدأت 
اتجوزت جاكي عشان بتعاندني يامراد وهتتجوز هناء عشان برضوه تعاندني وبتعاملها وحش مش كره فيها لا عند وكبر  بس بكره تعرف اني اختارتلك الانسانه الصح لاني عارف ابني كويس
لم يرد إكمال عبارته فلو اكمل سيخبره انه يدرك انه شبيهه في شبابه . يخشى عليه من نفس غلطته والزواج من امرأة مخادعة خائڼه ولكن غفى عن ان ألاقدار ليست واحده وان المصائر تقودنا لنفس النهايه
تعلقت عيناه بوالده ثم خرج من غرفة مكتبه صاڤعا الباب خلفه . ليصعد غرفته تحت نظرات ناديه وتقي الصامتين لكل تلك الأوضاع بعد أن أمرهم فؤاد بالصمت 
دلف غرفته كالثور لا يري أمامه شئ . ليتعالي رنين هاتفه فيخرجه من جيب سرواله ناظرا لأسم المتصل بحنق ثم ضغط على الهاتف بقوة لعله يخرج غضبه فيه 
استمر الرنين فأخذ أنفاسه ببطئ وسكنت ملامحه بأصطناع تمثيلا لما هو قادم 
ايوه ياهناء
مسحت هناء دموعها بعد جلسة المصارحة التي اتخذتها مع حالها  فقد قررت تسأله هل يريدها ام انها رغبه عمها في تزويجهما 
مراد انا ممكن اسألك سؤال واتمنى انك تجاوبني بصراحه 
هوي بجسده فوق الفراش مجيبا 
اسألي ياهناء 
أرادت التراجع من الخۏف الذي احتل قلبها . خشت من الحقيقه التي اما ستضع النهايه او البدايه لمشوارهم سويا في حياه ستحتاج الحب ولو لم يكن الحب فلابد الرضى 
انت عايز تتجوزني ولا ديه رغبه عمي 
وقبل ان يجيب عليها اردفت بثبات وهي تبتلع ريقها بعدما جففت بقايا دموعها
متقلقش يامراد لو انت مش عايزني هتفضل ابن عمي  وهتمنالك السعاده وهخرجك من الحكايه ديه 
كلمه واحده كانت الفيصل ولكن كبره وعناده قاده 
هتيجي امتى انتي ومرات عمي عشان تختاروا الفستان . ميعاد الفرح بيقرب وانا لازم اروح فرع اسكندريه 
ارتخت ملامحها ولمعت عيناها تلك المره بدموع الفرح  ف الاجابه قالها ان لم تكن صريحه ولكنها أخبرها بما يريح قلبها 
هقول لماما ونشوف يامراد 
تفاجئ صباحا وهو يقود سيارته نحو مدرسه مريم لايصالها صوت رنين هاتف يعلو بصوت ضعيف في المقعد الخلفي بالسيارة تسألت مريم وهي تبحث عن صوت الهاتف 
فين التليفون ده يا بابا 
فحدق بها حمزه محركا رأسه بنفي 
معرفش . شكله في الكنبه اللي ورا 
توقف صوت الرنين ثم عاد يصدح من جديد 
كانت نظرات سماح مسلطه على ياقوت الحزينه من ضياع هاتفها وقد اكتشفت ذلك صباحا بعد ليله طويله قضتها مع سماح تسمع حكايتها وقد غفوا علي الفراش دون شعور  لتفيق علي ضياع الهاتف الذي مازالت تسد اقساطه 
محدش بيرد ياسماح  هو لحق يضيع 
قضمت سماح اظافرها تنظر اليها بأمل
مدام بيرن يبقى محدش لسا لقاه 
وانفرجت ملامح ياقوت وهي تسمع صوت تعرفه تماما 
الو 
فأبعدت الهاتف عن اذنها لتلتقطه منها سماح
من فضلك التليفون ده ضاع من صاحبتي
وعندما علمت سماح بصاحب الصوت تمتمت بخجل
معلش يا فندم ازعاجناك علي الصبح  اه تمام الحمدلله  شكرا على وقوفك معانا امبارح
كانت مريم جالسه تضم حقيبتها المدرسيه بين ذراعيها تستمع للمكالمه بتوجس  وعندما انتهى حديثه مع المتصل تسألت
مين سماح ديه يابابا
أوقف سيارته امام مدرستها وطالعها بحنان
وصلنا يا فضوليه . يلا علي مدرستك
ابتسمت مريم وخرجت من السياره بعدما بعثت له قبله في الهواء
ضحك علي فعله صغيرته التي لن يراها تكبر مهما مرت السنون . فستظل هي الابنه التي جرب معها شعور الأبوة
حدق بالهاتف الذي علم بهوية صاحبته وقد نست تسأله سماح كيف ستأخذه منه  ليجد الهاتف يدق ثانية فضحك
نسيتي تسألي هتاخدي تليفونك ازاي
همهمت ياقوت بحرج بعدما انغمست سماح في الضحك على الضياع الذي أصبحوا
فيه في بداية الصباح
سماح نسيت تسألك
تمتم بصوته العذب الذي يتخلله الخشونه
في اجتماع النهاردة واكيد هتيجي مع شهاب يا ياقوت  هدهولك هناك ولا تحبي نتقابل
اتسعت عيناها عند اخر عباراته فتمتمت
لا خلاص لما اجي الشركه اخده
واغلقت الهاتف دون أن تنتظر رد اخر منه
ضم شهاب وجهها بين كفيه مبتسما بعدما استيقظ اليوم علي دلال اغدقته به 
كل ده عشان وافقت تشتغلي في المدرسه 
فأبتمست ندي وشبت على أطراف اقدامها 
لا ياحبيبي ده اسمه عطاء
ضحك وهو يسمع عبارتها 
بقيتي عميقة ندي 
تدللت عليه بأنوثه 
ما انا قولتلك لو مدعلتش عليك هدلع على مين 
ضاقت عيناه وهو يرمقها 
ادلعي ياحببتي بس بلاش تستغلي اوي الدلع . شوفتي انا اه بسمعك ازاي وبأحترم أحلامك 
ابتسمت رغم الآلم الذي اجتاز قلبها  أرادت ان تصرخ به كي تخبره انها لا تريد منه إلا الحب وليس التكفير عن ذنبه ومحاولة ارضائها حتى تنسى ما سمعته وكانت نقطه فاصله في علاقتهما 
هتيجي معايا المقابله 
مال نحوها يقبل قمة انفها 
وكمان اجي معاكي طيب ايه المقابل 
هتف عبارته بوقاحه  ف دفعته 
وقح ياحبيبي 
ضحك بقوه وضمھا اليه ثم رفع وجهها نحوه وتعمق في النظر إليها ليلثم ثغرها 
شوفتي ان التقدير والاحترام ينفعوا ازاي من غير حب 
بهتت ملامحها وكادت ان تنفض نفسها الا انها تماسكت 
عندك حق 
وداخلها تقسم انها يوما ستخبره بتلك الجمله وسيتمني حينها ان تخبره بحبها له
في إحدى المصالح الحكومية كانت ماجده تجلس قابعه خلف مكتبها تنهي بعض أعمالها المكتبيه لا تركز في الحديث الدائر بين سعاد وفوقيه فقد اعتادت على حكايتهم الدائمه بين القيل والقال 
شوفتي ياسعاد اللي حصل لفاتن جارتي  مش جوزها خاڼها مع اختها
اتسعت عين المدعوة سعاد ثم شهقت مصدومه لمعرفتها ب جارة فوقية
ايه اللي حصلها  يامصيبتي اختها
ورفعت سعاد مسبحتها تحرك عقدها
أيه اللي حصل في الدنيا ېخونها مع اختها اللي ربتها واوتها في بيتها .
استغفر الله استغفر الله   لا انا مش قادرة أصدق
تجمدت ملامح ماجدة بعدما اخترق الحديث اذنيها
فلوت فوقية شفتيه مستنكره
الدنيا معدش فيها حاجه متتصدقش
رفعت ماجده عيناها نحوهم تسألهم
بلاش كلام في عرض الناس
امتعضت سعاد من حديثها ورمت بكلمتها التي فتحت داخلها باب الشك 
ابقى خدي بالك بقى ياماجدة
 
تنهدت سماح بمقت وهي تغادر مكتب رئيس الجريدة بعد أن أخبرها ان تجهز حالها فرحلتها لمدينه الاقصر بعد اسبوع من الان . ويجب ان تذهب قبل قدوم اللاعب بأيام 
فقد علم من مصادره انه أتى لمصر كي يريح اعصابه بعيدا عن فضول الصحافه ولم يخبر أحدا باليوم المحدد في الشهر الذي اقترب بدايته
ومن اجل العمل وارضاء رئيس الجريده .لابد أن تذهب وتنتظر لاعب الكوره المشهور 
تهجم وجهها وتمتمت وهي تدلف غرفة مكتبها المشتركه مع زميلان وزميله 
انا كان مالي ومال الصحافه 
وسقطت عيناها علي باقة الازهار متسائله 
لمين الورد ده يا سميه 
فرمقتها سميه ثم عادت ترتب الصور التي أمامها 
مش على مكتبك يبقى ليكي ياسماح 
فأقتربت سماح من مكتبها لتلتقط الباقه وكما توقعت لم يكن غيره ماهر لتلقط الباقه ثم قذفتها من النافذة التي تحتلها الغرفه 
فشهقت سميه من فعلتها 
يامجنونه حد يجيلوا ورد ويرميه 
فزفرت سماح أنفاسها بحنق يمزجه الڠضب 
ايوه انا 
استنكرت سميه فعلتها وغادرت الغرفه . لتنظر سماح للحاسوب المفتوح امامها على اخبار لاعب الكوره
سهيل نايف متمتمه بتبرم
اما اشوف آخرة المقال ده ايه 
خرج شريف من المرحاض في الغرفه المستقل بها هو وصديقه سيف في مبنى مخصص لهم 
جلس على الفراش ينفض الماء من خصلات شعره 
فلاحت صورتها أمام عينيه . فألتقط الهاتف مقررا اعاده الخط لهاتفه ولكنه تركه متمتما
لا لازم اكمل اللي بدأته  وابعد عنها كفايه لحد كده 
وتذكر ابنه اللواء الذي يحبه كأبنه وقد عرفه على عائلته في ضيافه قبل المهمه . لم ټخطف ابنة رئيسه انظاره ولكنها كانت اختيار امثل وضعه العقل أمامه 
انتهى الاجتماع الذي كانت تركز في كل كلمه تلقي فيه  اغلقت دفترها وغادر الحضور فنهضت بعدما نهض شهاب 
ياقوت انا مش راجع الشركه ورايا مشوار مهم  ابقى اطبعي الأوراق اللي طلبتها منك تمام
اماءت له برأسها احتراما  فغادر تحت نظراتها اما حمزة كان مندمج بالحديث مع محامي الشركه 
وقفت متوتره بالغرفه الي ان انصرف المحامي 
التليفون بتاعي يافندم 
رفع حمزة عيناه نحوها بعدما وضع الأوراق الملقاه بأهمال على سطح الطاوله في الملف المخصص 
تليفون ايه 
اجابها بتلاعب 
تليفوني يافندم  اللي نسيته في عربيتك 
فتمتم مصطنعا نسيانه 
اه التليفون 
وسار أمامها فأتبعته لغرفة مكتبه . دلف لغرفته وهي تتبعه فأتبعهم سكرتيره يأخذ منه الأوراق مستمعا
انت أكيد عارف شغلك ياعصام 
فأماء له عصام برأسه وغادر الغرفه . لتبقى معه واقفه تهز ساقيها منتظره ان تنتصرف كي تلحق باقي أعمالها المكلفه بها 
اقعدي يا ياقوت واقفه ليه 
هتف بها بعدما رمقها 
انا كويسه كده يافندم 
فأتجه نحو مكتبه دون ان يعلق وفتح احد الادراج لتقف يده على مقبض الدرج قاطب حاجبيه 
التليفون نسيته في مكتبي في شركة الحراسات قبل ما اجي هنا 
طالعته تنقل عيناها بين موضع يده وملامحه  فأبتسم وكأن لم يضره شئ في الذهاب لشركته الأخرى 
مضطره تيجي معايا مكتبي هناك 
وخطته الأخرى التي ارادها تنفذ بحرفيه
يتبع بأذن الله
الفصل الثاني
والعشرون
للحظه كان سيستجيب لمكره وينفذ خطته التي عزم عليها
أراد أن يجعلها ترى صفا تعمل لديه لتضح لها الرؤيه
أراد ان يجعل الأخرى تآن ۏجعا وهي تراه مع ياقوت
اسمها تردد داخل عقله وهو يطالع نظراتها إليه  نظرات كانت تحمل الطيبه والنقاء وطفوله ضائعه وصراع مع الحياه كي تبقى وتعيش كريمة النفس
مش هنمشي يافندم  عشان ألحق اروح شغلي واكمل المطلوب مني قبل انتهاء الدوام
سمع عباراتها واسدل جفنيه وداخله يصارع نفسه  كان تائها مذبذبا  شعر انه ليس هو  ليس حمزة الزهدي المعروف برجولته
يخدع فتاه من أجل ان تقع تحت انيابه فيتناولها كالأسد الذي لم يرد الا تذوق دماء فريسته
تعالا صوتها فلم يزيده الا نفورا من حاله
حمزة بيه
طالعها بطرف عيناه يتفحص هيئتها البسيطه  وضميره الواعظ ينعته بين طيات نفسه
ستبصح ندلا بلا اخلاق ومع من فتاه تعمل لديك من أجل حاجتها وليس للعبث  أصبحت أعمى في ظلامك
أنفاسه تعالت ليضغط على حافة سطح مكتبه بقبضتي يداه متمالكا حاله عائدا الي ثباته
روحي شوفي شغلك يا ياقوت وانا هبعتلك التليفون مع حد من الموظفين
قالها بحزم وجلس على مقعده وألتقط هاتفه مخاطبا احد الموظفين في شركته الأخرى دون أن يحرك عيناه نحوها
اماءت برأسها استجابه دون كلمه وانصرفت من أمامه متعجبه من تغيره فجأة
بعد مغادرتها عاد يطالع المكان الذي كانت واقفه فيه زافرا أنفاسه بقوه 
اظاهر ان ناديه قدرت تأثر عليا ومع خروج صفا بقيت غير نفسك ياحمزة  معقول انا فكرت في ياقوت عشان استغل ضعفها 
نفض رأسه بقوه ومال نحو ظهر مقعده يغمض عيناه شاعرا بالكره نحو حاله انه كان في النهايه سيكون ظالما 
سقطت عيناه على صوره عائلته الصغيره  مريم وسوسن وشريف وندى فأتسعت ابتسامته ثم نهض من فوق مقعده ملتقطا مفاتيحه الخاصه وهاتفه 
أوقف سيارته امام المقاپر ثم ترجل منها يحمل باقه من الازهار من ذلك النوع الذي كانت تحبه سوسن 
سار نحو قپرها يخفى عيناه بظلام نظارته . ليقف امام قپرها متمتما 
وحشتيني ياسوسن
وضع الازهار وجثي علي ركبتيه أمام قپرها يمسح عليه بكفه 
كنتي زوجه وصديقه واخت  بقيت مفتقدك ومحتاج نصايحك 
وثقلت أنفاسه وهو يتمنى ما كانت تتمناه هي أيضا
كنت اتمنى اجيب منك انتي طفل واكتفي بي  بقيت ضايع ناديه قدرت تأثر عليا بكلامها نسيت اني بشړ 
واردف وهو يشعر وكأنها معه وليست قابعه تحت الثري 
كنت هظلم بنت غلبانه معايا  واحرمها انها تلاقي راجل يحبها  الضلمه عادت جوايا تاني مع خروج صفا من السچن
ونهض من رقدته مخرجا أنفاسه بتنهيدة طويله تحمل مايجثم فوق قلبه متذكرا مروره اليوم لشركة الحراسات لملاقاة السيد ناصف والحديث معه نحو الاداره والتدريب 
ليجدها تطلب مقالبته وما كانت المقابله الا اخباره انها مازالت تحبه  اخذله قلبه لوهلة وهو يري عيناها الزرقاء الصافيه كانت نقطه ضعفه قديما ولكن الآن لا مجال للضعف 
وقفت خلفه تطالعه وهو يهندم من ملابسه ثم تنتقل يداه الي خصلات شعره السوداء الغزيرة تحسده احيانا على شعره الذي لا تمتلكه هي . طوت ساعديها واطالت النظر في اناقته ببطئ 
انت خارج ياشهاب 
ألتف نحوها يرمقها ثم ارتفعت احدي شفتيه مستنكرا سؤالها الذي يحمل الغباء فبالتأكيد سيخرج هل سيفعل ذلك من أجل الجلوس في المنزل 
أنتي شايفه ايه 
اقتربت منه هاتفه 
مش قولتلي هنسهر سوا النهارده 
قطب حاجبيه متذكرا وعده لها 
بكره ياندي  من ساعه ما اتجوزنا وانا مسهرتش مع صحابي
زمت شفتيها عابسة ثم تداركت امرها وأخفت عبوسها 
خلاص مش مهم انا المهم انت تتبسط مع صحابك ياحبيبي 
هو الجواز بيغير ولا انا بيتهيألي 
تعلقت عيناه بها وازاح ذراعيها عن عنقه 
ندي اتعدلي كده وبطلي ألغازك ديه والعمق اللي بقيتي فيه 
عادت لمطاوقه عنقه مبتسمه 
ياحبيبي انا بتعلم ازاي ارضيك بص انا هفهمك 
تفرس ملامحها الناعمه متسائلا
أنتي قصيتي شعرك ياندي 
اماءت له برأسها فأحدت عيناه نحوها 
ومقولتليش ليه  من امتى بتعملي حاجه من غير ما تقوليلي 
ابتعدت عنه لتمسك خصلة من شعرها وتجذبها أمام عينيها 
اهتماماتك اكبر من كده ياحبيبي  مش لازم اشغلك بيا 
ضاقت أنفاسه وهو لا يصدق ان ندي التي كانت تخبره بأدق تفاصيل ما تفعله تتهاون في أمر هكذا يراه حقا من حقوقه 
حسابنا بعدين ياندي 
حمل مفاتيحه الخاصه وهاتفه وكاد ان يغادر الغرف 
هتجنني انا عارف 
واصبحت اكبر حيز يشغل تفكيره بأفعالها التي لا يفهم لها تفسير بعدما كانت هي الهامش من كل شئ 
طرقات علي باب الغرفه وصوت مها المستنجد بشقيقتها جعلهم بنتفضون عما يفعلوه 
ماجده انتي قافله الباب ليه  عايزه انام جانبك 
ابتعد سالم عن ماجده يأخذ أنفاسه كما
فعلت هي وتخفي ما عراه من جسدها 
اعمل ايه دلوقتي  الله يسامحك ياسالم مش صابر علي فرحنا 
رمقها سالم بنظرات ملتوية وقحه 
اختك ديه ديما قاطعه اللحظات الحلوه 
ثم ضغط على طرف شفتيه بغمزات ماكره واردف 
ومتعتنا
تعالا صوت مها وحركت يدها على مقبض الباب مع طرقاتها 
ياماجدة انتي اخدتي منوم تاني عشان تعرفي تنامي  قولتلك بلاش انا عايزه انام 
انسابت دموع الواقفه خلف الباب وابتعدت عن غرفة شقيقتها تتحسس بيداها طريقها بعدما ظنت ان شقيقتها لا تجيبها لأنها تناولت الدواء كي تنام براحه وما كانت الفكره الا فكرت سالم حتى يقضوا وقتا لطيفا سويا  قاد ضعفها أمام شهوتها بمكره 
زفرت ماجده أنفاسها تشعر بالضيق نحو حالها فبسبب رغبات سالم لم تعد تجعل شقيقتها تنام معها بغرفتها رغم أنها تعلم بكوابيسها وذكري الحاډثه التي ماټ فيها والدهم وبدأت رحلة ظلامها وفقدت بصرها 
روح ياسالم  مش خلاص عملنا اللي انت عايزه 
طالعها سالم بصفاقة 
والله انتي ست نكارة الجميل  ده انا بمتعك ومن بعيد لبعيد 
ألقى عبارته الاخيره بقصد فأشاحت عيناها عنه 
ما انا مخسرش شرفي وانا لسا مش مراتك 
ضحكة قويه تجلجت داخل نفسه ولكن أمامها رمقها بأبتسامه 
وداخله يهتف بسباب 
ياسلام على الشرف والعفة نسوان عايزه الحړق 

اتكئ برأسه فوق ساعديه المطويان أسفله على الوساده  شرد في أمور عدة الي ان أخذه عقله لصوره ياقوت وهي تطالع لوحات المعرض بشغف طفولي  مرت تلك اللحظه امام عيناه كأنها شريط سينمائي  ابتسم رغما عنه وهو يتذكر نظراتها اليه عندما اخذتها هند لتريها لوحاتها المعروضه 
وفجأة تجمدت ملامحه وهو يدرك خطأه في التفكير بها 
وفي الجهة الأخرى في الغرفه التي تقطنها ياقوت كانت تميل بجسدها من فوق فراشها لتلتقط اللوحة التي تخفيها أسفل الفراش حتى لا تجعل قلبها يأخذها لأحلامه الورديه 
هتف قلبها بعدما وقعت عيناها على اللوحة
مش المفروض نشكره على الهديه . انتي لحد دلوقتي مشكرتهوش  كل ما كنتي تيجي تشكريه تحصل حاجه  ايه رأيك تشكريه وتجبيله هديه مش هو ده المفروض يحصل 
خاطبها قلبها بوداعته ليأتيها حديث عقلها بعدما دفع القلب 
بس ياغبي يعني تروح تشكره بعد الهنا بسنه  ويقول انها عايزه تقرب منه وتفتح معاه مواضيع حجج فارغه 
وقف العقل بثبات وثقه ورمق خافقها الذي اخذ ينبض بدقات حالمه 
كان الصراع يدور بينهم وماهي الا مسلطه عيناها نحو اللوحة 
نظرت للوحة طويلا ثم أعادتها لاسفل الفراش 
لا خليكي هنا  الأحلام ديه مش بتاعتنا انا جايه هنا عشان
اشتغل وبس 
ونهضت من فوق فراشها واتجهت نحو زر الانارة لتطفئ ضوء غرفتها  لتطرق سماح على باب غرفتها بخفه 
افتحي يا ياقوت 
طالعتها ياقوت بعدما فتحت لها الباب  لتدفعها سماح من أمامها متجها نحو الفراش تجلس عليه وهي تمضع اصبع البقسماط 
شوفتي الخيبه اللي انا فيها
اقتربت منها ياقوت تشعر بالقلق 
في ايه حصل  ماهر اتعرضلك تاني 
نفت سماح برأسها فهي تعرف كيف تسد الطرق عليه ولكن مصيبتها كانت أكبر في نظرها 
سهيل نايف لاعب الكره  طلع بيكره الستات 

اغلق الغرفه خلفه بعدما أنهى وقته مع ماجده  دثرها في الفراش بل بقى معها يقنعها انه لن يذهب الا بعدما تغفو ويتأملها وهي نائمه ثم سيغادر الشقة بحذر حتى لا ينتبه اليه احد الجيران 
مسح على وجهه وسار نحو غرفة مها ملتفا حوله يمينا ويسارا 
كان باب الغرفه مفتوحا والغرفه غارقة في الظلام لا يضيئها الا نور الانارة الاتيه من الفتحات الضيقه من النافذة المغلقة 
سقطت عيناه پشهوة على جسدها البض  كانت غافيه بمنامه قصيرة بعض الشئ ولكن مع حركتها ارتفعت المنامه لتظهر ساقيها 
أنساب لعابه ثم اقترب من فراشها حتى يرى جسدها بوضوح اكثر  فتعلقت عيناه بخصلات شعرها متمتما داخله 
البت صحيح عاميه لكن فرسه تحل من علي حبل المشنقه  الحلو مش بيكمل 
كادت ان تلامس يده فخذها ولكنها نهضت مفزوعه 
أنتي هنا ياماجده 
لتتجمد عين سالم وفي خفة يمتلكها غادر غرفتها ثم الشقه بأكملها 
فدارت عين مها في الغرفه متمتمه 
مين هنا
ظلت تهتف ونهضت من فوق فراشها تبحث عن أحدا الي ان سقطت بجانب فراشها باكية تشكو قلة حيلتها لخالقها 
يارب
وقفت صفا في المرحاض الخاص بالموظفات تعدل من هيئتها في زي عملها الانيق  رتبت خصلات شعرها الأشقر بعناية ووضعت طلاء الشفاه الأحمر القاتم
شحوبها بدء يختفي حتى نحول جسدها أصبحت تعيش في راحه نفسيه منذ أن سافر عزيز ولم يعد بينهم الا محادثات هاتفيه من حينا لآخر
ابتسمت لنفسها عبر المرآه ثم غادرت المرحاض لتعود الي مكان عملها متسائله 
هو حمزة بيه وصل 
طالعتها مروة التي تعمل معها في الاستقبال 
لسا 
تنهدت صفا بضيق من معاملة مروه لها  وانشغلت في عملها الي ان رأته يدلف للشركه فتعلقت عيناها به بحب
تركت مروه مكانها بعدما ألتقطت من أمام صفا الكشف واقتربت منه سريعا تعطيه الكشف المدون به أسماء المتدربين الجدد 
ديه اسماء المتدربين يافندم ومنتظرين حضرتك 
اتسعت عيناها من فعلت زميلتها وقضمت شفتيها غيظا 
مين اللي سجل الأسماء 
نظرت مروة نحو صفا التي تهللت اساريرها عندما سأل عن هوية من ادي هذا العمل
صفا يافندم 
هتفت بها مروه وهي ترمق وجه صفا المبتسم .
جالت عيناه على ابتسامتها فتمتم وهو يغادر من أمامهم 
تعالي ورايا يامروه 
وقفت مروه في مكانها ثم اتبعته مبتسمه بزهو . لتهوي صفا علي مقعدها بدموع حبيسه ټحرقها 

خرجت ياقوت من مبنى الشركة التي تعمل بها بعدما اخذت الأذن من شهاب حتى تقابل صديقتها هناء وتنتقي معها ثوب الزفاف وبعض الاثواب الأخرى الخاصه بالعرائس 
اخذت تبحث عن المول التجاري الذي وصفته لها هناء وقد كان قريبا من مقر عملها فلم تأخذ وقت للوصول اليه 
وجدت هناء تنتظرها بالخارج هي والسيدة سلوى وناديه 
فور ان وقعت عين هناء عليها أشارت اليها . فأتسعت أبتسامه ياقوت واقتربت منها بسعاده واحتضنتها بشوق 
مبروك ياعروسه اخيرا عرفت اباركلك وجها لوجه 
احتضنتها هناء بقوة هامسه لها 
ماما مكنتش راضيه ألبس الشبكه كلها  بس على مين خبتها وجبتهالك في الشنطه عشان تشوفيها 
ابتعدت عنها ياقوت ثم عادت ټحتضنها 
طول عمرك جدعه يا نؤه 
فدفعتها هناء برفق ضاحكه 
بلاش الاسم اللي بيعصبني ده يازقزق 
ضحكت سلوى على مشاكستهم كما فعلت ناديه التي هزت رأسها لياقوت مرحبه بها 
عمركم ما هتكبروا وتعقلوا انتوا الأتنين 
هتفت ياقوت مبتسمه وقد اخذتها سلوى بين 
وحشتيني ياابله سلوى 
ضمتها سلوى إليها بحنان 
عقبالك انتي كمان ياحببتي 
ابتلعت ياقوت الكلمه وهي تتذكر حديث زوجة ابيها صباحا عندما اجابة على هاتف شقيقتها ياسمين لتخبرها انها ستبعث ل شقيقتها ثوب عقد القران مع هناء لانها لن تستطيع المجئ ذلك اليوم 
فهو لن يوافق يوم عطلتها 
كانت عبارات سناء زوجة ابيها كما اعتادت إنما هي سهام تصيب قلبها فتدميه
عقبالك انتي كمان مع انه مش باين يابنت صباح لا جمال ولا حسب 
يلا ياقوت  مالك سرحانه كده
انتبهت ياقوت على صوت هناء فنظرت لها ثم للسيده سلوى وناديه وقد ساروا أمامهم فأدركت ان شرودها قد طال 

مر الوقت وهم يخرجون من محل لأخر  وهناء تقيس في اثواب الزفاف واحدا يلي الآخر 
وناديه وسلوي يجلسون يعطوها ارائهم وهي تنتقي معها الاثواب بعد ان يتناقشوا 
تعلقت عين ياقوت بأحد الاثواب دون قصد  فأقتربت من الثوب تلامسه رغم انه لم يعجب صديقتها الا انه اعجبها هي 
تنهدت بحرارة ثم اغمضت عيناها وهي تتخيل هيئتها وهي ترتديه لكن الصوره كانت خاليه لا أحد تشاركه ذلك الحلم 
رمقتها ناديه وهي واقفه أمام الثوب واقتربت منها تسألها 
عجبك الفستان 
ألتفت ياقوت نحوها خجلا وقد تخضبت وجنتاها 
جميل اوي 
خرجت هناء لهم بالثوب الذي انبهروا جميعهم على شكلها به وسقطت دموع سلوى وهي تقترب من ابنتها ټحتضنها ثم ناديه التي اتبعتها متمتمه
طالع جنان عليكي ياهناء
انتهوا من شراء أصعب شئ في مهمه اليوم . وكانت مهمتهم الأخرى اهون 
اقتربت ياقوت من بعض الاثواب تنظر إلى أسعارها ثم ابتعدت شاهقة من المبلغ 
شكلي مش هعرف اجيبلك من هنا فستان يا ياسمين 
ظلت تنتقل بيداها بين الفساتين 
حضرتك بتدوري على فستان معين 
ألتفت ياقوت للعامله ثم اتجهت بعيناها نحو صديقتها المنشغله في استماع بعض الاراء من السيده ناديه ووالدتها 
الفساتين هنا غاليه اوي 
ضحكت العامله وهي تنتقي بعض القطع التي وضعت عليها التخفيضات 
قوليلي اخرك كام وانا هشوفلك حاجه مناسبه
ثم غمزتها الفتاه بلطف 
وهريحك في السعر متقلقيش 
واخيرا قد أنهت أصعب مهمه لديها ووجدت لشقيقتها ثوب استطاعت دفع ماله 
ايه ده يا ياقوت 
سألتها هناء وهي تنظر للكيس الذي تحمله فرفعته ياقوت نحوها 
ده فستان ل ياسمين عشان تدهولها 
هتفت بهم سلوى وهي تغادر المحل 
يلا يابنات 
ساروا خلفهم لتلتف ياقوت نحو الفتاه التي خدمتها في سعر الثوب شاكرة 
شكرا 
انصرفوا نحو محل اخر  وانسحبت ناديه من بينهم تجيب على زوجها الذي طلب منها ان تستدعي اشقائها وندى ومريم ليتناولوا العشاء معهم ومع عائله شقيقه في جلسه عائليه 
حاضر يافؤاد هكلمهم وحشتني اللمه 
أغلقت مع زوجها . لتبحث عن رقم حمزة الذي أجاب قبل ان ينتهي الرنين 
ازيك ياناديه عاش من سمع صوتك  بقيتي مشغوله يعني 
ضحكت ناديه بنعومه متمتمه 
معلش بقى مشغوله الايام ديه  ما انا ام العريس 
قهقه حمزة بقوه فهتفت بمكر 
وقريب هكون اخت العريس 
واردفت وهي تنظر نحو ياقوت 
انا وسلوي وهناء خطيبه مراد وياقوت صاحبتها بنجيب فستان العروسه 
فهم حمرة تلميحها متمتما بضيق 
انسى ياقوت خلاص ياناديه 
زفرت أنفاسها غاضبه
مالها البنت ياحمزة  انا النهارده اكدلك مليون في الميه انها المناسبه  انت لو شوفت نظرت عينيها لفساتين الفرح هتتأكد ان ياقوت بنت أحلامها بسيطه وعاديه
كاد ان يجيب عليها الا ان سكرتير مكتبه دلف ببعض الأوراق التي تحتاج امضاءه
مش هتفضل عازب . شهاب اتجوز ومراد كمان هيتجوز وانت هتفضل كده  اتجوز وريحني 
ضاقت عيناه على الأوراق التي أمامه 
متصله ليه ياناديه 
تعلم أنه يهرب من ألحاحها فأجابت بصبر 
عزماك على العشا انت وشهاب وندى ومريم عشان تسلم على مهاب اخو فؤاد وعيلته 
واردفت بتلاعب 
هعزم ياقوت كمان 
وقبل ان يهتف بشئ اغلقت الهاتف  ليتمتم حانقا وهو يعاود الاتصال بها 
ماشي ياناديه 
عادت تجيب عليه وقبل ان تتلاعب به ثانية 
اسمعي كلامي كويس ومن غير اسئله وجدال هاتي لياقوت فستان ينفع لفرح مراد وهناء  ادهولها هديه منك أو من صاحبتها او مدام سلوي المهم تاخده 
كانت ستسأله عن السبب الا انه تمتم 
اتمنى متسأليش  سلام 
أغلق الهاتف تلك المره هو  لتتسع عيناها مما اخبرها
به
يتبع بأذن الله 
الفصل الثالث والعشرون
جذبها خلفه بعدما اخذت تتلاعب به بنظراتها ومن حينا لآخر ترمقه بنظرات يفهم مقصدها . أغلق عليهم احدي الغرف ثم طالعها
عملتي اللي طلبته منك
ضحكت ناديه بخفه ودارت حوله كالمحقق
لما تقولي السبب اللي خلاك تعمل كده هديك الاجابه
زفرة طويله اخرجها من بين شفتيه متنهدا ودار بعينيه نحوها
ناديه بطلي لعب الستات ده
اتسعت ابتسامتها ثم اقتربت منه تهندم له سترته
لولا بس اني اختك الكبيره وصعبت عليا وقلبي الحنين ده انت عارفه
ألتوت شفتيه بمقت وابتسم وهو يسايرها
ده انتي رمز العطاء والحنان والعقل كله ياناديه
دفعته علي صدره وعبست بملامحها حانقه
ماشي ياحمزة  هو انتوا تلاقوا زي
ضحك على أفعالها إليه بحب
طبعا ياناديه عمرنا ما نلاقي زيك  بس لو تعقلي شويه وتبقى انتي الكبيره فينا مش الصغيره
لم يشعر الا بقرصة قويه غرزت في لحم ذراعه
اه  ايدك تقيله
طالعته وهو يدلك ذراعه . كانت تشعر بالفخر كلما نظرت اليه وهو يعلو شأنه  وصل لمكانه اكبر مما كانت تتخيل يوما انه سيصل إليها ولكن لم يحصل على ما تمنته له
لا أطفال تراهم حوله وشعره بدأت الخصلات البيضاء تغزوه
بدء يطلعلك شعر ابيض
رفع كفه نحو خصلات شعره وابتسم وقد فهم مقصد عبارتها
يعني هو انا صغير ياناديه  ما انا كلها شهر وابقى في عمر 36
اطرقت عيناها نحو سوار معصمها
مرضتش تاخد الفستان رغم اني عملت زي ما قولتلي 
ورفعت عيناها نحو ملامحه المسترخيه 
ولا رضيت تتعزم زي ما انت شايف مجتش العزومه
انشقت ابتسامه خاطفه على شفتيه أخفاها سريعا لكن ناديه ألتقطتها بعيناها الصائده  فأبتمست بلطف ورفعت كفيها نحو وجهه
اسمعها مني ياحمزه ياقوت مناسبه لوضعك  البنت غلبانه ومش هتضايقك بطلبات الستات وتفضل تقولك عيلتك التانيه وهات وجيب وتفرقك عن ولاد سوسن . وتعيش الدور انها بقيت مراتك ياقوت فرصه ليك حتى لو محبتهاش فهى فرصه ليك وياسيدي جرب واتجوزها حبيتها خير وبركه محبتهاش امنلها حياتها وانفصلوا بهدوء
امتعضت ملامحه من حديثها وتنهد بضيق  عقله كان يقنعه اما قلبه كان وكأنه كالضائع
ياسلام واتحمل لي ذنبها واظلمها معايا  حياتي صعبه ياناديه  انتي شايفه مريم متعلقه بيا ازاي وداخله على أصعب مرحله في دراستها . شريف اللي بقى وجوده في البيت من يوم مۏت سوسن قليل وندى هتتقبل تشوف زوجه تانيه ليا بعد اختها  قراري هيدمر عيله كامله
صړاخها جمده في وقفته حتى أنه خشي ان يكون قد سمعوهم بالخارج
انت ايه هتفضل حارم نفسك من الحياه . بتنجح ليه في حياتك ياحمزه وفلوسك اللي ماليه ارصدت البنوك هتسيبهم لمين يورثك . اقولك حاجه ابني من فراغ واحرم نفسك من نعمه احنا اتخلقنا عشانها ذريتك فين
ضاقت أنفاسه 
لو اخوكي طلع عقيم ديه هتكون وجهة نظرك . ناديه انا تعبت
عارفه يعني ايه 
واتجه نحو الاريكه التي تحتلها الغرفة الواسعه وهوي عليها بجسده واطرق عيناه أرضا . طالعته بندم وهي تراه هكذا وتقدمت منه ثم جلست جانبه تربت على ذراعه بحنو 
انا اسفه ياحمزه  اعمل اللي يريحك في حياتك  اوعدك اني مش هتكلم في الموضوع ده تاني 
رفع وجهه نحوها وتعلقت عيناه بها . عاد الصراع داخله بين رغبته في تملك تلك الضعيفه وبين ضميره الذي أصبح يؤنبه 
بس فكر في ياقوت ياحمزه  فكر كويس اوي 
انفتح الباب فجأة ليدلف فؤاد محدقا بهم 
كان صوتكم عالي ليه 
طالعت شقيقها ونهضت نحو زوجها متمتمه 
هبقي احكيلك يافؤاد . تعالا نطلع ليهم بره 
فألتقت عين فؤاد بذلك القابع فوق الاريكه بملامح مظلمه وقد فهم نوع الحديث الذي دار بينهم . أغلق فؤاد الباب بعدما غادروا الغرفه 
لينهض حمزة من فوق الاريكه مقترب من الشرفه التي تضمها الغرفه . طالع الظلام بشرود 
ليه اللعبه مش عايزه تنتهي يا ياقوت . ليه القدر حطك في طريقي وكل الاشارات بتقول ان انتي العروسه المناسبه لعيله الزهدي
.
طالعتها سماح وهي تأكل الطعام المعلب وارادت ممازحتها عندما لاحظت شرودها 
ضيعتي عزومه متتعوضش وجيتي تاكلي المعلبات ديه 
كانت شارده غير واعيه لعبارات سماح  تفكر في الثوب الذي ستشتريه لزفاف هناء ولا تملك ثمنه وقد اضاعت المال الذي كانت تضعه جانبا من أجل شقيقتها 
فرقعت سماح اصابعها امام عينيها هاتفه بصياح 
ياااااقووت 
انتفضت ياقوت فزعا من صوتها وهي تلوك الطعام بفمها 
في ايه يا سماح صوتك خرم ودني. 
تجلجلت ضحكات سماح بفخر
ده انا صوتي مازيكا . المهم قوليلي كنتي شايله الهم في ايه 
قلبت عيناها بين سماح ورغيف الخبز الذي تضعه ف حجرها
فرح هناء قرب ومش عارفه هلبس في ايه  معنديش حاجه ألبسها . الفرح هيتعمل في أوتيل كبير  خاېفه وجودي مع صاحبتي ميشرفهاش وديه صاحبة عمري ياسماح نفسي ابقي جانبها 
عضت سماح على شفتيها بقوه متأثره   صديقتها رفضت عشاء سيريح معدتها مما تتناوله من اطعمه معلبه سريعه الطهو ولم ترفض عشاء فحسب إنما رفضت هديه قيمة كانت ستزيل همها 
ضاقت عيناها مفكره في حل ذلك الأمر لن تجعلها تشعر انها اقل من احد في زفاف صديقتها
سيبي الفستان عليا يا ياقوت 
حدقت بها ياقوت وهي لا تعرف من اين ستأتي بالثوب 
هتتصرفي ازاي . ما انا عارفه اللي فيها ياسماح 
ده احنا في آخر الشهر وبقينا نقضيها معلبات عشان نمشي على القد 
ضحكت سماح وهي تتسمع لوصفها عن حالتهم 
احنا في القاع اوي كده 
بادلتها ياقوت الضحك وهي تحرك رأسها بالايجاب 
هو مش في القاع او يعني بس الحياه بقيت غاليه 
صدح صوت رنين هاتف سماح تلك اللحظه  فتعلقت عين ياقوت بها عندما لاحظت نظراتها مثبته على الهاتف 
ده ماهر مش كده 
اماءت لها سماح برأسها ولم تكن تفكر في اتصال ماهر وإنما فكرها أخذها كيف ستستغل ماهر وتشتري الثوب من ماله  ف مدام عاد يدور حولها ستدفعه الثمن 
نظرت مها الي شقيقتها بعدما تحايلت عليها مثل كل يوم منذ أن اختفى شريف عنها 
رد على تليفونه 
ضغطت ماجده على زر الهاتف ليعلو صوت الرساله النصيه
الهاتف الذي طلبته ربما يكون مغلقا 
ألقت ماجدة الهاتف على الطاوله حانقه ولم تنظر إلى ملامح شقيقتها المحطمه
رني تاني ياماجده ممكن المرادي الشبكه تجيب معاكي 
لم تتحمل ماجده اصرار شقيقتها على مهاتفته وصړخت بوجهها 
ارن ايه تاني ما انتي سمعتي بودنك التليفون مقفول  حضرت الظابط بح  كان بيتسلي وخلص 
سقطت دموعها بعجز 
بس شريف مش كده  اكيد في حاجه حصلتله 
احتدت عين ماجده وسلطتهما على عيناها الدامعه وعاد حديث سالم الماكر يتردد في اذنيها  فأقتربت منها وعلقت عيناها على العقد الذهبي الذي ترتديه شقيقتها 
اوعي يكون اخد اللي عايزه منك وسابك 
لم تفهم مها معنى حديثها فمسحت دموعها برجاء 
انا عايزه شريف 
بكت بنواح وهي تهتف بأسمه  فجذبتها ماجده بعدما تغلل الشك اكثر داخلها من بكائها 
عمل فيكى ايه انطقي
ازدادت مها في البكاء خوفا مع نفض شقيقتها لها بين ذراعيها 
بقتيلي معيوبه كمان يعني مش كفايه عاميه
سقطت الكلمه كالطعنه على تلك التي وقفت تتلقى دفعات شقيقتها لها بعويل  لم تكن تفهم مقصدها فبكت وهي تنادي بأسمه وما كان ذلك الا يزيدها شك 
خديني عند شريف . انا عايزه شريف 
كانت كالطفله الصغيره  تبحث عن من وجدت معهم الأمان
يابت ردي طمنيني . يامصيبتك ياماجدة وانا اللي قولت هيتجوزك وارتاح من همك  اه كل حاجه راحت
هتفت ماجده عباراتها وهي تتخيل ما رسمه بعقلها سالم 
تعالت طرقات على باب الشقه . لتنفض مها نفسها من بين ذراعيها وركضت تفتح الباب بعدما سارت تتخبط بين المقاعد 
فتحت الباب بأرتجاف فتلقاها سالم بين ذراعيه 
وداخله يهتف برغبه 
اه نفسي ادوقك 
مالك يامها  في ايه 
ابتعدت عنه ترجف من الخۏف 
انا خاېفه من ماجده اوي 
ابتسم سالم وهو يفحصها بعينيه 
تعالا ياسالم ادخل تعالا شوف المصېبه اللي انا فيها 
عبست ملامح سالم وهو يسمع صوتها . أغلق الباب وجذب مها خلفه 
مټخافيش يامها
واقترب من ماجده التي جلست على احد الارائك تلتقط أنفاسها 
في ايه ياماجده . مالك
رمقت ماجده شقيقتها المتواريه خلفه وتنهدت بصوت مسموع 
روحي اوضتك يامها 
تجمدت مها في وقفتها ولم ترغب بالرحيل الا ان صياح ماجده عليها ثانية جعلها تنتفض وتتجه نحو غرفتها بتعثر
جلس سالم جانبها وداخله يبتسم فقد وصل لهدفه أراد من قبل أن يوتر العلاقه بينهم لينفرد بالشقه بعدما ترحل مها لأي مكان يؤيها . ولكن الآن كان هدفه اخر  ان يصبح الحمل الوديع بين كلتاهما وينال ما يريد . فرغبته بالعمياء تزداد كل يوم وهو يرى جمالها وجسدها 
آفاق من شهوته وتخيلاته على صوت ماجده وهي تلطم فخذيها
ضحك عليها وخد مراده منها ياسالم 
تجمدت عين سالم وظن ان ما تقوله ماجده حقيقه عكس ما هو صوره لها 
عرفتي ازاي قالتلك عمل فيها ايه 
طالعته ماجده حانقه 
البت مش على لسانها غيره عايز ايه اكتر من كده 
اخذ سالم أنفاسه بعدما فهم مقصدها واسترخت ملامحه عندما وضحت له الرؤيا 
لا مش معقول  ده ظابط ومن عيله اكيد هيخاف على سمعته 
وألتف نحو غرفة مها يعض على طرف شفتيه 
انا هدخل افهم منها براحه . اكيد كانت خاېفه منك 
نهض بعدما وجدها تشيح عيناها عنه 
ياريت تعرف منها حاجه . انت برضوه في مقام اخوها وهتخاف عليها زي 
تنفس سالم بزهو وسار بخطي واثقه نحو غرفتها . تعلقت عيناه بها وهي جلسه على فراشها تحمل دوميتها بين ذراعيها وتبكي . اقترب منها ببطئ وهو يشبع عيناه بملامحها وامتلاءت جسدها  رطب شفتيه بلسانه وهو يتمنى التمتع بجسدها
اهدي يامها ماجده بتحبك وخاېفه عليكي 
تعالت شهقاتها وقبضت على دوميتها بقوه 
ماجده مبقتش تحبني 
اقترب منها سالم وقد وجدها فرصه ليلامس جسدها بحرية والظاهر مواستها والباطن لم يكن الا شهوة 
أخذ كفوفها بين كفيه محدقا النظر في ملامحها الجميله الناعمه
البت جميله وناعمه  ياا لو مكنتيش عاميه كنت اتجوزتك بدل اختك
كان يهتف بتلك العبارات داخله وفاق على صوتها الباكي
هي ماجده مبقتش تحبني صح
تعلقت عين سالم بها ولمعت عيناه وهي يطالعها ثم مد كفيه نحو وجهها ليزيل دموعها متمتما
مين قال كده بس . هو حد يشوفك وميحبكيش يامها
سكنت قليلا وهي تأخذ أنفاسها الهادره
وانتقلت يداه من فوق وجنتيها لذراعيها
هي عايزه تطمن عليكي
اغمضت عيناها بقوه هاتفه
انا معملتش ليها حاجه  انا كنت عايزه شريف
ضغط سالم علي شفيته بقوه وهو يسمع اسم شريف
انسى شريف يامها . شريف خلاص رجع لحياته
تسألت وهي لا تعي حديثه
رجع لحياته ازاي  هو قالي اني بقيت جزء من حياته
تأوهت من قبضة
يداه على ذراعيها  لينتبه على فعلته فرفع كفه يربت على وجنتاها
كان بيكدب عليكي
دفعته عنها بقوه متمتمه وقد تحول سكونها لصياح 
لا شريف مش كداب 
عندما رأي تمسكها به لمعت عيناه بمكر 
هروحله القسم اللي شغال فيه . كله عشان خاطرك ايه رأيك
ألتمعت عيناها بالأمل 
هو احنا ابتدينا . ادي اول حاجه ظهرت من الشغل 
رمقته ندي بصمت وعادت لتحضير درس الغد لتلاميذها 
لو عايز تنام انا ممكن انزل المكتب تحت اقعد في
طالعها شهاب بنظرات متفحصه  ثم اقترب منها يداعب عنقها 
انام مين شيلي الكلام الفارغ ده وتعالى نتبسط ياحببتي 
ابتسمت وهي تجاريه في حديثه
وهنتبسط ازاي ياشهاب 
كانت شفتيه تخبرها بمعنى انبساطه  واتسعت عيناه وهو يجدها تبتعد عنه وتنهض من فوق فراشهما وتحمل متعلقاتها 
اتبسط لوحدك ياحبيبي 
ثم مالت نحوه ومدت شفتيها وقد ظن انها ستقبله
تصبح على خير 
وانصرفت من أمامه بعدما ارتدت فوق منامتها القصيره ما يسترها 
ليحدق في طيفها ثم جذب الوساده وألقاها ارضا حانقا
هبطت لاسفل واتجهت نحو غرفه المكتب الخاصه بحمزة لتجده ينهض من خلف مكتبه بعدما وضع الأوراق التي كان يطالعها في احد الادراج 
ممكن اخد الاوضه ولا اشوف مكان تاني 
ابتسم نحوها حمزه وأشار اليها
تعالي ياندي انا خلاص خلصت شغلي 
اقتربت من الطاوله لتضع اشيائها عليها  واطرقت عيناها بحزن . ففهم ان الامر متعلق بشقيقه 
عملك ايه تاني الغبي ده 
سقطت دموعها وقد رفعت عيناها نحوه 
هو انا ليه مكنتش شايفه عيوب شهاب قبل الجواز 
تعلقت عيناه بها وتنهد وهو يرمقها 
لان الجواز حاجه والحب وفترة الخطوبه حاجه تانيه ياندي . الجواز حياه كامله  شهاب بيحبك بس اخويا للأسف اناني في حبه
سقطت الكلمه علي مسمعها وهي لا تصدق ان شهاب يحمل لها مشاعر الحب وكادت ان تجيب لتجد شهاب يهتف بأسمها ثم دلف الغرفه 
تعالي ياندي كملي شغلك في اوضتنا
ضحك حمزة على شقيقه
ماكان من الاول . خد مراتك يلا 
تعلقت عين ندي بحمزة الذي حرك لها رأسه بأن تذهب معه 
فأنتقلت بعيناها نحو شهاب الذي انحني كي يجمع أغراضها 
وانسحبوا الاثنان نحو غرفتهما . لتتعلق نظرات حمزة بهم
والله انتوا الاتنين ملكوش غير بعض  ربنا يهديك ياشهاب 
وقفت ياقوت أمام الفيلا التي أتت إليها من قبل يوم ان جاءت من أجل اللقاء الصحفي الخاص بسماح . سمح لها الحارس بالدلوف بعدما أخبرته بهويتها 
سارت نحو الداخل تتأمل المكان . الي ان وقفت أمام باب المنزل وقبل ان تدق الجرس 
سمعت صوت سياره تقف وتخرج منها فتاه بزي المدرسه ومعها فتاه أخرى يبدو عليها انها زميلتها  عرفت هوية أحداهما فلم تكن الا مريم عائده من مدرستها 
اقتربت منها مريم ترمقها بنظرات متفحصه 
مش انتي بتشتغلي عندنا في الشركه 
توترت ياقوت وتعلقت عيناها بالفتاه الأخري
ايوه . بشمهندس شهاب طلب
مني اجي اخد ملف من هنا 
طالعتها مريم ممتعضه وقد عاد الكبر إليها 
طب خليكي هنا  هبعتلك الخدامه بي
تجمدت ياقوت في وقفتها من معاملتها  . ونظرت نحوها الفتاه بأسف على فعلت صديقتها 
اطرقت ياقوت عيناها خجلا وابتعدت عن باب المنزل تنتظر اخذ الملف ثم الرحيل 
مر الوقت لتخرج الخادمه لها بالورق وكان خلفها حمزة الذي كان يتأهب للخروج من المنزل 
ألتقطت ياقوت الملف من الخادمه وتحاشت النظر إليه
ايه اللي موقفك كده يا ياقوت  مدخلتيش ليه
توترت وهي تقبض على الملف بيدها ولم تجد اجابه تخبره بها .ف الإجابه ستخص ابنه زوجته فكيف ستخبره انها من امرتها ان تظل بالخارج 
تنهد حمزة بيأس من صمتها 
نفسي افهم بتفكري في ايه قبل ما تردي يا ياقوت 
واردف وهو يسبقها بخطواته 
تعالي اوصلك في طريقي ومش عايز اسمع رفض منك
ابتلعت ريقها بتوتر وحركت رأسها 
انا عارفه طريقي يافندم 
رمقها حمزة بجمود افزعها . ليصخك على خۏفها منه 
يلا يا ياقوت السواق مستني 
كان السائق داخل السياره ينتظر قدومه . لتتبعه بحرج 
توترها جعلها لا تنتبه ل الدرجة الاخيره من الدرج المؤدي للمنزل 
فألتوت قدمها وكادت ان تسقط الا انه اسندها بذراعيه متسائلا 
أنتي كويسه 
تعلقت عيناها به وابتعدت عنه سريعا ثم دلفت للسياره وجلست بالمقعد الأمامي بجانب السائق تتلاعب بحقيبة يدها بأرتباك
كانت مريم تقف بالشرفه تنظر لما حدث بملامح جامده 

انتقت سماح افخم ثوب فطالع ماهر ما انتقته 
مش استايل لبسك خالص . انتي ناويه تتحجبي ياسماح 
رمقته سماح ببرود ثم وضعت الثوب على جسدها تنظر عليه في المرآة واتجهت نحو البائعه 
عجبني ده 
أخرجت بطاقه الائتمان خاصتها وهي تدرك انها فارغه من المال
اخذتها منها العامله لتسحب المال ولكن ماهر مد يده للعامله 
هاتي بطاقه المدام
وناولها بطاقته ونظر الي سماح ليذكرها انها يوما كانت زوجته 
ضحكت سماح داخلها وقد اشترت الثوب لياقوت وهذا ما يهمها 
مش عيب تدفعي وانا معاكي ياحببتي 
رمقته سماح مقت وضغطت على شفتيها 
انا مش حببتك ياماهر 
طالعها بهيام ومال نحوها بعدما تناولت الحقيبه التي بها الثوب
هتفضلي حبيبتي
ياسماح . وهترجعي لعشك ياعصفورتي 
الكلمه ذكرتها بما مضى . كان يناديها بعصفورته الي ان اطلق سراح عصفورته من قفصها الذهبي ذليله . خشت ان تسقط دموعها أمامه . فخرجت من المتجر بخطوات اشبه بالركض . ليتبعها هاتفا بأسمها 
سماح 
ولكنها اختفت من أمام عينيه دون أن تلتف اليه 
 
اليوم كانت حنة هناء . نالت من زوجة ابيها الحديث الذي سم بدنها انها أتت من أجل صديقتها ويوم عقد قران شقيقتها لم تأتي . لم تتف معها مشاعر كثيره ومن ليلتها لم تراه الا اليوم وكانت مجرد نظرة عابره . فسرت ذلك كما أخبرها عمها انه متوتر ومشغول من أجل انتقاله لاداره فرع شركتهم بالإسكندرية 
اطمن قلبها بالاعذار التي كانت عباره عن مسكن يسكن القلب من مخاوفه
 
كانت تعلم بوجوده بمكتبه  رغم انصراف جميع الموظفين الا الأمن   تنتظر قدومه للشركه بفارغ الصبر وهي تعد الايام رغم أنها لا تجني من رؤيته لها إلا ۏجعا
صعدت نحو الطابق الذي به غرفته . وسارت بخطي متوتره 
الي ان دلفت للغرفه . تجمدت عيناها وهي تجده مسطح على الاريكة مغمض العين  اقتربت منه ببطئ وچثت على ركبتيها تتأمل ملامحه ولم تشعر بحالها على خده  فأنتفض من رقدته صائحا
أنتي بتعملي ايه هنا ياصفا 
تعلقت عيناها به وفركت يداها بتوتر
جيت اشوفك ياحمزه
طالت نظراته نحوها فأغمض عيناه بقوه 
اطلعي بره
صړخ بها فنهضت من جلستها فزعا
حمزة اديني فرصه أقرب منك
صدح صراخه بها ثانيه . لتترك الغرفه راكضه تكتم صوت شهقاتها
عاد يجلس على الاريكه واضعا رأسه بين كفيه متمتما
مافيش حل غير اني اتجوز   
ولم يكن عقله يضع الا هي زوجه تناسب وضعه وتكون زوجه دون امتيازات 
     
وصلت سماح الفندق بعد رحله طويله قضتها في القطار وتمتمت حانقه وهي تتجه نحو موظف الاستقبال كي تسأل عن الغرفة التي حجزتها لها الجريده 
مش كانوا كملوا جميلهم وحجزولي تذكره طياره بدل البهدله ديه 
تنفست بقوه ونظرت لموظف الاستقبال 
حجز بأسم سماح مهدي 
استعلم منها الموظف عن بياناتها . ثم ابتسم وهو يعطيها مفتاح الغرفه
أقامه سعيده يافندم . تحبي نبعت حتى ياخد شنطة حضرتك 
نفت برأسها فحقيبة ملابسها لا تحتاج لاحد ان يحملها . تعلقت عيناها بأنبهار نحو التصميم الداخلي للفندق متمتمه 
استعدي لمهمتك ياسماح 
ألتقطتها عيناه وهي تلتف حول هناء بسعاده وبجانبها السيدة سلوي وابنه شقيقته تقي يتراقصون مع العروس
ضحكتها كانت لأول مره يراها  فستانها الطويل المحتشم ولفة حجابها والكحل الذي كحلت به عيناها كل هذا أعطاها جمالا هادئا . لا يعلم لما اليوم عيناه تجملها له بشده وينظر لها بنظرة رجل لأمرأه 
فعلت صفا امس اقټحمت عقله دون هواده . زوجه سيقطع كل آمالها به  فهو لا يشتري من باعه يوما 
عيناه كانت تدور وتعود اليها ينظر لها بقوة وتعمق 
اللعبه قلبت عليك مش كده . والقلب دق
قالتها ناديه ضاحكة تحاول بمكر ان تستفزه لترى ردة فعله
بطلي سخافة ياناديه  قلب ايه اللي دق
كان كاذبا لأول مره نظراته تفضحه  رغبته بها أزدادت عن قبل
بس عيونك بتقول غير كده ياحمزة
واردفت بتلاعب وهي تطالع ياقوت التي احتضنت هناء بقوة 
يمكن انا بيتهيألي 
ألتف نحو شقيقته بعدما رسم الجمود على ملامحه وعاد لحمزة الزهدي الذي يريده
كلامك بقى يعصبني ياناديه 
وابتعد عنها حانقا  لتتعلق عيناها به 
بكره نشوف ياحمزة  اللعب في الحب مينفعش وصاحب اللعبه مسيره في يوم يقع 

دلفت خلفه تحمل ثوب زفافها بين يديها . طالعت الغرفه التي تم حجزها بالفندق لتقضيه ليلتهم فيها ثم الذهاب غدا لشقتهم بمدينه الاسكندريه 
طالعته وهو يلقي سترته پعنف فوق الفراش ثم اتبعتها رابطة عنقه
رمقها وهي تقف تطالع ما يفعله . ليقترب منها مصفقا 
المسرحيه خلاص خلصت يابنت عمي
يتبع بأذن الله 
الفصل الرابع والعشرون
رسم عقله مااراد حدوثه وقلبه الأحمق كان كالاعمي لا يرى الا ما يريد  أما عيناه كانت غافيه تبصر ما يهواه قلبه  وهي ليست الا عاشقه هائمه في بحر عشقه المظلم
خرج صوتها بنبرة خافته خجله بعدما تعلقت عيناه بها لوقت طويلا
في حاجه يامراد
كان يقف يتخيلها وهو يخبرها بأنها ليست الا بطله في مسرحية خطط لها والده  تخيل اڼهيارها وبكائها
سيناريو مر أمامه للحظات  ولكنه لم يفعل ما أراد فعله
والسبب في ذلك عمه ذلك الرجل الذي سلمه ابنته بأعين تتلألأ فيها دموع اب يستأمن ابنته التي رعاها لسنون طويله وقد جاء اليوم ليعطيها لزوج يوما ما سيكون مثله اب
اغمض عيناه بقوه
ينفض أفكاره العاصفه في مخيلته  ثم اشاح وجهه سريعا عنها بعدما اعادت سؤالها 
مراد مالك انت فيك حاجه 
تنفس بقوة واتجه نحو المرحاض تحت نظراتها الحائرة ليضع رأسه أسفل صنبور المياه مفكرا في حياته القادمه 
اهدي يامراد  لازم تفكر هتعمل ايه  ابعد فكرة انك تأذيها مهما كان ديه بنت عمك من دمك
خاطب نفسه وصورة عمه تمر امام عينيه وعباراته تتدفق في مسمعه 
بنتي امانه عندك يامراد  حافظ على الامانه اللي حفظتلك عليها ياابن اخويا 
تنهيده قويه خرجت بثقل من بين شفتيه وهو يبتعد عن المياه المتدفقه فوق رأسه ثم اخذت مسارها نحو 
تقدمت بخطوات خجله من الفراش ثم جلست عليه تنظر من حين لآخر نحو المرحاض 
تشعر بالتوتر ولكن أيضا بالسعاده تسألت داخلها 
هو مشلنيش ليه زي اي عروسه  ده انا حتى عملت رجيم قاسې لليوم ده 
عبست بملامحها وهي تحلم بأحلامها الورديه  اتجهت بعيناها نحو باب المرحاض ثم رفعت كفيها نحو وجنتيها الساخنه 
اهدي ياهناء كده وبلاش توتر
انتبهت على صوت خروجه فأطرقت عيناها نحو ثوب زفافها 
انتظرت عباره منه ولكنه تحرك في الغرفه بضعه خطوات لينتبه عليها اخيرا يرمقها بهدوء
هتفضلي بالفستان كده
تخضبت وجنتاها ورفعت عيناها نحوه خجلا متمتمه 
ها! 
واتسعت حدقتيها پصدمه وهي تجده يتسطح فوق الفراش مغلقا عيناه  وكأنها ليست معه وكأنها ليست عروس همهمت تسأله 
انت هتنام   
واردفت بتوتر جلي على صوتها 
احنا مش هنصلي 
فتح عيناه يرمقها للحظات قبل أن يهتف 
ياريت تطفي نور الأوضة وتاخدي هدومك وتغيري في الحمام 
بهتت ملامحها وهي تسمعه وتسألت بأمل ان يكون يمزح معها 
اطفي النور
رمقها ساخرا وهو يتفحص خلجات وجهها الذي شحب 
تصبحي على خير 
أعطاها ظهره حتى يجعلها تفهم الاجابه بوضوح  لا يرغبها ولا ينظر لها بأنها عروسه 
ألتقطت ملابسها وانسحبت من الغرفه ودموعها تنساب على وجنتيها   تسأل حالها اين أحلامها في تلك الليله  اين الحبيب الذي انتظرته طويلا  أين قبلته الدافئه  أين عباراته الحنونه التي ستحتوي خجلها وتطمئنها 
وضعت يدها على فمها تخشي ان يسمع صوت شهقاتها .وسؤال واحد اخذ يدور بخلدها لما فعل ذلك  أخبرها بأنه يريدها 
ثبتت عيناها نحو نقطه ما وهي لا تصدق ما خيله لها عقلها 
مش معقول يكون مراد زي نديم ابن خالي ومحتاج يتعالج . بس ليه يخبي عني انا مش هسيبه وهفضل معاه 
صور لها عقلها برئته  لتمسح دموعها التي انسابت مع كحل عينيها تأخذ أنفاسها بتنهيده طويله
لازم تحفظي على سر جوزك ياهناء  وتقفي جانبه . بس لازم الاول اتكلم معاه بكره ويفهمني ميخبيش عليا 
  
وضعت ياقوت الثوب برفق في الخزانه الصغيره التي تحتويها غرفتها 
الحمدلله الفرح خلص على خير والفستان محصلش ليه حاجه   عشان ارجعه لسماح لما ترجع من مهمتها 
اقتربت من فراشها وتسطحت عليه بأرهاق ولمعت عيناها بالدمع وهي تشعر بالوحده . ولكن سريعا تبدل حالها لتبتسم وهي تتذكر جمال صديقتها ورقصتها مع مراد 
تنهيده حالمه انسحبت مع أنفاسها وهي تتخيل نفسها يوما بين ذراعي أحدهم اليه ويراقصها 
نفضت رأسها من أحلامها الورديه 
أنتي بتفكري في ايه يا ياقوت . لا انتي الأحسن تنامي عشان الأحلام خطړ عليكي وعندك شغل بكره 
اغمضت عيناها لتغفو في لحظتها دون شعور من شده ارهاقها 
مريم فوقي ياحببتي 
صعد الدرجات وهو يسندها . فأقتربت منه ندي بعدما انتبهت لحال مريم . اشفقت عليه فطيله طريق عودتهم وهي غافيه على ذراعه 
انا هوصلها لاوضتها ياحمزه  دراعك اكيد وجعك 
اسندتها ندي نحوها . فسقطت رأس مريم علي كتفها . نفض ذراعه بآلم ضاحكا على صغيرته
نومها بقى تقيل البنت ديه  انا مش عارف هتقدر تروح مدرستها بكره ازاي 
تركهم واتجه نحو غرفته ليتحرك فيها دون هواده يمسح على وجهه بقوه وصوره ياقوت ټقتحم عقله وهي تقف مع شقيق هناء تضحك معه ويبدو ان علاقتهما قويه ولم ترحمه ناديه من تعليقاتها وتلميحاتها 
 .
تأملها وهي غافيه جانبه . مد كفه يمسح على وجهها 
تملمت في نومتها وهي تشعر بيده التي تنتقل بخفه على وجهها. 
شهاب سيبني انام عندي 
فتحت عيناها بقلق  حبها طغى على كبريائها
مالك ياشهاب ايه اللي مضايقك . ده احنا راجعين من فرح واتبسطنا
ألقي
رأسه على الوساده زافرا أنفاسه بقوه  فبماذا سيخبرها ان الفتاه التي احبها يوما قد ترملت وصارت حره  اليوم رأها في الفندق الذي قام فيه حفل زفاف مراد . كانت من منظمين الحفل صدمها ملابسها السوداء ووجهها الذي زبل . قدماه أخذته إليها وليته لم يذهب . حلمه أصبح حرا طليقا 
مش فاهم نفسي ياندي
رمقها بطرف عيناه ولم تفهم هي شئ من عبارته
مالك ياشهاب  احكيلي فيك ايه 
واعتدلت في رقدتها ومالت نحوه تمسح على خصلات شعره الذي تعشق نعومته وغزارته 
اغمض عيناه وهو ينساق مع حركة يداها الناعمه . قارن بين حلمه الضائع وذلك الحب الذي يحصل عليه معها  مهما أخبرته بتمردها وأنها تحررت من
حبه الا انه لا يرى منها الا الحب 
مكرهتنيش ياندي 
ابتسمت بآلم وهو يطالع ملامحه 
القلب مبيكرهش الا لو سکينه الغدر والخيانه طعنته ياشهاب . انت اه مبتحبنيش بس على الاقل من يوم ما وعدتني انك هتكون وفي ليا يتنفذ وعدك 
شعرت بذراعيه تأسرها وأصبح يعلوها 
كنت ياندي 
فأتسعت حدقتيها بلمعان 
تقصد ايه 
همسه بدفئ وهو ينفخ أنفاسه الساخنه على صفحات وجهها 
افهميها لوحدك ياندي 

رمق فرات زوج شقيقته الذي عاد للتو من سفرته وقد دعته فاديه لتناول العشاء في جلسه عائليه 
اخبار شغلك ايه ياعزيز . سمعت انك هتشارك واحد في مصنع للمنتجات الغذائيه
توتر عزيز من رصد شقيق زوجته لكل ما هو متعلق به . قربت فاديه الطبق المملوء باللحم أمام زوجها مجيبه وهي ترمق زوجها بفخر
عزيز طول عمره ناجح 
سلط فرات نظراته نحو شقيقته الهائمه بزوجها  لا تسأله عن مصدر أمواله الذي يقسم ان أساسها بالحرام يعلم أن عزيز ابتعد قليلا عن تجارة المخډرات لتفتح الأعين عليهم ولكن لا يجد دليلا قاطعا نحوه ولو وجد لن يستطع تشويه سمعه زوج شقيقته وسمعته هو أيضا 
انا بكلم جوزك يا فاديه  هو ملهوش لسان يرد عليا بي
تلبك عزيز وهو يمضغ الطعام  يخشى ان يكون قد علم الستار وراء تلك الشړاكه فماهي الا تجاره بالاطعمه الفاسده منتهية الصلاحيه 
شريكي انت عارفه يافرات . رجل أعمال ليه اسمه في السوق 
ابتسم فرات وهو ينظر لاطفال شقيقته الصغار
مش مهم الاسم ياعزيز المهم السمعه  على العموم انا مش هقدم غير النصيحه وانت حر  بلاش الشړاكه ديه 
ونهض بعدها وهو يلتقط عصاه التي وضعها جانبه كي يسير بثبات بها ويحمل عليها ثقله 
اتجهت أنظار فاديه نحوه تسأله 
هو فرات قصده ايه ياعزيز  لو الراجل ده سمعته وحشه بلاش 
قطب عزيز حاجبيه وحدق بالمقعد الفارغ الذي كان جالس عليه شقيق زوجته 
اخوكي ده بيحب يكبر كل حاجه . باينه لسا فاكر نفسه رتبه في الجيش 
أسرعت فاديه تؤنبه على قوله 
عزيز اتكلم كويس عن اخويا
زفر عزيز بقوه ثم ألقى بمعلقته پعنف فوق طبقه . لتتعلق عين طفليه عليه خائفين من حدته 
  
وقفت أمام احد المطاعم في إحدى المناطق الراقيه . انتظرت زميلتها التي تقيم معها بسكن المغتربات . اخبرتها ان تنتظرها بالخارج الي ان تدلف وتقضي أمرا ما بالداخل 
طالت وقفتها بملل الي ان وقفت متثمره في مكانها وهي تسقط بعيناها على حمزه وعائلته يترجلون من السياره فقد أتوا من أجل تناول وجبة العشاء بعيدا عن المنزل 
رأتها ندي فأقتربت منها بغرابه 
ياقوت بتعملي ايه هنا 
توترت وهي تطالع نظرات شهاب وحمزة والصغيره مريم التي وقفت ترمقها ببعض 
مستنيه واحده صاحبتي
فأبتسمت إليها ندي بلطف وقبل ان تعزم عليها بأن تدلف معها سبقها شهاب كان حمزة يقف كمتابع للمشهد صامت تحكي له مريم عن يومها بمدرستها 
تعالي استنيها جوه معانا . وفرصه نتعرف عليها
قالها شهاب غامزا لها حتى يرى غيرة زوجته  فوكظته ندي بذراعها 
كده ياشهاب 
ضحكت ياقوت بخجل على أفعالهم اللطيفه
شكرا يابشمهندس مافيش داعي . انا هرن عليها تطلع أصلها اتأخرت
اعترض شهاب علي رفضها بأصرار وطالع شقيقه 
يابنتي انسى اني مديرك وده عشا على حساب حمزة تعالي خلينا نكلفه اكتر 
تحركت يدها تلقائيا علي فاها تداري اتساع ضحكتها علي مزاح شهاب المحبب
ما تقول حاجه ياحمزه 
أسرعت ياقوت رافضه عندما رأت أعين مريم ترفضها . هي لن تقبل عزيمه تجلس بها وسط عائله ستكون مثل المتطفله عليهم لم يتحدث حمزه بشئ فمازال يشعر بالضيق كلما لاحت صورتها مع شقيق هناء وكأنه يحاسبها على حياه لا دخل له فيها
سيبها براحتها ياحمزه
اطرقت ياقوت عيناها أرضا عندما استمعت لعبارته وقد احزنتها
دلفوا جميعهم للمطعم وشعرت بقدم تدهس على قدمها بقوه جعلتها تكتم صوت تآوها بصعوبه . نظرت لابتسامه مريم
فأغمضت عيناها بآلم وهي لا تعلم لما فعلت بها هذا
ابتعدت تخفي دموعها .من آلم فعلتها ونظراتها التي تعبر عن كرهها لك تجد سبب لكره الصغيره لها ولكن ما لا تعلمه ان اقتراح ناديه على الزواج ب ياقوت سمعته من تقي بعدما اخبرتها مريم بأستخفاف عن نظرات معلمتها ريما 
بغض لا تعلم سببه ولكن صاحبته كانت تعلم
تعلقت عين حمزة بها بعدما جلس على المقعد المواجه لساحة المطعم الخارجيه
نظراته كانت تلتقطها وهي تتحرك يمينا ويسارا ولكن سريعا ما جعلته مريم ينتبه لحديثها المشاغب مع شهاب
اندمجوا في النظر لقائمه الطعام والنادل يقف جانبهم  لمعت عين ياقوت وهي تنظر نحوهم . ترى ابتسامه رب عملها وحنانه على ابنه زوجته وشهاب وندى التي تعلقت بذراع زوجها يضحكون
عضت شفتيها تمنع دموعها بالهطول تحتاج لمشاعر مثل تلك . تفتقر الدفئ والحنان . اشاحت عيناها خشيت ان تلتقطها عين احد
ونظرت نحو باب المطعم وكادت ان تخطو للداخل حتى ترى زميلتها التي حظرتها سماح منها كثيرا بشكوكها في سلوكها الذي تخفي تحت رداء الفتاه المكلوله ولكنها كانت لا ترى الا ان حالها مثلهم وأنها لطيفه و ودوده
خرجت عبير زميلتها وقد لاحظت ان هيئتها بها شئ قد تبدل لا تعلم ما ولكنها تشعر بذلك 
اتأخرتي ليه ياعبير 
زفرت عبير أنفاسها وهي تداعب خصلات شعرها 
ما انا
قولتلك واخده صاحبتي بتستغل جوه المطعم  استنتها لحد ما خلصت 
واردفت وهي تنظر لياقوت 
انا ورايا مشهور مهم . روحي انتي يا ياقوت  وشكرا ياحببتي انصرفت عبير دون أن تطالعها  اغضبها الموقف 
طول عمرك ساذجه وغبيه يا ياقوت . سماح عندها حق 
لم تعلم أن حمزه التقط تلك الفتاه فأخذ يتذكر أين رأها من قبل لتتسع عيناه وهو يذكرها 

وقفت خلفه تنظر لهيئته كان يعطيها ظهره يطالع أمواج البحر من الشرفه ويحتسي قهوته . ثلاثه ايام مروا علي زواجهم وانتقالهم لمدينه الاسكندريه وهو يقضي يومه بالخارج
مراد
هتفت أسمه بخفوت وانتظرت لعله ينتبه إليها  لم يلتف نحوها الا عندما أعادت هتافها بأسمه
في حاجه ياهناء
اجابها وهو يرتشف من فنجان قهوته . فأغمضت عيناها بقوه 
انت مش مبسوط اننا اتجوزنا 
تجمدت يداه على فنجان قهوته . بدأت أمواج البحر تعلو وصوت أنفاسه يتصاعد  لم ينفذ ما أراد اذاقها له إنما قرر اتباع نمط التجاهل اتبع الطريق القاټل والچارح وفي قانون عقله
إن هذا الأفضل فلن يسئ معاملتها 
طال شردوه وتصلب جسده  فهو يحاول قدر المستطاع الهروب من المنزل حتى لا يعطيها فرصه لاسئلتها التي يراها في عينيها 
مراد انت سامعني  مراد ممكن نتكلم طيب
أستدار نحوها ببطئ ورمقها بنظره طويله  ترتدي له كل يوم ملابس تجملها له وتظهر مفاتنها ولكنه كالاعمي لا يرى
لا يرى الا انها زيجة اجبر عليها
انا مش فاضي ياهناء
ونظر الي ساعه يده ثم وضع فنجان قهوته علي الطاوله
لما ارجع من الشركه نبقى نتكلم 
وانصرف دون أن ينظر إليها . لتسقط فوق الاريكه شاحبة الوجه تبكي على حالها وهي لا تفهم لما يتجاهلها 
تعجبت بالاتصال الذي اتاها من مدير مكتبه  يريدها ان تذهب لشركة الحراسات بعد انتهاء دوامها تعجبت من تلك المكالمه 
فماذا سيريدها . شعرت بالقلق الي وجدت شهاب يخرج من مكتبه يأمرها ببعض الأعمال ثم غادر 
نظرت سماح نحو بعض السياح وقد اخذت مكان مرشدهم السياحي الذي يعاني من آلم ما بمعدته  نست مهمتها الاساسيه وقررت الاستمتاع بأجواء مدينه اسوان 
كانت تتحدث عن المعبد الذي يسيرون داخله بثقه الي ان وقفت على صوت أحدهما يخبرها 
صححي معلوماتك انستي 
قالها أحدهم وقد كان يسير ربيتها من بدايه المهمه من نظراته الحانقه نحوه  يخفى عيناه بنظاره من اشعه الشمس وعلى رأسه يرتدي قبعه رياضيه وملابس تشعرها وكأنه ذاهب لمباراه جولف  احتدت عين سماح ورمقته بحنق 
معلوماتي صحيحه ياكابتن  ماذا تعرف انت عن تاريخنا 
حدق بها الرجل الذي لا تعرف تحدد ملامحه له وضحك ساخرا
لا أعلم لما تقودنا سيده مثلك  لو اعلم انكي من ستقودينا هذا اليوم لمكثت بالفندق 
اشتعلت نظرات سماح وبقي البعض يهمس على مشاحنتهم 
لا بقى انا كده ممكن اغلط وانسى انك ضيف في بلدي 
هتفت بها سماح بلغتها الأم حتى لا يفهم عليها 
ولكنه أجاب رافعا حاجبه لأعلى 
هوجاء
ألقى كلمته بالفرنسيه ثم انصرف لم تفهم معناها . فهى لا تتقن الا اللغه الانجليزيه
وقفت تحرك يدها على وجهها پغضب ترمقه وهو يرحل  وألتف نحوها قبل أن يختفي عن مرء عينيها . ليزيل نظارته عن عيناه 
لتقف مصدومه متمتمه 
لا مش معقول  ده هو
  . 
استمع الي صديقه عبر الهاتف وهو يخبره ان فتاه ورجل جاءوا لقسم الشرطه ليسألوا عنه وقد اخبرهم بعدم وجوده  أراد أن لا تكون هي من أتت ولكن صديقه أعطاه الجواب دون أن يسأل عن هويتها او اسمها 
انا استغربت بصراحه انك تعرف حد كده . باين عليهم مش قاريب ليك مع ان الراجل اللي مريحنيش شكله قالي انهم قرايبك
واردف صديقه الذي يدعي مجدي 
انا قولتله انك اتنقلت بلد تانيه 
اغمض شريف عيناه وهو يعلم أن الرجل هو سالم فتسأل 
البنت كان شكلها ايه 
صمت مجدي للحظات وهو يتخيل شكلها الجميل وقد اشفق عليها 
البنت كفيفه! 
زفرة بقوه وقبل ان يسأله صديقه اذا كان يعرفها اما لا 
هكلمك بعدين يامجدي  عندنا اجتماع 
أغلق الهاتف ثم ألقى فوق فراشه  رغم ان هذا مااراده ان يبعدها عن طريقه الا انها يشعر بآلم لا يعرف سببه 
أوقف سالم سيارته الصغيره في مكان خالي  ينظر لمها التي لم تتوقف عن البكاء منذ أن علمت انه تم نقله لمكان اخر . كان سعيدا انه كسب نقطه بصلاحه وقد انتهى امر شريف تماما 
اه سمعتي الكلام بودنك . حضرت الضابط خلاص اختفى 
سقطت دموعها وهو تمسك العقد الذي أعطاه لها بقوه 
بس هو قالي انه ماصدق لقاني
ومسحت دموعها بأكمام بلوزتها 
هو شريف سابني عشان انا عاميه 
رمقها سالم بتمتع وهو يتأمل احمرار وجهها ثم اقترب منها 
يامها ما انتي عارفه اللي فيها مين هيتجوز واحده عاميه 
عادت دموعها تتساقط من أثر الكلمه 
انا كان نفسي اعيش زي البنات اللي في سني 
اتسعت عين سالم وقد وصل لهدفه 
سبيني وانا اعيشك يامها  سبيلي نفسك 
فسرت مقصده بطريقه برئيه ولكن عندما وجدت يده تسير علي فخذيها صړخت
بقوه 
انت بتعمل ايه 
وتعالا صړاخها ولم ينجدها لا صوت سرينه سيارة شرطه قادمه 
    
أنهت دوامها لتتجه نحو مقر الشركه 
اول من تعلقت عيناها بها صفا التي كانت تسجل بعض الأشياء على الجهاز الذي أمامها قبل أن تغادر
فساعات العمل قاربت علي الانتهاء 
اقتربت منها ياقوت وهي تتذكر أين رأتها
في حاجه ياأنسه 
تلبكت ياقوت وهي تنفض رأسها من شرودها بذلك اليوم 
حمزه بيه موجود . عندي ميعاد لمقابلته 
رمقتها صفا بتفحص متعجبه من هيئه فتاه مثلها تسأل عنه . رفعت سماعه الهاتف لتسأل سكرتيره إذا كان يوجد ميعاد معها ام لا 
جاءتها الاجابه فتجمدت نظراتها نحو ياقوت 
اتفضلي 
اتجهت ياقوت نحو المصعد بتوتر  أما صفا عقدت ساعديها أمامها تسأل نفسها 
وقت الدوام قرب يخلص . ايه اللي جايبها في وقت زي ده غريبه 
دلفت ياقرت غرفه مكتبه . ليقابلها سكرتيره الذي تأهب للمغادره 
أبلغه بقدومها ثم انصرف
وقفت في منتصف الغرفه لتجده قابع خلف مكتبه يتحدث بالهاتف  أغلق سكرتيره غرفه المكتب فأسرعت تفتحها 
نظر لها حمزة وهو لا يفهم سبب فعلتها تلك . أنهى مكالمته ثم نهض 
مالك ياقوت . مش باكل مواظفيني انا 
اخفضت عيناها بتوتر وهمست بخفوت 
حضرتك كنت عايزني في ايه 
وقف حمزه أمامها يحدق بها 
البنت اللي كنتي مستنياها امبارح تعرفيها من امتى 
نظرت اليه بغرابه من سؤاله 
عبير زميلتي في السكن . ليه بتسأل 
لم يعطيها الاجابه التي ارادتها فهتف بلهجة أمره 
ياريت تقطعي علاقتك بيها 
قطبت حاجبيها وهي لا تفهم سبب تدخله في حياتها الخاصه 
ما اظنش ان ده من قوانين العمل يافندم 
ادهشه مجادلتها ونظراتها التي تهاجمه 
ياقوت اسمعي الكلام ممكن . بلاش البنت ديه تصاحبيها وبلاش تخليني اخدش حيائك بالكلام عنه 
تجمدت ملامحها ورمقته پغضب وهي تدافع عنها 
عبير بنت محترمه
هتف اسمها پحده وهو يتفحص ملامحها المقتضبه
ياقوت متخلنيش اظن انك تعرفي نوع شغلها . دافعك عنها ما يدلش غير كده . ايه انتي كمان بتشتغلي بليل في كباريه 
ألجمتها عبارته عن عمل عبير في تعلم انها تعمل ممرضه في إحدى المشافي الخاصه 
كباريه  عبير بتشتغل ممرضه 
ضحك وهو ينظر إليها 
لا يا ياقوت عبير بتشتغلي في كباريه بتبسط الرجاله الزبون  . وأحيانا بتحضر حفلات لرجال الأعمال واظن انك فهمتي دورها من غير توضيح اكتر من كده 
سقطت دموعها وهي لا تصدق ما تسمعه اذنيها
انا مكنتش اعرف ده . بس ليه تعمل كده 
تنهد حمزة وهو يطالعها ثم تقدم منها يعطيها احدي المناديل الورقيه كي تجفف دموعها مجيبا عليها 
الفلوس بتيجي كده اسرع يا ياقوت 
واردف بلطف 
امسحى دموعك 
طالعها وهي تجفف دموعها كطفله صغيره ومازالت ملامحها تحمل معالم الصدمه . وقعت عيناه على صفا التي تتواري في احد الاركان وقد ساعدها عدم غلق الباب على مطالعتها لهما
لمعت عيناه وقد أراد ايذاقها جرعات الآلم حتى ېحطم أملها في عودته اليها  مال نحو ياقوت التي لم تكن منتبها لشئ تطوي المنديل الذي أعطاه لها
تجمدت في وقفتها واتسعت عيناها وهي تشعر بقرب أنفاسه منها ومحاصرته لها بذراعيه
يتبع بأذن الله
الفصل الخامس والعشرون
طال الصمت الا من أصوات انفاسهم ثم صفعه دوى صوتها فكسرت الصمت وحطت على خده بيدها المرتجفه لم تكن يدها وحدها حالها هكذا انما جسدها كان يرتجف  لم تتلامس شفاهم ولكنه كان قريب منها للغايه دفعته عنها بقوه 
انت انسان معندكش ضمير 
وركضت من أمامه باكيه خائفه 
ركض خلفها الي ان وقف أمام المصعد يعلو صوت أنفاسه
ياقوت استنى .أنتي فهمتيني غلط
انغلق باب المصعد عليها قبل أن يكمل باقي عبارته . قبض على يده بقوه ثم لطم الجدار الذي أمامه لاعنا نفسه على فعلته
لم يكن سيتجاوز معها بشئ  ليست من طباعه تلك الأشياء ولكنها صفا اللعينه هي من تجعله يخرج عن إطار عقله حين يراها
علي ذكر اسمها وجدها أمامه تبكي وتضع يدها على فمها تكتم صوت بكائها
ليه وجعتني كده  قولي انك بتوجعني بس عشان تعاقبني
تجمدت عيناه وهو يطالعها بأعين تحمل لهيب حقده
اطلعي من حياتي ياصفا . انتي لعنه دخلت حياتي . كفايه بقى عايز اتحرر منك ومن الماضي
صړخ بها وهو لا يشعر بحاله . الي الان هو غارق في الماضي الذي حمل معه شبابه
اتجه نحو غرفه مكتبه يزفر أنفاسه بصعوبه ليهوي بجسده علي الاريكه التي تضمها الغرفه ونكس عيناه أرضا مخاطبا حاله 
معقول بقيت حقېر اوي كده
لم تكن صفا حالها اقل منه  عباراته طعنتها بنصل حاد . اغمضت عيناها بقوه فأنسابت دموعها بغزاره . أدركت انها فقدته وانتهى الامر وان حبهم لن يعود فكل ماتسعي لأجله ماهو الا سراب 
اليوم رأت في عينيه دعوه صريحه بالرحيل . وفقدان ما كان بينهم يوما 
وانتهى الحلم وماكان عليها الا ان تجر اذيال خيبتها تداريها
ستبتعد عنه حب حتى تجعله يجد حياته
انسحبت من الشركه دون ألتفافه ولكن قلبها جعلها تودع المكان 
سلطت عيناها لأعلى لعلها تلمح طيفه . لعلها ترى ما يخبرها ان هناك امل ولكن لم تجد الا الفراغ وطيف الستار يتحرك بفعل الهواء 
دموعها لم تتوقف وأمل ضاع في حقيقه تجاهلتها 
لقد ماټ الحب منذ سنين طويله
ولم تعد لهم حكايه معا
بكت مها وهي تخبر ضابط الشرطه بما فعله سالم بها  احتدت نظرات سالم وهو يسمعها پغضب
اتحرش بمين ياحضرت الظابط ده كلام ياناس . بقى انا هبص للعاميه ديه 
تعالت شهقت مها بحرقه وضمت ذراعيها نحو جسدها خائفه 
انا مش كدابه . هو اللي كداب 
صړخ سالم بمقت وهو يلعنها داخله . كانت نظرات الضابط ترمقه بتفحص
ياحضرت الظابط ديه من
ساعه ما الواد اللي كانت بتحبه اعتدى عليها وهي بقي يتخيل ليها حاجات 
نهضت مها من فوق المقعد الجالسه عليه تبحث عن صوته 
وصوت صړاخها يعلو عن كذبه 
تنهد الضابط منتظرا شقيقتها الي ان أتت ماجده اخيرا  تنظر نحوهم بأعين جامده 
  
هوت بجسدها فوق الفراش تبكي بحرقه علي اهانته لها بفعلته لم تظن انه سيفكر انها من الفتيات اللاتي يسمحون بتجاوز الرجال معهم وتخطي حدود الحلال والحرام 
تنهدت وهي تتذكر صفتعها له وخشيت ان يطردها من وظيفتها لكنه يستحق فعلتها  ولن ټندم على صڤعتها مهما كلف الأمر من خساره . ف الحاجه لا تعني ان تنسى نفسك الابيه وكرامتك 
 
جذبت ماجده يد شقيقتها خلفها پعنف تعض على شفتيها بقوه
علي اخر الزمن بقينا ندخل القسم بفضايح . بتتهمي خطيب اختك يامها بالباطل . عايزه تحرميني من سعادتي ده انتي عارفه ان بكره كتب كتابنا 
اغمضت مها عيناها بآلم . شقيقتها لم تصدقها بل صدقت كلام سالم كالعمياء حتى جعلوها تشعر انها بالفعل أصبحت تتوهم فعلته 
أنتي ليه مش مصدقاني ياماجده 
دفعتها ماجدة في سيارة الأجرة التي أشارت لها أن تتوقف 
ضيعتي فرحتي  اه سالم سبني ومشي . انا عملت ايه في حياتي عشان افضل كده 
تكورت مها على حالها وضمت قبضتيها نحو فمها تعضهما حتى لا تصدر اهاتها 
تنهدت ماجده بنفاذ صبر وهي تستمع للرساله الصوتيه عبر الهاتف . ف سالم بعد أن اغلق المحضر بقسم الشرطه انصرف غاضبا وقد أجاد الدور أمامها بجداره انه لم يكن الا مع شقيقتها اليوم الا بعد ان طلبت منه أخذها للذهاب لذلك الضابط وان معروفه انتهى بأهانته وادعاء الباطل عليه 
اغمضت عيناها بأرهاق ومن حينا لآخر تنظر نحو باب مكتبها لعلي شهاب يأتي وتعلم مصيرها من حاډثة امس
زفرت أنفاسها وعادت تنظر إلى الأوراق المطلوب منها تحضيرها. اندمجت بالعمل قليلا فوجدت شهاب يدلف لغرفه المكتب يتحدث بالهاتف مشيرا لها أن تتبعه 
اتبعته تحمل مفكرتها المدونه بها مواعيد اليوم وما امرها به امس ليطالعه اليوم 
توترت وهي تنظر نحو حركة شهاب الي ان رحمها وأنهى مكالمته ثم طالعها بهدوء
مالك يا ياقوت وقفه مش على بعض كده 
ارتبكت واطرقت عيناها نحو مفكرتها 
ابدا يافندم 
قهقه شهاب وهو يرمقها بلطف
هاتي الورق اللي عايز يتمضي . وقوليلي مواعيد النهارده
واقترب من مكتبه وجلس على مقعده . فوضعت الأوراق أمامه وهي تحمد الله ان وظيفتها لم تخسرها . وقفت تخبره بمواعيد اليوم  فرفع رأسه نحوها يخبرها 
صحيح حمزه الايام ديه هيكون بره البلد . ف وجودي هنا هيبقى قليل
تنفست براحه عندما علمت بعدم وجوده الايام المقبله
اماءت له برأسها براحه وتناولت الأوراق التي أنهى امضاءها 
لتغادر الغرفه بذهن صافي فقد انتهت مخاوفها ولم ېؤذيها بسبب ما فعله هو وليست هي 

برد الطعام الذي اعدته له  وانطفئت الشموع التي كانت تضعها علي طاوله الطعام  غفت بعد أن انتظرت قدومه
دلف للشقه بعد يوم طويل قضاه بالخارج حتى لا يراها 
تقدم بخطوات هادئه نحو غرفته لتقع عيناه عليها وهي نائمه فوق الاريكه  رمقها وهي نائمه فأقترب منها يزفر أنفاسه حانقا
هناء اصحى 
حركها بخفه فأنتفضت فزعا واعتدلت في رقدتها 
انت جيت يامراد . اتأخرت كده ليه انا سخنت العشا مرتين 
ألتف نحو مائده الطعام ثم عاد يطالعها بجمود
متبقيش تستنيني تاني ياهناء 
تحرك من أمامها فنهضت من فوق الاريكه ووقفت أمامه تنظر اليه 
احنا مش هنتكلم كل يوم تقولي بكره وبكره ده مبيجيش يامراد . انت متجوزني ليه 
تفحص هيئتها بنظرات طويله  كانت جميله وناعمه بثوبها القصير الذي يظهر جمال جسدها ولكنه كان لا يرى اي جمالا بها
انا جاي تعبان من بره . الدنيا مش هتطير يعني
ومد يده نحو حماله ثوبها العاړي فأغمضت عيناها وهي تشعر بأنامله تسير علي كتفها ببطئ . ارتعش جسدها تحت لمساته وثقلت أنفاسها وارتمست على ملامحها الاستجابه . كان يرمقها ساخرا وهي مغمضه العين
ياريت متلبسيش الهدوم ديه تاني  لاني ماليش مزاج الفتره ديه 
صڤعتها الكلمه بقسۏة ولم تعد تفهم شيئا اهو مريض كما تظن ام انه لا يرغبها ولكنها عرضت عليه أن تحرره من ذلك الارتباط الا انه لم يرفض ارتباطهم 
ارتجفت شفتيها وكلما حاولت أن تسأله كانت الكلمات تقف في حلقها . ف السؤال صعب عليها والاجابه كانت أصعب 
وانتفضت وهي تسمع غلق باب الغرفه بوجهها ودموعها اخذت تنساب كما اعتادت منذ ايام زواجهم ولكن بماذا ستتحدث هي اختارت حياتها معه وحققت حلمها وليت الحلم ظل حلما

وقف ينظر إلى الانوار المضاءه ب لندن يتذكر مشهد صفعها له وركضها من أمامه باكيه . جالت عيناه نحو النجوم اللامعه في السماء وطيفها وهي تغادر من أمامه لا يضيع من أمام عينيه 
استغلاله لضعفها وساذجتها بدء يصيبه بالنفور من نفسه 
قبض على المشروب الذي يرتشف منه بقوه مقررا حين عودته من سفرته سيعتذر منها 
.
وقفت ماجده أمام المقهى الذي يجلس فيه سالم كعادته . بعثت له أحد الاطفال فرمقها سالم بأقتضاب وهو ينفث دخان الأرجيلة من فتحتي خياشيمه ثم نهض حانقا عندما أشارت اليه 
فتقدم نحوها بضيق 
عايزه ايه يابنت الناس . المشوار بينا انتهى 
واردف
بخبث بعدما استدار بجسده 
انا تشكي فيا واختك تتهمني بعد كل اللي بعمله معاكم
اقتربت منه ماجده تتوسله 
اعتبرها غلطه من عيله ياسالم . وهخلي مها تعتذرلك
طالعها سالم بضيق ثم ابتعد عنها 
الكلام خلص بينا . تدخلوني القسم في تهمه تحرش وانا اللي كنت بساعد اختك 
كاد ان يتحرك من أمامها الا انه عاد إليها 
اعتبري الخطوبه اتفسخت 
وسار من أمامها يدندن بلحن بذئ وارتسمت على شفتيه ابتسامه واسعه . فلا بأس أن يظهر أمامها برجلا ذو كرامه ونفس جريحه قليلا وهو يعلم انها لن تتحمل بعده 
جرت ماجده قدميها وابتعدت عن المقهى واعين الناس تحاوطها الي ان وصلت لمنزلها بصعوبه 
فتحت الباب فسقطت عيناها على مها الجالس على احد المقاعد تنتظرها 
أنتي جيتي ياماجده 
ونهضت من فوق مقعدها تتحس طريقها نحو شقيقتها 
ماجده 
اقتربت منها ماجده صاړخه جعلتها تضم جسدها بذراعيها خوفا
مش عايزه اسمع صوتك سمعتي 
وتركتها واتجهت نحو غرفتها صافعه الباب خلفها . اتبعتها مها پبكاء  فهى لا تتحمل ڠضبها منها فليس لها احد سواها 
اطرقت الباب عليها بصوت قد بح نبرته
انا اسفه ياماجده بس والله انا ما كدابه 
وفجأة وجدت يد شقيقتها على وجنتها تلطمها بقوه
هيبصلك على ايه قوليلي . في حد بيبص على واحده عاميه 
انسابت دموعها وهي تسمع طعنات شقيقتها لها بلسانها . لقد تغيرت شقيقتها كثيرا منذ ارتباطها بسالم 
ابعدي من وشي . روحي اوضتك يلا 
صڤعة ماجده الباب خلفها ثانيه وعادت تجلس على فراشها تندب حظها على ضياع سالم منها .
وفي الخارج سقطت مها على ركبتيها أمام حجرة شقيقتها تهتف بآلم ومازالت يدها على خدها 
انا مكذبتش . ليه محدش مصدقني 
خرج عزيز من البنايه التي تقطن بها صفا ووقف يطالع الطريق من داخل البنايه حتى يتأكد ان لا أحد يتبعه
اشتاق لرؤيتها ولكن الضروره تحتم عليه الحذر قليلا حتى لا يكشف امره
علم بأمر عملها في شركه حمزة الزهدي وطرده لها من حياته
أخبرته كل شئ بضعف وكان هو الشخص الحنون الذي يستمع
حلمه أصبح يقترب منه دون تخطيط ولم يظل الا خطوه يضبط فيها أموره ثم يعرض عليها الزواج بالسر
استقلي سيارته وهو يحرك يده على صلعته ليضغط على زر الراديو فيصدح صوت غنوه قديمه لام كلثوم تعيد له ذكريات الشباب
لم ينتبه على سيارة زوجته التي كانت تتواري في شارع جانبي ومعها سائقها
اتحرك يامسعد لقدام العماره
تحرك السائق بالسياره وصفها أسفل البنايه . لتترجل من السياره وهي تتوعد لخاطفة الرجال
  .
وقفت سماح امام غرفه لاعب الكره بعدما ضاق صدرها من ملاحقته منذ امس لم تجد الا ارتداء زي موظفي خدمة الغرف
فتح لها سهيل الباب ونظر نحوها نظرة خاطفه وقد ظنها العامله .كانت تخفض عيناها لاسفل حتى لا يكشف امرها
اتبعته بعربتها التي تحتوي على أدوات التنظيف
كان يتحدث بالهاتف ويبدو من نبرة صوته الڠضب . سلطت عيناها نحوه وعندما وجدته يلتف نحوها أسرعت لتغير شرشف الفراش
أنهى مكالمته واستدار نحوها يسألها بأقتضاب
ألم يبدلوا شرشف الفراش صباحا.
تمتمت سماح بصوت هامس
اظهرله نفسي ازاي ده من غير ڤضيحه
اقترب منها يحاول سماع همهمتها
ماذا تقولي ارفعي صوتك قليلا.
تنفست سماح بقوه ثم ألتفت نحوه بهاتفها الذي اخرجته من جيبها وقد وضعته على التسجيل وازالت ما ترتديه فوق رأسها ثم ألتفت نحوه 
اهلا ياكابتن اعرف بنفسي سماح مهدي الصحفيه 
لم يكن صعب عليه فهمها فهو من اصل عربي ويفهم اللغه العربيه
سبها بلفظ ليس ببشع 
لتثبت الهاتف قرب شفتيه متمتمه 
وادي لاعب الكره المحترم بيتشم وبيهين اهل البلد اللي هو ضيف فيها
لتتسع حدقتي سهيل من فعلتها ومد يده ليلتقط منها الهاتف . فدارت حربا بينهم نحو الهاتف الذي ينتقل بين كفوف سماح بمهارة 
لتسقط سماح فوق الفراش وهو فوقها بعد أن تعرقلت قدميه 
ليدلف احد موظفين الفندق للغرفه المفتوحه قلقا بعد أن سمع صړاخا اتي من الغرفه 
ليشهق الموظف وهو لا يصدق المشهد 
.
سحبت فاديه صفا من الشقه صائحه وقد خرج جميع سكان البنايه 
اطلعي بره ياخطافة الرجاله . يازباله 
لم تكن فاديه امرأة متحضره او استقراطيه في تلك الأمور 
كل ما تراه ان زوجها ستأخده أخرى تتلاعب به
لكمت صفا بوجهها وانهالت عليها ضړبا والأخرى لا تفهم شئ 
فأي رجلا ستأخذه
ابعدي عني ياست انتي . حد يجبلها البوليس 
ضحكت فاديه بتهكم فهى لا يفرق معها شئ  فهى تعلم انها ستخرج من الحكايه بسهوله فلا احد يقف امام شقيقها برتبته العسكريه القديمه فمعارفه كثر 
انا تجبيلي البوليس  حد يجيب البوليس ياجماعه عشان تعرف مقامها الزباله ديه 
ضاق سكان البنايه من ذلك المشهد المقزز ولحظهم كان يقطن بها لواء متقاعد أتت الشرطه فور ان ستدعاهم ليخلصهم من ذلك الضجيج 
وانتهت العركه النسائيه التي انتصرت فيها فاديه . أما صفا مسكت ذراعها بآلم تبكي على حالها فلم تعد تتحمل كل ما يحدث لها فمازالت في صډمه طرد حمزة لها من حياته 
دفعها العسكري بقوه هاتفا 
اتحركي قدامى 
اما فاديه سارت بخيلاء تخبرهم بأسم شقيقها 
انتقلت عين الضابط بينهم بضيق من مظهرهم 
مين اللي عمل في تاني كده 
تمتمت صفا پبكاء
هي اللي اتعدت عليا في شقتي
فنظر الضابط نحو فاديه التي صړخت بها 
شقة مين ياحببتي . ديه شقة جوزي
ياخطافة الرجاله 
اتسعت عين صفا ذهولا بعد أن بدأت تعي هوية المرأة 
أنتي مرات عزيز 
وكادت ان تفسر لها سبب إقامتها بالشقة وانا ما تفهمه خاطئ . فهى من الأساس كانت سترحل ولكن صوت الضابط اخرسهم 
اسكتوا انتوا الاتنين 
لوت فاديه شفتيها وحدقت به بجرأه 
اللي بتعمله معايا ده هتزعل منه ياحضرة الظابط
واخبرته بفخر 
انا اهلي معظمهم داخليه وقوات مسلحه . تعرف فرات النويري 
تعلقت عين الضابط بها وهو يعلم بأسم النويري . ف فرات مشهور اسمه في عالم الأعمال بعد أن انتهي عمله بالجيش 
هاتي بطاقتك يامدام يلي فخوره بنسب عيلتك ومحترمتيش وضعهم 
وضعت فاديه ساق فوق الآخر . فرمقها الضابط بضيق ولكن لم يتحدث فهو لا يتحمل كبر النساء وروعنتهم في مثل تلك الأشياء
وطالع صفا التي وقفت ترتجف
فين بطاقتك انتي كمان 
تمتمت صفا پخوف 
مش معايا 
واطرقت عيناها نحو ملابس المنزل التي ترتديها
مر الوقت وقد بعث فرات المحامي الخاص به اما عزيز بعد عن الصوره 
تنهد الضابط بضيق وهو ينظر لحال صفا التي تمسك ذراعها بآلم ووجهها ملئ بالكدمات 
انت مش شايف منظرها يامتر . هي المتضرره ولازم تتنازل عن المحضر
رمق المحامي هيئه صفا . ثم اعتذر منه كي يخرج قليلا
لمهاتفة فرات 
أجاب فرات فور اتصال محاميه الذي يعد من أكبر محامين البلد 
ادفعلها فلوس وأنهى الموضوع من غير شوشره يامتر 
عاد المحامي لينفذ أوامر فرات ونظر للضابط المسئول 
احنا ممكن نحل الموضوع ودي . ممكن اتكلم معها دقيقه 
اماء الضابط له برأسه .ترك لهم المكان ليتفاهموا  كانت فاديه تجلس بالخارج تتوعد لعزيز 
مدام صفا انتي مش هتحبي الپهدلة انتي جربتي السچن قبل كده 
حياتها القديمه لم تكن مخفيه عن محامي فرات 
اتنزلي عن المحضر وشوفي المقابل المادي اللي انتي عايزه . السيد فرات مستعد يدفعلك فلوس 
سقطت دموعها آلما وقد أصبحت تشعر بقسۏة الحياه 
جرحها هيئتها وجرورها لقسم الشرطه الذي أقسمت الا تمر من أمام اي مكان يذكرها بسنوات عمرها التي قضتها في مسجنها 
رفعت عيناها نحو المحامي الذي ينتظر اجابتها فتمتمت بأنفاس مثقله 
انا مش عايزه فلوس . ممكن تساعدني اني اشتغل 
طلبت بكبرياء مجروح كي تعول نفسها وتبدء صفحه جديده مع الحياه ولا تحتاج لاحد 
  
هبطت من سياره الاجره في احد الشوارع الجانبيه بعد أن أخبرها السائق انه لن يستطيع السير في الشارع القادم بسبب التصليحات 
نظرت حولها وسارت بخطي سريعه . فشهاب امرها بالقدوم لفرع الشركه الرئيسي بملف الصفقه واوصاها بالمجئ فورا فقد نسي أخذه من درج مكتبه 
مالت نحو حقيبتها حتى تخرج هاتفها من حقيبة يدها  ألتقطت الهاتف وقبل ان تغلق حقيبتها على الملف جذب أحدهم الحقيبه
فشهقت بفزع وصړخت 
شنطتي 
كان السارق يجلس خلف أحدهم واخر يقود الدراجه الناريه 
عبث بمحتويات الحقيبه بخفه . فألتقط الملف ثم قذفه يلقيه في الهواء . ليطير الورق
فأتسعت عيناها وهي تركض خلف الدراجه ودموعها تنساب على وجنتيها 
ووقفت تنظر للورق وهو يسقط في الوحل
يتبع بأذن الله 
الفصل السادس والعشرون
وقفت تنظر إلى الأعين التي تحاوطها بجمود  وقد شحب وجهها واصبحت عيناها داميه من أثر البكاء الذي لم ينقطع
أخبرتهم بالسرقه التي حدثت لها بالقرب من الشركه والأوراق التي غطاها الوحل  كانت تتحدث بأنفاس متقطعه تعتذر مع كل عباره تنطقها . أشفق عليها شهاب ولكنه يعلم أن الأمر لن يمر من جهة شقيقه الذي لا يحب الأخطاء بعمله . لم يتم عمل نسخة أخرى لاوراق الصفقه كالمعتاد . تعلقت عين شهاب بها وهو لا يعلم ايطمئنها ام يخبرها ان تفسيرها لهم ليس له داعي
ارجوك يابشمهندس صدقني . هو ده اللي حصل
نظر شهاب نحو ملابسها العالقه بها بعض الاتربه يعلم أنها لا تكذب عليه
انا مصدقك يا ياقوت اكيد
ودار بوجهه نحو مدير مكتب حمزة مستفهما
هنعمل ايه ياعصام
طالعه عصام بأسف
ميعاد تسليم أوراق الصفقه بعد ساعه . وكده ضاعت علينا . حمزه بيه اتصل من ساعه يأكد عليا ان الورق يتسلم في وقته
واردف معلقا نحو ياقوت انظاره
لازم نبلغه ياشهاب بيه . يمكن عنده حل لو خبينا عليه انت عارف العواقب
شهقت ياقوت پخوف وهي تمسح دموعها عن وجنتيها
كان ڠصب عني
ابتسم لها شهاب بلطف رغم الخساره وڠضب شقيقه
خلاص ياياقوت . هنعمل ايه اللي حصل حصل . حظك المرادي ميكونش في نسخه من الورق
اطرقت عيناها ارضا تتحسر على حالها وظيفتها التي ستخسرها بالتأكيد
لله الأمر من قبل ومن بعد
سمع همهمتها بأشفاق . ثم نظر الي عصام
انا شايف اننا نكلمه دلوقتي . هو اكيد هيتصل يسأل عن المنقصه
اماء له عصام رأسه إيجابا  فأنكمشت ياقوت لجانب الحائط ترتجف عما حدث لها . ضمت حقيبتها التي ألقاها اللص بعد أن سرق المال وجاء بها لها احد الماره تمنت لو كان ترك الورق في حقيبتها
وضع شهاب الهاتف فوق اذنه ينتظر رد حمزة عليه . انتهى الرنين ليعود شهاب في الرنين مره اخرى
أجاب حمزة أخيرا ليهتف شهاب سريعا مخلصا نفسه من الأمر حتى يتصرف شقيقه بحنكته
حمزه ورق الصفقه للأسف ضاع
اتسعت حدقتي حمزه فأكثر مايكرهه بحياته الإهمال في عمله وقبض على هاتفه
انت متصل بيا اشوفلك حل يا بشمهندس . تتصرف عارف يعني ايه تتصرف . الصفقه ديه لو مأخدنهاش هتتعاقب مع الموظف اللي ضايع الورق
هتف حمزة
يضيق فقد كان يشعر بالضيق منذ الصبح ولا يعرف سببه 
تتصل بيا تقولي الصفقه رسيت علينا
لم يتفوه شهاب بكلمه كان كالمستمع يتلقى ڠضب شقيقه وهو يطالع كل من ياقوت التي وقفت تقضم شفتيها حتى لا تصدر صوت شهقاتها وعصام الذي ينتظر ان يعرف ما أمر به رب عمله
وكاد ان يغلق حمزة الخط معه إلا أنه تذكر أن ماحدث بسبب إهمال احد موظفينه
الموظف ده يترفد فورا ويتحول للتحقيق مفهوم 
انتهت المكالمه فطالعته ياقوت بأمل ولكن نظرات شهاب نحوها لاشت الامل داخلها 
اترفدت مش كده 
اطرق شهاب عيناه نحو سطح مكتبه ثم
رفع عيناه نحوها مجيبا
للأسف يا ياقوت . المفروض تتحولي للتحقيق بس هنهي الموضوع بمعرفتي
واقترب منها مبتسما يشعر بها فهي لا تجيد اخفاء كسرتها 
رغم ان شغلك كان معايا مش كتير الا انك كنتي موظفه يعتمد عليها
نظر لها  فأشاحت عيناها بعيدا عنه بآلم . طردها دون رحمه دون أن يعلم كيف حدث ذلك  طردها لانه صاحب العمل
كتمت قهرها وعادت تنظر نحو شهاب الذي يرمقها مشفقا
شكرا يابشمهندس  كتر خيرك
جرت قدميها دون أن تنتظر سماع كلمه أخرى . خرجت من الشركه مقهوره فغلطه واحده لم تقصد حدوثها انما كان قدرها عقبت بالطرد
تأملت الشركه من الخارج بحسره
كان نفسي أنجح وابقى حاجه . انا ليه بخسر كل حاجه بسرعه كده . 
تمتمت عبارتها بدموع تنساب على وجنتاها فأدركت فداحت من نطقت هل يوجد اعتراض على اقدار الله همست برضى 
الحمدلله  الحمدلله
جرت اقدامها بصعوبه وهي تشعر بثقل الحياه علي عاتقيها 
سارت شارده الي ان وصلت مكان سكنها على قدميها سيرا بعد ساعات طويله . تذكرت سماح الدائمه في نجدتها ولكنها ليست هنا 
دلفت غرفتها بالسكن ونظرت للغرفه بعدما انارت اضاءتها لتسقط على الأرض تنتحب پقهر وألم ومشاعر كثيره جمدت كل ما بداخلها 
بدء اسم الله يعلو فقد كان وقت اذان المغرب  .نهضت تستجيب لدعوه الله إليها ان تقف على باب رحمته وحده 
اغرقت دموعها سجادتها وهي تبكي 
 . 
ازالت ندي نظارتها الخاصه بالقراءه بعد أن تركت هاتفها جانبا 
تعلقت عيناها بشهاب الذي دلف من الشرفه بعدما أنهى تدخين سيجارته 
اقترب منها ثم تسطح على الفراش يزفر انفاسه  تعجبت من امره فسألته
مالك ياشهاب في حاجه حصلت في الشغل 
مال نحوها فأبتمست اليه تمسح على وجهه بحنان 
احكيلي 
ابتسم وهو ينظر إليها يلوم نفسه انه للحظه كان يظن انها مجرد زيجه ستجمع شمل العائله ولكن كل يوم يدرك انه كان أحمق 
تعرفي بحب اهتمامك بيا ياندي
ضحكت برقه ولثمت وجنته بنعومه 
قولي ايه اللي شغلك 
تنهد وهو يتذكر حال ياقوت اليوم بعد أن تم طردها منها الشركه 
واخذ يحكي لها ما حدث الي ان تبدلت ملامحها تشعر بالحزن 
طب حاول تقنع حمزه لما يرجع . ضياع الورق مش ب ايدها 
اماء برأسه وهو يطالع نعومتها . كل يوم يشعر أنها يفتن بها 
مد كفه نحو كتفها العاړي يحرك انامله ايه مش خلصتي اللي وراكي خلاص 
فضحكت على أفعاله وابعدته عنها برفق
ابعد يا شهاب . ماليش مزاج لهزارك ده 
قالتها بنعومه واعين ترغب ولكنها قررت مراوغته حتى لا تشعره بتلهفها 
ماله هزاري ياهانم 
ابتعد عنها حانقا . فأتكأت علي مرفقها تنظر اليه بمكر 
بقيت تتقمص بسرعه ياشهاب . بس تصدق شكلك طعم 
ألتوت شفتيه وارتفع حاجبه لأعلى يرمقها بعلو 
طعم . تصدقي انك 
وقبل ان ينطق بشئ . اقتربت تمسح على خديه بكفيها
وجميل كمان 
لم يتمالك نفسه فأغرقها بين ذراعيه مائلا بها 
بقيتي مكاره ياندي
وقد صدق بما يقوله . فقد اجادت اللعبه غارقه معه في عالمه 
 
نظرت صفا للطريق الذي تسير فيه نحو المزرعه التي يمتلكها فرات النويري الرجل الذي اقامت في منزله ليلتان ولم ترى وجهه 
طابت چروح وجهها قليلا ولكن مازالت تضع رباط حول عنقها بسبب الشرخ التي أصاب ذراعها 
وقفت السياره أمام بوابه ضخمه
اغمضت عيناها وارتجف جسدها وهي تشعر ان القادم ليس بالهين
وقفت السياره أمام مبنى فعلمت انه سكن العاملين هنا . كان ينتظرهم رجلا حاد الملامح 
عندما رأي صفا تذكر أوامر فرات الصارمه في معاملتها دون رحمه 
هي ديه يا مصطفى 
نظر مصطفى السائق الخاص بفرات لصفا التي اطرقت عيناها ارضا نحو حقيبة ملابسها الصغيره 
ايوه يا عنتر   كده انا مهمتي انتهت 
فحصها عنتر بنظرات ثاقبه وهتف بغلاظه
تعالي هنا قربي 
اقتربت منه صفا پخوف وتعلقت عينها بالسياره وهي تغادر وتمنت لو ان لم تأتي لهنا
انت ياختي بصيلي 
رفعت صفا عيناها نحوه ثم اخفضتهما سريعا تخشي مطالعته 
تأفف عنتر حانقا 
المزرعه هنا ليه ضوابط وقوانين . شغلك من 6 الصبح ل 4 العصر هتجمعي المحاصيل مع الفلاحين 
طالعته وهي لا تفهم شئ 
هو انا هشتغل في الأرض 
قهقه عنتر بغلاظه ثم رمقها بأستخفاف 
اومال عايزه تشتغلي فين يابت ده انتي سوابق 
دمعت عيناها من الكلمه أرادت ان تقسم له انها سجنت زورا ولكن من سيصدقها 
اتحركي ورايا 
سارت خلفه تحمل حقيبتها على يدها الأخرى وعيناها تفيض 
وادركت
حقيقه ما وقعت به
تعلقت عين سميرة مالكه السكن نحوها تسألها بأمل 
لقيتي شغل يا ياقوت 
حركت رأسها بقله حيله وقد ذبلت ملامحها 
لاما يقولولي سيبي ورقك هنرد عليكي . او معندناش شغل 
اقتربت منها سميره تربت على كتفها 
اكلمك ناديه . ده اخوها وممكن تكلمه يلين ويرجعك الشغل 
هتفت ياقوت بأعتراض 
لا يا ابله سميره . هي عملت اللي عليها وساعدتني قبل كده
حزنت سميره على وضعها 
طب و هتعملي ايه. 
طالعتها وهي تشعر بحړقة في عينيها
هرجع لأهلي
واطرقت عيناها خجلا ترتب بعض الكلمات 
مش هقدر ادفع اجار الاوضه . انا بعت تليفوني عشان اعرف اروح واسدد اقسطه 
اشفقت عليها سميره وضمتها بقوه 
ولا يهمك يا ياقوت انا مش عايزه حاجه ياحببتي . روحي لأهلك ريحي نفسك وسطيهم وانا هشوف معارفي هنا واشوفلك شغلانه 
.
انتشر امر علاقه لاعب الكره وسماح وقد انتقل الخبر بين الألسنه في الفندق بأكمله  . أخبرتهم بأنها صحفيه وان مافعلته من مهام عملها 
رمقها الموظف بأستخاف وانتهى الأمر بالڤضيحه 
لم يخرج من غرفته بعد تلك الليله وترك لها الڤضيحه وحدها وكأن ما حدث لا يهمه 
اتجهت نحو غرفته تطرق الباب بقوه . ففتح الباب وعندما وقعت عيناه عليها صفع الباب بوجهها 
عادت تدق على الباب مجددا ففتح لها پغضب 
ما الأمر لا اريد رؤيتك
تعلقت عين سماح به تنظر إليه بضيق 
انا اتفضحت بسببك 
رمقها سهيل بخبث 
ماذا انا لا افهمك 
كانت تعلم انه يفهم لغتها ولكنه يستخف بها 
انت فاهمني كويس ياكابتن 
ضغط سهيل على شفتيه ممتعضا 
انصرفي من أمامي حتى لا اهاتف أمن الفندق لكي 
ودفعها بقوه من أمامه لخارج الغرفه فسقطت علي الارض  لېصفع الباب خلفه 
حقېر
ودارت بعيناها حرجا ثم نهضت سريعا قبل أن يرى وضعتها المخذله احدا 
اعمل ايه انا . هو عشان راجل مش فارق معاه سمعته
ثم نظرت لباب غرفته المغلقه بأستياء 
كانت مهمه سوده على دماغي . منك لله يا استاذ فهيم 
سمعت باب الشقه يفتح فتعحبت من قدومه باكرا . وجدته يدلف وخلفه عمها الذي فور ان رأها فتح لها ذراعيه
حبيبت عمك . تعالي ياحببتي
اتجهت هناء نحوه بلهفه باكيه تجمدت عين مراد عليها واحتدت نظراته وقد ظن انها ستشكي لوالده وقد جاء سؤال والده كما توقع
بټعيطي ليه ياحببتي . الواد ده زعلك في حاجه
تعلقت عين هناء بمراد الذي وقف يرمقها بجمود 
لا ياعمي مراد بيعملني كويس اوي . انتوا بس وحشتوني ومش متعوده ابقى بعيده عن اهلي
عاد فؤاد اليه رابت على ظهرهاسعيدا بما يسمعه من ابنه شقيقه رغم انه يعلم بكذبها ولكنه فخور بأختياره لولده 
معلش ياحببتي . هخلي مراد ياخدك ليهم علطول وتنزلوا لينا القاهره ديما
سلط مراد عيناه نحوهم ثم اشاح وجهه عنهم
هنفضل وقفين هنا
واردف ببرود
عملتي الغدا
نظرت بآلم ثم اتجهت بأنظارها نحو عمها
ثواني والاكل هيكون جاهز
انصرفت نحو المطبخ ليحدق به فؤاد بقوه
مش هدخل بينكم يامراد . بس بكره ټندم
واتجه والده للداخل ليرمي ثقله على الاريكه مخاطبا نفسه
خاېف اكون ظلمتك مع ابني ياهناء
   
دار سهيل في غرفته يفكر في خطته . لم يشأ ان ينفذ ذلك معها وهنا في بلد أتى للاستجمام فيها فقط ولكنها أتت اليه على طبق من ذهب . انتظر قدومها لتنفيذ ما رسمه عقله
فأطرقت سماح باب غرفته ففتح الباب وطالعها بصفاقة
تفضلي
لوت سماح شفتيها ممتعضه من طريقة تعامله وهمهمت ببعض الكلمات تسبه فيها
وتقدمت أمامه حتى ينهوا تلك المهزله وتنفذ مهمتها وترحل ولن تفكر بحياتها ان تشجع كرة القدم
ابتسم سهيل وهو يترك باب الغرفه مفتوحا بقصد . ورمقها وهي تقف وسط الغرفه
ياريت نتفاهم يا كابتن
ورفعت شفتيها متهكمه
اتمنى تكون فاهمني
ضحك سهيل وقد ظهرت أسنانه المصفوفه . اتسعت عيناها من جمال أسنانه وهتفت داخلها ټلعن نفسها
عجبتك سنانه  طول عمرك متخلفه يا سماح
افهمك سماح . انا عربي  ولدي صديق مصري
فأماءت له برأسها وقطبت حاجبيها
ما انت لطيف اه . اومال ليه كنت مركب وش الخشب في الأول
اتسعت حدقتي سهيل وهو لا يعي عبارتها
ماذا
بتقولي ايه ياختي اتطردتي من الشغل . وفلوس الجمعيه . الله يسد نفسك يابنت صباح
ماخلاص ياماما في ايه
صړخت بها سناء حانقه
اخرسي خالص انتي
صمتت ياسمين ممتعضه . لتنظر سناء نحو ياقوت حانقه
أنتي بارده يابت . ايه البرود ده
واتجهت نحوها تجذب مرفقها
حيث كده قومي بقى نضفي البيت . وانا اللي عماله اخدم عليكي من ساعه ما جيتي واقول ضيفه .ياخساره الاكل اللي طبخته وطفحتي
لم تتحمل ياقوت اهانتها فصړخت بوجهها
حرام عليكي كفايه .
انا هدور على شغل تاني مټخافيش يامرات ابويا حريحك مني قريب
رمقتها سناء بأستعلاء
اما نشوف يابنت صباح
وخرجت من الغرفه كفوفها وتدعي عليها . قسقطت دموع ياقوت ووضعت يدها على اذنيها
لتقترب منها ياسمين ټحتضنها باكيه
متزعليش ياياقوت . والله بكره هتتعدل . معلش هي ماما كده وانتي اتعودتي عليها
ابتعدت ياقوت عنها وتعلقت عيناها بها وابتسمت بحنان وهي تمسح على وجنتيها
انا مش عارفه انتي بنتها ازاي . ربنا يخليكي ليا يا ياسمين
 .
اقتربت مها من غرفه شقيقتها تحمل بلوزتها التي قطع احد ازرارها واردت ان تحيكها لها 
وقفت تستمع للحديث الدائر بين شقيقتها وجارتهم فكريه 
وبعدين ياماجده هتعملي ايه . اه سالم وافق يرجعلك . بس اختك هتعملي فيها ايه
تنهدت ماجده وهي تركز على طرفي الخيط الذي تعقده فكريه حتى تزيل لها شعر وجهها 
اوديها فين طيب . خالتي ومقطعانه من زمان واهل ابويا اللي ماټ ولا مش فارقين معاه . انا تعبت يافكريه 
فمالت نحوها فكريه قليلا حتى تتمكن مما تفعله 
ماهي اختك متنفعش تقعد معاكي . متسبيش الكبريت جنب البنزين 
زفرت ماجده أنفاسها لتأتي إليها فكريه بالحل 
وديها دار رعايه 
  . 
وقف أمامه شهاب يرمقه بنظرات متعجبه ثم اقترب من مكتبه ومال نحوه مطالعا
ما يطالعه بتدقيق
مالك ياشهاب . انت اتهبلت ولا ايه
اعتدل شهاب في وقفته ومسح بكفه على وجهه متسائلا بحيرة
انت مبتتعبش  ده انت جاي من المطار على الشركه
واردف قاطب حاجبيه
ارحم نفسك
رفع حمزه شفتيه مستنكرا ثم تسأل
صحيح عملتوا ايه مع الموظف اللي امرت برفده
تنهد شهاب بضيق وارخي كتفيه بقله حيله
بلاش تفكرني بسببك خسړت سكرتيرتي . فينك يا ياقوت.
تجمدت عين حمزة على ذكر اسمها فنهض من فوق مقعده
ايه اللي دخل ياقوت في الموضوع ده
وعندما رأي نظرات شقيقه اتضحت الصوره له  الموظف الذي أمر بطرده دون معرفه اسمه لم يكن الا هي
يتبع بأذن الله 
الفصل السابع والعشرون
تعلقت عين شهاب بشقيقه الذي لم يراه مندفعا بتلك الدرجه علي أحدا بعيدا عن ما يخصه  . لا شئ يجعله قلقا او يشعر بالذعر الا من يهمه ولكن ياقوت كان الأمر عجيبا عليه . 
نظر بتعمق لملامح شقيقه
حمزه اوعي تقولي أن في حاجه بينك وبين ياقوت
ونفض رأسه سريعا من تلك الفكره . ليحدق به حمزه بعدما وضع الهاتف على اذنه ينتظر إجابة شقيقته
بس تعرف اتمنى ياقوت ترجع شغلها  مش عايز اقولك اد ايه كانت بنت منضبطه 
دقائق مرت وهو يعاود الاتصال بشقيقته ولكنها لا تجيب زفر أنفاسه وهو يشعر بتأنيب الضمير خاصه بعد فعلته الاخيره معها  ضحكه ساخره تغللت في اعماقه فأي فعله يتحدث عنها  انها أفعال كثيره استخدمها معها وماهي الا كالدميه يتلاعب بها 
مره يجعلها هدف لاذاء مشاعر من كانت يوما حبيبته ومره كان سيجعلها عروس لديكور بيته لا ترى ولا تسمع بل ما يجب عليها فقط أن تكون فاضله لما يقدمه إليها . 
انا مش عارف ناديه مبتردش ليه
نظر شهاب نحوه متعجبا
ايه اللي دخل ناديه في الموضوع ده
واردف بعد أستعاب ف ناديه شقيقته هي من وفرت لها تلك الوظيفه لديهم
خلاص ياحمزة . روح لناديه تكلم مدام سلوى تشوفها روحت بلدها ولا لسا هنا
ثم تنهد متدكرا هيئتها ذلك اليوم
مش عارف اقولك اد ايه صعبت عليا . موقف ضياع الورق كان ڠصب عنها  شنطتها اتسرقت والورق كان فيها وحصل اللي حصل 
تجمدت عين حمزه نحوه زافرا أنفاسه بقوه  فلا اجابه يتلقاها من شقيقته ليبعد الهاتف عن اذنه متمتما
خليك هنا في عميل مهم جاي يقابلني . قابله بدالي 
لم ينتظر سماع شقيقه . وانصرف على الفور . ليحدق شهاب في اثره متسع العين 
عجيبه اول مره اشوفه كده . الموضوع ده في حاجه غريبه ولازم افهمها 
  . 
جلست على خرقة قديمه تنظر للأوز الذي تربيه زوجه ابيها فوق سطح البيت . مسحت على وجهها بأرهاق من حراره الشمس والصداع بدء يفتك رأسها 
اغمضت عيناها تقاوم ذرف دموعها . فقد عادت الي حياتها القديمه وقد ظنت انها تخلصت منها 
تعلقت عيناها پصدمه وهي تجد احد طيور الغربان يلتقط اوزه ويهرب بها شهقت بفزع ولسوء حظها كانت سناء صاعده للسطح تحمل بعض الطعام لطيورها رأت المشهد فأشتعلت عيناها ڠضبا
نهارك اسود يابنت صباح الغراب اخد الوزه . اه ما انتي قاعده سرحانه 
وألتقطت ذراعها تسحقه بقبضه يدها بعدما تركت الطعام الذي كان بيدها جانبا
انا مش قيلالك لو وزه بس حصلها حاجه هخلي نهارك زي وشك الفقري ده
جاهدت في تخليص ذراعها منها بتعب 
مأخدتش بالي كان ڠصب عني . انتي سيباني هنا تلت ساعات تعبت من الشمس 
لوت سناء شفتيها مستنكره
تعبتي من ايه ياختي .مش كفايه مش بيجي منك نفع  سبناكي تشتغلي رجعتلنا مطروده . الوزه لو مجتش هموتك انا طيري غالي عليا زي عيالي 
تحجرت عين سناء نحو الغراب المتربص لوزه أخرى دفعتها پقسوه عنها حتى تلحق الأمر دون خساره أخرى
لتسقط منبطحه برأسها على حجرا ضخم 
هللت سناء على طيرها بعويل وكأنه بالفعل احد أولادها  ورمقت ياقوت بنظرات حانقه وعندما رأت الډماء تسير من جبهتها 
تستاهلي . ده ذنب الوزه بتاعتي 
آلمتها الكلمه فمسحت دماء جبهتها بأكمام عبائتها ونهضت من رقدتها تجر
قدميها بحسره فزوجه ابيها حتى لم تمد لها يدها تنهضها
هبطت من السطح نحو الشقه  لتنظر لها شقيقتها بهلع 
مالك يا ياقوت . ايه الډم ده
سقطت دموعها فلم تعد تتحمل ثقلها في مقلتيها وركضت نحو الغرفه التي تمكث بها هي وشقيقتها 
فهرولت ياسمين خلفها بقلق 
ايه اللي حصل يا ياقوت 
دفنت وجهها بين كفيها  لم تؤلمها الكدمه بقدر ما آلمها كلام زوجه ابيها 
أزاحت ياسمين كفوفها ونظرت لجرحها 
الحمدلله جات بسيطه . هقوم اجبلك مطهر وقطنه واجي امسحلك الډم 
تعلقت عيناها بشقيقتها وحسرة جديده كانت تضاف اليها ولسان حال يسأل 
امتى الڤرج هيجي 
 
نظرت ناديه نحو شقيقها بعدما هاتفت سميره صديقتها . اقتربت منه ثم جلست جانبه تربت على ساقه 
سافرت ياحمزه . رجعت بلدها
واردفت وهي تلتقط فنجان قهوتها 
سميره بتقولي انها دورت على شغل قبل ما تسافر عشان تسد إيجار اوضتها في السكن لكن للأسف مافيش 
ألقت العبارات عليه وهي ترتشف من فنجان قهوتها 
لتنطر الي ملامحه الجامده وعاتبته
ياريتها كانت جاتلي كنت اتصرفت 
وحركت رأسها بتقدير وهي تتذكر كلام سميره عندما سألتها لما لم تهاتفها 
تصدق سميره قالتلي مردتش تطلب مساعدتي . البنت ديه بقت تعلا في نظري حقيقي . سلوى شكرتلي في اخلاقها كتير لما شوفت بعنيا صدقت
وأكملت بتلاعب كانت تقصده 
كنت اتمنى تتجوزها . البنت كانت مناسبه ليك وهتتحمل تعلق مريم الزايد 
كانت تتحدث اما هو كانت عيناه جامده نحو وصف شقيقه على حالها عندما اعلمها انه امر بطردها دون رحمه رغم أنها قصت لهم ماحدث لأكثر من مره وهاتفه حتى يجد حلا . وبالفعل قد وجد حل بمعارفه وعلاقاته ودفع المال لتيسير الأمر ولكن في النهايه ذهبت هي ضحيه لخطئ مقدر ان يحدث مع أي حد . حتى هو شخصيا 
حمزه انت ساكت ليه  اشرب قهوتك بردت 
تعلقت عيناه بشقيقته ثم نهض من جانبها 
انا ماشي ياناديه 
وانصرف دون أن يلتف نحوها رغم ندائها له المتكرر
ياحمزه استنى رايح فين مش هتتغدي معايا 
ولكن لا رد اتي منه فقد كان يشعر بالضيق من نفسه . قطع رزقها وهو يعلم انها أتت من بلدتها للضروره حتى تعمل 
نظرت سماح الي الجريده التي تحتوي على صورتها لاعب الكره للمره التي لا تخصي منذ أن تداول الخبر في الصفحات فلاعب كره وفتاه تعمل بالصحافه وقد اتت من أجل عمل لقاء معه كل هذا جعل قصه يتحاكي بها الجميع  .تجمدت عيناها علي العبارات المكتوبه أسفل الجريده ثم ألقتها على الطاوله التي أمامها ونهضت متجها نحو غرفته . رمقها البعض وهي تغادر ليتهامسوا عما حدث 
طرقت باب غرفته بقوه تهتف بأسمه 
فتح لها سهيل الباب وهو يمسح شعره الذي يتقطر منه الماء أخذا مساره 
اتسعت حدقتيها من هيئته فأغمضت عيناها حانقا 
وانا ماذا ارتدي الان  لقد افزعتيني يافتاه وصراخك صم اذني 
أزالت سماح كفوفها عن عيناها ورفعت اصبعها نحوه 
هنزل استناك في حديقه الفندق . دقيقتين الايق قدامي . لو عدت الدقيقتين وملقتكاش  عليا وعلى اعدائي
لم يكن سهيل يستعب جميع مصطلحاتها   رفع حاجبه الأيمن ساخطا ثم صفع الباب خلفه . انتفضت سماح من أثر فعلته 
وقرعت الباب بقدمها غاضبه ثم انصرفت لاسفل وقد تقطعت شفتاها من أثر قضمهما 
انتظرته على المقعد الخشبي وقد مرت الدقيقتان  سمعت خطوات خلفها لتجده يتقدم منها ببرود ثم اقترب منها يرمقها 
ماذا تريدي . ليس لدي وقت أمامك دقيقه واحده 
شعرت وكأنه يرد لها حديثها فنهضت من فوق مقعدها تقبض على يداها پغضب 
ليك عين تتكلم . ده انا هفضحك 
طالعها سهيل بأبتسامه عابثه 
اختياري لكي كان صحيح . انتي المطلوبه 
لكمت سماح كفها بقبضتها الأخرى حتى تخلص طاقتها المكبوته في نفسها 
انت مچنون . اختيار ايه وزفت ايه  خلتني لبانه في كل لسان . علاقه ايه اللي بينا وحب ايه ده اللي خلاك تنزل مصر عشان تيجي تشوفني 
واردفت وهي تزفر أنفاسها بقوه حانقه
انا شوفتك قبل كده يابتاع انت 
تجهم وجهه من سماعه لألفاظ لا يفهم معناها 
اصمتي قليلا . انتي مثل الراديو
عندما وجدها تحرك اظافرها نحوه  ارتفعت شفتيه ساخرا 
لقد أحببنا بعضنا عن طريق صفحات التواصل الاجتماعي 
أعطاها الاجابه على احد عباراتها فلم تشعر سماح بنفسها الا وهي تلتقط حجرا من الأرض ثم قذفته نحوه 
ليستدير سهيل بجسده بمهاره تليق به 
لم أود اختيار شنعاء مثلك  ولكن حظك الأسود 
كادت ان تهتف بعبارات سبابها الا انها اتسعت عيناها وهي تسمع اخر شئ ظنت ان تسمعه 
سأعرض عليكي الزواج بمقابل مادي كبير وشهره يتمناها الكثير
  
نظرت صفا الي المرأة التي تشاركها الغرفه . ثم سألتها وهي ترطب شفتيها بلسانها 
هو انا عملتلك حاجه عشان تكرهيني 
رمقتها المرأه بأستهزاء وهي تتذكر تحذير عنتر منها لا تعلم السبب ولكن تحذيره أقلقها 
ياريت كل واحد يخلي في حاله . لا صباح الخير ولا مساء الخير سامعه 
اطرقت صفا عيناها وقد ظنت ان عنتر افش بسرها ثم عادت تنظر نحوها 
انا بس كنت عايزه . 
وقبل تكمل صفا عبارتها هتفت المرأة التي تدعي صابرين 
استغفر الله العظيم . ما قولنا كل واحد يخلي في حاله . ده ايه الهم ده 
اتجهت المرأة نحو دورة المياه الخاصه بالغرفه . فطالعتها
صفا بآلم لم تعد تقوى عليه فالسجن كان ارحم عليها 
سقطت دموعها وهي تتمنى العوده اليه
ياريتني كنت فضلت في السچن . ليه سبتني ياحمزة
هوت بجسدها على الفراش الصغير بأرهاق ولم تشعر بنفسها الا وهي تسقط في سبات عميق 
فقد ظن عنتر ان فرض الأعمال الشاقه عليها سيجعلها تعجز وتعترض ولكنه لا يعلم أن السچن علمها الكثير وأهم ما علمه لها 
ان بروده جدران السچن كانت اهون عليها من الحريه 
 
عادت مها من المدرسه التي تعمل بها بعدما اوصلتها إحدى العاملات لباب المنزل وودعتها حزينه انها لن تراها ثانيه . فقد طردها مدير المدرسه بعد أن ضجر من السرقه المتكرره في آلات الموسيقى  أخبرها انه تحمل وضعها كثيرا ولكن صبره قد نفذ  فلن تتكفل الاداره دائما بالخسائر. 
شهاده تقدير وشكر حصلت عليهم كمعلمه مثاليه وانتهى الأمر 
فتحت لها شقيقتها الباب وقد أتت من عملها مبكرا سعيده بعدما ذهب إليها سالم لمكان عملها وصالحها طالبا منها ان يسرعوا بأمر زواجهم فقد مل من كثرت المشاكل 
احتضنتها ماجده بقوه تخبرها بسعاده
انا وسالم رجعنا لبعض يامها 
تجمد جسدها بين ذراعي شقيقتها  تتذكر حديث شقيقتها مع جارتهم . ابتعدت عن شقيقتها تداري خلجات وجهها الحزين
انا فرحانه عشان انتي مبسوطه ياماجده . اوعدك مش هضايقك تاني
مسحت ماجده على وجهها وقبلتها
حبيبت اختك انتي . قوليلي عملتي ايه في المدرسه
اطرقت مها عيناها أرضا وهي لا تعرف كيف تخبرها بالأمر
ادوني جواب شكر وفصلوني لان ظروفي متسمحش للعمل
ورفعت عيناها وقد لمعت مقلتاها بالدموع التي تصارعها
الآلات بتتسرق وده عبئ على المدرسه
قطبت ماجده حاجبيها بحنق
لا انا مش هسكت انا لازم اعمل شكوى
تعلقت يد مها بذراع ماجده
تسألها بأمل ان تنفي لها ما سمعته
أنا هروح فين لما تتجوزي انتي وسالم ياماجده
تنهدت ماجدة بثقل وهي تنظر إليها
مها متنفعيش تعيشي معايا بعد المشكله اللي حصلت مع سالم  انا دورت علي حل والحمدلله لقيته ومش هتبعدي عني
أرتخت ملامح مها ونست حزنها ولكن كل شئ تلاشي سريعا
الاوضه اللي فوق السطوح فاضيه . هكلم الست عدلات وأجرها منها وهي مش هترفض
واردفت بحماس وهي تحتوي وجهها بين كفيها
هنضفهالك وافرشهالك . واه منبعدش عن بعض غير وقت النوم والوقت اللي يكون في سالم موجود . ها ايه رأيك
ابتلعت مها غصتها التي وقفت عالقه في حلقها
هترميني ياماجده فوق السطوح . انتي عارفه اني بخاف
وكان لماجده تفسير لكل ما تفعله
هرميكي ايه ياعبيطه ده هما بس دورين بينا . هو انا اقدر ابعد عنك
عانقتها ماجده حتى تشعر ضميرها بالراحه
ده انتي اختي حببتي
 
دلفت هناء حجرته كي ترتبها   تقوم بمهامها الزوجيه بأكمل وجه وبقلب قد كسره حلم تشبثت به لسنون . ليس لديها 
فضلتي بتدوري على الاجابه . عرفتيها خلاص 
رفعت عيناها نحوه ومازالت ملامح الفتاه قابعه في مخيلتها 
مين ديه يامراد 
هتفت بأرتجاف . فصمت وهو يتأمل ملامح وجهها وقد شعر بالشفقه عليها لما ستسمعه 
مراتي ياهناء! 
 . 
عادت من منزل والدتها تجر خيبه جديده .تلك المره أصبح العريس مطلقا ولم يعد لديها حجه . عبدالله ابن شقيق زوج والدتها . شعرت وكأنه هو قدرها كما اسمعتها امها لتقنعها بالأمر
طرقت على باب منزل ابيها وهي تشعر بالضياع وإلحاح والدتها عليها ان تقبل حتي يصبح لها منزلا واطفالا
وجدت زوجه ابيها أمامها تحمل غداء والدها
كويس انك جيتي  خدي الاكل ودي لابوكي عشان يتغدى
ألقت الكيس عليها لتتلقاه 
خلي اي حد غيري . انا جايه تعبانه
طالعتها سناء بمقت
ما انتي لابسه اه وجايه من عند امك .ولا جيتي عند ابوكي التعب جالك
زفرت انفاسها وعادت أدراجها للخارج نحو محل الفاكهه الخاص بوالدها
وعلى مقربه من محل والدها كانت ترى اخر شخص توقعت رؤيته 
تعلقت عين حمزة بها من بدايه عبائتها السوداء المطرزه وحجابها الذي لم يعد مهندما فوق رأسها لذلك الكيس الذي تمسكه بيدها والضمادة التي تضعها فوق جبهتها
تجمدت في وقفتها وقد دب الړعب بقلبها وارتجف جسدها وهي لا تفكر الا انه هنا من أجل أن يدفعها ثمن خساره صفقته
أرادت ان تهرب ولكن والدها أشار إليها بالتقدم وهو مبتسم
ولم تكن ابتسامه والدها فقط إنما أيضا ابتسامه السيد مهاب والد هناء صديقتها
وأصبحت تبحث عن اجابه ولكن لم ترى تفسيرا  حمزة الزهدي هنا في محل والدها والسيد مهاب اي سبب ستفكر فيه . فلا سبب تجده ولولا ابتسامه والدها لظنت السوء بالتأكيد
تقدمت منهم بقلق  لتجد والدها يقترب منها فرحا
كويس ان سناء بعتتك انتي بالأكل
ونظر نحو حمزة الذي مازالت عيناه متعلقه بها
حمزه بيه طلب ايدك للجواز يابنتي
يتبع بأذن الله 
الفصل الثامن والعشرون
جلست على فراشها بأعين شارده الي الان صدى عبارته تخترق قلبها   اليوم علمت اپشع حقيقه لم تتخيلها . 
تحجرت دموعها في مقلتيها ولأول مره تأبى الهطول . 
حلمها سرقته اخري من قبلها وسړقت
ما تمنته لسنوات ولم يكن لها قلبه الذي تمنت ان يحبها ولو قليلا .اغمضت عيناها بقوه وصدي كلماته لا تتوقف في اقټحام اذنيها
مراتي ياهناء . اتجوزتها قبل ما اتجوز 
شعرت بوجوده من صوت أنفاسه الهادره  لم تصرخ كما ظن إنما انسحبت تداري كسرتها بعيدا عنه 
هناء انتي كويسه
سؤاله كان ليس له جواب . لو اجابت لصړخت حتى تقطعت أنفاسها 
هناء ردي عليا  انا مفكرتش ان ديه هتكون ردت فعلك 
واقترب منها يجلس أمامها فوق الفراش ينظر لعينيها الثابته نحو نقطه ما
هناء
طالعته پقهر  لقد أعطاها اهتماما اخيرا . واي اهتمام تلقته منه اهتمام المواساه  كان متزوج من غيرها ولم يكن يريدها 
خرج صوتها اخيرا 
انا كويسه ياابن عمي مجرد بس سکينه اتغرزت في قلبي . بس هو يستاهل عشان بني حياته على احلام
واشارت نحو قلبها عليه بضعف 
خليه يتوجع وېنزف عشان يفوق . كان محتاج الصدمه ديه لانه مكنش مصدق . كان اهبل وغبي 
ولم تعد تتحمل كبت دموعها . فحررتها بضعف  لينظر إليها بحزن وصړخت بۏجع 
ياريتني متمنيتك . ياريتني سمعت كلام عقلي 
آلمه كسرتها لم يكن يظن انه سيشفق عليها يوما  تنهد وهو يلعن تلك اللحظه التي قلبت حياته ولعڼ اللحظه التي جعلته يترك غربته ويعود لموطنه 
هناء انا اسف  انتي تستحقي الاعتذار 
ضحكت وهي تسمع كلمته التي يراها كبيره عليها 
اسف  كتر خيرك ياابن عمي
تعلقت عيناه بها كاد ان يخبرها انها هي من وضعت نفسها في حياته لو كانت رفضت خطبتهم من البدايه لكن كل واحد منهم يعيش حياته سعيدا 
ممكن تخرج من الاوضه . محتاجه اقعد مع نفسي
نظر لها طويلا فأشاحت عيناها عنه وتكورت بجسدها فوق الفراش الذي تغفو عليه كل يوم باكيه منذ زواجهم فلا بأس من ليله أخرى ترثي فيها حالها 
نهض من جانبها وطالعها مليا ثم غادر الغرفه عندما وجدها تعطيه ظهرها 
وقف على الباب ساندا ظهره عليه بعد أن غادر غرفتها ليسمع صوت بكائها وآنينها
كتمت صوت صړاخها أسفل وسادتها وهي تعض يدها  نيران كانت تشتغل داخلها  لقد كسر حبها واطفئ سعادتها وفي النهايه اكتشفت انه تزوجها من أجل والده فعمها هو من ارادها حتي انه كان يعلم بزواج ابنه من قبل
قضمت شفتاها بقوه وجسدها اخذ يرتجف والۏجع يسري في جسدها 
  
وقفت ياقوت خلف باب الغرفه تستمع لصياح زوجه ابيها عندما علمت بخبر طلب زواج ابنة صباح كما تنعتها دوما
انت بتقول ايه يازيدان مين ديه اللي تتجوز قبل بنتي وتاخذ فلوس جهازها
اغمضت ياقوت عيناها آلما فهى كانت تنتظر والدها حتى تخبره انها ليست موافقه على عرضه ولكن كلمات زوجه ابيها كانت كالسم تسقط على مسمعها 
قوله معندناش بنات للجواز . احنا حيلتنا ايه عشان نجهزها هي كمان 
سمعت صړاخ والدها بها لأول مره لترتجف في وقفتها 
لمي لسانك ياوليه . ايه بنت صباح ديه ياقوت زي ياسمين عندي . ولعلمك هتتجوز قبل ياسمين وهجزها احلى جهاز انا لسا عايش وماموتش مش عشان سيبك طحناها في شغل البيت وانتي قاعده متبغدده وقول ياراجل سيبها مهما كان في مقام امها لكن لحد هنا ومسمعش صوتك.
كتمت سناء حقدها ورسمت الوداعه فوق شفتيها 
نجوز ياسمين الاول وبعدين نشوف .لو عايز يشيلها كده يشيلها اه نرتاح من الهم 
تحركت ياقوت بصعوبه نحو الباب وفتحته تنظر إليهم  فتعلقت عيناها بوالدها الذي جلس على احد المقاعد وارخي رأسه لاسفل يلتقط انفاسه بصعوبه
رمقتها سناء بغل ثم سبحت اشقائها الصغار نحو غرفتها وصفعت الباب خلفها 
بابا انا مش موافقه 
رفع زيدان عيناه وقد قطب حاجبيه 
مش موافقه على العريس عشان الكلام اللي سمعتيه لا يابنتي أبوكي قدها صحيح انا راجل على باب الله بس عمري ما اكسرك قدام حد 
سقطت دموعها تلك المره حبا وركضت . كلماته احيتها وازالت آلام سنين طويله 
ربت زيدان على ظهرها بسعاده 
انا فرحان اوي يابنتي . الراجل ماشاء الله باين عليه حاجه كبيره زي ما عمك مهاب قالي . وانا راجل ابن سوق ونظرتي في الناس متخيبش 
ابتعدت ياقوت عنه كي تخبره انها لا تريده  فقد طردها من العمل دون رحمه دون أن يسمع دفاعها عن نفسها فهل سيكون زوجا تأمن حياتها معه . لو يوما نظرت اليه بأعجاب خالص لكن بعد فعلته في مكتبه وطردها استحقرته ولم تعد تحمل له سوي النفور 
بابا انا   
لم تكمل كلماتها . فوجدته يمسح على وجهها بحنان 
الحمدلله ربنا استجاب لدعائي وهفرح بيكي قبل اختك الصغيره واطمن عليكي 
اغمضت عيناها بقوه . وابتلعت كلماتها التي وقفت على طرفي شفتيها وسمعته يهتف بسعاده 
اخيرا هسلمك لجوزك يا ياقوت
ودلفت شقيقتها الشقه بعدما عادت من الخارج . فتعلقت عيناهم بها وقبل ان تسأل عن سبب هذا العناق . خرجت والدتها من الغرفه هاتفه 
كويس انك جيتي من عند خالتك يا ياسمين . تعالي شوفي ابوكي عايز يجوز ياقوت قبلك وتاخد فلوس جهازك 
اتسعت ابتسامه ياسمين مما زاد سناء مقت  وهتفت بسعاده حقيقيه 
هي ديه الاخبار
اللي تفرح . وماله ياماما انا وياقوت واحد 
وعانقتها ياسمين وهمست بأذنها 
اخيرا هتهربي من ماما وجالك الڤرج يابنتي 
ولم تعرف اتضحك على حديث شقيقتها ام تدمع عيناها 
 .
جمع شريف متعلقاته ثم أغلق حقيبة ثيابه ووضعها جانبا . فقد انتهى تدريبهم وقد حان وقت عودتهم 
وجد سيف يقف على أعتاب الغرفه يطوي ساعديه أمامه يرمقه بتفحص 
هتطلب ايد بنت سياده اللواء
طالعه شريف بطرف عيناه ثم اخذ يعدل من هندام قميصه 
نفي برأسه الأمر فأقترب منه سيف وطالت نظراته نحوه
لسا هتفكر ولا صرفت نظر خالص عن الحكايه ديه حاليا
ابتسم شريف وهو يرتب خصلات شعره 
هتجوز مها ياسيف
وتنهد بشوق فسيجعل لقاءه بها مفاجأه لن يهاتف شقيقتها حتى لا يفسد مفاجأته . سيذهب لها بباقه ازهار وبخاتم الخطبه 
رسم كل شئ بحب وندم على ما فكر به من قبل . لن يتخلى عنها مهما حدث  بعده عنها جعله يدرك انها لم تكن مجرد محطه عابره انما جمعهم قدر سيربط أسمهم معا
ربت سيف علي كتفه مبتسما
اذهب حيث يرتاح قلبك ياصديقي 
وكانت لعبارته ألف معنى وحكايه 
              
سمع ضحكتها المجلجله في ارجاء الغرفه وهي تحادث إحدى المعلمات زميلتها بالمدرسه 
متفكرنيش يارفيف ده حتت موقف اه لو شهاب عرف بي 
وقف شهاب جامدا ينتظر سماع باقي المكالمه
مامت الولد كانت عايزه تخطبني لأخوها . اټصدمت لما عرفت اني متجوزه 
اتسعت عين شهاب بقوه وجذبها نحوه . فشهقت پصدمه وهي تراه أمامها أنهت المكالمه پخوف ونظرت اليه تبتلع ريقها 
انت هنا من امتى ياشهاب 
رمقها شهاب وهو يقطب حاجبيه ساخرا
من ساعه عرض الجواز اللي جالك من المدرسه يااستاذه
وصړخ بوجهها فأنتفضت فزعا
انت بتصرخ فيا كده ليه ياشهاب . موقف وعدي خلاص 
ضغط على اكتافها حانقا فتأوهت آلما
موقف وعدي ياسلام . لا مش موقف وعدي ياندي  ايه رأيك مافيش شغل تاني 
لم تتملك نفسها عند تلك الجمله فنفضت جسدها من حصاره 
اسيب الشغل عشان موقف زي ده . طب ياشهاب قرر براحتك وشوف مين هيقولك نعم وحاضر . ندي بتاعت زمان خلاص بح 
تجمدت ملامحه ورفع كفه وكاد ان يصفعها الا انه تمالك نفسه في آخر لحظه . غادر غرفتهما فهوت بجسدها فوق الفراش تحاسب نفسها على ماقالته
   . 
دقت سماح كثيرا على هاتف ياقوت حتى شعرت باليأس وقد انتابها القلق عليها . كادت ان تدق علي السيده سميره الا انها وجدت رساله من رقم لا تعرفه ولم تكن قد رأت الرساله رغم أنها بعثت إليها امس 
تعلقت عيناها بصوره ماهر
وزوجته التي تعرف ملامحها . وقد كانوا متعانقين . نظرت الي رسالتها المصاحبه للصوره 
انا وماهر رجعنا لبعض . مش هنولهولك
تجلجلت ضحكات سماح حتى فاضت عيناها بالدمع من الضحك 
سبحان الله طول عمره واطي . مش عارفه ازاي انا حبيته واتجوزته في يوم
مر الوقت علي مغادرته  ساعه صحبتها أخرى الي اربع ساعات وهي تنتظره 
حتى جاء وعندما وقعت عيناه عليها 
منمتيش ليه 
اقتربت منه دون أن تنتظر كلمه أخرى وألقت نفسها 
متزعلش مني مكنش قصدي أعلى صوت 
اليه وقد قضت على شيطانه الذي اخذ يخبره طيله ساعات غضبه منها انها تمردت عليه انها لن تكون ندي الفتاه التي أقنعه بها عقله حتى يتزوجها وقد بات قلبه ملكا لها مع انه مازال لا يريد الاعتراف بذلك يخبره ان الحب ليس كلمه انما اشياء أخرى اكبر ولكنه نسي ان عقول النساء ابسط من ذلك وكلمه تزيل كل شئ 
خلاص ياندي مش زعلان 
رفعت عيناها نحوه ثانيه تمسح على وجهه 
بجد ولا هتنام زعلان مني 
شوفت ايدك علمت ازاي 
معلش ياندي انتي برضوه عصبتيني 
ده نصايح ناديه بتيجي بالنفع 

نظر حمزة نحو أفراد عائلته ومن ضمنهم عائله شقيقته لم يعلم احد بقرار زواجه وطلب يد ياقوت الا فؤاد وقد تلقى اليوم الموافقه من والدها وقد جاء وقت أخبارهم
تناولوا العشاء مع الضحكات ومزاح كلا من مريم وندى وتقي مع شهاب وشريف الذي عاد اخيرا من تدريبه  كان هو الاخر لديه حديث ولكنه قرر ان ينتظر ان ينتهي عشائهم ويخبرهم بما نوى عليه
انتهى العشاء بعد وقت وانتقلوا لغرفه الجلوس كي يتناولوا قهوتهم والعصائر على حسب ما يهوي كلا منهم 
صعدت تقي مع مريم لأعلى كي تريها مريم اخر ابيات شعر قد كتبتها في كشكولها
أخذهم الحديث لامور عده منهم عن مراد وأخرى عن العمل الي ان نهض حمزة من فوق مقعده متنحنحا حتى يجذب انتباهم
بما اننا متجمعين عندي ليكم خبر واتمنى تتقبلوه
نظروا اليه وكل منهم ينتظر ان يسمع ذلك الخبر بتلهف . انتقلت عين ناديه نحو زوجها الذي اخذ
يرتشف قهوته بهدوء فعلمت انه لدي علم بما يريد شقيقها أخبارهم به
انا قررت اتجوز
شهقه صدرت من أفواه البعض ولم تكن الا ناديه وندى ولكن بمشاعر مختلفه
نهضت ناديه تعانق شقيقها بسعاده
اخيرا ياحبيبي . الف مبروك
تعلقت عين شهاب بشقيقه فأبتسم وقد علم بهوية العروس فلا شئ سيحتاج للاكتشاف بعد ڠضب شقيقه عندما علم ان الموظف الذي طرده لم يكن الا هي 
ونهض شريف هو الاخر يبارك له بثبات دون ردت فعل  أما ندي فركت يداها بقوة تريد الصړاخ فلن تتحمل ان تأتي أخرى تعيش معهم وتأخذ مكان شقيقتها 
نزلت مريم الدرج وهي تضحك مع تقي فنظرت نحوهم بفضول
هو في ايه  مالكم 
وهتفت تقي هي الأخرى 
في ايه ياخالو
واقتربت منهم بأبتسامه واسعه  فتجمدت عين حمزه عليها ولم يعد قادر على ابلاغها بأمر زواجه 
طالعها الجميع بصمت فهم يدركوا تعلقها به وانتظروه يخبرها كما اخبرهم  تقدم منها حتى يأخذها لغرفه مكتبه ولكن الاجابه خرجت من بين شفتي أحدهم ولم تكن الا ندي 
حمزه هيتجوز يامريم
ذهولا أصابها وهي تعلق نظراتها نحوه تسأله 
صحيح الكلام ده يا بابا 
وعندما امئ لها برأسه . هرولت نحو غرفتها باكيه 
وصوته يعلو من خلفها 
مريم استنى 
لتنظر اليه ناديه وهي تتنهد وتعلقت عيناها بندي التي اتبعت مريم هي وشريف فأدركت ان شقيقها لن يواجه مريم وحدها انما باقي أفراد العائله 
 . 
أنهت سماح مده إقامتها بالفندق فلم يعد لديها مهمه فقد أصبحت هي حديث الصحافه وزملائها .تعالا رنين هاتفها الذي لم يعد يصمت من الرنين فالكل لديه فضول بما صرح به سهيل 
فلا احد يصدق كيف يترك فتيات لندن بلد إقامته وفتيات موطنه ويقع في حبها وتخفي عنهم قصه حبهم التي نشئت منذ عام 
جزت على أسنانها بقوه وهي تتذكر كل خبر قرأته متمته 
الوقح . اه ياناري انا قربت اموت بغيظي 
صدح رنين هاتفها ثانيه  لتنظر لرقم السيد فهيم رئيس الجريده التي تعمل بها ثم تعلقت عيناها بمن يدلف الفندق ولم يكن الا زميل لها بالجريده فتقدمت منه 
انت بتعمل ايه هنا يامعاذ
طالعها معاذ بأبتسامه واسعه 
جاي اعمل معاكي لقاء صحفي انتي وكابتن سهيل
كان الحماس ظاهر على ملامح معاذ رغبت ان تصرخ بوجهه وتخبره ان كل هذا ماهو إلا مكيده لا تعرف لها معنى الا انها وقاحة وانه مريضا نفسيا
تركها معاذ متجها نحو سهيل الذي دلف الفندق بعد تمرين ركضه الصباحي 
صافح سهيل معاذ بعدما أبلغه بهويته ونظر نحو سماح التي وقفت ترمقهم بأعين يتدفق منها اللهيب 
وتقدمت نحوهم لتسمع ما يصرح به 
لقد أتيت لهنا لاستعيدها لي . وسنتزوج ونرحل معا ل لندن 
  
نظرت ياقوت صباحا الي وجهها في المرآه تسأل نفسها ماذا رأي بها لا ترى نفسها الا فتاه عاديه لا بها شئ يجذب  دلفت زوجه ابيها لغرفتها متمتمه 
هتعملنا فيها عروسه . قومي نضفي البيت خلي يلمع هما جاين يخطبوا مين مش انتي 
ألتفت نحو زوجه ابيها صامته لتجد ياسمين شقيقتها تدلف الغرفه تحمل أدوات التنظيف 
سيبي ياقوت ياماما ترتاح . انا اللي هنضف ديه عروسه 
وحركت حاجبيها بتراقص واتجهت نحو ياقوت تعانقها . لتضغط سناء على كفوفها حانقه وداخلها تسب ابنتها 
حاضر يامرات ابويا هنضف البيت 
كادت ان تعترض ياسمين 
هنساعد بعض يا ياسمين عشان نخلص بسرعه
ولم تتلقى من زوجه ابيها الا صفع باب الغرفه خلفها 
نظر حمزة نحو مريم القابعه فوق فراشها بعدما اخبره شريف قد افهم شقيقته انه لديه حياه مثلهم . تعلقت عيناه بصغيرته واحمرار عيناها 
انا موافقه بس متجبهاش تعيش معانا هنا ارجوك 
هتفت بها مريم وهي تتحشا النظر اليه . فجلس جانبها يدير وجهها نحوه 
بصيلي يامريم 
نظرت اليه وهي تترجاه بعيناها ان لا ينساها ويحرمها من حبه 
عايزك تتأكدي ان مافيش حاجه هتنسيني انك بنتي اللي ربتها  هفضل ابوكي وصديقك وكل حاجه 

وقف شريف مصډوما وهو يتلقي الخبر من حارس المدرسه 
انسه مها سابت الشغل هنا يابيه 
وتعلقت عين الحارس بباقة الازهار . فأبتعد عنه شريف ونظر حوله وقد انتابه القلق عليها 
وفي غرفه صغيره بدورة مياه خاصه كانت مها قابعه فوق سريرها تبكي  فقد نقلتها شقيقتها لتلك الغرفه وبدأت في إعداد عش الزوجيه خاصتها 
نهضت من فوق فراشها تستكشف غرفتها الجديده  فتعرقلت في البساط المفروش على ارضيه الغرفه فسقطت ارضا 
وعادت تنهض ثانيه تبحث عن زجاجه مياه حتى تروى حلقها الذي جف من العطش ظلت تدور في الغرفه دون أن تجد ضالتها 
لتسقط دموعها بقله حيله وتهتف بأسم شقيقتها 
ياماجده 
خرجت من غرفتها اخيرا فبعد ان كانت هي من لا تراه وتبحث عن وجوده انقلبت الأدوار وأصبح هو ينتظر خروجها من الغرفه ويشعر بالقلق عليها . فمنذ ذلك اليوم وهي قابعه بحجرتها صامته يضع لها الطعام بجانب باب غرفتها ويمطرها بكلمات الاعتذار 
تعلقت عيناه بها فأصبحت شاحبه ذابله ولكنها كانت قويه 
هتف براحه وهو يجدها أمامه قبل أن يغادر للشركه التي يديرها 
كويس انك خرجتي . بقيتي كويسه ياهناء
طالعته بجمود واشاحت عيناها بعيدا عنه
عايزه اتكلم معاك ياابن عمي 
رفع حاجبه متعجبا من لهجتها 
تمام تعالي نقعد ونتكلم 
اتجهت نحو احد المقاعد تجلس عليه فأتبعها ينتظر سماع ما
ستخبره به 
اتكلمي ياهناء . سامعك 
حدقت به بكبرياء رغم ضعفها 
لازم نحط حدود لعيشتنا مع بعض 
وقبل ان يتكلم اوقفته متمتمه 
ياريت متقطعنيش . هنعيش مع بعض ولاد عم وبس وبعد سنه كل واحد يشوف حياته
واردفت بعدما نظر إليها بتعمق 
للأسف كنت اتمنى اطلق منك من اللحظه ديه . بس مجتمعنا عقيم ومش هيرحمني وخصوصا انك ابن عمي  انفصالنا هيكون بسبب اننا مننفعش لبعض لأننا مش هنعرف نخلف من بعض 
تعلقت عين مراد بها بقوه 
أنتي مخططه ومرتبه لكل حاجه 
ابتسمت وقد لمعت عيناها بالكره 
واعمل حسابك انا السنه ديه هشتغل فيها وهبني حياتي ومستقبلي كفايه غباء لحد كده 
تجمدت ملامحه عليها ليري امرأة اخري تطالعه بتحدي وليست هناء ابنه عمه الهائمه في حبه ونظره واحده منه ټخطفها 
 . 
صممت ناديه ان تنتقي معها فستان الزفاف وأخذتها لنفس المتجر الذي رأتها تطالع فيه الثوب  . كانت ناديه متحمسه لتلك الزيجه وتهتم بكل شئ يخصها بل هي من اقنعت والد ياقوت بتعجيل الزواج وأنهم لا يريدوا العروس الا بحقيبة ثيابها لا أكثر 
انتقت ياقوت نفس الثوب الذي تمنته ذلك اليوم الذي أتت فيه مع هناء تنتقي معها ثوب زفافها . اشتاقت لصديقتها التي هاتفتها لمرات من رقم شقيقتها ولكن هاتفها لا يعطي الا رساله واحده انه مغلق
جلبوا كل ما يخص الثوب وخرجوا من المتجر 
لتنظر ناديه نحو سياره شقيقها مبتسمه ثم تعلقت عيناها ب ياسمين ويا ياقوت 
ياقوت حببتي انا هاخد ياسمين نقعد في اي كافيه وانتي روحي لحمزه 
نظرت إليها ياقوت مستفهمه لتفهم عبارتها بعدما وجدت سيارته مصطفه على جانب الطريق وينتظرها
انا مقولتش لبابا مقدرش اعمل حاجه من غير اذنه 
تعلقت عين ناديه بها ثم ضحكت 
ياقوت ياحببتي حمزه بقي جوزك دلوقتي انتي ناسيه كتب الكتاب اللي اتكتب امبارح   غير انكم لحد دلوقتي مقعدتوش مع بعض واتكلمتوا انا عارفه كل حاجه جات بسرعه بس لازم تقربوا من بعض الشهر ده عشان تفهموا بعض اكتر وتشيلوا الخلافات اللي بينكم 
ألقت ناديه العبارات بمقصد فهى تعلم انها تتحاشا الاختلاط بشقيقها وكأنها غصبت على تلك الزيجه ولا تعلم السبب وشقيقها صامت يتقبل الامر بهدوء وكأنه يعلم السبب وراء ذلك 
عقد القران كانت فكرتها أيضا ومع دعم مهاب وسلوي وافق والدها 
واردفت وهي تدفعها برفق 
ومتقلقيش حمزه بلغ ولدك مع انه مش محتاج يعني . يلا بقى ولا انتي ايه رأيك يا ياسمين 
تعلقت عين ياقوت بشقيقتها التي ابتسمت على حديث ناديه بل ووافقتها 
تمتمت داخلها حانقه 
ماشي يا ياسمين حسابك معايا في البيت 
وسارت بخطي مرتبكه نحو سيارته ليغادر السياره مقتربا منها وأماء برأسه لشقيقته وشقيقتها التي تراه كبطل من أبطال الروايات 
مال نحوها بخفه هامسا 
بتهربي مني يا ياقوت 
يتبع بأذن الله 
الفصل التاسع والعشرون
جالت عيناه نحو خلجات وجهها الخجل توترها قضم شفتاها وعيناها التي تدور هنا وهناك بعيدا عنه 
أبتسم وهو يرى عيناها التي تهرب منه كلما تلاقت عيناهم خلسه
وبعدين يا ياقوت  مش معقول هنفضل
قاعدين كده 
طالعته بصمت ثم اشاحت وجهها بعيدا عنه . ترك مقعده ثم جلس بالمقعد الذي يجاورها ووضع يده على خدها حتى يجذب انتباهها نحوه
بصيلي يا ياقوت
تنهدت بصوت مسموع وهي تتحاشا النظر اليه فأبتسم من عنادها
يابنت الناس احنا مش هنفضل كده
أراد استفزازها حتي يجعلها تخرج له كل ما يكن داخلها  فترقرت الدموع في عينيها وهي تطالع نظراته التي تخترقها  نفضت كفه الموضوع على خدها ونهضت تهرول من المطعم الذي اتي بها اليه وقد كان مطعما منعزلا لا يتوافد له إلا من أراد الهدوء بعيدا عن ضجيج المدينه 
ياقوت استنى عندك  ياقوت 
هتف بأسمها بعد أن هرول خلفها  لم تلتف اليه ولم تجيب علي ندائه  كانت ستخطو الطريق دون أن تنتبه للسياره القادمه ولكن يده قبضت على ذراعها ثم جذبها نحوه صارخا
أنتي مجنونه 
بكت بحرقه وآلم وۏجع كان مخزونه لسنوات . بكت وهي تشعر بالبروده رغم حراره الشمس الدافئه . جزء داخلها أراد الصړاخ ولكن صوتها كان يأبى الخروج اليه وهو يشعر بأرتجاف جسدها ليهمس لها
خلاص اهدي . شكلك نكديه يا ياقوت وبتحبي العياط الكتير
ابتعدت عنه عندما أدركت وضعهما ورفعت كفوفها نحو وجنتاها تمسح دموعها بقوه . ضحك وهو يرى فعلتها
أنتي بتعاقبي نفسك
ومد كفيه يمسح عنها دموعها  فتعلقت عيناها به
انت اتجوزتني عشان ضميرك مش كده
تجمدت كفوفه على وجنتيها وهو يسمعها .عقله كان متفق معها ان زواجه منها كانت فعله الضمير
رد عليا . هو انا لدرجادي الكل بيشفق عليا ياحمزه بيه
واردفت ساخره
طردتني من شركتك عشان مجرد ورق مكنش ليا ذنب . صفقتك كسبتها اما انا الموظفه الغلبانه مش مهم تطرد ويجي بدالها عشره
مكسب صفقته وتجاوز الخساره لم تعلم بهم الا من ناديه اليوم حينا دار الحديث حول تلك الحاډثه
ناديه بحنكتها اخبرتها بلطافه امرأه ان تلك الحاډثه اثمرت بحبهم ولكن عن أي حب تتحدث فرغم ضعفها وقله حيلتها الا انها ابعد ان تكون ساذجه
طال تحدقه بها وابتعد عنها يزفر أنفاسه وعيناه تدور بالمكان
ومفسرتيش جوازي منك بسبب اللي عملته في مكتبي
تخضبت وجنتاها حرجا من ذكرى
ذلك اليوم وتعمق بالنظر إليها
ف ياقوت القطه الوديعه لا تعرف الي من قادها قدرها
تمتم داخله
هتتعبي معايا يا ياقوت . انتي ابسط من انك تدخلي عالم واحد زي وهتف منهيا ذلك النقاش بجموده
مردتيش ليه  عموما يا ياقوت جوازي منك ملهوش تفسير . تقدري تقولي قدرنا كان واحد
وقفت أمامه حائره لا تفهم كلامه  فبنظرها كان رجلا غامضا وفي قانونه هو رجلا أودعت عليه الحياه ظلامها
لطافته معها لم تكن الا انه أراد أن يفتح صفحه جديده معها ثم يعود إلى حصونه وقلبه الذي أغلق عليه منذ أعوام طويله
انا كل دول يا ياقوت . واتمنى تكوني طلعتي كرهك كله عليا النهارده
ابعد لو سامحت
ضحك وهو يبتعد الامر
انا بوستك خلاص  فتحي عيونك
ومد كفه يمسح على خدها الاخر اما هي كانت لا تعلم حالها معه
توترت وارتبكت وادركت انها معه حمقاء غبيه . حتى اعصارها كان اعصار هادئ ابتلعه هو بسهوله
 
وقف شريف يطرق علي باب الشقه متلهفا لرؤية من اشتاق اليها
تنهد وهو ينتظر ان يتلقى الاجابه ولكن لا أحد أجاب عليه
سمع خطوات على الدرج وطرقعت حذاء تعلقت عيناه بسيدة كبيره في السن تحمل بعض أكياس الخضار وتلتقط أنفاسها بصعوبه
انت عايز مين يابني 
تنحنح شريف حرجا وابتعد عن باب الشقه مقتربا منها يسألها 
مدام ماجده 
طالعته المرأه تفحصه ثم تمتمت تلوي شفتيها ممتعضه 
خرجت هي وجوزها 
تركته المرأه لتصعد نحو شقتها ليسرع خلفها 
ياحجه ممكن لحظه 
ابتسمت بعد أن دعاها بهذا الاسم 
يسمع منك ربنا يابني 
ابتسم شريف وهو يرى مثالا لأمرأه بسيطه 
هتيجي امتى طيب 
تنهدت المرأة وهي تنظر نحو باب الشقه 
والله يابني انا ست في حالي ماليش دخل بالجيران ولا بسأل رايح فين ولا جاي منين . الواحد برضوه بيفهم ولا ايه 
ضحك على لطافتها فتمتمت 
مش تشيل عني ولا انتوا يا شباب اليومين دول متفهموش في الذوق 
حمل شريف الأكياس سريعا منها 
اسف  هاتي عنك 
ربتت على كتفه بتودد 
شكلك ابن ناس  انت قريبهم 
ابتسم شريف وهو يعلم انه كي يحصل على الاجابه لا بد أن يقدم لها بياناته الشخصيه 
اه قريب ليهم من بعيد
تنهدت المرأه وهي ترمقه مفكره 
مادام قريبهم يابني وباين عليك معاك فلوس  ما تاخد اختها المسكينه اه تكسب ثواب بدل رميتها ياحبه عيني فوق السطوح 
واشارت اليه كي يميل نحوها 
بيني وبينك لسا امبارح كنت قافشه الواد سيد طالع يتسحب على السلالم بليل وبيتلفت حواليه وهو واد بتاع مزاج
وابتعدت عنه تلوي شفتيها ممتعضه
الواحد خاېف على البت  انت فاهمني يابني 
تجمدت ملامح شريف وهو يسمعها واظلمت عيناه ڠصبا 
صحيح يابني انت بتشتغل ايه 
لينظر نحوها وقد كان عقله غائبا مع تلك التي تركها لهؤلاء الذئاب 
ظابط 
تلبشت المرأة قليلا ثم صعدت الدرج أمامه 
تعالا اخدك اوضتها يابني . ما انتوا قرايب برضوه 
حركت يداها بين محتويات العلب لتلتقط واحده تلو الأخرى ثم تفتح لتشم رائحه ما تحتويه ابتسمت بسعاده بعدما وجدت علبه الشاي
لتضع معلقه داخلها وتسحب من محتواه بأيدي مرتعشه نحو الكوب الذي حضرته من قبل  بحثت عن علبه السكر التي وضعتها جانبا في بادئ الأمر ومن دون قصد سقطت العلبه لتتهشم 
ارتجف جسدها وهي تسمع صوت التهشم فوضعت يداها فوق اذنيها تبكي من فزعتها 
فالظلام موحش ولا يعرف النعمه الا من فقدها . بدء صوت المياه يتعالا بفقعاته على الموقد .فأتجهت نحو الموقد لتغلقه وألتقطت البراد الموضوع فوقه وقد نست سخونته  وسقط البراد هو الآخر منها فأنسابت بعض القطرات فوق قدميها 
آلمها عجزها وهي تشعر بالعجز ولا شئ تستطيع فعله وحدها 
كأس شاي أرادت ان تتناوله وعجزت . هتفت بحاجه الى شقيقتها 
ياماجده تعالي 
طرقات خافته دقت علي باب غرفتها  فركضت بلهفه وهي تظن انها شقيقتها  فتحت الباب ودموعها على وجهها الذي قد ذبل وضاعت بهجته 
كويس انك جيتي ياماجده .انتي اتأخرتي عليا ليه 
نظرت لها السيده عدلات صاحبه المنرل بأشفاق ثم نظرت لشريف الواقف خلفها وقد لمعت عيناه بالآلم والشوق 
مها 
تردد الاسم في اذنيها فأبتعدت وهي ترتجف 
ماجده فين  ماجده انتي فين 
اغمض عيناه وهو يراها خائفه منه 
يامها ياحببتي . حضرت الظابط جاي ياخدك من هنا
هتفت بها السيده عدلات 
لا ابعدي عني  ده وحش 
اقترب منها فقدرته على التحمل ضاعت وهو ينظر إلى الغرفه التي ألقتها بها شقيقتها 
مها انا شريف . سامحيني ياحببتي
دمعت عيناها وهي تسمعه 
سبتني ليه  سبتني عشان انا عاميه صح 
اغمض عيناه بقوه . وهو يحتقر نفسه عندما قرر تركها 
واللي بيسيب حد بيرجعله  اوعدك عمري ما هسيبك تاني
وتعلقت عيناه بالفوضي الملقاه فوق ارضيه الغرفه وقبل ان يهتف بشئ جاءت ماجده وبجانبها سالم الذي احتدت عيناه عند رؤيه شريف 
رجعت لي تاني ياحضرت الظابط 
جز علي أسنانه بقوه وهو يلتف نحوه بأبتسامه واسعه 
جاي اخد الامانه اللي حفظتي عليها يامدام ماجده 
قالها شريف ساخرا لترمقه ماجده غاضبه 
امانه ايه
ياحضرت الظابط حاكم الواحد مبقاش فاهم غرضك ايه
تعلقت عين شريف بهم  فثبتت ماجده عيناها عليه وهي تنتظر الرد الذي ترغبه 
غرضي اني اتجوز مها
ونظر للمكان بأحتقار  لتنظر ماجده نحو شقيقتها التي انزوت في احد أركان الغرفه تضم يداها نحو جسدها تخشي زوج شقيقتها 
نظر حمزه نحو شريف وهو يلقي ذلك الخبر عليهم جميعا بعدما طلب ان يجتمعوا لأمر هام 
تعلقت عين ندي به تسأله
جاي تقولنا انك بكره هتتجوز ياشريف . طب كويس مقولتلناش قبلها بساعه ليه 
تجهم وجهه وهو يسمع سخريتها واشاح عيناه يطالع حمزة الصامت . أما شهاب كان هادئ مبتسما لتلك القرارت التي أصبحت تتخذ في ذلك البيت وجميعها للزواج 
رأيك ايه ياحمزه
اعتاد شريف على نطق اسمه دون ألقاب منذ أن تحول من زوج ام لشقيق وصديق 
اقول ايه ياشريف . ديه حياتك وانت حر فيها
احتدت عين ندي بالغيظ ونظرت لهم 
لا بقى هو في ايه  اي حد يدخل بيتنا ويعيش معانا والله اعلم اللي هتيجي كمان جايه منين . مش كفايه نصيبه واحده يبقى نصبتين
اتسعت عين شهاب عما فاضت به زوجته المجنونه كما شهقت هي خجلا فلم تكن تقصد الحديث ولكنها مازالت لا تتقبل زواج حمزه  طالعت حمزه الذي تجمدت ملامحه في صمت 
انا اسفه ياحمزه مكنتش اقصد
تلجلجت ندي بخجل وهي تنطق كلماتها ليسحب شهاب يد زوجته صاعدا بها لأعلي يوبخها على حديثها وهي تخبره انها لم تقصد 
ولكن الكلمه اصاپة سهمها كما أرادت
طالع شريف حمزه معتذرا عنها فمهما كان هي خالته ويعرف ذلات لسانها وطيشها 
متزعلش منها
تقدم منه حمزه يربت على كتفه 
شوف الساعه وهنيجي معاك . وهنجهز الفيلا بكره للاحتفال المفاجئ ده 
عانقه شريف بتقدير و ود
كنت عارف انك هتتقبل قراري مهما كان  انت مش جوز امي الله يرحمها وبس انت اخويا الكبير اللي بحبه وبحترمه واسف على عدم تقبلي لوجود مراتك بينا . لكن اعذرني البيت في ريحة امي وضحكتها وصوتها وقلبي لسا مش مصدق انها مش مبقتش موجوده وسطنا
اغمض حمزة عيناه وهو يتفهم أمره
فاهمك ياشريف متخافش . ده بيت امك وبأسمها لتفتكروا اني راجل خاېن للذكرى  امك كانت ست عظيمه
عاود شريف احتضانه وهو فخور انهم مازالوا عائله واحده مترابطه ثم ابتعد عنه يتذكر شقيقته
مين هيبلغ مريم . انا خاېف متتقبلش مها . وانت عارف ظروف مها 
تجمدت أعين فرات كالصقر المتربص لفريسته وهو يرمق تلك التي توعد على اذاقها العڈاب  كانت منهمكه في جمع المحاصيل مع الفلاحين . أنهكها التعب فجرت اقدامها بتعب نحو احدي الأشجار تجلس اسفلها . احتدت اعين عنتر الواقف بجانب فرات يتابع العمل معه في حصد المحصول 
ودون ان يأمره اتجه عنتر نحوها ساخرا
قومي فزي ياختي . هي وكاله اللي جبوكي .فاكره نفسك فين يابت 
اغمضت صفا عيناها تمسح على وجهها بأرهاق 
ارتاح شويه بس ارجوك . دراعي لسا وجعني 
نظر لها عنتر مستنكرا عباراتها ورفع عصاه ليصفعها على ذراعها المكدوم . خرج صوت صړاخها مټألما . لينظر الفلاحين لما فعله مندهشين فرغم صرامه عنتر وقوانين العمل داخل المزرعه الا ان لا أحد ېهان والكل يأخذ حقه 
صاح فرات بعلو صوته بعد أن ازال نظارته عن عيناه 
عنتر 
ترك عنتر صفا التي احتمت بالشجره تآن من آلم ذراعها  فتعلقت عيناها بصاحب الصوت وقد انسابت دموعها على وجنتيها 
كانت جميله بحق . وجنتان قد تخضبوا بالاحمرار من
حراره الشمس وشفتي صغيره تعض عليهم من آلم ذراعها وعينان زرقاء تزيدها جمالا وبعض خصلات شعرها قد تحررت من الحجاب الذي أمرت بأرتدائه في المزرعه وفستان يشبه العباءه كان فضفاض عليها كل هذا أعطاها لوحه فنيه من يراها يشعر انها لم تخلق لهذا المكان ولكن الزمن كان له أحكام
اقترب عنتر من سيده مجيبا عليه بأحترام 
افندم يافرات بيه 
نظر فرات حوله للعاملين وقد عادوا الي عملهم 
من امتى واحنا حد . وكمان ست 
اطرق عنتر رأسه متمتما
مش ديه أوامرك يا بيه اني اخليها تكره المكان لحد ما تمشي من هنا 
حدق فرات بالزرع الذي أمامه 
قولت تطلع عينها في الشغل بس ضړب لاء مفهوم
اماء عنتر برأسه . أما هي عادت لعملها تمسح دموعها لتدرك انها اليوم سلب منها كل شئ والحياه لم تصبح امامها الا ظلام دامس
تعلقت عين سناء بوالده ياقوت التي أتت تحمل لأبنتها بعض الاشياء التي اشترتها لها 
لوت سناء شفتيها ساخره 
ايه الهدوم البيئه ديه ياصباح 
وتناولت الملابس بين يديها
قلتهم احسن 
شعرت ياقوت بحزن والدتها عندما تمتمت زوجه ابيها بعباراتها المسمومه  فعانقت والدتها 
جمال اوي ياماما . انا فرحانه بيهم اوي
صباح بسعاده تنظر ل سناء مبتسمه 
حببتي يابنتي . اه على ڼار الغيره . حاكم في ناس بتغير عشان السعد جانا ومجاش ليهم
ألقت صباح عباراتها بقصد  لتتعلق عين سناء بها ثم نهضت ترمقهم بسخط 
مكنتيش قولتي كده ياماما . حرام 
لم تكترث لها صباح  وجذبت لها اثواب النوم التي اشترتها لها 
شايفه ذوق امك 
رمقت ياقوت الملابس ولم تقدر على أخبارها ان عصرهم قد مضى آوانه ولكنه تقبلت هديتها بأبتسامه حنونه 
ربنا يخليكي ليا وتعيشي وتجبيلي 
لتتعلق عين صباح بها ضاحكه 
اجبلك ايه يابنت بطني ده انتي اللي تجبيلي .
عايزه اتنغنغ في العز بقى 
نظرت سماح حولها وهي لا تصدق انه حاصرها بتلك الدرجه . أخبرها ان تأتي لذلك المكان حتى يخلصها من كذبته . لتجد نفسها تسقط في خدعه اكبر 
عدد من الصحافين وقد اسعدهم ذلك الامر بشده فهى صحفيه مثلهم وقصه حبهم ممتعه للغايه والحب استطاع ان يكسر قلب كاره النساء سهيل نايف ألف القصه بمزاج خاص وكأنه كاتبا واقحمها معه في كذبته التي لا تعلم سببها ولم يبقى لديها وصف نحوه الا انه مريض نفسي 
مبروك ياعروسه  فرح في خيم وبليل لا ووسط صحافه ولاعبين كره . ده انتي طلعتي جامده ياسماح 
قالها معاذ وهو يطالع المكان الذي رتبه سهيل حتى يتم العرس 
ولحظها مثل الغبيه أرتدت الفستان الأبيض الذي بعثه لها يخبرها في رساله 
انه يريد أن يراها مثل الفتيات . ف ملابسها تشبه المجندين 
ارتدته حانقه ولم تهتم بلونه . فتفصيلته كانت انيقه وهادئه ولم تربط الأمور ببعضها فقد اتفق معها انه اخر لقاء بينهم 
اه يابن . 
كادت ان تسبه لتسمع صوته العابث 
ليست اخلاق المصرين يا امرأه 
اشتاطت سماح ڠصبا وألتفت نحوه تجز على أسنانها 
ياشيخ انت طلعتلي منين قولي . كانت مهمه سوده وسفريه سوده . قولي انت مچنون 
ضحك سهيل بصخب فألتفت الأعين عليهم ليميل نحوها هامسا
اخفضي صوتك ياعروس 
اغمضت عيناها بقوه تستعيد هدوئها الذي فقدته 
ياكابتن سهيل قولي بس أنت فيك حاجه مش طبيعيه . في لاعب كره مشهور والمعجبين حواليه كتير وعنده بنات بلده وبنات لندن ويجي يتجوز واحده اول مره يقابلها 
طالعها سهيل بنظرات تفحصها 
أنتي المطلوبه سماح
وقبل ان يتركها هتفت حانقه 
على فكره انا مطلقه واكبر منك بشهور كمان 
وضعت يداها على وسطها لتتسع ابتسامته 
لا بأس عزيزتي لست رجل اخرق لاهتم بتلك الأمور 
سار خطوتان لتجذبه من ذراعه 
أنهى المهذله ديه بدل ما اڤضحك 
اتجه بعيناه نحوها يرمقها 
افعليها سماح وسأقضي على مستقبلك بالصحافة عزيزتي 
خرجت هناء من غرفتها تدندن وترتدي حذائها على عجله . وجدته يقف أمام الشرفه ينهي قهوته قبل ذهابه للشركه 
فألتف نحوها
رايحه فين 
رفعت هناء احد حاجبيها مستنكره سؤاله 
ما انا قولتلك ياابن عمي . عندي مقابله عمل 
واقتربت من المائده التي جهزت الفطور عليها قبل أن تذهب لغرفتها كي ترتدي ملابسها .ألتقطت احدي اللقم ليقترب منها حانقا
قولت مافيش شغل ياهناء . والسنه اللي هنعيشها مع بعض انتي ملزومه مني 
تناولت لقمتها المغموسه بالجبن بتلذذ
شكرا  انا بحب اصرف على نفسي 
احتدت عيناه عليها فجذبها نحوه غاضبا
ايه البرود اللي بقيتي في ده  انا لسا جوزك 
استنكرت الكلمه بآلم واشاحت وجهها بعيدا عنه
سيبني يامراد اشوف حياتي ومتبقاش قتلتني من كل اتجاه . ومتخافش انا متربيه كويس وعارفه حدودي في كل حاجه 
انصرفت بعدها هاربه حتى تختلي بنفسها تبكي على حالها 
لقد ضاعت فرحتها معه 
كان عرس عائلي بسيط يضم اهل مها وبعض جيرانها أراد أن يفرحها بكل شئ .فستان عرس وحديقه مزينه . المال يسرع كل شئ وهو لديه منه 
كان سالم يقف بجانب زوجته پحقد 
لا اختك حظها من السما 
طالعته ماجدة مبتسمه 
مها طيبه واهي خلصت مني ومنك . ربنا يسامحني على اللي عملته فيها 
رمقها سالم ساخرا وعيناه تتأمل فخامه المكان متمتما
ابن المحظوظه اخدك ومهموش حاجه 
تعلقت عين ناديه ب ياقوت التي أتت للحفل العائلي هي وشقيقتها ياسمين التي تلازمها دوما أوامر من زوجه ابيها ولكنها كانت سعيده بقرب شقيقتها 
اهلا ياحببتي نورتي .
قبلتها ناديه وڠضبت عندما رأت نظرات ندي نحوها وقد اشاحت عيناها عنها غير مرحبه . لم تنتبه ياقوت لفعلتها ولكن ناديه انتبهت
عن اذنك يا ياقوت ثواني بس 
تركتها وأتجهت نحو ندي . فبحثت ياقوت عن هناء تتمنى ان تراها فأكثر شئ جلبها لهنا هي رؤية صديقتها . تنهدت وهي تطالع البعض ثم نظرت لشقيقتها المبهوره بالمكان 
شكل هناء مجتش . كان نفسي اشوفها واطمن عليها 
ووجدت ناديه تقترب منها ثانيه 
تعالي معايا يا ياقوت 
نظرت لها ياقوت مستفهمه 
اجي معاكي فين 
فأبتمست ناديه وهي تسحبها خلفها وهتفت بأسم ابنتها 
تقي خدي ياسمين عند العروسه 
ابتسمت ياسمين بحماس لرؤية العروس ولم تهتم لنظرات ياقوت بأن تبقى معها
فوجدت ياقوت نفسها تصعد الدرج خلف ناديه
احنا رايحين فين 
لم تتحدث ناديه بشئ الي ان وجدت حالها تقف في ممر به غرفتان لتلتف نحوها ناديه مبتسمه 
ادخلي يا ياقوت بس 
طالعتها ياقوت ثم دارت بعيناها يمينا ويسارا
ادخل فين . معلش انا عايزه انزل 
ضحكت ناديه بمكر ودفعتها لداخل الغرفه 
ادخلي شوفي جوزك واهتمي بي 
ولم تمهلها الوقت لتستعب الموقف ومكانها . لتجد الباب يغلق 
ابله ناديه افتحي الباب
اتسعت ابتسامه ناديه بزهو وظلت واقفه الي ان رأت توقف حركة مقبض الباب . ففتحت الباب مجددا برفق حتي لا تسمع حركة المفتاح وتظن انه مازال مغلق 
تعلقت عين ياقوت بالغرفه تتنهد بتعب .الي ان لفت نظرها صورة حمزة وأسرته بجانب الفراش لتلتقط الصوره وتتأمل ملامحه وملامح سوسن 
نست أمر الباب ووجودها بالغرفه وظلت تنظر لضحكتهم بالصوره . ارتجف قلبها وهي تسمع صوته الرجولي 
ياقوت 
انا .
ناديه جبتني هنا . ارجوك طلعني من الاوضه مينفعش كده . 
واردفت بأرتجاف 
ابعد متقربش 
لم يزيده رجائها وخۏفها منه إلا عنادا لتشعر بذراعيه تأسرها 
ففتحت عيناها لتتلاقي بعيناه وانفاسه تلفح وجهها بدفئها
يتبع بأذن الله
الفصل الثلاثون
تجمدت أطرافها وانكمشت على حالها وهي تشعر بعبق أنفاسه داخلها  دقيقه مرت وهو ينظر إلى جسدها الذي يرتجف من قربه
اشاح وجهه بعيدا عنها متمتما بجمود
اخرجي يا ياقوت
فرت من أمامه دون كلمه نحو الباب لتقبض على مقبضه فتجده يفتح بسهوله معها  دارت بعينيها نحوه لتجده مازال على وقفته وظهره مقابل لها  لتسرع في خطاها نحو الدرج فتعلقت عيناها بأعين مريم التي كانت تصعد لأعلى
رمقتها مريم بنظرات جامده  فأبتسمت لها بأبتسامه تداري خلفها ارتباكها ولكن مريم لم تقابلها الا بأشاحت عيناها عنها زافرة أنفاسها بحنق تتوعد لها داخلها
اكملت خطاها لاسفل وهي تلتقط أنفاسها وقلبها يخفق بقوه من تلك المشاعر التي لم تعيشها من قبل 
كل شئ كان جديدا عليها وماهي الا أنثى أرادت ان تنعم بحنان فقدته منذ طفولتها ولم يكن الحرمان الا بسبب انفصال الوالدين
تنهد حمزه وهو ينثر عطره بعد أن أنهى ارتداء ملابسه بملامح جامده كلما تذكر خۏفها منه 
سمع طرقات خافته علي باب غرفته . ليجد مريم تقف على أعتاب الغرفه تطوي ساعديها أمامها وتطالعه بأبتسامه واسعه 
ايه الجمال ده ياسي بابا 
ارتخت ملامحه سريعا فور ان سمع صوت صغيرته فألتف نحوها يرمقها ضاحكا
كبرتي وبقيتي بكاشه 
ابتسمت بسعاده واقتربت منه . ليسمع صوت شهاب خلفها يحثه على النزول 
تعلقت مريم بذراع حمزة ليضحك شهاب 
انا مش عارف هنجوزك ازاي
زمت مريم شفتيها عبوسا  فضحك حمزة علي تذمرها 
مش وقت الكلام ده ياشهاب  مريم لسا قدامها مستقبلها
تراقصت ملامحها بسعاده وطالعت شهاب تخرج له لسانها 
وماكان من شهاب الا انه عبس بوجهه متذمرا مخرجا لها لسانه مثلما فعلت 
تعلقت عين ناديه بشقيقها وفور ان وجدته يتقدم منها اشاحت عيناها بعيدا عنه تداري حالها من نظراته الثاقبه 
ممكن افهم ايه اللي عملتي ده 
تنحنحت ناديه بهدوء وألتفت نحوه بثبات ترسم فوق شفتيها ابتسامه واسعه 
انا عملت ايه ياحمزة 
ارتكزت عيناه نحو ياقوت التي وقفت مع فؤاد زوج شقيقته يتحدثون ثم ألتقطت منه الهاتف بعد أن حاډث أحدهما فأعطاها الهاتف 
عينك هتطلع عليها ومتابع كل خطواتها . مع ان سهل عليك تقربها منك
هتفت بها ناديه وطالعته بمكر تتفن فيه  لتحتد نظراته نحوها
ناديه بلاش شغل الستات ده
ضحكت بشقاوة رغم سنوات عمرها الأربعون وابتعدت عنه تشكر نفسها عما قدمته 
تنهد بمقت وعيناه تلاحقها في كل مكان ولكنه لا يستطع ان يتحرك نحوها  ف قيود الواجب والعائله كانت في عرفه هي الأساس 
اتجهت ياقوت لاحد الأماكن الجانبيه تتحدث مع صديقتها وهي لا تصدق انها أخيرا أجابت عليها 
كده ياهناء . اتجوزتي والجواز اخدك مني  حتى محولتيش تسألي عني
اغمضت هناء عيناها وهي تسمع عتاب صديقتها وتنظر لمراد الذي أعطاها ظهره بعدما ناولها الهاتف حتي تحادث صديقتها 
متزعليش مني يا ياقوت حقك عليا 
وخطت بقدميها نحو غرفتها لتأخذ حريتها في الحديث 
حاجات كتير حصلت معايا وكان ڠصب عني 
ترقرقت الدموع في عينيها وهي تود ان تخرج كل ما يثقل على روحها من آلم . تمالكت حالها بصعوبه تعض على شفتيها 
هناء انتي فيكي حاجه . قلبي حاسس انك تعبانه 
جالت عين هناء بالغرفه وهي لا تقوى على كتم حزنها 
لا انا كويسه يا ياقوت مټخافيش . نسيت اباركلك ياحببتي متعرفيش انا فرحانه اد ايه ويوم الفرح هتلاقيني عندك 
تعلقت عين ياقوت بحمزة الذي اخذ يقترب منها ببطئ 
هستناكي ياهناء اوعي تسبيني اليوم ده لوحدي وساعتها هعرف ايه اللي مخبياه عني 
انتهت المكالمه . لتنظر هناء نحو الهاتف ثم غادرت
غرفتها 
وجدته يجلس على الاريكه يضع حاسوبه فوق ساقيه فوضعت الهاتف أمامه متمتمه 
شكرا 
واستدارت بجسدها عائده لغرفتها ولكن وقفت متذكره امر العمل الذي قبلت فيه وستبدء من الغد . ألتفت نحوه لتجده يحدق بها بصمت يود الحديث معها ولكن كبريائه يمنعه 
بكره هبدء اول يوم شغل 
ولم تنتظر سماع رده واندفعت نحو غرفتها لتفزع من صوته 
هناء انا صابر عليكي وبقول حقها تزعل بس متزوديهاش
طالعته بهدوء تنظر إليه وجلست على فراشها 
اول مره اشوف ابن عم بيحاكم بنت عمه عشان عايزه تشتغل وتشوف مستقبلها 
تجمدت ملامحه بضيق من نسيانها انها زوجته 
هناء افهمي كلامك كويس
ضاقت عيناها وانتفضت من فوق الفراش ترمقه پحقد 
انت اناني  عارف يعني ايه اناني . انا مش عارفه ازاي كنت بحب واحد زيك
طعنت كلماتها رجولته وآلمه هيئتها وقبل ان يهتف بشئ . اقتربت منه تدفعه على صدره 
ياريتك فضلت مسافر ومرجعتش . يارتني ماحلمت بيك 
اغمض عيناه وهو يسمعها ولأول مره يدرك انه اكبر خاسر. 
اطرقت ياقوت عيناها خجلا عندما وجدته يقترب منها ولكن اوقفه في البدايه أحدهم يتحدث معه  فركت يداها بتوتر تنتظر قدومه  لتجد مريم تتعلق بذراعه ثم جذبته نحو العروسان والتجمع العائلي الخاص بهم وماكانت هي إلا الطرف المنبوذ 
تجمدت عيناها على المشهد بآلم 
اقتربت منها ياسمين تزفر أنفاسها بملل 
ياقوت انا عايزه اروح زهقت 
طالعتها وهي لا تعرف من سيعود بهم الي بلدتهم  نظرت حولها ونظرت لملامح شقيقتها
المستاءه 
ياقوت اتصرفي . وشوفي حمزه خلينا نروح 
خشت ان تذهب اليه ولكن إلحاح شقيقتها جعلها تخطو نحوه بخطوات مرتبكه وكأنه ليس لها وليست له وإنما هي كالغريبه
تقدمت نحوه بتوتر ولكن وجدت مريم تقطع عليها الطريق وتقترب منها 
الكل ظن انها تتحدث معها وترحب بها وستبدء بينهم صداقه  اجادة الصغيره رسم ابتسامه واسعه فوق شفتيها حتى هي فرحت بقربها وبأبتسامتها الودوده وسيتجاوزوا ذلك الكره ويصبحوا عائله واحده ولكن كان خلف تلك الابتسامه قناعا اخر ظهر مع لذعات لسانها 
لو رايحه ل بابا ياريت بلاش لانه مش فاضيلك
واشارت نحو شقيقها وحمزه وندى وناديه التي كانت تتابع الموقف وهي تتمنى ان تعتاد مريم علي ياقوت 
شايفه محدش فاضيلك ازاي .حتى الجو عندنا مش لايق عليكي 
ألقت عباراتها ثم انصرفت تبتسم بفخر عما حققته . لتتعلق عين ياقوت بها ذهولا غير مصدقه ان فتاه بعمرها تتحدث وكأنها امرأه ماكره تعرف صب سمومها . بلعت غصتها بمراره وابتسمت كى تداري كسرتها 
وفي دقائق كانت تسحب يد شقيقتها وتغادر المكان لتنفض ياسمين يدها تسألها 
ياقوت ماتردي عليا هنروح ازاي 
تنهدت بأنفاس مثقله وهي تلتف حولها وكل ما تريده ان تغادر المكان لتنظر أمامها بخيبه . تهللت اسارير ياسمين وهي تجد حمزه يقترب منهم اما هي اشاحت عيناها عنه 
شهقت وهو يجذبها من مرفقها دون كلمه معتذرا من شقيقتها 
ممكن افهم ليه سيبتي الحفله  مع ان مريم طلبت منك تيجي تتصوري معانا وتباركي لشريف 
اتسعت عيناها وكادت ان تهتف موضحه له انها لم تخبرها بشئ هكذا إنما هي من اخبرتها ان تبتعد عنهم والا تزعجهم 
مش مضطريه تقبلي اي دعوه من عيلتي يا ياقوت مدام مش هتكوني مبسوطه  واتمنى تحترميهم وتعامليهم كأنهم عيلتك 
ألقى عبارته الاخيره وكأنه يحذرها من الاساءه لعائلته   فأبتلعت عبارات دفاعها عن نفسها . ف الاتهام قد سقط عليها واصبحت هي المذنبه واتقنت الصغيره لعبتها وانتهى الأمر 
ممكن امشي عشان ترجع لعيلتك وميفتكروش اني باخدك منهم
رمقها بنظرة طويله اما هي كانت تقف تتمالك دموعها تعض باطن خدها كي لا تبكي امامه
قادها برفق نحو الفراش والسعاده كانت مرسومه فوق شفتيه 
كل شئ تم سريعا ولكن وقت ان يصبحوا معا قد جاء 
كانت خائفه وبقدر خۏفها كانت سعيده 
مها 
همس اسمها برقه وجلس جانبها ينظر لملامح وجهها الناعمه يشبع عيناه منها  اغمضت عيناها بخجل . فأبتسم
تعرفي انك جميله اوي 
حررت جفونها من غلقهما وفتحت عيناها تسأله 
بجد انا جميله ياشريف . انا طالعه حلوه 
تنهد وهو يشعر بالآلم اتجاهها  يقسم انه سيفعل كل شئ حتى يعود لها بصرها اذا كان مقدر لها وان لم يكن لن يتركها مهما حدث
أنتي أجمل بنت شافتها عيوني  ده انتي كتير عليا . الناس النهارده كانت بتشاور وتقول ازاي العروسه الحلوه ديه تتجوز الۏحش ده
ابتسمت وهي تتذكر أحاديث البعض  كيف العمياء تتزوج بمثله ولكنه لم ترغب ان تخبره بما سمعته فقد اعتادت على أقوال البعض دون رحمه
انا بحبك اوي ياشريف
ورفعت يدها نحو صدره تبحث عن دقات قلبه . لتستقر كفها على موضع قلبه
انا حبيت ده . حبيت قلب شريف 
لم يتمالك شريف نفسه يداه جالت على جسدها بعبث . ولكن مع لمساته كانت تتذكر أيد سالم التي كانت تعبث بجسدها
سقطت دموعها ويداها تدفعه عنها . فأبتعد عنها قلقا
مالك يامها 
انكمشت على نفسها وضمت جسدها بذراعيها تهتف پخوف 
متعملش زيه  متعملش زيه
وانختمت ليلتهم بتلك الجمله التي جعلت عيناه تجحظ على وسعهما وكلام المرأة التي قادته لغرفتها ذلك اليوم يتردد في اذنيه
طالع يتسحب على السلالم بليل . وبيتلفت حواليه وهو واد بتاع مزاج 
بدأت هناء عملها كموظفه استقبال في احد الفنادق الكبرى بمدينه الاسكندريه  لم تطلب مساعده عمها الذي كان من الممكن أن يجد لها وظيفه افضل الا انها قررت أن تعتمد على حالها وتبدء المشوار وتخوض كل شئ بنفسها حتى تواجه حياتها القادمه 
لم يعلم مراد بمكان عملها ورضخ لاصرارها بعدما اڼهارت أمامه تلك الليله 
ابتسمت ابتسامه لطيفه عندما وقف أمامها احد نزلاء الفندق يطلب منها ان تستدعي له سياره أجره 
كان المدير يراقبها من بعيد ليتقدم منها فتوترت من وجوده وحصار نظراته عليها 
افندم يامستر خالد 
تعلقت عين خالد بها ثم انصرف دون كلمه . فرفعت إحدى طرفي شفتيها مستنكره فعلته 
اتسعت عين ياقوت دون تصديق لتمسح يداها من الاتربه التي تعلقت بهما من أثر تنظيف المنزل
سماح . انا مش مصدقه انك هنا
ضمتها سماح بأشتياق تعاتبها
معرفتش اوصل ليكي  فقولت اجيلك بنفسي البلد  
طالعتها ياقوت بسعاده 
انتي رجعتي امتى من مهمتك
نظرت لها سماح ثم تعلقت عيناها بداخل المنزل متسائله
أنتي هتسبيني واقفه على الباب يابنتي
ارتبكت ياقوت وهي تخشي ان تحرجها زوجه ابيها ولكن سناء تقدمت منهم 
مين يا ياقوت 
عرفتها سماح عنها   لتلقفها سناء بين ذراعيها مرحبه بها 
اهلا ياحببتي نورتينا
ونظرت الي ياقوت تعاتبها وترمي بسمومها 
كده تسيبي صاحبتك على الباب يا ياقوت . معلش ياحببتي اصل ياقوت مبتفهمش في الأصول 
رمقت سماح صديقتها وتعبيرات وجهها التي اخذت تتغير مع عبارات سناء التي كانت كالبلسم أمامها 
اتفضلي يابنتي
ودفعت ياقوت من
أمامها هاتفه 
روحي يلا يا ياقوت اعملي عصير 
اتجهت أنظار ياقوت نحو صديقتها التي اخذتها سناء 
تتنهد بيأس من أفعال زوجه ابيها  ف اللطف لا يأتي الا مع الغرباء إنما معها لا تريها الا السواد . تدفعها الثمن كل يوم من خدمه في البيت حتى تنام وهي لا تشعر بحالها
والكلمه التي اعتادت عليها هذه الأيام 
اعملي بلقمتك الايام ديه يابنت صباح ولا انتي هتشوفي نفسك علينا من دلوقتي . يلا اه بكره تتجوزي وترجعلنا بشنطه هدومك وياخوفي ترجعلنا بعيل 
تلقى عباراتها كل ليله وهي تلوي شفتيها بتهكم  وكأنها تنتظر فشل تلك الزيجه 
اعدت اكواب العصير  لتجد سماح قد اندمجت معها في الحديث
اتفضلي يا سماح العصير . اتفضلي يامرات ابويا 
تناولت سماح الكوب كما تناولت سناء وقبل ان تجلس هتفت بها
ايه ده انتي هتقعدي يا ياقوت  مش عيب كده قومي ادبحي دكر بط انتي وياسمين من فوق السطح واطبخي لصاحبتك. ورغم اعتراض سماح الا ان امر سناء قد تم وحشرت هي وشقيقتها في الدبح والتنضيف والطبخ حتى هلكت 
دبت سماح على معدتها وهي تجلس على الفراش الذي تحتويه الغرفه 
بس مرات ابوكي ديه ست كريمه اوي يابت يا ياقوت 
فأبتمست ياقوت وهي تقترب منها لتهمس سماح
شكلك انتي المفتريه 
تنهدت ياقوت وهي تفكر ان صديقتها تظنها كاذبه ولكن سماح لم تكن سهله 
أنتي اللي طيبه ياسماح 
ضحكت سماح وهي توكظها على ذراعها هاتفه 
أنتي اللي هابله وعلى نياتك 
وارتمت سماح بين ذراعيها بقوه 
انا مسافره لندن يا ياقوت 
واغمضت عيناها متذكره تلك الليله التي جعلها سهيل تخضع لأمر الزواج ليتم الأمر واتضحت لها الحكايه ان سهيل يفعل ذلك من اجل حبيبة شقيقه التي تحبه هو وتسعى لتوقيعه لتناله  .اخبرها عن حاله شقيقه الصحيه وعجزه بعد أن أصابه الشلل وتلك المخادعه التي يحبها تسعي نحوه وتضعه كهدف وتتلاعب بشقيقه حتى تصل اليه . والحل اخبره به احد أصدقائه ان يتزوج زيجه مؤقته بشروط ومن فتاه بعيده عن عالمه حتى لا تزعجه ثانيه حينا ينفصل عنها ويمضي الأمر
وتفقد جين اللعينه الأمل به
دبر خطته واستجاب لافكار صديقه واقحمها هي بكل وقاحه لتتقبل الحكايه بعناد ورغبه في الاڼتقام منه على لعبته الدنيئه التي اقحمها بها دون أن يفكر فيها 
وخرج صوتها بثقل 
انا اتجوزت يا ياقوت! 
لتبتعد عنها ياقوت فزعا
اتجوزتي ماهر
فضحكت سماح وهي تتذكر ماهر الذي ارسلت له صوره زواجها من سهيل 
ماهر ده خاېن . لا انا اتجوزت سهيل نايف 
لتنظر إليها ياقوت وهي لا تستعب الحكايه 
لاعب الكره . ازاي ده حصل 
فزفرت سماح أنفاسها بقوه وشاكستها 
اهي اقدار . زيك كده مع حمزة الزهدي البعبع اللي كان بيرعبك
نظرت صفا الي الاسطبل الذي تعبئه القاذورات فطالعت عنتر الذي وقف يرمقها بجمود 
هنفضل كتير كده . ما يلا ياختي ابدأي التنضيف 
طالعته صفا بصمت ثم حملت الأدوات التي أعطاها لها . لتبدء في مهمتها باكيه واعين عنتر تتابعها 
ثم انصرف لغرفه مكتب فرات
اي أوامر تانيه يافرات بيه 
طالعه فرات بعدما مد ساقيه بتعب وارخي ظهره على مقعده 
كفايه عليها شغل لحد كده . 
تنهد عنتر من صمودها 
ما تطردها يابيه من نفسك ونخلص
احتدت عين فرات . فأطرق عنتر عيناه ارضا 
روح شوف شغلك 
غادر عنتر  لينهض من فوق مقعده تاركا عصاه التي تشعره بعجزه . تحمل على قدميه وسار نحو الشرفه شاردا في مكالمه شقيقته تبكي له عن ڠضب عزيز عليها واهماله لها وأولادها منذ أن اختفت صفا تترجاه ان ينفيها بعيدا حتى لو لزم الامر وبعثها لبلد أخرى خارج مصر
ضاقت عين شهاب پغضب وهو ينظر لندى التي رفضت الذهاب لحضور العرس في بلده ياقوت . فقد اقترح فؤاد عليهم أن يقيموا العرس في منزل شقيقه بعد أن حدث إعصار حينا طالبت ناديه ان يفعل شقيقها عرسا .
ندي اعقلي كده وجهزي نفسك عشان نسافر . انا متحمل اعتراضك على جواز حمزه واقول معلش مهما كان اختها
واردف بضيق
ما انتوا اه حبيتوا مها . اشمعنا يا ياقوت 
فصاحت به باكيه 
مش قادره ياشهاب سوسن مكنتش اختي بس  دي امي  مش قادره اتخيل انه هيبقى لواحده غيرها . احضر فرحه ازاي مش
كفايه قبلنا 
تجمدت ملامحه وهو يرمقها 
ديه اسمها انانيه . والمفروض تكوني ناضجه عن كده ياندي  طب مريم ولسا صغيره مش فاهمه حاجه اما انتي . اخر كلام تجهزي لا الا هتصرف تصرف مش هيعجبك ياهانم 
تركها بعد أن ضاقت أنفاسه من ذلك الجدال الذي صار محور حياتهم كلما اقترب موعد العرس 
لتجلس فوق فراشها متنهده وبعد تفكير نهضت لترتب حاجتهم  فالأمر قد انتهى 
نظرت ياقوت لكل من سماح وياسمين وهناء الملتفون حولها بحب 
ولم يتركوها ذلك اليوم . لم تسافر سماح رغم سفر سهيل لبدء تدريباته واقتراب موعد الدوري الانجليزي 
أرادت ان تنهي متعلقاتها وتستعد للمواجها ونيل حقها منه بعد أن ظن أنها لقمه سهله المنال
اما هناء كانت تؤلمها تلك اللحظه ورغم اصرار ياقوت عليها ان تخبرها ان تحكي لها ما يحزنها الا أنها لم ترغب في احزانها تلك الليله 
تأملتها هناء بسعاده 
طالعه قمر يا ياقوت 
فطالعت زينة وجهها متسائله 
المكياج مش تقيل شويه 
لتنظر سماح لوجهها 
لا خالص . انا مش عارفه
ليه مروحتش الكوافير ولا في صوت حتى اغاني ولا حاجه ده ولا كأننا في عزا
فتنهدت بآلم وهي تتذكر مۏت زوجه عم زوجه ابيها . فقلبت الدنيا عليها ولم ترغب بفعل عرس لها إلا أن والدها وقف لها ومع مساعده السيد مهاب ومحبته لها قرروا ان يفعلوا العرس في منزله 
متقلقيش ياسماح انا مجهزه البنات في بيتنا وهنرقص للصبح
هتفت هناء بسعاده وقد نست كل آلامها مع فرحة صديقتها 
وفجأة شهقوا حينا دلفت زوجه ابيها فجأة مرتديه السواد  لتظهر من خلفها ناديه المبتسمه ووالدتها التي سمح لها اخيرا زوجها ان تأتي لها كالأغراب فمنذ رفضها لابن شقيقه مره اخرى وازداد بغضه عليها وبغضه لم يأتي الا في صوره حرمانها من والدتها في لحظات حياتها التي لا تنسى 
بدء العرس وقد كان كما اخبرتها هناء وقامت سماح بالواجب وما اعطا لهم الحريه ان العرس كان منفصلا  ف النساء بالأعلى والرجاله بالأسفل في غرفه الضيافه الواسعه 
رقصت هناء حتى قطعت أنفاسها ولم تنتبه لتقي التي ألتقطت لها بعض الصور وسجلت لها فيديو لرقصها مقرره انها ستبعثهم لشقيقها حتى يرى زوجته 
اما ندي جلست وبجانبها مها ومريم التي تنظر نحو ياقوت پغضب .رغم رغبه مها في التهليل مع الفتيات الا ان كلامهم عنها كان له تأثير  اخبروها بعدم فرحتهم وإن ياقوت ماهي إلا فتاه لاعوب ساعدوها لتعمل ثم وضعت شباكها على حمزه الذي كان عازف عن الزواج
فرحت ياقوت من قلبها لأنها ستتخلص من آسر زوجه ابيها فلم تجد في الزواج الا نيل حريتها رغم خۏفها وما اراحها قليلا انها ستعيش بشقه خاصه بها بعيده عنهم وهذا ما تمنته ومع طمئنينه ناديه ومعاملتها الحسنه واخبار سلوى لها عن حنان حمزه مع زوجته الأولى وأبناء زوجته كانت تنفض مخاوفها وتتبع قلبها 
وانتهى العرس أخيرا . وبدأت حياه جديده لها معه 
دلفت للشقه الواسعه بخطوات مرتبكه تطرق عيناها ارضا تشعر بالنعاس والتعب . تقدم امامها ليضئ انوار المكان . لتظهر لها الشقه بأثاثها وجمالها العصري 
أغلق الباب لتنتفض فأقترب منها يرفع ذقنها
بصيلي يا ياقوت 
رفعت عيناها نحوه خجلا ليميل على جبينها يلثمه 
مبروك 
حررت أنفاسها أخيرا فلم تعد تقوى على حپسها  ليبتعد عنها 
مالك يا ياقوت 
طالعته بتوتر وخرج صوتها مذبذا
مافيش 
وألتفت حوله تسأله 
هو احنا مينفعش نفتح الباب 
تجلجلت ضحكاته بقوه محركا رأسه 
للأسف مينفعش يا ياقوت
ومازحها ومازال يضحك 
ممكن نتسرق 
فعبست من ضحكاته واشاحت عيناها عنه  تبحث عن مكان تخرج فيه حتى تلتقط أنفاسها . لتسقط عيناها نحو الشرفه فحملت فستانها وسارت تحت نظراته المتعجبه لفعلتها
وقف يتأملها كيف تستنشق الهواء ثم تزفره وتكرر فعلتها مره تلي الأخرى . طوى ساعديه امام صدره يطالعها 
الي ان ألتفت بجسدها لتجده يحدق بها فتمتمت بخجل وهي تخفض عيناها حرجا 
في حاجه . بتبصلي كده ليه 
ابتسم وهو يقترب منها وألتقط كفوفها البارده
في ان الجو بارد ويلا ادخلي عشان متبرديش 
دلف بها من الشرفه . وأغلق الشرفه جيدا لينظر لها وهي تهرب بعينيها بعيدا عنه ولم تشعر الا وهو وجهها بين كفوفه ثم حرر وجهها لتشهق وهي تجده يحملها بين ذراعيه 
يتبع بأذن الله 
الفصل الواحد والثلاثين
رواية للقدر حكاية.
بقلم سهام صادق.
قالها ضاحكا غامزا إليها لتتورد وجنتاها بحمرة الخجل  طرقت عيناها نحو يداها المتشابكه
ليرمقها بمشاعر جديده عليه لكن عقله كان ېصرخ به يخبره ان ما يفعله معها تلك الليله ماهو الا واجب عليه يقدمه لها وليس حب كما يظن ذلك الذي يخفق داخله بتراقص
مشاعر كڈب به على نفسه واكمل دور الزوج العطوف ولكن هي كأي أنثى تراه حب . ترى انها وجدت سعادتها
خرج من شروده يزفر أنفاسه ببطئ جلي كي ينفض الصراع الذي داخله
مش هتقومي تغيري فستانك
طالعته بتوتر تومئ له برأسها ودقات قلبها تتسارع خجلا
استمتع بخجلها بمتعه رغم زواجه الأول الا انه لم يجرب ذلك من قبل . زيجته من سوسن بنية على الود والاحترام حتى حينا طالبته بحقوقها كان يعاملها وكأنها امرأته وابنته ينسيها فارق العمر بينهم مقتنعا ان حياته سيكملها معها ولكن مۏتها غير كل شئ وكان قدره تلك التي تجلس أمامه تقبض على فستانها وتهرب من مطالعته
كسر الصمت الذي بينهم متنحنحا
هغير هدومي في الاوضه التانيه  تكوني انتي كمان غيرتي عشان نصلي
اماءت له برأسها مجددا فأبتسم
شكلي مش هسمع ليكي صوت النهارده خالص يا ياقوت
ثم اردف مازحا قبل أن يعطيها ظهره ويخرج
اتمنى تفضلي كده
تركها وأغلق باب الغرفه خلفه كي يعطيها حريتها  ليقف أمام الغرفه محدقا ب باب الغرفه المغلق
هعملك بما يرضي الله يا ياقوت  لكن حب القلب مش هقدر ادهولك
            
نهضت من فوق الفراش تلتقط أنفاسها ورفعت كفيها تتحسس وجنتيها ثم اتجهت نحو المرآه تطالع هيئتها
انا مالي ضايعه كده . انا حاسه نفسي اني في حلم
وتنهدت وهي تستنشق رائحة عطره التي ملئت الغرفه وعلقت في يداها
بس حلم جميل زي ما كنت بحلم
وطالعت الغرفه الواسعه والفراش الواسع
اخيرا بقى عندي بيت اعيش فيه من غير ما احس ان محدش عايزني
وسقطت دموعها وهي تتذكر معامله زوجة ابيها لها ودعائها عليها الا تفرح وترى السعاده
اوعدك يارب هحافظ على حياتي ومش هعمل زي بابا وماما  ولا هظلم ولادي زي ما اتظلمت
هتفت بعهودها التي كانت تتمتم بها في سجودها تدعو الله ان يبعث لها زوجا يعوضها عما فقدته
ابتسمت وهي تتذكر الدعوه التي دعتها عندما كان يعاملها حمزه بكره لا تعرف سببه  تمنت ان يلين الله قلبه ليكون في النهايه هو الزوج الذي انتظرته طويلا بعد أن ذاقت من الحياه مرارتها متحمله راضيه شاكره
اتجهت نحو باب الغرفه تغلقه جيدا لتأخذ حريتها في تبديل ثوبها الذي فور ان حررت جسدها منه رفعته صوب عيناها تنظر اليه
اتمنيت ألبسك ولبستك
انهت ماعليها فعله بعد وقت  وسارت بخطي خفيفه نحو باب الغرفه تسترقي السمع لكنها لم تسمع شئ
لتفتح باب الغرفه بخفه ومن فتحه صغيره طالعت ما أمامها فلم تجده
أعطاها الحريه كامله حتى تستعد براحه . تأكدت من أحكام حجابها فوق خصلاتها وهندام جلباب الصلاه
لتخرج من الغرفه تبحث عنه  كنت تدور برأسها يمينا ويسارا ولم تنتبه لخروجه من غرفة المكتب التي خصصها هنا
شهقت بفزع وهي تصطدم به  ليضحك على منظرها الظريف
بتتسحبي ليه
اطرقت عيناها خجلا
بدور عليك
ضحك وهو يضم وجهها ويرفع رأسها نحوه
اتعودي تبصيلي يا ياقوت  مش هينفع كده
لطافته وحنانه كل هذا اذابها معه تلك الليله  خطوه خطوه أصبح يخطوها معها كي تعتاد عليه دون حرج
وكل هذا يضعه تحت بنود ان هذا هو المطلوب منه فهذه حقوقها قبل أن يعود لاطار حياته العمليه وواجبه العائلي
مجرد عسل يغدقه بكثره فعسله لن يظل بكثرته وماعليها الا التقابل والرضى
قانون العقل يقوده تخطيطا اما القلب كان عطشا فحرر نفسه من حصونه مخبرا حاله انه سينعم هذه الليله والليله التي تليها ثم سيعود لغلق بوابته عليه ويعود لظلامه ولم يكن يعلم انه لن يعود مسجنه وظلامه كما كان فمن ذاق العسل اراده دوما
تخضبت وجنتاها بخجل وقد تعلقت عيناها به
مش عارفه . انا عايزه ابله ناديه 
اتسعت عيناه وهي تطالبه بشقيقته فأنفرجت شفتاه بضحكه صاخبه 
عايزه ناديه يا ياقوت في ليله فرحنا
حركت رأسها له فهى بالفعل أحبت ناديه واعتبرتها شقيقه كبري تمدها بنصائحها فلم تقدم لها والدتها ولا زوجه ابيها نصائح لتلك الحياه الجديده عليها ولم تقم بذلك الدور الا ناديه التي اعطتها من خبرتها بتعقل بعيدا عن چنونها ومكرها فمكر النساء لا يعلم إنما يستكشف 
ايه رأيك نصلي الأول وبعدين نتعشا ونشوف موضوع ناديه بعدين  لأن شكلي بتجوز لأول مره 
ابتسمت على عبارته  فأبتسم هو الآخر 
يلا يابنت الناس عشان انا بنام بدري 
أنهوا صلاتهم ومجرد ان أنهى دعاء تلك الليله وجدها تبكي 
فسألها بلهفه وقلق 
ياقوت في ايه 
لم تعرف ما تخبره به  اتخبره انها تخشي فشل زواجهم وتعود لما كانت عليه . اتخبره انها تريد حنانه ولطفه معها دوما والا يحرمها منه 
ارتجفت شفتيها وكلما أرادت البوح له صمتت  مسح دموعها برفق
ياقوت انتي مش مبسوطه
رمقته خلسه ثم اطرقت عيناها وافصحت اخيرا بما يعتريها
في الأول مكنتش مبسوطه لأني خفت منك وقولت ده طردني من شغلي من غير ما يسمعني لما هتجوزه هيعمل ايه فيا 
تأملها في صمت وترك أذنيه تسمعها بأهتمام
بعدين سمعت كلام من عم مهاب وابله سلوى عنك كتير حبك لعيلتك ودعمك ليهم ومواقفك معاهم والاهم معاملتك لولاد مراتك وحبك ليهم وعمرك ما حسستهم انك زوج ام مع انها ماټت 
رفعت عيناه نحوه تطالع ملامحه الرجوليه عن قرب 
انا جربت معامله مرات الأب وجوز الأم  شعور صعب اوي لما متكنش فرد مرغوب في لا هنا ولا هنا وكأنك على الهامش  انا مش عايزه حياتي تكون كده 
ولم تشعر بحالها الا وهي تلقي نفسها بين ذراعيه ليضمها اليه بملامح جامده متخيلا العڈاب الذي تلقته من معامله سيئه فهو لم يرتاح لزوجه ابيها 
انسى يا ياقوت كل ده
وابعدها عنه ينظر إليها بحنان آسرها 
حياتي مش ملكي لوحدي يا ياقوت  ومش هكون زوج كامل ليكي وعلطول معاكي لان عندي مسئوليات وبيت تاني مقدرش اتخلى عنه 
اماءت برأسها متفهمه الوضع ولم تفكر انها في النهايه بشړ وسيأتي يوما ولن تتحمل ان تكون في هامش حياته ومجرد ساعات ليل يقضيها معها 
بس انا شعري مش ناعم اوي  ده معالج للشعر 
ابتعد عنها ليبتسم على برائتها 
برضوه جميل يا ياقوت
             
ضحك شهاب على ندي التي وضعت الوساده فوق ساقيها وظلت تقضم اظافرها بضيق 
مش كنتي راجعه تعبانه ومرهقه
واردف ساخرا وهو يرمقها 
واه ياشهاب  السفر متعب مع انها ساعه ونص من هنا للبلد بس اقول الجوازه مش على هواكي 
طالعته ندي بضيق ثم اشاحت عيناها عنه 
انت ليه مش قادر تفهمني . اهي عيلتنا السعيده المترابطه هتضيع بسبب البنت ديه  انا
ست وعارفه وفاهمه الستات كويس
فأقترب منها يجلس على الفراش جانبها مستنكرا حديثها ولكنه قرر ان يسايرها حتى يفهم نظريتها في أمور النساء
وفاهمه ايه يمكن انا مش بفهم 
رمقته وهي تعلم بأستهزاءه بها 
يا شهاب حمزه جوزها وهيبقي من حقها وشويه شويه هتاخده مش هنشوفه وبعدين لو جابت طفل بسرعه كده خلاص 
تجمدت ملامحه وهو يسمعها ونهض من جانبها نافرا
لدرجادي ياندي كرها لاخويا انه يعيش حياته ويبقى عنده طفل  ليه عايزينه ليكوا انتوا وبس  ياقوت بنت عاديه ومش من نوعيه الستات اللي انتي فكراهم . ده هي اللي هتتظلم معاه 
وأشار بيده محذرا قبل أن تهتف بكلمه أخرى 
عارفه ياندي لو محترمتيش مرات اخويا ورجعتي لعقلك  انا فعلا هفهم انك اتغيرتي للأسوء 
كاد ان يتحرك وبتركها فنهضت من فوق الفراش سريعا تركض اليه وتتعلق به بعد أن شعرت انها زادت الأمر بالفعل معه ومثلما هي حزينه على ذكرى شقيقته فحمزة أيضا شقيقه 
شهاب انا اسفه . استحملني الفتره ديه معلش بس اوعدك اني هخفي مشاعري واتعود على الموضوع  انت عارف اني كنت بستلطف ياقوت بس الموضوع ده قلب حاجات كتير جوايا 
لم يبدي اي ردت فعل بل اشاح وجهه بعيدا عنها لتشب علي أطراف اصابعها ثم لثمت خده 
متزعلش بقى . بضايق لما بزعلك 
قطب حاجبيه عابسا 
ما بين اوي ياندي انك بتزعلي على زعلي 
انا وعدتك هحاول اتعود
ورفعت عيناها نحوه تسأله 
انت محضنتنيش ليه 
ضحك على عبارتها فضمھا بذراعيه 
والله انتي مجنونه ياحببتي 
تعلقت عيناها له تتمنى ان تكون بالفعل حبيبته واحبها وليس ما يفعله معها تقديرا لما تفعله لا أكثر  كان يطالعها بحب حقيقي ولدته أيامهم معا 
ومال نحوها يلثم عنقها هامسا
لو مكنتش اتجوزتك كنت خسړت كتير 

طالعها وهي نائمه براحه تضم الوساده إليها  تغفو كل ليله لتتركه ېحترق بنيران قربها زفرا أنفاسه بقوه
ياترى مين اللي خلاكي كده يامها . انا شاكك في سالم الكلب
أصبح يمقته ويمقت شقيقتها حينا يأتوا لزيارتها ولكنه رغما عنه يتقبل الامر من أجلها
الحيره أصبحت تقتله منذ ليله زفافهم شعوره بالذنب لتركها جعله يتحمل وينتظر الي ان تصارحه بما حدث بغيابه ولكنها لا تتحدث تبكي فقط كلما اقترب منها تشعل جنونه وغضبه ليرحل قبل أن يفقد صوابه
مد انامله يمسح على وجهها برفق هامسا بأسمها
مها
ردد ندائه عليها فتأكد من تعمقها في النوم  لزيل الوساده من بين ذراعيها وقربها من احضانه لينعم بها وهي نائمه  قبلاته وملمس جسدها يسرقهم هكذا
شعر بلملمتها بين ذراعيه لتشد من احتضانه تظنه وسادتها متنهدا داخله
الوضع ده مش لازم يستمر كتير
تسطح بجسده فوق فراشها الصغير بمنزل والديها  لتدلف الغرفه بكأس الماء فطالعته بضيق بعدما اغلقت باب الغرفه خلفها
على فكره ده سريري . وانا مش هنام على الأرض
رمقها مراد مبتسما بصفاقه
هو احنا مش خلصنا من الحوار ده وقولنا هنعدي الليله ديه وكل واحد يتحمل التاني
زمت شفتيها بعبوس
لا انا غيرت رأي . انا مبحبش انام جنب حد
رفق حاجبه مستهزءا من عبارتها . فأبنت عمه الوديعه قد تحولت لقطه شرسه
يبقى خلاص نامي على الأرض . أما أنا مش هنام 
هتف عبارته كي يستفزها . لتجز على أسنانها واقتربت من الفراش تجذب ذراعه كي تنهضه 
قوم بقى بطل رخامه وبرود
ضحك على فعلتها لتتسع عيناه ذهولا عندما سقطت عليه دون قصد منها 
تلاقت عيناهم ومع كل نظره خاطفه كان يمر شريط تلك الليله التي جرحها فيها واخبرها انه لم يحبها وأنها اختيار ابيه 
اغمضت عيناها بقوه اما هو كان لأول مره يرى هناء الفتاه الجميله الناعمه وليست ابنه العم المرغم على زواجها واقتراح والده 
تحركت يداه كي تآسرها فوجدها تنفض نفسها سريعا بعيدا عنه تلتقط الوساده حتى تتسطح فوق الأرض 
نفورها أذى رجولته التي حطمت كبريائها .لينهض من فوق الفراش غاضبا
نامي على السرير ياهناء  مش لدرجادي انا معډوم الرجوله 
وألتقط منها الوساده  لترمقه بصمت ومن دون كلمه اتجهت نحو الفراش تتسطح عليه تعطيه ظهرها تتمنى ان تمضي تلك الليله على خير
               
رمق سالم ماجدة النائمه طالعها بضيق وكأنه لا يطيقها جوارها نهض من جانبها متمتما
الواحد زهق  اه لو البت مها مكنتش اتجوزت كنت استمتعت بحته الملهبيه 
عاد بنظراته نحوها باصقا عليها لتلمع عيناه بخبث متذكرا اقتراح صديقه وما الاقتراح كان الا تبادل الزوجات 
ولمعرفته لرفض ماجده وان تجاوزاتهم قبل زواجهم ماكانت الا لهدف ان ترضيه حتى يتزوجها 
أرادت الزواج فقط غافيه عن أخطائها ولم تدري انها وقعت في التهلكه 
  
فتح عيناه ليجدها بين ذراعيه نائمه بعمق ابتسم وهو يمسح على وجهها 
نهض من جوارها ليتجه نحو المرحاض مخاطبا حاله 
اوعي ياحمزه تضعف تاني  اوعي القلب يقودك . انت بتعامل ياقوت عطف 
ارتدي ملابسه بعجله هاربا من شعوره الجديد نحوها 
وبعد نصف ساعه كان يقف بسيارته في الصباح الباكر  مازالت الشمس تبدء في سطوعها دون أن تسلط حرارتها وتنشر دفئها
زفر أنفاسه بقوه وطيفها وهي بين ذراعيه ورائحتها تتغلل في اعماقه . كانت كالبريئه وهو يلقنها فنون الحب . بادلها مشاعر لم يكن يتخيل انها يوما داخله وان الماضي قضى عليها
ولكن كانت تلك الليله هي الفاصله في كل شئ
تعالت اصوت أنفاسه من هياج مشاعره الهادره  وابتسامه لاحت على شفتيه وهو يتذكر وجهها حين استيقظ وكانت غافيه على ذراعه تضم نفسها نحوه وانفاسها الدافئه تلفح عنقه
وقفت سياره ناديه جانب سيارته ثم ترجلت من سيارتها وأثار النوم في عينيها .اقتربت منه بقلق
ايه اللي حصل  في واحد يخرج من البيت يوم صباحيته
ووضعت يدها على فاها تكتم صوت شهقتها . فطيله طريق قدومها اليه وهي تفكر في الكثير من الأسباب التي جعلت شقيقها يهاتفها في بدايه الصباح
اوعي تقولي انك ندمان ياحمزه
تجمدت عيناه نحوها ورمقها ببطئ ثم اشاح عيناه بعيدا عنها كي يعري نفسه من مشاعره دون أن ترى مايفيض من عينيه 
كلامك صح ياناديه . اللعبه قلبت عليا  حبيتها من غير ما احس
خرجت الحقيقه التي هرب منها صباحا تنهد وهو يغمض عيناه 
الماضي لسا جوايا . كسرت امي يوم ما اترفدت من شغلي ودموعي وانا بستلم قرار فصلي عن حلمي لسا محفور ياناديه 
جوازي من سوسن ونجاحي والسنين لسا ممحتش الماضي . انا ضعفت وسيبت قلبي يخرج من ضلمته
سقطت دموعها وهي تربت على ذراعه وتسمعه
حب وعيش من تاني ياحمزه . صفا كانت درس وانتهي . متحرمش نفسك من الحياه ياقوت غير صفا . سيب نفسك وعيش 
ووقفت أمامه تعلق عيناها به  لترى آلما في عينيه أراد اخفاءه
بقى حمزه الزهدي خاېف من نفسه والحب لدرجادي
زفر أنفاسه مشيحا عيناه بعيدا عنه 
هو حمزه الزهدي ده مش انسان 
ضحكت وهي تمسح دموعها التي سقطت حزنا عليه 
انسى الماضي وافتكر انه كانت محطه وصلتك للي انت في دلوقتي 
وكان كلامه مقنعا قضى على شيطانه وظلامه 
  
استيقظ فرات علي رنين هاتفه الذي اخذ يرن بألحاح .ألتقطه ينظر لرقم شقيقته 
ايوه يافاديه 
تجمدت ملامحه وهو يسمع صوت بكائها 
تاني موضوع عزيز والبنت ديه  ما هي شغاله في المزرعه وبعيده عنه
واردف بسخط وهو يسمع شكواها 
اقفلي يافاديه انا مش فايق على الصبح 
اتاها صوتها الباكي ورجائها 
اسمها بقى علي لسانه وهو نايم يافرات . نفسي اموتها . خلصني منها 
ضاقت أنفاسه بمقت
أنتي شيفاني قتال قټله ولا رئيس عصابه  جوزك ده بقيت قرفان منه  بدل ما يحافظ عليكم بيجري ورا الحريم 
عادت تتوسله الي ان تذكرت سفرته التي بعد أيام 
خدها معاك الكويت تخدمك هناك وبعدين لما تنزل سيبها في بيتك واه كل ماتروح فرع شركتك تخدمك ونبقي خلصنا منها
ألتوت شفتيه ساخطا فأردفت برجاء وأمل 
ارجوك يافرات ابعدها عن مصر . وجودها في المزرعه مينفعش انا والولاد عزيز بنقضي الصيف فيها . مش عايزه اشوفها هناك خطافه الرجاله اللي كانت عايزه تضحك على جوزي
ولم يكن من فرات الا انه يسمعها جيدا مفكرا تلك المره ومع إلحاح شقيقته التي لا ترى الا زوجها 
اخر مره هحللك مشكله من النوع ده يافاديه . المره الجايه لو عينه زاغت هطلقك منه مفهوم 
وقبل ان ينتظر سماع ردها اغلق الهاتف . لينهض من فوق الفراش محركا ساقه المصابه بجهد 
 . 
فتحت ياقوت عيناها وهي تشعر بالسعاده تغمرها نظرت جانبه لتجد الفراش فارغ وليس بجانبها 
ألتقطت مئزرها لتنهض تبحث عنه ولكنها لم تجده 
هو راح فين 
دارت بعينيها في ارجاء الشقه بحزن وخشية ان يكون عاد الي منزله الآخر وتركها وحيده 
وقف بسيارته أسفل البنايه ناظرا لباقة الازهار التي جلبها لها معه حتى يعتذر منها 
صدح رنين هاتفه قبل أن يترجل من سيارته لينظر الي رقم مريم متعحبا من اتصالها
ايوه يامريم 
وجدها تبكي وتخبره ان لديها امتحان اليوم ولم تذاكر تلك الماده جيدا 
ازاي عليكي امتحان ومذكرتيش . المدرسين اللي بيجوا البيت بيعملوا ايه 
انتحبت بقوه 
محدش فيكم بقى فاكر حاجه عني  كلكم نستوني حتى انت يابابا . انت كنت بتذاكرلي قبل كل امتحان انت كمان نستنى خلاص
انبته الصغيره بمهاره فجعلته يلوم حاله على نسيانه لموعد امتحاناتها 
تنهد وهو يسمعها 
اجهزي عشان جاي اوصلك
اغلقت معه الهاتف لتصفق لنفسها بسعاده انه سيترك عروسه وسيأتي لاصطحابها لمدرستها وسيكون جانبها كالمعتاد 
وأنها مازالت ابنته حبيبته وأنها الأفضل وليست عروسه 
.
الفصل الثاني والثلاثين
جلست على الفراش بعد أن رتبته زفرت أنفاسها التي خرجت مثقله بآلام قلبها  عدم وجوده جانبها صباحا أصابها بالخيبه ظنت انها ستستيقظ على قبلاته فتخجل منه وتظل مغمضه العين ټدفن وجهها بين احضانه يسألها كيف تشعر ويمسح على وجهها مبتسما ويخبرها بسعادته
احلام غرق بها القلب كما كان يرى في الحكايات ولكن الحكايه وقفت عند ان دمغها بأسمه قولا وفعلا 
تنهدت وهي ترفع يدها نحو عنقها تمسح عليه تتذكر قبلاته الدافئه وحنانه
كانت في تضارب بين فرحتها ليلا وكسرتها صباحا
توسطت الفراش متكوره على حالها تنتظر مجيئه ودموعها تسيل على وجنتيها
                 .
وقف بسيارته أمام المدرسه ينظر إلى صغيرته بدعم وحنان
حاولى تركزي ياحببتي ومتتوتريش . بنتي شاطره وذكيه انا عارف
ضمت مريم كفوفها ببعضهم تنظر نحوه بسعاده
متقلقش يابابا  هحل كويس 
ابتسم على سعادتها فهبطت من السياره ليودعها 
تنهد وهو يتذكر باقه الازهار التي ألتقطتها الصغيره بعيناها عندما دلفت سيارته لتحملها بسعاده وتشكره عليها وقد ظنت انها لها كما نسي هو امرها
قاد سيارته نحو تلك التي تنتظره بقلب جريح لتركها من اول يوم  أراد مهاتفتها ولكنه أدرك ان هاتفها كان بسيارته منذ ليله امس وقد انتهى شحنه
وصل اخيرا للشقه بلهفه كي يراها ليدلف الغرفه فوجدها نائمه وسط الفراش تضم الوساده إليها 
تنهد وهو يرى الغرفه المرتبه وملابسها التي ابدلتها فعلم انها استيقظت من قبل ولم تجده جانبها  اقترب من الفراش يجلس جوارها
ياقوت انتي صاحيه 
كانت تشعر بوجوده ولكن ظلت هكذا ټصارع المشاعر التي داخلها  اتصرخ وتعاتب ام تصمت وألا تتحدث  اعتصر قلبها الآلم وهي تجد حالها دوما الطرف الذي يقبل ما يقدم له حتى لو كان قليلا دون تمرد 
تخيلت فشل حياتها كما اخبرتها زوجة ابيها والعودة إليها 
انت جيت 
ابتسم وهو يمسح على وجهها
صباح الخير 
ابتلعت ريقها وهي تطالع ملامحه 
تنهد وهو
يتأمل ملامحها الحزينه 
أنتي اكيد متفهمه الوضع 
انتظر ان تخبره ردها فصمتت وهي ترمقه وقبل ان تتحرك شفتاها وتسأله عن وضعها بحياته كان يميل نحوها ويعبث بيداه بخصلات شعرها 
وحشتيني 
ولم تكن لكلمته الا معنى واحد فڠرقت معه في عالم المتعه ولم يكن الا رجلا بارعا يعرف كيف يجعلها تهوى الڠرق بين ذراعيه 
                  
نظرت ندي لزميلتها بتعاطف اخبرتها عن فعله ابن عمها بشقيقتها وتركها قبل زفافهم بشهرا فأصبحت متحطمه منزويه على حالها 
طب واختك هتفضل كده يا رهف . خليها تشوف حياتها تخرج او تشتغل المهم متفضلش حابسه نفسها 
تنهدت رهف وهي لا تعرف حلا لانطواء شقيقتها في عالم واحد وهو الزواج فقط 
مش عارفه ياندي اعمل معاها ايه  سمر كان علاء كل حياتها وكل أحلامها الجواز والعش اللي هيبنوه سوا  فجأة سبها وسافر يشوف حياته وشايف انها مش مناسبه ليه 
واردفت وهي تزفر أنفاسها 
بقالها ست شهور على كده . وطبعا كلام الاهل والجيران مش بيرحم . اللي يقولك اكيد زعلانه عليه لان حصل بينهم حاجه وخاېفة واللي يقولك اكيد عرف عليها حاجه 
استمعت إليها ندي بأشفاق وهي تتخيل حالها مكانها  أدارت الأمر برأسها لتهتف وهي تنظر لها 
شهاب جوزي بيدور علي سكرتيره تكون جاده في شغلها  ايه رأيك سمر تشتغل عنده وتسلي نفسها ومنه تنسى وتشوف حياتها 
تركت رهف كأس الشاي الذي ترتشف منه وحدقت بها دون تصديق 
بجد ياندي  انا مش عارفه اقولك ايه انا كنت محرجه اطلب منك المساعده ديه بس حقيقي انتي ونعمه الأخت 
عانقتها ندي بمحبه ورغم مده صداقتهم القصيره الا انها اكنت لرهف مشاعر الصداقه الحقيقيه بعيدا عن زمالتهم بالعمل 
                 
استيقظوا بعد عدة ساعات  كانت تشعر بالجوع الشديد  قررت أن تطبق نصائح عمتها رحمها الله التي اثمرت على زواجها ورغم عدم حب زوج عمتها لعمتها في بدايه زواجهم الا ان عمتها بحكمتها
وحسن المعامله واللسان اكتسبت زوجها وصارت بعد ذلك كل شئ بحياته ولم يكن يرى غيرها 
عكس والدتها التي انفصلت عن والدها بسبب كثرة شكواها 
كانت محاطه بأفكار عده لا تعرف من اين تسير طريقها حتى تنجح حياتها . ارتدت ملابسها بعد ان اخذت حمامها الدافئ واراحت جسدها 
خرجت تضع المنشفه فوق رأسها تجفف خصلات شعرها فوجدته ينهض من فوق الفراش مبتسما
مصحتنيش ليه 
تمتمت بخجل وهي تجده على مقربه منها 
انا لسا صاحيه من شويه 
ابتسم على ارتباكها من قربه
اجهزي عشان نخرج نتغدا بره 
أجابت وهي تعترض على خروجهم 
انا هحضر لينا اكل مش لازم نخرج  انا بعرف اطبخ كويس
طالعها بمرح حتى يجعلها تعتاد عليه 
أنتي مش عايزه ترتاحي يا ياقوت  اي ست مكانك هتفرح 
واردف بمزاح
أنتي زوجه موفره خالص 
ارتبكت من نظراته ومرحه الذي لم تعتاد عليه 
انا ممكن اعمل حاجه خفيفه ناكلها ونقعد نتفرج على التلفزيون 
قالتها وهي تنتظر موافقته فأبتسم وهو يراها كيف تتحدث وتتحاشا النظر إليه
خلاص اعملي اللي تحبيه وانا معاكي 
واقترب منها يرفع وجهها نحوه 
بصيلي وانتي بتتكلمي يا ياقوت  انا مش باكل بشړ 
وضحك وهو يجدها تهمس بخجل 
مش عارفه ابص في عينك
ثبت وجهها نحوه يسألها 
بصيلي واتكلمي . يلا 
جاهدت حالها وهي تهرب من النظر إليه
هقول ايه
تمتم وهو يشبع عيناه من برأتها وخجلها الجميل 
قولي اي حاجه انا مستني اه 
خفق قلبها من اثر قربه ومحاصرته لها  لم تستطع فعل كلتا الأمرين  فدفعته عنها ثم فرت من أمامه 
هروح احضر لينا الغدا 
غادرت الغرفه ليلتف بجسده ضاحكا على فعلتها
               .
اختلس مراد النظر نحو هناء الجالسه جانبه بالسياره تلعب بهاتفها بحماس دون أن تعيره اي اهتمام  فتح حوارات عده معها في طريق عودتهم للاسكندريه الا انها كانت تجيب على سؤاله فقط دون اضافه  شعر بالمقت من ردودها الجافه وكأن الأدوار قد قلبت 
قاد سيارته بشرود وهو يتذكر الرسائل التي بعثتها له شقيقته ولم تكن الرسائل الا عن زوجته 
لم يعلم لما ابتسم وهو يتذكر رقصها رغم أنها ليست بارعه ورقصها لم يكن الا ناتج عن فرحتها بزواج صديقتها ومع ذلك كانت فاتنه وجميله . شرد في ضحكتها ومرحها الذي اطفئه هو 
اختلس النظرات إليها مجددا ولا يعلم لما أصبحت تشغل حيز تفكيره بكثره
تمتم وهو يقف بسيارته جانب الطريق 
هناء
هتفت دون أن تلتف اليه 
نعم 
تنهد وهو يرى حماسها باللعبه التي تلعبها على هاتفها 
تحبي اجيبلك ايه . زمانك جعتي 
نظرت الي المطعم الصغير الذي يقع على الطرف الآخر من الطريق ويعد فيه اطعمه سريعه المأكل
اي حاجه يامراد وهتلي بيبسي معاك وياريت اي نوع شيكولاته من السوبر ماركت اللي جانب المطعم 
زفر أنفاسه بضيق من معاملتها  فحتى لم تكلف حالها وتخاطبه وهي تنظر اليه
ترجل من سيارته وابتعد . لتترك الهاتف من يدها ونظرت اليه بأعين دامعه فلم تكن تحلم الا بحياه تحياها بجواره سعيده لو أخبرته عن أحلامها معه لخجل من حاله عما فعله بها دون رحمه 
عشان تعرف ازاي الجفا بېقتل ياابن عمي  ياريت تدوق من نفس الكاس اللي دوقتهوني 
               .
تناول كأس الشاي من يدها وهو يطالع احد الأفلام القديمه 
تسلم ايدك 
ابتسمت بتوتر وهي تجلس على طرف الاريكه فرمقها بصمت دون تعليق
بدأت ترتشف من كأس الشاي خاصتها وتتابع الفيلم بأندماج وهي ترى نهاية قصة البطلين المؤلمھ فلقد أحبت رجلا متزوجا كان سوء حظها ان تهوى من ليس لها 
دمعت عيناها وهي تهتف 
ياريتها ما كانت حبيته وشافته . الحب ليه مؤلم كده
ابتسم وهو يراها كيف تنظر للتلفاز بملامح حزينه وكأنها لما ترى ذلك الفيلم من قبل مرات عده 
اقترب منها ضاحكا وقد كانت فرصه له 
ده فيلم يا ياقوت . انتي متأثره اوي كده ليه 
عبست بشفتيها معترضه 
بس الحكايات ديه بتحصل في الحقيقه  وصعب انك تاخد حاجه مش بتاعتك ومتحسش بغيرك بس القلب ده غبي بيحب الحاجه اللي مش ليه 
صمت وهو يتذكر حاله في الحب كان أكبر احمق دمره الحب  طالعها للحظات لتسأله دون مقدمات وقد فاجئه سؤالها الذي فاجئها هي الأخرى 
انت كنت بتحب مراتك 
لمعت عيناه بتقدير لذكرى سوسن فركز انظاره نحو التلفاز 
كنت بحترمها وبقدرها . ساعات الاحترام والتقدير بيكونوا احسن من الحب يا ياقوت 
صمت كل منهما ولكنها شعرت برغبه في سؤاله مره اخرى 
بس ليه ميبقاش في حب واحترام وتقدير . ليه ميبقاش كل دول مع بعض 
رمقها بخفه بعدما ألتف نحوها وهتف ضاحكا بداعبه
أنتي طماعه اوي يا ياقوت 
وقبل ان يكتمل حديثهم صدح رنين هاتفه . لينظر لرقم معلمه مريم متعجبا من مهاتفته شخصيا 
نهض يستمع للمعلمه ولم تكن الا ريما التي أخبرته عن سوء مريم فجأه في الماده وكأن شرحها ضاع هباء وامتحانها الذي سيكون بعد غد 
استمعت ياقوت للمكالمه بأنصات وبعدما أنهى مكالمته مع ريما التي ابتسمت عندما اخبرها انه سيأتي للمنزل كي يري لماذا ساء مستواها فجأه دون مقدمات 
اسعد الأمر ريما وظنت انه مدام سيترك عروسه فهو تزوجها كما سمعت من الصغيره انه زواج لا اكثر وانه لا يحبها وأنها هي من احتالت على والدها 
نظرت ريما لمريم ورغم انها لم تكن سيئه اليوم لكنها كانت شارده الا ان ريما وجدتها حجه كي تراه وتخبر قلبها انه لم يحب تلك التي تزوجها وسيطلقها بالتأكيد بعد أن يمل منها
لمعت عين مريم بسعاده فالأمر اتي عن طريق معلمتها فشهاب وشريف حذروها ان تهاتفه ثانيه بعد فعلتها صباحا
تعلقت نظرات حمزه ب ياقوت التي طالعته تسأله
في حاجه حصلت . مريم مالها
سألت بقلق حقيقي فتنهد وهو يمسح على وجهه
اخترت وقت مش مناسب لجوازنا للأسف . امتحاناتها الايام ديه  البنت مستواها نزل فجأه
حركت رأسها وقد فهمت ما أراد أخبارها به أستدارت بجسدها واتجهت نحو غرفتهم
فهمت 
شعر بتأنيب الضمير اتجاهها  عدل عن قراره فرفع هاتفه يهاتف شريف يخبره ان يهتم بمريم وانه سيأتي غدا إليهم
                  .
اقترب شريف من زوجته التي تجلس بجانب ندي ويتحدثون عندما شعرت بقربه نهضت تتعلق به 
شريف 
طالعتهم ندي وضحكت 
من ساعه ما اتجوزت بقيت تخلص شغلك وترجع على البيت علطول . بقيت مستقيم ياحضرت الظابط 
ضم شريف مها اليه يخبئها بين ذراعيه 
شكلك غيرانه . فين شهاب 
تنهدت بأستياء من عبارة ابن شقيقتها 
انا اغير  شهاب ياسيدي عنده عشاء عمل
واقتربت من مها تهمس في اذنها 
بيضحكوا علينا في الأول ويقعدوا معانا وبعدين يقولولك مشغولين 
احتدت نظرات شريف نحوها  لتفر ندي من أمامه
هروح اشوف مريم وميس ريما بدل ما حضرت الظابط ياكلني 
كانت مها تضحك وهي تسمع مناقرتهم اليوميه  مسح على وجهها بحنان هامسا لها 
وحشتيني 
رفرف قلبها بسعاده فقادها برفق نحو غرفتهما ومازال يعلمها خطوات المنزل 
صعدوا لغرفتهم ليبدل ملابسه وهي تسأله عن تفاصيل يومه وهو يجيب عليها  تحركت يداها نحو ألم عنقها فسألها
مالك يامها في حاجه بټوجعك 
زمت شفتيها وهي تدلك رقبتها 
شكلي نمت غلط علي رقبتي
أسقط منامتها العلويه عنها وقبل ان ينجرف نحو ما يريد انتفضت باكيه 
انا خاېفه ياشريف
صاحت بعبارتها للمره الثالثه فأبتعد عنها يطالعها كان سيغضب عليها ولكنه تمالك نفسه متذكرا كلام الطبيبه عن حاله زوجته 
اهدي يامها 
تعلقت به وجسدها يرتجف وخيالها يقودها الي تحرش سالم بها وافعاله الدنيئه 
انا موفقه تعمل اللي انت عايزه فيا  بس استنى انام 
اتسعت حدقتيه پصدمه وهو لا يصدق ما أخبرته به
                  
وقفت صفا پخوف أمام عنتر  كانت تخشاه فلم ترى منه الا سوء المعامله والعمل الشاق  مسحت وجهها بأرهاق فللتو أنهت عملها في اطعام المواشي 
ما تقفي عدل ياختي 
ارتبكت صفا وثبتت اقدامها وهي لا تقوي علي الوقوف 
يا استاذ عنتر قولي عايز ايه  لسا ورايا شغل كمان 
احتدت نظرات عنتر نحوها بمقت 
بقى ليكي صوت  طب اعملي حسابك هتنضفي الاسطبل كمان النهارده نضافت امبارح معجبتنيش 
شهقت صفا وهي تآن آلما
الله يخليك بلاش النهارده . انا بشتغل طول اليوم 
رمقها عنتر بسخط فهو يكرهها ويكره كل من يتاجر بالمخډرات فلم يمت شقيقه الا بجرعة أنهت حياته  لو لم يكن يعلم بسبب سجنها لكان عاملها كما يعامل الآخرين 
ايه رأيك هتشتغلي طول الليل كمان ومافيش راحه وكلمه تانيه خدي شنطه هدومك وسيبي المزرعه 
ودفعها من أمامه لتسقط على الأرض باكيه . نظر لها وهي ساقطھ ارضا دون رحمه . فلمح سيارة فرات تدلف المزرعه 
فركض نحوه متعجبا منه قدومه اليوم للمزرعه
ده البيه 
اما هي تعلقت عيناها بضعف بسيارة فرات مقرره انها ستغادر المزرعه فلم تعد تتحمل مشقة العمل والإهانة 
                  
نظرت سماح لرقم سهيل الذي يدق عليها منذ ليله امس بألحاح 
مضغت الطعام بتمهل وارتشفت بعض الماء لتبتلع الطعام 
صدح صوت الهاتف ثانيه لتجيب عليه ببرود 
نعم 
زفر سهيل أنفاسه بمقت 
لما لم تجيبي امس علي هاتفك
تمتمت وهي تلوك الطعام بفمها 
مكنش ليا مزاج ارد 
قطب سهيل حاجبيه بضيق وهو يغلق حقيبته الرياضيه بعد أن
أنهى تدريبه 
غدا تأتي ل لندن  سأنتظرك 
عبثت بخصلات شعرها بلامبالاه لاوامره 
مش هاجي  لو عايز تيجي تاخدني تعالا بنفسك
واغلقت الخط بوجهه دون أن تنتظر سماع رده  ولم تكتفي بأنهاء المكالمه فقط انما اغلقت الهاتف نهائيا وابتسمت بنصر وهي تتخيل النيران التي تخرج من مقلتيه
 . 
وجدتها صفا فرصه عندما قادها عنتر لمكتب سيده . وقفت في منتصف الغرفه تنتظر ان يلتف بجسده وتسمع ما يريد اخبارها به 
طالت وقفتها فأمر عنتر بجمود
روح شوف شغلك ياعنتر 
انصرف عنتر على الفور  ليلتف نحوها متسائلا بغموض
عجبك شغلك في المزرعه 
فركت يداها بتوتر وتمتمت دون أن ترفع عيناها نحوه
اسمحلي امشي من هنا . ارض الله واسعه وهدور علي شغل في اي مكان تاني 
ضاقت نظراته نحوها  ورمقها بأستخفاف وقد فسر رغبتها بالرحيل انها ستعود لزوج شقيقته فأمثالها لا شرف ومبادئ لديهم 
وتفتكري اللي يدخل ممتلكات فرات النويري يخرج منها برغبته . خروجك من هنا برغبتي انا 
صړخ بها  فأرهبها 
لو خرجتي من هنا . تليفون مني للبوليس أبلغه بسرقه حصلت في المزرعه
تجمدت عين صفا عليه تخشي تهديده 
بس انا مسرقتش حاجه . انا كل اللي عايزاه امشي من هنا 
تجلجلت ضحكاته وحدق بها 
هو الدخول زي الخروج
واردف وهو يطالعها بنظرات تشع احتقارا 
أنتي ډخلتي سجني انا المرادي
   
اتسعت عين ناديه ذهولا وهي تجد شقيقها بغرفه مكتبه بالفيلا ويذاكر لمريم دروسها . نسي شريف امرها امس ولم يأتي هو كما وعدها لتظل طيله الليل تبكي حتى احمرت عيناها . امتنعت عن الطعام ومذاكرتها اليوم  ولم تجد ندي حلا الا اخباره 
مش معقول انت هنا ياحمزه 
رفع حمزه عيناه نحو شقيقته . بينما اشاحت مريم عيناها عن ناديه فقد أصبحت تلومها هي بالأساس على زواجه لم تهتم ناديه بنظرات الصغيره وكادت ان تتحدث وتعاتبه على ترك زوجته فنظر اليها حتى تصمت ولا تفتح حديثا أمام مريم 
امتقع وجهها وخرجت من الغرفه حانقه . قابلتها ندي بترحيب فسألتها بضيق
مش قولنا نسيبه الايام ديه مع مراته وتهتموا انتوا ب مريم ياندي
تقبلت ندي الحديث من أجل
وعدها لشهاب ولكن داخلها كانت حانقه 
نعمل ايه ده وقت امتحاناتها وهي متعوده ان هو اللي يذاكرلها قبل الامتحان .محدش بيقدر على مريم غير حمزه 
واردفت عندما شعرت پغضب ناديه نحوها 
هخلي الخدم يحضروا لينا العشا . اكيد هتتعشي معانا
وانصرفت من أمامها دون سماع ردها . لتنظر ناديه في اثرها 
ولمعت عيناها فأخرجت هاتفها من حقيبتها تبحث عن رقم ياقوت
ابتسمت وهي تسمع صوتها
ياقوت حببتي حمزه بيقولك تعالي الفيلا . هبعتلك السواق 
فهتفت ياقوت وهي تخشي القدوم 
بس انا . 
لم تمهلها ناديه الاعتراض فأكملت قبل أن تغلق الخط معها 
اجهزي لحد ما السواق يجيلك 
اغمضت ياقوت عيناها بقله حيله   يومان عاشتهم بمشاعر مختلطه سعاده وآلم ولا تعلم اي منهم سيغلب الآخر 
تجهزت ووجدت السياره والسائق ينتظرها بالأسفل وكما حفظته ناديه ان حمزة من بعثه 
دلفت للسياره وبعد عشرون دقيقه كانت السياره تدلف الفيلا 
وقلبها يدق بتوتر 
ابتسمت ناديه وهي تتابع خروجها من السياره من الشرفه
كانت مائده العشاء قد عدت وخرج حمزه من غرفه مكتبه هو ومريم وباقي أفراد الاسره يجلسون ينتظرونهم حتى يتناولوا العشاء معا
فتحت الخادمه الباب لتبتسم ناديه وهي تجد ياقوت تدلف بتوتر تضم حقيبتها الصغيره إليها
.
الفصل الثالث والثلاثين
دارت عيناه بين شقيقته التي وقفت تطالعه بنظرات ماكره وتلك التي وقفت مطرقة الرأس تداري خجلها عن أعينهم . لحظه كان الصمت يخيم عليهم جميعا  شهاب امسك كف ندي يضغط عليه وكأنه يحذرها من اي فعله غير لطيفه اما شريف كان يخشي من رد فعلت شقيقته التي وقفت جامده الملامح
رفعت ياقوت عيناها نحو من تنتظر سماع صوته فيطمئنها  
توترت ندي ونظرت لياقوت بترحيب من أجله ومن اجل زوجها
اه طبعا ياحمزه مكانك ديما محفوظ وسطينا
قالتها بصدق وعندما وجدت نظرات شهاب الجامده نحوها وكأنه ينتظر منها ان تكمل عبارتها وترحب بياقوت أيضا ففهمت نظراته وأكملت على الفور
شرفتينا يا ياقوت
حببتي اللي بيحب حد بيحب الناس اللي ليه  عملي ياقوت كويس عشان خاطره
كانت مها تقف تسمع الحوارات الدائره مبتسمه تتمنى ان تتحدث معهم ولكنها تخشي ان لا يهتم أحدا بها  فظلت صامته
كنت اتمنى افضل معاكم  لكن ورايا مشوار مهم
هتفت ناديه عبارتها بأبتسامه واسعه واتجهت نحو حمزه تعانقه هامسه
حاول تقرب مريم من ياقوت عشان متتعبش
هتفت بعبارتها وأكملت عناقها بالآخرين ثم انصرفت فهتف شهاب وهو يسير معها للخارج نحو سيارتها
بتعرفي تلعبي صح ياناديه  اختنا الكبيره بس مكاره
ضحكت بدلال وألتقطت ذراعه تقرصه بخفه فتآوه
اه دراعي ياجباره . انا مش عارف فؤاد بيحبك على ايه
صعدت سيارتها تضحك ناطرة اليه
ملكش دعوه بجوزي  روح لمراتك اجري
وانطلقت بسيارتها ليضحك على أفعال شقيقته متذكرا عندما كانت في بدايه شبابها وكان هو صغيرا لم تكن الا فتاه خجوله لا تتحدث الا قليلا
عاد أدراجه نحو الداخل ليجدهم جالسين يشرعون في تناولون الطعام 
              .
سلطت ياقوت نظراتها نحو شريف ومها بعدما تمالكت غصتها من الموقف المحرج الذي حدث عندما منعتها الصغيره من الجلوس فوق مقعد والدتها لم يكن حمزه موجود بينهم تلك اللحظه فقد كان يتحدث في هاتفه لكن شريف وقد قدرت موقفه اللطيف جعل مريم تعتذر منها  لم تجلس على المقعد احتراما لمشاعرهم وتمنت لو ان الصغيره طلبت ذلك منها برفق موضحه لها الأمر ولكنها ترى عدائيتها رغم أنها تتمنى من كل قلبها ان تحبها 
رمقت ندي ملامح ياقوت وقد أثارت فعلتها اللطيفه مع ابنة شقيقتها وصمتها عند قدوم حمزه بدأت تدرك ان عدائيتها لم تكن الا خوف وقد بدء خۏفها منها ومن هدم حياتهم العائليه يزول 
تابع حمزه نظراته نحو شريف ومها . شريف الذي كان يجلس دون خجل يطعم زوجته برفق ويمازحها 
ابتسمت وهي تستمع لمزاح شريف مع زوجته 
هتاكلي صباعي يامها 
عصافير كناريه ياناس 
وجذب ندي نحوه متمتما
تعالي اما اكلك ياحببتي هي جات عليكي 
ضحك الجميع ومريم التي كانت تجلس على يسار حمزه رمقت ياقوت بضيق وهي ترى ابتسامتها وضحكتها معهم  فمضغت طعامها بحنق
كانت عيناها تطالع مايحدث وهي لا تحلم ان يفعل ذلك معها 
ولكن يده التي قبضت على يدها أسفل المائده ونظراته نحوها جعلتها تشعر انه يشعر بها ويقدر ما تحرم منه أمامهم 
من نظراتها تأكد انه ظلمها معه  ياقوت حياتها واحلامها الحالمه الهادئه لا تشبه حياته المعقده  اطرق عيناه نحو طبقه بعد أن حرر يدها من قبضه كفه وهو يلوم نفسه انه ادخلها حياته التي تجعله ماهو الا كبير العائله وانه من يجب أن يجمعهم دون أن يفكر بسعادته مدام هم سعداء فسعادته تأتي بعدهم 
مكانه وضعته بها الحياه ولم يكرها يوما ولكن الدور أصبح ثقيلا عليه هذه الأيام ولا يعلم السبب ولكن قلبه كان خير من يخبره 
فقد مل من ذلك الدور ويريد ان يحيا لو قليلا
اول من أنهت طعامها كانت مها التي تمتمت بحنان لزوجها الذي يفرط في تدليلها امام الجميع 
خلاص ياشريف انا شبعت  كل أنت 
ونهضت برفق فنهض شريف هو الاخر وكاد ان يهتف بأسم الخادمه حتى تصطحبها لدوره المياه كي تغسل يداها 
الحمدلله . ممكن تقوليلي فين الحمام يا استاذ شريف وانا هاخد مها 
الكل تعجب منها فطالعتهم بخجل فهى لم تكن الا تريد ان تزيل الحواجز بينهم وتخبرهم انها تطمح ان تكون جزء من عائلتهم بالمحبه لا بشئ اخر
تعلقت عين حمزه بشريف ليبتسم إليها شريف بلطف كما ابتسمت مها 
اكيد مدام ياقوت 
وأشار إليها نحو الطريق المؤدي لدوره المياه . فتناولت يد مها التي تمتمت بهمس 
انا كنت عايزه اتعرف عليكي  انتي شكلك لطيفه
طرب قلب ياقوت وهي تشعر بود مها وطيبتها 
علي فكره انتي جميله  ماشاءالله اك
خجلت مها من مديحها ومع بضعه خطوات ودقائق بدأت صداقه ودوده بينهم بعدما اطمئنت مها لياقوت
مما جعل شريف يتعجب من سرعه تقاربهم 
                .
دلفت سماح لاحد المطاعم الفخمه وهي تعلم أن عشوة اليوم ستكلفها كثيرا ولكن قررت أن تدلل نفسها بمكافأة الجريده التي حصلت عليها بسبب السبق الصحفي الخاص بذلك الذي صار زوجها 
تذكرته بمقت فكلما تذكرت اللعبه التي ادخلها بها كرهته اكثر وتمنت لو تقبض علي رقبته لتشفي غليلها وتبرد نيرانها
ازاحت المقعد بعد أن قادها احد موظفي المطعم نحو طاوله فارغه  لتسقط عيناها نحو اخر رجلا تمنت رؤيته اليوم ولم يكن الا ماهر الذي انتبه على وجودها لحظه رؤيتها له 
كان يداعب ابنه ويمسك كف زوجته الجميله ابنه العائله العريقه
ضعفت رغما عنها وهي تتذكر انها أحبت جبانا مثله يوما  تذكرت جنينها الذي اجهضته من حزنها علي ما فعلوه بها هو ووالده  والده بجبورته وهو بضعفه 
عندما شعرت بحرقه عيناهاوعدم تحملها خرجت من المطعم بخطوات اشبه بالركض لتنحني بجزعها العلوي وتلتقط أنفاسها بصعوبه والماضي يعود لمخيلتها من جديد فيحي آلما امات قلبها 
صړخت بصوت مكتوم لتسمع صوته خلفها
سماح 
كان لازم ارجعلها  مستقبلي كان هيضيع  سامحيني 
ألتقطت أنفاسها ببطئ وهي ترفع عيناها نحوه  اعتدلت في وقفتها وهي تتمنى ان يعود الماضي من جديد لتدير له ظهرها ولا تقع في حبه وتسلمه نفسها 
للاسف الزمن مبيرجعش  لو كان بيرجع مكنتش وقعت في حب واحد جبان زيك وسلمته نفسي
مسح وجهه بآلم واطرق عيناه ارضا 
صحيح قصه حبك انتي وسهيل نايف 
لم تعلم اتبكي على خيبتها الأخرى ام تضحك وتحكي للعالم تعاستها 
يهمك في ايه
رفع عيناه نحوها يسألها برجاء
حبتيه ياسماح 
ولكي تؤلمه مثلما آلمها قديما 
اه حبيته
وانصرفت دون أن تنظر اليه مجددا تداري خيبتها . ليقف يتأملها ورغم انه حبها الا انه كان جبانا نذلا لا يقوي على تحمل ترك رفهيته في سبيل الحب ولا يعرف ماهي الټضحيه  الحب معه متعه جسد وكلام معسول 
سمع طرقات حذاء زوجته التي وقفت خلفه ترمقه بآلم 
سنين ولسا بتحبها  بس تعرف هي الكسبانه ياماهر
                  .
دلف للمطبخ يطالعها وهي تجلى الأطباق قبل أن تذهب للفراش 
شعر بالامتنان لها بعد تلك العزيمه ورغم انها أتت من عملها مرهقه الا انها أحسنت ضيافه صديقه 
شكرا ياهناء
ألتفت نحوه تنظر اليه وهي تجفف الطبق الذي في يدها 
المهم يكون الاكل عجب صاحبك 
ابتسم وهو يتذكر مدح صديقه الذي جاء مصر في رحله قصيره وقصد النزول بالاسكندرية لرؤيته 
عجبه جدا وخصوصا الملوخيه 
أصبح حديثه معها ودود ولكنها لم تعد تشعر الا بجرحها  صمتت عندما تذكرت انها كانت تتمنى كلمه لطيفه واحده منه ولكنه كان يبخل بها عنها ويفر من المنزل كي لا يجلس معها 
أنهت جلي الأطباق ومسح يداها تنفض من رأسها ما يؤلم قلبها 
تصبح على خير 
ومرت من أمامه ليمسك ذراعها برفق مقترحا عليها 
ايه رأيك نتعشا بكره بره. 
هناء خلينا ولاد
عم وأصحاب  يمكن خسرنا بعض أزواج بس ايه رأيك السنه ديه نكون ولاد عم بجد 
لم تحلم يوما ان تكون ابنه عم فقط إنما ارادته حبيبا وزوجا وصديقا ابتسمت حتى تداري الآلم الذي لم تخفيه عيناها 
مافيش مشكله يامراد 
                  
ضمھا شريف اليه وهو يطالع حماسها وسعادتها عن لطافة ياقوت وأنها أصبحت فرد في عائله جميله مثلهم  ابتسم على حماسها ودغدغها مازحا
فضحك مها وهي تتلوي اسفله وتدفعه عنها 
كفايه ياشريف  مش قادره خلاص 
ضحك وهو يرفع كفيه نحو وجنتاها 
بتحلوي كل يوم ينفع كده 
تخضبت وجنتاها بخجل تسأله 
انا فعلا جميله ولا بتقولولي كده عشان متحسسونيش اني ناقصه عنكم 
اغمض عيناه بقوه  فتقارير حالتها بعثها لأكبر مشافي لندن منذ اسبوع وينتظر جوابهم . ولكنه أراد ان يهيئها نفسيا للأمر واردفت بحنين لطفولتها وفتره ابصارها
انا فاكره صوره بصيته لملامحي وانا طفله كنت بضافير طويله 
تأملها بحنو ولثم خدها وكفه يداعب خدها الآخر 
قريب ياحببتي هتشوفي نفسك وتعرفي ملامحك 
عبست ملامحها وهي تفهم مقصده 
بس انا مش عايزه . قالولي اني هفضل عاميه  مش عايزه احط امل وېموت جوايا من تاني 
بكت بحرقه وهي تتذكر تجربتها من قبل
بابا ماټ بسببي انا اللي
خليته يخرج بيا اليوم ده 
دفنت وجهها بين اضلعه وكأنها تطلب منه الامان
ضمھا بقوه إليه وهو يتمنى ان يزيل آلامها ان يراها مبصره ان تحبه بعينيها كما احبته بقلبها
ابتعد عنها وسط مشاعرهم الهائجة يسألها 
مها انتي متأكده انك عايزه كده 
ابتاعت ريقها پخوف وعندما شعر بتردده  اغمض عيناه حتى تهدء أنفاسه ويصارع رغبته التي اشعلتها 
ايه رأيك نروح عند دكتوره تتكلمي معاها وتسمعك
أعتدلت بتخبط واغلقت ازرار منامتها تبحث عن معنى لعرضه 
هو انت زهقت مني . انا مش تعبانه ياشريف 
ابتسم وهو يجدها عبست بملامحها 
ياحببتي انتي محتاجه تتكلمي وتحكي عن اللي جواكي وده هيساعدنا في العمليه وفي علاقتنا 
 . 
عبثت ندي بلحية زوجها فنفر من مشاكستها بضيق
ندي عايز انام 
ضحكت على حنقه فأعادت فعلتها ليفتح عيناه ممتعضا
عايزه ايه 
احنا مش اتفقنا هنسهر سوا النهارده 
ضاقت عيناه ولكن سريعا اتسعوا ذهولا
ايه اللي لبساه ده 
ابتسمت وهي تنهض من فوق الفراش حتى تريه ما تلبسه
حدق بما ترتديه من زي تنكري يشبه الشرطه 
تمتع بالنظر قليلا فأبتسمت عندما رأت أعجابه  شعرت بالسعاده من نظراته كما اخبرتها البائعه التي يتعاملوا معها زميلاتها بالمدرسه فأرادت التجربه مثلهم 
وهتنضمي للداخلية امتى 
انكمشت ملامحها لترفع طرفي شفتيها مستنكره حديثه 
هو ده ردك على اللي انا عملاه ليك
رمقها ببطئ عائدا ليتفحص هيئتها 
فين الجمال فيه وايه اللي في ايدك ده كلبشات
هتف عبارته الاخيره ساخرا وتوالت سخريته الي ان جعلها تلقي بالقبعه التي فوق رأسها وتلتقط إحدى منامتها وتسرع نحو المرحاض 
تنهد وهو يسمع صڤعتها القويه للباب وهمهماتها  فعاد لنومه يدفن رأسه أسفل وسادته
خرجت من المرحاض تنظر اليه وهو نائم فأزداد ڠضبها 
انا اللي استاهل
أدارت جسدها نحوه لتصبح جبهتها فوق جبهته ولا يفصلهم سوا أنفاسهم
تعرفي ياندي من أسباب ڠضبي قبل جوازنا ونفوري منك  ان ديما علاقتنا كانت معروفه لحمزه وسوسن  ويجوا يحاسبوني 
قالها وهو مغمض العين يخبرها بأسراره وهو ذاهب لعالم أحلامه
وكادت ان تغمض عيناها هي الأخرى 
بحبك 
وغفا بعدها ليتركها تنظر اليه  بعد أن قالها لها صراحه الليله 
  . 
حمزه 
استمع لهتافها وتظاهر بالنوم  فچثت على ركبتيها بجانب الاريكه تتأمل ملامحه وتبتسم  رفعت يدها كي تمسح على وجهه براحه كفها  زال خۏفها واستمتعت بلمس ملامحه بخفه كما استمعت هو 
اڼصدمت مما تفعله وكأن شئ كان يقودها دون شعور  فرفعت كفها عنه تؤنب نفسها 
ايه اللي انا بعمله ده  غبيه يا ياقوت 
وكادت ان تفر من أمامه بعدما نهضت من رقدتها ولكن يده كانت اسرع فقبض على ذراعها 
رايحه فين
شحب وجهها وهي تدرك انه كان مستيقظ أثناء فعلتها ابتلعت لعابها بخجل
انا كنت جايه اصحيك تنام جوه
وقبل ان تنفض ذراعها من قبضته وتفر  آسرها اسفله ولم تعلم كيف أصبحت في تلك الوضعيه . مشاعر كانت تقوده إليها بعطش وكأن مراهقته وشبابه الذي قارب على الانتهاء عادوا اليه معها 
                  .
أنتهت أوراق سفرها بسهوله فمكانه فرات القديمه والحاليه أنهت كل شئ دون اطاله وهاهي معه في دوله اخري يصطحبها معه كخادمه  تآلمت من المسمى ولكن ماذا ستحصل الا عن ذلك والقانون والناس يروها قاتله للشباب بالسمۏم التي كانت تتاجر فيها  اخذت بذنب ليس لها ودفعت سنوات من عمرها في السچن ومازالت تدفع الضريبه 
وصلت السياره بهم لفيلا صغيره بحديقه ليفتح احد الرجال باب السياره لفرات مرحبا به 
فنظر اليها الرجل بغرابه فلا هيئتها تشبه السكرتيره الحسناء ولا لشخص مهم يقربه 
كانت ترتدي فستان بسيط وحجابها الذي قررت ان ترتديه ورغم ان البدايه كانت إجبار الا انها شعرت انها بحاجه ان تقترب من الله وتتوب بعد أن خذلها البشر وقذفوا بها تحت أقدامهم 
تحركت خلف فرات تحمل حقيبة ملابسها الصغيره بعدما اخذتها من السائق الذي حمل حقائب فرات 
تأملت المكان فوجدت ان هنا أفضل إليها حتى لو سبب قدومها كان اجبارا
تحدث فرات مع الرجل الذي استقبله اما هي وقفت بعيدا منزويه على نفسها تنتظر ان يدلها علي مكان غرفتها 
انتظرت لدقائق الي ان انتهى حديث فرات مع الرجل ورحل 
وجدته يصعد الدرج دون أن يعطيها اهتماما فأقترب منه بلهفه تسأله 
فرات بيه 
وقف في مكانه ثم ألتف نحوها بجمود ينتظر سماع ما تريده منه
مكان اوضتي فين 
رمقها فرات محتقرا ورفع عصاه مشيرا نحو المطبخ
تفتكري مكان الخدم فين . في المطبخ 
اوجعتها عبارته فعادت تسأله وهي تطرق عيناها ارضا
طيب هنام فين
لتأتيها نفس الاجابه ثانيه 
في المطبخ  ولا انتي فاكره هتعيشي هنا معززه 
وتابع پقسوه وهو يرمقها
وبطلي المسكنه اللي انتي فيها ديه  اوعي تكوني فكراني عزيز 
غرز طرف عصته في كتفها من شده ضيقه من وجودها معه فالصوره التي يرسمها لها داخله انها امرأه سيئه ډمرت مستقبل أحدهم قديما والان تدور حول رجل متزوج 
تآوهت من دفعته بعصته  فصاح پغضب 
هطلع ارتاح في اوضتي اصحى الاقي الاكل جاهز والبيت متنضف مفهوم 
واكمل صعوده ورغم نظافه المنزل كانت هذه البدايه 
لتسقط دموعها بحرقه وآلم 
السچن كان اهون يارب 
  . 
وقفت هناء أمام مديرها بتوتر تخشي ان يخبرها انها فشلت في فترة تدريبها بفندقهم 
انسه هناء 
ارتبكت من الكلمه فلم تخبر احد انها متزوجه فرفعت عيناها بقلق 
انا علمت حاجه يافندم . هو انا فشلت في فتره تدريبي
ابتسم خالد علي عباراتها ولم يزدها توترها الا فتنه 
لا يا انسه هناء
واردف بجديه حتى يداري المشاعر التي تنتابه حينا يراها 
حبيت أعرض عليكي شغل شايفه انسب ليكي من شغل الريسبشن .
فأنتظرت سماع عملها الجديد 
ايه رأيك تشتغلي في العلاقات العامه
                    
فتحت سماح باب غرفتها بالسكن ولم تنتبه لهيئتها المبعثره لتشهق وهي تراه أمامها
انت
فأبتسم سهيل بصفاقه وهو يدلف الغرفه ويغلق الباب خلفه فالسماح له بالدخول كان سهلا فهى زوجته 
هل هذا هو استقبالك لي زوجتي 
وجلس على فراشها الصغير واسترخي بجسده مطالعا غرفتها 
أمامك ساعه واحده وتجهزي زوجتي
ضاقت أنفاسها بمقت وصړخت بوجهه وهي تقترب منه تسحب ذراعه من فوق فراشها 
مش هسافر معاك . وقوم من علي سريري 
لتلمع عين سهيل بخبث وفي ثواني كانت منبطحه فوق الفراش وهو يعلوها زافرا أنفاسه فوق خصلاتها 
ما رأيك انا نستمتع قليلا زوجتي 
  
قڈف فرات قهوته عليها لتصرخ بآلم من سخونتها 
كام مره اقولك اعملي قهوه تتشرب . يعني ولا بتعرفي تطبخي عدل ولا بتعملي قهوه عدله 
تعالت شهقاتها من كم الاهانه التي تتلاقاها فلم تولد الا ابنه لرجل ثري ماله حراما ولكنها عاشت تتمتع بالمال لم تتعلم في السچن الا المسح والتنظيف وغسل الثياب وبعض من الحياكه ولكن الطعام لم تكن يوما بارعه فيه 
صړخ بوجهها حانقا
غوري من وشي . شكل مالكيش فايده غير انك تلعبي على الرجاله 
طعنتها الكلمه بمقټل وظلت واقفه بمكانها لا تشعر بحركه قدميها
فنهض من فوق مقعده يتأهب لخروجه بعد أن تعكر مزاجه
لتقبض على سترته وقبل ان يدفعها صارخا بها ارتخ جسدها غائبه عن الوعي بين ذراعيه 
  . 
خمسه ايام مرت علي زواجهم وفي نفس اليوم الذي عاد فيه لعمله هو نفسه الذي قررت زوجه ابيها ووالدتها واشقائها القدوم اليها ولم تعلم بذلك الا صباحا  أخبرها ان لا تتعب حالها وسيبعث لها كل شئ للضيافة وسيأتي مبكرا قبل قدومهم 
تناولت زوجه ابيها الحلوى تسألها بشماته 
فين جوزك يا ياقوت مش المفروض يستقبل اهل مراته 
ونظرت الي صباح غريمتها 
ولا انتي ايه رأيك يا صباح 
لوت صباح شفتيها مؤكده على كلامها لأول مره 
عندك حق ياسناء
فتعلقت عيناها بالساعه المعلقه 
فقد أخبرها انه سيأتي بالموعد المحدد ولكنه اخلف وعده 
شعرت بالخيبه وقبضه تعتصر بقلبها فقد جعلها لقمه بين انياب زوجه ابيها التي لم ترحمها 
اشفقت ياسمين عليها لتنهض من جانبهم تخلصها من محاصرتهم 
ياقوت عايزاكي في موضوع مهم
واخذت بيدها نحو المطبخ تزفر أنفاسها من أفعال والدتها
اتصلي بي يا ياقوت مش معقول يسيبك وانتي عروسه
آلمتها الكلمه فدمعت عيناها وهي تنظر لهاتفها 
تليفونه مقفول ياياسمين . قوليلي اعمل ايه
وعندما سمعت صوت والدتها اشاحت وجهها بعيدا 
بت يا ياقوت فين جوزك  خليتي واحده زي سناء تشمت فيكي
تنهدت ياسمين وهي تسمع جملتها عن والدتها فغادرت حتى تجعل والدتها تكف عن حديثها
اتصلت بي قالي جاي في الطريق . اصل عنده شغل مهم
هتفت عبارتها كاذبه تهرب بنظراتها عن والدتها
اوعي يكون جوزك قرفان منك يابت . ياخبتك يابنت صباح هترجعيلي مطلقه  وهتشمتي فيا سناء وسعيد جوزي 
ضاقت أنفاسها من عويل والدتها وصوتا بالخارج أعاد لها الحياه لتخطو نحو صوته تستنجد به 
.
الفصل الرابع والثلاثين
اسف ياحببتي اتأخرت عليكي
فلم يصل اليهم خبث ومكر امهاتهم  اكبر حظ كان لياقوت هم اخوتها لا يروها سوي الأخت الكبرى الحنونه
ابتعدت عنه خجلا بعدما أدركت فعلتها ولكن حديث والدتها وجرحها لها بكلامها جعلها لا تدري الا وهي تركض نحوه تتمنى ان تخبره انها هربت بالزواج منه ليس لنيله لانه رجلا مقتدرا او اعجبتها مكانته إنما الخلاص الذي رغبه به بدايه من عمل قست عليها الحياه فيه وها هو الزواج الذي في أيام قليله ذرفت فيه دموع خيبتها فزوجها لديه مسئوليات وهي تأتي بالمرتبه الاخيره
كما اعتادت دوما
منور بيتك ياجوز بنتي
هتفت صباح عبارتها وهي تقترب منه تمسح على سترته وعيناها ترمق سناء بمكر
ابتسم حمزه بلطف لها واعتذر
منهم بلباقه
اسف ياجماعه كان عندي شغل مهم  بس ده بيتكم وانتوا مش ضيوف
ألتوت شفتي سناء اكثر فتمتمت داخلها
اه ياناري بقى بنت صباح تتجوز الراجل ده وانا بنتي حظها يقع في حتت موظف مرتبي يدوبك بيكفي  ياميله بختك ياسناء
ورغم نيران حقدها الا انها رسمت فوق شفتيها ابتسامه تدراي خلفها ما يجول بنفسها
كلك ذوق ياحمزه بيه . عرفتي تختاري يا ياقوت ياحببتي
لم يخفى عن ياقوت حقد زوجه ابيها لها ومن اجل تكمله دور واجبها بين أهلها ابتسمت
تربيه عمتها لها جعلتها تتعلم امورا كثيره في الحياه وازدادت أخلاقها تهذيب اكثر حينا عملت بالملجأ بين الأطفال
لا الحياه تأخذ بلوي الذراع ولا المكر ولا القوي .لم ينفر من شقاوه اشقائها ولا تنطيطهم انما عاملهم بلطف وانسحب من بينهم بعد أن جلس برفقتهم دقائق 
هدخل اغير هدومي  عشان نتغدا سوا
اتسعت ابتسامه صباح بعدما غادر ثم دفعت ياقوت
روحي ورا جوزك يا ياقوت
انصرفت ياقوت بتوتر خلفه  لتنظر صباح لسناء التي تشطات ڠصبا
شايفه جوز بنتي  يامحلاه  حببتي يابنتي كانت بيضالك في القفص
احتقن وجه سناء وكادت ان ترد لها الصاع صاعين الا ان ياسمين وقفت حائل بينهم
خلاص ياماما كفايه بقى وانتي ياطنط صباح بلاش الكلام ده هنا  جوزها يقول علينا ايه
تجهم وجه صباح فأشاحت عيناها بعيدا متأففه ولكنها كانت تشعر بالزهو من رؤيه حنق سناء
مامتك جابتك ورايا عشان تساعديني مش تقفي تتفرجي عليا
تخضبت وجنتي ياقوت حرجا فأشار إليها ان تقترب منه فألتفت حولها فضحك على هروبها وصمتها
ياقوت مش هتساعديني وانا بغير هدومي
اشتعلت وجنتاها بحمرة الخجل تنظر اليه
ها  اه حاضر
طب يلا ساعديني عشان نخرج لأهلك ليفهمونا غلط
كملي يا ياقوت ولا انده حماتي اقولها بنتك مش بتسمع الكلام
تعرقت يداها من فرط توترها وابتلعت لعابها هاتفه 
ما انا هروح اجيب ليك اللبس اللي هتلبسه
ضحك مستمتعا بتعلثمها ودني منها يزفر أنفاسه على احد خديها  اغمضت عيناها بقوه مع سرعه خفقان قلبها  فتحركت شفتاه صوب هدفها وقبل ان تنال ما يريد صاحبها
صدح صوت تكسير احد الأشياء بالخارج  لتبتعد عنه فزعا وفرت من أمامه لترى ماحدث
كان وقته
                  
وقفت على مقربه منه تنتظر ان ينهي طعامه  جسدها كان يآن من الآلم بسبب نومها علي ارضيه المطبخ 
تنفست براحه عندما أنهى طعامه دون كلمه جرحه على مذاق الطعام فمنذ ان سقطت أمامه مغشية عليها وأصبح يرحمها قليلا من قسوته 
اعمليلي قهوه وهتيها مكتبي
تمتم عبارته بغلظه واكمل خطواته نحو مكتبه  تابعته بعينيها متمتمه 
حاضر
واسرعت بجمع الطعام حتى تصنع له قهوته وتجلس تتناول طعامها وتأخذ قسطا من الراحه التي أصبحت لا تحصل عليها الا في أحلامها 
اعدت له القهوه تدعو داخله ان تتقن صنعها ولا يجعلها تعيدها 
سارت بصنية القهوه وطرقت الباب بخفه ودلفت دون سماع رده كان يمدد ساقه بۏجع بسبب ضغطه عليها الكثير في الحركه وعدم تمسيدها من حينا لآخر 
انا اذنتلك تدخلي 
واردف وهو يعتدل في جلوسه 
حطي القهوه واخرجي
أسرعت في وضع القهوه أمامه وخرجت تلتقط أنفاسها 
                 
انهمكت ياقوت في ترتيب المنزل وتنظيفه بعد أن رحل أهلها  جلست على الفراش براحه غير مصدقه انها اخيرا ستجد الراحه 
وفي دقائق معدوده كانت غافيه ولم تشعر الا بحركة يده على ظهرها ويكتم ضحكاته بصعوبه 
ياقوت فوقي . محدش كسر الفازه ولا الطبق
كانت تعيد مشاهد اليوم مع اشقائها في أحلامها 
انتفضت من نومها بفزع تنظر حولها
في ايه  في حاجه حصلت
تجلجلت ضحكاته وهو يرمقها 
أنتي مش معقوله  اخواتك مشيوا يا ياقوت  انتي بتعيدي كل حاجه حصلت معاهم وانتي نايمه
واكمل بمكر
انتي بتحبي مرات ابوكي اوي كده 
اتسعت عيناها ذهولا من آثر ذكره لزوجه ابيها 
بحبها  هو انا قولت ايه بالظبط
تلاعب بها بنظراته العابثه 
كنتي عايزه تجبيها من شعرها 
لتشهق مصدومه مما قالته لتصدح ضحكاته بعلو وهو يراها تشير نحو حالها 
انا قولت كده 
أماء برأسه مجيبا فهو بالفعل استيقظ على همهماتها وهي غافيه
تأملها وهي تفرك عيناها من النعاس وفي ثواني كان يأسرها بين ذراعيه يعيش معها أحلامه الضائعه
                 
استيقظ فرات بصداع يدق رأسه آلما هبط الدرج يبحث عن مسكن  دلف المطبخ لا يري أمامه من شده الصداع وقد ترك عصته  بحث في ارجاء المطبخ عم مسكن ليتناوله  بعثرته في ارجاء المطبخ جعلتها تستيقظ من نومتها فزعا 
عدلت وضعتها بخجل وألتقطت حجابها الذي تضعه 
بتدور على حاجه يافرات بيه
لم ينتبه عليها فرات الا الان ناسيا ان المطبخ مكان نومها 
اعمليلي قهوه وهتيلي اي مسكن
حاضر
واسرعت في إعداد القهوه والمسكن  
هاتيلي القهوه اوضه المكتب 
                .
وصلت سماح لندن برفقة سهيل وطيله طريق رحلتهم كان الصمت جلسيهم 
وبعد وقت وصلت لمنزل كبير بحديقه خلابه نظرت من السياره نحو المنزل متسائله 
انت عايش هنا 
اعتدل سهيل في جلسته زافرا أنفاسه
ايوه 
فعادت تحدق بالمنزل ولوت شفتيها ممتعضه 
هي الكوره طلعت بتكسب اوي كده 
ألتقط سهيل خروج شقيقه وجين تدفع مقعده المتحرك
فدني منها
انهم ينظرون الينا
قطبت سماح حاجبيها بضيق بعد أن فهمت حانقه من فعلته الوقحه
مش خلاص عرض المحبين خلص 
هبطوا من السياره لتحدق سماح بشقيقه والفتاه التي تقف خلفه  اشفقت على شقيقه وهي تري نظرات تلك الواقفه ولم تكن نظراتها الا موجها اليها ترمقها بكره وحقد
اهلا بكي ضمن عائلتنا . ادعي نور الدين وهذه جين حبيبتي
رحب بها نور الدين بود ولطف فشكت ان الاثنان اخوه 
ابتسمت اليه وبادلته لطفه
لي الشرف سيدي 
فتمتم نورالدين وهو يطالع شقيقه الواقف جانبها وقد تحركت يداه علي خصر سماح
أصبحتي من العائله سماح . انا نورالدين فقط 
لم تبدي جين اي ترحيب بها وإنما ظلت ترمقها بنظرات حاقده 
كنت أظن انك ستتزوج بفتاه شقراء سهيل  ليست كما توقعت 
اخيرا تخلصت جين من صمتها وكانت تظن ان سماح سهلت المنال فأحتقن وجهها هاتفه 
القلب كما يهوي عزيزتي  وسهيل يذوب بي عشقا  مدام اختارني قلبه فأنا لست اي امرأه
تجمدت ملامح جين وهي لا تصدق ان سهيل الذي يمقت النساء وليسوا في قاموس حياته احب وتزوج فكم مره عرضت عليه نفسها بأذلال ولا تلقى منه إلا النفور والطرد 
فأبتسم بزهو على ردها الذي أعجبه وانتهى اخيرا اللقاء الذي حقدت فيه جين على سهيل واقسمت انها ستذيقه مراره فعلته وجرحه
              .
دارت عين سماح بالغرفه الواسعه 
اعجبتك الغرفه 
طالعته بحنق مشيره نحو كلاهما 
انا وانت هنقعد فيها مع بعض 
اقترب منها وسلط عيناه نحو اصبعها
بالطبع  وفي نفس الفراش أيضا 
اتسعت عيناها ڠضبا وقبل ان تبدي ردت فعل صډمتها وقاحته 
لا تقلقي انا امقت النساء وحينا اتخلى عن كرهي لهم فلن أقع في غرامك انتي 
لم تتحمل سماح اهانته فمثلما يبغض النساء هي تبغض امثاله
وكادت ان تلذعه بوقاحتها مثلما تواقح معها ولكنها أدركت ان البرود مع امثاله هو الأفضل 
القلوب عند بعضيها
ومع صوت جين تهتف بهم انهم ينتظروهم على الطعام
اضحكي واصنعي اي دور ام انكي لا تفهمي في أمور النساء أيتها الشويش 
ورغم حنقها منه كانت تمثل الدور ليس من أجله إنما ردا
لانوثتها
لتسترقي جين السمع لاصواتهم 
سهيل بس عيب بقى  ابعد خليني انزل
نظر مراد نحو الفطار المعد على المائده ليلتقط الورقه الموضوعه أسفل كأس العصير
كان لازم اروح شغلي بدري النهارده
وانهت جملتها برسم وجه على شكل ابتسامه
ابتسم رغما عنه وجلس يتناول فطوره  كل يوم أصبح يكتشف فيها اشياء عده  هناء الفتاه القويه التي تمالكت جرحها ولم تتبع أساليب النساء في الخصام إنما اتبعت تربيتها تحضر طعامه وغدائه وما يريده منها رأته كيف تكون ابنه الأصول التي لا تثور وتفضح امرها  اكملت حياتها معه إلى أن يأتي وقت الرحيل ولم تنسى بناء كيانها والذي لم يكن الا ترميما لچراحها
وفي مكان عملها كانت تقف في مطبخ الفندق تتناول كأس الشاي وقطعه من الكعك وتتحدث ببشاشه مع العاملين داخل المطبخ
عليك كيكه ياعم علي تهبل  عايزه الطريقه بقى
واردفت مبتسمه
اوعي تقولي ديه سر المهنه
ضحك على الطاهي الخاص بالفندق
عنينا ليكي يا استاذه.
ووسط شرح على لطريقه اعداد الكعكه  دلف خالد للمطبخ ليسرع الجميع في اتمام عمله بأهتمام ليتمتم على بأحترام 
اهلا خالد بيه 
وقفت رشفه من الشاي في حلقها لتسعل من ارتباكها ونظرت الي قطعه الكعك الصغيره المتبقيه فألتقطتها لتلتهمها
اشربي بوء مايه يا استاذه
كان خالد يرمق تصرفاتها بصمت الي ان قرر ان يتخلي عن صمته وهتف بجمود عكس ما بداخله
استاذه هناء
دارت هناء جسدها نحوه ببطئ تبحث عن اجابه لوجودها بالمطبخ
مش على مكتبك ليه يا استاذه
طالعت هناء على الواقف جانبها ثم العاملين لتنظر الي خالد الذي ينتظر اجابتها
اصل كنت  بصراحه يافندم الشيف على بيعمل كيكه خرافه وانا ادمنتها .فقولت اخد فطاري هنا
ضحك على على عباراتها وصراحتها وقد ظن ان حديثها لن يعجب مديرهم واتسعت عيناه وهو يجد مديره يبتسم مشيرا لها بعد أن اخفي ابتسامته
اتفضلي يااستاذه
                .
طالع شهاب سكرتيرته الجديده التي اوصت عليها زوجته بشده 
اتفضلي ياانسه سمر 
حدقت به سمر بأفتنان من وسامته وجسده . أفكارها كانت تنحصر دوما ب الرجال في الوسامه والجسد  تذكرت حديث احدي صديقاتها فمن اجل ان تعاقب خطيبها السابق وترد كرامتها عليها ان تجذب احد
الرجال وهاهي وجدت الرجل المطلوب 
نست ندي التي وظفتها لدي زوجها ونست لما أتت لتنتبه على صوت شهاب 
انسه سمر انتي معايا  ممكن اوراقك 
نفضت أفكارها واعطته أوراقها بأبتسامه متسعه 
اتفضل يافندم 
تنهد شهاب وهو يطالع أوراقها متمتما داخله حانقا من زوجته 
اقول فيكي ايه ياندي  جيبالي واحده ضايعه 
  
تنهدت ياقوت بملل وهي تنظر إلى الطعام منتظره قدومه تعلقت عيناها بالوقت فقد مضى وقت انتهاء عمله  نظرت للطعام الذي اعدته  رمقت هاتفها تخجل من مهاتفته ولكنها لم تجد شئ غيره  ألتقطت هاتفها كي تدق عليه فسمعت صوت الباب يفتح ليدلف للشقه فنهضت نحوه قلقا
اتأخرت اوي  انت كويس
طالعها حمزه وهو لا يعرف بماذا يجيبها فقد أصبح منقسما بين واجبه مع أسرته الأخري وواجبه عليها 
كل يوم يكتشف انه دخل حياه لن يصبح عادل فيها  فلن ېحطم عائله بناها من أجل شغف قلبه  كانت نيته وهو عائد من عمله ان يذهب حيث يرغب قلبه ولكنه عدل عن الأمر وذهب للفيلا كي ينعم بعشاءه وسط عائلته وصغيرته 
انتبه على سؤالها 
انت كويس اكيد جعان 
هغير هدومي تكوني سخنتي الاكل وناكل سوا
ابتسمت وهي تطالعه خجلا وذهبت لتسخن الطعام الذي سخنته من قبل 
عاد بعد أن ابدل ثيابه وجلس أمام المائده  صنعت له كل الطعام الذي يفضله 
انا سألت ناديه على الاكل اللي بتحبه 
قالتها بحماس ليطالع حماسها مبتسما 
واخذت تضع له من الاصناف التي اعدتها في طبقه وهو لا يستطع تناول شئ 
شرع في تناول الطعام ببطئ وبدأت هي بالأكل وبعد لقمتان اكلهم 
تسلم ايدك الاكل طعمه يجنن
نظرت الي الطبق الذي لم يمس منه إلا القليل ولم يكن الا صنفا واحدا قد تناوله 
بس
انت مأكلتش حاجه 
ابتسم بلطف وتناول معلقتها منها 
عايز اكلك بنفسي 
تعجبت من امره وبالفعل بدء اطعامها مع دعاباته  انساها امر انه لم يأكل شئ واراح ضميره انه هنأ بعشاء هادئ وجميل 
انساها لما تأخر عنها ولما لم يأكل طعامه وكانت هي كالعطش الذي يرتوي من الحب والحنان حتى لو كان عدد من الساعات التي تنتهي بهم كما يرغب هو بين ذراعيه
    
رمق سالم مها بنظرات متفحصه يعض على شفتيه يتأمل كيف أصبحت سيده من سيدات المجتمع  ف الرفاهية ظهرت علي جسدها وملابسها ووجهها فأزدادت جمالا.
كانت ماجده بالمطبخ تجهز الطعام من أجل شقيقتها اما مها جلست تتحاشا الحديث معه تتلاعب بأصابعها
ايه يامها انتي مخاصمه جوز اختك ولا مبقيناش نشرفك 
صمتت دون رغبه في سماع حديثه 
مازالت ذكرى لمساته القذره وهي نائمه وكانت تظنها احلاما ټقتحم مخيلتها 
ولم يكن الشئ الا انتهاك حرمه جسدها 
احلويتي يابت يامها 
هتف بها سالم بصفاقه  فضاقت أنفاسها من سماع صوته فمجيئها اليوم لم يكن الا بسبب شكوك شريف في رفضها للذهاب لشقيقتها التي تظن انه يحرمها من عائلتها ولكن الحقيقه هي من لا ترغب بالذهاب فلا هي تستطيع الحديث وهدم حياه شقيقتها ولا هي تعرف كيف تأخذ حقها
وعلى كده شريف باشا شايف شغله وقايم بالواجب
لم تفهم مقصده في البدايه ولكن بعدما اكمل باقي عباراته البذيئه مشيرا نحو علاقتهما 
ماجده انتي فين . تعالي انا مش عايزه اكل
ونهضت نحو المطبخ هاربه تتعثر في خطواتها ولكنها لم تعد تحتمل حديثه داعيه ان الوقت يمر ويأتي شريف ويأخذها
ضحك سالم علي هروبها متلذذا 
ياخساره بقى حتت الفرسه ديه تضيع مني وادبس في اختها 
              .
نظرت مريم لهديل صديقتها بسعاده
اخيرا خلصنا امتحانات وبقي فاضل لينا سنه وندخل الجامعه. 
كانت هديل تحدق بالمكان الذي اصطحبتها إليه مريم بأنبهار متسائله 
مريم ما تيجي نقوم من هنا  المكان شكله غالي
طالعتها مريم ضاحكه تنظر حولها
متقلقيش يابنتي  انا مش عارفه اتأخرت ليه ديه كمان 
تنهدت هديل ييأس من صديقتها وافكارها
بلاش تمشي ورا رؤى يامريم . وكمان حرام عليكم اللي هتعملي في مرات باباكي ديه شكلها طيبه 
احتدت نظرات مريم ولانت ملامحها وهي تشير بيدها نحو رؤى القادمه نحوهم
جلست بينهم ولم تعود مريم لصداقتها مع رؤى الا عندما شعرت بحاجتها لمكرها اما الأخرى مدام ترى الجميع يعاني في حياته وليس لديه عائله تهتم لأمره فهم احبائها 
فينها يامريم انا متحمسه اوي
ضحكت مريم بأستمتاع لتلتقط عيناها ياقوت القادمه وقد اتت إليها بسعاده حتى يقتربوا من بعضهم 
واقتربت من طاولتهم بأبتسامه صادقه ولم تنتبه لغمزات مريم مع صديقاتها 
.
الفصل الخامس والثلاثين
رواية للقدر حكاية.
بقلم سهام صادق.
خرجت من المطعم تتمالك دموعها التي سقطت رغما عنها  الصغيره جعلتها وسط اصدقائها المرأه اللعوب التي ترمي شباكها على الأثرياء  أتت من بلدتها تبحث عن وظيفه وفي النهايه حصدت زواج وأكثر ما قهرها انها كانت تأتي لمنزلهم من أجل أن تقترب من والدها 
مجرد دردشه كما سمتها الصغيره وماوراء ذلك كان مكرا وخبثا
انا اسفه 
اعتذرت ياقوت من المرأه التي انحنت تلتقط ما سقط منها بعدما اصطدمت بها 
انا شوفتك قبل كده صح
حدقت بها هند لفتره كي تتذكرها 
انا ياقوت شوفتيني في المعرض بتاعك 
صافحتها هند بود ولم تكن تعلم لا هي ولا زوجها مروان انها لم تعد فقط فتاه عاديه جلبها معه حمزه 
افتكرتك  وكويس اني قابلتك 
رمقتها ياقوت بقلق وعندما شعرت هند بقلقها ابتسمت حتى تطمئنها
متقلقيش عايزاكي في شغل  مش انتي بتعرفي ترسمي 
 
ارتعشت ايد صفا پصدمه وهي تنظر لملامح ذلك الجالس مع رب عملها  خشت ان يتذكرها ويذكر ملامحها 
وضعت القهوه أمامهم وانصرفت سريعا تداري حالها في المطبخ الذي أصبح مكان جلوسها 
              .
أنهت جلستها مع هند بسعاده بعدما اقترحت عليها الأخرى العمل ضمن الفريق الذي اسسته في مركزها 
سارت تتمشى قليلا حتى تنسى لقاءها مع مريم فوقعت عيناها علي حديقه صغيره بسيطه
جلست بها تتأمل الجالسين حولها  لمعت عيناها وهي ترى من يجلب لزوجته قرطاس من الترمس ثم يربت علي بطنها المنتفخه 
ومن يجلس بجانب خطيبته وتمسك ورقه وقلم ويبدوا وكأنهم يدونوا ما سيحتاجونه وتكفيه أموالهم 
ومن مازال في زهوه حبه  ومن تجلس مع ابنها تلاعبه 
تنهدت بأنفاس مثقله تتمنى لو تزوجت رجلا بسيطا وكان لها وحدها ولكن الحياه لا تعطي كل شئ ببساطه دون ضريبه 
تاهت في حياتها التي تعيشها لتنتبه على رنين هاتفها تظنه هو ولكنها تفاجأت بهناء تدق عليها
ياقوت انتي فيكي حاجه تعباكي
ابتسمت ياقوت لشعور هناء بها فزفرت أنفاسها وهي لا تعلم بما تجيب عليها اتخبرها انها بخير اما انها ضائعه  شعرت بها هناء فأجابت بمقت
مافيش غيرهم الرجاله هما اللي بيدخلوا حياتنا ويبوظوها 
كانت لأول مره هناء تخبرها عن الرجال هكذا  الرجال كانوا في مخيلتها هم الأمان والحب  كانت تتكلم بقلب عاشقه اما الان أصبحت امرأه خذلها الحب 
شكلك زعلانه مع مراد يا هناء 
ضحكت وهي تتمنى ان تخبرها ان زعلها منه شيئا قليلا عما تعيشه معه ولكنها تجاوزت الحديث عن حياتها 
سيبك مني انا وقوليلي فيكي ايه 
صمتت ولم تتحدث ففهمت هناء ما تعيشه فوالدتها اخبرتها عن مخاوفها من زيجه ياقوت  رغم انه رجلا ذو خلق الا ان حياته المعقده ومسئولياته لن تناسب ياقوت التي حلمت كثيرا بزوج تكون هي عالمه كما سيكون هو عالمها الصغير 
ياقوت اخرجي من دايره احلامنا في الجواز . بلاش احلام الروايات   كل ده مش موجود في الجواز
واردفت وقد آلمتها ذكرى أحلامها التي هدمها مراد دون رحمه 
الجواز مش عايز الست الحالمه اللي فاكره جوزها هيكتبلها كل يوم قصيده شعر وهيجروا ورا بعض بالمخدات ويحضنها وهي في المطبخ 
اثار حديث هناء جزء داخلها رغم ان علاقتها بحمزه هادئه الا انها 
مش هي ديه كانت احلامنا ياهناء
فضحكت هناء وهي تتذكر انها من أثرت عليها بتلك الأحلام 
ذنبك في رقبتي انا عارفه 
في ايه بينك وبين مراد ياهناء خلاكي كده
نظرت للقلم الذي تحمله في يدها وتكتب التقرير الذي طلبه منها مديرها 
صدقيني يا ياقوت انا حاليا في أحسن وأفضل فتره في حياتي  قوليلي بتعملي ايه في يومك رجعتى شغلك 
تنهدت ياقوت بيأس فحمزه رفض فكره عملها بالشركه عندما فتحت معه رغبتها بالعوده 
حمزه رفض بس النهارده جالي عرض شغل تاني 
ولم تمهلها هناء إكمال تفاصيل ذلك العمل لتهتف بأصرار 
أنتي بتحبي هوايتك اوعي تضيعيها منك  واتغيري يا ياقوت الحياه عايزه الست الذكيه 
ومضت المكالمه كما مضى لقاءها بهند ولكنهم حركوا شئ داخلها
                
أسرعت صفا في وضع الأطباق فوق المائده خشيه لان ينتبه مكرم لملامحها 
كان يبدو من وجوده مع فرات انه شخصا قريبا منه يثق به  منذ الصباح وهو معه في مكتبه يتناقشوا بأمور عده  وجوده يخيفها تخاف ان يتذكرها ويأخذها بذنب ليس لها دخل فيه الا انها ابنه رجلا لم يعرف الرحمه يوما ولم يكن الا شيطانا 
متعرفش وجودك هيفرق اد ايه معايا في الشغل يامكرم 
قالها فرات وهو يسير جانبه نحو مائده الطعام  فأطرقت صفا عيناها أرضا حتى لا يري مكرم ملامحها 
رمقها فرات بسخط 
واقفه عندك ليه 
وقوفها كانت من اوامره فتعلثمت في ردها
ديه أوامر حضرتك 
لم تخفي ملامحها علي مكرم ولكنه فضل الصمت بذكاء حتى يفهم كيف وصلت للعمل مع فرات
شرعوا في تناول طعامهم  وعقل مكرم يدور في وجودها هنا ولكن أخيرا وجدها فحق شقيقته سيأخذه منها هي وكأن وقت الحساب قد اتي 
تظاهر مكرم بتذكره مكالمه هامه 
تسمحلي يافرات بيه  اعمل مكالمه
ابتسم فرات بلطف مشيرا اليه انا يفعل ما يحلو له.
خطواته اخذته الي المطبخ الذي خمن وجودها فيه . وجدها تجلى الأطباق بذهن شارد 
يااا على الزمن صفا بنت عدنان الأنصاري اخرتها خدامه وخريجة سجون كمان 
ألقى عباراته متهكما  فأغمضت عيناها پخوف فما خشت منه حدث 
أنتي وصلتي لفرات النويري ازاي  ولا شكله الصيده الجديده بعد حضرت الظابط  عدنان الأنصاري هيخلف ايه غير أفعى 
سقطت دموعها وهي تتذكر مكرم صديق طفولتها وشقيقته منال توأمه  منال صديقتها الجميله التي انتهك والدها حرمة جسدها بعد أن جعلها فتاه مدمنه ومن اجل ان تنال جرعتها كانت تعطيه جسدها كعربون . لم تعرف كل هذا إلا يوم ۏفاتها 
فاكره منال يا صفا
دموعها ملئت وجهها ولم تشعر الا بالطبق يسقط من يدها ودخول فرات عليهم متعجبا من وجود مكرم بالمطبخ
بتعمل ايه هنا يامكرم
اجابه بصلابه وهدوء
كنت بطلب منها كوبايه مايه 
وغادر المطبخ دون كلمه آخري حتى لا يثير شكوك فرات  ليرمقها فرات وهي تنحني تجمع الأجزاء المنثوره فوق الارضيه 
ابقى خدي بالك
بعد كده 
تمتم عبارته بجمود وانصرف ليتركها في الماضي الذي ابي ان يتركها رغم ما تدفعه لتكفير ذنوب والدها 
                 
انتظرت قدومه بفارغ الصبر حتى تعلمه بمقابلتها لهند وعرض عملها  ابتسمت وهي تقترب منه ولكن ابتسامتها اختفت سريعا 
ليه عاملتي مريم وحش يا ياقوت قدام صحابها
اڼصدمت بما يخبرها به فأردف بأسف لفعلتها 
كنت فاكر عقلك أكبر من كده 
لم تتحمل اهانته الظالمه فلم تفكر ان تخبره بأهانتها لها أمام صديقاتها ولم تهينها كما اهانتها ولكن في النهايه يكون هذا جزائها 
انت جاي تتهمني
أشارت نحو حالها بآلم فتنهد بضيق 
فين هينتك احنا بنتكلم  ياقوت مريم بنتى ولازم تتقبلي ده 
ابنته وماهي الا خاطفه الرجال كما اسمتها الصغيره  ذلك هو الخلاص الذي تمنته  اتضحت لها مكانتها بحياته وكما اخبرتها زوجه ابيها ستعود لهم بحقيبتها مطلقه 
دمعت عيناها قهرا
بنتك اللي فخور بيها ديه كدابه وانانيه 
صړخ بها پقسوه وكأنها اجرمت فيه هو 
ياقوت  حاسبي على كلامك مفهوم
آلمها صراخه بها  رأت صورته القديمه وكأن زهوة الزواج قد انطفأت 
انا مكدبتش ديه الحقيقه . للأسف انت فشلت في تربيتك ياحمزه بيه . البرج العالي اللي معيش بنتك فيه خلق منها انسانه انانيه ومريضه 
لم يحتمل حديثها فصغيرته لا أحد يفهمها غيره يعذر صغر سنها
قولت اسكتي  اظاهر انك مش واعيه لكلامك
بكت بحرقه وهي تنظر اليه 
انا واعيه لكل كلمه  بنتك محتاجه دكتور نفسي يعالجها من انانيتها وكدبها
تجمدت نظراته نحوها ورمقها پقسوه 
خيبتي نظرتي فيكي  كنت فاكر معامله اهلك ليكي هتخليكي تعامليها كويس وتحسي بيها  بس اظاهر فاقد الشئ مش بيعرف يدي حاجه 
صڤعتها كلماته  لتتسع حدقتيها وهي تسمع اتهامه 
انت بتعيريني بحياتي . انا كل ضعفي وطيبتي من اللي شوفته بخاف أذى الناس لاني دوقت مراره الاذى
أزالت دموعها پعنف من فوق وجنتيها آسفه على حالها 
سمعت بنتك ومفكرتش تسمعني حتي 
وارتجفت وهي تعض شفتيها حتى لا تعود لبكائها
عملت زي ما طردتني من شركتك عشان غلطه كانت ڠصب عني
تنهد بيأس عما حدث واخذ عقله يدور في صغيرته التي لا تكذب عليه ابدا وكيف ستكذب وهي من هاتفته تطلب منه أن تقابل ياقوت وتعرفها على أصدقائها ويقتربوا من بعضهم لأجله 
سارت من أمامه وهي لا تشعر بقدميها  ها هو الظلم يعود إليها من جديد 
   
ضحك شريف بقوه وهو يشيح وجهه بعيدا عن عبث يداها 
كفايه لعب في وشي يامها  الظاهر ان جلسه النهارده أثرت عليكي ياحببتي 
اكملت
عبثها بالمثلجات بشقاوه ليلتهم اصبعها فصړخت بتآوه
اكلت صباعي 
مال نحوها يداعب أنفه بأنفها
مرتاحه . عرفتي تتكلمي مع الدكتوره وتحكلها
شبكت يداها ببعضهما تزفر أنفاسها نحوه 
انا بحبك اوي ياشريف 
ضمھا نحوه ناسيا كل شئ معها  رغم ان فارق العمر بينهم سوي عام الا انه لا يراها الا كأبنه  سبحانه من وضع حبها في قلبه 
مها انا بقول نروح  كده هنتفضح ياحببتي  وسمعتي المهنيه هتدمر بسببك
ابتعدت عنه بعدما اتم عباراته وفهمت مغزى كلامه
ابعد عني ياشريف  انت اللي بتستغل الفرص 
أدار مفتاح سيارته ضاحكا على فعلتها 
ياريت لما نروح تبقى كده ياحببتي  بدل ما انتي لا نايمه او قاعده مع ندى 
 
بكت حتى أصبحت ليس لديها طاقه للبكاء كلما تذكرت كلماته التي طعنها بها شعرت بوجوده معها بالغرفه وعندما تسطح جانبها نهضت تلتقط وسادتها وغطاء
رايحه فين ياقوت
رمقته پغضب هش وضمت وسادتها وغطائها نحوها 
رايحه انام في مكان تاني
تنهد ممسحا على وجهه فالمشاكل قد بدأت وعليه ان يراضي ويتقبل اعاصير النساء
ارجعي مكانك ونامي وبلاش شغل العيال ده
لم تشعر بنفسها وألقت ما في يدها فوق الفراش
انا عيله  عشان زعلانه ابقى عيله
وعادت تلتقط اشياءها فقبض على معصمها ناهرا
مش مع أول نقاش يبنا هنوصل لكده . انا مبحبش تصرفات الستات وصغر عقلهم
انسابت دموعها وهي تسمع عباراته لا تصدق انه قاسې هكذا
ده مكنش نقاش  ده كان اتهام وظلم
ذبذبه بكائها تخلي عقله عن قيوده وضمھا نحوه
خلاص يا ياقوت انا اسف على الكلمه اللي قولتهالك مكنتش اقصد اعايرك بحياتك
جهشت بالبكاء وهي تخلص حالها من آسر ذراعيه
انت مصدقتنيش شايفني كدابه  مريم محتاجه تتعالج صدقني
زفر أنفاسه مقررا ان يجمعهم ببعضهم وهو بينهم حتى يفهم الامر منهما سويا  فعقله رجح الحكايه له غيرة من كلتاهما ليس اكثر
خلاص يا ياقوت  هنخرج انا وانتي ومريم والغلطان فيكم هيراضي التاني انا عايزكم تقربوا من بعض لان كده هرتاح
لم تحب الفكره ولكنها لم تجد الا الصمت
وعندما تذكرت امر العمل ابتعدت عنه 
انا قبلت هند النهارده
وقبل ان يفهم منها كيف تمت مقابلتهم اردفت بحماس
قدمت ليا عرض شغل في مركزها التعليمي  نفس العرض اللي انت قدمتهولي لما كنت موظفه عندك
تذكر ذلك العرض الذي لم يكن غرضه منه إلا نسج خيوط لعبته كان ذلك من الماضي ولكن الآن هي زوجته
لا ياياقوت مافيش شغل  عايزه ترسمي فضيلك اوضه وهجبلك كل اللي تحتاجيه وارسمي في البيت
اطفئ حماسها لتنهض من جانبه تلتقط وسادتها تاركه الغرفه له 
ياقوت 
                
تعلقت عين شهاب بندي متعجبا من وجوم وجهها بعدما خرجت من المرحاض
ايه اللي في ايدك ده ياندي ومالك حزينه كده 
سلط عيناه نحو ما تقبض عليه بيديها 
مطلعتش حامل ياشهاب 
ضحك على درامتها فالأمر لا يفرق معه
وزعلانه عشان كده  ده انا قولت ماټ ليكي حد 
داعبها حتى تضحك ولكنها لم تبتسم 
تنهد بأرتياح عندما سمع ضحكتها 
ايوه كده اضحكي  صحيح ياندي سمر ديه انتي واثقه من قواها العقليه 
زمت شفتيها بعبوس وهي تسمع تهكمه بشقيقه صديقتها 
شهاب متقولش كده البنت بتمر بظروف نفسيه  والشغل هيخرجها من اللي هي فيه 
كان غارقا في تأملها غير عبئ بقصه الاخري
سيبك من سمر ديه وخليكي معايا 
               .
خرج فرات من غرفه مكتبه بعد أن انهكه عقله بأتصال محاميه به لم يكن الاتصال الا اطمئنان ومزاحا ولكن العباره التي رماها اسعد محاميه كانت بمقصد  اسعد لم يكن محاميه وحسب إنما صديق له 
عزيز كان بيسأل عن العقارات والأراضي اللي ملكك  وفرحان بالفلوس والاملاك اللي بتعملها ماكله هيكون لأولاده مش ولاد فاديه هما اللي هيورثوك 
عزوفه عن الزواج كانت رغبته  الفتاه التي احبها في شبابه رحلت وأخذت أحلامه معها واصبحت النساء أمامه متعه لا يرغبها
وعادت كلمات اسعد تصب في أذنيه 
لو هاشم النويري كان عايش وشايف نسله بينتهي وماله واراضيه هتكون لواحد زي عزيز كان ماټ بحسرته يافرات 
قبض على عصاه بقوه ودق بها الأرض حتى ينفض أفكاره 
شعر بحاجه الى فنجان قهوه يعيد له توازنه  ليخطو نحو المطبخ 
فوقعت عيناه على صفا الممده ارضا تضم غطائها على جسدها 
تنهد بمقت من فكره شقيقته في ابعادها عن مصر حتى ينسى زوجها امرها رغم انه يعرف ان يقدر على ردع عزيز او تطليق شقيقته منه ولكن حب شقيقته لزوجها يجعله يتغاضي  
قضت سنوات شبابها تخدمه وتخدم ابيه وترعاهم وكانت رغبه ابيه ان تظل معهم دون زواج فهى ليست بحاجه لان تتزوج 
عقد كانت داخل والده وافكار عقيمه لم يطبقها الا علي شقيقته 
ولكن هو كان يشعر بها ولم يكمل رحله حرمانها من حقوقها بعد وفاه والدهم 
سكب قهوته التي كادت ان تفور ليقف منصتا لهمهمات صفا
انا مظلومه  منال  حمزه  انت السبب 
كانت تنادي عليهم وتبكي  ترددت الأسماء في أذنيه 
هو يعلم بحكايتها مع حمزه الزهدي ولكن من منال تلك التي تهتف بأسمها 
انتفضت من نومتها تلتقط أنفاسها لتقع عيناها على فرات القريب منها ويحمل في يده كأس الماء 
خدي اشربي 
مد كفه بكأس الماء  لتتعلق عيناها به خوفا اما هو وقف يسبر اغوارها 
                
اتسعت حدقتيها وهي ترى الصغيره تقدم لها هديه وتبتسم نحوها
ممكن تقبلي مني الهديه ديه ياقوت 
جالت عين حمزه بينهم بعدما أخرجت صغيرته هديتها المغلفه من حقيبة ظهرها وقدمتها لها
ألجمتها فعلتها  فالصغيره منذ أن دلفت معهم السياره الي ان وصلوا لاحد المطاعم وهي تحادثها بلطف وكأنها باتت ليلتها واستيقظت لتجد انها تحبها
ياقوت مريم بتكلمك انتي سرحتي في ايه 
انتبهت على صوته الجاد وهو يرمقها بتأنيب على صمتها وحديثها عن صغيرته وهاهي صغيرته تثبت لها حسن نواياها بقلب حنون 
رسمت ابتسامتها بصعوبه من هول دهشتها وألتقطت الهديه تنظر لاعين مريم التي كانت تطالعها ببرآه 
اتمنى تعجبك الهديه  ونتصالح ونبقي أصدقاء يا ياقوت
واسبلت جفنيها بوداعه تنظر نحو ياقوت التي دخل عليها الدور ولانت ملامحها وابتسمت نحوها بصدق ولامت نفسها على حديثها عنها فيبدو انها فهمت اندفاعها خاطئ وهاهي تعتذر منها 
هو انا ممكن اقولك ياقوت عادي
لمعت عين ياقوت واشرقت ملامحها بأبتسامه حانيه 
طبعا يامريم  هكون سعيده لو بقينا صحاب ونقرب من بعض 
طالعهم حمزه بسعاده حقيقيه ينفث أنفاسه براحه وهو يراهم منسجمين هكذا 
المهم بابا يكون مبسوط 
قالتها الصغيره بدهاء ليطالعها حمزه وهو سعيد بأن صغيرته تتقبل كل شئ لأجله 
حببتي انا هبقي مبسوط لما تقربوا من بعض  وكده اقدر اوعدكم اننا نسافر اي مكان تختاروه سوا  
وكأنه أراد أن يكافئهم فلا شئ يرق مضجعه تلك الفتره الا هما  عواقبه تتلخص بين صراعه معهم يرغب بزوجته والتمتع معها براحه ولكن ابوته غرزت في اعماقه ولا يوجد مقارنه لديه بين حبهما
لمعت عين الصغيره وهي تنظر لملامح ياقوت التي تنظر لحمزه بسعاده عندما افصح عن نيته برحله معهم وحدهم
تمتمت داخلها پحقد 
مش هتاخدي مكان ماما أبدا 
خلي مريم هي اللي تختار المكان  اكيد هي محتاجه الرحله ديه قبل الدراسه 
تمتمت ياقوت عبارتها وهي تطالع مريم . ليسعد حمزه من ردت فعلها 
بدء النادل يضع اطباق الطعام أمامهم  ليصدح رنين هاتفه فنهض يجيب على المتصل ناظرا لهم بحب 
كلوا لحد ما اخلص المكالمه ورجعلكم
اماءت ياقوت له برأسها وشرعت في ارتشاف الشربه بمعلقتها  غير منتبها على نظرات مريم التي تحولت للعداء 
متحلميش اوي بالعيشه ديه كتير 
اڼصدمت من عبارتها لترفع عيناها نحوها وقد استوعبت الامر اخيرا  الصغيره تمثل أمام والدها
أنتي بتعملي كده ليه معايا 
رمقتها مريم پحقد  انتظرت ياقوت ان تخبرها عن سبب كرهها ولكن الصغيره صمتت وبدأت تتناول طعامها
اتأخرت عليكم 
صوت حمزه وقدومه كانت الاجابه عليها  فالصغيره صمتت حينا وجدته عائدا نحوهم

كان سهيل بارعا في رسم دوره حتى انه صدمها تجاوزاته كانت مخجله بالنسبه لوضعهم 
أخيرا
رأيتك تحب اخي وتزوجت 
هتف نورالدين عبارته وهو يرمق سهيل الذي كان يمسد كف سماح داخل قبضته 
ابتلعت جين طعامها بغصه وعيناها ترى المشهد لم تتحدث بكلمه فالمشهد الغرامي الذي يعرضه سهيل جعلها تحترق بنيران الغيره 
سماح سړقت لي عقلي اخي 
سلط عيناه نحو جين وهو يتمنى ان تأخذ دورها الصحيح وترحل عن شقيقه  يعلم أن شقيقه سيتألم ولكنه سيعتاد 
لو استطاع اخباره سبب مكوثها بينهم وتضحيتها العظيمه بأن تظل ممرضه له 
انا وجين لدينا خبر لكما 
لم يشعر بالراحه مما سيخبره به شقيقه وفي ثواني كان يخبره بأخر شئ ينتظره المخادعه جعلت شقيقه يرغب بزواحها ستخدعه كزوج وټنتقم منه
سنتزوج 
حدقت بهم سماح صامته وأكملت تناول طعامها سعيده بما سيحدث لذلك المغرور  ف الحكايه تعقدت وبدلا ان كانت مجرد حبيبه ستنتقل لرتبه اكبر
تمتمت بحزن وهي لم تنسى معايرته لها ونظراته التي اتهمتها ان ابنته ذو نيه صادقه 
لما توافق اني اشتغل  انا تعبت من القاعده لوحدي طول اليوم
اعتدلت في رقدتها لينظر لها ضائقا عيناه
أنتي كلمتي ناديه
توترت وهي تتذكر مجئ ناديه إليها اليوم صباحا وقد طلبت منها ان تساعدها حتى تجعله يقبل امر عملها ولكن ناديه وضعت لها الحل دون ان تظهر هي في الصوره
حمزه دلوقتي جوزك ياياقوت ابدأي افهمي مداخل جوزك وألعبي عليه . وصدقيني الراجل بيعند اكتر لما طرف تالت بيدخل في قراراته مع مراته
واخدت تخبرها بنصائحها شعرت انها تتعلم من جديد  وضحكت ساخره على حالها فمن اين ستتعلم وكل حياتها كانت مغلقه
مدام سكتي يبقى كلامي صح
وزفر أنفاسه مقتا
ياقوت انا مبحبش الجدال كتير
ارتبكت وهي عازمه علي فعل ما اخبرتها به ناديه 
انت طول عمرك حنين  هتيجي معايا انا ومش هتبقى حنين
ابتسم علي عبارتها
ماشاء الله ناديه ليها تأثير ساحر
ورغم انه لانت ملامحه ووافق من أجل الا يحرمها من هوايتها أراد التلاعب بها
قولت لا يا ياقوت
حاولت كثيرا معه إلي أن ضاقت أنفاسها  فنهضت من فوق الفراش حانقه  خرجت بمنامتها القصيره وقد نست امر مبيت مريم لديهم
دلفت للمطبخ تبحث عن شئ تخرج به حنقها  ألتقطت إحدى حبات الطماطم تلتهمها بضيق
نفسك قصير يا ياقوت  وعلى العموم انا موافق مدام ده حلمك
اتسعت عيناها ذهولا غير مصدقه انه وافق أخيرا ركضت اليه تتعلق بعنقه والسعاده تغمرها
بجد موافق  انا مبسوطه اوي
   
دفع سهيل كل شئ يقابله أمامه غاضبا وهو لا يري أمامه خطته كانت لكي ترحل عندما ترى زوجته  كان يعلم أن رحيلها لن يكون سهلا ولكن لم يظن ان الامر سيقلب لزواج  فماذا ستريد من شقيقه وبوضعه هذا
حقيره  ماذا سأنتظر من النساء الا المكر 
ألتوت شفتي سماح تهكما ولم تعبئ بثورته 
تستاهل  فاكرها هتقعد تبكي عليك اهي ألشتك وهتتجوز اخوك 
وصلته همهمتها فتوقف عما يفعله لتحتد نظراته نحوها 
ارعبتها نظراته الحاده لترفع كتفيها بثقه 
بتبصيلي كده ليه  لو فاكرني هخاف منك مش هخاف
قبض سهيل على كفيه يجاهد محو أفكاره الشنيعه مقتربا منها 
مدام اتفاقنا لم يجني ما خطت له  سأخذ حق اموالي التي دفعتها لكي 
اتسعت عيناها وهي تجده يرمقها بنظرات فهمتها  لعنت اللحظه التي قابلته فيها والمال الذي أخذته منه وقد ظنت انه سيأتي شئ في أمواله   اخذت بعض المال منه لتدفعه في دار أيتام أوشكت على السقوط
اتفاقهم كان بعد نهايه مده العقد ولكن حدث ماحدث
بس ده مكنش اتفاقنا  
مرت أمامه صوره والدته وهي في أحضان عمه . ذكرى لعينه لم ينساها يوما
ابتلعت سماح لعابها پخوف من قربه لها وانتفضت من فوق الفراش هاربه الا انه كان اسرع منها 
سأخذ حقي بمالي سماح 
يتبع
رواية للقدر حكاية.
بقلم سهام صادق.
الفصل السادس والثلاثين
رواية للقدر حكاية.
بقلم سهام صادق.
سماح
ازداد نحيبها وهي تسمع صوته الذي كرهته  لم يأبى لصړاخها ولا توسلاتها وهي تترجاه ان يتركها  نفخ أنفاسه بضيق عما صار بينهم
لم اقصد فعل ذلك.
ادمت كلماته قلبها الذي لم تشفي جراحه  أعاد إليها سنوات من عمرها جاهدت على نسيانها  ضحكه ساخرة صدحت داخلها فمن منا لم يقسم على شئ ان لن يفعله ولن يقبل به الا وجاء يوما مصعوقا من حاله
ارتجفت شفتيها قهرا تبحث عن شئ تقذفه به  يظنها سلعه
تعلقت عيناها الدامعه به وهي تجده ينتظر ان يسمع منها الثمن الذي تريده
كم تريدي سماح
عند تلك النقطه لم تعد تحتمل بذائته  كادت ان تصرخ به ليصدح صړاخ الخادمه بأسمه تستنجد به 
سيدي ساعدنا 
هرول من الغرفه عندما ألتقطت أذنيه ان الأمر يخص شقيقه
انتقلت أنظار سهيل بين شقيقه وجين التي تمسك كفيه تقبلهما
انا اسفه حبيبي  ماحدث لك بسببي انا
قالتها جين بأعين دامعه ولكن داخلها كانت ترقص فرحا فقد حققت ماارادت 
شردت في الحقيقه التي سمعتها وعن المال الذي دفعه سهيل لتلك المخادعه التي تزوجها حتى ترحل هي عنهم 
أصابت هدفها عندما ذهبت إلى نورالدين تحمل حقيبه ملابسها تخبره انها ستغادر المنزل فشقيقه يرفضها ولن تقبل ان تسبب لهما ڼزاع من أجلها 
خرجت من غرفته بعدما اجادت رسم خطتها وكما توقعت لم يتحمل نورالدين رحيلها هرول خلفها بمقعده المتحرك وعند الدرج جاهد ان يقف على اقدامه ليسقط بعدها من أعلى الدرج هاتفا بأسمها ان لا ترحل 
حب نورالدين لها أصبح ورقه رابحه ومدام علمت بحقيقه زواج سهيل لن تضيع حلمها فيه حتى لو تزوجت بشقيقه العاجز 
واكملت دور الممرضه والحبيبه المخلصه التي لا مثيل لها 
ابتسم نورالدين وهو يطالع سماح الواقفه على أعتاب الغرفه تطرق عيناها نحو يداها المتشابكه 
سلامتك 
تصلب جسد سهيل وهو يسمع بحة صوتها المنكسر  اغمض عيناه نادما على فعلته 
اقتربي زوجة اخي
اقتربت منه سماح وهي تختنق من وجود من أخذ حقه منها بمقابل ماله اللعېن ولكن كرهها لسهيل لا تضعه في كفه نورالدين الرجل الذي لا يطالعها الا بحنان وابتسامه دافئه
انها وقعه فقط وانا بخير . 
ثم رمق جين بمحبه ألتقطتها سماح بأشفاق عليه
يبدو انني غالي عليكم 
وقد كانت جين بارعه في جعله يهواها اكثر  فتعلقت عين سهيل بسماح التي لم تتحمل النظر اليه فوجوده يذكرها بلمساتها التي ټحرق جسدها 
المفاجأة التي كانت إليها ان المركز التعليمي الذي ستعمل به كان قريبا من شركة الحراسات الخاصه به كان يوما جميلا وهي تجلس بين الأطفال تعلمهم خطوات الرسم انقضى اليوم الأول لها وخرجت من المركز سعيده  
وصلت للمنزل واسرعت في تبديل ثيابها كي تدلف للمطبخ وتصنع له الطعام الذي يفضله  اردت ان تصنع له عشاء مميزا له امتنان على موافقته واحترامه لحلمها 
وقفت في المطبخ تطهو الطعام بخفه فأنتبهت على اهتزاز هاتفها لتقع عيناها على اسمه فأبتمست بسعاده لتذكره اليوم الأول لعملها 
كان يخرج من الشركه متجها لسيارته ينتظر ردها 
مش قولتلك كلميني لما تخلصي شغلك
لطمت جبهتها بخفه متذكره ما أخبرها به
ڠصب عني نسيت  اصلي كنت فرحانه باليوم الأول ليا في المركز 
وقبل ان يعاتبها اردفت بصوت معتذرا
مزعلتش صح 
ابتسم على برأتها متنهدا  سمعت
صوت أحدهم يفتح له باب السياره ويشكره  دق قلبها بسعاده فموعد وصوله قد اقترب وستبدء في اتباع نصائح ناديه التي اخبرتها عن حكايتها هي وفؤاد وكيف وصلت لقلبه حتى بات لا يتحمل البعد عنها 
فاحت رائحة الطعام لتتسع عيناها صاړخه 
الاكل هيتحرق  اقفل عشان ألحقه 
ولم تنتظر رده فأغلقت الهاتف ليضحك على فعلتها متجها إليها حتى يري
ما احرقته 
نظرت ليدها التي ألسعتها حراره الفرن وقد ضمدتها لتحط عيناها نحو الطعام المعد وهبطت بعينيها نحو ثوبها الذي يصل لركبتيها .
ثلاثه ساعات مرت علي وقت مكالمته ولم يأتي 
قررت أن تتصل به كي تطمئن عليه وتعرف موعد وصوله انفتح الخط ا لتجيب عليها الصغيره وتنظر الي ذراعها الذي قد كسر ولحظها ان سترته كانت فوق فراشها والهاتف داخلها 
حمزه هترجع امتى  انا حضرت الاكل من بدري ومستنياك
هتفت عبارتها وهي تظن هو
انا مريم  بابا مش فاضي يرد عليكي وهيتعشا معانا وهيبات هنا  ياريت مستتنهوش 
وانقطع الخط وبعدها اغلقت الهاتف تماما  كانت ندي تقف على أعتاب حجرتها تضيق عيناها من فعله الصغيره 
ولما تقوله على كلامك ده هيكون منظرك ايه قدامه  اتقبلي فكره ان هي بقيت مراته يامريم 
تآوهت من ألم ذراعها لتقترب منها ندي قلقا 
اخدتي المسكن اللي الدكتور كتبهولك 
استطاعت الصغيره ان تجعل ندي تنسى فعلتها  وبالفعل ندي نست واجتمعوا جميعهم في غرفتها يمازحوها وهي كانت سعيده أن الكل مهتم بها وحدها
وفي ظل ضحكاتهم ومزاحهم مع صغيرته نهض من فوق فراشها يلتقط سترته لتتعلق عين مريم به
هو انت مش هتبات هنا يابابا 
رمق شريف شقيقته حتي تصمت فهو احترم مشاعرهم ولم يجلب زوجته للعيش معهم  فماذا سيريدوا اكثر من ذلك 
حببتي بكره هكون عندك  لازم امشي ياقوت لوحدها في البيت 
تجمدت ملامح مريم وهي تسمع اسم غريمتها التي سړقت حقها فيه كما يصور لها عقلها وتبثه داخلها رؤى صديقتها 
رحل بعد وعد انه سيأتي إليها صباحا قبل الذهاب لعمله  احتضان شريف لها ومزاح شهاب معها جعلوها تندمج معهم ثانيه بعد ان كانت تحترق من نيران الغيره وهي تتذكر تلك الليله التي قضتها لديهم . فمشهد ضمھ لها وتعلقها به ثم عودتهم لغرفتهم وفهمها للامور جعلها تحقد على ياقوت اكثر 
سقطت عيناه عليها وهي نائمه فوق الاريكه تضم جسدها بذراعيها تعلقت عيناه بيدها المضمودة وقبل ان يقترب منها وقعت عيناه على الطعام الذي تركته كما هو دون أن تمسه 
تنهد بضيق مما أصبح فيه لا هو ينعم بها ولا عاد ينعم بالراحه
جثي على ركبتيه جانبها يمسح على خصلاتها ثم انتقل بكفه نحو وجهها هامسا بأسمها 
ياقوت 
أعاد هتافه ثانيه الي ان تلملمت فوق الاريكه تفتح عيناها الحزينه تطالعه بآلم 
ايه اللي نيمك هنا ومكلتيش ليه 
تأملته بحسره ولوم ليزفر أنفاسه بضيق من صمتها 
ياقوت ردي عليا  مش هفضل اسأل وانتي بصالي كده 
تمالكت ذرف دموعها بصعوبه  ولكن قلبها رفض صمتها وابي ان يظل هكذا لا ينال الا القليل وعليه ان يعطي هو  خرج صوتها بثقل
هقول ايه  ابسط حق ليا مش من حقي  لا من حقي وجودك جانبي ولا من حقي استنى اهتمام منك ارضى بس اللي بتدهولي
واردفت بآلم 
انا زوجه في رتبه عشيقه مش اكتر 
تجمدت ملامحه من سماع قولها  ف المعنى قد وصل اليه  لكنه لا يعدها كما يصور لها عقلها هو يحبها ولكن حب يحسب خطواته بعقله والقلب ك الراغب والخائڤ  يريد ان يحيا ولكنه يخشى الضعف 
انسابت دموعها وعيناها قد تعلقت
بعينيه 
هو انا ليه ديما على الهامش في حياتكم  مرات ابويا بتحب عيالها اوي وماما بتحب جوزها وپتخاف على زعله وبابا بيحاول يظهر حبه ليا بس مش عارف خاېف من غيرة مراته  عمتي الوحيده اللي كانت صدقه في حبها وانا كنت بدفع تمن الحب ده 
سقطت كلماتها على قلبه بمرارتها فشعر بعلقمها في حلقه 
لدرجادي موجوعه مني يا ياقوت 
انا موجوعه من كل الناس  موجوعه حتى من نفسي 
تركها تخرج كل ما بداخلها . يشعر بظلمها لا رحله
زواج منحها لها رغم مقدرته الماديه ولا يجلس معها في ساعه صفا بينهم يلاطفها 
صوت تنهيداتها اخترق أذنيه  ليبعدها عنه ناظرا الي يدها 
مالها ايدك 
اضحكته اجابتها ونظرتها المستاءه 
اتلسعت من صنيه البطاطس المحروقه
تناول كفها المضمود يقبل باطنه فأرتجف قلبها 
وزعلانه على يدك ولا على صنيه البطاطس
جاءته اجابتها الأخرى لتنفرج شفتيه في ضحكه صاخبه 
طبعا على صنية البطاطس 
عاد لضمھا يخبرها عن سبب تأخيره 
مريم دراعها اتكسر وده سبب تأخيري  المفروض كنت اتصل بيكي ابلغك لكن ڠصب عني نسيت 
لم تعاتبه ثانيه عندما تفهمت الأمر  ولكن أقسمت داخلها ان تتعلم اللعب بذكاء مع الصغيره بعد تلك المكالمه 
سألته بصدق عن حالها 
بقت كويسه دلوقتي  بكره هروح ازورها اطمن عليها 
اتسعت عين فرات وهو يسمع طلب مكرم منه . لا يصدق ان تلك الملعونه اغوت مكرم ابن احد اصدقاء عائلته 
انت بتقول ايه يامكرم  عايز تتجوز مين 
تصنع مكرم الدور الذي اتي من أجله 
عايز اتجوز صفا 
قطب فرات حاجبيه ابعدها عن حياه شقيقته لتضع شباكها على مكرم الشاب الذي يعده كشقيق أصغر ويأتمنه علي ماله هنا
صفا الخدامه  عايز تتجوز خدامه 
قالها فرات بجمود  لتتعلق عين مكرم بنقطه بعيده 
انا عارف صفا كويس يافرات بيه  صفا كانت صديقه الطفوله وسجنها كان ظلم  كلنا عارفين مين هو عدنان الأنصاري 
اڼصدم فرات مما يسمعه عن معرفته بها
انت طلعت تعرفها يامكرم  ومقولتش ليه من اول مره شوفتها هنا 
ارتبك مكرم من سؤال فرات  فخطته ستكشف وفرات ليس إلا رجلا عسكريا قبل أن يكون رجل أعمال يدير السوق ببراعه
محبتش اسبب ليها مشكله
رمقه فرات دون اقتناع  فشكوكه تخبره ان هناك لغزا في عرض مكرم
والدك هيوافق على الارتباط ده انت ناسي وضعه ودخوله مجلس الشعب 
واردف بتلاعب متفحصا ملامح مكرم المتوتره 
وخطوبتك من بنت شريكه يامكرم 
حاصره فرات بما لم يحسب له حساب  انتقامه منها كان يقوده الي فعل اي شئ  دارت الأفكار في عقله يبحث عما يقنع به فرات 
فرات بيه صفا كانت حلم ومحتاج احققه عشان أنهى مرضى بيها  لو اتجوزتها هنهي هوسي اكيد انت فاهمني 
تلاعب فرات بالقلم بين اصابعه . الكل يراها حلما وهوس وهو لا يري بها الا امرأه لعوب  اماء برأسه يظهر له اقتناعه 
جواز متعه تقصد 
لمعت عين مكرم بعدما شعر ان خطته تسير كما يرغب واماء له برأسه  فلا بأس أن ينالها وينتقم منها 
زفر شهاب أنفاسه بأرهاق وارتخي في مقعده يغمض عيناه من آلم الصداع طرقت سمر بخفه على باب غرفته ودلفت تحمل بعض الأوراق التي تحتاج امضاءه 
أسبلت جفنيها وهي ترمقه تضع الأوراق أمامه تسأله بأهتمام 
حضرتك شكلك تعبان 
حرك رابطه عنقه وهو يعتدل في جلوسه  لتخرج من الغرفه تحت نظراته المتعجبه لهرولتها بعدما ألقت بسؤالها
مجنونه ديه ولا ايه 
خمسة عشر دقائق قد مرت ليجدها تدلف غرفته ثانيه تحمل فنجان قهوه ومسكن للصداع 
اتفضل
رمق ماوضعته أمامه متعجبا لتمتم بعبارات هامسه
حضرتك بترهق نفسك اوي في الشغل 
ابتسم بلطف على فعلتها  فرغم
شعوره بالقلق منها الا انه لا ينكر اجتهادها بعملها  مكتبه ترتبه بنفسها  قهوته تعدها له 
شكرا ياسمر 
وعلي تلك الجمله كانت ندي تدلف غرفه مكتبه تسلط عيناها نحوهما مبتسمه
ازيك ياسمر
ذكرها المشهد بحبيبها الخائڼ الذي تركها قبل عرسهم وجعلها اضحوكه للجميع  وشئ
داخلها هتف انها تستحق رجلا مثل مديرها 
تجمدت يد فرات على هاتفه وهو يستمع لوالد مكرم بعدما اخبره عن عرض مكرم بالزواج من خادمته  صدمة عامر كانت كبري وهو يسمع اسمها ثانيه في حياة أولاده 
ابعدها عنه يافرات  مكرم ممكن يضيع بسببها اعمل اي حاجه ووقف الجوازه
ديه . انا مش عايز الماضي يرجع واللي راح راح خلاص ومنال ماټت مش هترجع تاني 
تعجب فرات مما يسمعه متذكرا منال حبه الصامت  لم يخفق قلبه الا لها  لن ينسى اليوم الذي عاد فيه من اجازته بخدمته بالجيش مقررا طلب يداها وتكمل دراستها وهي زوجته 
ارتجف قلبه من أثر ذكراها
ايه اللي دخل منال في الحكايه  مش منال ماټت في حاډثه 
سقطت دموع عامر وهو يتذكر ابنته وسرها 
عدنان الأنصاري هو السبب في مۏتها يافرات  مكرم بيحلم باليوم اللي هينتقم في من صفا  صفا اللي كانت حلم طفولته ومحبش غيرها
خرجت هناء من غرفتها ترتدي حذائها بأستعجال 
لازم يعني اجي المناسبه ديه معاك 
تأملها مراد بأعجاب برق في مقلتيه  لتقترب منه تستند على كتفه 
اخيرا خلصت 
عملها وخروجها من دائره أحلامها جعلها تحيا بطاقه وأعادت لقلبها الثقه . أصبحت لا تشعر انها ناقصه انما هو من ستجعله يشعر كل يوم انه نقص حينا رفض حبها 
طالعه حلوه ياهناء
رفعت عيناها نحوه ترفع كتفيها بزهو وهتفت بدراما
شكرا للمجامله ديه سيدي 
ضحك على دعابتها وعيناه تلمع وهو ينظر إليها  شعرت بنظراته تفحصها 
مش يلا بقى هتتأخر كده 
تنحنح حرجا بعدما فاق من تحديقه بها ليمد كفه كي يلتقط يدها  انتظر ان تمد له يدها وشعر بالخيبه عندما رأي علامات ترددها وسريعا استرخت ملامحه وطرب قلبه عندما تلامست كفوفهم 
ابتسمت ياقوت بسعاده وهي تضع بعض من الزينه على وجه مها التي اخبرتها انها تعد مفاجأة اليوم لشريف وتريد ان تظهر في عينيه جميله 
كده خلصت مع انك مش محتاجه حاجه  انتي جميله لوحدك يامها 
ارتجف قلب مها بسعاده 
انا مش عارفه اشكرك ازاي يا ياقوت  مكنتش عارفه اطلب ده من حد واتحرجت من ندي  الحمدلله انك جيتي النهارده 
وعندما تذكرت حديث مريم مع ياقوت اليوم عند زيارتها  كانت ذاهبه للصغيره كي تجلس معها 
متزعليش من مريم يا ياقوت  بكره تعرفك كويس وتحبك 
ارتسم الحزن على ملامح ياقوت ومازال تهكم الصغيره بها حينما عرفتها على معلمتها يمر أمام عينيها فعلتها ولم تكن غير ريما التي طالعتها بتفحص غير مصدقه انها هي من اختارها حمزه الزهدي وتزوجها
ياقوت رحتي فين 
انتبهت ياقوت على صوتها ومسحت على شعرها الناعم 
معاكي يامها  انتي محتاجه مني حاجه تانيه قبل ما انزل 
طرقات على باب الغرفه قطع حوارهم لتدلف الخادمه 
حمزه بيه مستني حضرتك تحت 
تعلقت عين هناء بأتساع وهي ترى مديرها واقترابه من احداهن  ابتلعت ريقها بتوتر خشيه ان يراها في حفل كهذا وادارت جسدها عندما وجدته يلتف حوله  بحثت عن مراد الذي وقف على بضعه خطوات منها يحادث احد الرجال مع شريكته الجديده التي تقف جانبه وتلتهمه بنظراتها 
اقتربت منهما تمسك يده أمام نظرات نغم التي تجهم وجهها حين عرفت انه متزوجا 
مراد
انا تعبانه وعايزه اروح 
ابتعد بها قلقا يلامس وجهها بكفيه 
مالك ياهناء  انتي كنتي كويسه 
توترت من لمساته ثم مالت قليلا حينا سمعت صوت نغم يهتف بأسم خالد الذي كان يقترب من مكان وقوفهم
بحثت عن مهرب بعينيها فلو رأها هنا ولو علم مراد بمكان عملها  فقد كذبت عليه واخبرته انها تعمل في إحدى الشركات الكبرى 
هناء فيكي ايه  حاسه بأيه طيب راسك مش سخنه
وخالد يمر جانبها ذاهبا الي نغم التي عرفته بالرجل الذي يقف معها
خالد ابن عمي وجوز اختي جنات 
اتسعت حدقتيها ذهولا وهي تقف أمامه
بجد هسافر معاك
رغم انه لم يفكر بأخذها الا اليوم وكان مترددا في أخذها فالرحله رحلة عمل لا أكثر  ابتسم على سعادتها 
بجد يا ياقوت اخر الأسبوع مسافرين  بس ديه سفريه شغل 
تهللت اساريرها تتقافز أمامه   وقد بدأت قيود
خجلها منه تذوب 
مش مهم  المهم اننا هنسافر  هنروح فين شرم ولا الغردقه 
ضحك على تقافزها وسؤالها 
مسافرين هولندا 
وكانت عيناها هي من تعبر عنها   لتصدح ضحكاته 
في ايه مالك  شكلك بيقول مش عايزه تيجي معايا 
داعبها بكلماته ثم اتجه نحو الفراش ليقف على صړختها
طب والمركز  هند تقول عليا ايه  مركز ايه لا الفرصه مش بتتعوض صح 
كانت تحادث نفسها لتشهق حينا وجدته منحني عليها يفحصها بنظراته 
أنتي فيكي ايه النهارده 
مش عارفه  اظاهر اني تقلت في العشا 
ضحك من قلبه على عبارتها 
ياريت تتقلي في العشا كل يوم  وتاكلي من نفس الأصناف 
تمتم عبارته وهو يلتهمها بنظراته .فسعادتها لا تلمع فوق وجنتيها وحسب إنما تشع من عينيها التي ترمقه بنظرة يشعر وكأنها تذيب عتمته
اتقل في العشا ليه  كده هتخن 
قالت كلماتها ببرأه ودلال . ليدنو منها نافخا أنفاسه على صفحات وجهها 
مش مهم  عايزك مجنونه يا ياقوت حياة العاقلين تعبتني
وقد صدقت ناديه في كلامها معها  شقيقها قد مل من حياه العقلاء حياه تحسب بالورقه والقلم 
كانت تتشبث بغطائها ټصارع كابوسها  تعتذر من صديقتها ووالدها يقف ضاحكا يسحب منال خلفه وهي تركض خلفهم كي تنجدها منه 
انتفضت فزعا على أثر صرخات وعصا تلطمها في معدتها
انا تسرقيني  هستني ايه من خريجه سجون 
ارتجف قلب صفا وهي تفتح عيناها وتلتقط أنفاسها فأي سرقه يتحدث عنها  لم تذنب ولم تسرق شئ
انا مسرقتش حاجه
الفصل السابع والثلاثين
قلبت الغرفه رأسا على عقب تبحث عن الخاتم الماسي الذي يتهمها بسرقته  عصرت ذاكرتها لعلها تتذكر شئ أثناء تنظيفها لغرفته ولكن لم تلقط عيناها شئ كهذا
سقطت دموعها بعجز تدور حول نفسها هنا وهناك حتى نهكت قواها ليتصلب جسدها وهي تسمع صوته 
ساعه بتدوري عليه
واردف متهكما
مش لايق عليكي التمثيل ده 
واقترب منها يدفشها أمامه 
والله ما سړقت حاجه ولا شوفته وانا بنضف  انا مش حراميه 
ارتسمت السخريه على شفتيه ومازال يدفعها أمامه الي ان وصل بها للمطبخ الذى تبيت فيه أمرا اياها 
دوري في حاجتك ووريني
تعلقت عيناها بفرشتها التي تأخذ ركنا في احد أركان المطبخ اعتصر الآلم قلبها فأي حياه تلك التي كانت تنتظرها وتعد لها الايام حينما كانت في مسجنها  انحنت تبحث أسفل وسادتها وتنفض فرشتها
رمقها فرات بوجه جامد لتنظر الي مكان نومتها 
مافيش حاجه 
كان يعلم أين ستجد ضالته ولعبته التي خطط لها ولكن بعقله العسكري كان يرسم الدور بأتقان وببطئ 
دوري في هدومك
طالعته بأعين غامت بها دموعها لتفعل ما أمرها حتي تتخلص بعدها من ذلك الاتهام ثم سترحل مهما كلفها الأمر 
بحثت في ملابسها لتقع يدها على شئ مستدير  ارتجفت اوصالها وهي تخرج كفها
من أسفل ملابسها تخشي مخاوفها 
ألتقط يدها پعنف ناظرا الي ما تقبض عليه بكفها  لتسقط عيناه على ضالته ناظرا لها بأحتقار 
هستني ايه من واحده خريجه سجون 
وفي ثواني كان يخرج من المطبخ متجها الي الخارج صارخا بالحارس الذي يقف على بوابه المنزل والذي دلف سريعا بعد اوامره ليحاصرها بسلاحھ  والتهمه التي لم تفعلها سقطت على عاتقها لتصرخ بآلم 
مسرقتش حاجه والله ما سړقت حاجه 
صړاخها لم يحرك به ساكنا وهو يرفع هاتفه أمامها
مكانك السچن اللي خرجتي منه 
ركضت نحوه تتوسله بعدما ازاحت الحارس عنها 
انا عمري ماكنت حراميه في يوم  واتسجنت ظلم ابوس ايدك رجعني مصر ولو بتعمل كده عشان عزيز ميقربش مني احلفلك اني هبعد عنه ومش هتشفوني في حياتكم خالص 
جعلها تصل إلى حد الاڼهيار  ترجته وتوسلت ان يرحمها ولن يروها بحياتهم ثانيه  ليشعر فرات بالاشباع وهو يري ذلولها يقسم انه سيجعلها تعيش ماعاشته منال حبيبته وقد عرف سبب رحيلها بعد سنين ډفن فيها حبه 
اخرج انت يا ابراهيم 
اشار
الي حارسه بالخروج  فأنصرف الحارس دون كلمه لتتعلق عين صفا به تظن انه سيعفو عنها من ذنب لم تقترفه
حريتك ولا السچن 
هتف عبارته بوجه جامد جعل جسدها يرتجف من قسۏة ما تعيشه  قضمت شفتيها بقوة ودموعها تسيل فوق وجنتيها 
جدران السچن كانت احن عليا من قسۏة البشر
طالعت وجهه الذي كرهته 
يعنى اختارتي السچن 
تمتم فرات عبارته متهكما  وكاد ان يعود لرفع هاتفه ثانية فوق أذنيه كي يطلب الشرطه  اغمضت عيناها والألم يجثم فوق روحها ستلقي في السچن مرة ثانية ظلما 
عايزه حريتي
سمع الجمله التي ينتظرها ليحدق بها للحظات يتأمل هيئتها الشاحبه 
مدام اختارتي حريتك يبقى هتدفعي حق منال وهتعيشي زي ماعاشت 
شعرت بقبلاته تغمر صفحات وجهها ويده تعبث بخصلاتها  تقلبت في نومتها ترفع كفها تبحث عن وجهه  
أبتسم شريف إليها وهو اسعد رجلا بعد أن وهبت له نفسها برضى 
صباح الخير ياحببتي 
خجلت وهي تتذكر أحداث ليله أمس  كانت لمساته تخرجها من ظلامها  سقطت دموعها ورغبتها في رؤية وجهه الان حتى ترى سعادته بأنها أصبحت له
بټعيطي ليه ياحببتي  في حاجه تعباكي 
نفسي اشوفك  كل اللحظات الحلوه محرومه منها
انهمرت دموعها بغزاره فمهما خرج من بين الشفاه كلمات تأخذنا لعالم اخر الا ان لغه الأعين اقوى في إيصال مشاعرنا 
هتعملي العمليه وتخفي يامها  وهنعوض كل حاجه من تاني اوعدك ياحببتي 
سمع شهقاتها فضمھا اليه اكثر  مازحها حتى يجعلها تنسي نقصها 
المفروض الواحد يصحى على كلمه حبيبي وبوسه على خد ده والخد ده مش عياط يامها 
ابتعدت عنه بعدما شعرت بحماقتها فعاد لضمھا مستمتعا سعيدا 
طرقات قطعت لحظتهم لتهتف الخادمه
شريف بيه  اخت مدام مها وجوزها تحت
حينا سمعت اسمه تلاشت سعادتها وعادت لحضنه من جديد 
قوليلهم نازلين يا مجيده 
احتست ياقوت كأس الشاي الذي جلبته لها العامله في غرفة هند التي طلبت منها انتظارها في غرفة مكتبها لتتحدث معها عن الراتب الذي تريده مقابل عملها معهم 
اتأخرت عليكي 
ألتفت ياقوت نحوها ترمقها بأبتسامه هادئه 
لا ابدا 
جلست هند في المقعد الذي أمامها تنظر إليها بلطف 
تعرفي يا ياقوت بساطتك ديه احلى حاجه فيكي  واتوقع ان من أسباب اختيار حمزه ليكي ك شريكة حياته 
تخضبت وجنتيها خجلا فهى لا تعرف سبب اختيار حمزة لها كزوجه فأحيانا تشعر انها شئ ثمين بحياته وأحيانا أخرى لا تشعر بشئ كل ما ترغب به أن تنال حياة هادئه ناجحه معه ولا ترى شماتة زوجه ابيها بها 
وشك جاب الوان
الطيف  خلينا نرجع لموضوعنا الأساسي  قوليلي عايزه راتب اد ايه 
انتظرت هند ان تجيبها ولكنها كانت تشعر بالحرج بمثل تلك الأمور هي تمارس هوايتها حب والمال لو أخذته ستبعثه لوالدها فعمله في محل الفاكهه لم يعد يكفي حاجه اخوتها ولا علاجه 
اللي تشوفيه  انا بمارس هوايتي حب مش عشان الفلوس 
كانت تعلم هند ان هذه ستكون اجابتها  اتفقوا على الراتب 
ليدخل أحدهما بطريقه دراميه 
وردتي الجميله 
شعر مروان بالحرج عندما لم يجدها وحدها ولكن فور ان وقعت عيناه على ياقوت ابتسم بود
ازيك يامدام ياقوت 
أصبح على علم بزواج حمزه واختيار ياقوت  ورغم انه لا يري توافق في تلك الزيجه الا انه في النهايه هذا قرار صديقه 
لسا كنت عند حمزه في شركة الحراسات بعاتبه على جوازه اللي كنت اخر من يعلم عنه
شعرت ياقوت بالحرج وتوترت وهي تبل شفتيها بطرف لسانها 
كل حاجه جات بسرعه
والفرح كان في البلد 
طالعت هند زوجها بأبتسامه محبه 
خلاص بقى يامروان قلبك طيب احنا ندبس حمزة في عزومه محترمه وناخد حقنا منه 
وقف مروان لوهله مفكرا وكأن العرض راق اليه لينظر لزوجته ضاحكا بداعبه
تصدقي عندك حق
ابتسمت ياقوت على عباراتهم ولطافتهم وأقتربت هند من زوجها
تهندم له قميصه 
قولتلك مليون مره اقفل القميص للآخر
ضحك مروان على أفعال زوجته  لترمقه بحنق   خجلت ياقوت من وجودها بينهم وألتقطت حقيبتها 
همشي انا  محتاجه مني حاجه 
ابتعدت هند عن زوجها بعد أن هندمت له قميصه 
لا ياحببتي تقدري تمشي 
خرجت من المركز تحسم امرها بالذهب اليه  مشهد مروان وهند جعلها تشعر انها بحاجه ان تجرب مثل هذه المشاعر  قادتها اقدامها الي مقر الشركه لتقف تنظر إلى وجهتها ثم دلفت إليها 
الجميع كان يعلم انها موظفه في إحدى أفرع شركته فقد أتت من قبل هنا  ولكن هويتها الجديده ليس بكثره من يعرفها فزواجه لم يكن معلنا للجميع  
صعدت لغرفه مكتبه التي تعرف وجهتها في نفس اللحظة التي صعدت بها عبر الدرج كان يهبط من المصعد وبحانبه سيلين التي عادت من عملها بدوله الإمارات 
وقفت ياقوت أمام سكرتير مكتبه تطلب مقابلته وعلى ثغرها أبتسامه واسعه تلاشت حينا أخبرها 
حمزه بيه لسا خارج من دقايق
أسرعت في خطاها وتلك المره صعدت المصعد كي تلحقه 
خرجت من الشركه كما دخلت ولكن تلك المره بخطوات سريعه لتقف في مكانها وهي ترى سيارته تغادر وبحانبه امرأة 
اظاهر ان الأحلام ديه في الروايات بس يا ياقوت 
خاطبت حالها بأنفاس متقطعه وضاقت عيناها وهي تود معرفه هوية تلك المرأة 
اكيد ليها شغل معاه  يعني هيكون بينهم ايه  اكبري يا ياقوت
أوقف سيارته بڠصب بعد أن تعب من صړاخها المتواصل 
هرجع بلدي يعني هرجع ياسهيل  مش اخدت تمن فلوسك 
اغمض عيناه وهو يزفر أنفاسه بقوه 
اصمتي قليلا 
ضاقت أنفاسها من بروده العجيب عليها. 
هفضحك وسط الإعلام  واحكي عن لعبتك 
تجمدت ملامحه وقد نفر من تلك الكلمه 
وهل تظني انهم سيصدقوكي . ثانيا انتي زوجتي سماح كنا متفقين اما لا فأنتي زوجتي 
اشتغل قلبها بالحقد وكادت ان ترفع يدها لټصفعه  فقبض على كفها بقوه محذرا
احذري من أفعالك سماح 
تعلقت عيناهم بتحدي 
عايز ايه تاني مني . اخوك وهيتجوز جين خلاص 
اغمض سهيل عيناه ليزفر أنفاسه پغضب 
سأجعلها تدفع ثمن لعبتها
ونظر لها بهدوء يعرف ان تلك الطريقه تجدي معها نفعا
اعتبري تلك المره خدمتك من أجل اخي سماح 
تلملمت فوق الفراش لا تشعر بالنعاس  رقدت على جانبها تتأمل ملامحه وهو غافي  مدت كفها نحو وجهه تحرك باطن كفها بخفه
تسأل حالها
ياترى جوازنا نهايته ايه
نهضت من جانبه تلتقط مئزرها وتغلقه جيدا على جسدها
سمعت رنين هاتفها وقد تجاوزت الساعه الثانيه عشر  تعلقت عيناها بأسم هناء لتسرع في الاجابه عليها
هناء انتي فيكي حاجه
زفرت هناء أنفاسها وهي تقضم اظافرها من فرط توترها من المصېبه التي حلت عليها 
بكره معزومين على العشا عند نغم شريكه مراد
طب وفيها ايه يا هناء متتعزمي
قالتها ياقوت وهي تلتقط زجاجه المياه من الثلاجه ترتشف منها
ركزي معايا يا ياقوت  مديري في الفندق اللي شغاله فيه يبقى ابن عم نغم ويبقى جوز اختها
وقبل ان تسألها ياقوت عن المشكله في ذلك الأمر اردفت هناء وهي تزفر أنفاسها بقوه
محدش يعرف في الفندق اللي شغاله في اني متجوزه  ومراد ميعرفش اني شغاله في فندق اعمل ايه
تفهمت ياقوت ما يشغل بال صديقتها لتهتف ضاحكه
ما ده اخره الكذب كان فيها ايه لو قولتي انك متجوزه
قطبت هناء حاجبيها بضيق
شروط الوظيفه اني مكنش متجوزه
وكتمت صوتها وهي تسمع طرقات على باب حجرتها
ياقوت هكلمك بعدين
واغلقت الهاتف فورا لتسرع في فتح الباب ولم تنظر الي ماترتديه 
سقطت عين مراد عليها عيناه بدأت تراها كأمرأة يشتهيها رجلا وليست ابنه العم الذي أجبره عليها والده 
في حاجه يامراد 
تنحنح مراد حرجا من تحديقه بها  ولم يعرف سبب لقدومه إليها  لمعت عيناه وهو يجد الجواب لقدومه 
محتاجك تختاري معايا بدله تنفع لاجتماع بكره 
تعجبت من
طلبه فمنذ متى يهتم برأيها بملابسه  مراد المعروف بعنجهيته وثقته بجذبيته يطلب منها اختيار ما سيرتديه غدا
سارت من أمامه لتختار له ما يرتديه ليقف خلفها يتأملها وهي تنتقي له ما يروق لها  عيناه اخذت تنتقل مع حركتها وقلبه يلعن غبائه 
ايه رأيك ديه او ديه 
ابتسم وهو يقترب منها ينظر لما اختارته 
انا شايف ديه 
تعلقت عيناها بما وقع عليه الاختيار  فأماءت برأسها تأكيدا
انا برضوه ده رأي 
وضعت مافي يدها وكادت ان تنصرف من غرفته ولكن يده جذبتها إليه 
صفعه صدحت على خده لتفر من أمامه تضع بيدها فوق شفتيها 
وقلبها العاشق له يآن سعاده وآلما
وقف يتأملها وهي منبطحه ارضا منحنيه على دفتر رسوماتها 
وتربط شعرها بأحد أقلام الرسم  ابعدت الرسمه عن اعينها قليلا لتتسع ابتسامتها
فعلتها 
بجد الرسمه حلوه 
تأملها ثم عاد يتأمل الرسمه واماء برأسه صامت للحظات 
تعرفي اني متخيلك في الرسمه ديه يا ياقوت
بللت شفتيها بتوتر وتعلقت عيناها به 
عايز طفل منك
وكانت الكلمه كالصاعقه بالنسبه لها  فقد حرست على تناول الحبوب منذ اول ليله في زواجهم خائفه ان يحدث لها مثلما حدث مع والديها 
روحتي فين 
ومد كفه يمسح على وجنتاها 
معاك 
ظن انها مازالت تشعر بالخجل منه فأبتسم وهو يداعب وجنتاها وانتقل كفه نحو القلم الذي تربط به خصلات شعرها ليزيله عنها  فتحررت خصلاتها بتموجاته الغجريه 
كده احلى يا ياقوت
ارتجفت اصابعها وهي توقع بأسمها على صحيفة تلك الزيجه 
سينتقم منها بالزواج  السچن كان مصيرها للمره الثانيه او انها تمضي على صك ملكية عڈابه  وها هي توقع ذلك الصك بقلب جمدة الظلم  ستجعله يأخذ ثأره الذي لا ذنب لها فيه فالجميع يأخذ حقه منها ولم
يعد يفرق معها فالقلب قد ماټ 
انتهت المهمه المثقله وخرجت من المحكمه التي تم عقد القران بها 
سارت خلفه بخطوات بطيئه ترافقه وهي لا تشعر بشئ
اتحركي ولا هتعملي نفسك عروسه 
رمقته بآلم تنظر اليه بصمت  دلفت للسياره ودلف هو الآخر ليأمر سائقه بالتحرك
بعد نصف ساعه وصلت السياره لمنزله الذي اتهمت فيه بالسرقه
وبخطي سريعه دلفت للمطبخ ترثي حالها 
مش قولتلك حصليني على مكتبي 
أشاحت عيناها بعيدا عنه تكره سماع صوته 
فاضل ايه تاني 
احټرقت الكلمه اذن فرات لتصدح ضحكاته 
فاضل ايه  لا احنا لسا هنبدء وخطوه خطوه
واقترب منها يجذبها من مرفقها صاعدا بها لغرفته
زي ما اتعمل فيها وماټت بسبب ابوكي هيتعمل فيكي. 
اتسعت حدقتي صفا وهي تفهم نواياه التي لم تكن تظنها  ظنت العقاپ سيكون ذلا ولكن كلماته توحي بشئ لا تريده 
انت هتعمل فيا ايه 
تجلجلت ضحكاته بقوه وهو يلقي بعصاه 
هتكوني ليا ياصفا  هخليكي تكرهي نفسك.
يتبع
رواية للقدر حكاية.
بقلم سهام صداق.
الفصل الثامن والثلاثين
وقف أسفل المياه يفرك عيناه غير مصدقا فعلته داخله نيران مشتعله هائجه بالاڼتقام كلما تذكر مكالمه عامر والد مكرم وهو يحكي له عما فعل بأبنته التي لم يحب أمرأة غيرها ومۏتها جعله يعيش عمره عازب لا يفكر بالنساء
الحقيقه ظهرت بعد سنوات عديده وأراد الاڼتقام من تلك التي يهواها كل رجلا يحيطه
انتقل بكفه لخصلات شعره يعيدها للخلف 
أنهى استحمامه ليخرج من المرحاض يجفف خصلاته يتحاشا النظر نحو فراشه الذي مازالت مستلقيه عليه تحدق بعينيها بسقف الغرفه وقد جفت دموعها على وجنتيها 
لقد من قبل لتحمي من أحبت اما اليوم لسبب خفيا ليس السچن بلي انما ان تجعله ينتقم منها بحق منال التي عادت ټقتحم كوابيسها كل ليله
مكنتش فاكر 
هتف بها فرات وعندما تعلقت عيناها به اردف بملامح جامده
ابوكي أخد منها نفس الشئ اللي أخدته منك 
وصمت قليلا وهو يرمق حركت عينيها 
لكن الاڼتقام مش عادل
سقطت عبارته على مسمعها فأي عدل يتحدث عنه هي لم ترى عدلا بحياتها عاشت لتدفع ضريبه اب لم تحظى الا بقسوته
افاقت من شرودها على أنفاسه القريبه منها لتنكمش على نفسها صدحت ضحكاته بعلو
مټخافيش اوي كده خلي خۏفك للايام الجايه
اغمضت عيناها بقوه ولم تشعر بنفسها الا وهي تنتفض من فوق الفراش ويداها تمزق وجهه
أنت معندكش رحمه
دفعها عنه پقسوه يطالعها وهو يمسح على وجهه الذي جرحته بأظافرها 
دلف لغرفتها يبحث عنها بعيناه نظر الي الوقت في ساعته فلم يعد يتبقى الا ساعه على موعد العزيمه 
هناء 
مع ندائه الثاني وجدها تخرج من المرحاض تحني جزعها العلوي قليلا وتضع بيدها فوق بطنها تتآوه بخفوت 
بطني بتتقطع اه يا بطني
فزع من هيئتها قلقا واقترب منها بلهفه
مالك ياهناء 
تعلقت عيناها به آلمها قلبها وهي ترى اخيرا لهفته عليها ترى من حلمت به وانتظرته طويلا وأصبح كل شئ يتحقق كما تمنت ولكن بعد ان أصبحت لا تنتظر شئ منه واعتاد قلبها على حكايه واحده انه تزوجها ڠصبا وتزوج من أخرى قبلها حملت منه طفلا
هناء ردي عليا مالك 
فاقت على هتافه وأخذت تتآوه حتى تتصنع دورها بأتقان وتهرب من تلك العزيمه التي تخشي فيها رؤية خالد
وتنكشف كذبتها ويطردها من عملها بالفندق 
بطني يامراد بتتقطع 
وقبضت على ذراعه تصطنع الآلم ثانية وصوت آهاتها يعلو ضاقت عيناه وهلع قلبه عليها ولا يعرف لما أصبح هكذا
غيري هدومك نروح للدكتور ولا اقولك انا هطلب دكتور شكلك اكلتي حاجه منتهيه الصلاحيه 
ابتسمت داخلها على القلق الذي سببته له وخفق قلبها وهو يجلسها فوق فراشها 
انتبهت على سكونها بين ذراعيه واستمتاعها بتلك المشاعر 
نفضت رأسها سريعا وهي تجده يخبرها انه سيتصل بالطبيب واخرج هاتفه من جيب سرواله لتقبض على ذراعه بقوه ليسألها
مالك فيكي ايه
تمتمت وقد تعلقت عيناها به وكأنها طفله صغيره 
مبحبش الدكاتره يامراد
ضحك على عبارتها وهو يحرر ذراعه من قبضتها
بطلي شغل العيال ده ياهناء وسبيني اكلم الدكتور
مراد انا هبقي كويسه هشرب حاجه سخنه وهتحسنروح انت العزومه الناس مستنياك 
تذكر امر العزيمه بعد أن وقفت اصابعه على شاشة الهاتف
عزومت ايه اللي بتتكلمي عنها هعتذر منهم وخلينا فيكي دلوقتي
وكاد ان يضغط على رقم الطبيب الذي اقترحة اسمه احدي التطبيقات الهاتفيه فأرتبكت وخشت ان يكشف كذبتها 
يامراد اعملي حاجه سخنه طيب وانا هبقي كويسه صدقني لو مبقتش كويسه اطلب الدكتور 
رمقها للحظات مفكرا ومع ألحاحها رضخ للأمر واتجه نحو المطبخ حتى يحضر
مشروب ساخن
لها 
ألتقطت أنفاسها براحه بعد أن نسي امر الطبيب وخلصت حالها من تلك العزيمه 
ضمت جسدها المرتجف بذراعيها تهتف بأسمه كالغائبه تتذكر أيامهم معا الحب الذي بدء بلعبه انقلب الي عشق ذاقت فيه اجمل أيامها سقطت دموعها وهي تتذكر كيف كان يعاملها ويحلم معها بالبيت السعيد والمال الذي يدخره من أجل أن يشتري شقه تليق بها وعرس كما تتمنى 
همست بقلب قد ثقلت فيه الآلام
محبتش غيرك انت الوحيد اللي علمتني ازاي احب نفسي انا دلوقتي بكره نفسي وكل حاجه فيا 
تعالت شهقاتها ولمساته ټحرق جلدها 
مكنش بيحبني مكنش بيعاملني كأني بنته من
لحمه ودمه ليه اتحمل كل ده وادفع تمنه 
استمع الي صړاخها وهو يسند وجهه بين مرفقيه لا يقوي على تحمل صړاخها وعويلها
قضمت شفتيها بقوه لعلها تخرج حنقها من إلغاء تلك العزيمه 
تأملتها شقيقتها وهي تطعم طفلها الصغير فتمتم خالد متعجبا وهو يرى تبدل ملامحها 
مش معقول تكوني مضايقه عشان الراجل اعتذر عن العزومه 
قطبت حاجبيها بضيق ونهضت من فوق مقعدها تدق الأرض بكعب حذائها مبتعده عنهم 
هتفضي امتى لينا ياخالد 
تعلقت عيناه بزوجته التي تترجى منه اهتماما ولكنه لا يستطيع زيجة كلما تذكرها تذكر ارغام عمه له بأن يتزوج ابنته حتى ينال من المال الذي تعب في جمعه معه 
حاول كثيرا ان يحبها ولكنه لم يعرف الحب معها وكأن هذا هو حقها 
مش فاضي ياجنات 
كلمه تسمعها منه دوما ولكن تتحمل بدايه من أجل حبها له ثم من أجل صغيرهم 
انت ديما مش فاضي 
زفر أنفاسه يضيق من حوارهم الدائم ونهض متعللا 
عندي مشوار مهم سلام 
ناولها للمره الرابعه مشروب اخر ساخن وانقلبت كذبتها عليها 
خدي اشربي ده كمان ياهناء عشان الآلم يخف بسرعه 
اغمضت عيناها نادمه على فعلتها فمعدتها ستكاد ټنفجر من السوائل رمقها بخبث فقد كشف لعبتها حينا كان عائدا من المطبخ متلهفا يحمل لها كوب النعناع الساخن سمعها وهي تحادث ياقوت تخبرها عن نجاح خطتهم 
كفايه يامراد بقيت كويسه خلاص 
جلس جانبها يتعمق في النظر إليها 
لا انا حاسس انك لسا تعبانه يلا اشربي 
ضمت شفتيها متذمره 
لا مش هشرب اشربه انت
دنى منها كي يساعدها على ارتشاف المشروب 
انت بتعمل ايه 
مدام مش عايزه تشربي هشربهولك انا
هتف عبارته يحدق بها بنظرات عابثه لتلقط منه الكوب فلا يوجد مجال للهرب منه
انهت ارتشافه لينظر لها وهي تمسح شفتيها بيدها وتعبس بوجهها 
خفق قلبه على هيئتها الجميله تذكر صڤعتها التي استحقها
نفض أفكاره سريعا ونهض من جانبها وهو يلتقط الكوب 
هروح اجبلك كوبايه تانيه 
وصرخه قويه خرجت منها لتجذبه من مرفقه متوسله 
لاااا كفايه حرام عليك 
لتصدح ضحكاته عليها مستمتعا بما أصبح يعيشه معها وياليت الايام تعود للوراء
تعلقت بذراعه كى تلتقط منه الهاتفمن غبائها سمعها وهي تحادث نفسها عن الخطه التي اتفقت عليها هي وهناء لم يكن يفهم الحكايه ولكن عندما سألها افصحت عن كل شئ ثم جاءت صډمتها 
متتصلش ب مراد ياحمزه كده هناء هتزعل مني 
كان يمازحها ويضحك على تصديقها انه سيهاتف مراد
انتقل الهاتف من ذراعه الأيمن الي الأيسر لتتجه نحو الآخر 
ياقوت انا خلاص قررت اتصل بمراد اقوله على لعبتكم سيبي دراعي بقى 
هتف عبارته بحزم حتى تخيل عليها فعلتهسقطت عيناها على مقاعد طاوله الطعام لتركض نحوها تحت نظراته ليجدها تأتي بالمقعد كي تصعد فوقه 
انفرجت شفتاه بضحكه صاخبه
هتعملي ايه يامجنونه 
طالعته بعلو وزمت شفتيها حانقه
طلعالك مدام مش طايله
استغلت غرقه بالضحك وصعدت فوق المقعد لتلتقط الهاتف منه تهللت اساريرها فرحا وكأنه اكبر انجاز
لها 
ولم تكتمل فرحتها
وأنبطحت ارضا بعد أن تعرقلت قدمها وسقطت من فوق المقعد 
اه يارجلي انت اللي وقعتني 
ضحك على هيئتها المثيره وداعبها بمزاح أصبح يعيشه معها
اه يارجلي واه ياتليفوني اللي اتكسر شاشته 
طالعت هاتفه پصدمه واتسعت حدقتيها 
وقع مني من غير ما اقصد اوعي تزعل مني 
عبست ملامحها وهي تؤنب نفسها ليضحك من قلبه
والله انتي هابله يعني هزعل على تليفون تعالي وريني رجلك 
اعتادت ان تصرخ بها زوجه ابيها اذا أسقطت شئ حتى عمتها كانت بها ذلك الطبع تظل لأسبوع تؤنبها على فعلتها دلك كاحلها برفق 
بټوجعك 
نفت برأسها ثم حركتها بالايجاب فضحك 
بټوجعك ولا لاء يا ياقوت لأن انا كده مش فاهم حاجه 
تخضبت وجنتاها خجلا وهتفت بقلب يحتاج الأمان والعطف 
لا مش بتوجعني بس انا عايزه نفضل كده 
اقترب بوجهه منها 
وعايزه ايه تاني 
طرقت عيناها حتى لا ترى نظراته التي تربكها 
نفسي اصحى من النوم الاقيك جانبي
طلباتها كانت حقوقها التي تحرم منها لأنه رجلا منقسم بين واجب عائلته التي تتعلق بعنقه وبين تلك التي وضعها في قفصه يكمل نواقصه معها 
وقف مكرم بوجه محتقن بعد أن تلقى اجابه فرات لم يخبره فرات انه تزوجها بل انها رحلت وعادت لمصر 
ازاي ده حصل سافرت امتى 
حدق به فرات بوجه جامد ثم عاد يطالع الأوراق التي أمامه 
سافرت النهارده الصبح 
زفر مكرم أنفاسه بثقل فقد هربت منه قبل ان يصفوا حساباتهم
انا محتاج اخد اجازه يافرات بيه انزل مصر اريح اعصابي شويه
اكثر ما كان يميزه هو الثبات ورحيل صفا قد صدقه
مافيش مشكله يامكرم ولدك طلب مني ده محتاجك الفتره ديه جانبه
بللت شفتيها بتوتر تحاول ان تعيد عليه طلب شقيقتها التي أصبحت تهاتفها كل ساعه من أجل ان يجد لهم زوجها حلا
شريف ممكن اتكلم معاك
ألتقط ساعه معصمه كي يرتديها يقطب حاجبيه
لو نفس موضوع امبارح لاء لاني مش هساعدهم
صمتت وهي تتذكر حديث شقيقتها انها ستقاطعها اذا لم تؤثر على زوجها
ياشريف انت تقدر تخدمهم ياخدوا الشقه ديه هما مقدمين فيها بس سمعوا ان الموضوع محتاج واسطه
مها اقفلي الموضوع ده لاني مش هساعد اختك ولا جوزها اللي مش بطيقه وبستحمل يدخولوا بيتي عشان متزعليش
اطرقت عيناها وهي تعلم انه محق ولكن في النهايه ماجده شقيقتها
شريف هو انت بتتكسف من عيلتي
لم يكن يقصد الكلمه ولكنها خرجت منه دون قصد فهو يكره سالم اللعېن الذي ينتظر وقوعه بفارغ الصبر أما شقيقتها فهو لا يري الا شقيقه انانيه 
ايوه يامها بتكسف من ان اسمي يرتبط بأسمهم ارتاحتي
نظر شهاب نحو المخبوزات الشهيه المحشيه بالجبن والبقدونس التي يعشقها 
اي ده ياسمر
تمتمت سمر بخجل وهي تنظر إلى ما وضعته 
عرفت من ندي انك بتحبها يافندم 
تلذذ شهاب من طعمها وهو يتناولها 
تسلم ايدك انا فعلا بحبها جدا 
ألتقط واحده ثم الأخرى متلذذا بالمذاق فوقفت تتأمله بأستمتاع صداقه شقيقتها ب ندي أصبحت تثمر ثمارها من أجلها وستجد الحب الذي تستحقه رجلا اكثر وسامه ومالا من ذلك الذي تركها 
طالعها متهكما وتعض شفتيها بقوه 
تفتكري ده كان نفس شعورها وابوكي بياخد حق مش ليه 
سقطت دموعها وهي تتذكر صديقتها اليوم علمت معنى أن يسلب أحدا روحك جربت شعور صديقتها ولكن منال لم تكن الا غائبه فالجرعه كانت تجعلها تحلق بسعاده 
مشهد عاد به الزمن للوراء والان مشهد اخر تدفع ضريبته أخرى 
امشي اطلعي بره 
تعالت شهقاتها ولملمت كرامتها لتركض ولم تشعر بنفسها الا وهي تخرج للشارع تبكي 
وقفت
تلتقط انفاسها وعادت تنظر للمنزل
ثم للطريق الذي أمامها 
واسئله كثيره تدور بخلدها الي اين سترحل 
تعلقت عيناها بالصور التي تجمعهم كعائله واحده سعيده
كنا ديما مبسوطين ومع بعض يارؤي دلوقتي خلاص هي هتاخده مننا 
ارتشفت رؤى من كأس العصير خاصتها 
عندك حق تزعلي كان وعدك هياخدكم مع بعض وتسافروا واه اخدها هي واكيد هي اللي رفضت وجودك معاهم 
أظلمت عين مريم بالحقد لتطالع صديقتها 
انا بكرها ديه حيه تبان قدام الكل انها طيبه بس هي أفعى 
اماءت رؤى برأسها مؤكده وداخلها تبتسم علي تحويلها لمريم مثلها فتاه حاقده ټؤذي من حولها 
هي مين الست اللي كانت عندك قبل ما اجيلك ست شيك وجميله اوي 
ابتسمت مريم وهي تتذكر سيلين رغم معرفتها القليله بها قبل سفرها خارج مصر الا انها حينا عادت أتت لزيارتها تحمل معها احدي الهدايا بالماركه التي تحبها 
ديه سيلين كانت سكرتيرة بابا وبعدين سافرت الإمارات تشتغل هناك ورجعت هنا تاني
لمعت عين رؤى بخبث لا يناسب عمرها
ايه رأيك ندخل سيلين طرف تالت بينا بما انها هتشتغل في الشركه
دلفت للغرفه التي تم حجزها وهي لا تصدق انها بتلك البلد ومعه
نظر الي عيناها التي تجول بالغرفه 
عجبك المكان ياياقوت
طالعته بسعاده واقتربت منه 
انا مبسوطه اوي انك جبتني معاك 
ابتسم 
هو انا بالنسبالك ايه 
ألقي فرات الهاتف فوق مكتبه مصډوما عزيز قد قتل 
اقتربت من مكان جلوسه تحمل فنجان قهوته التي امرها بها ليتصلب جسدها وهي تسمع عبارته 
جهزي نفسك هننزل مصر 
الفصل التاسع والثلاثين
انا بالنسبالك ايه
عباره أرادت معرفه جوابها ولكن لم يحررها لسانها كما رغب بها قلبها
ياقوت مالك بتبصيلي كده
واردف مازحا يقرص وجنتاها
شكلك معجبه بيا ولا ايه انا عارف اني وسيم 
اشاحت وجهها عنه خجلا تتذكر بعض النصائح التي مدتها بها هناء حتى تزيل خجلها هذا وتعتاد على أنها زوجته
مغرور ياحمزه بيه 
قهقه غير مصدقا ماقالته ليدير وجهها نحوه ثانيه سعيدا بتحررها من قيودها معه 
مغرور وحمزه بيه وفايدتها ايه بيه بقى 
ضحكت ليتعمق في النظر اليها فأشتعلت وجنتاها خجلا
خجلك مميز اوي يا ياقوت 
جالت انفاسه على صفحات وجهها وهو يسلط عيناه على حركت شفتيها 
بس انا عايزه اتحرر منه عايزه اكون حد غير نفسي انسانه قويه تعرف تاخد حقها 
كان غارق تلك المره بالنظر في عينيها قضمت شفتاها مرتبكه ثم همست بأسمه 
حمزه 
نسي موعد اجتماعه ليجذبها اليه وعطشه في برأتها يزداد هل القدر كان يخبئ له تلك الصفحه البيضاء ياقوت وماهي الا كأسمها ضعفها وخجلها الذي تخجل منهما ماهما الا لعڼته تسحره بهم وهو رجلا اعتاد على الخشونه بحياتهاعتاد على النفاق والمجاملات اعتاد على ظلام حاوط قلبه لاعوام
انا قوتك يا ياقوت اتحرري من خجلك معايا انا وبس 
اماءت برأسها مغمضه العين لتشعر بأنفاسه القريبه منها للغايه ثم 
ترجت السائق بصوت قد بح نبرته من أثر صړاخها الايام الماضيه 
الله يخليك ممكن تاخدني على شركة الزهدي انت اكيد عارفها 
ارتبك السائق بعدما تحرك كي يأخذ طريقه نحو المزرعه
أوامر فرات بيه اني اوصلك المزرعه 
ألتفت صفا نحو المكان الذي تحرك اليه فرات وكان هناك رجلان بأنتظاره ولم يكن المكان الا مديرية الأمن
محدش هيعرف حاجه ربنا يخليك انت شكلك طيب 
ظلت تترجاه الي ان تنهد السائق يرمقها من
مرآة السياره 
عشر دقايق بس مش عايز اروح
في داهيه 
انشقت ابتسامتها بصعوبه تشكره على موافقته 
شكرا
تحرك السائق نحو عنوان الشركه التي املته له عنوانها وبسهوله عرف المكان هبطت من السياره وكل املها ان حمزة يخلصها من فرات لا تريد شئ منه إلا الخلاص
عشر دقايق بس 
قالها السائق بقلق أثناء هبوطها لتخطو نحو بهو الشركه ووقفت أمام إحدى موظفات الاستقبال تسألها بلهفه 
ممكن اقابل حمزه 
عندما طالعتها الفتاه دون فهم فمن حمزة الذي تريده فمالك الشركه لا أحد ينطق اسمه مجردا
قصدي حمزه بيه صاحب الشركه 
اماءت لها الفتاه رأسها تتفحص هيئتها الباهته مجيبه بملامح بارده 
حمزه بيه مسافر 
انطفئت ملامحها بيأس لم تجد خلاصها لم تجد من مهما قسي عليها سيحميها 
عادت بأدراجها لخارج الشركه لتجد السائق أمامها 
متودنيش في داهيه انا راجل غلبان يلا خليني اوصلك المزرعه
وقفت أمامه ترسم على ملامحها البرآة تتذكر ما سمعته ليله امس عندما تلصصت عليهم وسمعت مكيدتهم 
ما الأمر سهيل 
رمقها سهيل بملامح جامده يود لو يطردها الان ولكن عجزه هو شقيقه المتعلق بها وكأنه طفلا صغيرا لم يكن نورالدين رجلا ضعيفا يوما ولكن عجزة وحاجته الي أحدا يحبه جعله طعما سهل المنال 
ماذا تريدي
جين وتغادري هذا المنزل 
قالها سهيل وهو يقف بثقته المعهوده التي أحبتها فيه
اقترب منه كي يجعل سحره يطغي عليها وتعترف برغبتها به
طالعته پصدمه وأنفعال اجادتهما 
ماذا انت تريد أن تبعدني عن نورالدين
وتقدمت منه تذرف دموعها ببراعه 
انا لا اريد المال سيد سهيل انا اريد نورالدين فقط
كانت سماح تقف بالخارج وبجانبها نورالدين على مقعده المتحرك اڼصدمت سماح من ردت فعلهافالخطه لم تحصد ما ارادوه لتتعلق عيناها ب نورالدين الذي قاد مقعده المتحرك نحو غرفة المكتب المفتوحه بعض الشئ 
كفى تصنع جين انا وانتي نعرف ماذا تريدي 
يكفي سهيل يكفي 
كلمات خرجت من شقيقه بحزم لينظر نحو محبوبته الباكيه يفتح لها ذراعيه 
تعالي حبيبتي 
ابتسامتها الخبيثه لم يراها الا سهيل الذي تجمدت ملامحه على مشهد ضم شقيقه لها
ألتقت عيناه بسماح التي طالعته بيأس فخطتهم لم تجني نفعا رحيلها كان متوقف على فشل تلك الزيجه ولكن 
سنتزوج انا وجين بعد غد 
انتظرت ان ينهي لقاءه مع شركاءه في التحدث عن الصفقه التي اتي من أجلها زفرت أنفاسها بيأس تتلاعب بكأس مشروبها 
ابتسمت وهي ترى هاتفها يضئ برساله فضحكت وهي تقرء محتواها صديقتها تحقد عليها انها الان في دوله اروبيه تقضي وقت ممتعا
وجهت هاتفها نحو حمزة الجالس أمامها يخاطب شركاءه ويدرسوا بعض العقود ألتقطت الصوره لتبعثها لصديقتها 
شايفه الاستمتاع اللي انا في 
حدقت هناء بالصوره وهي تلتقط شرائح التفاح تلتهمها 
يا خيبتك يا ياقوت طول عمرك خيبه هستني ايه من واحده كانت بتنام من بعد العشا 
تبدلت ملامحها بمقت وهي تقرأ عبارات صديقتها وقد أتمت رسالتها بأحد الملصقات المضحكه 
كده ياهناء انا تقوليلي كده 
لتضحك هناء بأستمتاع علي صديقتها الحبيبه 
ما انتي خيبه عمتك الله يرحمها خليتك قطه مغمضه انتي محتاجه تدخلي مكنه اعاده تأهيل 
شعرت هناء بالتسليه وهي ترى الملصقات الغاضبه التي تبعثها لتبدء في متابعه مشاكستها 
ياخيبه 
انتفخت اوداجها بعد تسليه هناء بها عيناه كانت تتابع تحول ملامحها من الاسترخاء للعبوس والحنق وتحديقها بشاشة هاتفها 
نهض معتذرا من شركاءه متجها إليها لم تنتبه لقربه فقد كانت منشغله في النيل من هناء ومن فظاظتها 
دنى منها ينظر إلى ما تكتبه لتنفرج شفتيه بأبتسامه واسعه وهو يقرء بعض العبارات التي ترسلها لصديقتها زوجته الخجوله تطلق سباب وألقاب
مضحكه 
ولما هي اسمها علوكه انتي اسمك ايه 
تجمدت اصابعها
على الهاتف وهي تسمع صوته ألتفت نحوه ببطئ بعدما قلبت الهاتف على شاشته 
انت هنا من امتى 
ابتسم مستمتعا 
من زمان من ساعه فرس النهر 
توترت من نظراته العابثه 
هو انت هتخلص امتى عشان زهقت من القاعده لوحدي وخليت هناء تشمت فيا 
ارتفع حاجبه الأيسر على عبارتها ومد كفه يمسح على وجهها بحنان 
شكل السفريه ديه هتحولك لزوجه لمضه
تعلقت عيناها بهاتفه وهو يضئ أمامها برساله برقم ليس مسجل لديه قادها فضولها ان تفتحها لتنظر لمحتوي الرساله تتذكر هل زوجها لديه في قمصانه لون كهذا وعندما تذكرت انه بالفعل لديه هذا اللون بل ويفضله أزالت نظارتها الطبيه من فوق عينيها 
شهاب افتح ياشهاب 
كان داخل المرحاض ينهي استحمامه ويلف المنشفه فوق خصره فتح لها الباب مڤزوعا من صوتها 
في ايه مالك
ألقت الهاتف نحوه ليلتقطه مذهولا من فعلتها
شوف يااستاذ المعجبه بلون القميص بتاعك 
طالعها وهو لا يفهم ماتقصدهوانتقلت عيناه نحو هاتفه يقرء محتوه الرساله ثم عاد ينظر إليها فوجدها واقفه تطوي ساعديها أمامها وترمقه بمقت وتهز ساقيها أعجبته هيئتها فأبتسم بأعتزاز 
شايفه الناس اللي بتفهم وبتقدر قوليلي ياندي هو القميص الكحلي واللحيه الخفيفه بتخليني خارق كده وشبه اسمه ايه ده اللي قالت عليه
رمقته وهي تجز فوق أسنانها پغضب ساحق 
كينان اميرزالي ياحبيبي الهانم بتشبهك ب كينان اميرزالي 
اشتاق لغيرتها وفقد صوابها ليقرء الرساله بصوت عالي 
اذا كان كده نلبس القميص ده كل يوم 
ولم يشعر الا وهي تتعلق بعنقه ټخنقه بيداها 
يامجنونه هتموتيني
هي اللي موتته يافرات
هتفت فاديه عبارتها والألم ينهش قلبهاحتي انها أصبحت غير واعيه لما تتفوه به
أنتي مجنونه يافاديه صفا كانت معايا في الكويت
تعلقت عيناها به ثم ضمت أولادها الي حضنها باكيه 
ماليش ذنب في حاجه ابعد عني متلمسنيش 
بسم الله الرحمن الرحيم انتي شكلك ملبوسه انا لازم اخلي عنتر يشوفلك مكان غير ده 
انتبهت صفا عليها أخيرا وشعرت بخۏفها 
مټخافيش مني انا كنت بحلم وخلاص صحيت
رمقتها المرأة والتي تدعي حوريه لانت ملامحها وهي تشعر انها بالفعل عانت كثيرا وقسمت الحياه ظهرها ابتعدت عنها تجلب لها كأس الماء لتلتقطه صفا وارتشفته دفعه واحده 
شكرا 
جلست حوريه جانبها بعد أن اطمئنت قليلا منها 
شكل الدنيا ملطشه معاكي اوي
واردفت ببؤس تلوي شفتيها بقله حيله 
اللي يشوف حياه الناس تهون عليه حياته 
ألتقط يدها وهي نائمه على صدره دقات قلبه كانت تسمعها وانفاسه تشعر بدفئها
تعرف ان عمري ما حسيت بالدفي 
طالعها حمزه متعجبا وضمھا إليه اكثر 
أنتي مش دفيانه أعلى تدفية المكيف شويه 
رفعت عيناها نحوه تنظر له بشرود
ده شعور ديما جوايا لو حطيت فوقي مليون حاجه ودفتني 
وعاد مشهد زوجه ابيها وهي تسحب من فوقها الغطاء 
واخر
عندما كانت تجعلها تغسل سجاد المنزل ليلا ثم تبيت مبتله
الملابس منهمكه من التعب كانت لا تعبأ بها اذا مرضت ولكن مع شقيقتها ياسمين كان الأمر غير ذلك تبدل لها ملابسها وتوبخها على نومها وملابسها مبتله ترى المشهد بحسره تتنمي ان تجد يد حانيه تزيل دموعها التي تسقط آلما وحاجه
شعر بدموعها فوق صدره لتبهت ملامحه وهو يسمع بعض تفاصيل حياتها اخيرا تحررت معه من صمتها وبدأت تقص عليه ذكريات طفولتها
احكي يا ياقوت احكي كل اللي وجعك هتتحرري من قيودك
عباره ينصحها بها وهو بحاجه ان يفعل ذلك
مبحبش احكي بتوجع اكتر
اغمضت عيناها وهي تضم جسدها إليه فدني منها 
جربي عايز اعرف ياقوت البنت اللي جات من بلدها تشتغل في مكان غريب عليها البنت اللي لسا الدنيا بتعلمها من دروسها
وانتهى الكلام مع الكلمه التي نطقتها لا تعرف كيف خرجت منها 
انا بحبك
اقترب منها يلثم جبهتها 
انا عارف انك صاحيه يامها
فتحت عيناها وقد غامت عيناها بالدمع بسبب رفضه لقرب شقيقتها منها 
اعملي حسابك اننا هنسافر اخر الشهر أمريكا مراد بعت تقاريرك لصديق لي هناك ولقى ان الأفضل نسافر أمريكا عشان عملية عينك 
مدت يداها تبحث عن وجهه ليقترب منها يرتب خصلاتها بحنان ويسمح على خدها برفق
يعنى هعمل العمليه قريب
واعتصر الآلم قلبها وهي تتذكر عمليتها التي فعلتها منذ سنوات وقد فشلت 
لو العمليه منجحتش ياشريف 
لم يجعلها تكمل عبارتها ليهمس لها بأنفاس متقطعه وهو يغمرها بدفئه
هنكمل طريقنا وحياتنا سوا 
فتح فرات عيناه يلتقط أنفاسه بصعوبه لا يصدق كل تفاصيل الليلتان اللاتي نالهم فيها ټقتحم عقله دون هواده ظن انه سينسي ولكن 
هناك شعور داخله يريدها ثانية وعقله يفسره انها نيران الاڼتقام وهناك شئ خفي يزرع 
نهض من فوق فراشه ينفض تلك الأفكار والأحلام من رأسه يسير نحو الشرفه يفتحها على مصرعيها 
فتح سالم باب الشقه برفق ينظر لمن معه
ليدلفوا الشقه فهتفت الواقفة
شربتها الشاي بتاع كل أسبوع 
ضحك سالم وهو يجذبها نحوه 
طبعا ياجميل وزودت الجرعه كمان عشان نقضي الليل كله سوا 
طالعهم الواقف فضحك سالم بصخب وهو يجذبها للغرفه الأخرى 
هتلاقيها عندك في نفس الاوضه يا اشرف 
اتسعت حدقتي هناء وهي تلمح زوجها يدلف من باب الفندق وبجانبه نغم وصوت خالد يهتف بها 
انسه هناء ياريت تشوفي كل حاجه جاهزة وتشرفي بنفسك على الموظفين 
اه بطني معلش يامستر خالد 
وفرت هاربه من أمامه تحني جزعها العلوي ليحدق بها وهو لا يفهم شئ 
مالها البنت ديه ياخالد 
رمقت نغم هناء التي اختفت عن انظارهم لينظر نحوها مراد بعدما أنهى مكالمته ولولا الزي الخاص بالفندق لكان اكتشف امرها 
اشار فرات نحو عنتر بأن يغادر مكتبه بعدما استدعى صفا من الحقل الذي تجمع فيه المحصول مع الفلاحين طالع ملامحها الباهته ونحول جسدها للحظه شعر بالشفقه عليها ولكنه عاد الي فرات النويري الرجل العسكري الذي لا يري بقلبه انما عقله هو من يقوده 
اقترب منها يرفع وجهها نحوه يسألها بجمود 
قولتي لحد على جوازنا 
نفضت وجهها من يده وهي تشعر بالتقئ من لمسته 
مقولتش حاجه 
تمتمت عبارتها بكره ليحدق بها ومن ردت فعلها نحوه 
طب كويس ياريت محدش يعرف بالموضوع ده مفهوم 
ولم يلقى منها الا نظرة محتقرة أعاد سؤاله ثانيه 
مفهوم ولا مش مفهوم 
متخافش يافرات بيه ميشرفنيش ان اقول اني مرات واحد ظالم زيك
ميعرفش ربنا 
وانسحبت من أمامهليتصلب جسده ڠضبا من عبارتها 
عادوا من سهرتهم يضحكون تلك الرحله أزالت الكثير من الحواجز بينهم حررها من آسره ضاحكا يتذكر سيرها خلف عروسان يلتقطان الصور والجميع لا يهتم بالأمر ولكن هي كانت ترى ذلك بشغف وانبهار 
كفايه بقى ضحك عليا
استمتع بحنقها وقطب حاجبيه 
أنتي فاكره هنا زي مصر يا ياقوت
زمت شفتيها بعبوس ورمقته حانقه 
تقريبا انتي طلعتي معاهم في الصور اللي اتصوروها
وقلد طريقه وقفتها ونظراتها نحوهم
وشكلك هيطلع كده بالظبط 
لم تتحمل مزحته وأنقضت عليه كالقطه تتقافز أمامه وهو غارق بالضحك
انتهت نوبه ضحكهم وتسطح على الفراش بعد أن ابدل ملابسه فتح الدرج الذي جانبه ليلتقط العلبه التي تضم عقد رقيق من الذهب الأبيضاراد ان يقدمه لها تلك الليله
شعر بتأخرها فأتجه نحو المرحاض ليفتح الباب ينظر الي ما ابتلعته فور دخوله 
يتبع
رواية للقدر حكاية
سهام صادق