تعلقت بوقاره
ما ختتخلصي من الموضوع...
قلت بأسى خلاص ما بقاش يهمني خالص....
انا حكتلك مع محامي كويس حيجي بعض الضهر عشان يرفعلك قضية طلاق وتتخلصي من الموضوع كله تماما وقلي انو سهل اوي عشان بقالو 6 شهور غايب وما تعرفيش عنو حاجة يعني الموضوع اعتبري انتهى....
قلت وانا ابتسم بيأس ياريت كل حاجة بالسهولة دي تخلص بالورقة والقلم..
اعطاني الصندوق قائلا ده ليكي....
نظرت اليه قائلة ايه ده
افتحيه طيب...
فتحته لأجد فيه عدة رسم كاملة من الريشة الى الاوراق والالوان...
ده شخبط شخابيط ...عشان تبتدي من جديد الرسم وتعلميني ...اصل رسام فاشل..من يوم ما تخرجت من الجامعة وانا نفسي يبقى عندي موهبة ولسه بحاول......بس في شوية وقت يعني ماما بتقولي كده ....
ابعدت وجهي عن الصندوق فورا قائلة بحړقة....انا متشكرة...بس انا مش عايزة ارسم......
لازم ترسمي...لازم كل يوم اشوفك بترسمي لوحة جديدة...وحديلك رأيي بردو يعني عنجي شوية ذوق..
انتي مش عاوزة ترسميلي ....ارسميليي لوحة وانا ححطها جوة قودتي...اوعدك
لم ارد عليه....فقط رأيت من بعيد مشهدا افرحني بشدة. وجدت رانية ومعها اختي سهى يتقدمان نحوي....
وقفت وارتميت في حضن سهى من شدة فرحي وبدأت ابكي..
سهى ايه المفاجأة الجميلة دي...جيتي من لندن امتى..
انا بقيت كويسة الحمد الله...بتحسن يوم عن يوم...
قالت رانية اهو شفتي جبتلك كل الي بتحبيهم ...بس يا خۏفي اطلع برة انا..
تركتني انا وسهلا واتجهت نحو الدكتور ذياد تتحدث معه وانا انظر اليهما من بعيد وكن من الواضح ان يوجه اليها مجموعة من النصائح عن كيفية معاملتي ... لم استطع ان اسمعها...ثم عادت من جديد تقول...
قال سهى اه رائع بشكل....يا بختك يا مريم ده بيعالجك...
قالت رانية ايه يا بت اسكتي لاقول لجوزك ايه ده الله
هو في لندن دلوقت يعني هو سامعني...
قلت وانا ابتسم تعالو نطلع قودتي....
سهى انا نفسي اخدك ونروح كلنا نرجع لبيت ماما ....صعب
قالت رانية انا دلوقت كنت بكلم الدكتور في الموضو ع قلي انو صعب دلوقت..يعني اسبوع كده ممكن..
حضنتني سهى قائلة وانا ياما بعدت عنك...وما كنتش قريبة منك...وانا حاسة ان اختي دلوقت بحاجة لية...الغربة وحشة اوي يا بنات اوي....
وقضيت الاسبوع الاخير في المستشفى محاولة ان ابدأ الرسم ولكنني لم اجرؤ على المحاولة..الا ان سمعت اغنية صوتها اتى الي من الخارج...كانت نفس الاغنية التي رقصت عليها في يوم انا وجمال .........فسرت في عروقي رغبة خفية.....واتجهت نجو الصندوق واخرجت ما بداخله..... وأ مسكت الريشة شعرت ان في داخلي حماس كبير ولكن ما ان بدأت الرسم حتى تذكرت الرسومات التي في يوم رسمتها لكتاب جمال منذ ان تعرفت عليه.....وبدأت صورها تأتي الى رأسي....عندها .......بدأت يداي ترتجف وبدأت دموعي تنزل ...وبدأت ارجف واشعر بقلبي يطرق بشدة ...وبدأت اصړخ...
دخل غرفتي الدكتور ذياد ومعه ممرضة ما ان رأني بهذه الحالة وهو يقول لي...
لق يا مريم لق...اجمدي....انا مش حديلك حاجة...لا ادوية ولا حقن...لازم تهدي ...اشار الى الممرضة قائلا... هاتي كباية مية بسرعة....
وقال لي وهو يأمرني يلا اوقفي...يلا....
قلت وانا ارجف مش قادرة مش حاسة برجلية...
وجدته يهب واقفا .....ويخرج ثم يعود وهو يحمل في يده كتابا....بدأ يقرأ منه....
احببت الشتاء لأجل عينيكي
وليس لحبي بديلا
واعشق الوحدة لأجل عينيكي
وليس لدي مستحيلا
حبات المطر تتساقط قطرات
تطفىء ڼارا اشعلها فتيلا
لم اعلم هل حبك اجتاح روحي
سيتركني احيا ام يرميني قتيل
انه كتاب الشعر الذي الفه جمال.....
ما ان سمعت الابيات التي كان يقصدني بها في يوم حتى اسرعت اليه وامسكت الكتاب ومزقته كله امامه في حالة من الجنون.....
ولكنني وقفت على قدماي...والطاقة العجيبة التي اتت الي بعد ان كنت قابعة على الارض لا استطيع ان اتحرك لا اعلم من اين اتت....
نظر الي عندها قائلا بعد ان شاهد چنوني...
دلوقت ممكن تكملي رسم....تصبحي على خير...
في اليوم التالي دخل دكتور ذياد الى غرفتي ليجدني نائمة ولكن الى جانب السرير صورة نافذة ومطر ........
الفصل الثالث عشر
وتغيرت حياتي الى نحو افضل شيئا فشيىء.....عزيمتي اصبحت اقوى...وضعفي مع الوقت بدأ يزول....
وهذا طبعا بفضل الله وبفضل الدكتور ذياد.....
دخل الي في يوم الى غرفتي في المستشفى....قائلا....
انا جية اقلك على حاجتين.....
ابتسمت قائلة اتفضل
اول حاجة انتي بكرة الصبح خلاص حتطلعي من هنا....وتاني حاجة موضوعك مع جمال انتهى خالص والقاضي حكملك طلاق غيابي وبقيتي حرة....
نزلت من عيوني دمعة لا اعرف هل كانت حزنا ام فرحا وقلت انامش عارفة..مشاعري متلخبطة....بس انا ....
شجعني قائلا قولي يا مريم ما تخليش حاجة في قلبك قولي الي عاوزاه...مهما كان صعب...
قلت وانا امسح دمعتي انا رغم اني بقيت كويسة واحسن من قبل ما تعرف على جمال بس انا مش حرتاح خالص غير لما اعرف هو عمل فية كده ليه...
قال وهو يهز رأسه انا معاكي ....ما حدش يبقى سعيد وفي سر سببله كل الي هو فيه ده وما عرفوش...بس السر ده احيانا لو اتقال يبقى اصعب من انو يفضل مستخبي....الموضوع ده بالذات لازم تسيبيه على
الله....وربنا ان شاءالله حيسيرلك الخير يا مريم....انت اهم حاجة زي ما اتفقنا لازم تشتغلي وتغيري حياتك واهم اهم حاجة ما توقففيش رسم..انا بلوحاتك عملت معرض في قودتيضحك وهو يقولها
ان شاءالله يا دكتور..
انا برددو بقترح عليكي حاجة..حتريحك
اتفضل...
ممكن تسافري اي بلد تطلعي من هنا خالص وتبعدي عن اي جو انتي فيه وكنتي فيه....صدقيني حترتاحي..
خرجت من المستشفى وبقيت يومين في منزل والدتي مع سهى وبعدها سافرت معها الى لندن بناء على رغبتها خاصة مع غياب زوجها في مهمة الى اليابان....فكانت فرصة جيدة لاقضي معها ايامي اللندنية...
وفي كل دقيقة كنت اقضيها هناك كنت اشعر ان الدكتور ذياد على حق...
الشتاء دوما مصر على اللحاق بي اينما ذهبت.....فلقد تركت مصر في فصل الربيع ....وها انا عايش فصل الشتاء من جديد بكل حيثياته...بضبابه...بأمطاره..برعده ببرقه.....ورغم ان الذكريات عادت الي من جديد....الى انني لم ايأس ولم انهار ولم ابكي....بل تنشقت من داخلها عبيرا خاصا اخذني الى ما بعد جمال....اخذني الى كلمات الدكتور ذياد ونصائح الدكتور ذياد...عليي ان اغير حياتي واعيش من جديد.....وحققت الامر...
اكتشفت عالما جديدا بكل ما في الكلمة من معنى....وجدت كيف ان المرأة هناك تعمل وتسعى دائما لأن تكون متميزة في كل المجالات.....وهي صاحبة شخصية قوية لا يحدها اي شيىء ...ولا يتوقف حلمها مهما كان بعيدا....
دخلت المسارح والمتاحف .... معارض الرسم .....وفيها عرفتني سهى على راشيل
سيدة في الاربعينات من عمرها وتعتبر رسامة ذات شهرة كبيرة...والدها مصري وامها بريطانية....
رغم المدة القصيرة التي تعرفت فيها عليها الا انني اصبحت انا وهيا اصدقاء....تحدثنا كثيرا عن الرسم والنحت والفن والشعر...
دعوتها الى منزل اختي على العشاء....واستغليتها فرصة لأخذ رأيها في بعض الرسومات التي جلبتها معي من مصر....
وقفت بذهول وقالت...
ايه ده بجد....ده رسمك انتي.
قلت