رتيل بقلم أية محمد رفعت
أتفضلي
أخفت بسمتها وخطت معه للمنزل ټخطف نظراتها الجانبية لمن يخطو جوارها ...مازالت لا تصدق أنه سيصبح زوج لها قريبا !...
وصلت معه لشوارع الحارة الخاصة بهما فرمقتها الفتيات بنظرات محتقنة بالغيرة ولكن البادي منها نظرات تتقمص دور الفجور لها رغم أن من تخطو معه هو إبن عمها الأكبر ! حتى مع تحفظ المسافات بينهم بالطريق !! ولكن تلك العادة السيئة الطابعة للقلوب ...
كبتت ضحكاتها بصعوبة فأنحني له أدهم بعيناه المشعة بالشرار ليخرج صوته الساخر _قابض الأرواح
نهض عن الأرض بضيق ثم جلس على الأريكة قائلا پغضب _نعم عايز أيه مش كفايا الا بيحصلنا طول النهار من تحت راسك كمان الأحلام بتطلع فيها !!
أحمد پصدمة _والمفروض أعمل أيه
ضيق عيناه پغضب لتقول جيانا پغضب _أنت نسيتني ولا أيه !
تطلع لها پصدمة ثم صاح بزهول _أيوا صحيح نسيت البت خاالص دي راحة معايا !
رمقه بنظرة محتقنة ثم قال بصوت حازم _لا بقولك أيه فوقي كدا أن كنت ومازلت أخوك الكبير يعنى هتبصي تلاقي القلم نزل على وشك يزغرط
صدح صوت الصڤعة بالمكان بأكمله فتطلع لها احمد بتعجب ليجد النمر لجواره بعدما هوى على وجهه بالصڤعة التى تمناها هو !...
رمقه أحمد پغضب ثم جذب الوسادة قائلا بتوعد _ماشي وقسمن بالله لأوريكم بس حاليا محتاج راحة ونوم عميق أفوق بس وهوريكم
بقى صامت ويتأملها حتى تدرجته فوقفت تعبث بأصابعها بخجل يعشقه الأدهم ...أقترب منها مع حرص المسافة بينهم_على فكرة أحنا فى صيام فمتحاوليش تعملي كدا تاني ..
وتركها وصعد للأعلى ليرتجف نبض القلب بعين تتابع المعشوق وهو بتخفى من أمام عيناها ويا ويلتاها حينما أستدار بوجهه لترى عيناه الخضراء الفتاكة غضت عنه بصرها سريعا وبداخلها تدعو الله أن يتم الزواج التى حلمت به كثيرا ...
بمنزل زين ..
لم يذق طعم النوم فبقى مستيقظ طويلا ليتفاجئ بصوت خطوات بسيطة بالخارج ..
خرج زين من غرفته بعدما أغلق قميصه على صدره العريض بأهمال فتفاجئ بأخته تجذب حقيبتها وتتسلل للخروج من المنزل تلك الحمقاء أيقظت حبال الڠضب بداخله ليخرجها عليها ...
جذبت معصمها من بين يديه قائلة پغضب _أنت عايز أيه ما خلاص خدت الفلوس وكل حاجة سبني بقا أرجع للعالم الا عمره ما يشبهك
إبتسم بسخرية _أسيبك ! بالسهولة دي
تأملته پغضب ثم صاحت به پجنون _أسمع يا زين أنا عمري ما هتجوز الحيوان دا فاهم أنا عارفة كويس أيه غرضك من جوازي منه لكن دا بعدك
لم يعد يحتمل أكثر من ذلك فجذبها بقوة لغرفة بالأسفل ثم أغلقها من الخارج ليخرج هاتفه ويحادث أدهم وعبد الرحمن ...
بغرفة رتيل ...
كانت تستند برأسها على الحائط بأهمال وجهها خالى من الحياة تشبة الچثث الهامدة الفاقدة لحياة لا توجد بها سواه !...
أقترب منها حمزة بعين تحمل الغموض ونظرات تطول بتأملها كأنها تتشبع بها للمرة الأخيرة ...
أنحني على قدميه ليكون بمستواها ثم رفع يديه لها بحقيبة مغلقة ..
رفعت عيناها الدامعة له بصمت فخرج صوته بثبات _غيرى هدومك
بقيت كما هى ولم تتحرك فزادت نظرته تعمقا لها ليشعر بأن قراره صائب ..نعم من عاونه على الأفاقة أخيه وكلماته الطاعنة له ...أذهب عن عقله تلك الأفكار ثم قال بنظرات عيناه البنية _غيرى هدومك يا رتيل هرجعك لأبوك ..
رفعت عيناها له بعدم تصديق فجاهد كثيرا للحديث _أيوا هرجعك بنفسي لهناك بس لازم تغيرى لبسك دا
ووضع حمزة الحقيبة على قدماها ثم غادر للخارج لينتظرها ولكن غابت كثيرا عنه فولج للداخل ليجدها تبكى بغزارة ومازالت تجلس ارضا تحتضن جسدها بذراعيها ..
أسرع إليها بلهفة ثم أنحني لها بقلق _ مالك فى أيه !
رفعت عيناها الحمراء من كثرة دمعاتها قائلة بصوت يكاد يكون مسموع _لسه عايز مني أيه يا حمزة ! جاي دلوقتي وعايز ترجعني لأبويا عشان يتفضح أرجوك أقتلني وخلص نفسك من العڈاب الا جواك وخلصني معاك
حطمت قلبه بكلماتها فجاهد ليرفع يديه على وجهها الباكي وبالكاد فعل ذلك لتقف أمامه رفعت عيناها له لتقف بزهول من نظراته أزدادت أضعاف حينما قال بصوت صادق _أنا مأذتكيش يا رتيل ...مقدرتش أعمل كدا ممكن أكون وحش بس مش لدرجة آذي حد بحبه وأنا بح..
إبتلع باقي كلماته بآلم وسحب يديه سريعا ثم توجه للخروج قائلا بثبات _5دقايق وتكوني غيرتي هدومك والا تصرفي مش هيعجبك ..
وتركها وغادر للخارج فبقيت هى متصنمة محلها لا تقوى على الحركة ..تزداد بكائها وفكرها بهذا الغامض ...إبتسمت بفرحة لا تضاهيها أميال بعدما أستمعت له لا ليست فرحة بقائها طاهرة ! ولكن بأنه حقا يعشقها ! ..
جلست على الفراش تجمع ذاتها لما لم تعد تشعر برغبة الرحيل !! لم تشعر بآلآم تهاجمها مع فكرة الأبتعاد عنه !! ..
انفضت عنها تلك الأفكار وفكرة الرحيل من هنا وضعتها مسارها الرئيسي فتوجهت للحقيبة الموضوعة أرضا وشرعت بتبديل ملابسها ...
أما بالخارج ..
جلس على الأريكة يعبث بهاتفه ثم قطع العبث برنين بشخص لم يتوقع اللجوء له ! ...
...بقصر حازم السيوفي ...
تملمت من بين أحضانه على صوت الهاتف الصادح بالغرفة فتح حازم عيناه بصعوبة ثم جذب الهاتف قائلا بنوم _ألو ..
فتح عيناه على مصرعيها ثم أعتدل بجلسته سريعا قائلا بعدم تصديق _حمزة !!
أجابه حمزة بصوت محطم وهو يرسم القسۏة الزائفة _مكنتش أتمنى أسمع صوتك تاني بس مضطر
أغمض حازم عيناه بآلم وهو يقول بثبات خادع _فى أيه
حمزة _قابلني على الطريق بعد ربع ساعة
حازم بستغراب _ليه
_لما تيجي هتعرف
وأغلق الهاتف بوجهه فبقي حازم ساكنا يفكر فيما سيريده به ..وضع الهاتف لجواره ليجدها مستيقظة وتطلع له پصدمة ليخرج صوتها الغاضب _متقولش أنك هتروح
نهض عن الفراش ثم جذب ملابسه من الخزانة قائلا بهدوء _أكيد هروح لازم أشوف في أيه
نهضت عن الفراش سريعا قائلة بصړاخ _أنت مچنون ! أكيد هيقتلك
أرتدى قميصه وعيناه بعيدة عنها لتجذبه بقوة _أنت أيه يا حازم معندكش عقل هو يقولك تعال تروح كدا بعد الا عمله فيك !!
وضع يديه حول معصمها قائلا بهدوء _مفيش حاجة هتحصل يا رهف شوية وهرجع
وتركها وهبط للأسفل فلحقت به پبكاء لتقف على الباب