الجمعة 29 نوفمبر 2024

زخات العشق والهوي

انت في الصفحة 25 من 84 صفحات

موقع أيام نيوز


يواجهني ويثبت برائته مش يسبني لا طايلة سما ولا أرض 
لأ يا فيروز لو جينا للحق أنت الغلطانة مهما كان اللي بنكم مكنش ينفع ابدا تقولي لعمي ريان و إن سلطان كان السبب في مۏت ابنه دا كان سر بينك وبينه وقال لك مامبنش من تأنيب الضمير وأنت بنفسك كنتي بتخففي عنه تيجي لما الكل موجود وابنهم لسه مكملش أسبوع مېت تقولي إن سلطان اللي قټله بأهماله 

من حړقة قلبي يا مليكة مقدرتش اشوف الكل بيدافعه عنه وكأنه هو الملاك وأنا الشيطان مش العكس 
ونفعتك دلوقتي حړقة قلبك يا اختي 
موجوعة اكتر من الأول موجوعة إني وجعته وإن خسر ثقته فيا اللي بنا عمره ما هيتصلح ولا الأيام هتعرف تتداوي أنا اللي دبحت نفسي بنفسي أنا السبب في كل اللي بيحصل واللي لسه هيحصل لي نفسي اشوفه ولو لمرة واعتذر له واخلي يسامحني قلبي موجوع قوي قوي .
ضمتها مليكة لحضنها وقالت بحنو وحب 
ربنا يهدي الحال بينكم وترجعوا لبعض 
يارب يا مليكة يارب أنا تعبت اوي عشان منسبش بعض وفي الآخر سبته بغبائي وتسرعي أنا موجوعة اوي
في الغرفة المجاورة من نفس الشقة كان عابد يجلس يحاول تنشيط ذاكرته هذه الاحداث يشعر بأنها مرت عليه من قبل لكن من لا يتذكر ارخى جفنيه ليعيد الاحداث هناك صور تمر سريعا من أمامه كشريط سينمائي فتح عيناه فجأة وهو يتذكر جلسته الأولى بعد الإنفصال من وتين 
هذه المرة الأولى بعد إنفصالهما عيناه اصبحت تسترقان النظر إليها لم يعد بإمكانه النظر كما يشاء تحول من عاشق إلى سارق بينما هي تجسدت في ثوبها الجديد. القسۏة ثوبها الجديد 
تجلس وتتحدث وكأنها لم تكن زوجته يوما ألهذه الدرجة تعشق قسۏتها ألهذه الدرجة تميل لعقابه. أكثر من مكافأته جفاء معاملتها معه بات واضحا وضوح الشمس انتبه لصوت الآذان فبدأ يردد خلفه بخفوت ختم بدعائه أن يجمع الله بينهما مرة أخرى عكس ما توقعته يوما تناجي ربها أن يقتلعه من بين ثنايا قلبها
جلست جوارها أسيل وقالت بإبتسامتها الواسعة
أنا مبسوطة قوي إن اتجمعنا النهاردا
بادلتها ذات الابتسامة وقالت 
وانا كمان
تابعت بتساؤل 
اومال فين مالك
ردت بنبرة مقتضبة
تلاقي في الشغل مش عارفة بقى 
عاوزين نتكلم 
اكيد 
ايه ياعابد مبتأكلش ليه  
منستني ملك قالت لي جايه واتاخرت 
طب انا هروح اجيب باقي الحاجه
كنت متوقع متجيش 
ليه  
يعني حسيت بكدا قلت يمكن عمي ميرضاش 
بالعكس بابي مش معترض نهائي ولا أنا الموضوع بقى عادي عادي قوي 
تيا إمتى هتبطلي قسۏة  
قسۏة !! فين القسۏة دي ! 
عنادك رفضك المستمر في إننا نرجع لبعض كل دا مش قسۏة دي قسۏة وغباء
للأسف ياعابد الغباء الحقيقي لما فكرت إنك هتحافظ عليا ولو فكرت ارجع لك يبقى قمة الغباء أنت مش الشخص اللي يؤتمن عليه قلبي انا بسببك وبسبب تنازلك عني بكل سهولة بقت واحدة تانيه واحدة ماشفتش من عشقك غير قساوته أنا بقت كل يوم بسألني أنا مين وإيه اللي حصل لي وفين عابد ليه سابني لواحد قاسې رافض يعترف بحبه ويطمن حبيبته أنا انا بقت بشوفك قلبي يتوجع عكس ما كنت بشوفك زمان واضح إن الحب زي مافي حاجه حلوة في حاجه وخشه ولازم نعشها عادي 
ونتعامل معاها عادي على رأي أسيل محدش دخل البيت وسلم من أذى منه دخلنا البيت وحبيناكم بكل جوارحنا اتذينا بكل ذرة فينا إنتوا ماينفعش الواحدة تتدخل بيتكم كزوجة ولا حبيبة إنتوا يادوب تبقوا مجرد اصدقاء حتى دي فشلتوا فيها وغدرتوا بعدنان وطعنتوا في ضهره متتطلبوش مننا نتخلص من قسوتنا قبل إنتوا ما تتخلصوا من خيانتكم
عاد من بئر ذكرياته وهو يحدث نفسه قائلا 
أنا اللي طلقت وتين مش هي اللي طلبت الطلاق !!
حدث نفسه مرة أخرى وقال 
أنا ازاي كنت غبي كدا
كاد أن يكمل حديثه لكن قاطعه طرقات الباب ولج مالك وجلس على حافة الفراش وقال بنبرة حزينة
وبعدين ياعابد 
وبعدين في إيه  
هتسيب أختك كدا مش هتصلح اللي حصل دا 
أنت عاوز تجوز أختك لسلطان بعد كل اللي شفته بعينك دا  
بص بقى ياعابد احنا مش ملايكة واحنا بشړ وكلنا بنغلط وسلطان غلط اه بس اتظلم واثبت برأته 
وبعدين يا قاضي الغرام 
رد مالك بنبرة مغتاظة وقال 
بلاش تريقة عليا وحياة أبوك أنا سمعته وشغلي علمني إن المتهم برئ حتى تصبت ادنته وهو اثبت إنه مظلوم مش هننكر إنه رجع يشرب بس دا بشړ والنفس أمارة بالسوء وتاب وندم والندم نص التوبة ليه احنا بقى نبقى قاضي وجلاد
تنهد عابد بعمق وقال بنبرة جادة لا تقبل النقاش 
متتدخل في الموضوع دا ميخصكش
رد مالك بنبرة مرتفعة قائلا 
دي اختي زي ماهي اختك بالظب وحقي 
حقك حق إيه يا ابو حق وأنت عارف إن جوزها كان بتاع ستات وخمورجي وماخفي كان أعظم ومع ذلك قبلت بيه أنت المفروض تخرس خالص ومتتدخلش في جواز اخواتك البنات دا لما تبقى راجل كدا وتعرف تختار ابقى اتكلم 
كدا ياعابد شكرا يا اخويا ! 
العفو يا حبيبي ومتنساش تاخد الباب في ايدك ويكون في علمك أختك أول عريس هيجي لها مناسب هوافق عليه
في منزل سلطان
كان معتزل العالم ومكث في غرفته بعد الانفصال أسبوعا كاملا لم يخرج منها يشعر بوخزة في قلبه كانت والدته تلج بين الفنية والأخرى لتطمئن عليه حالة الصمت التي خيمت على البيت جعلته كئيب وكأن جدران البيت تبكي معهم .
جلست مقابلته وتحسست ساقه وهي تقول بحنو وحب 
عامل إيه ياحبيبي  
مېت يا أمي 
ليه كدا يا ابني  
فيروز ډمرت كل اللي بيني وبينها في لحظة ڠضب
اديك قلت لحظة ڠضب ليه ياسلطان تسمع لها ليه 
چرحتني يا أمي چرحتني چرح ملوش داو 
سلطان أنت طول عمرك بتغفر وتسامح ودي مش أي حد دي فيروز حبك اللي حاربت عشانه 
للأسف حرب خسرانة يمكن كنت منتظر طعڼة من عدوي لكن فيروز الوحيدة اللي متخيلتش إنها تجرحني كدا
بكرا ترجعوا لبعض وأحسن من الأول كمان
ابتسم بجانب ثغره إبتسامة ساخرة على حديث والدته كفكف دمعة فرت من عيناه فمنعها تصل لخده وتكشف أمره .
بعد مرور شهرا كاملا 
لم يحدث فيه شئ سوى خروج فيروز من عزلتها لتبدأ أولى محاولاتها في إعادة حبيبها 
ذهبت إلى شقتهالتي يمكوث فيها مع والدته وكانت هذه حجتها الأولى الاطمئنان عليها 
بعد أن علمت بمرضها كان يقف في المطبخ يصنع قهوته الصباحية وهو يبحث عن وجبة مصرية خفيفة ليعدها لوالدته المړيضة . 
قرع الناقوس سار بخطوات واسعة وسريعة وهو يظن أن الطارق هو الحارس 
فتح الباب وجدها تقف وتشبك أناملها في بعضهما البعض توقف الزمن هنا لحظات أم دقائق لا تعرف لكنه انتشلها بصوته المرتفع قليلا 
خير !!
تنحنحت وقالت بتلعثم 
احم أنا أنا جاية أشوف مريم عرفت إنها تعبانة
تجاوزاته بعد أن أشار بيده لها فدخلت متجهة نحو الغرفة الخاصة بوالدته ابتسمت ملء شدقيها ما إن وجدتها تقف على باب الغرف فتحت لها ذراعيها وقالت
 

24  25  26 

انت في الصفحة 25 من 84 صفحات