أحكام القلب
انت في الصفحة 1 من 24 صفحات
جزء الاول
رواية رائعة للكاتبة علا عبيد الجزء الاول
الفصل الأول
بعيد عن بلادىاهلى كل شيء!
أعيش مع زوج مؤقت
يحاول ان يثبت أنه جدير بصداقه صديقه
يرى نفسه الصديق الصدوق
واذا سألنى احدكم ما الذى يجبرك على كل هذا
سأخبركم ان الفتيات ......
الفتيات فى حارتى او على الأقل فى عائلتى المجيدة
ليس لديهن حق فى ابداء الرأى الاعتراض!
وبالنهاية لابد ان اخبركم انه طالما وافق الكبار صمت
الصغار ويجب ان يتم الزواج فى جميع الاحوال.
والان فلتروى معى وتخبرونى ماذا على ان افعل فى
وضعى هذا
زوجونى من شاب ولم أراه من قبل بحجه أنه رأنى
واعجب بى وبأدبى. .. شخصيتى الخجوله قد تجذب
اى شخص او انا تلقائية فى كل افعالى
والان فلتروى معى وتخبرونى ماذا على ان افعل فى
وضعى هذا
أجلس اشاهد التلفاز بشقتى التى تقبع فى احدى
المبانى الضخمه بمدينة دبى وفجأة جاء زوجى كما
يطلقون عليه فحتى الان نحن غرباء بمنزل واحد.
اعرفكم عليه
صابر الغندور. .مهندس معماري يحب عمله شغوف به
ومتفوق فيه
لكنه فضل العمل خارج مصر ..
الزواج لم يكن فى خططه على الأقل فى الوقت الذى
اضطر أن يتزوجنى فيه
دخل وجلس على الاريكه
بدأ يفك رابطه عنقه
وقالانا تعبان خالص ممكن تحضري العشا
زفرت پغضب وانا اصړخامتى بقا هننهى المهزلة دى
كى أكون صريحه معكم ربما لم أتعلم الصړاخ
والاعتراض إلا عندما تزوجت من صابر
لكن الأمر قد تجاوز الحدود أنه يعاملنى كالخادمه
هل تحضرين الطعام هل تاتين لى بملابسى
وفى النهايه انا لست مضطره ان افعل إذا نحن سوف
نتطلق بمجرد أن يتم الزواج فعلا
هل تفهمونى أنه فقط قانون ديننا أنه تزوج المرأة
وتطلق وتريد العودة لزوجها الاسبق
يجب ان تتزوج من اخر وبشرط ان يدخل بها
يجب ان تتزوج شخص آخر بشروط معينه
وهذا ما حدث ...هل بالفعل هذا ما حدث
إذا لاحظتم هناك شرط مهم بالأعلى وهو إذا أرادت ان
تعود لكن انا لا أريد ان أعود وكالعادة هذا ليس
خيارى
سمعته يقول بهدوء انتى عارفه كويس ان الموضوع
صعب انتى حبيبه صاحبى وانا محتاج وقت
ضحكت باستهزاء وقلتانت صح المفروض انك تحافظ
على اللعبه بتاعت صاحبك لحد ما يجى يستلمها وإلا
مش هتكون الصديق الوفى اللى انت عايز تثبت مدى
صدقه صح
فقالصح ممكن بقا تجيبى العشا
انه اكثر انسان مستفز رأيته بحياتى لم ارى..مثله
رغم كل الأشخاص الذين يفرضون رأيهم على ڠصبا
لكن لم أفقد اعصابى هكذا من قبل...
لكن كى تستطيعوا أن تلموا بالموضوع إلماما كاملا
يجب ان نعرف قصه بطلتنا منذ البدايه
والبداية كانت.......
فى صباح جديد تملؤه الأحداث على الأقل فى منزل
بطلتنا جهاد
جهاد هى فتاه رقيقه بسيطه جدا واحلامها بسيطه
مثلها كل ما كانت تحلم به هو ان تتعلم
لكن للأسف لم تستطع أن تكمل تعليمها لأن اهلها
وأسرتها أسره متشدده لا تؤمن بتعليم الفتيات
كل أحلامهم هو ان يجدوا العريس المناسب وإتمام كل شئ على خير
وفى ذلك اليوم تقدم لها مصطفى ...مصطفى شاب طموح جدا ويحبها
ولكن لا حدود لطموحه وهذا ما جعله يتعدى كل خطوط القانون والحرية فى كسب المال
لم يعرف أحد تلك الحقيقه عنه
كل ما عرفوه عنه ذلك اليوم
شاب لديه مال كثير ويعرف كيف يحصل على المال
ستعيش ابنتهم فى نعيم وكذلك هم
وافقوا عليه دون حتى ان يعرفوا رأيها
ولأنها كانت فتاه ضعيفه خجوله لم تستطع ان تبدى رأيها او حتى تعبر عن رغبتها فى الحديث معه
لذلك سلمت للأمر الواقع
فى أحد منازل تلك القريه البسيطه
ركضت فتاه صغيره فى التاسعه من عمرها هبه وهى تقولعمتو. ..عمتو انا عايزه اشوف العريس
ابتسمت جهاد برقه وقالتليه هو انتى اللى هتتجوزيه دا انا نفسى ما شفتهوش
هبه عبست وقالتليه هو مش حلو
ضحكت جهاد على شكلها الطفولى وقالتما اعرفش لسه بقولك ما شفتوش
هبه طيب خلاص هتاخدينى معاكى
جهادلو بابا وافق انا ما عنديش مانع
طبعت هبه قبله على جبين جهاد وقالت بحبك يا احلى
عمتو فى الدنيا
هنا دخلت والدة جهاد نعمه وقالتايه ده انتى لسه ما
لبستيش ده زمان العريس على وصول...يلا بسرعه
قومى وانتى يا هبه روحى نادى مامتك نوره تيجى
تظبط لجهاد طرحتها ...
هبهحاضر يا تيته
وقفت جهاد وهى متجهه إلى الحمام ومعها فستانها سمعت صوت امها وهى تقول
جهاد
التفتت إليها وقالت نعم
اقتربت منها نعمه ووضعت يدها على كتفها وقالتما
تخافيش يا بنتى كل حاجه هتكون كويسة
جهاد بحزنومن امتى بيهمكم شعورى
نعمه ما تقوليش كده يا بنتى انتى عارفه انا ماليش
ذنب ما اقدرش اعمل
حاجه بخصوص الموضوع
جهادوانا مش عايزاكى تعملى حاجه انا خلاص بقيت
لعبه فى ايد القدر وانا راضيه ....ان الله مع الصابرين
مش كده
وضعت نعمه عيونها فى عيون ابنتها بحزن لكن جهاد
تجاهلت رغبتها فى الارتماء باحضان أمها والبكاء على
صدرها وتخبرها انها خائفه من مصير مجهول
لكنها تابعت مهمتها ودخلت للحمام
جاءت نوره زوجة اخوها وهى ترفع صوتها بالزغاريد
لكنها تفاجئت بوجه جهاد الشاحب وعيونها الحمراء
فقالتايه يا عروسه مالك كنتى بتعيطى ولا ايه
توتر من سؤالها لكنها قالتلا لا انا كنت بتوضى بس
علشان مش هينفع ألبس الفستان قبل ما اصلى
نورهطيب يلا علشان اعدلك الطرحه
جهادحاضر
شردت فى أفكارها الغريبه
وفكرت بحزن أنه وياللعجب هناك اشخاص سعداء اكثر
منها... اكثر منها ..لا ربما هى الوحيدة الحزينه من
بينهم لكن لا فائده من هذا الحزن مهما يكن شعورها
لن يهتم بها أحد
لكن لم تكن هذه هى الطريقه التى تتمناها فى الزواج
بل هى الطريقه التى لن تتمناها اى فتاه
لكنه راجعت السبب إلى القدر وقالتاللهم لا اسألك
رد القضاء لكنى أسألك اللطف فيه
نورهبتقولى حاجه..
جهاد لا ولا حاجه
فى مكان آخر
كان مصطفى يضع اللمسات الاخيره وهو يضع رابطه
عنقه
دخل عليه صديق عمره صابر وهو يغنى ويقول
خلص تارك طفى نارك من اللى شوفته قبل منى من
اللى شوفته قبل منى سيب لى چرح وڼار فى قلبى. .
ضحك مصطفى بقوه وقالخلاص يا صابر يا رباعى
..
احتضنه بسعاده لكن مصطفى قال انا زعلان منك
برده
صابرما انت عارف يا مصطفى ان دى طبيعه شغلى
ما اقدرش اخد اجازه اكتر من يومين
مصطفىماشى يا عم مردوده لك
صابر يلا بينا كفايه تأخير كده
مصطفىانت شكلك مستعجل اكتر منى
صابرانت عارف انى بحب إتقان العمل
مصطفىطيب ايه علاقه إتقان العمل بيوم زى ده
صابرالإتقان ليه علاقه باى حاجه فى الدنيا حتى
المواعيد دقتها إتقان فهمت
مصطفىمحدش يقدر يغلبك
صابرطبعا
.........
جلست على الكرسى فى غرفتها وهى تشعر أن
الوقت يمر بسرعه
حتى زواجها لم يكن كما تتمناه اى فتاه حتى أقل
آمالها فى يوم مثل هذا لم تتحقق
كان زفاف عاديا جدا فى أحد شوارع حارتها
حين جاء مصطفى وأمسك يدها وخرج معها
الجميع يتاملها ويبحث عن اى خطأ فى هيئتها كما هو
حال اى عروس
لم تسلم من الحسد والتأمل فيها
أما هى فكانت فى عالم آخر بين كل هؤلاء الناس
كيف ستكون حياتها الجديده وما هى شخصيته
هل رآها من قبل ام هو مثلها تماما
....لكنها لم تعرف ولم يخطر ببالها أنه يعرف أدق
التفاصيل فى حياته لأنها كان دائما قريب منها لكن
بعيد كان يراقبها دائما على أمل ان تلمح ظله الذى
يلاحق ظلها
لكنها كانت فتاه عاديه بسيطه لا تنظر حتى حولها
الأشخاص فى حياتها محدودون لا تعرف أكثر من
أفراد عائلتها
كان يجلس بجانبها وهو فى منتهى السعاده أنه حصل
على فتاه مثلها..
كانت