عاشق للنهاية
قبلت والدته رأس الصغير قبل أن تجيبه وهي تزيد بمعانقته
حمد لله يا بني. لكن دي مش عوايدك تدخل مع الولد وفي الصبح كدة إيه واخد أجازة من الشغل
اومأ بعينيه قبل ان يلتف إلى المربية ويأمرها
إحسان خدي عمار خليه يلعب في الجنينة على ما تخرج لكم ماما.
انتبهت والدته أنه جاء لأمر ما لذلك استسلمت تعطي حفيدها للمربية وسارت تلحق به حتى جلست امامه على مقاعد صالونها الكلاسيكي وقالت مبادرة
صمت قليلا يطالع وجهها المتجعد بتفكير ثم ما لبث أن يقول
خير أن شاءالله بس سؤال يعني لما انتي عايزة الولد يا ماما ماتصلتيش ليه عليا ولا على رباب
ارتفع حاجبيها ونزلوا سريعا باستدراك لترد وهي تبتسم بعرض وجهها
ليه بقى يا حبيبي ما انا قايلالك من يومين إن الولد هيجي يقضي اليوم النهاردة عندي ولا هي الست مراتك اللي زعلت بقى
حقها طبعا يا ماما انتي ليه رافضة تتقبليها دي مرات ابنك بقالها كذا سنة ودلوقتي أم حفيدك .
اهتزت كتفيها لتجيبه ببساطة
عشان القبول من عند ربنا وانا مش قبلاها ولا قابلة شخصيتها كلها على بعضها أنا حرة بقى.
صك على فكه يحاول السيطرة على غضبه وهي تابعت بعدم اكتراث
إنت عارف السبب لذلك متحاولش معايا احنا صلة رحم ومودة محفوظة من بعيد لبعيد لكن قرب ولا اتصالات لأ يا كارم انا كفاية عليا قوي عمار عندي بالدنيا كلها .
زي ما تحبي يا ماما عن إذنك .
قالها وغادر على الفور لتغمغم هي في اثره
افرح بيها اوي يا خويا لكن برضوا مهمها شفطت ولا نحتت ولا حتى نفخت عمرها ما هتيجي نص كاميليا بس اقول إيه ما هي دي اللي تليق لك وتنفع معاك .
.
في القاعة المخصصة لكبار الزوار والتي لا يدخلها سوة الصفوة حيث تجرى الإجتماعات والصفقات المهمه للعمل والحفلات واللقاءات الاجتماعية للعائلة وطبقتها المخملية كان جالسا كالملك على عرشه يستقبل ويراقب دخول الموظفين والعمال تباعا لينضموا إلى من سبقهم
دلفت مودة التي كانت تتمسك بصبا بأعين جاحظة تكاد أن تخرج من مقلتيها تتمتم بانبهار على وشك أن يذهب بعقلها كل ما وقعت عينيها على شيء ما من الديكور والحوائط المطلية بالذهب والثريات الضخمة بحبات الكريستال المتدلية منها
يا لهوي يا صبا انا حاسة نفسي هتجنن دي قاعة دي ولا قصر ملك
إمسكي نفسك شوية واتعدلي في مشيتك متخليش حد ياخد باله منك ولا من كلامك ده في أيه يا مودة
سمعت منها المذكورة لتفعل وهي تتذكر هيئتها أمام الجميع وقال شادي الذي كان يسبقهم بخطوة واحدة متعمدا عدم الإبتعاد عنها او تركها بعيدا عن عينيه بضيق يجثم على صدره ولا يعرف مصدره
معلش يا مودة انتي لازم تقفي جمب فريقك دلوقتي وصبا تاخد مكانها جمبي بحكم انها المساعد بتاعي في القسم .
وقفتي ليه يا صبا
سألها شادي وقد انتبه هو الاخر لنظرة عدي نحوها ابتلعت تجيبه بسؤال
الراجل اللي قاعد قدامنا ده هو نفسه صاحب الفندق.
ازداد ضيقه مع توقفها وانتباهه على النظرات المصوبة نحوها رغم امتلاء القاعة بالجميلات ولكنها ومن دون مجهود تظل ملفتة بدون تفكير أطبقت قبضته على رسغها من فوق قماش سترتها ليسحبها يتمتم بهمس حذر
حركي نفسك الأول وبعدين اسألي مينفعش الوقفة في النص كدة
رغم استغربها ولكنها كانت ممتنة لفعله وخرج صوتها اخيرا بعد ان جعلها خلف احد السيدات
طب انا كنت عايزة اسألك برضوا هو دا مالك الفندق
تنهد بثقل يجيبها اخيرا بعد ان وضعها بزواية بعيدة حد ما عن الأعين
ايوة هو يا صبا بس مش المالك الفعلي دا ملك عيلته عيلة عزام اخوه مصطفى اشهر من الڼار ع العلم لكن انتي بتسألي ليه
ابتلعت ريقها الذي جف وشعور بالقلق يجتاحها مع هذا الدوار الذي حل برأسها على الفور وبدون مقدمات.
لا يعني سؤال عادي.
تفوهت بها برد غير مقنع له ولكنه تغاضى حتى ينتبه لصوت المدير العام وهو يهتف بصوته العالي في الجميع
لو سمحتوا كلكم تنتبهو معانا هنا وتركزوا كويس عدي باشا مش هيجتمع ولا يقطع من وقته المهم لمقابلتكم إلا إذا كان الأمر مهم.
أكمل الرجل ببعض الكلمات ليخيم الصمت على الجميع قبل أن ينهض عدي ليغلق سترته ويتكلم بهيبة ورزانة يجيدها بحنكة اكتسبها على مر السنوات بمرافقة شقيقه الأكبر ووالده في السابق
السلام عليكم انا عارف انكم مستغربين جمعتكم ويمكن لما تسمعوا بالسبب تستغربوا اكتر إني إديت الموضوع حجم المرة اكبر من كل المرات عشان اتكلم فيه بنفسي يا سادة انا مجتمع بيكم عشان اللجنة الأجنبية اللي هتيجي تقيم الفندق على مستوى الشرق الأوسط أكيد هتقولوا إن احنا كل سنة بناخد مركز متقدم لكن بقى هقولكم ان المسابقة المرة دي اشرس من كل السنوات مع ظهور فنادق جديدة في بعض البلاد عايزة تسحب البساط مننا لكن المرة دي بقى أنا مصمم ان محدش يسبقنا ولا ياخد مركزنا بل بالعكس أنا عايز اننا ناخد المركز الأول هتقولولي ازاي والمنطقة فيها بلاد متقدمة عننا هقولكم احنا نقدر ولذلك انا اتفاهمت مع المدير عشان يحط الخطط بس كمان قررت اشركم لذلك انا بطلب من كل واحد فيكم لو عنده اقتراح يقولوا ولا في مشكلة برضوا ينوه عنها عشان نحلها .
خرجت بعض الأصوات ببعض الاراء ولكنه اوقفها بإشارة منه
وصاحب الفكرة اللي تستاهل له عندنا جايزة علت الهمهات بالترحيب والحماس وارتفعت الأيادي لينتقي منهم ما يشاء حتى اذا انتهى من سماع فريق امر بتسجيل الفكرة او الرأي ثم صرفهم فريق خلف فريق تباعا حتى لم يظل سوى بعض الأفراد وقسم شادي الذي كان يتفتت من الغيظ لجعله ينتظر آخر القائمة رغم أنه الأحق والأجدر لسماع مقترحاته غير منتبه على التي كانت تغلي بجواره
وقال عدي موجها خطابه نحوه بعد ان صرف الرجل الذي كان يسبقه
وانت يا شادي معندكش افكار انت كمان
اجابه على الفور رغم انتقاص الحماس بداخله
حضرتك انا اكتر واحد يخصه السؤال ده بحكم وظيفتي زي ما انت عارف لو هنتكلم عن الأفكار ف انا عندي خطط مدونة بالتكاليف وكل شيء حتى ممكن اقول....
اوقفه بإشارة من يده
ثواني يا شادي انا هسمع واعرف منك اللي انت عايزه بس الاول بقى عايز اسأل اللي واقفة جمبك دي انتي مين
قالها مشيرا بإصبعه نفس السؤال الذي كان بالأمس ولكن هذه المرة واضعا قدم فوق الأخرى وهي مجبرة على الرد بكل احترام وتبجيل على