الأحد 24 نوفمبر 2024

عانس ولكن بقلم إيمان فاروق

انت في الصفحة 3 من 37 صفحات

موقع أيام نيوز


اكتر من كده وتعرفني . . وانا بحلك من اي وعد حصل مابينا .
وعى عوض وقتها انه تجاوز في الإنفعال ولكنه لم يتخيل انها ستسوء فهمه هكذا مما جعله يهدر بها في لوعة دا الي انت فهمتيه من الحالة الى انا فيها . . انا نفسي اعيش معاكي في سعادة وبحاول اوصل لحل علشان نعيش مرتاحين منغير ميكون نفسنا في حاجة وانت جاية تقولى نسيب بعض ..تبقي اټجننتي يا سهام .. انا عمرى ماقصدت الكلام العبيط الي بتقوليه دا .

لتجيبه وهى تحاول أن تتملك نفسها من البكاء الذي سيطر عليها وزرف دون وعي منها اما تقصد ايه ياريت تكون اوضح من كده علشان اقدر افهمك . .
استنشق الهواء حتى تشبعت رئتيه وزفره في تنهيدة حاړقة من لهيب انفاسه الثائرة ليحاول ان يخرج ما يريد بشكل بسيط علها تقبل ان تشاركه ما ينوي عليه ليتفوه وهو يحاول الثبات أمامها قائلا سيهام ممكن نبدأ حياتنا في مكان تانى بعيد عن البلد دي بكل قرفها وضغوطها .. في واحد صاحبي بيشوفلي عقد عمل في الخارج واكدلي ان ممكن يلاقيلي حاجة مناسبة .. يعني كام سنة ونرجع. . والا ليه نرجع هناك الحياة غير الناس هناك عيشة صح مش زي هنا مدفونين بالحيا .
اهدته نظرة غامضة ايكون هذا هو عوضها الذي كان يعشق تراب ارضه ايتخلى عن انتمائه وهويته من اجل حفنة من المال . . نعم من حقه ان يطمح في تحسين حالته ولكنه معه فرصة ان يكون ناجح هنا وسط الجميع اي نعم سيتعب قليلا ولكنه في النهاية سيصل إلى ما يريد وهى ستسانده مؤكدا . . ولكنه يرغب الأن في المكسب القريب السهل ولكن هل يظن ان هناك سيكون الأمر سهل عليه كما يظن فلكل مجتمع ظروفه المتلونة فليس كل مهاجر يحظو بما يتمني كغيره . . ليته يعلم أن الفقر عزة في بلد انت تنتمي إليها وافضل من ان تكون غريب دون هوية في بلد لا تعترف بك سوي اجير او خادم مقابل المال الذين يظنون انهم يتصدقون عليك به ليته يعلم .
حاولت مرارا وتكرارا ان تقنعة في الاعتدال عن هذا الأمر . . حتى ظنت انها بالفعل اقنعته عن التفكير به. . ولكنه فاجأها حينما اتاها مهرولا وهو يلهث فرحا كأنه اصاب ورقة اليناصيب الرابحة اوأحد الجولات التي ستأهلة للمرحلة الاخيرة للفوز بالكاس في احد المباريات الدولية .. اتاني يلهث من فرط سعادته وكان ينتظر اني اجيبه بسعادة مماثلة ولكن هيهات .
سيهام ياريت تعملي حسابك ان كتب كتابنا الجمعة الجاية . . علشان نخلص اجرأت السفر وانتي على زمتي علشان لما اسافر واظبط الدنيا ابعتلك على طول قالها عوض بعمليه ودون أن يعطي لها رأي وكأن ما يقوله هو شئ مسلم به وعليها التنفيذ فقط . ليس عليها الاعتراض . .هو قرر ووجب عليها التنفيذ . هى ضلعة هو وعليها السمع والطاعة له .
مما جعلها ټنهار وقتها من حالة التعسف التي تملكت منه وتشبسه في قراره الخاطئ هى بشړ وليس آلة سيتحكم هو بها .. هل لغى احساسه بها.. هو يعلم انها تعشق هذه البلد ولن تستطيع مفارقة أهلها .. كيف له ان يقهرها هكذا ابتلعت علقمها وحاولت أن تحدثه بالنطق الذي يبتعد هو عنه ولكنه رفض أن يعطيها المجال بالحوار والتحدث فيما لا يريد . . بل واصر على رأيه دون نقاش والا هكذا تكون هى من تخلت عنه لا ياعوض .. مينفعش انا مش هقبل بموضوع السفر ده ..انا مش هسافر ولا هسمحلك تسافر وتسبنا كلنا كده منعرفش حاجة عنك ..ليه دا كله انا مطلبتش منك حاجة .ومش عايزة حاجة فوق طاقتك .يبقى ليه لزمتها الغربة والي ممكن يجي من وراها احنا مش قده ..ارجوك ارجع لاني مش هقبل انك تسافر ياعوض .
نعم اتهمها بأنها لا تريده كما يريدها هو ولكنه لن يتخلى عن حلمه في السفر وجمع المال وها هو يقف أمامها في عناد بعدما اصرت هى على وقفها وكان الفراق سيد الموقف بينهما بصي يابنت الناس ..انا كده كده مسافر ومش هرجع عن قراري هنكتب الكتاب وبعدين هسافر لوحدي ولما اظبط اموري هناك هبعتلك ..فياريت تلمي الدور وتنهى اليلة دي يأما هعتبر رفضك للسفر رفض ليا انا كمان ..وعمري مهغفرلك الي عملتيه معايا ..فاهمة والا مش فاهمة ..عجبك بهدلتنا ولفنا على كعوب رجلينا ..اظن انا عايز اصونك من الپهدلة واساعد اهالينا .
تجيبه بترجي وهى تكاد العبرات تنزلق من بين مجرياتها ياعوض افهمني ..مش هقدر ..ھموت لوسبتةالبلد ..انا مليش طاقة لكده ..اهالينا ميستهلوش مننا الهجران بالشكل دا تبقى اناني ياعوض لو فكرت تبعدعن اهلك الي ربوك وكبروك ودلوقتي جاي تسبهم وهما محتاجينك معاهم .
عوض بعدم
 

انت في الصفحة 3 من 37 صفحات