حب وغيرة وجنون للكاتبة سوما العربي
يجلب لها البيتزا للبيت ويقوم بشراء المارشميلو لها ولكن تقلصت معالم وجهه پحقد وهو لا يريد ذكر اسمه أمامها.. يكفيه حبها له الذى مازال ظاهرا.. يكفيه غضبه وهو يتخيلها وهى سعيده بما كان يجلبه سعد وتركض له تطبع قبله على وجنته بشقاوه وتلتقط منه ما جلبه لها. اغمض عينيه بقوه محاولا التحكم في اعصابه.
يونس حسيت...عشان تعرفى انى بحس بيكى.
نظرت له باستنكار فحديثه هذا لا يناسب سنة الذى شارف على الأربعين حقا. فهم هو نطراته فابتسم بمرارة قائلا كلامى صغير على سنى صح.... كبير انا عليكى مش كده.
احست هى بمافعلت فقالت محاولة التبريرلا انا مش..
قاطعها قائلا انا عارف انى كبير... وكبير عليكى انتى بالذات وفى فرق سن كبير بنا... 16سنه برضه مش قليلين ده عمر تانى.... بس انا قلبي لسه صغيره.
ابتسمت ابتسامة ساحره من جملته الاخيره. ابتسامة اثلجت قلبه وجلعلته يجلس بجانبها متحدثا براحه انا بدأت شغل من وانا فى الجامعه دخلت طب لأنى جبت مجموع كبير... بصراحة كان نفسى ادخل اى كلية عاديه عشان ماتبقاش محتاجه مذاكره وعملى وحضور ومجهود عشان اقدر اوسع شغلى الى ابتديته بالفين جنيه.
ابتسمت هى لما يقول ببشاشه فقال وهو يرى ابتسامتها التى اراحته. فمروه لاتحب ابدا ان يذكر امامها انه قد بدأ من الصفر وأنهم لم يكونوا أغنياء يوما وكل ماكانوا يملكونه هو مرتب والدهم من الدخلية. صحيح يجعلهم يعيشون جيدا ولكن ليس بدرجة الثراء خصوصا ان والده وقتها كان لا يزال ضابط صغير في بداية مشواره. تريده ان يتحدث فقط عن ايامه حاليا ولا يشاركها رحلة كفاحه وشقاءه حتى وصل الى ماهو عليه.
هى استثناء.. نظرت الاحترام والتقدير الممزوجه بالحنان وهى تستمع لبدايته الشاقه اراحته كثيرا وجعلت يتحدث بمنتهى الراحه وكلما تحدث كلما ارتاح اكثر.
فاكمل هو بس امى وابويا كانوا مصرين ونفسهم ابنهم يطلع دكتور ويتباهوا بيه.. امى كانت دايما تقولى يارافع راسى.. وابويا كان بيتفشخر بيا اووى بين صحابه لما جبت مجموع كبير فى الثانويه.. نظرت الفرحة في عنيهم وكلامهم بثقه قدام الناس خلتنى اجى على نفسى عشانهم وعشان افرحهم. مش خوف منهم ابدا.. انا من صغرى راجل وشخصيتى قويه لكن ماحبيتش اطفى الفرحه والحماس الى شوفته في عنيهم.. ودخلت طب كنت بذاكر حاجة مش حاببها ابدا بس طول عمرى فى القمه فلازم ابقى فى القمة... اصل نبر وان ده عندى لازم يبقى فى كل حاجة. ماكنتش بنام تقريبا... بين مذاكره وعملى وچثث ومشرحه.. وبين شغلى اللى بحاول اكبره وازوده... تعبت... تعبت بجد.. بس فضلت مكمل... حبيبت بنت كانت معايا في الجامعة وهى كمان حبيتنى.... بس لما قربت منها اكتر حسيت انه لا مش هى دى... كانت ناشفه بمعنى جامده فى مشاعرها.. بتحسب لكل حاجه... ده غير أنها دايما كانت بتستهزأ بيا وبمشروعى وتقولى ركز في الطب... احنا ممكن نعمل منه فلوس كويسه اووى. عند الجمله دى ووقفت.. ونهيت علاقتنا... الإنسان اللى يحول الطب والدوا لبزنس يبقى معډوم الحس والمشاعر يبقى من الاخر زبااااااله.
كانت تستمع له وابتسامتها تتسع اكثر واكثر ووتجمع الدموع بعينيها بحب ولكن حب التقدير والاحترام والحنان وليس حب امرءه لرجل.
كانت ابتسامتها ونطرة الاهتمام والانصات لحديثه تريحه اكثر وتجعله يتحدث اكثرمن ساعتها قفلت قلبى وقررت اركز على الحاجات الكتير اللي ورايا.. وان لما الحب ييجى هيهز كيانى لوحده... انا مش محتاج ادور عليه هو هييجى ويشقلب دنيتى ويلغبطنى ويغير كل تفاصيلى... ساعتها هكون عارف ان هو ده الحب فامش هتعب نفسى ولا هضيع وقتى فى انى ادور عليه.
ابتسمت قائله وهى تنظر له بانبهارمنطق عجيب... بس صحيح جدا.
ابتسم لها بعشق مكملاخلصت كليه بصعوبه لكن بتفوق... واتخرجت... حاولت أرضى اهلى أمارس الطب لكن ما قدرتش وساعتها قررت انه كفاية كده ارضى اهلى وكفاية سنين التعب والاجهاد فى الكليه الى هما كانوا عايزنها... انا هعمل بقا اللى انا عايزه. خصوصا أن شغلى كان بدأ فعلا يكبر وبقى ليا اسم كبير في السوق. بعدها طبعا امى زى اى ام مصرية اصيله بدأت تزن عليا فى الجواز انت اتخرجت وماشاء الله بتشتغل ومعاك فلوس كويسه اوووى ايه اللي يمنعك تتجوز.. طبعا مع الايام السيد الوالد انضم لحزب ماما ومن ضمنهم اخواتى قالها وهو يغمض عينه بقوه متجنب ذكر اسم سعد امامها لا يريد ان يشاركه معها حتى هذه اللحظه اليتيمة ايضا وبعد زن كتير بدأت افكر مع نفسى طب مانا مستنى ايه... انا مش بحب واحدة معينه ليه بقا ماتجوزش واعمل أسرة خصوصا انى فعلا مرتاح ماديا ويمكن الى اتجوزها دى تعرف تدق قلبى.
ابتسم بتهكم مكملالكن اللى حصل كان غير كده خالص... امى اختارت واحدة بنت ناس.. بنت سفير.. عشان تليق بابنها الدكتور و رجل الأعمال... وهى ساعتها ماشاءالله.. ماكنش باين ان فيها عيب ولسوء الحظ سرعنا فى الجواز لأن باباها على حسب ماقال ساعتها مسافر لأنه هيبقى سفير مصر فى النرويج ولازم يتمم الجوازه ويطمن عليها الأول قبل ما يمشى. وفعلا اتجوزنا.. وبدأت تظهر شخصيتها اللى بجد... ماحبتش تعرف يونس اللى بجد.. يونس جوزها... حبت تعرف يونس رجل الأعمال... ماتحبش ابدا تسمع رحلة كفاحى اللى انتى قعدتى تسمعيها منى بابتسامه.. لا كانت مش عايزه تسمع وبصراحه انا اصلا ماكنتش حابب احكى... فضلت انى افضل قدامها يونس العامرى رجل الأعمال القوى... افضل بالقشره القويه اللي من برا قبل جوا....أفضل قدامها وقدام الكل حتى امى وابويا واخواتى.. بس كنت بجد تعبت ويوم ماقررت انفصل عنها لان الحياة الجامدة الى مافيهاش مشاعر دى مش منسبانى وكفايه عليا حياة الجمود فى الشغل والناس وانى عايز واحدة مريحه وحنينه وتحب يونس بس مش يونس العامرى. وقبل ما انطق واقولها قرارى لاقيتها جاية تقولي انها حامل. ساعتها سكت... مانطقتش... على اد مافرحت بالحمل على اد ماحزنت انه ربطنى بيها.. بس بعدها قعدت مع نفسى وقررت ابقى متصالح مع احوال حياتي واحاول اتقبل مروه بشخصيتها واكيد السنين والأمومة هتغيرها للأحسن.. بس للاسف الايام زادتها سوء.... انتى عارفه ان انتى بتهتمى بمالك اكتر منها... بتبقى حنينه معاه اكتر منها... بس مضطر اتحملها لأنها ام ابنى وهو مهما كان دى امه وخصوصا انه كبر وبقى عنده خلاص سنه وفاهم مش هينفع... مش هينفع.
اغمض عيناه براحه نفسيه
عندما أخرج هذا الحديث معها.. اخذ شهيق بعمق يسحب مع الهواء رائحتها التى تجعله يهدأ ويستكين اكثر واكثر.
نظرت لهيئته قائلة بابتسامة عذبهيااااا... انت تعبت اوووى... بس انا متأكده انه إن شاء الله ربنا شايلك عوض كبير اووى. ربنا مش بيضيع مجهود حد... اكيد ربنا هيكافئك بأى شكل من الأشكال المهم انه هيعوضك.
فتح عيونه مبتسما ونظر لها بعمق وغموض قائلا فعلا....احلى واكبر عوض.
نظرت له باستغراب وفضول لتعرف مقصده. ولكن طرقات عاليه على الباب اوقفت تسائلها. فنهض مبتسما قائلا وهو يذهب لفتح البابده اكيد الاكل.
ذهب هو وبعد ثواني دخل