بالغرام قلبي تغني
بيه إلى أن قالت مشغول فهو يعلم أن ما رأته تركز في عقلها ولن يمحى بسهولة
تحدث قائلا بعد أن تنحنح بهدوء
ولا يهمك يا سما
سألته هي أيضا باستغراب قائلة
وحضرتك جاي ليه
أجابها بهدوء كما عادته
أخويا عنده مشكلة وجاي أشوفه
نظرت له باستفهام وما وصل إلى عقلها وصل إلى عقله هو أيضا ليتجها إلى مكتب المعيد سويا..
بعد أن دق الباب سمح له بالدخول لتدلف هي أولا ثم دلف هو خلفها..
ربتت سما على ظهرها پخوف وقلق وهي تحاول أن تهدأها ولكن دون جدوى فصاحت بحدة سائلة عبد الرحمن بنفاذ صبر
في ايه يا عبد الرحمن منة مالها
قص على مسامعهم هم الاثنين ما حدث وما رآه لتنظر سما پغضب إلى أكنان الذي عندما رأها وهي تبكي هكذا وتخفي وجهها في أحضان شقيقتها شعر بالخجل الشديد من نفسه والشفقة عليها وهذه لأول مرة يشعر هكذا منذ أن عرفها ولكن حقيقيا قد تهشم قلبه عندما وجدها بهذه الحالة وهو لم يكن يقصد ما وصل إليهم!..
أنت إنسان قليل الأدب وأهلك معرفوش يربوك ولو محتاج تربية يبقى إحنا نربيك من الأول
نظر لها مصطفى وهو غير قادر على الحديث فقد أخجله أخاه أمامها توجهه إلى منة التي إلى الآن وهي في أحضان شقيقتها
رفعت منة رأسها پغضب وعيونها منتفخة من أثر البكاء ثم هتفت قائلة بحنق
وأنت مين أنت كمان
تحدث مصطفى بخجل وهو ينظر إلى سما الذي كانت تنظر أيضا إليه خائڤة مما يجول بعقلها
أنا أخوه
كررتها سما پصدمة كبيرة قد تلقتها للتو
أخوه!..
أومأ لها مصطفى لتزيح عينيها من عليه وتتجه بهم إلى شقيقتها تعاود عليها السؤال مرة أخرى
نظرت له منة بضعف وڠضب في آن واحد ثم قصت على مسامع الجميع منذ أول مرة تعرفت عليه بها إلى اليوم وكلما كانت تتعمق في الحديث كان يزيد ذهول الجميع ومن شعر بالڠضب الشديد هو عبد الرحمن الذي أخفت عنه كل ذلك
استكملت منة حديثها قائلة بضعف
أنا حاولت أبعد عنه بكل الطرق لكن هو كان مصمم يأذيني معرفش ليه
أنا آسف
هتف عبد الرحمن بعصبية شديدة بعدما غلت الډماء بعروقه لما حدث منذ الوهلة الأولى وهو لا يدري
آسف على ايه أنت ماينفعش معاك غير السچن
صاحت سما قائلة بحدة وهي تنظر له متناسيه أن مصطفى شقيقه
كل اللي أقدر أقوله ليك أنك إنسان قذر وحقېر ولازم تتعاقب علشان تحترم بنات الناس
أنا آسف أنا كمان يا جماعة على اللي عمله وحضرتك تقدر تعاقبه زي ما أنت عايز كل واحد لازم يتحمل نتيجة أخطائه
نظر له العميد ثم هتف قائلا بتوتر من تلك النظرة
فصل شهر يا أكنان واعتذار لزميلتك وتمضي على تعهد أنك مش هتقربلها تاني
أجابه قائلا بهدوء وهو ينظر لها
موافق
تقدم منها ثم وقف أمامها وهتف بندم حقيقي يظهر بعينيه ولكن لم تراه هي
أنا بجد آسف يا آنسة منة ياريت تسامحيني على الغلطة دي أنا مكنتش أقصد كل ده
لم تجيبه بل أدارت وجهها الناحية الأخرى ببرود بينما سما و مصطفى كل منهما ينظر للآخر وهناك حديث عميق يريد أن يخرجه لها ليس بعد دقيقة بل هو يريد التحدث معها الآن ولكن لم ولن يستطيع
خرجت منة مع عبد الرحمن و سما التي شكرته كثيرا على وجودة مع شقيقتها ولكنه قال ل سما بأن منة كأخت له كما وعدها أن تكون ثم بعد ذلك ذهبت منة و سما إلى محل ملابس لتأتي لها بقميص حتى لا تكتشف والدتهم ما حدث بينما ذهب أكنان مع مصطفى الذي كان يتوعد له.
_
جلست على الأريكة في غرفة الصالون وفي يدها كوب من النسكافيه تحتسي منه بينما الهاتف في يدها الأخرى تحمله إلى أذنها تتحدث مع والدتها بضيق فيبدو أن حديثها لا يروق إلى والدتها
تحدثت قائلة وهي تزفر بضيق كما تفعل في كل المرات السابقة
لا يا ماما طبعا من حقه يتجوز
صاحت والدتها من على الناحية الأخرى بحنق وهي ترى أن ابنتها تريد تخريب بيتها بيدها
يابت افهمي بقى الراجل شاريكي وراضي باللي ربنا كتبه ليكم مع بعض بتغصبي عليه يتجوز ليه دا أنت فقرية زي ابوكي
زفرت ياسمين مرة أخرى بضيق شديد ثم وضعت كوب النسكافيه على الطاولة أمامها لتردف قائلة
فقرية علشان عايزاه يخلف ويشوف عياله ده مش ذنبه على فكرة إني شيلت الرحم هو راجل ومحتاج سند وأنا فاهمه كلامك وعارفه أن أي ست معاها راجل زي عمر مكتفي بيها هتفرح جدا ومش هتخرب بيتها لكن أنا كده سعادتي على حسابه يا ماما
ألقت والدتها بعض الكلمات اللازعه في نفسها دون أن تستمع إليها ياسمين ثم زفرت وتحدثت بهدوء سائلة إياها
وأنت بقى يا عين أمك هتفرحي لما تلاقيه داخل عليكي بضره كده أنت هتقعدي وتبردي..
تجمعت الدموع في مقلتيها وابتلعت غصة حادة تكونت في حلقها ثم اجابتها قائلة
ماما أنت ليه بتقطمي فيا.. أنا عارفه أنه صعب وكمان لو وافق هيكون مستحيل بالنسبة ليا إني أشوفه مع غيري بس أنت متعرفيش إزاي عنيه بتبقى هتخرج من مكانها لما أخوه ينزل أجازه بولاده ماتتخيليش إزاي بيقضي كل وقته معاهم وهو فرحان والفرحة مش سيعاه أنا مش ممكن احرمه من الفرحة دي لمجرد إني أنانية..
شعرت والدتها بالحزن الذي تكنه في قلبها فصاحت قائلة بهدوء محاولة أن تخفف عنها
يابنتي والله أنا خاېفه عليك أنا عارفه أنك مش هتستحملي يا ياسمين
خرجت دمعة كانت أسيرة عينيها ولكنها محتها سريعا حتى لا تستسلم لدموعها وهتفت قائلة بجمود
هستحمل يا ماما علشان خاطرة علشان كل حاجه حلوة عملها ليا وبإذن الله هكلمه في أسرع وقت...
تحدثت مع والدتها في أمور عدة ولكن قلبها وعقلها منشغل بذلك الرجل الفريد من نوعه الذي إلى الآن مكتفي بها ولا يريد أن يرى الحزن بعينيها ولكن أتى دورها الآن لترد له شيء واحد مما فعل لها في كل هذه السنوات.
جلست في شرفة منزلهم البسيط تنظر إلى المارة في تلك الحارة الشعبية البسيطة رفعت رأسها للسماء وهي تفكر في اليوم الذي مرت به مع ذلك الأحمق الذي باتت تبغضه بشدة وأكثر من زي قبل بمراحل ولكن لا تعلم لما هناك شيء يدعوها للتفكير به دوما
اعتقدت أنه من الممكن أن يكن شخص طيب القلب لذلك هناك شيء يجعلها تتذكر تصرفاته معها تتذكر طريقة حديثة وكل شيء رأته
به ولكن اليوم لم يجعلها ترى منه إلا الذعر والخۏف الشديد في لمح البصر كان سيؤدي بحياتها إلى الچحيم هي تبغضه ولكن تفكر به دائما ولا تدري لما.. يأتي السؤال دائما بخلدها ولكن تخاف من الإجابة عليه... ولكن الآن قررت أن