انا لها شمس الفصل الاخير الجزء الاول روز امين
أفراد المنزل نائمون...استمعتا لطرقات شديدة فوق الباب لتهتف منيرة بصوت مرتجف
يا ستار يارب...مين اللي بيخبط علينا كده من النجمة...دي الشمس لسه مطلعتش
هتفت نوارة وهي تهرول باتجاه الباب
هروح أشوف مين...إستر يا ستار
وصلت إلى الباب وتعجبت حين رأت ذاك الترباس مفتوح...لتهز كتفيها بلامبالاة ثم فتحت الباب لتجد إمرأة جارة لهم تهتف والفزع يظهر على وجهها المذهول وجميع المارة ينظرون عليها ويهرولون في إتجاه واحد
قطبت جبينها لتسألها بعدم استيعاب
نسرين مين يا أم خالد !
نسرين سلفتك يا بت...قالتها المرأة لتنطق الأخرى بنفي قاطع
نسرين مين يا ولية يا مخرفة إنت...نسرين نايمة فوق في شقتها
أكدت المرأة بحديثها الذي أخبرها به زوجها وطلب منها إخبار جيرانهم
هرولت نوارة لتخبر والدة زوجها و صعدت لتخبر زوجها فهرول يطرق الباب على شقيقه الذي تحدث بذهول بعدما سأله عن زوجته
ابتلع وجدي لعابه وتحدث وهو يضع كفه على كتف شقيقه كنوع من المؤازرة
غير هدومك وتعالى معايا يا عزيز
قطب جبينه وهو يتطلع لنظرات شقيقه ووالدته الحزينة
فيه إيه يا وجدي
تنهد پألم لينطق بصوت حزين
فيه ناس بتقول إنهم لقيوا چثة نسرين عند مزرعة نصر البنهاوي...وواضح إنها مقتولة من بالليل
إنت اټجننت يا وجدي...إيه اللي هيودي مراتي في حتة مقطوعة في وقت زي ده
نطقت منيرة بصوت حازم وهي تبعد كف نجلها عن شقيقه
سيب أخوك وادخل إلبس لك جلبية وروح معاه شوفوا حكاية المصېبة دي إيه
تطلع على والدته بتيهة ليهرول للداخل بعد أن شعر بصحة حديثها...بعد قليل حضر نصر وانجاله وجد الشرطة قد حضرت
وحاوطت الچثة وبدأت في استجواب الشهود...اقترب نصر من الضابط لينطق بصوت جاد وهو يتطلع على الچثة الملقاه على الأرض بجانب السور ومغطاه بشرشف جلبه أحد الحضور ليستر به القتيلة...مد يده للمصافحة قائلا
إزيك يا باشا
طالعه الرجل لينطق وهو يمد خاصته
اهلا بيك يا سيادة النائب
سأله مستفسرا
خير يا باشا...إيه اللي حصل !
المفروض إنت اللي تقول لنا إيه اللي حصل...البلد بلدك وإنت كبيرها والچريمة حاصلة جنب مزرعتك
توزعت نظراته على من حوله ليجد نظرات الناس الشامتة به لتقليل الضابط منه ليرتبك وهو يتحدث
البركة في معاليك يا باشا...إنت اللي هتجيب القاټل من قفاه إن شاءالله
حضر عزيز بصحبة وجدي ومنيرة ليهرول عزيز على الچثة متخطيا رجال الشرطة وكاد أن يكشف وجهها فهدر به الشرطي بحدة
إبعد يا راجل من هنا
أنا جوزها...قالها پجنون لينطق الضابط وهو يشير للعسكري
سيبه يشوفها ويتأكد إن كانت هي ولا لاء
رفع عزيز الغطاء عن وجه القتيلة لينكمش قلبه حين رأى وجهها وأثار أظافر محفورة بطول وجهها لټشوهه...ابتلع لعابه واهتز جسده لتلك الکاړثة التي حلت به فاق على صوت الضابط حيث هتف بقوة
هي دي مراتك !
أغمض عينيه يعتصرهما بقوة ليهز رأسه بإيجاب لينطق الضابط مرة أخرى بلهجة أمرة
تعالى هنا
تحرك إلى الضابط الذي بدأ باستجوابه ليخبره أنه تفاجأ بشقيقه يخبره بذاك الخبر المشؤم وأن أخر مرة رأى بها زوجته حين صنعت له كوبا من الشاي الساخن ثم ولجت لغرفة النوم الخاصة بهما وغفت ليلحقها هو سريعا بعد أن شرب المشروب وشعر بثقل شديد برأسه ليغفو بسرعة عجيبة بمجرد وضعه لرأسه على الوسادة ولم يشعر بشئ سوى صباحا على خبطات شقيقه...
حضر أيضا والداي نسرين وشقيقتها التي صړخت عندما كشفت وجهها أما والدتها فباتت تصرخ وأمسكت بتلابيب عزيز قائلة
مين اللي قتل البت يا عزيز...إنطق
وكتاب الله ما أعرف حاجة...أنا قومت على الخبر زيي زيكم يا ناس...قالها بهلع من مظهر الأم لتصرخ قائلة
يعني البت هتمشي من جنبك وإنت نايم ومش هتحس بيها !
صاح مدافعا عن حاله من نظرة الشك التي بعينيها
والله ما اعرف خرجت إمتى وازاي...إحنا كنا قاعدين بالليل لقيتها عملت لي كباية شاي ودخلت نامت على طول...وانا شربت الشاي وراسي تقلت دخلت نمت جنبها محسيتش بنفسي اللي الصبح
صاح الضابط لينطق بحدة أمرا رجاله بعدما حضرت سيارة الإسعاف
خد لي جوز القتيلة واهلها على القسم علشان نستجوبهم في محضر رسمي يا ابني
انفض الجميع ونقلت الچثة إلى المشرحة لتحديد سبب الۏفاة
في مزرعة أخرى ولكن مختلفة كليا...مزرعة الخيول الخاصة بعائلة الزين والتي تحتوى على أندر وأغلى أنواع الخيول العربية الأصيلة...توجد بالمزرعة إستراحة كبيرة مجهزة على أعلى مستوى من الأثاث والمفروشات والاجهزة التي تليق بعائلة الزين حيث يأتون إليها من الحين للأخر لقضاء العطلات الرسمية وسط الحديقة بمساحتها الشاسعة والمليئة بأشجار ثمار الفواكة المتنوعة والنخيل والزهور أيضا مما أعطاها مظهرا خلابا ومكانا مناسبا لقضاء عطلة مريحة
حضرت عائلة علام بناءا على دعوة من شقيقه أحمد الذي أصر على الدعوة للإحتفال بزواج إبن شقيقه بتلك الفاتنة وتقدم بالدعوة أيضا إلى أيهم شقيقها الذي بدأ بالعمل معه بالشركة
وصلت الثلاث سيارات بالتوالي إلى المزرعة...علام وبصحبته زوجته الراقيه ثم ماجد وزوجته ونجلاهما بسيارة ماجد الخاصة...وبالأخير توقف ذاك العاشق بالسيارة الخاصة به وبصحبته زوجته وأيهم يجاوره صغير شقيقته...ترجل سريعا ليتوجه للجهة الأخرى ليفتح الباب لأميرة قلبه
الذي توجها على عرش قلبها...مد يده لتضع خاصتها ليحتويها وهو يقول بصوت حنون
إنزلي براحتك يا بابا
تطلعت لعينيه وباتت تشكر الله على تلك العطية الثمينة الذي وهبها لها كهدية على صبرها على الإبتلاءات التي تعرضت لها طيلة سنواتها...أسرعت عليها عصمت لتسألها بلهفة أم
إنت كويسة يا حبيبتي...الطريق كان مريح بالنسبة لك !
بادلتها بابتسامة ممتنة وهي تخبرها
أنا بخير يا ماما الحمدلله
كان أحمد واقفا في استقبالهم هو وعائلته وسميحة حيث إكفهرت ملامحها وهي ترى إهتمام الرجل التي لم تعشق سواه بأخرى...تبادل الجميع التحية ووصل فؤاد إلى سميحة التي تحدثت بابتسامة سعيدة وصوت هائم وهي ترى حبيبها
إزيك يا فؤاد
كادت أن تحتضنه فصدها بهدوء حيث ارجع جسده للخلف ومد يده باستقامه قائلا بابتسامة هادئة
إزيك إنت يا سميحة...أخبارك إيه
سحب يده سريعا تحت ذهولها ثم عاود ليحاوط كتف حبيبته التي شعرت بكم هائل من الراحة والحبور لتتطلع عليه بعينين ممتنتين هائمة في عشق رجلها الفريد...بادلها الإبتسامة باخرى مغرمة ليتحدث أحمد وهو يشير للجميع
إتفضلوا يا جماعة واقفين ليه
ثم استرسل مازحا وهو يحاوط كتف شقيقه ويتحركان باتجاه الطاولات المعدة للجلوس في الهواء الطلق
اللي يسمعني وأنا بعزم عليكم بقلب جامد بالشكل ده يقول إن المزرعة ملكي وإنتوا ضيوف عندي
ربت علام على ظهر شقيقه ليبتسم قائلا بنبرة حنون
كل حاجة تحت رجليك يا حبيبي...كفاية بشاشة وشك ومقابلتك اللي تشرح القلب
ربت كلا منهما على ظهر الاخر بحنو لتزفر نجوى بضيق فهي لا تطيق عائلة زوجها ولا تحبذ الوجود معهم بمكان واحد...جلس الجميع لتتحدث بنبرة متعالية وهي تطالع إيثار بتقليل
سمعت إنك روحتي المالديف مع سيادة المستشار
إممم...هكذا ردت عليها إيثار بابتسامة صفراء ردا على نظراتها المقللة لتتابع الاخرى بتعالي
أكيد دي أول مرة تزوريها
كادت أن تجيبها ليقاطعها أحمد الذي سأم إسلوب زوجته المستفز والمتعالي مع أفراد عائلته لينطق بما أفحم نجوى وجعل الڼار تشتعل بداخل قلبها
على أساس إنك روحتيها قبل جوازنا مثلا...المالديف معروف معظم الزائرين بيكونوا أزواج
إبتسمت له ليسألها بملاطفة كي يزيل أثار كلمات تلك المستفزة المسمۏمة
مقولتليش يا إيثار...الباشا بتاعنا خرجك هناك وشرفنا ولا حبسك في الشالية وعمل فيها الفرعون المصري
ابتسمت بسعادة لتنطق وهي تنظر لحبيبها الجالس بجوارها
الباشا على طول مشرفكم يا عمو
واسترسلت وهي تحتضن كفه برعاية
أنا أكتر ست محظوظة في الدنيا كلها
حبيبي...همس بها وهو يتعمق بعينيها تحت اشتعال سميحة وضيق نجوى التي تتحسس من رؤية أي شخص سعيد...تحدث أحمد بنبرة ودودة إلى أيهم
منور يا أيهم
ده نورك يا أحمد باشا...نطقها الشاب على استحياء ليوجه له علام حديثه كي يجعله يندمج بالاجواء
إيه رأيك في المزرعة يا أيهم
نطق بلباقة
حلوة قوي يا سيادة المستشار وأحلا ما فيها إنتم
تسلم يا حبيبي ده من ذوقك...قالها علام ليتايع
عندنا خيول حلوة قوي هنا هتعجبك لما تشوفها
هتف يوسف الجالس بجوار الصغيرة بيسان بأخر الطاولة تصاحبهما المربية
مش هتوريني الحصان ونركبه زي المرة اللي فاتت يا جدو
نطق علام بصوت حماسي
إنت بالذات محضر لك هدية حلوة قوي يا چو
سأله بفضول
هدية إيه !
لما ناكل هوريها لك بنفسي...قالها علام ليتابع بملاطفة لشقيقه
فين يا سيدي الفطار...من إمبارح وإنت واكل دماغي في الكلام عن الفطير المشلتت اللي هتخلي البنات يعملوه من النجمة والعسل اللي جاي من الخلية مباشر والجبنة ومعرفش إيه
واسترسل تحت ضحكات الجميع
وأدينا قاعدين لينا ساعة لا
شوفنا فطير ولا حمام
أجاب شقيقه بنبرة مرحة
الفطير هناكله حالا لكن الحمام والذي منه على الغدا يا سيادة المستشار
نطقت عصمت بملاطفة
إهدى شوية على الباشمهندس يا سيادة المستشار...وبعدين هو أحنا لحقنا ناخد نفسنا
رد على زوجته مشاكسا شقيقه بطريقة لطيفة
مش هو اللي أصر يشيل الليلة كلها وقال أنا عازمكم...يتحمل بقى
قهقه فؤاد ليقول لوالدته
إطلعي من بين بابا وعمي يا ماما...ده الداخل بينهم خارج
تحدث بسام نجل أحمد إلى إيثار
بتعرفي تركبي خيل يا إيثار
نطقت بابتسامة بشوش
بصراحة مجربتش
رد عليها بنبرة راقية وزوجته تجاوره الجلوس
جربي بعد الفطار...متأكد إن الموضوع هيعجبك جدا
ابتسم فؤاد ورفع كف يدها يقبله قبل أن ينطق وهو يتعمق بساحرتيها
إن شاءالله نجرب...بس بعد تمن شهور
ضيق الشاب عينيه بعدم استيعاب لتهتف نجوى بنبرة حادة بعد أن فهمت مغزى جملته
هي مراتك...حامل
تطلعت عصمت إلى نجوى لترى حقدا دفين داخل عينيها لتردد المعوذتين بسريرتها وتدعوا الله أن يحفظ حفيدها الغالي من عيني تلك الحاقدة...أما فؤاد فهز رأسه لينطق بنبرة أظهرت كم السعادة التي غمرت روحه منذ استماعه لخبر حياته
الحمدلله...إيثار حامل في الشهر الأول
مبروك يا فؤاد...قالها الشاب بسعادة لإبن عمه الخلوق وتحدثت زوجته إلى إيثار
مبروك
شكرتها باحترام أما سميحة فنزل الخبر عليها كصاعقة كهربائية هزت كيانها بالكامل لتحول بصرها سريعا إلى فريال ترمقها بنظرات لائمة قابلتها بأخرى أسفة لتسحب عنها بصرها سريعا لينطق العم بسعادة بالغة
الله اكبر بسم الله ماشاء الله...مبروك يا حبايبي
واستطرد مفخما من نجل شقيقه الذي تزوج من شهرين على حد علمه
يعني الباشا يا دوب عدى شهر العسل وأثبت جدارتها
قهقه رغما عنه ليلتفت إليه الجميع ليرفع كفيه للأعلى قائلا
أسف للأزعاج
نطق أحمد بمداعبة
براحتك يا باشا...إنت تعمل اللي إنت عاوزه...هو بعد اللي حصل ده حد هيقدر يقول لك تلت التلاتة كام
ضحك الجميع بسعادة ما عدا سميحة ونجوى...حضر العامل لينطق بنبرة وقورة
الفطار جاهز يا بشوات
تجمعوا حول