السبت 30 نوفمبر 2024

امتلكني بضعفها ميادة مامون

انت في الصفحة 51 من 54 صفحات

موقع أيام نيوز


بقى حصلها كل ده و انت مش موجود من اللي هيلحقها. أراد مالك الا يركز في هذا الكلام حتى لا يرتعب عليها أكثر. انت بتقولي الكلام ده عشان تخوفيني بس و انا بصراحه بقى مش حابب تدخلك انت و امي في حياتنا كده يا ستي اعتبرونا قاعدين بعيد عنكم ولا تحبي اخدها و نرجع الشقة التانية بقى. لاء ابدا طبعا ماحبش يا مالك ويا سيدي ماتزعلش نفسك انا و امك مش هندخل في حاجة تاني بس مش انت كنت ناوي تقعد هنا التلات شهور الحرم اعتبر نفسك بقى لسه ماخلصتش البيت و قاعدين هنا. تنهد بقلة حيلة مستسلم لهذا الخيار الذي طرحته و وقف من مخضعه قاصدا باب المنزل بخطوه سريعه. لتضم هي حاجبيها بعدم فهم و تهتف له. انت سيبني بكلمك و رايح فين. الټفت إليها غاضبا و هتف. رايح اتخلص من ريحتي اللي مابقتش عاجبه بنتك عشان اعرف انام هنا و لا انتو عايزنها هي لوحدها و مش عايزني معاها كمان. ما زالت لا تفهم معنى كلماتها الغامضه هذه. تتخلص من ريحتك! يعني ايه يا واد انت. ليصيح فيها بوجوم. هاروح البيت اخد شاور يا ماجدة عندك مانع انت كمان من حاجة. انتفضت في جلستها مرتدة للخلف أثر صياحه. لاء يا مالك مع السلامة يا حبيبي. ترجل من المنزل صاڤعا الباب خلفه و وقف متنهدا مستغفرا ربه على ما تفعله به جنيته الصغيره. ليسدل هاتفه من جيب بنطاله ليتصل عليها منتظرا حتى تجيبه و إذا بها تجيب عليه اخيرا.

ألو السلام عليكم يا حبيبتي. ليتفاجئ بالرد الذي زاد من استغفره. هههههه و عليكم السلام و الرحمة يا روح.... و اذا به يهتف في والدته صاخبا حتى التليفون يا أمي بتدخلو فيه من فضلك أنا عايز اكلم مراتي على حريتي لو سمحتي اديها التليفون وسيبها لوحدها شويه. جحظت عين والدته أثر صراخه عليها و هتفت. ينيلك واد خد يا أخويا المحروسه بتاعتك اها بس لو نامت و هي بتكلمك. ليسمعها و هي تناديها قبل أن تترك الهاتف. بت يا شذى اتعدلي يا بت كلمي حبيب القلب و اوعي تنامي يا بت. و أخيرا ما استمع الي صوتها. الو يا مالك. انت نمتي
تاني يا حبيبتي. لاء يا مالك انا صاحيه اهو. طب عاملة ايه دلوقتي طمنيني عليكي. انا كويسة الحمد لله انت بتتصل ليه بالتليفون هو انت خرجت تاني حاول أن يلعب بأعصابها ليفهم اذا كانت تريده ام هي منزعجة من وجوده معها. اه خرجت انا مروح بيتنا يا شذى. كده يا مالك يعني هاتسبني تاني. قالتها متلهفه بسرعه لتجعل قلبه يرقص بين اضلعه ليتحرك سريعا باتجاه بيتهم قبل أن يخفق و يعود اليها. اعملك ايه مش انت اللي مش طايقة ريحتي هاروح اخلص منها عشان اعرف اضمك من غير ماتبعديني عنك بقى. زفرت أنفاسها براحه أثر تصريحه همست له بنعومه تجبر الحديد ان يلين. اه طب ماتتأخرش عليا لو سمحت بقى عشان انا عايزة احط راسي على رجلك و تقرا ليا قرأن. فتح باب البيت بمفتاحه و ولج منه ليهمس لها بحب. عيوني يا روحي قوليلي محتاجة حاجة من هنا اجبها ليكي. لتردف سريعا مغيرة مود الحب و اللهفة الي مود الشهية المفتوحة. ايوه بقولك ايه في كيس مكسرات وكاجو كبير انت كنت جايبه لي عندك انا عايزاه لو سمحت و كمان عايزة رنجة و معلش ممكن تشتري ليا موز من عند الفكهاني و انت جاي. ليتأفف من هذا المود المتقلب المسمى بالوحم و يهمس ساخرا. و أرفانه من ريحتي يا شذى. لتصرخ فيه منزعجة. قصدك ايه خلاص مش عايزة منك حاجة. ضحك من قلبه على تقلبها ليردف لها. انا مش قصدي حاجة يا روحي دانا عيوني ليكي كل اللي تطلبيه أوامر بالنسبة ليا و هاجبلك كل اللي انت عايزاه. تسلملي يا حبيبي ماتتأخرش عليا بقى. حاضر يا ستي اقفلي بقى عشان اجيلك بسرعة. اغلق معها بعد السلام راضيا كل الرضا بهذه الكلمات الرقيقة التي اراحت قلبه ذهب سريعا الي المرحاض. هل يعقل ان ينسى صاحبه و الا يشكر ربه على هذه الهدية التي وهبه اياها. لا و الله لن تحدث له في يوم حتى يفعلها الان. ليترجل من بيته مرتديا جلبابه و عبائته الصوفية مطوية على كتفه متجها نحو ضريح الحسين. صلى فرضه و ركعات لا حصر لها شكرا لربه و جلس بجوار الضريح يهمس لصاحبه. ياه يا حسين انا فرحان جدا لاء مش بس فرحان انا هاطير من فرحتي أخيرا حسيت اني مطمن و بالي مرتاح و انها عمرها ما هتحاول تبعد عني تاني مش كده و بس دي كمان هاتجبلي طفل منها روح تانية هاتربطنا ببعض و تخلينا عمرنا مانفكر نسيب بعض مهما حصل انا حاسس اني كل مدى بحبها اكتر ربنا يخليها ليا و يحفظها هي و اللي في بطنها يا رب. احضر لها ما تريد و بعثه الي البيت مع طفل من أطفال الحي و ظل يبحث عن ابيه فهو لم يراه من وقت حضوره حتى الآن. كان يظن انه سيجده في الضريح لكنه خاب ظنه ثم ذهب إلى التكية ليبحث عنه هناك وأيضا خاب ظنه و حين التم عليه بعض الرجال اضطر ان يقف معهم ليلقي منهم الترحيب و يرد عليهم بمثله بكل محبه و لباقة في الحديث. حتى ظهر والده امامه ممسكا بحقيبة ورقية مغلقه يحملها على ذراعه. و بعد أن احتضن والده ملقيا عليه السلام بدئ يسأل عما بيده. وحشتني اوي يا حاج و الله. يلا يا بكاش بقى انا برضو اللي وحشتك على العموم هاعديها ليك دي بس قولي انت جيت امتى. من بدري بس انت اللي كنت مختفي دانا لفيت عليك الحي كله و انت اللي كنت مختفي انت كنت فين صحيح. فتح تلك الحقيبة بيده مخرجا منها بعض الحلوى مردفا بلمعه عينه و الفرحه تشع منها. شكلك ناسي النهاردة ايه في الأيام يا دكتور انا كنت بزور السيدة زينب رضي الله عنها و كمان يا سيدي كنت بجيب شوية طلبات طلبها مني اعز انسان على قلبي دلوقتي. اومئ له يظن انه مستفهما معني حديثه. اعز انسان على قلبك تبقى امي خير يا ابويا امي طلبت ايه منك و رحت المشوار
ده عشانها. ليهتف والده بمرح ضاحكا. امك مين يا دكتور صحيح هيا كانت أغلى حاجه عندي بس جايلي بقى بعد كام شهر اللي أغلى منك و منها حفيدي المنتظر اللي لو طلب عيوني هقدمها ليه عن طيب خاطر. فرح جدا بكلام والده و هذا معناه انه لا يحمل لزوجته اي ضغينه في صدره ليسأله بهدوء. طب و يا تري حفيدك بقى طلب منك ايه روحت تجيبه يا ابويا. ليمد له يده بما يحتويه الكيس قائلا شذى طلبت مني حلاوة المولد و حب العزيز ورحت جبتهم ليها. عاد إليها حبيبها و عادت لها الطمأنينة و راحة البال رأسها مستكينة على فخذه هادئة مستمتعة وحدها بصوته العذب و هو يتمتم لها بقراءة سورة مريم كاملة. كأنها نائمة على بساط من الحرير طائر بها وسط السحاب ترى على يمينها انهار وعلى يسارها حدائق ممتلئة بالاشجار و الازهار الجميلة. كل هذا وهو يربت علي جسدها بيده يسترسل قراءة ايات الله الحكيم يشعر بحلمها بتغير علامات وجهها بسعادتها و تقربها منه ليصدق على آياته و يحملها بين يديه متجها بها نحو الفراش. و في وقت الضحى استيقظ الطبيب قبلها و تحضر ليذهب الي عمله تاركها هي غارقه في نومها الهادئ. اتجه نحو الدرج قاصدا الهبوط ليضم حاجبيه بريبة و هو يرى خالته جالسة على أول الدرج منحنية على نفسها تفعل شئ غريب. بتعملي ايه عندك يا ماجدة. انتفضت بشهقة ناظرة للأعلي و هي تصرخ. ايه يا واد انت ده خضتني الناس تقول صباح الخير مش بتعملي ايه. هههههههه طب يا ستي صباح الخير ها بتعملي ايه بقى ايه اللي في ايدك ده سکينة اه سکينة بقطع بيها الجبس اللي زهقني ده. قڈف الدرجات سريعا و جلس بجانبها محاولا جذبها من يدها ليردها عن ما تفعله. تقطعيه ليه بس يا جبارة هو انت مش قادرة تصبري لما رجلك تخف و بعدها اخدك تفكيه في المستشفى و الدكتور عبد الرحمن يفوكهولك
بنفسه. على ذكر اسمه انفزعت صاړخة تنفي ما يقوله. لاء مش هاروح في حته و مش عايزة الراجل ده اصلا يكلمني تاني انا اصلا حاسة اني بقيت كويسة يا سيدي و خفيت خلاص. ليردف هو بجدية نعم يا ختي هو الراجل دا مش في حكم خطيبك وجيه و اتكلم معاكي و كنتي راضية ممكن تفهميني بقى ايه اللي جد. و على ارتفاع صوتهم ظهرت امامه والدته قادمة من غرفة الطهي. كما طلت عليهم حبيبته المنزعجة من صياحهم و صاحت مرتعبه. هو في ايه انتو بتتخانقو. الټفت إليها تاركا يد والدتها ثم الټفت الي والدته التي بدورها تنبأت ما يفعلونه. يا لهوي بت يا ماجدة سيبي السکينة من ايدك يا بت انت بټنتحري و لا ايه امسكها كويس يا واد يا مالك. كانت طريقتها في سرد الاشاعة مقنعة فزعت الجميع ومن ضمنهم شذى التي صړخت و هي تجري نحو الاسفل. ماما اوعي تعملي كده انا ماقدرش اعيش من غيرك يا ماما. وقف سريعا يحلق جوزي ايوة انا افتكرت افتكرت يا بت يا
شذى. صمت تام عم المكان و تيبس الجميع بأماكنهم. جلس الجميع حولها على الارائك الخشبية منتبهين الي ما تقوله الا هو كان متحفذا لما تقوله و يريد 
ياخدنا لما اخدوني من الشارع و انا پصرخ و شايفة ابوكي مرمى غرقان في دمه انت كنتي ساعاتها لسه مافوقتيش كويس. و انا كنت عامله زي اللي ضاربنها على رأسها و ساحبنها في ايديهم ماشية معاهم شايفة كل حاجة بس عقلي واقف و مش قادر يشوف او يسجل اي حاجه من اللي بتحصل كانت على وشك التحدث لكن مالك كان له رأي آخر حين لاحظ تشنج جسد زوجته التي بدئت تبكي. ارجوكي يا ماجدة ماتفتحيش الموضوع ده تاني احنا ما صدقنا اننا نخلص منه و نقفله بقي. بحركة واجمة لا
 

50  51  52 

انت في الصفحة 51 من 54 صفحات