الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية للكاتبة انجي

انت في الصفحة 1 من 37 صفحات

موقع أيام نيوز

على نغمات اكثرنا يسمعها يوميا فى الصباح على صوت محمد قنديل واغنيته الشهيره يا حلو صبح يا حلو طل تدخل السيده ماجده و هى تحمل بأيديها الاغطيه وتنادى بصوت عالى نسبيا ميرا ... يا ميرا يالا اصحى يا بنتى
تتململ فى فراشها وتنطق بلغه لا احد يفهمها غير والدتها ...ممممم شويه شويه يا ماما
الام يووه يالا يا بنتى علشان تلحقى تفطرى و تنزلى تشوفى شغلك

بدئت تفيق الى واقعها ... استغفر الله العظيم يارب .... اهه صحيت يا امى خلاص ... صباحك زى الفل
مى و هى شقيقه ميرا الصغرى و هى ماما بس اللى يتقالها صباح الخير يا ست ميمى
ميرا و لازال النعاس مسيطر عليها اخفى يا بت من وشى مش ناقصه لماضه على الصبح
الام يا مى تعالى حضرى معايا الفطار انا هعمل ايه ولا ايه ... حرام عليكى بقا ... خلى عندك ډم
مى بتأفف و صوت منخفض بدأنا حوار كل يوم ... حاضر يا ماما جايالك اهه حالا يا حبيبتى
جلست ميرا لتناول الفطور بعد ان ارتدت ملابسها...
الام يا بنتى يعنى ما كنتيش قادره تاخدى اجازه يوم الجمعه علشان تقعدى معانا
ميرا بأسف معلش والله يا امى ما انتى عارفه شغلى ما فيهوش اجازه الجمعه ... بس اوعدك هحاول اخد يوم فى وسط الاسبوع
الام يا بنتى و لزمته ايه الشغلانه دى من اصله
ميرا امى حبيبتى ... انتى ربنا يخليكى مكفيانا و زياده ... بس الواحد لازم يخلى عنده ډم ... انتى برضه بتكبرى كل يوم ... و حياتك ما بين شغلك و البيت ...لازم اساعدك يا ماما و لو حتى بشكل مش مباشر ...ممكن بقى الحق امشى بدل ما يتخاصملى اليوم
الام ربنا يجعلك فى كل خطوه سلامه يا بت بطنى و يفرحنى بيكى قادر يا كريم
مى ماما
ماجده نعم يا مى
مى مالك يا ماما شايله الهم كده ليه
ابتسمت ماجده على رأى اللى بيقولها يا بنتى يا مخلفه البنات يا شايله الهم للممات
مى ليه يا حبيبتى عندك ميرا اهى ما يتخافش عليها
ماجده تحاول ان تخرج من الموضوع بلطف اسكتى اسكتى .. و انتى فاهمه حاجه .... تخلصى ترويق اوضتك و اوضه اختك ... و جرى على مذاكرتك مش عايزه اقل من جيد جدا السنه دى
مى بأسلوب مسرحى وجب و سينفذ
نترك هذا المنزل الصغير بالحب و الود و نترك تلك المنطقه التى تميل للشعبيه و نذهب الى ارقى المناطق السكنيه فى الاسكندريه
حيث قصر السيد عبد الرحمن المنشاوى
يرأس الاب مائده الطعام و على يمينه زوجته كوثر و بجانبها ميس ابنتها الصغرى او كما يقال اخر العنقود .... اما فى الجانب الاخر يجلس مروان و هو الابن المتوسط لعائله عبد الرحمن المنشاوى و يظل مقعد فارغ بجانب الاب مباشره
عبد الرحمن امال فين المحترم الكبير
كوثر لسه نايم يا حج ... اصله راجع البيت ولا وش الصبح
هز رأسه بتفكير ...ثم نطق بصوت عال فاطمه ...يا فاطمه
جائت الخادمه مهروله ايوه يا فندم
عبد الرحمن بضيق لو سمحتى صحى مالك و قوليله دقيقه و يكون قدامى
نظرات متبادله بين مروان و ميس و كوثر فالجميع يعلم ما سيحدث بعد قليل ... فمن المؤكد ان مالك سيستمع الى موشح
صعدت الخادمه بخطوات قلقه ... فهى تعرف مالك لا يكره فى حياته الا ان احد يقلق منامه
دقت باب الغرفه مره ...و من ثم الاخرى ...و من ثم الاخيره ... لكن لا حياه لمن تنادى
نزلت و هى مطأطأه الرأس ... خبطت يا بيه على بابه بس ما حسش بيا
سكت قليلا و شرع الجميع فى تناول الطعام
لكن الحج عبد الرحمن يتوعد له
مر وقت ليس بقليل ...و هو لازال نائم خرج مروان بصحبه والده الرجل الذى بلغ من العمر الستون عاما لتأديه صلاه الجمعه
استيقظ بعد صلاه العصر ...يفرك عينيه و يبعثر خصلات شعره الطويل الناعم
خرج من حجرته و بصوت عالى فاطمه حضريلى الفطار ... ثم يتثأب و يعود لحجرته
كوثر فاطمه ما تحضريش فطار لمالك دلوقتى الغدا كلها ربع ساعه و يتحضر ... و لو اكل دلوقتى ..مش هيتغدى معانا .. و ابوه هيطن عيشته ..مش ناقصين
فاطمه بشفقه على حال مالك
ربنا بكره يهديه يا ست هانم و يرجع لصوابه ...ده سى مالك زينه الشباب كلهم
فرت دمعه ساخنه على وجنتى كوثر منها لله ضيعت ابنى ... منها لله ... بقا ده مالك.. اللى كانت الناس كلها بتحلف به
خرج من حجرته بعد ان اغتسل و صفف شعره الطويل الناعم للخلف و ارتدى بنطال قطنى و تيشرت قطنى بأكمام طويله وحذاء منزلى شتوى
جلس بأريحه على الاريكه ...و أمسك ريموت التلفاز و بعد التقليب بين القنوات .... ثم تذكر الفطور
مالك بصوت جهورى يا فاطمه فين الفطار .. ما تخلصى بقا ... هى الحاجه تطلب مائه مره علشان تتنفذ ...
عبد الرحمن انت يا عديم الربايه يا قليل الادب تعالى ورايا على المكتب ... انتفض فى جلسته و اعتدل
مالك بأدب صباح الخير يا بابا ....
الاب بأسلوب ساخر و هو ينظر فى ساعه يده القيمه لا تصدق فعلا صباح ... الساعه 4 العصر يا افندى ... اتفضل ورايا على المكتب ...مش كل يوم الخدامين و اخواتك الصغيرين يسمعوا بالبهدله اللى اخوهم الكبير بياخدها
صار خلف والده و هو مطأطأ الرأس ..دخل و اغلق باب المكتب
مالك افندم يا بابا
الاب بأسلوب جدى ممكن اعرف حضرتك رجعت البيت امبارح الساعه كام ..
مالك بعد اذان الفجر يا بابا
الاب لا بجد محترم .. تصدق انا دلوقتى مطمن لو مت او لو جرالى حاجه هلاقى راجل يمسك البيت و يلم شمل اخواته ... انت بنى ادم مستهتر ...و مش بتتحمل مسئوليه
مالك يقاطع والده بأسلوب مؤدب لكن به بعض العصبيه فى ايه الشغل و بروح و مش بتأخر... ايه المشكله انى اسهر مع اصحابى شويه .. و تانى يوم اجازه ... هو المفروض ادفن بين البيت و الشغل
الاب لا المفروض تبقى راجل محترم و تتجوز و تستقر بدل ما انت كل يوم و التانى داير ورا البنات فى الشوارع
شعر بالاحراج لمعرفه والده بالحقيقه
الاب استدرج حديثه كنت مفكر انى مش عارف ... يا مالك انت ابنى الكبير ... فاهم يعنى ايه انت ضهرى و سندى ... يا بنى حرام عليك مش عايز اموت بحسرتى عليك ... اتقى الله عندك اخت بنت ... و بكره هيبقى عندك زوجه و من بعدها بنت ... اتقى الله فى بنات الناس ... كفاياك لعب بيهم
مالك و صوته بدء بالانفعال قليلا دول كلهم زى بعض ... كلهم بنات رخيصه ... ببصه ولا بغمزه تجي راكعه .... و انا مش بڠصب حاجه على حد ..
الاب بس بتغضب ربك ... فكر ان ليك رب مطلع عليك و شايفك .... ارجع صلى يا مالك ...و ابعد عن البقعه القذره اللى انت زرعت نفسك فيها
مالك ان شاء الله يا بابا ... تركه و غادر ينفث سېجارا ...و سرح فى الماضى
جلس و سط ذكرياته الاليمه يتجرع آلام حبه ... تجرع آلام خېانه الحبيبه التى اعطاها كل ما ملك ... لټطعنه فى ظهره و مع من مع احدى العاملين عنده .... فكل هذا فى سبيل المال ... احبها حد الجنون ... عشقها لدرجه انه اصبح متيم بها ... فكانت هى ليله و نهاره ... لكن .. اكتشف خطأ اختياره بعد فوات الاوان .. بعدما تملكت قلبه و عقله و فكره .. و سحبت منه الكثير و الكثير من الاموال لتعطيهم لعشيقها الحقيقى .... افاق من شروده و هو ينفض ذكراها من مخيلته ... لعڼ قلبه الذى ضعف لها ... لكن عقله ابى الا ينساها ..... فكانت هى سبب كرهه للفتيات...
اجاب على هاتفه الذى يرن منذ فتره وجيزه
مالك ايه يا ساهر
ساهر ايه يا كنج مش هنشوفك ولا ايه
مالك بضيق لا ماليش مزاج اسهر النهارده
ساهر هيفوتك نص عمرك ... عارف الموزه اللى كانت معانا فى الديسكو امبارح ... شئطهالك ... و البت ھتموت عليك يا مالك
مالك لا ماليش مزاج
ساهر محاول استفزازه ايه يا كنج مش هتقدر على الموزه ولا ايه ... بس بصراحه هى البت حته فورتيكه ... تحل من على حبل المشنقه
مالك اللهم ما اغذيك يا شيطان .... امرى لله ... قولها تجهز نفسها ..هتقابل الۏحش
ساهر اوى بقا
مااااالك
مالك ما تسترجل شويه ياض ... و بطل شغل العيال السيس ده ... يالا اقفل زهقت منك
ساهر و ماله يا عمنا ... هستناك بالليل بقى بلاش تأخير
عادت الى منزلها منهكه ... فقدميها لا يستطيعان حملها
ماجده ايه يا ميرا مالك يا حبيبتى
ميرا و هى تجلس على اقرب مقعد و يظهر على تقاسيم وجهها الجميل امارات التعب رجليا يا ماما مش قادره ... مش حاسه بيهم
ماجده الف سلامه عليكى يا بنتى ... ما انا ياما قلتلك ...سيبك من الشغلانه دى ...مش من مستواكى يا حبيبه امك
ميرا يا امى ... يعنى انتى شايفه الناس لاقيه شغل .. و بصراحه المهيه كويسه اوى .. مكفيانى و كمان بحوش منها... و انا مرتاحه فيها صدقينى
الام بضيق من تصميم ابنتها ما بقاش عليكى الا وقفه المحلات يا ميرا ... ليه يا بنتى .. ده انتى خريجه جامعه و معاكى بكاليروس تجاره اد الدنيا
ضحكت ميرا بمراره اه يا ماما اهى الشهاده اللى حضرتك بتتكلمى عنها دى يا دوب ابلها و اشرب مايتها
الام معلش يا حبيبتى ... ربنا يرزقك بأبن الحلال اللى يستتك ..و يرحمك من الهم ده كله
ابتسمت لامها ابتسامه حالمه ...و قامت لتريح جسدها و هى تحاول تخمين صوره لفارس احلامها ... ظلت تفكر فى الزواج و كيف لها ان تصبح زوجه و مسئوله عن بيت و زوج و ان تكون ام ... دعت الله ان يرزقها بأبن الحلال الصالح و ظلت تردد اذكار النوم حتى غابت فى عالم اخر
ارتدى ملابسه باهظه الثمن التى جميعها من ماركات عالميه فالقطعه الواحده تتعدى الاف الجنيهات ... ثم رش عطره الثمين ... و صفف شعره الحريرى للخلف بطريقه جذابه ... و نظر فى المرآه و القى قبله فى الهواء لنفسه ... و التقط هاتفه و مفتاح سيارته و نزل درجات السلم المؤديه للردهه و هو يطلق صفيرا من بين شفتيه ...و يدندن
كوثر مالك انت خارج
مالك اه يا ست الكل ... عايزه حاجه منى 
كوثر مالك يا ابنى يا حبيبى ممكن بلاش تأخير

انت في الصفحة 1 من 37 صفحات