الإثنين 25 نوفمبر 2024

متيم انا

انت في الصفحة 14 من 179 صفحات

موقع أيام نيوز

الدراجة البخارية الحديثة التي جائت واقتربت منهما بسائقها والذي رفع قبعة الرأس بقناعها الزجاجي فور ان توقف بها ليلقي التحية بان لوح بكفه في الهواء لهما بادلتها زهرة التحية وفور أن همت بتشغيل المحرك استعدادا للذهاب أوقفها مجد 
استني هنا يا ماما احنا هنمشي ونسيب فريدة تروح ع المتوسيكل الغريب ده
القت زهرة بنظرها نحو ما يشير إليه ابنها ثم عادت لترد
وماله المتوسيكل يا حبيبي دا جميل وغالي جدا على فكرة.
تلون وجه مجدي للأحمرار الشديد لفرط انفعاله مع وقوفه في الشمس ايضا لرفض دخلوله السيارة وقال بعصبية
يا ماما انا مقصدتش على شكله ولا ماركته انا اقصد انه سريع ومش امان وانتي بقى شوفتي بنفسك سواقة محمد.
زمت شفتيها تلملم ابتسامة لحلوحة لتسأله بحسم
اه ودلوقتي انت بقى عايز ايه
رد بلهجة حازمة مسيطرة ذكرتها بوالده وهو ينضم إليهم بالسيارة
عايزك تجيبي فريدة تروح معانا يا ماما دا الأصح ولا إيه
إيه
تفوهت بها وهي تنزع حزام الأمان عنها وتترجل من السيارة وتتركها ذاهبة نحو محمد الذي كان خارجا بفريدة من المدرسة ف اعترضت طريقه تتحدث معه وظل مجد يتابعهما من مقعده يفرك كفيه ببعضهما بتوتر حتى تهللت اسايريه برؤية قطعة السكر الجميلة وهي تمسك بكف والدته حتى فتحت لها باب السيارة الخلفي لتنصم مع التوأم وكان اول كلماتها
هاي يا مجد .
رد على الفور بابتسمة انارت وجهه واظهرت جمال ملامحه بغمازة الدقن التي ورثها على والدته
هاي يا ديدا. 
زهرة وانتي اتخذت مكانها خلف مقود السيارة
كدا نقدر نروح صح
أومأ لها برضا لترفع حاجبا مستغربا ثم تحركت بالسيارة تغمغم
وعشان كمان نحصل اخر العنقود الأستاذ ظافر خليفة جدو عامر في الملاعب وحبيب لميا.
توقفت بسيارتها أمام المشفى المقصود وترجلت منه سريعا بهاتفها الذي كان على وضع الصامت في الساعة التي كان يهاتفونها ليخبروها بما حدث ولكنه الان لا ينزل من على أذنها وهي تتواصل كل دقيقة لمعرفة الجديد من وقت أن علمت بما فعلته شقيقتها بنفسها وهي ليست على وضع يؤهلها لفعل أي شيء بشكل سليم تذكر أنها ركضت بعد سماع الخبر لكن كيف تمكنت بالوصول إلى هنا وكيف قادت سيارتها لا تعلم.
وصلت إلى القسم الموصوف لتفاجأ بعدد كبير من الجيران والأقارب ومعهم هذا المدعو أبراهيم جالسا بجوار والدته يرمقها بنظرات حاقدة حانقة ووالدته تزم شفتيها بامتعاض وكأنها كانت عدو لهما
شهد.
هتفت بها رؤى وهي تخرج من إحدى الغرف واتجهت إليها شهد سريعا لتسألها
إيه الأخبار وإيه اللي حاصل دلوقتي
ردت رؤى بأعين باكية لا تقوى على النظر في عيني شقيقتها
الدكاترة لحقوها والحمد لله وهي دلوقتي بتتكلم مع الظابط اللي بيحقق معاها
سألتها شهد بدهشة
ظابط إيه اللي يحقق معاها 
ابتعلت رؤى تجيبها
دا إجراء روتيني بتقوم بيه المستشفى لا يكون في الأمر شبهة جنائية.
أومأت شهد برأسها بتفهم لتسألها
هو انا ينفع ادخلها
حركت رأسها برفض قائلة
مينفعش غير لما يخرج الظابط امي معاها جوا .
عادت لتسألها مرة أخرة
طب انتي متأكدة انها كويسة
والله كويسة كويسة والله يا شهد.
رددتها رؤى بحرج وتعب وعينياها تتابع عدد البشر التي اتت معهم من الجيران والسبب هو صړاخ والدتها بعد ان تفاجأو بفعلة أمنية وبمشهد الډماء التي كانت تغطى مرفقها واطرقت تحاول أن تأخذ جانبا لها تود لو تنشق الأرض وتبتلعها أما شهد والتي كانت متفهمة لشعور شقيقتها فقد تماسكت ببأس أمام العيون المصوبة نحوهن تتجاهل نظراتهم حتى لا تستشف منها ما يزيد على الضغط عليها تحاول السيطرة على كل مشاعر سلبية داخلها حتى تطمئن خرج الظابط من الغرفة واتجهت على الفور شهد لتدخل خلفه حاول بعض الجيران اللحاق بها ولكن رؤى منعتهم بحجة الزحمة وتعليمات الطبيب أما شهد وحينما دخلت للغرفة وجدت نرجس على حالتها في البكاء الصامت والولولة وأمنية مستلقية على سريرها الطبي ذراعها ملتفة بالأربطة الطبية من الرسغ حتى المرفق بمشهد استغربت له شهد ولكن تجاهلت لتنتبه على وجه شقيقتها وهي تناظرها بنظرة تفهما شهد جيدا في إلقاء الذنب عليها تغاضت لتسألها بتثاقل
عاملة إيه يا أمنية
أشاحت الاخيرة بوجهها عنه دون رد فتدخلت نرجس والدتها لتقول بنواح
اسكتي يا شهد دا انا ركبي مش قادرة اتلم عليها لحد دلوقتي من ساعة ما شوفتها والدم مغرق دراعها ربنا ما يكتبها على حد يا ربي ربنا ما يكتبها على حد أهييءء.
انطلقت في بكاءها دون توقف حتى دخل الطبيب المناوب
إيه الأخبار عاملين إيه
اتجهت إليه شهد
على الفور لتسأله
طمني يا دكتور هي حالتها صعبة ولا نقلتولها ډم
ضحك الطبيب وهو يتجه ليفحص شقيقتها قائلا
ننقلها ډم ليه بس يا أنسة مش لدرجادي يعني ثم أن العفريتة اختك. 
توقف فجأة ليتناولها يدها ويشير بسبابته على الجزء الفاصل من رسغها حتى مرفقها يردد
اختك مسكت الموس وشرطت على كذا مكان إللي عايز الإنتحار بجد بيعمل چرح واحد ويقطع الوريد بجد لكن دي... هاها....
قهقه وهي تنزع ي دها منه بحرج اصاب نرجس أيضا فتوقفت عن البكاء خرج الطبيب لتنقل شهد بأنظارها نحو الاثنتين أمنية التي كانت تكابر حتى لا تشعرها بضعف موقفها ونرجس التي اطرقت رأسها بخزي بعد أن تسببت بڤضيحة لهن في الحارة بصړاخها الملتاع بغباء.
لم تقوى شهد على التحمل أكثر من ذلك وخرجت على الفور تصفق الباب خلفها پغضب وقلة حيلة ولكنها وبمجرد خروجها وجدت هذا المدعو إبراهيم يهتف بوجهها وأمام الجميع من جيرانها
ها يا ست شهد اطمنتي بقى على اختك واللي كانت ھتموت نفسها النهاردة بسبب عندك وجبروتك معانا.
دارت عينيها بوجه مخطۏف على وجوه الجيران من نساء تعلمهم وتعلم حديثهن والتعليقات المتوقعة في هذه المواقف ورجال كانو يجلسون مع والدها قبل ذلك ثم هذه النظرة الغريبة في عينيهم نحوها رؤى التي جلست تخبئ وجهها عن الجميع والدة إبراهيم التي اقتربت تجذبه من كم قميصه تدعي محاولة إثناءه وهو يتابع
أشهدوا يا ناس بنت خالتي وانا رايدها في حلال ربنا وهي كمان رايداني لكن اختها دي قلبها حجر وهي السبب في اللي حصل لأمنية وكانت ھتموت بسببها .
سمعت شهد ولم ترد ببنت شفاه طاقتها نفذت وقدرتها على التحمل والصبر نفذت هي الأخرى المقاومة والمواجهة هي درب من الخيال الان بالنسبة إليها.
ف تحركت أقدامها لتغادر وتترك له الساحة يمرح بها ويفعل ويقول ما يشاء 
تجر أقدامها جرا وهي تقطع طرقات المشفى نحو الخروج لا تعي ولا تدري ما يحدث وما قد يفسره الناس عنها وعن ترك شقيقتها التي كانت على وشك الإنتحار بسببها تريد مساحة خالية لتصرخ بها أو تبكي أو تفعل أي شيء ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.
ابتعلت ريقها فجأة وتوسعت عينيها فور أن انتبهت 
بهذا المهندس المدعو حسن والذي جاء خلفها مع عبد الرحيم مساعدها
إيه الأخبار
اومأت له برأسها متمتمة
حمد لله بخير والحمد لله.
تدخل عبد الرحيم
بخير ازاي يعني هي اڼتحرت ولا منتحرتش
رمقته بنظرة محذرة قبل أن تجيبه
دا مجرد چرح بسيط والدكتور طمني بدليل إني ماشية ومروحة اهو كمان .
بجد يا ست شهد
قال الاخيرة بإلحاح استفزها لتفرد ذراعها أمامه للجهة خلفها قائلة
روح وشوف بنفسك يا عبد الرحيم عشان تتأكد.
سمع منها
13  14  15 

انت في الصفحة 14 من 179 صفحات