الإثنين 25 نوفمبر 2024

نظرات خاطفة بقلم سماح سماحه

انت في الصفحة 13 من 26 صفحات

موقع أيام نيوز

بأرتباك خلاص ماشي موافقة.

يزن شكرا يا رغد حقيقي مش هنسالك الجميل ده.

رغد جميل أيه

يزن جميل أنك هتسمعيني عشان ضميري يرتاح.

هزت رغد رأسها بنفي ولا جميل ولا حاجة يا حضرة الظابط.

يزن بابتسامة اسرة على فكرة يزن بتطلع من بوقك حلوة قوي.

أحمر وجه رغد خجلا فاسرعت تهم الخطى من امامه تتعثر بخطواتها كاطفلة رضيعة تعلمت المشي حديثا قبل أن يتبعثر داخلها ويفضح أمرها أكثر من ذلك فبرغم من وصايها لنفسها بالثبات في حضرته وإظهار الجمود كي تنجح في اخفاء حبه الذي يعث بداخلها ينشر فوضى عارمة تجعلها تتخبط بشتى نواحي حياتها وأصبحت كالمغيبة ذهنيا بعد أن كان يضرب بها المثل في رجاحة العقل ورزانة التفكير وفشلت في كل ما أوصت نفسها به وظهر توترها

 

 

واضطرابها أمامه.

يجلس بغرفة مكتبه يتذكر يوم أن ذهب إلى والد منة يشكو له فعلتها بعد أن تركته وذهبت مع يوسف فهو رجل غيور ولن يقبل على نفسه وضع كذلك فهى بذلك كتبت نهاية قصتهما بذهابها مع ذلك الشاب وتركه وحيدا لن يكون ذلك الذي يقبل الارتباط بفتاة يعلم أنها تحب غيره مهما بلغ حبه لها لذلك أنهى موضوع خطبته منها معتذرا من والدها بعد أن ترجاه بالتريث في أمر فسخ ارتباطهما غادر منزلها بقلب جريح لكن بكرامة ابية تأبى الخنوع أو الانكسار تفاجئ بزاهر يطلب مقابلته مجددا ظن في بداية الأمر أنه سيحدثه في أمر رجوع خطبته بمنة لكنه خالف توقعه وطلب منه أن يدعي أمام يوسف عندما يطلب مقابلته أنه مازال خطيب لمنة ويرفض طلب يوسف بفسخ الخطبة حتى يتعلم الدرس ولا يفرط بها مرة أخرى ورغما عنه وافق على طلب زاهر وها هو ينتظره حسب الميعاد المتفق عليه بينهما لكي يجيد أدعاء دوره ويلقنه درسا لن ينساه طوال عمره طرق باب غرفة مكتبه ودخل يوسف بثبات عكس الصراع الدائر بداخله.

وقفت على الباب الخارجي للكافية تبحث عنه بنظرها حتى وجدته دخلت بخجل وجلست على المقعد المقابل له تنتظر ما سيصرح به لها.

يزن مش كنتي جيتي معايا احسن.

رغد لأ مينفعش وياريت حضرتك تقول اللي أنت عايز تقوله عشان متأخرش.

يزن كلامك معايا برسمية كدا مش هيخليني اعرف أقولك اللي أنا عايزه.

رغد وهو أحنا في بينا حاجة غير كدا علاقة حضرتك بيا كانت شغل بتأديه يبقى ليه منتكلمش برسمية لحفظ المقامات يا حضرة الظابط.

يزن لأ كان فيه يا رغد فيه عيش وملح كلته معاكي ومع والدك واخواتك عشان كدا أنا جاي النهاردة أعتذر منك لو في يوم قولت حاجة زعلتك مني أنا بعتبرك زي أختي ومحبتش نفترق وحاسس أنك زعلانه مني.

رغد بحزن ساخر متخافش يا يزن باشا مش هنفترق وأحنا زعلانين بالعكس أنا مش شايله جوايا حاجة ليك غير كل امتنان على حمايتك ليا ما هو كمان مينفعش الأخت تزعل من أخوها مهما يعمل.

يزن حاسس في كلامك بنبرة حزن ليه.

حاولت رغدرسم ابتسامة على وجهها لكي تظهر له عكس ما يظن لكنها خرجت حزينة بنبرة منكسرة لا أبدا بالعكس أنت بس اللي بتهيألك بعد أذنك الخمس دقايق خلصوا وأنا أتأخرت ولازم أمشي.

شعر يزن بحزن يحتل أعماقه عندما رأي دموعها المتحجرة بعينيها رغد لو أحتاجتي لأي حاجة كلميني رقمي مع والدك هتلاقيني قدامك في أي وقت وأي مكان.

أبتلعت رغد غصتها المريرة أن شاء الله بعد أذنك.

يزن ممكن تسمحي ليا أوصلك للموقف.

رغد بجمود وهى تعطيه ظهرها لأ شكرا لحضرتك أنا عارفه الطريق كويس مش محتاجه مساعده من حد بعد أذنك.

رحلت رغد مسرعة قبل أن تعطي يزن فرصة للحديث معها مرة أخرى وقبل أن تسقط دموعها التي انهمرت بغزارة فور مغادرتها الكافية وعجزت عن أيقافها ومشت في طريقها والرؤية أمامها ضبابية من كثرة عبراتها النازحة من قلب طعن من حبيب لا يشعر بحبه احست رغد أن الطريق أمامها طالت مسافته وقدمها تعجز عن حملها جلست بجانب الطريق ودفنت وجهها بين يديها حتى تسترد نفسها وانفاسها الهاربة بعد فترة قصيرة جففت دموعها ووقفت ترفع وجهها لله تدعوه بالثبات في ما هو أتا في حياتها وصلت إلى وجهتها وجلست بالسيارة تنتظر أن تنطلق بها إلى بلدتها كي ترجع لغرفتها مخزن اسرارها ومخبئ حزنها ودموعها تريد وسادتها تبكي عليها ذلك الحظ العاثر الذي يلازمها وحرمها من ذلك الحبيب الذي يعتبرها بمثابة شقيقة لا أكثر . بقلم سماح سماحه

يقفان وجها لوجه وكأنهما قائدي معركة يتربص أحدهما بالآخر وكل منهما ينتظر خطأ الثاني حتى يوقع به نظرة التحدي بعين يوسف تنبئ عمرو أنه منتصرا لا محالة فهو اليوم قاټل أو مقتول لن يتركها له مهما حدث. 

أشار عمرو له بالجلوس أتفضل يا أستاذ يوسف أقعد.

أمئ يوسف برأسه له شكرا يا دكتور عمرو.

عمرو تحب تشرب أيه.

يوسف ملوش لزوم أنا مش جاي اضايف أنا جاي في كلمة ورد غطاها.

عمرو اتفضل أنا سامعك.

يوسف أولا أنا أسف على اللي حصل مني ليك يوم ما قابلتك أنت

 

 

ومنة.

عمرو قبل ما أقبل أسفك ممكن اعرف عملت كدا ليه.

يوسف أنا هقولك كل حاجة من الأول وأنا عارف أنك هتقدر ظروفي.

عمرو وأنا سامعك اتفضل.

سرد يوسف لعمرو من بداية حبه هو ومنة منذ أكثر من عشر سنوات فهو وقتها كان بالمرحلة الثانوية وهى في المرحلة الإعدادية مرورا بسنوات قضهما في نظرات خاطفة خطفت كل واحد من عالم هدوئه إلى عالم مليئ بلذة الحب ومشبع باحاسيس ومشاعر حالمة ترسم لهما حياتهما المستقبلية معا لدرجة أنهما رأى سويا كيف تكون تلك الحياة بكل تفاصيلها وتخيلا كيف سيكون شكل اطفالهما هو يريد بنت تشبهها وهى تريد ولد يشبهه لاحظ يوسف مدى تأثر عمرو بما قص عليه لذا استرسل في اكمال سرده فأخبره بفاجعة عمه الذي سقط قتيلا في مشاجرة نشبت بين عائلة منة السرجاوي وعائلة البهنساوي وهما بينهما تاريخ من الصراعات يربطهما ببعضهما وقع على أثرها أكثر من فرد لا ذنب لهم سوى أنهم يحملون لقب العائلتين ثم قصة عليه كيف خيل له شيطانه كرهه لمنة ورفض الزواج منها في مبادرة الصلح التي أقيمت لأنه يريد الاڼتقام من عائلتها لمۏت عمه وظل على موقفه إلى أن وصل لذلك اليوم الذي رأهما سويا فدبت بداخله ڼار قضت على تعقله وفعل ما فعله به يومها.

وقف عمرو مديدعي البرود دون واظهر اللامبلاة بوجه يوسف وضع يديه بجيوب بنطاله وأعطاه ظهره ينظر من نافذة مكتبه إلى ساحة الجامعة الخارجية بدا وكأنه يفكر بما قصه يوسف عليه نهض يوسف أيضا ووقف خلفه ينتظر ما سيتفوه به حتى يتحدد شكل واضح لعلاقتة بمنة ألتفت له عمرو ثم رفع كتفيه بحيرة وانزلهما ثانيا

عمرو يعني أنت جاي دلوقتي عايزني أقبل أسفك بس ولا جاي في حاجة تانية.

تنحنح يوسف بحرج أنا كنت جاي أطلب منك أنك تسيب منة.

عمرو ليه !

يوسف بحيرة بعد كل اللي حكتهولك عن حبنا لبعض.

عمرو ده كان ماضي ومنة بنفسها حكتهولي عشان تبدأ حياتها معايا على نور

12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 26 صفحات