مكان مشپوه
وكأنها أتت في الحال وقررت
أن تثير ضوضاء بافتعال صوت مرتفع حتى يسمعها إياد
ويعتدل في أفعاله لتحافظ على ماء وجهها وطبعت على
شفتيها ابتسامة فلطالما اعتادت التمثيل فلا بأس في تمثيل
مشهد من حياتها الواقعية وقالت
ازيك يا معاذ إياد جهز خلاص للحفلة
قال معاذ مبتسما وهو يصافحها بترحاب ولكن به بعض
الارتباك لم يغيب عن عيني غدير بحكم مهنتها
أهلا بيكي مدام غدير نورتي الحفلة أه طبعا مطربنا الكبير هيطلع حالا.
سمعت غدير ضوضاء مثل شيء وقع على الأرض
ثم انفتح
الباب على مصراعيه وخرجت منه فتاة أقل ما يقال عنها
بتنورتها الزرقاء والتي لم يصل طولها لركبتيها وإنما ارتفعت
عنها بعدة إنشات وكنزتها الذهبية ذات الحمالات الرفيعة
مبرزة بشرتها البيضاء بمفاتنها وقوامها المثير ثم ابتسمت
الفتاة بأحمر شفاهها الڼاري وهي تصافح غدير وبيدها
الثانية صورة إياد وعليها توقيعه
هاي مدام غدير الفنانة وملكة الشاشة...
ابتسمت غدير ببرود وصافحتها بأنفة أهلا يا...
أكملت الفتاة وهي تعدل حمالة كنزتها
بعد جملة سيلين خرج رجل من الغرفة طويل القامة بجسد
رياضي وشعر أسود يوقفه على طراز أحدث صيحات
الموضة بذقن ناميه تزيده جاذبية وعدل قميصه الأبيض
مقبلا إياها على وجنتها
غدير حبيبتي وحشتيني انتي لسه جاية شكلك صح
ابتسمت غدير بزيف أكثر ووضعت أصابعها لامسة ذقنه
اه يا حبيبي مرضتش أتأخر عنك.
وراقبت سيلين وعينيها التي تكاد تطلق نيران غيرة قاټلة
ولو تملك مسډسا لأطلقته عليها من كثرة ما رأته بعينيها
البندقيتين.
تنحنح إياد وهو يلتفت إلى سيلين وكأنه يعتذر بعينيه عما
تفعله زوجته معه يا لسخرية الموقف.
وقال غامزا بإحدى عينيه
أشوفك قريب يا سيلين عايزين نعمل دويتو سوا أوكيه .
ابتسمت سيلين وحدجت غدير بانتصار
أكيد يا إياد أنا هتفرج عليك ناو باي.
ولوحت لهم مغادرة التفتت غدير إلى إياد والسخرية
تداعب كلماتها
واضح إن سيلين صوتها حلو.
لف إياد رأسه إليها بقوة وابتسم مظهرا أسنانه البيضاء
الناصعة
أوي حلو أوي صوتها.
احتقن وجه غدير وأصبح يشبه لون شعرها ولاحظه
معاذ الذي كان يراقب هذه المسرحية الهزلية وقال
مغيرا الحديث
طب يلا يا إياد علشان الجمهور والإستيدج.
خطى إياد ويده تحاوط خصر غدير
يلا يا معاذ .
ثم نظر إلى غدير
حبيبتي طبعا أول واحدة هتكون
جنبي.
رغم ما رأته إلا سحر كلماته سحرتها فعليا ورددت ورائه
بكل صدق وعينيها الفيروزيتين تشع حبا
وأنا هفضل جنبك يا حتةمن قلبي.
ثم وضعت رأسها على كتفه بدلال وهو يلصقها أكثر بجانبه
وبدأت الكاميرات تلتقط بعض الصور وتركوهم يلتقطوا
ما يريدوه أو ما أرادت غدير أن يراه معجبوها.
يلا يا بسملة غني بقا
قالتها فتاة في أوائل العشرينات ذات شعر بني نقي وعينين كلون خصلاته ضحكت بسملة ووضعت يدها على خصلاتها الكستنائية
التي كادت تسقط على حدقتيها اللوزيتين من نعومته
المفرطة وطوله الملفت.
ثم أخذت شعرها جانبا
خلاص يا سالي كفاية بقا أنا
ناقص أعمل ألبوم كامل دا أنا غنيت لكل المطربين.
هزت سالي رأسها نفيا وقالت بإصرار
لا يا ماما مش هتهربي مني ما صدقت اقعدك كده و اخليكي تغني بصوتك الخيالي ده يا بخت مروان بيكي.
احمرت وجنتا بسملة خجلا عندما سمعت صوت رجولي
يأسرها
فعلا يا بختي بيها مفيش زي بسملة ولا هيبقى
فيه.
التفتت بسملة إلى صاحب هذا الصوت ولم يكن سوى زوجها مروان ذاك الرجل ذو الطول الفاره والعينين
الجبليتين ذات اللمعة المميزة التي عشقتها من أول وهلة
منذ أن كان معها بالجامعة وكان يحبها هو أيضاثم أتت
منه قبلة حانية على وجنتها الوردية ونظر إلى سالي مازحا
وهو يجلس بمقابل بسملة
وبعدين يا همي الصغير عايزة ايه من بسملة
ماسكة البنت وفاتحالها تحقيق ليه هو علشان صوتها حلو
تروحي مضيعة أحبالها الصوتية.
ضحكت بسملة ووضعت سالي يديها بخصرها
يا سلام يا خويا بقيت همك دلوقتي ماشي شوف مين اللي هتعملك اللازانيا اللي بتحبها يا طفس.
اصطنع مروان الحزن
كدة يا سالي قلبي...قلبي طب ابقي شوفي مين اللي هيجبلك التشوكليت و الكانديز بتاعتك.
رفعت سالي يدها باستسلام وهي تشير إلى بسملة
لألأ كله إلا التشوكليت والكانديز يا كبير خلاص عندك اهي
إن شا الله تبيعها في سوق العبيد.
ارتفعت ضحكات مروان و بسملة وهما يراقبان سالي
التي باعت بسملة وتركتهما بمفردهما.
أخذ مروان زوجته في حضنه هامسا وهو يتأملها
هو صحيح ينفع أبيعك في سوق العبيد
لكزته بسملة في بطنه محذرة
مروان هقرصك
تأوه مروان مازحا ثم ورفع احدى حاجبيه عبثا
و أنا هبوسك.
همست بسملة والحمرة تغزو وجنتيها مرة أخرى
ېخرب عقلك مروان إحنا مش في البيت إحنا في الجنينة بتاعة مامتك.
هز مروان رأسه هامسا في أذنيها
إمممم وإيه المشكلة وكمان قاعدين على المرجيحة مش شايف إيه المشكلة إني أبوسك بردو
سمع صوت والدته وهي تأتي إليهم من الخلف
المشكلة يا روح مامي إن دي إسمها قلة أدب وفيه أوضة تلمكم.
راقب مروان شقيقته الصغيرة التي تخرج لسانها إليه لتثير
حنقه.
فقام مروان مبتسما وهو يحتضن والدته وبنيته مفاجأة
سالي
ماما أمي الحنونة ست الحبايب يا حنانا انتا
قاطعته والدته مازحة وهي تحتضنه
جرى إيه يا بني إنت قلبت على فايزة أحمد واللمبي كده ليه
ثم نظرت إلى بسملة وهي تقبلها بمودة
حبيبتي بوسبوس وحشتيني معلش إتأخرت عليكي كنت في مشوار بس بيتهيألي إن سالي قامت بالواجب معاكي.
ابتسمت بسملة وعينيها تفيض حنان متأملة والدة
زوجها ولا يهمك يا طنط سعاد أه طبعا سالي دي
حبيبتي و أختي الصغيرة.
ذهب مروان إلى سالي من خلفها مباغتا إياها وأخذ
رأسها تحت ذراعه كحركات المصارعة الحرة وفاجئها
والله دي أختك الصغيرة دي شكلي هعملها كفتة ندهتي
ست الحبايب يا سالي يا ريتها ما خلفتك وكانت إشترت كلب.
صړخت سالي محاولة التملص من بين ذراعي مروان
بس يا زفت يا مروان يا مامييي.
ضحكت بسملة و سعاد وجلستا تاركات مروان و
سالي يتعاركان كالثيران وبدأت سعاد بالتحدث وهي
تهز رأسها
مفيش فايدة هيفضل مروان و سالي زي القط و الفار عارفة لو يوم يعدي وميتخانقوش نقول أنا وباباهم عمك صالح إنهم زعلانين من بعض.
ثم هتفت سعاد وهي تضحك
_ مروان سيب سالي هتفطس في إيدك يا حبيبي.
أفلت مروان ذراعه من حول عنق شقيقته سالي
وقامت تلك الأخيرة هاتفة ووجهها محمرا
ماشي يا مروان إما وريتك
نظر إليها مروان واڼفجر ضاحكا ونظرت كلا من بسملة
و سعاد إليهما وضحكتا بدوريهما على مظهر سالي
فلقد وقفت خصلاتها للأعلى بشكل أشعث وكنزتها
أصبحت خارجة من بنطالها مظهرها كان هزليا.
احمر وجه سالي وقالت مھددة
ماشي يا مروان والله لأوريك.
أشارت لها سعاد هاتفة
تعالي يا سالي أقعدي ربنا يهديكي و إنت يا مروان أقعد يا حبيبي إنتوا مش كبرتوا يا ولاد ولا أجيب الببرونة
حك مروان بإصبعيه في خصلات شعره بحرج
لا ببرونات إيه خلاص يا غالية هنتلم أهو وبعدين أنا دلوقتي
جعان و أكيد سالي حبيبتي ومناخير قلبي قصدي روح
قلبي من جوه عملت اللازانيا صح
نظرت إليه سالي پغضب وهي تعدل خصلاتها بأناملها
أه ومش هتاكل منها.
أخرج مروان حقيبة بلاستيكية ورفعها عاليا يظهرها إلى
شقيقته
طب ومين هياكل التشوكليت اللي جبتها.
قامت سالي وانفرجت أساريرها هاتفة وهي ټخطف
الحقيبة من يد شقيقها
حبيبي يا مورا أكبر قطعة لازانيا قطعة إيه الصنيه بحالها كمان.
اڼفجر الجميع ضاحكين على انقلاب حال سالي وقد
بدت طفلة بالفعل...
راقبها مروان وهي تهرول بسعادة
ملتقطة بيدها الحقيبة
التي بها