السبت 30 نوفمبر 2024

هويت رجل الصعيد للكاتبة نور زيزو

انت في الصفحة 2 من 17 صفحات

موقع أيام نيوز


على مقعدها مع النساء فى الأسفل والمنزل يعج بالنساء وحريم البلد صامتة وهادئة رغم معرفتها بأن البعض تسامرون خلسا عليها كانت حورية جالسة بجوار والدتها فاتن وتهمس فى اذنها
هاين عليا ياما اجوم اجيبها من شعرها على جلة ربيتها دى 
أربتت فاتن على يدها بخفوت وهى تقول
متستعجليش يا بتى كله بأوانه 
تحدثت سيدة بجدية تقول

دى بجى المدرسة مرت ولدك يا حجة سلمي 
أومأت سلمي لها بإحراج فى صمت لتتحدث عليا بفخر قائلة
أنا مبشتغلش مدرسة 
أعادت السيدة السؤال فى حين أن سلمي كادت أن تشتاط ڠضبا من هذه المرأة وهى على وشك جلب العاړ لهم لتجيب أسماء بمكر شديد وكأنها ترد لها الأهانة قائلة
رجاصة بتشتغلش رجاصة يا خالة 
أتسعت عيني الجميع بذهول وبدأ يعلو أصوات الجميع فى التنمر عليها فغادرت عليا المكان وهى غاضبة وتحاول كبح هذا الڠضب لأجل زوجها فقط.... 
سكنت غرفتها حتى عاد زوجها مساءا بعد يوم طويل وفور دخوله قالت
أنت جيت ممكن ترجعنى القاهرة حالا
جلس نادر على الفراش ينزع حذائه وهو يقول
أهدي يا عليا اهدي يا حبيبتى 
جلست جواره وهى تزيد فى الصړاخ قائلة
بقولك قوم رجعني بيتى دلوقت حالا أم هرجع لوحدي 
مسح نادر على رأسها وقال
الصبح يا عليا على الأقل راعي يا حبيبتى أنى منمتش بقالى يومين ووقف على رجلى من الصبح أنام أرتاح والصبح نحلها 
تأففت بأختناق فحقا زوجها مرهق ومتعب ويظهر هذا بوضوح فى ملامحه لتؤمأ له بنعم.... 
أستيقظت صباحا على صوت صړاخ فى المنزل لتفزع من فراشها ولم تجد زوجها فى الجوار وكان طفلها غارق فى نومه خرجت من الغرفة بتعب ووجه شبه نائم لتنظر بالأسفل من الأعلى لترى سلمي تصرخ وتلطم وجهها بحړقة وطريقة هستيرية وتقولى
ولدي... جتلوك يا ولدي 
أتسعت عيني عليا بدهشة وقد فاقت تماما الآن لتصيبها الصدمة الكبري التى ألجمتها عندما سمعتها تقول
جتلوا ولدي يا فاتن... جتلوا نادر...... 
سمعتها تلفظ اسم زوجها لتشعر بإنقباض قلبها وبرودته غير مصدقة ما تسمعه وعدها بالأمس أن يعيدها للمنزل اليوم فكيف غادر هكذا لم تقوى على تخيل الخبر أو تصدقه فسقطت على الأرض فاقدة الوعي من الصدمة.....
توقفت سيارة سيدان كحلي اللون فى الطريق ثم ترجلت من الباب الخلفي فتاة ترتدي بنطلون أسود وقميص نسائي أسود اللون وشعرها الأسود مسدول على ظهرها والجانب الأيسر وترتدي حذاء رياضي أبيض اللون ثم أوقفت اول رجل مر من جانبها قائلة
لو سمحت كنت عاوز أروح بيت عائلة الصياد
نظر الرجل لها ثم صاح بنبرة عالية يقول
خالد بيه الأستاذة بتسأل على دواركم
وقف خالد من مكانها وترك طاولته على المقهى ليقترب نحوها متطلع بها فتاة فى أوائل العشرينات بعيني ذهبية عسلية فاتحة وبشرة بيضاء وملامح وجهه صغيرة وجسد نحيف جدا وقصيرة تشبه بجسدها الضئيل هذا فتيات المراهقة ليقول بفضول
أنت مين
أجابته بحدة قائلة
وأنت مالك أنا بسأل عن الطريق 
رفع حاجبه إليها بحدة من ردها الغليظ ثم قال
أيوة عاوزة مين يعنى من عائلتى
تأففت بضيق وهى تنظر للجهة للأخرى بغيظ ثم قالت
أنا عهد أخت عليا مرات نادر
قوس شفتيه بغيظ ليقول ببرود
المرحوم
قالها وفتح باب السيارة الأمامى ليجلس جوار السائق ويرشده على الطريق ليقول بعفوية وهو يتغزل بها
أنا خالد ولد عمه 
لم تعقب بل نظرت بهاتفها وعندما توقفت السيارة أخرجت المال من حقيبتها لتعطيهم للسائق ثم ترجلت من السيارة وهى تنظر إلى المنزل أخذت نفس عميق ثم قالت محدثة نفسها
أسبوع يا عهد أستحملي وبعدها لازم تأخدي أختك وتمشي من هنا
تركها خالد ورحل دون أن يدخلها المنزل فوضعت حقيبة ظهرها على أكتافها وصعدت الأربعة درجات الموجودين أمام الباب...
خرج نوح من غرفة المكتب منفعل وهو يتحدث فى الهاتف بحدة ويقول
جولتلك ما هنخدش عزاء غير لما نعرف اللى عملها
أغلق الهاتف وتابع سيره إلى الخارج ليرى عهد تقف فى ساحة المنزل منتظرة أن يظهر أى شخص فى هذا المنزل المهجور تقريبا وضع الهاتف فى جيبه وهو يقول بانفعال
أنت مين
تمتمت بضيق وهى تتطلع به
مش هنخلص من أم دا سؤال 
كبحت ڠضبها ثم قالت بحدة وصوت مسموع
أنا عهد أخت عليا مرات نادر.. أكتبها لكم على رأسي ممكن حد يقولى أختي فين
صاح بنبرة قوية وهو يمر من جانبها قائلا
حسنة يا حسنة 
جاءته الخادمة سيدة فى الخمسينات من عمرها ليقول بحدة
وصلي الأستاذة لأوضة الست عليا
أومأت له بنعم وغادر المنزل صعدت عهد مع حسنة إلى غرفة أختها لتصدم عندما رأتها ټتشاجر مع إمراة أخرى وتقول
جدمك جدمك الشوم والنحس وعزة لا إله إلا الله لو ما طلعت من دارى لأكون جاتلكى أنت وولادك
هرعت عهد إلى أختها الحزينة ذات الجسد الضعيف لټحتضنها وهى تقف بالمنتصف وتقول
فى ايه مين دى يا عليا
صاحت السيدة بها پغضب قائلة
أنا أم نادر 
أغمضت عهد عينيها قبل أن تفقد أعصابها على هذه السيدة ثم قالت بهدوء
طب ممكن تهدي يا طنط الأعمار بيد الله وأختي مش هى اللى ضړبت جوزها پالنار وهى موجوعة ومقهورة زى حضرتك تماما
دفعتها سلمي بقوة من كتفها وهى تقول بصړاخ
أخرسي أنا محدش جلبه محروج على ولدى جدى أطلعوا برا دارى يا أنجاس أنتوا
قالتها وهى تسحب عهد وعليا من ملابسهن بالقوة وعليا تحمل طفلها الصغير بين ذراعيها وتبكي بحسرة وقلب أفتكت الألم به وفتته من فراق زوجها أخذتهن إلى الدرج ومعها فاتن وفى مشدات الدفع سقطت عهد منهن وهى تحاول الإمساك بأختها حتى لا تسقط بطفلها...
كادت عليا أن تصرخ بهلع على سقوط أختها لكنها رأت نوح يمسك بجسد عهد شعرت بأحد يلتقط جسدها من خصرها قبل أن تسقط لترفع رأسها وتراه هو نفس الشخص الغاضب فأعتدلت پغضب من أفعال هذه السيدة ليقول نوح 
بتعملي أيه يا أمى تعالى ويايا
أخذ والدته بعيدا لتترك ملابس عليا وهى تذهب مع ابنها فأحتضنت عليا اختها بلطف وذعر أصابها من رؤيتها تسقط هكذا  سار نوح فى الرواق مع والدته وهو يقول
كيف تعملى أكدة فى مرات ولدك وام ابنه 
جهشت سلمي باكية وهى تقول
جلبي محروج يا ولدى 
أدخلها غرفتها وهو يقول
يعنى هيعجبك الحال لو خدت ولدها ومشت ومتشوفش ولد ولدك تانى 
صمتت سلمي بهدوء وهى تفكر فى هذا الحديث كيف يمكن أن تهرب بحفيدها للأبد لذا قررت أن تجعلها سجينة غرفتها طيلة فترة العدة وتجبرها على الزواج من نوح بالقوة....
عودة للواقع
جلس نوح مع والده وعليا وعهد بغرفة المكتب ومعهم المأذون فى صمت يعم الجميع ليقول المأذون بهدوء
البطايج 
أعطاه نوح بطاقته الشخصية بوجه عابس وهو لا يصدق بأنه سيتزوج زوجه أخيه بالإكراه وأخرجت عليا بطاقة عهد الشخصية ليدون المأذون الأسماء ويطبق الصور الشخصية وربما جرت الخطة كما خطط عليا وأختها بفضل شرود نوح وجلوس على بعيدا فلم ينتبه أحد لصور عهد ولا أسمها حتى بصم نوح أولا ووقع ثم وقف من مكانه ليذهب إلى والده فنظرت عليا إلى أختها بترجي لتوقع وتبصم سريعا قبل أن يعود وبالفعل نجحت عهد فى مهمتها ثم تبسمت عليا بمكر وهى تقف بصحبة أختها ثم قالت
أنا هروح ألبس الفستان
أخذت أختها وفرت هاربة من أمامهم بعد أن زوجتها له بغباءه وشروده فهو لم ينتبه لذكر أسمها وهو يردده خلف المأذون بوضوح...
فى مساء اليوم بعد نهاية الحفل والزفاف وعقد القرآن دلف نوح من باب غرفة نومه ثم أغلق الباب لكنه صدم عندما كانت الغرفة فارغة ولم يكن هناك أحد بحث عن عروسته ولكنها لم تكن هناك... 
خرج يبحث عنها فى المنزل ليراها من الأعلي عبر النافذة وهى تركض فى الأرض هناك بين الحديقة تحت ضوء القمر الخاڤت وهى ترتدي فستان زفافها الأبيض وتتلألأ فصوصه اللامعة مع ضوء القمر ليجز على أسنانه وهو ينزل الدرج... 
عبرت من باب المنزل الكبير لتغادره ثم ركضت فى الأراضي الزراعية المحيطة بالمنزل وبين المحاصيل الزراعية بصعوبة وهى تمسك فستانها بيديها الأثنين وذيل فستانها الطويل يصعب عليها الركض أكثر بإحتكاكه فى الأرض توقفت تنزع حذاء قدمها ذو الكعب العالي فأرتدائه فى وعورة الأرض هذه تؤلم قدميها وتجرحها أكملت ركضها پخوف وهى تحاول الهرب بعيدا قدر الإمكان وتنظر خلفها لتتأكد بألا يوجد أحد وراءها لتصطدم بجسد صلب وقوي لتكاد أن تسقط فشعرت بيد تحيط خاصرتها لفت رأسها للأمام بهلع لترى وجهه بوضوح فى ضوء القمر بينما أتسعت عيني نوح على مصراعيها من رؤيتها فلم تكن هذه زوجة اخيه المټوفي بل كانت عهد أختها الصغري... 
قشعر جسد عهد من رؤيته وقبضه عليها لتفشل محاولة هروبها وشعرت ببرودة جسدها أمام نظرة عينيه الڼارية كاد نوح أن ېصرخ بها وهو لا يفهم سبب أرتدائها لفستان الزفاف لكنه توقف عندما سقطت فاقدة للوعي أمامه ليتشبث بذراعيها قبل أن تسقط تماما على الأرض وتأفف بضيق وهو يحملها على ذراعيه فنظر لوجهها ورأسها مائلة للخلف.....
يتبع....
رواية هويت_رجل_الصعيد 
نور_زيزو نورا_عبدالعزيز
هويت_رجل_الصعيد 
الفصل الثانى 2 
____ بعنوان زواج ____
قبل 4 شهور  
مر شهر على وفأة نادر و عهد تعيش في منزل الصياد بنفس غرفة أختها وسط معاملة العائلة السيئة لهما وكره الجميع الوضوح لهما أغلقت عهد الهاتف مع صديقتها ودخلت من التراس إلى الغرفة وجلست جوار أختها على الفراش تفكر كيف تخبرها بأنها يجب أن ترحل وتعود بعد أن أجبرت ها سلمى على البقاء بحفيدها هنا فترة العدة تنحنحت عهد بلطف ثم تحدثت بحيرة قائلة
عليا أنا عندى كلية ودراسة وإمتحانات 
نظرت عليا لها بحزن وهى تعلم بأن مستقبل أختها هناك فقالت
أنا عارفة
حسمت عهد شجاعتها وقالت بلطف
أنا لازم أرجع القاهرة يا عليا أنا ماضية شرط جزاء للدار وحفلة التوقيع بكرة في الإسكندرية وإمتحاناتي في الكلية الأسبوع دا 
أومأ عليا لها بحزن قائلة
ماشي وخلى بالك من نفسك يا عهد
تبسم عهد بلطف لها ثم جمعت أغراضها في الحقيبة لكى تعود للقاهرة وحدها تاركة أختها وابنها هنا مع أهل زوجها المتوفى كانت تسير في الحديقة وتتحدث في الهاتف مع مؤظفة الدار الغاضبة وتقول
يا أستاذة عهد عشان ننهى النقاش دا يفضل حضرتك بكرة الساعة 2 تكوني في الإسكندرية 
تحدثت عهد بنبرة غليظة ووجه عابس
أكيد
أنهت الأتصال معها ثم أستدارت لترى خالد واقف خلفها مبتسمة ثم قال
أنا مكنتش أعرف أنك مشهورة
ردت عليه بنبرة غليظة مشمئزة من الحديث معه تقول
شكرا
مرت من أمامه لكى تغادر فأستوقفها وهو يمسك معصمها بلطف ويقول
أستنى هبابه خلينا نتحدد سوا
نظرت ليديه ثم جذبت يدها من قبضته بقوة وهى تقول
وأنا مش عاوزة أتكلم معاك
دخلت للمنزل بضيق وهى مشمئزة من هذا الرجل ومن وجودها في الصعيد تبسم خالد وهو ينظر عليها أثناء مغادرتها
 

انت في الصفحة 2 من 17 صفحات