قلب متحجر
الناحية الأخرى في الغرفة التي اتخذتها زوجته لتصوير فيدوهاتها كي تنشرها على صفحاتها المشهورة على وسائل التواصل الإجتماعي.
بدون استئذان فتح مقبض الباب بهدوء ليتابعها وقد كانت واقفة تستند بجذعها على السور الحديدي الصغير لشرفتها بهذا الرداء الرياضي تيشيرت بحمالتين ملتصق بجذعها وقدها المهلك بعد أن نحتت اجزاء وكبرت أجزاء أخرى وبنطلون في الأسفل ضيق بشدة هو الاخر تتحدث بثقة وإسهاب وهي بالفعل تصور الان.
زي ما انتو شايفين كدة حبايبي بجمال الخضرة اللي ورا ضهري دي انا بحب الطبيعة ومقدرش اعيش من غير ما استمتع بريحة الورود ولا الشكل الأخضر للزرع حتى بشرتي محبش استخدم معاها غير منتجات الطبيعة عشان كدة بنصحكم لو عايزين بشرتكم تبقى حلوة زي بشرتي استخدموا المنتج ده دا مفيهوش اي مواد كيماوية جربوه مش هتخسروا حاجة ولا انتوا مش عايزين تبقوا زيي كدة .
برافو برافو.
وكأنها كانت تعلم بوجوده تحركت بروتينية دون إجفال مرددة بتهكم تسبقه
اهلا حبيببي نورت الدنيا دي ايه الطلة العزيزية ديتبسم ساخرا وقد فهم مقصدها ثم اقترب يلف ذراعيه حولها ويقبلها من وجنتيها مرددا بحرارة وكفه تلامس النعومة على ذراعها المكشوف .
قطتي وحشتني غريبة دي
ناظرته بتشكك قائلة
بجد
ازدادت ابتسامته اتساعا وتسلية ليردف وقد ارتفعت يداه ليمسح بإبهامه على شفتيها المكتنزة بفعل عمليات التجميل
معقولة حبيبتي تشك في شوقي ليها لا لا انا كدة أزعل.
مقولتيش بقى من إمتى بتعملي إعلانات
رفرفرت بأهدابها الكثيفة تستوعب ف ردد هو
انا بسألك عن الإعلانات اللي بتعمليها للفانز على صفحتك زي المنتج اللي كان في إي دك من شوية بتعمليها من إمتى بقى والمقابل بتاعها قد إيه
تغضنت ملامحها مع تغيره المفاجيء ليذكرها بتسلطه المعتاد على كل تحركاتها حاولت أن تنزع نفسها عنه ولكنه شدد ليعصرها يين ذراعيه قائلا بفحيح
إيه يا قلبي انتي عايزة تبعدي من قبل أنا ما اسمحلك
هتفت تنهره پغضب
برقت عينيه ليردف لها مشددا على الكلمات.
عايزة اعرف كل قرش دخلك من جميع الإعلانات اللي عملتيها الفترة اللي فاتت أنا أقدر اجيب حسابك في البنك بكل سهولة بس انا حسيبك انتي اللي تقولي بنفسك.
طالعته بضيق تكظم غيظها فقال يزيد عليها بمداعبة أسفل ذقنها
حبيبتي ريري هو انتي فاكراني عايز اعرف عشان اخدهم يعني ولا انا محتاجهم مثلا مية مرة اقولك يا قلبي اللعبي زي ما انتي عايزة... بس تحت عيني يعني ما تخرجيش عن محيطي أبدا.
ظلت على وضعها تطالعه عينيها بصمت حتى قال اخيرا قبل أن يفك ذراعيه عنها
قال الأخيرة وهو يسحبها من كف ي دها تشبثت أقدامها بالأرض تسأله
عايزني فين
تبسم لها غامزا بعينيه
بقولك وحشتيني وبالمرة كمان عشان تشوفي الفستان اللي اخترتهولك لحفل الليلة.
اوقفته مرة أخرى
حفل إيه اللي احضره وفستان أيه اللي عايزني البسه
رد بملامح ينتابها الضيق
حفل مرور سنة على شراكتي مع عدي عزام لسة في أسئلة تانية ولا اقولك..
قال الأخيرة ليجفلها بحمله لها بين ذراعيه قائلا
عايزين نخطف لنا شوية وقت بقى قبل الإستاذ عمار ما يشرف من حضانته ولا إيه
استني هنا عندك رايحة فين.
الټفت إليها بدهشة تجيبها
يعني هكون رايحة فين بس ما انا قولتلك ياما إني رايحة الشغل الجديد.
اقتربت منها زبيدة تقول كازة على أسنانها
طب واللي رايحة مقابلة شغل تروح متزوقة كدة
هتفت صبا تجيبها بدفاعية
والله ما حاطة حاجة في وشي غير بس قلم الكحل وكريم اساس وروج خفيف لون الشفايف.
ردت زبيدة بعدم رضا تبدي النصح
يا بتي أنا خاېفة عليكي من المعاكسات والمشاكل هنا غير بلدنا في الصعيد انتي لسانك مبيسكتش وابوكي دمه حامي ده ما هيصدق
زفرت صبا وتعقد جبينها تردد بغيظ
مش هرد لو حد عاكسني مش هرد عشان مديش فرصة لابويا يجعدني في البيت او يجبر عليا اتجوز حد من عيال عمي بس كمان مينفعش اطلع كدة زي الغفير انا طول عمري بحب اهتم بنفسي يا أمي وانتي عارفة كدة كويس.
ضغطت زبيدة على كلماتها
عارفة بس هنا غير البلد وانتي بتلفتي النظر ناحيتك منين ما تروحي لو تسمعي كلامي بس اجعدي في البيت زي الهانم أحسن وريحي مخك ومخي.
برقت صبا بانظارها تطالع والدتها بذهول تهز برأسها وفمها مفتوح بعدم تصديق حتى خرج صوتها
يعني انا بجالي شهور في محايلة وشد جذب مع ابويا لحد ما وافق اخيرا بعد تعب ع الشغل عشان اشم نفسي بجى واعيش الحرية اللي بتمناها فتيجي أنتي بكل سهولة تقوليلي اجعدي إيه يا أمي إهدي كدة الله يخليكي وخلي عندك ثقة في بتك انا بت ابو ليلة يعنى بمية راجل....
توقفت لتحرك قدميها للخروج مرددة مرة أخرى
بمية راجل ها يعني طمني قلبك.
قالتها ثم خرجت من المنزل نهائيا لتردد زبيدة من خلفها
ربنا يحفظك يا بتي ويبعد عنك كل شړ
خارج باب الشقة الذي اغلفته حالا تذكرت صبا الفتاة التي تواعدها للذهاب إلى مقابلة العمل ف تناولت هاتفها تبعث برسالة نصية إليها عبر تطبيق الوتساب وصلها رد الفتاة بانتظارها أسفل بنايتهم في الشارع المجاور لتتنهد بارتياح ثم حولت على وضع الكاميرا لترا صورتها في الهاتف لتلقي نظرة على هيئتها بأن رفعته قليلا أمام أنظارها حتى اطمأنت وقامت بإغلاقه لتعيده في الحقيبة مرة أخرى رفعت رأسها فجأة لتتجه