الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

عانس ولكن بقلم إيمان فاروق

انت في الصفحة 28 من 37 صفحات

موقع أيام نيوز


الأكبر .
توجهت سيهام للقابعة بالداخل في اڼهيار والتي حالها لا يزيد عنها بشئ فكلاهما لديها چرح نازف تحاول ان توارية خلف ابتسامة مغتصة تتبدل بينهن لتردف سيهام قائلة في محاولة لتهدئة العمة أيه يانؤة ..احنا بيهمنا الكلام دا بردوا ..انتي عارفة عمتو مدب وبتقول كلام متعرفش معناه .
سناء وهى تتوجه اليها ببصرها في محاولة لرسم الرضى انا عارفه ان ام هدى بتهزر ..بس الكلام وجعني قوي ..يعني الوحدة بتفقد قيمتها لمجرد أن محصلهاش نصيب مع زوجها وانفصلت ..ليه العيب بيكون على الست ..مش يمكن اجبرت على كده ..مفيش ست بتحب ان بيتها يتخرب ..ولا تفضل انها تعيش وحيدة ..بس في كرامة لازم تخافظ عليها ..الجواز شركة لازم تحترم قواعدها .

معاكي حق ياعمتوا ..احنا ملناش ذنب في كل ده ..ولا بأدينا وصلما للوضع ده ..يالا معلش قومي علشان بابا عيزك وانا هغير واجي علشان نروح للشيخ .
تجلس أمام طاولة الزينة الخاصة بها تمشط شعرها وتفكر في الحديث الدائر بينها وبين عمتها وتتحاور مع نفسها بهزبان تفكر فى ظروفها التى ينعتها الناس بها وكأنها سبة فى جبينها عاانس لتردف بضجر وهى تحرك رأسها بضيق من تلك الهواجز .
أنا ذنبى ايه انى اتأخرت فى الجواز ..يعنى ابقى خريجة جامعة وبتشتغل شغل محترم .. واضتطر أنى أوافق على أى شخص علشان اتخلص من لقب عانس .طب ازاى هقدر وليه منحترمش رغبات بعض اكتر من كده ..وظلت تفكر في من اتوا قبل سابق قائلة في خاطرها .
العريس الأولانى.. أرمل ومعاه تلات عيال وعايز مربية لأولاده مش زوجة لانه لسه عايش في ذكرى زوجته الأولى .
والتانى متجوز ومعاه قرشين وجعينه وعايز واحدة لمزاجه ومتعته الشخصية وكمان عايز اسيب شغلى علشان رجولته بتنقح عليه ...
والتالت غير انه مش متعلم فمفيش أى تكافؤ ما بينا يعني ايه ميعبوش غير جيبه وانا جيبي عمران ..عمر ما السعادة هتشترى بالمال ..فين المودة والرحمة والسكن..
وغيرو وغيرو ..يبقى أنا ذنبى ايه في الحياة .. علشان يتحكم عليا كده ..ليه ليه ليه ياربي حطني في الوضع دا 
..عادت من شرودها ومحاورة ذاتها على دلوف والدها بعد أن طرق باب غرفتها ولم تنتبه ..فشعر بالقلق
وفتح الباب ودخل ليطمئن عليها لتوجه اليها وهى واضعة وجهها خلف يديها متأثرة بشئ ما ..مما اثار فزع الاب ليهتف قائلا مالك ياقلب بابا ..فيكي ايه ياحببتي انتي تعبانه كفالله الشړ 
حركت رأسها بنفي وهي تمسح وجهها ساحبة الهواء لتزفره براحة حتى تهدئ من نفسها ومن صراعها الداخلي ابدا يابابا مفيش حاجة ..انا كويسة ..هكمل لبس الحجاب وهاجي وراك على طول ..بس ياريت تطيب بخاطر عمتو سناء ..احسن مچروحة قوي من كلام عمتو ام هدى ليها .
أومى لها الاب بالأسى متنهدا والله يابني معارف عقولهم دي بتقولهم ايه ..كل واحدة بتحدف طوب من بقها وترجع تقولك انا مقصدتش ..وفي الاخر علشان بعاتبها خدت في وشها وعتزرت ومشيت .. وبصراحة أنا سبتها تمشي علشان ميكونش في ضغط على سناء ..هى حساسة ومشاعرها مرقة من الي حصلها وانا حبيتها تهدي وكمان صممت انها تيجي معانا وقلت لأمك تستنى هى هنا .
أومت له بأعجاب فهو خير سند لها ولأخته أيضا تمام كده يا اجمل اب ..انت دايما صح . انهت الكلمات واعتدلت من هيئتها وتوجهت بصحبة الأب والعمات نحو بيت الشيخ الذي يبتعد عنهم بعدة شوارع فقط .

 

 
بقلم إيمان فاروق
الفصل العاشر
توجه أمجد بهما إلي المقاپر بعد ان استبدل مع عوض عجلة المقود ليقودهم الى هناك .. لتسودهم حالة من الهدوء النفسي قليلا ليفاجأه الغلام بسؤال قائلا انت ليك مام وداد عايشين عوض .
افلجه سؤال الصغير في هذا الوقت بالذات فصورتهم تأتي على مخيلته الأن فتحدث عوض قائلا اه عايشين الحمدلله.. ليا ام واب وعندي اخوات كمان يا استاذ فادي .
فادي ببرائة طب مش بيوحشوك عوض 
عوض بحنين واشتياق بيوحشوني بس ..انا بمۏت في بعادهم يا فادي ..بس تقول ايه في حاجات بتجبرك على البعد .
الغلام بعدم فهم أذاي طيب مام الي بعدها عني هو
المۏت . . وانت داد ومام بتوعك عيشين ايه الي يبعدك عنهم خليهم يجو هنا ليك .
مينفعش يافادي هما هناك في بلدهم وعوض هنا علشان يشتغل ويقدر يكون مستقبله ..قالها أمجد مؤازرا لصديقه الذي يكسوه الحزن الأن .
احتل الصمت محياه وظل شاردا في سؤال الصغير ..نعم هو تركهم من أجل جمع المال وها هو حصده واكثر ما توقع بمراحل لقد حاز على مركز مرموق هنا ولكن لماذا لا بشعر بالسعادة فقلبه به الم ما فالاشتياق اليهم اكبر مما توقع لقد فكر في نفسه فقط في الماضي ولم يعد العدة لهذا الشعور لقد ظن انه من العادي ان يبتعد عنهم وعنها هى من أجل بناء المستقبل ليته ظل فهناك وبرغم الاحتياج المادي لهم كان يشعر بالسعادة التي يفتقرها الأن .. ليته ظل بأحضان أمه التي تبكي كلما حاول مهاتفتها وهى تدعوه للعودة مرة أخرى .
انتهى أمجد والصغير من زيارة غاليتهم التي تتوارى تحت الثرى بمقپرة زينت بالورود التي جلبها الأب ونشرها الغلام حول مقرقد امه في حنين واشتياق لها كم كان اللقاء حارا . فمشاعر الأب تختلف كثيرا عن مشاعر الإبن وكل يغني على ليلاه امام مقبرتها .
والأخر هناك يجلس بداخل السيارة ينعي همه بفراق والديه وفراق من نوع اخر بيده هو قتل حبهما الذي ظل قابع بداخله فراق أجبرها على التخلي جعلها
تلقي بنفسها في أحضان رجل أخر غيره ..مما جعله يحدث نفسه لاعنا غبائه قائلا بسخرية مما يشعر وهو بينظر لنفسه خلف مرآة سيارته الأمامية متحدثا يا تري ارتحت دلوقتي ياعوض وانت معاك الفلوس دي كلها .. طبعا لا كان ممكن ابقى في قمة سعادتي دلوقتي لو هى معايا . . كان زماني بحتفل بيها ومعاها ..لكن انا بغبائي سبتها وهربت ..ليها حق طبعا منا الي بعدت من غير مانهى معاها الخلاف ومن غير مقنعها بوجهة نظري . .ياااه ياسيهام وحشتيني قوي ووحشني حضن امي وابويا واخواتي. . وأكمل بصدق استشعره هو بعد مرور كل هذه السنوات ليهتف قائلا م لع ون ابو الغربة والفلوس الي بتفرق الأحباب بالشكل دا ....ضړب المقدود بيده احتجاجا ناعتا نفسه بالغباء بقوله غبي ..انا غبي ..ليستوقفه قدوم الصغير برفقة أبيه الذي لا يقل حالة عن حالهما في الحزن المتملك منهما ليستكملا رحلة الغودة في صمت تااام وكل واحد منهم يحاول اخماد حنينه وشوقه عن عيون الأخر .
عند سيهام بعد زيارتها برفقة عمتها الكبرى والصغري التي ولجا معها وابيها الذي تعرف على هذا الرجل الصالح خلال تلك الزيارة متذكرا اياه قائلا صالح عبدالله المحمدي ..اذيك يا شيخ صالح .
يقابله الرجل بحفاوة وود لهذا الصوت وتلك الجملة التي تنم على معرفة قائلها له يا مرحب بيكم . . اهلا ياسيدي مين حضرتك واضح انك تعرفني من زمان بل قلت صالح عبدالله . . ودي ميقلهاش غير حد يعرفني قوي .
فعلا اعرفك ومن زمان قوي من قبل ما تلبس النضارة السودة دي . . من أيام المعهد الديني لو تتذكر . قالها ابو سيهام في محاولة منه لتذكير الأخر الذي عاد بذاكرته لبعيد أكثر من خمس وثلاثون عام ليهتف قائلا بمزاح اضحك الجميع ياااه من ايام العهد الديني ..دا أنت قديم قوي يا راجل . . انا لسة شباب .
ابوسيهام من بين ضحكاته على مداعبة الأخر الذي مازل يحتفظ بخفة ظله برغم هذا ما هو فيه فهو لم يكن بفاقد للنظر في السابق مما جعله يردف قائلا واضح انك لسة فكهى زي ماانت يابتاع الحلاوة قالها حتى يذكره بموقف ما بينهما .
استوقفته تلك الكلمة الدلالية التي لها ذكرى خالدة لديه فهو كان يطلق تلك الكلمة على محبوبته ابنة الجيران التي تزوجها بعد ذلك . . فكلما كان يريد أن يراها وهى تخرج من مدرستها يقول له انه يريد أن
يجلب حلاوة . .مما جعل الآخرين يلقبونه ببتاع الحلاوة لأنهم يعرفون ما يخفيه ولذلك تأكد ان هذا الشخص من المقربين لديه حتى وان كانت بعدتهم الأيام..مما جعله يردف بحنين واضح انك من دفعة الحبيبة يا سيد ..ياتري انت مين بقى فيهم 
قهقه ابو سيهام فور تذكره لهذا اللقب الذي لقبهم به احد اساتذتهم نظرا لأن جميع الدفعة كانت تربطهم علاقات عاطفية وان لم تكتمل بعد ذلك نظرا لأنهم كانوا في سن مراهقة وقتها وليس كل ما يرغبه المرء يدركه.. ليهتف من بين ضحكاته الله يحظك ياصالح فكرتني بالذي مضى .. طب طالما انت ذاكرتك قويه كده تقدر تقولى انامين يابتاع الحلاوة .
الشيخ صالح بتفكير وتمحص بهذا الصوت المألوف لديه
 

27  28  29 

انت في الصفحة 28 من 37 صفحات