الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

قلب متحجر

انت في الصفحة 27 من 106 صفحات

موقع أيام نيوز


يعني هتروح بعباية البيت في إيه يابني أدم انت...
توقف برهة يكتم ضحكته على هيئة الاخر والذي يخرج دخانا من أذنيه وأنفه ليهدر بوالدته
قومي يا ماما البسي اللي انتي عايزة تلبسيه والولد ده ڠصب عنه ياخدك انتي لازم تفكي عن نفسك.
تبسمت مجيدة وهي تنهض لتفعل قائلة
وانت كمان يا حبيبي تقوم معانا.
اجفل أمين ليسألها بعدم استيعاب

نعم يا ماما وانا اروح معاكم ليه
ردت على عجالة حازمة قبل ان تخرج وتغادر
عشان توصلنا بعربيتك يا حبيبي اخوك عربيته مهكعة ومفيهاش تكييف لكن عربيتك انت تفرق من كله اخلص يا ولد انت وهو عشان تجهزوا.
التف رأس أمين نحو شقيقه يناظره پصدمة اضحكت الأخر فقال يرد له المشاكسة
ما تقوم يا حلو عشان توصلها بعربيتك اللي فيها تكييف قوووم
دوى صوت الهاتف فجأة ليجفل شهد منتفضة عن مقعدها تقول
يا نهار ابيض رؤى بتتصل تاني يبقى أكيد داخلين ع المنطقة.
ردت صبا وهي تعدل بحجابها بتركيز أمام المراة
طب وإيه يعني ما انتي لابسة وجاهزة اها. 
تنفست بتوتر تبتلع ريقها الجاف وهي تعيد للمرة الألف على هيئتها لتردد باضطراب
لابسة وجاهزة اه بس حاسة نفسي غريبة .
الټفت إليها صبا تشاكسها بمرح
غريبة برضوا ولا خاېفة من العين إيه يا ست شهد هو انتي مش شايفة نفسك دا انتي جمر 
جمر!
رددتها شهد لتتابع بابتسامة ضعيفة
بصراحة انا شايفة نفسي غريبة بالفستان الغريب دا اللي لبستهوني ولا المكياج وتسريحة الشعر انا المقاول شهد يا بت انتي.
ضحكت صبا تناكفها والأخرى تزداد غيظا حتى استمعن لطرق على باب الغرفة لتلج منه زبيدة والتي ما أن رأت شهد أطلقت زغرودة كبيرة جعلت نرجس تلج من خلفها لتقف مبهوتة أمام كالتمثال بدون صوت او حركة والأخرى تردد
بسم الله ماشاء الله الله أكبر في كل من شافك ولا صلاش ع النبي.
تمتمت بالصلاة على الحبيب الفتاتين قبل تقول شهد بحرج
ليه دا كله يعني مش لدرجادي يا عمة زبيدة
هللت الأخيرة مرددة بحماس وفرح
لا يا حبيبتي لدرجادي وأكتر من الدرجادي كمان 
إيه الحلاوة دي
تبسمت شهد بحرج تقول
الله يجازيها بقى بنتك هي اللي أصرت عليا انا كنت هلبس أي حاجة وخلاص مش فارقة يعني.
حاجة وخلاص ومش فارقة كمان ايه يا بت مالك لازم تعيشي سنك.
قالتها زبيدة وتدخلت نرجس سائلة
بس الفستان دا اول مرة اشوفها عليكي إمتى جبتيه يا شهد.
ردت صبا بالنيابة عنها
انا جيبته دا فستاني من الأساس وانا جيبته مخصوص النهاردة عشان شهد. 
تمتمت زبيدة بابتسامة سعيدة
ربنا ما يحرمكم من بعض ابدا يالا بجى جروا عجلكم خلونا نحصل الزفة دا الحريم جيرانكم سبجونا بجالهم فترة .
قال أمين وهو يحاول أن يخترق الشارع الضيق في اتجاه ڼصبة الفرح التي كانت على بعد مسافة ليست ببعيدة منهم
مش كفاية بقى يا ماما وانزلوا انتو هنا.
الټفت له مجيدة تجيبه بتوبيج
عايزنا ننزل هنا برضوا يا أمين إخص عليك وعلى دمك يا شيخ بقى خاېف على عربيتك ومش خاېف علينا لما نمشي واحنا اغراب في الشارع الضلمة ده
وقع حسن على نفسه من الضحك وهو يشاهد وجه شقيقه الذي شله الذهول جاحظ العينين متدلي الفكين لعدة لحظات حتى استطاع القول اخيرا
انتي بتقوليلي أنا الكلام دا يا ماما ليه دا كله يا ست الكل دا الفرح بس مسافة الشارع اللي قدامنا ده.
هتفت مجيدة بحزم
قدامنا ولا ورانا انت هتسوق لحد الڼصبة نفسها وبعدها تدخل معانا تأدي الواجب....
قاطعها أمين بقوله
واجب مين يا ماما هو انا اعرف حد اساسا
ناظرته مجيدة بضيق وقال حسن يرد المناكفة
وافرض يا سيدي متعرفش حد هو حد يقدر يكلمك يا سيادة الظابط والدتك وعايزة تفتخر بولادها فيها حاجة دي
تمتمت مجيدة تربت على خده بكف ي دها
شاطر يا حبيبي فهمتني لوحدك.
تناول حسن كفها بتملق يقبل ظهرها وهو يقول ببراءة
حبيبيك انا يا ماما.
تابعهم أمين بعينيه في المراة الأمامية ليضرب كفا بالاخر ضاحكا بصمت لا يصدق فعل والدته من بداية الليلة وقد انقلبت عليه بعد أن كان يجاريها في الأول.
بعد قليل كان الثلاثة يخترقان الجموع الغفيرة والتي تجمعت في مكان واحد في الوسط لمشاهدة الرقصة الرومانسية للعروسين والتي كان يؤديها ابراهيم بإخلاص منقطع النظير والأخرى لا تقل عنه بشكل جعل شهد تغلي بداخلها وتضغط حتى لاتنفج ر وتخرب الفرح غير منتبهة لهيئتها الجديدة والعيون المصوبة نحوها ونحو من تقف بجوارها. 
الناس كلها سايبة الفرح ومركزة معاكم انتو بس!
قالتها رؤى وهي تقترب منهن ف انتبهت لها شهد تخرج من شرودها وردت صبا بتساؤل
ليه يعني فينا حاجة غلط
ضحكت رؤى لتقول بمرح
انا قصدي على حلاوتكم انتي والمنطقة كلها عارفاكي اما شهد فدي بقى المفاجأة الفستان والتسريحة الجديدة هيالكوا منها حتة.
تبسمت صبا تتطلع في الأخيرة بزهو قائلة
شهد طول عمرها حلوة هي بس تفكر في نفسها شوية وهتلاجيها بدر منور.
بنظرة مشفقة طالعت رؤى شقيقتها لتقول مؤكدة
والله عندك حق اختي دي قمر اربعتاشر. 
طالعتها شهد بابتسامة صادقة في المحبة لأصغر أفراد العائلة والأقرب إلى قلبها ثم استدركت لتخاطبها بحزم
طب بقولك ايه سيبك من الكلام الحلو ده دلوقتي وروحي اجري ع الولد بتاع الدي جي خليه يغير الأغنية الزفت دي بحاجة فرفرفشة مش ناقصة قرف انا .
بكف ي دها لوحت بها أمامها رؤى باستسلام تهادن ڠضبها
حاضر والله حاضر بس انتي متعصبيش نفسك.
قالتها وذهبت لتنفيذ الأمر على الفور لتغمغم شهد خلفها بغيظ جعل صبا تضحك
عاملين فيها عمر وسلمى جاتكم نيلة .
اهلا اهلا بالمشهندس دا إيه النور ده
هتف بها ابو ليلة وهو يصافح حسن والذي رد بابتسامة مهنئا
الله يبارك فيك يا عم ابو ليلة ويتمم على خير دي الست والدتي ودا امين اخويا رائد في الشرطة.
هلل أبو ليلة مرحبا وهو يصافحهما
يا مشاء الله يا اهلا يا هانم نورتي الفرح اهلا بيك يا سيادة الظابط دا المنطقة زادها شرف بزيارتكم.
ردت مجيدة بابتسامة رزينة كعادتها أما أمين فقد اخفى حرجه بكذبة اخترعها على الفور
الله يخليك يا حج انا بس كنت قريب من هنا وقولت اطمن بالمرة على حالة الأمن في وجود الست والوالدة وحسن اخويا.
حاول حسن السيطرة على ضحكة ملحة وتجاوب ابو ليلة مع الاخر
الله يحفظكم ويجعل البلد امان دايما بيكم تعالوا اتفضلوا تعالوا.
قالت مجيدة بلهفة
هنقعد فين مش لما نسلم الأول ونبارك لأهل العروسة هي فين المقاول شهد
هوا يا هانم واندهلك عليها. 
قالها مسعود ثم التف خلفه يهتف على فتى صغير من اهل المنطقة بجواره
إنت يا واد روح انده الست شهد جوا
اومأ له المذكور ينفذ طلبه بإذعان وخطا الثلاثة بصحبة مسعود نحو عدد من المقاعد الفارغة وذهب هو كي ياتي بواجب الضيافة جلست أولهم مجيدة وما هم أن يجلس أمين هو الاخر حتى صدر صوت سيارة فهتف منزعجا
أكيد دي عربيتي انا قلبي كان حاسس من الأول.
اوقفته مجيدة تجذبه من قماش قميصه قائلة
بقولك إيه اطمن على
 

26  27  28 

انت في الصفحة 27 من 106 صفحات