رواية للكاتبة انجي
الميك اب الذى اصبح مزيجا من الالوان المختلطه على الوجوه ... نظرت لمازن بعتاب اول مره تمد ايدك عليا
ضمھا بقوه ياريتها كانت اتقطعت قبل ما تتمد عليكى ...
قامت من على الفراش بهدوء ماما هو احمد سابنى و راح
مالك طيب انت مالكش مصلحه فى الكذب هو ماټ
ميرا وحياه ابنك اللى فى بطنك و جوزك اللى بتتمنيه من الدنيا ...قوليلى احمد فين و بلاش هزار ...
ما ذكرتنى بحبه ..فلتتجمع كل الاحزان بقلب الشقيقتان
مر الليل و البنات معا و حتى ميس اثرت ان تقيم معهم لفتره قصيره حتى تتعافى مى
مالك و هو يحدث شقيقته على جانب ميس خلى بالك من الكل و اى حاجه تحصل تبلغينى ...خلى بالك من نفسك و من ميرا
مروان ميس حبيبتى لو احتاجتى اى حاجه كلمينى اى وقت ...و ما تخافيش ووقت ما تحبى ترجعى البيت كلمينى اجى اخدك
ارتمت فى احضانه و بكت بحرقه ...خشيت ان تفقده فهو صدرها الحنون فهو يمثل لها درع الامان فى الحياه فهو الاب الصغير
عادت لتنام فى حجره ميرا التى اصرت ان تنام برفقه شقيقتها ...بالرغم شعورها بالحرج الا انها شعرت بالمسئوليه تجاههم
ميس يالله انت حسبى ووكيلى يارب انت عارف انى لا خاطيه ولا زانيه اغفرلى و توب عنى و ابدلى سيئات بحسنات ...يارب انت تعلم ما لا يعلمه احد ...فدبر لى امرى و انت خير المدبرين ...اللهم ان اخطئت فأعفو عنى و اغفر لى ...يااارب قدرنى اعيش حياتى زى اى بنت...مش طالبه جواز ولا حاجه ..بس طالبه منك الستر يارب...استرنى و ما تفضح سرى ولا تفشيه قدام حد ..و حسبى الله و نعم الوكيل فى محمد و هايدى ...يارب خدلى حقى منهم لانهم ظلمونى من غير ذنب... كانت نبرتها يملئها البكاء ..لتذكرها ما مرت به ...و ما حدث اليوم ليس بهين ...الټفت لترجع الى حجرتها و هى مطأطأه الرأس تمسح دموعها المنهمره ....لتصدم بهذا الجسد
دون ان ترفع عيناها ... انا اسفه مش واخده بالى
مازن طيب بصى فى وشى على الاقل
ميس معلش عن اذنك ....و تركته و غادرت ... جلس ينفث سېجارا بشرود تام ... فى الاحداث التى تمر حوله ...فمنذ عودته من انجلترا و هو اصبح رجل البيت و عليه تحمل العبء بأكمله ... تذكر ما كانت تناجى به ربها ... تأمل ما تقوله ... بعقله و بتفكير السليم ...و اتخذ قرار
ميرا مى مى .... اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ...فوقى يا حبيبتى فوقى
افاقت مى و بدئت تبكى فى حضڼ اختها من جديد و هى تتمتم والله كنت هقولك بحبك ...تسيبنى و ټموت من غير ما تسمعها ...لا مستحيل...ليه هونت عليك
ميرا مى وحدى الله .... ايه كلام الكفر ده يا بنتى ...
ميرا يالا اهدى و نامى ..و اشربى بق مايه
نامت و جلست بجوارها تتذكر كيف ستكون الحياه بعد ذلك فما يشغلها الان العبء الذى زاد على والدتها ... فمى و بعد ان كادت ان تتخلص من عبئها و مصاريف دراستها حدث ما لا يحمد عقباه ..و الان انا اصبحت لم اكن وحدى ...فمنذ غد سأكون أحيى بطفلى فكيف لها تحمل هذا و ذاك ... و مازن يريد ان يبدء حياته فلا يمكن انه يتحملنى و معى طفلى
فمنذ الغذ سأتحدث مع مدير محل العطور ...لكن سأعود لعملى بعد ايام الحداد ...
حلت الشمس الذهبيه لتعلن عن يوم جديد ملئ بالاحداث...لكن اكثر الاحداث صعوبه ... هو ابعاد احمد عن وجهه الارض...فاليوم سيردم عليه التراب ... سيكون فى عالم الامۏات.... فيالله ثبته عند السؤال و اجعل مثواه الجنه
كان مازن و مالك و مروان الجميع يتقدمون العزاء ...كانت ألما برفقه مى و كأن الفتاتان تستمدتان قوتهن من بعضهن فالاولى فقدت شقيقها و الثانيه فقدت حبيبها الذى لم يلحق بموعد زواجها ...
وقفت بعيد عن الجميع بعدما اقتربوا من هذه اللحظه ..لحظه نزوله فى القپر ...
نظرت بأعين دامعه ..ظل
يقرء الفقى عليه كثيرا الى ان انتهى و بدء الحاضرون فى المغادره ....
دخلت الى مقبرته و وقفت تتحسسها بيدها و هى تتأملها ...تتأمل الاسم و التاريخ ... تذكرت ان ليله امس كانت ستدون كل هذه البيانات فى وثيقه زواجهما ..و الان تركها و وحدها ليكتب اسمه وحده على قپره و شهاده الوفاه
وقفت دعت له بالثبات عند السؤال و الرحمه و المغفره ...و اخيرا و ليس اخرا دعت الله ان يجمعهما سويا فى جنه الخلد... و ان تكون زوجته فى الاخره طلما لم تكتب لهما فى الحياه الدنيا
حاله الحزن تكسو الجميع لكن على وجه الخصوص كانت مى ....فحالتها كانت اشبه بالامۏات ... فلا طعام ولا شراب ...
مر اكثر من اسبوع و ميرا لاتزال جالسه برفقه والدتها و اختها ...شعرت ماجده بالحنق فهى الاخرى لم تستطيع تحمل مشاكل اكثر من هذا
ماجده ميرا
ميرا نعم يا ماما
الام لازم يا بنتى ترجعى بيت جوزك الراجل كتر خيره بقاله فوق الاسبوع سايبك عندنا...بلاش تسوقى فيها يا بنتى علشان ما يزعلش
ميرا بحزن دفين لا يا امى خلاص احنا انكتب علينا كده ...ان انا اكون فى مكان و هو كمان يكون فى مكان تانى .....ماما انا و مالك اطلقنا
الام و هى ټضرب على صدرها بكلتا يدها و بصوت جهورى ايه ... ازاى اطلقتى ...ليه ايه اللى حصل
ميرا ماما حسينا اننا مش متفقين مع بعض... علشان كده اطلقنا فى هدوء
ماجده و حضرتك كنتى ناويه تعرفينا امتى ..ولا احنا اخر من يعلم
ميرا لا يا ماما كنت ناويه ابلغكم طبعا ...بس للاسف حصلت ظروف مى ...فأكيد انتم مش حمل عبء زى ده
ماحده يا سلام ده الكلام كمان من قبل مۏت احمد ...يعنى بسلامته داخل طالع علينا و هو دلوقتى ما يجوزلكيش... و احنا اعدين فى البيت حبه قفاص
ميرا لو سمحتى يا ماما مهما حصل بينى و بين مالك من خلاف ...هيفضل ابو ابنى
ماجده بضيق دون شعور ده كنت ما صدقت اخلص من همك ....تجيلى بتهمه تانيه
نظرت ميرا الى والدتها بجمود فتأثير الكلمه كان قوى وبشده عليها
ادركت ماجده ما فوهت به ...ودت ان تعتذر منها ....لكنها كانت قد رحلت من المنزل بأكمله ...
كانت تسير و هى تبكى بحرقه ...فمن الذى يستضيفها ..حتى ان امها سئمت منها هى و ابنها ...وضعت يدها على بطنها الصغير .....كوكو حبيبى ما تخافش...احنا هنفضل مع بعض على طول...والله هحاول اعملك كل اللى انت عايزه ...و مش هحرمك من حاجه....
كادت سياره ان تصدمها ...لولا ان الشاب تمالك نفسه و ربط الفرامل على اخر لحظه .... و نزل من سيارته
الشاب الوسيم انا اسف يا انسه ... حصلك حاجه
ميرا لا ولا يهمك انا الغلطانه كنت سرحانه.... عن اذنك
استلقى سيارته و صار ...و هى لازالت هائمه على وجهها ...تنظر الى المحلات ... قررت ان تعمل و لو خادمه فى المنازل لتحصل على راتب ولا تكن عبء على احدا
يجلس خلف مكتبه الضحم ...فى سرح عائله عبد الرحمن المنشاوى ..
لتدخل عليه داليا الخليعه مستر مالك فى مقابله ليك
مالك بشرود مين يا داليا ..
الفتاه بمياعه واحد اسمه مازن و ده الكارت بتاعه
هب من مقعده واقفا و خرج استقبله بنفسه مرحب به و بشده
مالك اهلا اهلا بيك يا دكتور منور
مازن پحده بسيطه ده نورك يا استاذ مالك
مالك فى ايه مالك...ميرا حصلها حاجه ...البيبى فيه حاجه ...طمنى
مازن انا جاى اقول لحضرتك موضوعين و الاتنين بعاد جدا عن بعض و مافيش علاقه بينهم
اولا انك لو سمحت ما تدخلش بيتنا طول ما راجل البيت مش موجود فيه و تبعد عن ميرا و ليك انها لما تولد تشوف ابنك و تزوره وقت ما نحددلك
كان يستمع له و هو يلعن الغباء الذى جعله يتركها و يرمى عليها يمين الطلاق
مالك ده بالنسبه لاولا و انا اللى اقدر اقوله ان ميرا لسه مراتى لحد ما تولد ...هى فى العده بتاعتها لحد الولاده ...يعنى ليا انى اطمن عليها
مازن انا قلت اللى عندى بالنسبه لاولا ...اما بقا ثانيأ
مالك ها ايه هى
مازن بتوتر واضح انا طالب منك القرب فى اختك
نظر له بتجهم..فأى رجل يستطيع ان
يطلب هذا الا هو لعلمه بالحقيقه ...فكيف و هو يعلم انها ليست عذراء و كانت تحمل طفل ابن حرام
مازن مالك سكت ليه ...انا عارف ان بالنسبالك الموضوع غريب...بس انا من قبل ما اعرف اى حاجه عن اختك ...حسيت بحاجه نحيتها ...و بالنسبه للحاډثه اللى حصلت لها ده بالنسبالى شئ ثانوى و انا المهم عندى الجوهر و اختك ما شاء الله جوهره
مالك و تفكيره فى حاله تضارب انا مش عارف اقولك ايه ...فى نفس الوقت اللى انت جاى تبعدنى فيه عن اختك جاى تطلب ايد اختى طيب قولى ازاى تعقل
مازن انا هحترم رأيها هى اولا ثم لو سمحت ما تخلطش الامرين ببعض ...دلوقتى ميرا مالهاش راجل غيرى انا ...و ما ينفعش اسيبها لحد يضايقها حتى و لو ابو ابنها اللى هو انت
مالك بتفكير فى شئ خبيث سيخرج هو الرابح منه و ماله انا موافق بشكل مبدئى ...بس الاول رأى ميس
مازن تمام جدا و انا موافق..... بس لو وافقت مش هقدر اعمل خطوبه كبيره ... هيكون شئ على الضيق علشان ظروف مى
مالك و هو كذلك عندك حق
تدخل من هذا لذاك ...فتلت كل الاماكن التى يمكن ان تجد بها عمل بعدما اخبرها مدير محل العطور بأنه لم يستطيع مساعدتها ...فعمل الاوبرا شاق عليها و راتبه لا يكفى ثمن الحفاضات لكنها اثرت ان تعمل فيها مساءا و صباحا تبحث عن عمل اخر .....لتستطيع ان تقف على قدميها