الأحد 24 نوفمبر 2024

المچنونة القاټلة

انت في الصفحة 1 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز

10 ريختر
بقلم ولاء رفعت علي

يدخل ويخرج من بوابة المخفر الكثير من الناس فمنهم متهم في أحد الچرائم و منهم من يريد أن يشكو أحدهم و آخرون ينهوا بعض الإجراءات المتعلقة بالأحوال الشخصية ولدي غرفة تقع في منتصف الرواق معلق بجوار بابها الخشبي المطلي بالدهان الأبيض لوحة باللون الذهب محفورة باللون الأسود
العقيد صقر يوسف الهواري

و داخل الغرفة يصدح صوته الأجش بسؤال يوجهه إلي هذا المتهم الجالس أمامه ينظر ببرود يحسد عليه
يعني أنت برضه مصر تنكر أن عباس السرجاوي ملهوش علاقة بالخمسة كيلو بودرة اللي قفشناهم في عربيتك إمبارح
مازال الأخر هادئ إلي درجة تثير حنق صقر الذي ينفث دخان سېجاره بقوة قسمات وجهه كما هي منذ ثماني سنوات اختطف الزمن من عمره ثمانية وثلاثين عاما مضت ومازال وسيما برغم التعب والإرهاق كليهما يظهر علي ملامحه وذلك يرجع إلي قلة النوم وربما عدم النوم لمدة يومين متتالين بسبب عمله في مكافحة المخډرات والقبض علي تجار السمۏم وكل من يعمل معهم.
نظرات عينيه المترقبة تنذر بأن الوضع ليس في صالح هذا الرجل الغير مبالي لما سيحدث له لاسيما بعد أن أجاب علي السؤال بكل أريحية
و ربنا يا باشا زي ما قولتلك الحاجة دي بتاعتي أنا و المعلم عباس ما يعرفش عنها حاجة
أنهي صقر سېجاره واطفأ جذوتها المشټعلة في الوعاء الزجاجي المليء ببقايا السچائر الخامدة
صادق يا روح خالتك من غير ما تحلف
نهض بهدوء مبالغ من خلف مكتبه و علي حين غرة دون أن يأخذ الأخر حذره قام صقر بالقبض علي تلابيب ذاك المتهم الأحمق وصاح بصوت اهتزت له قراميد جدران المخفر بأكملها ويهز الأخر پعنف و ضراوة
أنت هاتستعبط يالاه و ربنا لو ما أعترفتش بكل حاجة لأخليهم في الحجز تحت يسهروا عليك و ما يخلوش عضمة سليمة فيك لحد ما تعترف علي معلمك
كاد المتهم يشعر بالاختناق و أخذ يسعل بقوة حيث تحول لون وجهه إلي الحمرة القاتمة تقدم سريعا أحد مساعدين صقر منه يهمس بالقرب من أذنه منبها إياه
باشا إهدي شوية الراجل هايموت في إيدك سيبوهلنا وإحنا هنخليه يعترف بطريقتنا
أطلق زفرة ومعها أطلق سراح تلابيب هذا المتهم الذي أخذ يلتقط أنفاسه بصعوبة حتي انتصب شعر رأسه عندما أصدر صقر أمرا إلي مساعده
خد ال.... ده علي الحجز وقبل المغرب يكون إعترافه متسجل في التحقيق
أومأ له مساعده بإجلال
اعتبره حصل يا صقر بيه
و قبض علي ذراع المتهم يدفعه نحو الباب مردفا
و أنت قدامي علي الحجز
عاد صقر إلي مقعده خلف المكتب يلقي جسده ويمسح وجهه بكفيه انتبه فجأة وكأنه يتذكر شيئا هاما بل شديد الأهمية بالنسبة إليه أمسك هاتفه وألقي نظرة علي الوقت فوجدها الثالثة عصرا
معقولة ما شفتش إتصالي بيها أكتر من عشر مرات لحد دلوقتي
فتح سجل المكالمات ولمس علامة الاتصال المجاورة لاسم Fayroz ظل ينتظر الرد و لا إجابة مثل المرات العشر السابقة زفر پغضب كعادته
ماشي حسابي معاكي لما أجيلك
أجري اتصالا أخر علي Mam وفي ذلك الوقت كانت السيدة شيرين تقوم بتطريز المفرش المثبت داخل أسطوانة خشبية توقفت عن ما تفعله عندما صدح رنين هاتفها أمسكت به ونظرت من خلف زجاج نظارتها الطبية فوجدت المتصل ابنها
ألو يا حبيبي
هي فيروز عندك
هتكون فيه يا حبيبي بالتأكيد في الشركة
بتصل عليها من الصبح و ما بتردش و لا حتي كلمتني قبل ما تخرج وتقولي إنها رايحة الشركة زي كل يوم
قالتلي و إحنا بنفطر الصبح عندها إجتماع مهم مع شركة تجميل من فرنسا يمكن عشان كدة مش عارفة ترد عليك
تصاعدت أنفاسه كالماء الذي علي وشك الغليان
إن شاء الله لو عندها زفت تسيب كل حاجة وترد عليا
فيه إيه يا صقر مالك متعصب كدة ليه! ده شغل و أنت أكتر واحد المفروض تبقي فاهم و تقدر إنشغالها و بالتأكيد لما تخلص الإجتماع هاتكلمك و لا لازم تديلك تقرير كل يوم هي رايحة فين و جاية منين و بتعمل إيه ارحمها بقي شوية
والله أنا حر و ده طبعي و هي عارفة كدة كويس
بس كدة أنت بټخنقها أنا عارفة أنك بتحبها و بتغير عليها جدا بس ضغطك عليها كل شوية هيخليها ټنفجر في يوم من الأيام
ماما لو سمحت دي حاجة ما بيني و ما بين مراتي إلا لو بقي الهانم اشتكتلك يبقي فيها كلام تاني
البنت ما نطقتش بكلمة بس أنا بقالي أسبوع قاعدة معاكم وشايفة الوضع كويس و مش عاجبني أسلوبك مع مراتك أنا عندي بنت و اللي ما اقبلهوش علي أختك ما أقبلوش عليها
زفر بضجر وسألها باقتضاب
خلصتي كلامك معلش أنا مضطر أقفل ورايا مشوار
عمرك ما هتتغير سلام
وأنهت المكالمة علي الفور تنظر نحو الفراغ بسأم
ربنا يهديك يا بني سبت كل صفات باباك الله يرحمه وورثت منه أسوأ طباعه
جاءت إليها إحدى الخادمات
شيري هانم الغدا جاهز
نظرت إليها الأخرى
الأولاد رجعوا من المدرسة
اه يا هانم وغيروا هدومهم و غسلوا
 

انت في الصفحة 1 من 10 صفحات