هي وزوجي بقلم ولاء رفعت علي
كنت عندكم من يومين و لولا جيت أزور بابا مكنتش هاعرف بخبر تعينك كمهندس مسئول أول في الشركة.
_ كنت حابة أعملها لك مفاجاءة في كل الحالات كنتي هاتعرفي.
_ ماشي يا صاحبتي عموما أنا جيت أباركلك.
وضعت الباقة فوق سطح المكتب فقالت غادة
_ الله يبارك فيكي يا حبيبتي مكنش ليه لزوم الورد كفاية مبروك.
جلست الأخري أعلي المكتب تستند بكفيها علي حافته قائلة بتهكم مازحة
غرت غادة فاهها من فرط السعادة
_ بتتكلمي جد! هتتخطبي أنتي ومهاب.
أومأت لها و بفرح أجابت
_ أخيرا بابا وافق عليه بعد ما كان رافض أكتر من مرة.
أرتمت عليها بعناق قوي
_ نور حبيبتي أنا فرحانة ليكي أوي مبروك ألف مليون مبروك يا قلبي.
أنسحبت بتأني من العناق و قالت بشبه إبتسامة
_ كل شئ بأوانه.
عادت منزل عائلتها بعد يوم شاق من العمل خلعت حذائها و تركته بجوار باب الشقة من الداخل دلفت إلي غرفة والدتها لتطمئن عليها أولا فوجدت صينية الطعام علي الكمود بجوارها لم تأكل و لو ملعقة واحدة.
أنحنت نحو رأس والدتها لتقبلها ثم قالت لها بعتاب ودي
_ ينفع كده الأكل الي حطيتهولك من وقت ما مشيت لغاية دلوقت زي ما هو أنتي كده هاتخليني هاسيب شغلي وكل حاجة ورايا عشان أخد بالي من أكلك.
أمسكت السيدة ليلي بيدها و تربت عليها بحنانها الغادق
ألقت نظرة من حولها باحثة عن شئ ما فسألت
_ لوحدك إزاي أومال فين مرام.
أجابت بتردد خشية من رد فعلها إبنتها التي تعلم جيدا مدي حزمها مع شقيقتها
_ جت واحده صاحبتها عدت عليها عشان تصور ملازم.
_ تصور ملازم ولا تخرج و ترجع بالليل وأنتي تداري عليها.
نظرت الأخري لأسفل بخجل مطأطأة الرأس
قاطعتها غادة و رفعت وجهها بين يديها لتقول لها
_أوعي تحني راسك يا أميأنا لما بعاتبك عشان خاېفة علي مرام هي لسه صغيرة وطايشةو لما تخبي عليها ما بتعمل حاجة غلط كده بتأذيها.
تنهدت الأم بسأم و بقلة حيلة تحدثت
_ و الله بتصعب عليا من البيت للكلية ومن الكلية للبيت.
عقبت علي حديثها مبتسمة
_ أختك كبرت و بقت مسئولة عن نفسها و كلها كام سنة
وتتخرج أنا عايزاكي تركزي في نفسك بقي خالك كلمني إمبارح و حكالي علي العريس الي رفضتيه من غير ما حتي تشوفيه ولا تعرفي عنه حاجة.
نهضت و ولت ظهرها إلي والدتها لاتريدها أن تري علامات الضيق المرتسمة علي وجهها المستدير ذو البشرة البيضاء و وجنتان ورديتان منذ نعومة أظافرها و هي تتميز بجمال يجعل من ينظر إليها لايحيد بصره عنها إطلاقا.
_ أرجوكي يا ماما كفاية تضغطي عليا أنا أخر مرة كلمتيني فيها و قولتلك أنا مش هاتجوز غير لما مرام تخلص جامعة وأسلمها لعريسها بأيدي و بعدها أفكر.
ردت الأم بنبرة يشوبها الحزن والآسي
_ ليه بتعملي فيا كده يابنتي أنا كل أملي ومنايا أشوفك في بيت عدلك متهنية وأشيل عيالك قبل ما أموت.
و بالفعل أخترقت كلماتها المعتادة قلب أبنتها الذي يضعف دائما أمام أي رجاء أو مطلب أستدارت و وثبت عليها لتعانقها قائلة
_ بالله عليكي بلاش كلمة مۏت دي ماتعرفيش بتعمل فيا أي أنا ماليش غيرك أنتي و أختي و ربنا يقدرني وأسعدكم وما أخلكوش تحتاجو لأي حاجة أبدا.
رفعت الأخري يديها في وضع الدعاء
_ ربنا يكرمك ويرزقك يا ضنايا من وسع ويرزقك بإبن الحلال الي يهنيكي و يسعدك آمين يارب.
أغمضت غادة عينيها مرددة في نفسها
_ آمين.
و في حرم جامعة القاهرة تجلس مجموعة من الفتيات يتبادلن الضحك والسمر فقالت إحداهن بتهكم جلي للأخري
_ ألا قوليلي يا مرام أبلة غادة مابقتش توصلك يعني عمري ما هنسي أول يوم لما جيتي و قعدت مستنيه معاكي لحد ما جه الدكتور صممت تدخلك القاعة بنفسها.
عقبت فتاة أخري بسخرية
_ ده كان ناقص تقول للدكتور خد بالك من مرام أختي وقعدها في أول بنچ.
أطلقت ضحكة تبعها عدة ضحكات نهضت مرام پغضب فصاحت في وجوههن
_ ما تلمي نفسك أنتي و هي تحبو أفكركم أيام ثانوي لما كان بيجي لكم جوابات الإنذار ومنظر أهلكم الي كانو بيجو يبوسو إيد المدير عشان مايرفضكمش ولا خلاص كل واحده نسيت أصلها و شمت نفسها عليا أقسم بالله الي هتتنمر ولو بحرف تاني لهبعتر بكرامتها الأرض.
تركتهم و أسرعت في خطاها تحبس عبراتها التي تأبي و بشدة أن تطلقها للإنهمار تمقت خوف شقيقتها وإهتمامها الزائد بها جعلها محط سخرية من زملائهافهناك شعور بغيض قد نمي بداخل قلبها منذ الصغر عندما وجدت إهتمام والديها بالكامل منصب علي شقيقتها الكبري بينما هي علي الهامش و في طي النسيان وبعد ۏفاة والدها كان آخر ما ينقصها سيطرة شقيقتها المدللة عليها لاتسير خطوة واحدة سوي بعلمها وكأنها طفلة صغيرة لا تفقه شئ فهذا زاد من نمو النبتة السوداء بداخل قلبها الذي تملأه الكراهية والضغينة نحو غادة!.
كان إحدهم يراقبها عن بعد عقد عزمه علي الإقتراب منها بخطي سريعة.
_ آنسة مرام آنسة مرام.
ألتفتت إلي صاحب الصوت و زجرته بحدة فأخبرها بتردد معتذرا
_أنا آسف لو ضايقت حضرتك أو أزعجتك أنا إسمي مازن و.....
قاطعته بصړاخ بعدما أستشفت تلك النظرة في عينيه تعلم ما ورائها من حديث هي في غني عن سماعه
_ عايز مني أي أنت كمان سبوني في حالي بقي.
صړاخها الحاد جعله تراجع خطوات إلي الخلف رافعا يديه
_ خلاص أنا آسف.
و أبتعد عنها حتي لا يسبر أغوارها مرة أخري أنتبهت لرنين هاتفها جذبت سحاب حقيبتها وأخذته لتري من المتصل و عند رؤيتها للأسم ضغطت علي علامة رفض المكالمة.
تأففت من فرط قلقها علي شقيقتها فهي تهاتفها للمرة المئة والأخري ترفض الإجابة.
_ زمانها جاية ماتقلقيش روحي أنتي جهزي نفسك عشان تلحقي تروحي لنوران علي الكوافير الأول.
تركت الهاتف علي الأريكة بنفاذ صبر
_ أنا قايله لها من إمبارح تخلص محاضراتها وتيجي علي طول عشان نلحق نروح لنوران علي الكوافير ليه بقي ماجتش لحد دلوقت وكل ما أتصل عليها تكنسل! و لما أشد عليها تقعدي تقوليلي بلاش دي كبيرة ومابقتش صغيرة وأنا بقولهالك يا أمي مرام مهما كبرت هاتفضل أختي الصغيرة الي محتاجه رقيب علي تصرفاتها وأفعالها.
تردد صوت صفق باب الشقة حيث دلفت المتحدث عنها علي كلمات شقيقتها فصاحت بحدة
_ أنا مش طفلة ولا صغيرة يا ست غادة و ياريت خلي خۏفك وقلقك علي نفسك بدل ما تتشطري عليا روحي دوري علي نفسك وعمرك الي بيجري صحباتك بيتخطبو ويتجوزو وأنتي الي عملالنا فيها أبلة نظيرة المسئولة.
زجرتها والدتها بنظرة حادة
_ بنت لمي لسانك أحسن لك و غوري أدخلي أوضتك ومش