الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

عانس ولكن بقلم إيمان فاروق

انت في الصفحة 25 من 37 صفحات

موقع أيام نيوز


لتكمل ليلتها معه بين اضواء الشموع التي اعدتها من أجله نعم لقد اعدت وجبة عشاء مزينة بالورود واضواء خافته وشموع مشټعلة كحالها معه فربما تحظى معه بليلة مميزة ..ولكنه خذلها قائلا سوري دالى ..فالصغير يحتاج الى اصطحابي اليوم لمشاركته العشاء هو والسيد أمجد ..فليكن يوم اخر لنجتمع جميعا ..قالها بعملية وهو يتوجه الي الصغير الذي علق بكفه عند وصوله اليه ليتوجها سويا الى العربة التي استلمها عوض كهدية من الشركة نظرا لسعادهم بما قدمه وتقديرا لمجهوداته .

الصغير بسعادة وهو يستقل السيارة من الخلف فالمقعد الأمامي يجلس به اباه الذي صمم ان يشاركهم استقلال سيارتهم في سعادة من أجل الغلام ومن أجل وعوض الذي يعتبره بمثابة اخ له انا سعيد للغاية داد .. ممكن نتعشى في الخارج احتفالا بالسيارة الجديدة 
عوض من بين ضحكاته على حوار الصغير امم علمت انك لست فرح من أجلى ولكن من أجل السيارة .
فادي ببرائة انها جميلة للغاية وحديثة أيضا ..افضل من السيارات جميعا .
أمجد من بين ضحكاته التي تحمل الاعجاب للصغير على ذكائه برافو عليك فادي فعلا السيارة دي تعتبر نوع جديد وفريد غير السيارات الي في الكراچ .. لكن متغلاش على مستر عوض .
عوض بأمتنان فلولا تذكيته ومعاونته ما وصل لهذه المكانة اليوم بصراحة يا مستر أمجد .. انا مش عارف اشكرك على ايهوالا ايه لولاك كان زمان مفيش عوض .وكان زماني مترحل في صندوق لمصر .
متقلش كده عوض انت تستاهل الخير كله انت راجل وكفايه وقفتك معايا في المصنع وتحاملك على نفسك والعمل على تصحيح أوضاع العمال معايا لولاك المصنع والشركة كانوا وقعو في الفترة الي انا كنت في المستشفي بين الحياة والمۏت انت كنت مع فادي بتحافظ عليه .. انا خرجت من الحاډث الأخير وانا مرهق زهنيا وبدنيا ومكنتش فايق لأى شئ مۏت مراتي هزني قالها أمجد بشجن وحنين لۏفاة غاليته فهى حبيبته التي ساندته منذ ان اتى الى هنا تزوجها منذ خمس عشرة عام وانجبت منه الغلام بعد خمس سنوات من زواجهما ورحلت منذ اربع سنوات في حاډث مروع خرج هو ليقطنةالمشفي لعدة اشهر تاركا الغلام الذي نجى بصحبة عوض الذي كان حارثا امين لهذا الغلام .
الغلام وقد ترغرغت العبرات في عينيه متأثرا بتلك الحاډثة التي هاجمت مخيلته وفقد فيها امه وكاد ان يفقد أبيه هوالأخر مما جعله يهتف بصوت باكي من فضلكما لا تتحدثا عن هذا الأمر ارجوكم .. فأنا اشتاق لمام كثيرا .
عوض مقاطعا وقد لاحظ حالة الطفل الحزينة وفي محاولة منه لأخراج الصغير من حالته تلك هاتفا في مشاغبة ايه يازميلي في راجل بيعيط شاكلي هغير رأيي فيك يا معلم .
الصغير وهو يتمالك نفسه بشق الانفس ليمسح العبرات العالقة بباطن كفه الصغير ليثبت له انه رجل لا بيكي وهو يهتف بصوت باكي أنا لا اقصد البكاء . . هذا الماء ينزل دون ارادة مني .. واكمل مستطرا بطفولة انه لعين انا لا استطيع السيطرة عليه ولكن انا رجل ولن ابكي لكن اشتاق لأمي كثيرا.
نعم انه يعلم معني الحنين والاشتياق فهو أيضا يشتاق لأمه وابيه واسرته وهناك اشتياق من نوع خاص يتملك منه وهو يوصدة بكل ما اتاه من قوة مما جعله يطرد تلك الافكار في زفرة هواء ليتمتم بعدها في محاولة لجذب انتباه الطفل اليه وابعاده عن هذا الفكر الذي يرهق نابضه الصغير قائلا طب ايه رايك في دور شطرنج ووريني بقى الرجولة بتاعتك يا عسل.
الغلام وقد راقته فكرة ان يثبت له رجولته ولكن هو لن يستطيع أن يلعب معه هذه اللعبة التي تحتاج إلى تركيز وهو اليوم مشتت الفكر مما جعله يردف هاتفا حسنا سنلعب ولكن لا اريد جيم شطرنج بل جيمز ان اردت ان تتحداني .
أمجد الذي لم يتدخل في الحوار من قبل لأنه اشفق على الغلام فهو أيضا يشتاق اليها ولكن راقه فكرة عوض لأخراج الولد من حالته تلك ولكن من الواضح أن فادي لن يتخلى عن تلك الفكرة التي تؤرقه وتشتت تفكيره لذلك اراد ان يبتعد عن لعبة الشطرنج التي تحتاج إلى تركيز عالي مما جعله يفكر في شئ ما يخرج الغلام من تلك الحالة مما جعله يردف بهتاف تام يا عوض فادي هيكون قد التحدي اذا كان جيم شطرنج او جيمز ..واكمل مستطرا وهو يلوي رقبته تجاه الصغير القاعب في الخلف يترقب ما يقوله الأب بس الاول هنروح نعمل زيارة لمام علشان فادي يقدر يرتاح .
الصغير بسعادة ويشوبها بعض الشك مرسي ليك داد بس هى مام هتكون هناك هى وحشتني كتير .
أمجد بصدق ووحشتني انا كمان فادي . . وعلشان كده هنروح وأكيد روحها الجميلة هتكون في انتظارنا هناك .
عوض وقد راقه تفكير أمجد في معالجة الصغير ولكنه اشفق عليه من زيارة المقاپر
 

24  25  26 

انت في الصفحة 25 من 37 صفحات