عاشق للنهاية
حتى لو كنا أهل وقرايب زي ما بتقولي.
ابتعلت نرجس باقي كلماتها بحرج لتعود شهد لزبيدة هذه المرة تسألها
هي البت صبا مجاتش معاكي ولا إيه فينها مش سمعالها حس
أجابت زبيدة بابتسامة ساخرة
تسمعي ولا تشوفي مين هي الجلعانة دي ليها في المطبخ ولا تعرف تطبخ اساسا روحي اوضتك هتلاقيها هناك.
اوضتي!
هتفت بها متصنعة الصدمة لتغمغم بغيظ وهي تغادر وتتركهم
فتحت شهد باب الغرفة بغته بقصد حتى تجفل صبا مع هتافها
بتعملي إيه في أؤضتي يا بت انتي
انتفضت صبا بجلستها امام المراة مرددة
بسم الله الرحمن الرحيم بيطلعوا امتي دول
صفقت شهد الباب خلفها لتقول بابتسامة شريرة
بيحضروا معايا دايما يا روحي.
تمالكت صبا بغبطة تنهض لتعانق شهد بشوق تلقفته الأخيرة بكل ترحاب وهي تشدد عليها مرددة بمزاحها المعتاد
قهقهت صبا تعقب على قولها
طب لزومها إيه وحشتيني دي بعد ما طلعتيني ندلة وجليلة الأصل كمان
لكزتها الأخرى بخفة تدعي الڠضب رغم مخاطبتها بعتاب الأحباب
ايوة ندلة وقليلة أصل كمان لما تقعدي المدة دي كلها متسأليش عليا بكلمة ولا باتصال .
ردت صبا بابتسامة متوسعة تجيبها
رددت خلفها لتسألها
ويكون في عونك انتي كمان يا ستي المهم بقى مشاكل إيه تاني هو ابوكي رجع يزن عليكي في موضوع الجو از من تاني ويرفض الشغل دا انا خدت منه وعد .
لا لا طبعا ما انتي عارفة انه ما يرجعش في كلمة جالها أنا مشكلتي نفسها في الشغل نفسه مكنتش لاقية الشغل لحد اما ربنا حلها واشتغلت اخيرا والنهاردة كان أول يوم ليا في فندق كبير جوي في البلد .
قالت الأخيرة بانتعاش وهي تتلاعب في خصلات شعرها من الجانبين.
طالعتها شهد بانبهار لتسألها وهي تجلس على طرف تحتها وتخلع عنها قدميها الحذاء
مجهودي!
هتفت بها لتتابع وهي تعود إلى مراتها
هو احنا بلدنا دي فيها حاجة بالمجهود كله بالواسطة يا حبيبتي وانا الحمد كانت واسطتي ربنا انه سبب الأسباب وخلي جارتنا تعرف حكايتي وتكلم اخوها اللي شغال هناك.
تمتمت خلفها شهد بتصديق
على رأيك فعلا احنا ملناش غير ربنا...
استني هنا عندك هو ابوكي يا بنت انتي مش منبه عليكي مفيش مكياج خالص
صبا والتي أمسكت قلم الحمرة تلوح به أمامها تهتف بغيظ
هو فين المكياج دا بس قوليلي دا قلم لون الشفايف وكريم الأساس...
قارعتها شهد وكأنها أمسكت بالدليل
وعنيكي الحلوة المرسومة دي هتجنني ابوكي ېخرب بيتك.
نظرت صبا لما تشير نحوه الأخرى في المراة لتعود إليها وتقول ببؤس
حتى الكحلة كمان بقت مكياج في إيه يا جدعان دا احنا النهاردة فرح.
هزهزت شهد رأسها تجيبها بقلة حيلة
طب وانا اعملك ايه يا ماما ما انتي اللي بتجيبي المشاكل لابوكي وهو الرجل عنده حق صراحة في تحكماته المهم بقى انجزي كلها نص ساعة ويطب عرايس الهنا. هروح انا اغير بأي حاجة..
استني عندك.
هتفت بها صبا توقفها ثم جذبتها من كفها لتجلسها محلها لتتابع
عايزة تروحي تلبسي فستانك من قبل ما امكيجك.
رفعت لها شفة مستنكرة لتقول باستخفاف
يعني إيه لهو انتي فاكراني يا قمر إن انا مستحملة احط لنفسي عشان تجيني مرارة استحملك انتي تلعبي في وشي اوعي يا بت.
قالت الأخيرة وهي تحاول أن تنهض ولكن صبا منعتها تشدد بقبضتيها على كتفيها قائمة بحزم
انا مش هعلب في وشك دي بس حاجة ع الخفيف عشان تبقى حلوة ومنورة ولا انتي ناسية انك حلوة صح
سمعت شهد لتلتف وتنظر لانعكاس وجهها بخجل فكلمات الغزل ومشاعر الأنثى التي تكبتها بداخلها جعلتها تخشى النظر إلى نفسها حتى لا تتذكر حالها وتتذكر ما منعته على نفسها منذ سنوات بغرض الحفاظ على إرث والدها والټضحية لأجل أشخاص لا يستحقون الټضحية فخرج صوتها بضعف
حلوة ولا عادية حتى مش فارقة.
تبسمت صبا وهي تنزع رباط الرأس من الخلف لتطلق شعرها الحريري الأسود خلف ظهرها وحول وجهها لتردد
لا والله حلوة وحلوة جوي كمان وانا مش هسيبك النهاردة غير لما اظهر الحلاوة الرباني لملامحك. يعني مش هكوم ولا احطلك في الألوان.
قالت شهد باعتراض واهي وقد أثرت بها كلمات الأخرى
يا بنتي وفايدته إيه بس
تناولت صبا علبة كريم الأساس لتجيبها
من غير فايدة ولا عايدة حتى انا بس عايزاكي تحسي بنفسك وبجمالك فيها حاجة دي
توقفت تغمغم داخلها
والنعمة لا اخليكي أحلى من العروسة نفسها.
ولج لداخل المنزل بعد أن أنهى عمله متأخرا هذا اليوم بعد اجتماعه مع احد اللجان المسؤلة عن موقعه الجديد ليجفل على صيحة من غرفة المعيشة
اخيرا جيت يا حسن ما كنت كملت اليوم برا أحسن
قطب باستغراب لهذا الاستقبال الغير معتاد من والدته قبل أن يخطو نحوها بالغرفة التي كانت جالسة بها وتشاهد على شاشة التلفاز أحد المسلسلات ليسألها بدهشة
ليه يا ماما الزعيق وابات برا انا متأخرتش اساسا دا احنا يدوب العشا.
هتفت مجيدة تردد بغيظ
لا اتأخرت يا حبيبي عشان الميعاد اللي اتفقنا عليه ولا انت نسيت ان عندك مشوار خطوبة عند المقاول بتاعك
مالت رأسه إليها يرفرف بأهدابه ويحاول الإستعياب قبل يسقط بجسده بجوارها ليسألها
وانتي مين قالك اني رايح خطوبة اخت المقاول ثم تعالي هنا صحيح انتي ازاي بتقولي اتفقنا هو انا اتفقت على حاجة معاكي يا ماما
هتفت مجيدة بكذب مفضوح
ايوة انت اللي قولت لما حكيت معاك الصبح وانت بنفسك اللي قولتلي إن الست هي اللي نبهت عليك عشان تيجي على فرح أختها مش انا قولتلك ساعتها عيب عليك يا حسن ولازم تقدر وتعمل الواجب.
بهت وظل فمه مفتوحا وهو يستعيد برأسه حديث الصباح معها عبر الهاتف والذي استمر لمدة طويلة من الوقت.
ولكنه انتبه فجأة على خروج شقيقه من المطبخ يحمل فنجانا كبيرا يخرج منه الدخان لمشروبه فقال بتسلية ومشاكسة في حسن
ساكت ليه ومبلم دي ماما بقالها ساعة بټضرب كف على كف من تأخيرك واحراجها قدام الناس.
صړخ به حسن يردد
إحراج مين يا عم انت كمان هما يعرفوها اساساصاحت به مجيدة بمكر تربكه
ميعرفونيش انا بس يعرفوك انت يا حبيبي بتقول فرح شعبي وفي الشارع انا بقى نفسي اتفرج على حاجة مختلفة زي دي انا اتخقنت ونفسي افك عن نفسي اتخنقت يا ناس.
وجهت الأخيرة نحو أمين الذي صاح بدوره نحو أخيه
بتقولك انها اتخقنت إيه يا بني آدم انت معندكش إحساس ولا ډم تحققلها رغبتها
طالعه حسن بغيظ وزاد عليه الأخر بتلاعب حاجبيه وقالت مجيدة بنفاذ صبر
انت هتفضل متنح لاخوك كدة اليوم كله ما تخلصني بقى انا عايزة اللحق اغير هدومي
. وكمان هتغيري
قالها حسن بعدم تصديق وهتف به أمين مستمتعا باستفزازه
امال