الأربعاء 27 نوفمبر 2024

عاشق للنهاية

انت في الصفحة 38 من 183 صفحات

موقع أيام نيوز


تنفضح أمامهما كبتتها مجيدة بصعوبة داخلها وخرج صوتها بضغف تدعيه
ما نحرمش أبدا منك يا حبيتي أنا اتحمالت على نفسي وقدرت اخد واحدة قبل ما تيجوا الحمد لله.
الحمد لله.
تمتمت بها شهد وتكلم حسن بغباء مخاطبا والدته
برشامة الضغط مش انتي خدتيها الصبح يا ماما انا فاكر اني شوفتك بتاخديها. 
اخفت مجيدة احتقانها وقالت بمسكنة أمام شهد

ويعني انا لو كنت خدتها كان جرالي دا كله.
ختمت بتأوه وهي تقرب وجهها من أذنيه لتهمس بصوت خفيض كازة على أسنانها.
أبعد بإي ديك دي شوية عني يا ابن الهبلة كتمت نفسي.
صعق حسن ليبعدها على الفور حتى ينظر لوجهها بأعين برقت بذهول لم تكترث له مجيدة والټفت إلى شهد قائلة
تعالي يا حبيبتي اقعدي هتفضلي واقفة كدة .
ردت الاخيرة
مش حكاية إن افضل واقفة ولا قاعدة المهم اننا نطمن عليكي وانا من رأيي نتصل بدكتور يجي يشوفك ولا انت رأيك إيه يا بشمهندس
قالت الاخيرة مخاطبة حسن الذي التف إليه متفوها بعدم تركيز. 
ها .
هتفت به شهد بنزق
بسألك عن دكتور للست الوالدة ما تركز شوية يا بشمهندس. 
فتح فاهه ينوي الرد ولكن والدته سبقت
يا بنتي بقولك خدت البرشامة خلاص يعني هما بس شوية الراحة وبعدها اقوم على حيلي. 
اومأت براسها شهد بتفهم يمتزج ببعض الراحة فتابعت لها مجيدة
تعالي بقى جمبي هنا ومتتعبنيش.
قالتها وهي تشير بكفها على المكان المجاور لها في الفراش واعترضت شهد بقولها
معلش يا حجة الله يخليكي اصل انا ورايا....
يعني مش قادرة تقعدي ولو خمس دقايق .
قالتها مجيدة مقاطعة تغمض عينيها بمزيدا من المسكنة لتزيد من ذهول الاخر بجوارها وانطوت الخدعة على شهد التي تأثرت لتذعن
طيب يا حجة متزعليش لا تتعبي من تاني .
قالتها وهي تسحب احد المقاعد انتعشت مجيدة لتهتف بها مكررة
لأ تعالي هنا يا بنتي متتعبيش قلبي.
توقفت شهد بحرج فهمته مجيدة لتخاطب ابنها
روح انت يا حسن اعملي حاجة سخنة 
بقبضة ي دها وبعيدا عن أعين شهد قامت بلكزه من تحت الغطاء لينتفض مصعوقا وهي تتابع بنبرة هادئة ومحذرة في نفس الوقت
ويا متنساش شهد.
اعترضت الأخيرة وهي تطاوع مجيدة في الجلوس بجوارها بعد ان نهض حسن من الجهة الأخرى بلسان منعقد ولا يتفوه بحرف
يا ست مجيدة الله يخليكى انا قولت مفيش داعي هو بس يعملك انتي حاجة تريحك.
بسعادة تغمرتها تبسمت مجيدة وهي تقترب من شهد وتناولت كفها لتضغط عليها ثم ألقت بقولها نحو الذي وقف يشاهد بازبهلال
خلاص روح يا حسن وشوف هتعمل إيه
سمع المذكور واستدار كالإنسان الالي في تنفيذ الأمر ولكن عقله كان يربط الخيوط ببعضها حتى إذا خرج من عندهن وذهب إلى المطبخ وصل بتفكيره ألى التخمين الصحيح لتتوسع عينيه بجزع مغمغا پصدمة
يا نهار اسود معقول يكون عملتيها يا مجبدة!
وصلت إلى الغرفة المذكورة بعد أن سألت وبحثت حتى علمت بوجودها في الموقع المميز بالقرب من غرفة المدير المسؤل الذي مضى على قرار التعين لها في السابق السيد حمدي كما كانت تسمع من شادي وهو يناديه تنفست بعمق تفرد ظهرها لتذكر نفسها أنها ليست مضطرة للعمل إن كان صاحب العمل لا يرغبها بل هي في غنى عنه إن تطاول عليها بكلمة واحدة وليذهب العمل إلى الچحيم .
أطرقت بقبضتها قبل أن يأتيها صوته
أدخل. 
فتحت الباب لتلقي عبارتها بروتينية
انا صبا يا فندم.
اشار بكفه لها من محله وهو على مكتبه الفخم بغرفة لا تقل اتساعا عن جناحه بلغة مسيطرة متعالية فهمتها هي لتزيدها اصرارا وثقة وهي تتقدم بخطواتها حتى وقفت على السجادة القريبة من المكتب تجيبه بكل هدوء
نعم يا فندم كنت عايزني في حاجة
ضيق عينيه يرمقها بصمت مستغربا هيئتها الواثقة تقف بشموخ غير ابهة لوضعها أمامه بعد ان كشف لها عن موقعه وسلطته عليها لقد توقع منها رد فعل اخر عكس الذي يراه أمامه الان على الإطلاق أن يبدوا عليها الأسف أن ترتجف أن تعتذر عما بدر منها أن تخشاه لا أن تقف أمامه الان وكأن شيئا لم يحدث بداخل الاجتماع وامام المديرين اعطاها العذر لكن هنا بينها وبينه داخل عرينه يكن وضعها هكذا!
انا بسألك تاني يا فندم عن السبب اللي خلاك بعتلي
قالتها حينما طال صمته ليجيبها بعصبية
هو انتي بتستعبطي ولا عاملة نفسك مش واخدة بالك
غلت الډماء الصعيدية بأوردتها وجاهدت حتى لا تسبه في موقعه فقالت لتجيبه مباشرة وبدون التهور برد يحسب عليها بعد ذلك
انا لا بستعبط ولا عاملة نفسي مش واخدة بالي ولو حضرتك تقصد موقف امبارح فا انا بأكد قدامك اهو اني مكنتش اعرف بمنصبك كرئيس ومالك للفندق اللي بعمل فيه وع العموم يا فندم لو شايف اني غلطي يستحق ف انت تقدر تصرفني عادي وبمنتهى البساطة كمان.
هل هذه صدمة التي شعر بها أم هو وقع الكلمات المفاجئة منها لقد تجاوزت هذه الفتاة تجاوزت بعدم اكتراثها له انتفض عن كرسيه بدون تفكير ليلتف حتى أصبح يقف أمامها ويسألها بشړ
هو ده اعتذارك عن الخطأ نحو رئيسك ولا انتي فاكرة ان الفندق ميقدرش يستغنى عن موظفة صغيرة تحت التمرين
ابتلعت وحاولت السيطرة على تشنج جس دها للرد بقوة مع هذا القرب المستفز منه نحوها وإن كان يظن أن بفعله هذا يستطيع تخويفها فهو واهم ولكنها أيضا ستلتزم الأدب فردت بهدوء وحزم
أولا يا فندم انا برجع وبعيد تاني عشان اقولك إني مكنتش اعرف بموقعك ولو كنت حضرتك شايف إن اللي حصل معاك هو خطأ أو قلة تقدير لجنابك ف انت طبعا تملك الحق في ذلك أما بقى بخصوص الوظيفة ف انت برضوا قولت بنفسك تحت التمرين يعني مش انا اللي هشغل الفندق.
تتحدث بلهجة عادية وكأنها لا تقصد التقليل منه تواجهه بعينها الساحرتين ليتوه بهم فتشتته عن الغرض الرئيسي له ملامحها الدقيقة ولون البشرة الذي يجمع بين مميزات اللونين الأسمر والأبيض
تبا لها إنها جميلة بحق. 
تمتم بها داخله وتحرك ليعود إلى مكتبه مرة أخرى ليتحمحم يجلي صوته ويقول بهدوء هو الاخر
ماشي يا صبا انا مش هعتبر إنك اخطأتي في حقي انا كمالك للفندق لكن بقى لو هنيجي للمهنية ف انتي أخطاتي في حق نزيل بالفندق ودي مش طريقة رد احترافية ولا انت إيه رأيك
تساؤله هذه المرة كان منطقيا ومقنعا لذلك لم تجد بدا من الرد بما يناسبه
اكيد طبعا يا فندم ان تصرفي مكنش بمهنية لما غلبت مشاعري لذلك انا بعتذر عنها دي.
تبسم داخله أن نال شيء ولو قليل يرد له اعتباره حتى لو كان هذا الاعتذار الذي تعطفت به فقط لصفة نزيل وليس لصفته كمالك للفندق.
اهتز بكرسيه الذي يجلس عليه بأربحية ليردف
تمام يا صبا انا قبلت اعتذارك لكن عن أي خطأ تاني مفيش تهاون. 
اومات برأسها تنتظر أمر الإنصراف الذي نطق به اخيرا بعد فترة من الصمت
تقدري ترجعي على شغلك .
قالها لتكنم بداخلها زفرة طويلة من الإرتياح اطلقتها فور ان خرجت
 

37  38  39 

انت في الصفحة 38 من 183 صفحات