قلوب صماء بقلم فاطمة الالفي
الطفل قاسم ليبحث عن مالك فى المضيقه التى بها رجال العائله
وانتظرت خروج ابنها
اسرع مالك بقلق فى حاجه يا ماما خير
مها كلم جدك واستاذن منه جميله تروح عند اهلها النهاردة
مالك بتضيق حاجبيه ليه مش فاهم
مها خلاص خلي جدك يخرج عايزة اتكلم معاه
مالك مش افهم فى ايه الأول
مها بقولك ايه لو جدك ماخرجش دلوقتي انا هدخل اتكلم معاه بقي وسط الرجاله
ودلف مالك لغرفه الضيوف وتهامس فى اذن جده الذى خرج من الغرفه بعد لحظات
قاسم خير يا ام مالك مشيعالي ليه
مها تنظر حولها مش هنعرف نتكلم هنا يا عمي والناس رايحه جايه
قاسم طب همي نتحدتو فى قاعتي
سارت مها خلفه إلى أن دلفت الغرفه وأغلقت الباب خلفها
قاسم حوصل ايه
مها انا بقول بعد اذن حضرتك نخلي جميله تروح تزور اهلها مش دى العادات هنا ان اول زيارة تقعد فى بيت اهلها
مها بحزن بصراحه في كلام بيتقال على جميله من كل الستات إللى تحت وعمالين يبوصلها ويضحكو ومنتهي اللي مخرجه الكلام دة وأنا مش راضيه عنه ولا قابله حاجه زي كدة تتقال عن مرات ابني وانا واقفه اتفرج والغلبانه مش حاسه ايه اللي بيحصل حوليها
مها بضيق كلام يا عمى تفتكر كلام عن عروسه هيكون ايه وكمان الكلام خارج من بوق مين والناس هنا بتصدق طبعا خصوصا فى حكايه الجوازه إللى بسرعه واهلها كمان
قاسم وها هى حصلت منتهي تطلع من خشمها حاجه زي اكيده اني هتصرف وجميله اهنيه فى دارها ولو حد مسلها على خاطر انى إللى هاحسبه وهتزور اهلها مع جوزها بكره ونخلصو من الفرح وليه حديت تاني امعاها غراب البرك دي و اللي هيتحدت هجطع لسانه من لغلوغه
حجز يزيد تذاكر الطيران وتم العودة إلى المنزل ليرتب اشيائه ويخبر كارلا أيضا بتجهيز حقيبتها للعودة إلى القاهرة فى اليوم التالي
فرحت كارلا بهذا الخبر وتوجهت إلى غرفتها لتعد حقيبتها بهمه ونشاط
ولكن تشعر بالقلق بعض الشئ وحاولت أبعاد هذة الفكرة من رأسها
ويزيد يعد حقيبته والحقيبه التى بها اغراض شقيقته بعد ان وضعتها كارلا بحقيبه خاصه بهم
عودة إلى دوار الحاج قاسم
تجمع العريس المنتظر ليصطحب عروسته من بيت اهلها وتغادر معه إلى بيت الزوجيه وأصوات الزغاريد تتعالي وصوت المزمار واطلاق الاعيره الناريه دليل على فرحتهم
واتتهي اليوم وهدئت الاجواء فى دوار الحاج قاسم
وتجمعت العائله بعد رحيل جميع الزائرين
كان يجلس قاسم واولاده وأحفاده حوله وهو ينظر للجميع بصمت
وطال الصمت
وفجاءة دق الارض پغضب بالعصاه خاصته ونظر إليه الجميع فى تساؤل واهتمام
قاسم مش عاوز اى حد
فيكم يفتح خاشمه بنص كلمه والكلمه إللى هجولها مش هتنيها واصل
منتهي يا جلابه المصاېب كيف تخربطي فى الحديت الماسخ مع الحريم وكيف جالك جلب تخوضي فى عرض البت الغلبانه وكيف تتحدتي عن اهليهه اكيده كيف خابر اسمع ليه
منتهى پخوف محصولش يا بوي
قاسم پحده جاكي خابط فى نفوخك يا بعيده هي ام عجل ضلم مش بتفهم ولا بتعجل واصل اعمل فيكي ايه غراب البرك وانتي بت الشؤم والندامه كيف تتحدتي عن دارك وتعري عيلتك جدام الناس كيف تجيبي سيرت البنته مرت مالك كيف
انتفض مالك من مجلسه عندما استمع من المقصود والجميع فى حاله صډمه من حديث الجد
مالك بانفعال حضرتك تقصد جميله مالها جميله وعمتى مالها بمراتي اصلا تجيب سيرتها ليه
قاسم حجك يا ولدك مااجدرش الومك بس مجبر تجعد والبلد كلهاتها تشوفك مع مراتك وتروح تزور اهلها وتبيت عنديهم ليله كيف العوايد لازمن نجفل خشم اي حد يونطق بكلمه عفشه عن مرتك وتجعد اهنيه كام يوم وتخرج بمرتك تتدله عند الارض والناس تشوفكم زين والحديت الماسخ يتجفل لكن لو عودت دلوك وهملت الدار الحديت هيكتر والناس هتصدج عشان مش شايفه بعنيها ومايرضكش تضر بعيله مرتك جولت ايه
حامد اجعد يا ولدي وأسمع لجدك هو رايدلك الخير
والجميع ينظر إلى منتهي نظرات من اللوم والعتاب
مها بحزن حسبنا الله ونعم الوكيل حسبنا الله ونعم الوكيل
قاسم من النجمه يا ولدى تاخد مرتك وعلى دار الحاج واصف وتاخدها مشي كعابي عشان البلد كلهاتها تشوفك ودلوك كل حي على قاعته وانتي يا جلابه المصائب خليكى جاعدة مطرحك
توجه الجميع إلى غرفته
دلف محمود غرفته وهو يشعر بالڠضب من ما حدث وحاول أن يتم ما اخطه من تصميم
ودلفت مها إلى غرفتها وجدت ماريا وجميله يعملو من أجل اتمام التصميم أيضا
مها كفايه كدة بقي وروحي اوضه مالك يا حبيبتى
ماريا خليها معانا عشان تكمل التصميم
مها پحده لا كله اللي كدة ماينفعش انتو عاوزين يقول ايه يلا يا جميله على اوضتك يلا
غادرت جميله الغرفه
وجدت مالك امامها ينتظر خروجها من غرفه والدته حاوطها بيده ودلف إلى غرفتهم التى شهدت عليه أسوء تصرف فى حياته وداخله نيران من الڠضب بسبب كل ماقيل عن زوجته وهو السبب الرئسي فى ذلك فهو من احدث جلبه يوم زفافه بسبب اعاقتها التى لا دخل لها بها
اقترب منها يحاول أن ينظر إلى جمال عيناها الساحرة وتلاقت اعينهم فى نظره اسف وندم فى عينه واستغراب وحيرة فى عينها
مالك مافيش داعي للحجاب تقدري تفكيه وكمان شكلنا هنقعد هنا كام يوم وماحدش فينا عمل حسابه بس محلوله انا هلبس حاجه من عند رحيم وانتي ممكن تلبسي من لبسك اللي فى بيت اهلك اكيد ليكي لبس موجود صح
نظرت له پصدمة
مالك بابتسامه أيوة بكرة الصبح هنروح نزور اهلك وكمان هنابت يوم ولا اتنين ايه رائيك
ظهرت الابتسامه على محياها بفرحه تتطاير من عينها
مالك وهو يقوم بفك حجابها اول مرة اشوف فرحتك كدة
انسدل شعرها الحريري يغطي ظهرها ونظرت إلى الارض بخجل
مالك وهو يحتضن وجهها بكفيه جميله خليكي جنبي وبلاش تخافي مني لو إللى حصل بينا دايقك مش هقرب تاني عارفه ليه عشان هقرب منك لم تحسي بحبي ليكي واحس بحبك ليا ساعتها بس هعملك اكبر فرح ماحصلش وهقرب براحتي توعديني اننا نحاول نمسح اللي فات ومانفكرش فيه انا آسف على اى لحظه الم ودمعه ۏجع نزلت من عيونك انا اسف على چرحي ليكي وبرودي معاكي انا اسف ان فوقت لنفسي بس متاخر انا آسف على حزنك واوعدك مش هتسبب فى حزنك تاني واوعدك ان هرسم الضحكه على وشك ومش هكون السبب فى دموعك ولو حتي بمۏتي مش عايزك تبكي أوعدك ان هعوضك عن كل اللي فات ممكن تديني فرصه ونبدا من غير حزن ولا غرور ولا برود ولا چرح انا عارف ان چرحي ليكي ماكنش سهل بس هفضل احاول لم ترضي عني
انا اسف يا جميلتي على كل لحظه قسيتي فيها بسببي بس مش اسف على قربي منك وأنك مراتي عشان دي الحاجه الوحيده إللى عشت فيها اجمل احساس بقربي منك ودي أكتر وقت حسيت باحتياجي ليكي اوعديني ماتبعديش عني وخدي وقتك عشان تصفي من ناحيتي بس وانا جنبك
نظرت له بحيرة
مالك اديني فرصه واوعدك مش هتندمي ومش تتخلي عني فى اكتر وقت محتجالك فيه وهحاول اداوي چرحك مني اوعدك وقت ماتطلبي بعدي عنك مش هغصبك تكلمي معايا
حتى لو جوازنا كان ڠصب واجبار من أهلنا فأنا بارادتي بطلب منك تكملي معايا ونحاول نداوي جراحنا مع بعض
جميله بنظرات حيرة وحزن عندما تذكرت نظرات العائله لها فى يوم زفافها وغضبه وقسوته التى لم تعتاد يوما على تلك القسۏة وظلت شاردة وانسابت دموعها على وجنتها بحزن
شعر بحيرتها ومح الدموع المتساقطة بانامله وهو يشعر بالأسى والندم على ما توصلت اليه بسببه وليس غيره
مالك خلاص ممكن تنامي دلوقتي وبعدين نتكلم لم تهدي وبلاش دموع ماشي
توجهت إلى الفراش ودثرت نفسها بالغطاء وحاولت اغماض عيناها
تنهد مالك پألم وقرر أن يحاول امحاء دموعها وأن يفعل كل ما بوسعه من أجل ازاله الچروح العالقه بقلبها وارخي جسده بارهاق وتسطح الاريكه الموجودة بالغرفه
فى منزل العروس
حاول ابن عمها التقرب إليها ولكن هى تنفره وتبغضه
عنبر بعد عني بجولك اوعاك تجرب مني
محمد كيف يا بت عمي مش بجيتي مرتي وحلالي
عنبر لاع مش ريداك ولا حباك واوعك تجرب مني ڠصب انا بجولك اهو
محمد بحزن واجول ايه لابوي مادخلتش ليه
عنبر ببرود تجول اللي تجوله بعيد عني خابر ولا ماخبرش
محمد بحنيه يا بت الناس اني ود عمك وشاريكي وماتخفيش مني
عنبر بجولك بعد يدك عني واللي وهوه جلال الله اطفش دلوك
محمد يجلس بحزن وها حصلت تطفشي يا عنبر بشوجك يا بت عمي اني راجل ومجربش لحرمه كرهاني واصل
تسطح الفراش بحزن ودثر نفسه بالعطاء وحاول اخماد قلبه من تلك العنبر المتجعرفه الذي احبها وارادها ان تصبح زوجته ولكن هي لم تعطي له اى فرصه فى التقرب
ابدلت ثوب العرس وهى تتفوه بضجر نام نامت عليك حيطه يا بعيد انا ماحدش يجدر يجرب مني واني مش ريداه جبر يلمك
فى الصباح
بعد تناولهم الافطار فى بيت الحاج قاسم
ودعهم مالك واصطحب جميله إلى منزل اهلها ليشعرها بالسعاده
وكان يسير وهى جانبه وامسك يدها برفق وهو يلقي التحيه على كل من يراء مع زوجته وهو يبتسم لهم بود إلى أن وصل أمام منزل الحاج واصف
كان قلبها يتطاير فرحا بعودتها إلى منزلها الحبيب وتقابل جدها ووالدتها التى اشتاقت لهم وجميع من بالمنزل
شعر بفرحتها التى انارت وجهها اشراقا
اسرعت تسبقه فى خطواتها ودقت الباب بفرحه وهو خلفها يتنهد پألم وكأنها كانت بسجن والآن اصبحت حره طليقه
وفجاه فتح الباب عز الذي تثمر مكانه وهو ينظر لها بشوق لهفه عشق حب جنون كان يريد أن يضمها لصدره ليتاكد من كونها امامه حقا يريد أن يشعرها بأن غيابها الم قلبه وزلزل حياته وكيانه يريد أن يخبرها ان منذ فراقها وهو جسد بلا روح فهي الروح التى